" لَصِقَ به يَلْصَق لُصُوقاً : وهي لغة تميم ، وقيس تقول لَسق بالسين ، وربيعة تقول لَزَق ، وهي أَقبحها إلا في أَشياء نصفها في حدودها . والتَصَقَ وأَلْصَقَ غيره ، وفي لِصْقُه ولَصِيقُه . واللَّصُوق : دواء يلصق بالجرح ، وقد ، قاله الشافعي . ويقال : أَلْصَقَ فلان بِعُرْقوب بعيره إذا عقره ، وربما ، قالوا أَلْصَقَ بساق بعيره ، وقيل لبعض العرب : كيف أنت عند القِرَى ؟ فقال : أُلْصِق والله بالنَّاب الفانية والبَكْر والضَّرْع ؛ قال الراعي : فقلتُ له : أَلْصِقْ بأيْبَس ساقِها ، فإن نُحِرَ العُرْقُوبُ لا يَرقأ النَّسَا (* قوله « فان نحر » كذا بالأصل ، وفي الأساس فان يجبر ). أَراد أَلْصِق السيف بساقها واعقِرْها ، وهذا ذكره ابن الأَثير في النهاية عن قيس بن عاصم ، قال له رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : فكيف أَنت عند القِرَى ؟، قال : أُلْصِقُ بالناب الفانية والضَّرْع الصغير الضعيف ؛ أراد أَنه يُلْصِقُ بها السيف فيعرقبها للضيافة . والمُلْصَقُ : الدعيّ . وفي حديث حاطب : إني كنت امرأً مُلْصَقاً في قريش ؛ المُلْصَقُ : هو الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب . ويقال : اشتر لي لحماً وأَلْصِقْ بالماعز أَي اجعل اعتمادك عليها ؛ قال ابن مقبل : وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ ، وقد رَغَتْ أَجِنَّتُها ، ولم تُنَضِّح لها حَمْلا وحرف الإلصاق : الباء ، سماها النحويون بذلك لأَنها تُلْصِقُ ما قبلها بما بعدها كقولك مررت بزيد ؛ قال ابن جني : إذا قلت أمسكت زيداً فقد يمكن أن تكون باشرته نفسه ، وقد يمكن أن تكون منعته من التصرف من غير مباشرة له ، فإذا قلت أَمسكت بزيد فقد أَعلمتَ أنك باشرته وأَلْصَقْت محلّ قدرك أو ما اتصل بمحل قدرك به ، فقد صح إذاً معنى الإلْصَاق . والملصقة من النساء : الضيقة . واللُّصَيْقَى ، مخففة الصاد : عُشْبة ؛ عن كراع لم يُحَلِّها . "
المعجم: لسان العرب
ضجن
" الضَّجَنُ ، بالجيم : جبل معروف ؛ قال الأََعشى : وطالَ السَّنامُ على جِبْلَةٍ ، كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ وكذلك قول ابن مقبل : في نِسْوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ ، أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ . قال : والحاء تصحيف . وضَجْنانُ : جُبَيْل بناحية مكة . قال الأَزهري : أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فيه شيئاًغير جبل بناحية تهامة يقال له ضَجْنانٌ . وروي في حديث عمر ، رضي الله تعالى عنه : أَنه أَقبل حتى إذا كان بضَجْنانَ ؛ قال : هو موضع أَو جبل بين مكة والمدينة ، قال : ولست أَدري مما أُخِذَ . "
المعجم: لسان العرب
ضحن
" الضَّحَنُ : اسم بلد ؛ قال ابن مقبل : في نسوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدة ، أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن . وقد تقدم في ترجمة ضجن ، بالجيم المعجمة ، ما اختلف فيه من ذلك . "
المعجم: لسان العرب
لضا
التهذيب : لَضا إِذا حَذِقَ بالدَّلالة .
