السَّلْسَلُ كجَعْفَرٍ وخَلْخَالٍ : الْماءُ العَذْبُ السَّلِسُ السَّهْلُ في الْحَلْقِ أو الْبارِدُ أيضاً يُقالُ : ماءٌ سَلْسَلٌ وسَلْسَالٌ : سَهْلُ الدُّخُولِ في الحَلْقِ لِعُذُوبَتِهِ وصَفَائِهِ وقالَ الرَّاغِبُ : تَرَدَّدَ في مَقَرِّهِ حَتَّى صَفا كالسُّلاسِلِ بالضَّمِّ قالَ ابنُ بَرِّيِّ : شاهِدُ السَّلْسَلِ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ :
أَمْ سَبِيلَ إلىَ الشَّبابِ وذِكْرُهُ ... أشْهَى إِلَيَّ مِنْ الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وشاهِدُ السُّلاسِلِ قَوْلُ لَبِيدٍ :
حَقائِبُهُمْ رَاحٌ عَتِيقٌ وَدَرْمَكٌ ... ورَيْطٌ وَفَاثُورِيَّةٌ وسُلاسِلُ وقال أَو ذُوَيبٍ :
فَشَرَّجَها مِنْ نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ ... سُلاَسِلَةٌ مِنْ ماءِ لِصْبٍ سُلاَسِلِ والسَّلْسَلُ والسَّلْسَالُ مِنَ الْخَمْرِ : الَّليِّنَةُ قالَ حَسَّانُ رَضِيَ اللهُ عنه :
" بَرَدَى يُصَفَّقُ بِالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقالَ اللَّيْثُ : هوَ السَّلْسَلُ أي العَذْبُ الصَّافِي إذا شُرِبَ يَتَسَلْسَلُ في الْحَلْقِ . وتَسَلْسَلَ الْماءُ : جَرَى في حُدُورٍ أَو صَبَبٍ قالَ الأَخْطَلُ :
إذا خَافَ مِنْ نَجْمٍ عَلَيْها ظَمَاءَةً ... أَدَبَّ إِليْها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ وثَوْبٌ مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ : رَدِيءُ النَّسْجِ رَقِيقُهُ . والسَّلْسَلَةُ : اتِّصالُ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ وشَيء مُسَلْسَلٌ : مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ . وأيضاً : الْقِطْعَةُ الطَّوِيلَةُ مِنَ السَّنامِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقالَ أَبو عَمْرٍو : هي اللَّسْلَسَةُ ويُكْسَرُ عن الأَصْمَعِيِّ : يُقالُ : لَسْلَسَةٌ وسَلْسَلَةٌ . والسِّلْسِلَةُ بالكَسْرِ : دَائِرٌ مِن حَدِيدٍ ونَحْوِهِ مِنَ الجَواهِرِ مُشْتَقٌّ مِ ذلك وقالَ الرَّاغِبُ : تُصُوِّرَ فيه تَسَلُّلٌ مُتَرَدِّدٌ فرُدِّدَ لَفْظُهُ تَنْبِيهاً عَلى تَرَدُّدِ مَعْناهُ والجَمْعُ السَّلاسِلُ ومنهُ الحَديثُ : يُقَادُونَ إلى الْجَنَّةِ بالسَّلاسِلِ . ومِنَ المَجازِ : بَدَتْ سَلاسِلُ الْبَرْقِ أَيْ اسْتَطالَ في خَفَقانِهِ وتَسَلْسَلَ في عُرْضِ السَّحابِ وسَلاَسِلُ السَّحابِ : ما تَسَلْسَلَ مِنْهُ أيضاً وَاحِدتُها سِلْسِلَةٌ وسِلْسِلٌ بكسرِهِما هكذا في النُّسَخ والصَّوابُ : وسِلْسِلٌ كما في اللِّسَانِ . والسِّلْسِلاَنُ بالكسرِ : ع هكذا في النُّسَخِ والصَّوَاب : مَوْضِعَانِ وهما بِبِلاَدٍ بَنِي أَسَدٍ ومنه قَوْلُ الشَّاعِرِ :
" خَلِيلَيَّ بَيْنَ السِّلْسِلَيْنِ لَوَ أَنَّنِيبِنَعْفِ الِّلوَى أَنْكَرْتُ ما قُلْتُما لِيَا
والسَّلْسَلُ كفَدْفَدٍ : جَبَلٌ بالدَّهْنَاءِ أَرْضِ بني تَمِيم هكذا في النُّسَخِ والصَّوَابُ : حَبْلٌ بالحَاءِ المُهْمَلَةِ لأَنَّ الدَّهْناءَ لا جَبَلَ فيها نَبَّهَ على ذلكَ نَصْرٌ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ :
" يَكْفِيكَ جَهْلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهِلِ
" ضَحْيانَةٌ مِن عَقَداتِ السَّلْسَلِ والسَّلاَسِلُ : رَمْلٌ يَتَعَقَّدُ بَعْضُهُ عَلى بَعْضٍ بَعْضُهُ عَلى بَعْضٍ ويَنْقادُ قالَهُ أبو عُبَيْدٍ يُقالُ : رَمْلٌ ذُو سَلاَسِلَ وهو مَجازٌ ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ عَمْرٍو : في الأرْضِ الخامِسَةِ حَيَّاتٌ كَسَلاَسِلِ الرَّمْلِ . وأنْشَدَ ابنُ السِّيدِ في الفَرْق لِذِي الرُّمَّةِ :
" لأُدْمَانَةٍ مِنْ وَحْشِ بَيْنَ سُوَيْقَةٍوَبَيْنَ الْحِبَالِ الْعُفْرِ ذاتِ السَّلاسِلِ وفَسَّرَها بالرِّمالِ المُسْتَطِيلَةِ واحِدَتُها سِلْسِلَةٌ وسِلْسِيلٌ . والسَّلاسِلُ مِنَ الْكِتابِ : سُطُورُهُ يُقالُ : ما أَحْسَنَ سَلاَسِلَ كِتَابِهِ وهو مَجازٌ . والسِّلْسِلَةُ بِالكَسْرِ : الْوَحَرَةُ وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ رُقَيْطَاءُ لَها ذَنَبٌ رَقِيقٌ تَمْصَعُ بهِ إذا عَدَتْ وقد ذُكِرَتْ في و ح ر . ويُقالُ : ما سَلْسَلَ طَعاماً : أي ما أَكَلَهُ كأَنَّهُ ما صَبَّهُ في حَلْقِهِ . وتَسَلْسَلَ الثَّوْبُ وتَخَلْخَلَ : لُبِسَ حَتَّى رَقَّ فهو مُتَسَلْسِلٌ ومُتَخَلْخِلٌ . وثَوْبٌ مُسَلْسَلٌ : فِيْهِ وَشْيٌ مُخَطَّطٌ وكذلك : مُلَسْلَسٌ وكأَنَّ المُسَلْسَلَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ . وغَزْوَةُ ذَاتِ السَّلاَسِلِ ظَاهِرُهُ أَنَّهُ بِفَتْحِ السِّينِ وهو المَشْهُورُ وبه جَزَمَ البَكْرِيُّ ويُرْوَى بِضَمِّها وبهِ جَزَمَ ابنُ الأَثِيرِ ونَقَلَ الحافِظُ القَوْلَيْنِ في الفَتْحِ وقالَ ابنُ القَيِّم : بالضَّمِّ والفَتْحِ لُغَتانِ . فاقْتِصارُ المُصَنِّفِ عَلى الواحِدَةِ قُصُورٌ ظَاهِرٌ وتَبَرَّأَ الشَّامِيُّ مِنَ الضَّمِّ وقال : إنَّ المَجْدَ معَ سَعَةِ اطِّلاَعِهِ لم يَذْكُرْ إلاَّ الفَتْحَ قالَ شَيخُنا : وهذا غيرُ قادِح لأنَّ الحافِظَ حُجَّةٌ وقد صَرَّحَ البُرْهانُ بأَنَّ غيرَ واحِدٍ صَرَّحَ بهما مَعاً وكم فاتَ المَجْدُ مِنَ الأَمْرِ المَشْهُورِ فَضْلاً عن المَهْجُورِ ثمَّ تَسْمِيَتُهُ على الفَتْحِ لأَنَّهُ كانَ بهِ رَمْلٌ بَعْضُهُ على بَعْضٍ كالسِّلْسِلَةِ وعلى الضَّمِّ لِسُهُولَتِهِ وهي أي : ذاتُ السَّلاَسِل : ماءٌ بأَرْضِ جُذَامِ وَرَاءَ وادِي الْقُرَى وبهِ سُمِّيَتِ الْغَزَاةُ غَزَاهَا سَرِيَّةُ عَمْرِو ابْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه سَنَةَ ثَمانٍ مِنَ الهِجْرَةِ الشَّرِيفَةِ قالَ حَسَّانُ رَضِيَ اللهُ عنه :
أجِدَّكَ لم تَهْتَجْ لِرَسْمِ المَنازِلِ ... ودَارِ مُلُوكٍ فَوقَ ذَاتِ السَّلاَسِلِ ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : غَدِيرٌ سَلْسَلٌ : إِذا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ يَصِيرُ كالسِّلْسِلَةِ قالَ أَوْسٌ :
وأَشْبَرَنِيهِ الْهَالِكِيُّ كَأَنَّهُ ... غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ وتَسَلْسَلَ الْمَاءُ في الحَلْقِ : جَرَى وسَلْسَلْتُه أَنا : صَبَبْتُهُ فيه . والتَّسَلْسُلُ : بَرِيقُ فِرِنْدِ السَّيْفِ ودَبِيبُهُ . وسَيْفٌ مُسَلْسَلٌ : فيه مِثْلُ السِّلْسِلَةِ مِنَ الْفِرنْدِ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : البَرْقُ المُسَلْسَلُ : الذي يَتَسَلْسَلُ في أَعالِيهِ ولا يكادُ يُخْلِفُ . وبِرْذَوْنٌ ذُو سَلاَسِلَ : إذا رَأَيْتَ في قَوائِمِهِ شِبْهَ السِّلْسِلَةِ . ويُقالُ لِلْغُلاَمِ الْخَفِيفِ الرُّوحِ : سُلْسُلٌ ولُسْلُسٌ بالضَّمِّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . وسَلْسَلَ : إذا أَكَلَ السِّلْسِلَةَ أي القِطْعَةَ مِنَ السَّنَامِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ . وسَلْسَلَهُ : قَيَّدَهُ بالسِّلْسِلَةِ فهو مُسَلْسَلٌوقالَ ابنُ حَبِيب : بَنُو سِلْسِلَةَ بنِ غُنْمٍ بَطْنٌ مِنْ طَيِّءٍ . والحَدِيثُ المُسَلْسَلُ : مِثْلَ أَنْ يَقولَ المُحَدِّثُ : صافَحْتُ فُلاَناً قالَ : صافَحْتُ فُلانا هكذا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ ألص أغانيُّ : سَمِعْتُ مِنَ الأَحادِيثِ المُسَلْسَلَةِ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ تَعالى والهِنْدِ واليَمَنِ وبَغْدَادَ ما يَنِيفُ عَلى أَرْبَعِمائةِ حَدِيثٍ ولَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ أَحَداً اجْتَمَعَ لَهُ هَذا القَدْرُ مِنَ المُسَلْسَلاتِ
الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً دائِماً أَبَداً ... أَعْطَانِيَ اللهُ ما لَمْ يُعْطِهِ أَحَدا قلتُ : وأَشْهَرُها الحَدِيثُ المُسَلْسَلُ بالأَوَّلِيَّةِ وقد أَلَّفْتُ فيها رِسَالةً حافِلَةً سَمَّيْتُها المِرْقَاةُ العَلِيَّةُ في شَرْحِ الحديثِ المُسَلْسَلِ بالأَوَّلِيَّةِ نافِعَةٌ في بابِها وقد وَقَعَتْ لَنا الأحادِيثُ المُسَلْسَلَةُ بِشُرُوطِها ما يَنِيفُ عَلى الْمِائةِ وما هُوَ بالإِجازَةِ الخَاصَّةِ والْعَامَّةِ مِمَّا سَمِعْتُها بالحَرَمَيْنِ والْيَمَنِ ومِصْرَ والقُدْسِ ما يَبْلُغُ إلى أرْبَعِمِائةٍ ونَيِّفٍ والحَمْدُ للهِ تَعالَى عَلى ذلك . وسَلْسَلٌ كجَعْفَرٍ : نَهْرٌ في سَوادِ العِرَاقِ يُضافُ إليهِ طَسُّوجٌ مِنْ خُراسَانِ . ودَرْبُ السِّلْسِلَةِ بِبَغْدَادَ عندَ بابِ الكُوفَةِ نَزَلَهُ أبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ يَعُقُوبَ الكُلِينِيُّ الرَّازِيُّ مِنْ فُقَهاءِ الشِّيعَةِ فنُسِبَ إِلَيْهِ قالَهُ الحَافِظُ وسَلْسُولُ الرَّمْلِ بالفَتْحِ : لُغَةٌ في سِلْسِيلِهِ بالكسْرِ : عَامِّيَّةٌ . ومُنْيَةُ السِّلْسِيلِ : بالكَسْرِ : قَرْيَةٌ قُرْبَ تِنِّيْسَ ومنها شَيخُ مَشايخِ مَشايخِنا العَلاَّمَةُ زَيْنُ الدينِ بنُ مُصْطَفى الدِّمْياطِيُّ السِّلْسِيلِيُّ وُلِدَ سنة 1040 ، وقَرَأَ عَلى المَزَّاحِيِّ والشَّبْرَامَلْسِيِّ والشَّمْسِ الشَّوْبَرِيِّ وعَنْهُ الإِمَامُ أبو حَامِدٍ البَدْرِيُّ وتُوُفِّيَ سنة 1111 . وأحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ الْكِنَانِيُّ السُّلاَلِيُّ بالضَّمِّ : أَحَدُ الفُقَهاءِ بالْيَمَنِ ذَكَرَهُ الخَزْرَجِيُّ