المعجم: لسان العرب
المعجم: القاموس المحيط
المعجم: مختار الصحاح
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
المعجم: الغني
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الرائد
المعجم: الغني
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: الغني
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: اللغة العربية المعاصرة
المعجم: المعجم الوسيط
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
المعجم: الرائد
السَّحْر بفَتْح فسُكُون وقد يُحَرَّك مثال نَهْر ونَهَر لمكان حرْف الحَلِقْ ويُضَمّ - فهي ثَلاثُ لُغَات وزادَ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة : بكَسْرٍ فسكون فهو إِذَاً مُثَلَّث ولم يَذْكُره أَحَدٌ من الجَمَاهِير فليُتَثَبَّت - : الرِّئَةُ . وبه فُسَّر حديث عائشة رضي الله عنها " مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحْرِي ونَحْرِي " أَي مات صلى الله ليه وسلم وهو مُسْتَنِدٌ إلى صَدرِهَا وما يُحَاذِي سَحْرَهَا مِنْه . وحَكَى القُتيْبِيّ فيه أنَّه بالشِّينِ المعجمة والجيم وسيأْتي في موضعه والمَحْفُوظ الأوّلُ . وقيل : السّحر بلُغَاتِه الثّلاث : ما الْتَزَق بالحُلْقُوم والمَرِئ من أعْلَى البَطْنِ وقيل : هو كُلُّ ما تَعَلَّق بالحُلْقُومِ من قَلْب وكَبِدٍ ورِئَةٍ . ج سُحُورٌ وأسْحَارٌ وسُحُرٌ . وقيل أَن السُّحُور بالضَّمّ جمعُ سَحْر بالفتَحْ . وأمَّا الأسْحَارُ والسُّحُر فجَمْع سَحَرٍ مُحَرَّكةً . والسَّحْرُ أثَرُ دَبَرَةِ البَعِير بَرَأَتْ وابْيَضَّ موَْضِعُهَا . ومن أمثالهم : " انتفَخَ سَحْرُه " وانتفَخَت مَسَاحِرُه . وعلى الأوّل اقتصرَ أئِمَّة الغَرِيب والثاني ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِىّ في الأساس . وقالوا يقال ذلك للجَبَان وايضاً لمَنْ عَدَا طَوْرَه . قال اللَّيْثُ : إِذَا نَزَت يالرَّجُلِ البِطْنَةُ يقال : انتفَخَ سَحْرُه . معناه عَدَا طَوْرَه وجَاوَزَ قَدْرَه . قال الأَزْهَرِيّ : هذا خَطَأٌ إنما يقال : انتَفَخَ سَحْرُه للجَبان الذي مَلأ الخَوْفُ جَوَْفه فانتفَخَ السَّحْرُ وهو الرِّئَة حتَّى رَفَعَ القَلْبَ إلى الحُلْقُوم . ومنه قوله تعالى " وبَلَغَت القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونَا " وكذلك قوله : " وأَنْذِرْهُم يَوْمَ الآزِفَةِ إذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِر " كلّ هذا يَدلُّ على انْتِفَاخ السَّحْرِ مَثَلٌ لشِدَّة الخَوْفِ وتَمَكُّنِ الفَزعِ وأنه لا يَكُون من البِطْنَة . وفي الأساس : انتفخَ سَحْرُه ومَسَاحِرُه من وَجَلٍ وَجُبْنٍ . وتَبِعه المُصَنِّف في البَصَائِر . وفي حدَيِث أبي جهل يوم بَدْر قال لعتبة بن ربيعة : " انْتَفَخ سَحْرُك " أَي رِئتُك يقال ذلك للجَبان
ومن أمثالِهم : " انقَطَع منه سَحْرِي " أَي يَئِسْت منه كما في الأساس . وزاد : وأنَا منه غيُر صَريمِ سَحْرٍ أَي غيرُ قَانِطٍ . وتبعه في البصائر . ومن المَجَاز : المقَطَّعة الُسحُورِ والمُقَطَّعَة الأسْحَارِ وكذا المُقَطَّعَة الانْمَاطِ وقد تُكَسُر الطَّاءُ ونَسبه الأَزْهَرِيّ لبعض المتأَخِّرينَ : الأرنَبُ وهو على التفاؤُل أَي سَحْرُه يُقَطَّع . وعلى اللُّغةِ الثَّانِيَة أَي من سُرْعتها وشِدَّة عَدْوِهَا كأنها تُقَطِّع سَحْرَها ونِيَاطَها . وقال الصَّاغانيّ : لأنَّها تُقَطِّع أسحارَ الكلاب لِشدَّةِ عَدْوِهَا وتُقَطِّع أسحارَ مَنْ يَطْلُبها قاله ابن شميل . ومن المَجَاز : السَّحُورُ كصَبُورُ هو ما يُتَسَحَّرُ به وَقْتَ السَّحَرِ من طَعام أو لبَنٍ أو سَوِيق وُضِعَ اسْماً لِمَا يُؤْكَل ذلِك الوقْتَ . وقد تَسَحَّرُ الرَّجلُ ذلك الطَّعَامَ أَي أكلَه قاله الأَزْهَرِيّ . وقال ابن الأثير : هو بالفَتْح اسمُ ما يُتَسَحَّر به وبالضَّمّ المَصْدر والفِعْلُ نفْسُه وقد تكَرَّرَ ذِكرُه في الحَدِيث . وأكثَرُ ما يُرْوَى بالفَتْح وقيل : الصّوابُ بالضَّمّ لأنه بالفَتْح الطَّعَامُ والبَرَكةُ والأجْرُ والثَّوَابُ في الِفعْل لا في الطَّعَام . ومن المجاز السَّحَرُ محرَّكةً : قُبَيْلَ الصُّبْحِ آخِرَ الليلِ كالسَّحْر بالفَتْح والجمْع أسْحَارٌ كالسَّحَرِيّ والسَّحَرِيَّة محرَّكة فيهما يقال لَقِيتُه سَحَرِيَّ هذه الليلةِ وسَحَرِيَّتَهَا . قال ابن قيس الرُّقَيَّات :
وَلَدَتْ أَغرَّ مُبَارَكاً ... كَالبَدْرِ وَسْطَ سَمِائَها
فِي لَيْلَةِ لا نَحْسَ فِي ... سَحَرِيَّهَا وعِشَائِهَا وقال الأَزْهَرِيّ : السَّحَر : قِطْعَةٌ من اللَّيْل . وقال الزَّمَخْشَرِىّ : وإنما سُمِّي السَّحَرَ استعارةً لأنه وقتَ إدبارِ اللَّيْل وإقْبَال النَّهَار فهو مُتَنَفَّس الصُّبْحِ . ومن المَجَاز : السَّحَرُ : البَيَاضُ يَعْلُو السَّوادَ يقال بالسين وبالصاد إلا أَن السين أكثرُ ما يُستعمَلُ في سَحَرِ الصُّبْح والصَّاد في الألْوَان . يقال : حِمَار أصْحَرُ وأتاَنٌ صَحْرَاءُ . ومن المَجَاز : السَّحَر : طَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ وآخِرُه استعارةٌ من أسْحار اللَّيَالِي ج أسْحارٌ قال ذو الرُّمَّة يَصِف فَلاةً :
مغَمِّضُ أسْحَارِ الخُبُوتِ إِذَا اكْتَسَى ... مِنَ الآلِ جُلّاً نازحُ الماءِ مُقفِرُ قال الأَزْهَرِيّ : أسحارُ الفلاةِ : أطْرَافُهَا . ومن المَجَاز : السُّحْرَةُ بالضَّمّ : السَّحَرُ وقيل : الأعْلَى منه . وقيل : هو من ثُلُث اللَّيْلِ الآخِرِ إلى طُلوعِ الفَجْرِ . يقال : لَقِيتُه بسُحْرَةٍ ولَقِيته سُحْرَةً وسُحْرَةَ يا هذا ولقيتهُ بالسَّحَرِ الأعْلَى ولقيته بأعلى سَحَرْين وأعْلَى السَّحَرَيْن . قالوا : وأمّا قول العَجَّاج :
" غَدَا بأَعْلىَ سَحَرٍ وأحْرَسَا فهو خَطَأٌ كان يَنْبِغي له أَن يقول : بأعْلَى سَحَرَيْنِ لأنه أوَّلُ تَنَفَّسِ الصُّبْحِ كما قال الراجز :
" مَرَّتْ بأعْلَى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ وفي الأساس : لَقِيتُه بالسَّحَرِ وفي أعْلَى السَّحَرَيْنِ وهما سَحَرٌ مع الصُّبح وسَحَرٌ قُبَيْلَهُ . كما يقال الفَجْرَانِ : الكَاذِبُ والصَّادقُويقال : لِقيتُه سَحَراً وسَحَرَ يا هذا مَعْرِفَةً لم تَصْرِفه إِذَا كُنْتَ تُرِيدُ سَحَرَ لَيْلَتِك لأنه مَعْدُولٌ عن الألف واللام وقد غلب عليه التَّعرِيفُ بغَيْر إضافَةٍ ولا ألفٍ ولام كما غَلَب ابن الزُّبَيْرِ على واحد من بَنِيه . فإن أرَدْتَ سَحَر نَكِرةً صَرَفْتَه وقلْتَ أتَيْتُه بسَحَرٍ وبَسحْرَةٍ كما قال الله تعالى : " إلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُم بسَحَر " أجْراه لأنه نَكِرةٌ كقولك : نَجَّيناهم بلَيْل . فإذا ألقَت العَربُ منه البَاءَ لم يَجْروه فقالوا : فعَلْت هذا سَحَرَ يا فتَى وكأنَّهُم في تَرْكِهم إجراءَه أَنَّ كلامَهم كان فيه بالألف واللام فجَرَى على ذلك فلَمَّا حُِفَت منه الألف واللام وفيه نِيَّتُهما لم يُصْرَف . كلامُ العَرَبِ أَن يقولوا : ما زالَ عِنْدَنَا مُنْذُ السَّحَرِ لا يكادُون يقولون غيره . وقال الزَّجَّاجُ وهو قول سيبويه : سَحَر إِذَا كان نَكِرَةً يراد سَحَرٌ من الأسحارِ انصرفَ . تقول : أتيتُ زَيْداً سَحَراً من الأسحارِ . فإذا أردْت سَحَرَ يَوْمِك قلت : أتيتُه سَحَرَ يا هذا وأَتَيْتُه بسَحَرَ يا هذا . قال الأَزْهَرِيّ : والقِيَاس ما قاله سيبويه . وتقول : سِرْ على فَرَسكِ سَحَرَ يا فَتَى . فلا ترفَعْه لأنه ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكّن . وإن سمَيَّت بسَحَر رَجُلاً أو صَغَّرتَه انصرَف لأنه ليس على وَزْنِ المَعْدول كأُخَر . تقول : سِرْ على فَرَسك سُحَيْراً . وإنّمَا لم تَرْفَعْه لأن التَّصْغِير لم يُدْخِله في الظروف المُتَمَكّنة كما أدخله في الأسماء المتَصرفة . ومن المَجَاز : أسَحَرَ الرّجلُ : سارَ فيهِ أَي في السَّحَر أو نَهَضَ ليَسِير في ذلك الوقْتِ كاسْتَحَرَ . وأَسْحَرَ أيضاً : صَاَرَ فيه كاسْتَحَرَ وبين سَارَ وصَارَ جِنَاسٌ مُحَرَّفٌ . والسُّحْرَة بالضَّمّ لُغَة في الصُّحْرَة بالصَّاد كالسَّحَر محرَّكةً وهو بياضٌ يَعْلُو السَّوَادَ . ومن المَجَاز السِّحْرُ بالكَسْر : عَمَلُ يُقربُ فيه إلى الشيطان وبمَعْونة منه . وكُلُّ ما لَطْف مأْخَذُه ودَقَّ فهو سِحْرٌ . والجمْع أسْحارٌ وسُحُورٌ . والفِعْلُ كمَنعَ . سَحَرَه يَسْحَره سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه . ورَجلٌ سَاحِرٌ من قَوْمٍ سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ . وسَحَّارٌ من قوم سَحَّارِين ولا يُكَسَّر . وفي كتاب " لَيْسَ " لابن خَالَوَيْه : ليس في كلام العرب فَعَل يَفْعَل فِعْلاً إلا سَحَرَ يَسحَر سِحْراً . وزاد أبو حَيِّان . فَعَل يَفْعَل فِعْلاً لا ثالثَ لَهُمَا قاله شيخنُا . ومن المَجَاز . السِّحْر : البَيانُ في فِطْنَة كما جاءَ في الحَدِيث " أَن قيس بن عاصم المْنِقَرِيَّ والزِّبْرِقَانَ بن بدرٍ وعمرو بن الأهْتَم قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عَمْرأ عن الزِّبْرِقان فأثْنَى عليه خَيْراً فلم يَرْضَ الزِّبْرِقانُ بذلك وقال : والله يا رسول الله إنَّه ليَعْلَم أنَّنِي أفْضَلُ مِمَّا قال ولكنه حَسَدَ مَكانِي منك فأثْنى عليه عَمْرٌو شَرّاً ثمّ قال : والله ما كَذَبْتُ عليه في الأولىَ ولا في الآخِرَه ولكنَّه أرضاني فقلتُ بالرِّضا ثم أَسْخَطَني فَقُلْتُ بالسَّخَطِ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْراً " . قال أبو عُبَيْد : كأنّ مَعْنَاهُ والله أعلم أنَّه يَبْلُغ من ثَنائِه أنه يَمْدَحُ الإنسان فيَصْدُقُ فيه حتّى يَصْرِفَ قُلُوبَ السَّامِعين إليه أَي إلى قَوْله ويَذُمُّه فيَصْدُقُ فيه حتَّى يَصْرِفَ قُلوبَهُم أيضاً عنه إلى قَولهِ الآخَرِ . فكأنه سَحَر السامعينَ بذلك . انتهى . قال شيخُنَا : زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ كلام المُصَنِّف فيه تَنَاقُضٌ فكان الأوْلَى في الأولى : حتَّى يَصِرفَ قُلوبَ السامِعِين إليه . وفي الثَّانِيَة : حتّى يصرف قُلُوبَهُم عنه لكن قَولَه أيضاً يُحَقِّق أَنَّ كُلاًّ منهما : حتَّى يَصْرِف قُلوبَ السَّامِعِين . والمُرَاد أنه بفَصَاحَتِه يَصِير النَّاسُ يتَعَجَّبُون منه مَدْحاً وذَمّاً فتنصرف قلوب السامعين إليه في الحالَتَيْن كما قاله المصنّف . ولا اعْتِدادَ بذلك الزَّعْمِ . وهذا الَّذِي قاله المُصَنِّف ظاهرٌ وإن كان فيه خَفاءٌ . انتهى . قلت : لفظة " أيضاً " ليست في نصّ أبي عُبَيْد وإنما زادَهَا المُصنِّف من عنده والمفهوم