المعجم: لسان العرب
قنن
" القِنُّ : العبد للتَّعْبيدَةِ . وقال ابن سيده : العبد القِنُّ الذي مُلِكَ هو وأَبواه ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، هذا الأَعراف ، وقد حكي في جمعه أَقْنانٌ وأَقِنَّة ؛ الأَخيرة نادرة ؛ قال جرير : إِنَّ سَلِيطاً في الخَسارِ إِنَّهْ أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ والأُنثى قِنٌّ ، بغير هاء . وقال اللحياني : العبد القِنُّ الذي وُلِدَ عندك ولا يستطيع أَن يخرج عنك . وحكي عن الأَصمعي : لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ ولكنا عبيدُ مَمْلُِكة ، مضافان جميعاً . وفي حديث عمرو بن الأَشْعَثِ : لم نَكن عبيدَ قِنٍّ إِنما كنا عبيدَ مَمْلكة . يقال : عبدٌ قِنٌّ وعَبْدانِ قِنٌّ وعبيدٌ قِنٌّ . وقال أَبو طالب : قولهم عبدٌ قِنٌّ ، قال الأَصمعي : القِنُّ الذي كان أَبوه مملوكاً لمواليه ، فإِذا لم يكن كذلك فهو عبدُ مَمْلَكةٍ ، وكأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ من القِنْيَة ، وهي المِلْكُ ؛ قال الأَزهري : ومثله الضِّحُّ وهو نور الشمس المُشْرِقُ على وجه الأَرض ، وأَصله ضِحْيٌ ،
يقال : ضَحِيتُ للشمس إِذا بَرَزْتَ لها . قال ثعلب : عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هو وأَبواه ، من القُنَانِ وهو الكُمُّ ، يقول : كأَنه في كُمِّه هو وأَبواه ، وقيل : هو من القِنْيَة إِلاَّ أَنه يبدل . ابن الأَعرابي : عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبودة ، وقِنٌّ بَيِّنُ القُنُونةِ والقَنَانةِ وقِنٌّ وقِنَّانِ وأَقنانٌ ، وغيرُه لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه . واقْتَنَنَّا قِنّاً : اتخذناه . واقْتَنَّ قِنّاً : اتخذه ؛ عن اللحياني ، وقال : إِنه لقِنٌّ بَيِّنُ القَنانة أَو القِنانة . والقِنَّةُ : القُوَّةُ من قُوَى الحَبْلِ ، وخَصَّ بعضهم به القُوَّة من قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ ؛ قال الأَصمعي : وأَنشدنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري : يَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا ، صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا
وجمعها قِنَنٌ ، وأَنشده ابن بري مستشهداً به على القِنَّةِ ضربٍ من الأَدْوية ، قال : وقوله كلباً ينتصِبُ على التمييز كقوله عز وجل : كَبُرَتْ كلمةً ؛ قال : ويجوز أَن يكون من المقلوب . والقُنَّة : الجبل الصغير ، وقيل : الجبل السَّهْلُ المستوي المنبسط على الأَرض ، وقيل : هو الجبل المنفرد المستطيل في السماء ، ولا تكون القُنَّة إِلا سَوْداء . وقُنَّةُ كلِّ شيءٍ : أَعلاه مثلُ القُلَّة ؛
وأَنشد ابن بري لذي الرُّمة في جمعه على قِنانٍ : كأَنَّنا ، والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنا ، مَوْجُ الفُراتِ ، إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ ، والاقْتِنانُ : الانتصاب . يقال : اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انتصب على القُنَّة ؛
أَنشد الأَصمعي لأَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيِّ : لا تَحْسَبي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ ، والرَّحْلَ يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ ، سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِ وأَنشده أَبو عبيد : والرَّحْلُ ، بالرفع ؛ قال ابن سيده : وهو خطأٌ إِلا أَن يريد الحال ؛ وقال يَزِيدُ بن الأَعْور الشَّنِّيّ : كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما اقْتَنَّا واقْتِنانُ الرَّحْلِ : لُزومُه ظهرَ البعير . والمُسْتَقِنُّ الذي يقيم في الإِبل يشرب أَلبانَها ؛ قال الأَعْلَمُ الهُذَلِيّ : فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً ، لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ الأَزهري : مُسْتَقِنّاً من القِنِّ ، وهو الذي يقيم مع غنمه يشرب من أَلبانها ويكون معها حيث ذهبت ؛ وقال : معنى قوله مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَي مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع ، ويروى : مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً ، فأَما المُقْتَئِنٌّ فالمُنْتَصِب والهمزة زائدة ونظيره كَبَنَ واكْبَأَنَّ ، وأَما المُقْبَئِنّ فالمنتصب أَيضاً ، وهو بناء عزيز لم يذكره صاحب الكتاب ولا اسْتُدْرِكَ عليه ، وإِن كان قد استُدْرِكَ عليه أَخوه وهو المُهْوَئِنُّ . والمُقْتَنُّ : المُنْتَصِبُ أَيضاً . الأَصمعي : اقْتنَّ الشيءُ يَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انتصب . والقِنِّينَةُ : وِعاءٌ يتخذ من خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بين مواضع الآنية على صِيغَةِ القَشْوة . والقِنِّينَةُ ، بالكسر والتشديد ، من الزجاج : الذي يُجْعَل الشَّرابُ فيه . وفي التهذيب : والقِنِّينةُ من الزجاج معروفة ولم يذكر في الصحاح من الزُّجاج ، والجمع قِنَانٌ ، نادر . والقِنِّينُ : طُنْبُور الحَبَشة ؛ عن الزجاجي : وفي الحديث : إِن الله حرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ والقِنِّينَ ؛ قال ابن قُتَيْبة : القِنِّينُ لُعْبة للروم يَتَقامَرون بها . قال الأَزهري : ويروى عن ابن الأَعرابي ، قال : التقْنِين الضَّرْبُ بالقِنِّينِ ، وهو الطُّنْبورِ بالحَبَشِيَّة ، والكُوبة الطَّبْل ، ويقال النَّرْدُ ؛ قال الأَزهري : وهذا هو الصحيح . وورد في حديث علي ، عليه السلام : نُهِينا عن الكُوبة والغُبَيْراء والقِنِّين ؛ قال ابن الأَعرابي : الكوبة الطبل ، والغبيراء خمرة تعمل من الغُبيراء ، والقِنِّينُ طُنْبور الحبشة . وقانون كل شيء : طريقُه ومقياسه . قال ابن سيده : وأُراها دَخِيلَةً . وقُنَانُ القميص وكُنُّه وقُنُّه : كُمُّه . والقُنانُ : ريح الإِبِطِ عامةً ، وقيل : هو أَشدّ ما يكون منه ؛ قال الأَزهري : هو الصُّنَانُ عند الناس ولا أَعْرِفُ القُنانَ . وقَنَانُ : اسم مَلِكٍ كان يأْخذ كلَّ سفينة غَصْباً . وأَشرافُ اليَمن : بنو جُلُنْدَى بنِ قَنان . والقَنَانُ : اسم جبل بعينه لبني أَسد ؛ قال الشاعر زهير : جَعَلْنا القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ ، وكم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وقيل : هو جبل ولم يخصص ؛ قال الأَزهري : وقَنانُ جبل بأَعلى نجد (* قوله « بأعلى نجد » الذي في التهذيب : بعالية نجد ). وبنو قَنانٍ : بطن من بَلْحرث ابن كعب . وبنو قُنَيْن : بطن من بني ثَعْلَب ؛ حكاه ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : جَهِلْتُ من دَيْنِ بَني قُنَيْنِ ، ومن حِسابٍ بينهم وبَيْني وأَنشد أَيضاً : كأَنْ لم تُبَرَّكْ بالقُنَيْنيِّ نِيبُها ، ولم يُرْتَكَبْ منها لرَمْكاءَ حافِلُ وابن قَنانٍ : رجل من الأَعراب . والقِنْقِنُ والقُناقِنُ ، بالضم : البصير بالماء تحت الأَرض ، وهو الدليل الهادي والبَصيرُ بالماء في حَفْرِ القُنِيِّ ، والجمع القَناقِنُ ، بالفتح . قال ابن الأَعرابي : القُناقِنُ البصير بجرّ المياه واستخراجها ، وجمعها قَناقِنُ ؛ قال الطرماح : يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْيةِ الرَّدَى ، ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِ ؟
قال ابن بري : القِنْقِنُ والقُناقِنُ المُهَنْدِسُ الذي يعرف الماء تحت الأَرض ، قال : وأَصلها بالفارسية ، وهو معرّب مشتق من الحَفْر من قولهم بالفارسية كِنْ كِنْ (* قوله « من قولهم بالفارسية كن كن إلخ » كذا بالأصل ، والذي في المحكم : بكن أي احفر اهـ . وضبطت بكن فيه بكسر الموحدة وفتح الكاف ). أَي احْفِرْ احْفِرْ . وسئل ابن عباس : لم تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ ؟، قال : لأَنه كان قُناقِناً ، يعرف مواضع الماء تحت الأَرض ؛ وقيل : القُناقِنُ الذي يَسْمَعُ فيعرف مقدارَ الماء في البئر قريباً أَو بعيداً . والقِنْقِنُ : ضرب من صَدَف البحر (* قوله « ضرب من صدف البحر » عبارة التكملة ابن دريد : القنقنة ، بالكسر ، ضرب من دواب البحر شبيه بالصدف ). والقِنَّة : ضرب من الأَدْوِيَةِ ، وبالفارسية يرزَذ . والقِنْقِنُ : ضَرْبٌ من الجرْذانِ . والقَوانِينُ : الأُصُول ، الواحد قانُونٌ ، وليس بعربي . والقُنَّةُ : نحو من القارَة ، وجمعها قِنانٌ ؛ قال ابن شميل : القُنَّة الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ ، وهي القارة لا تُنْبِتُ شيئاً . "
المعجم: لسان العرب
ضلل
" الضَّلالُ والضَّلالةُ : ضدُّ الهُدَى والرَّشاد ، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة ، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً ؛ وقال كراع : وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ ؛ وقال اللحياني : أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ ، قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل : قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي ؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ ، بالكسر ، أَضَلُّ ، وهو ضالٌّ تالٌّ ، وهي الضَّلالة والتَّلالة ؛ وقال الجوهري : لغة نجد هي الفصيحة . قال ابن سيده : وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا ، بكسر اللام ، ورَجُلٌ ضالٌّ . قال : وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ ، بهمز الأَلف ، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة ، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة ، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة ؛ قال : وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة ؛ وأَنشدوا : يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا : حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا ، خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يريد زَامَّها . وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد ، قال : سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ : فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ ، بهمز جانٍّ ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة ؛ قال أَبو العباس : فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك ؟، قال : لا ولا أَقبله . وضَلُولٌ : كضَالٍّ ؛
قال : لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي بَنِيَّ ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه : جعله ضَالاًّ . وقوله تعالى : إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ ، وقرئت : لا يُهْدى من يُضِلُّ ؛ قال الزَّجّاج : هو كما ، قال تعالى : من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له . قال أَبو منصور : والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد . يقال : أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق ؛ وإِياه أَراد لبيد : مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ ، ومن شاءَ أَضَل ؟
قال لبيد : هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز : يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء ؛ قال أَبو منصور : والأَصل في كلام العرب وجه آخر
يقال : أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه ، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته . وفي الحديث : سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم ، يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين ؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه . وقوله في التنزيل العزيز : رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس ؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن ال أَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل ، وهذا كما تقول : قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها ؛ وقول أَبي ذؤيب : رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه ، نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِ ؟