منهاالاتّحاد في الصَّرْف غير أنَّه في الأوّل : إليه وفي الثاني : عنه إلى قولِه الآخر والعبارة ظاهرةٌ لا تناقُضَ فيها فتأمَّل . وقال بعض أئِمَّة الغَرِيب وقيل إنّ معناه إنَّ مِنَ البَيَانِ ما يَكْتَسِب من الإثْمِ ما يكَتسِبه الساحِرُ بسحْرِه فيكون في مَعْرض الذَّمّ . وبه صَرَّحَ أبو عُبَيْد البَكْريّ الأنْدلسُي في شَرْح أمثال أبي عُبَيْد القاسم بن سَلاَّم وصَحَّحَه غَيْرُ واحدٍ من العُلماءِ ونقَله السّيوطيّ في مرقاة الصُّعود فأَقَرَّه وقال : وهو ظَاهِرُ صَنِيع أبي دَاوودَ . قال شيخُنَا : وعندي أَنَّ الوَجْهَيْن فيه ظَاهِرَانِ كما قال الجَمَاهِيرُ من أربابِ الغَرِيبِ وأهل الأمثال . وفي التَّهْذيب : وأصْلُ السِّحْر : صَرْفُ الشَّيْء عن حَقِيقَته إلى غَيْرِه فكأنّ السَّاحِرَ لما أرَى الباطِلَ في صُورِة الحَقِّ وخَيَّل الشَّيْءَ على غير حَقْيقَته فقد سَحَرَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه أَي صَرَفه . ورَوَىَ شَمِرٌ عن ابن أبي عائشة قال : العرب . إنَّما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأنه يُزِيل الصِّحَّة إلى المَرَض وإنما يقال سَحَره أَي أزالهَ عن البُغْض إلى الحُبّ . وقال الكميت : الاتّحاد في الصَّرْف غير أنَّه في الأوّل : إليه وفي الثاني : عنه إلى قولِه الآخر والعبارة ظاهرةٌ لا تناقُضَ فيها فتأمَّل . وقال بعض أئِمَّة الغَرِيب وقيل إنّ معناه إنَّ مِنَ البَيَانِ ما يَكْتَسِب من الإثْمِ ما يكَتسِبه الساحِرُ بسحْرِه فيكون في مَعْرض الذَّمّ . وبه صَرَّحَ أبو عُبَيْد البَكْريّ الأنْدلسُي في شَرْح أمثال أبي عُبَيْد القاسم بن سَلاَّم وصَحَّحَه غَيْرُ واحدٍ من العُلماءِ ونقَله السّيوطيّ في مرقاة الصُّعود فأَقَرَّه وقال : وهو ظَاهِرُ صَنِيع أبي دَاوودَ . قال شيخُنَا : وعندي أَنَّ الوَجْهَيْن فيه ظَاهِرَانِ كما قال الجَمَاهِيرُ من أربابِ الغَرِيبِ وأهل الأمثال . وفي التَّهْذيب : وأصْلُ السِّحْر : صَرْفُ الشَّيْء عن حَقِيقَته إلى غَيْرِه فكأنّ السَّاحِرَ لما أرَى الباطِلَ في صُورِة الحَقِّ وخَيَّل الشَّيْءَ على غير حَقْيقَته فقد سَحَرَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه أَي صَرَفه . ورَوَىَ شَمِرٌ عن ابن أبي عائشة قال : العرب . إنَّما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأنه يُزِيل الصِّحَّة إلى المَرَض وإنما يقال سَحَره أَي أزالهَ عن البُغْض إلى الحُبّ . وقال الكميت :
وقَادَ إلَيْهَا الحُبَّ فانْقَادَ صَعْبُهُ ... بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلاَلِ التَّحَبُّب يريد أَنَّ غَلَبَة حُبِّها كالسِّحر وليس به ؛ لأنَّه حُبٌّ حَلاَلٌ والحَلال لا يكون سِحْراً لأن السِّحْر فيه كالخِدَاع . قال ابنُ سِيدَه : وأما قوله صلى الله عليه وسلم " مْن تَعَلَّم باباً من النُّجُوم فقد تَعلَّم بَابِاً من السِّحر " فقد يكون على المعنَى الأوَّلِ أَي أَن علْمَ النُّجُومِ مُحرَّمُ التَّعَلُّمِ وهو كُفْرٌ كما أَنّ عِلْمَ السِّحْرِ كذلك . وقد يكون على المَعْنَى الثاني أَي أنه فِطْنَةٌ وحِكْمَةٌ وذلك ما أُدْرِك منه بطريقِ الحِسَابِ كالكُسُوف ونَحْوِه وبَهَذا عَلَّلَ الدِّينَوَرِيُّ هذا الحَدِيث . والسَّحْرُ بالفْتح أيضاً : الكَبِد وسَوادُ القَلْبِ ونَوَاحِيه . وبالضَّم : القَلْبُ عن الجَرْمِيِّ وهو السُّحْرَةُ أيضاً . قال :
" وإنِّي امرؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتِيإذَا مَا انْطَوَى منِّي الفُؤَادُ على حِقْدِ وسَحَرَ كمَنَعَ : خَدَعَ وعَلَّلَ كسَحَّرَ تَسْحِيراً . قال امرؤ القيس :
أُرَانا مُوضِعِينَ لأَمْرِ غَيْبٍ ... ونُسْحَرُ بالطَّعَامِ وبالشَّرَاب قوله : مُوضِعِين أي مُسْرِعِين . وأراد بأَمْرِ غَيْبٍ الموتَ . ونُسْحَر أَي نُخْدَع أو نُغَذَّي : يقال سَحَرَه بالطَّعَام والشَّرابِ سَحْراً وسَحَّرْه : غَذَّاه وعَلَّلَه . وأما قول لبيد :
فإنْ تَسْأَليِنَا فِيمَ نَحْن فإنَّنَا ... عَصَافِيرُ من هذا الأنَامِ المُسَحَّرِفإنه فُسِّرَ بالوَجْهَيْن وكذا قوله تعالى : " إنَّما أنْتَ من المُسَحّرين " من التَّغْذِية والخَدِيعَة . وقال الفَرّاءُ . أَي إنّك تَأْكُل الطَّعَام والشَّرَابُ فُتَعَلَّلُ به . وفي التَّهْذِيب : سَحَر الرَّجلُ إِذَا تَبَاعَدَ . وسَحِرَ كسَمِع : بَكَّرَ تَبكِيراً . والمَسْحُورُ : المُفْسَدُ من الطَّعَامِ . وهو الذي قد أُفِسد عَمَلُهُ قال ثعلب طَعامٌ مَسْحُورٌ : مَفْسُودٌ . قال ابنُ سِيدَه : هكذا حَكَاه : " مَفْسُود " لا أدرِي هو على طَرْح الزائد أم فَسَدْتُه لُغَةٌ أم هو خَطَأٌ . والمَسْحُور أيضاً المُفْسَد من المَكَانِ لِكَثْرَةِ المَطَرِ والذي قاله الأَزْهَرِيّ وغيره : أرض مَسْحُورَة : أصابَهَا من المَطَرِ أكثَرُ مِمَّا يَنْبَغِي فأفْسَدَها أو من قِلَّة الْكَلإ قال ابن شُمَيْلٍ : يُقال للأرض التي لَيْسَ بها نَبْتٌ : إنما هي قَاعٌ قَرَقُوسٌ . وأرْضٌ مُسْحُورَةٌ : قَلِيلَةُ اللَّبَنِ أَي لا كَلأّ فِيهَا . وقال الزَّمَخْشَرِىّ : أرضُ مَسْحُوَرةٌ لا تُنْبِت وهو مَجَاز
والسَّحِيرُ : كأميرٍ : المُشْتَكِى بَطْنَه من وَجَعِ السَّحْرِ أَي الرِّئَةِ فإذا أَصابَه منه السِّلُّ وذَهَبَ لحمُه فهو بَحِيرٌ . السَّحِير : الفَرَسُ العَظِيمُ البَطْنِ كذا في التَّكْمِلَة . وفي غيرها : العَظِيمُ الجَوْفِ . والسُّحَارَةُ بالضَّمّ من الشَّاةِ : ما يَقْتَلِعُه القَصَّاب فيرَمْى به من الرِّئَة والحُلْقُومِ وما تَعَلَّق بها جُعِلَ بناؤُه بناءَ السُّقَاطة وأخواتِها . السَّحْر بالفَتح والسَّحَّارَة كجَبَّانَة : شَيْءٌ يَلعَبُ به الصِّبْيانُ إِذَا مُدَّ من جانب خَرَجَ على لَوْنٍ وإذا مُدَّ من جانِبٍ آخَرَ خَرَجَ على لَوْنٍ آخَرَ مُخالِفٍ للأوّلِ وكلُّ ما أشْبَه ذلك سَحَّارَة قاله اللَّيثُ وهو مَجَاز . والإسْحَارُّ والإسْحَارَّةُ بالكسر فيهما ويُفْتَح والرَّاءُ مُشَدَّدَةٌ و قال أبو حَنِيفَة : سَمِعتُ أعرابِياً يقول : السِّحَارُ وهذه مُخَفَّفَةٌ أَي ككِتَاب فطَرَحَ الألِفَ وخَفَّفَ الرَّاءَ : بَقْلَةٌ تُسَمِّنُ المالَ وزَعَم هذا الأعرابي أَن نَباتَه يُشْبِه الفُجْلَ غير أنه لا فُجْلَةَ له قوال ابن الأعرابي :
" وهو خَشِنٌ يَرْتفع في وَسَطه قَصَبَةٌ
" في رَأْسِها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةٌ الفُجْلَةِ فيهَا حَبٌّ له دُهْن يُؤْكَل ويُتدَاوَى به وفي وَرَقِه حُرُوفَةٌ لا يأْكُلُه النَّاس ولكنه ناجِعٌ في الإبل . ورَوَى الأَزْهَرِيّ عن النَّضْر : الإسْحَارَّة : بَقْلةٌ حارَّةٌ تَنْبُت على سَاقٍ لها وَرَقٌ صِغَارٌ لها حَبَّةٌ سَوْدَاءُ كأنَّهَا شِهْنِيزَةٌ . والسَّوْحَرُ : شَجَرُ الخِلاَف والواحدةُ سَوْحَرَةٌ هو الصَّفْصَاف أيضاً يمانية وقيل بالجيم وقد تقدم . وسَحَّارٌ ككَتَّان وفي بعض النُّسخ : ككِتَاب صَحابِيٌّ . وعبد الله بن مُحَمَّد السِّحْرِيُّ بالكسر : مُحَدِّثٌ عن ابن عُيَيْنَة وعنه مُحَمَّد بن الحُصَيْب ولا أدْرِي هذه النِّسبة إلى أَيِّ شَيْءٍ ولم يُبَيِّنُوه . والمُسَحَّر كمُعَظَّم : المُجَوَّفُ قاله الفَرّاءُ في تَفْسِير قوله تعالى : " إنَّمَا أنْتَ من المُسَحَّرِين " كأنَّه أُخِذَ من قولهم : انتفَخَ سَحْرُك أَي أنَّك تُعَلَّل بالطَّعَام والشَّرَاب . واسْتَحَرَ الدِّيكُ : صاحَ في السَّحَرِ والطَّائِرُ : غَرَّدَ فيه قال امرؤ القيس :
كأَنَّ المدَُامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ... ورِيحَ الخُزَامَى ونَشْرَ القُطُرْ
يُعَلُّ به بَرْدُ أنْيَابِهَا ... إِذَا طَرَّبَ الطاِئُر المُسْتَحِرْ ومما يستدرك عليه :سَحَرَه عن وَجْهِه " : صَرَفَه : " فأنَّى تُسْحَرُون " فأنَّى تُصْرَفُونَ قاله الفَرّاءُ ويقال : أُفِكَ وسُحِرَ سَوَاءٌ . وقال يونس : تقول العَربُ للرَّجل : ما سَحَرَك عن وَجْهِ كذا وكذا ؟ أَي ما صَرفَكَ عنه ؟ والمَسْحُور : ذاهِبُ العَقْلِ المُفْسَدُ ؛ روَاه شَمِرٌ عن ابن الأَعرابيِّ . وسَحَرَه بالطَّعَام والشَّرابِ : غَذَّاه والسِّحْر بالكَسْر : الغِذَاءُ من حيث إنِّه يَدِقُّ ويَلْطُف تأثيرُه . والمُسَحَّر كمُعَظَّم : من سَحِرَه مَرَّةً بعدَ أخْرَى حتى تَخَبَّل عَقْلُه . والسّاحِرُ : العالِمُ الفَطِنُ . والسِّحْرُ : الفَسَادُ وكَلأٌ مسحُورٌ : مُفْسَد . وغَيْثٌ ذو سِحْرٍ إِذَا كان ماؤُه أكَثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي . وسَحَرَ المطرُ الطيِّنَ والتُّرابَ سَحْراً : أفَسْدَه فلم يَصْلُح للعَمَل . وأرضٌ ساحِرَةُ التُّرَابِ . وعَنْزٌ مَسْحُورَةٌ : قليلةُ اللَّبن ويقال إنَّ البَسْقَ يَسْحَر ألبانَ الغَنَمِ وهو أَن يَنزلَ اللَّبَنُ قبل الوِلاَدِ واسْتَحَرُوا : أَسْحَروا قال زهير :
" بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بسُحْرَةٍ وسَحَرُ الوادِي : أعْلاه . وسَحَّره تَسْحِيراً : أطْعَمه السَّحُورَ . ولها عَيْنٌ ساحِرَةٌ وعُيُونٌ سَوَاحِرُ وهو مَجَاز . وكلُّ ذِي سَحْرٍ مُسَحَّر . وسَحَرَه فهو مَسْحُور وسَحِيرٌ : أصابَ سَحْرَه أو سُحْرَتَه ورَجلٌ سَحِرٌ وسَحِيرٌ : انقطعَ سَحْرُه وقول الشاعر :
أيَذْهَبُ ما جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرٍ ... ظَلِيفاً إنَّ ذَا لَهوَ العَجِيبُ مَعْنَاه مَصْرُوم الرِّئة : مَقْطُوعها . وكلُّ ما يَبِسَ منه فهو صَرِيمُ سَحْرٍ . أَنشدَ ثعلب :
تَقُولُ ظَعِينَتي لمَّا اسْتَقَلَّتْ ... أَتَتْرُكُ ما جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ وصُرِمَ سَحْرُه : انقَطَعَ رَجَاؤُه ن وقد فُسِّر صَرِيمُ سَحْرٍ بأنَّه المَقْطُوعُ الرَّجَاءِ . تَذْيِيل : قال الفخرُ الرَّازِيّ في المُلَخَّص : السِّحْر والعَيْن لا يَكونانِ من فَاضِلٍ ولا يَقَعَانِ ولا يَصِحَّان منه أبداً لأن من شَرْطِ السِّحْر الجَزْمَ بصدُورِ الأثَرِ وكذلك أكثرُ الأعْمَال من المُمْكَنات من شَرْطِهَا الجَزْمَ . والفَاضِل المُتَبَحِّر بالعُلوُم يَرَى وُقُوع ذلك من المُمْكِنَات التي يَجُوزُ أَن تُوجدَ وأن لا تُوجَد فلا يَصِحّ له عَمَلٌ أصلاً . وأما العَيْنُ فلأنه لابُدَّ فيِهَا من فَرْطِ التَّعْظِيم للمَرْئِيّ والنَّفْسُ الفاضِلَةُ لا تَصِل في تعظيم ما تَرَاه إلى هذه الغَايَةِ فلذلك لا يَصِحّ السِّحْرِ إلاَّ من العَجَائِز والتُّرْكمانِ والسُّودانِ ونحو ذلك من النُّفُوس الجاهِلِيّة . كذا في تاريخ شَيْخ مشايِخنا الأخْبارِيّ مُصْطَفى بن فتْح الله الحَمَويّ