قال السُّكَّري : طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه ، ونِيافاً أَي طويلة ، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل ، والمستعمل أَناف ؛ وقال ابن جني : نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد . ويقال : ضَلَّ ضَلاله ، كما يقال جُنَّ جُنونُه ؛ قال أُمية : لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا ، ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وقال أَوس بن حَجَر : إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ ، إِلى حَكَمٍ بَعْدي ، فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما ، وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له ، وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً ؛ قال ابن بري :، قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه ، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته ؛
قال : يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه ، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك ، تقول للشيء الزائل عن موضعه : قد أَضْلَلْته ، وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه : ضَلَلْته ؛ قال الفرزدق : ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً ، كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وفي الحديث : ضالَّة المؤمن ؛ قال ابن الأَثير : وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره . الجوهري : الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى ، يقال : ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع ، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار ، قال : وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة ، وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع ، وتُجْمَع على ضَوالَّ ؛ قال : والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم ؛ والضّالَّة من الإِبل : التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء . وسُئل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن ضَوالِّ الإِبل فقال : ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار ، وخَرَجَ جوابُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها ، ثم ، قال ، عليه السلام : ما لَكَ ولَها ، مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها ، قال : وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني ، ومنه الكلمة الحكيمةُ : ضالَّةُ المؤمن ، وفي رواية : ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته . وضَلَّ الشيءُ : خَفِيَ وغاب . وفي الحديث : ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله ، يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني ، وقيل : لَعَلِّي أَغيب عن عذابه . يقال : ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو ، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته . وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء . ويقال : أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً . ومنه الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ ، ومعنى الحديث من قوله تعالى : أََإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا . وقال ابن قتيبة في معنى الحديث : أَي أَفُوتُه ، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه . والمُضِلُّ : السَّراب ؛ قال الشاعر : أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ أُنُفٍ ، كلائحة المُضِلِّ ، جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ ، تقول : إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ . ويقال : ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني ؛ وأَنشد : والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي (* قوله « المبتغي » هكذا في الأصل والتهذيب ، وفي شرح القاموس : المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة ). أَي تذهب عني . ويقال : أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت . وقوله في التنزيل العزيز : لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى ؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه ، وقيل : معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء . ويقال : أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك ، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته ، ولا تقل أَضْلَلْته . قال محمد بن سَلام : سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب : لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى ، فسأَلت عنها يونس فقال : يَضِلُّ جَيِّدةٌ ، يقال : ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه ؛ قال أَبو منصور : خالفهم يونس في هذا . وفي الحديث : لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً ؛ قال ابن الأَثير : أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع ؛ ومنه قوله تعالى : ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا . وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه . وفي التنزيل العزيز : إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ ؛ أَي في هلاك . والضَّلال : النِّسْيان . وفي التنزيل العزيز : مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى ؛ أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها ، وقرئ : إِنْ تَضِلَّ ، بالكسر ، فمن كَسَر إِنْ ، قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه ؛ قال الزجاج : المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة ، قال : وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ (* قوله « وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان » كذا في الأصل ومثله في التهذيب ، وعبارة الكشاف والخطيب : وقرأ حمزة وحده ان تضل احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد ، فلعل التخفيف مع كسر ان قراءة اخرى ) لا غير ، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر ، وهي قراءة أَكثر الناس ، قال : وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها ؛ قال سيبويه : فإِن ، قال إِنسان : فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار ؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ ، قال : ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه ، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل ، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار ، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله . ومنه قوله تعالى :، قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين ؛ وضَلَلْت الشيءَ : أُنْسِيتُه . وقوله تعالى : وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى . وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ : ذهَبا عنه . أَبو عمرو : أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه ، وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ . وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته ، وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته . قال أَبو عمرو : وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة ، يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إِذا غاب ، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة ، وضَلَّ الناسي إِذا غابَ عنه حِفْظه ، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك ، وقوله تعالى : أَضَلَّ أَعمالهم ؛ قال أَبو إِسحق : معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير ؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه : قد ضَلَّ سَعْيُك . ابن سيده : وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً : ضاع . وتَضْلِيل الرجل : أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال . والتضليل : تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال ؛ قال الراعي : وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ أَبْغي الهُدى ، فيَزِيدني تَضْليل ؟
قال ابن سيده : هكذا ، قاله الراعي بالوَقْص ، وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن ، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته : ولمَا أَتيتُ ، على الكمال . والتَّضْلالُ : كالتَّضْلِيل . وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار . ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل . قال الجوهري : وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك ، كله لا ينصرف . ويقال للباطل : ضُلٌّ بتَضْلال ؛ قال عمرو بن شاس الأَسدي : تَذَكَّرْت ليلى ، لاتَ حينَ ادِّكارِها ، وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ ، ضُلٌّ بتَضْلا ؟
قال ابن بري : حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب ؛ قال ومثله للعَجَّاج : يَنْشُدُ أَجْمالاً ، وما مِنْ أَجمال يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ : الضَّلالُ . وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ : يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق . وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله . وفتنة مَضَلَّة : تُضِلُّ الناسَ ، وكذلك طريق مَضَلٌّ . الأَصمعي : المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ . غيره : أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها ، والمَجْهَلُ كذلك . يقال : أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة ، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ ؛ وأَنشد : أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها ، لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ ، طَروق وقال بعضهم : أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة ، وهو اسم ، ولو كان نعتاً كان بغير الهاء . ويقال : فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ ، الذَّكر والأُنثى والجمع سواء ، كما ، قالوا الولد مَبْخَلةٌ ؛ وقيل : أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ . أَبو زيد : أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق . ابن السكيت : قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ . قال : وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ . ورجل ضِلِّيل : كثير الضَّلال . ومُضَلَّلٌ : لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً ، وقيل : صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال . والضِّلِّيلُ : الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة ، وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل . وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال : إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل ، يعني امْرَأَ القيس ، كان يُلَقَّب به . والضِّلِّيل ، بوزن القِنْدِيل : المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له . والأُضْلُولةُ : الضَّلال ؛ قال كعب بن زهير : كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً ، وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ وفلان صاحب أَضَالِيلَ ، واحدتها أُضْلُولةٌ ؛ قال الكميت : وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال الفراء : الضُّلَّة ، بالضم ، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر . والضَّلَّة : الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ . والضِّلَّة : الضَّلالُ . وقال ابن الأَعرابي : أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه ، وأَنشد : إِنِّي ، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني يُريدُ مالي ، أَضَلَّني عَلِلي أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها . ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة (* قوله « ويقال للدليل الى قوله الضلضلة » هكذا في الأصل ، وعبارة القاموس وشرحه : وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص الباب اهـ . لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس ). قاله ابن الأَعرابي : وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك ، والاسم الضُّلُّ ، بالضم ؛ ومنه قولهم : فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال ، وقيل : هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه ، وقيل : هو الذي لا خير فيه ، وقيل : إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو ، وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل ؛ كُلُّه بهذا المعنى . يقال : فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ (* قوله « ضل أضلال وصل أصلال » عبارة القاموس : ضل أضلال بالضم والكسر ، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا الكسر ) بالضاد والصاد إِذا كان داهية . وفي المثل : يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء ، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ ، فقال له قَصِيرٌ : ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه . وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال . وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ ؛ عن أَبي زيد . وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب . وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً : لم يُثْأَرْ به . وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ ، مضاف ، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده ؛ عن ثعلب ، وكذلك رواه ابن الكوفي ؛ وقال ابن الأَعرابي : إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ ، على الوصف ، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب ؛ وقال مُرَّة : هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه ، وقيل : تِبْعُ صِلَّةٍ ، بالصاد . وضَلَّ الرَّجُلُ : مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه . وفي التنزيل العزيز : أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض ؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا . وأَضْلَلْته : دَفَنْته ؛ قال المُخَبَّل : أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها ، وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ : فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي ، وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ، وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات ، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات ، والجَوْلانُ : موضع بالشام ، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ . وأَضَلَّتْ به أُمُّه : دَفَنتْه ، نادر ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : فَتًى ، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم ، لَيْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة . والضَّلَلُ : الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس ، يقال : ماءٌ ضَلَلٌ ، وقيل : هو الماء الذي يجري بين الشجر . وضَلاضِلُ الماء : بقاياه ، والصادُ لُغةٌ ، واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة . وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ : غليظة ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ ، وقال سيبويه : الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل . التهذيب : الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية ؛ قال : وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها . الجوهري : الضُّلَضِلة ، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية ، حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل ، قال : وليس في الكلام المضاعف غيره ؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ : أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه ، وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله ؟ وقال الفراء : مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ ، وهو الشديد ذو الحجارة ؛
قال : أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء . الجوهري : الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ ؛ عن الأَصمعي ، قال : كأَنه قَصْر الضَّلاضِل . ومُضَلَّل ، بفتح اللام : اسم رجل من بني أَسد ؛ وقال الأَسود بن يعْفُر : وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما : عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّل ؟
قال ابن بري : صواب إِنشاده فَقَبْلي ، بالفاء ، لأَن قبله : فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا ، وإِخالُه كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ : هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل . "