القل بالضم والقلة بالكسر : ضد الكثرة والكثر وفيه لف ونشر غير مرتب قال شيخنا : وأجاز البرهان الحلبي في شرح الشفاء الكسر في القل والكثر ونقله الشهاب في إعجاز القرآن . قلت : ونقله ابن سيده أيضا ومنه قولهم : الحمد لله على القل والكثر بالوجهين وفي الحديث : " الربا وإن كثر فهو إلى قل " أي إلى قلة وأنشد أبو عبيد للبيد :
كل بني حرة مصيرهم ... قل وإن أكثرت من العدد وأنشد الأصمعي لخالد بن علقمة الدارمي :
قد يقصر القل الفتى دون همه ... وقد كان لولا القل طلاع أنجد
وقد قل يقل قلة وقلا فهو قليل كأمير وغراب وسحاب الأخيرة عن ابن جني . وأقله : جعله قليلا كقلله . وقيل : أقل الشيء : صادفه قليلا . أيضا : أتى بقليل وكذلك قلله . والقل بالضم : القليل قال شيخنا : حكى فيه الفتح القاضي زكريا في حواشي البيضاوي أثناء " يضل به كثيرا " . ويقال : ما له قل ولا كثر . والقل من الشيء : أقله . والقليل من الرجال كأمير : القصير الجثة النحيف الدقيق وهي بهاء كذلك ونسوة قلائل وقوم قليلون وأقلاء وقلل بضمتين كسرير وسرر وقللون جمع السلامة ومنه قوله تعالى : " لشرذمة قليلون " وقال تعالى : " واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " يكون ذلك في قلة العدد أيضا في دقة الجثة والنحافة . والإقلال : الافتقار وقلة الجدة . وقد أقل : صار مقلا أي فقيرا بعد الإكثار . ورجل مقل وأقل : فقير وفيه بقية وضده المثري ومنه قولهم : هذا جهد المقل . وقاللت له الماء : إذا خفت العطش فأردت أن يستقل ماؤك وفي نسخة : أن تستقل ماءك . يقال : هو قل بن قل بضمهما وكذا ضل بن ضل أيضا : إذا كان لا يعرف هو ولا أبوه قال سيبويه : يقال : قل رجل يقول ذلك إلا زيد بالضم أي بضم القاف وأقل رجل يقول ذلك إلا زيد معناهما : ما رجل يقوله إلا هو فالقلة فيه بمعنى النفي المحض وقال ابن جني : لما ضارع المبتدأ حرف النفي بقوا المبتدأ بلا خبر . يقال : رجل قل بالضم : أي فرد لا أحد له . وقدم علينا قلل من الناس بضمتين : أي ناس متفرقون من قبائل شتى أو غير شتى فإذا اجتمعوا جمعا فهم قلل كصرد نقله ابن سيده . والقلة بالكسر : الرعدة مطلقا أو من غضب وطمع ونحوه تأخذ الإنسان كالقل كما سيأتي وهو مجاز . قال الفراء : القلة بالفتح : النهضة من علة أو فقر . القلة بالضم : أعلى الرأس والسنام والج بل وعممه بعضهم فقال : قلة كل شيء : رأسه وأعلاه وأنشد سيبويه في القلة بمعنى رأس الإنسان :
" عجائب تبدي الشيب في قلة الطفل والجمع قلل قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة ويشبه رؤوسها بالبنادق :
أشداقها كصدوع النبع في قلل ... مثل الدحاريج لم ينبت لها زغب القلة أيضا : الجماعة منا إذا اجتمعوا جمعا والجمع كالجمع . القلة : الحب العظيم أو الجرة العظيمة أو الجرة عامة أو الجرة الكبيرة من الفخار وقيل : هو الكوز الصغير وهذا هو المعروف الآن بمصر ونواحيها فهو ضد ج : قلل وقلال كصرد وجبال قال جميل بن معمر :
فظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله وقال حسان رضي الله تعالى عنه :
وأقفر من حضاره ورد أهله ... وقد كان يسقى من قلال وحنتموفي الحديث : " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا " قال أبو عبيد : يعني هذه الحباب العظام وهي معروفة بالحجاز وقد تكون بالشام . وفي صفة سدرة المنتهى : " ونبقها كقلال هجر " وهجر : قرية قرب المدينة وليست هجر البحرين وكانت تعمل بها القلال وروى شمر عن ابن جريج : أخبرني من رأى قلال هجر : تسع القلة منها الفرق قال عبد الرزاق : الفرق : أربعة أصوع بصاع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وروى عن عيسى بن يونس قال : القلة يؤتى بها من ناحية اليمن تسع فيها خمس جرار أو ستا قال أحمد بن حنبل : قدر كل قلة قربتان وقال إسحاق : القلة - نحو أربعين دلوا - أكثر ما قيل في القلتين وقال الأزهري : وقلال هجر والأحساء ونواحيها معروفة تأخذ القلة منها مزادة كبيرة من الماء وتملأ الراوية قلتين وكانوا يسمونها الخروس قال : وأراها سميت قلالا لأنها تقل أي ترفع إذا ملئت وتحمل . القلة من السيف : قبيعته ومنه سيف مقلل : إذا كانت له قبيعة . واستقله : حمله ورفعه كقله وأقله الثانية عن ابن الأعرابي وفي الصحاح : أقل الجرة : أطاق حملها وفي العباب : قوله تعالى : " أقلت سحابا ثقالا " أي حملت الريح سحابا ثقالا بالماء . من المجاز : استقل الطائر في طيرانه : أي نهض للطيران وارتفع في الهواء . من المجاز : استقل النبات : إذا أناف . من المجاز : استقل القوم : ذهبوا واحتملوا سائرين وارتحلوا وكذا : استقلوا عن ديارهم واستقلت خيامهم واستقلوا في مسيرهم . استقل الشيء : عده قليلا أو رآه كذلك كتقاله ومنه الحديث : " فلما أخبروا كأنهم تقالوها " . من المجاز : استقل الرجل : أي غضب وفي الأساس استقل فلان غضبا : إذا شخص من محله لفرط غضبه . والقل بالكسر : النواة التي تنبت منفردة ضعيفة نقله الصاغاني . القل : شبه الرعدة كما في الصحاح أو إذا كانت غضبا أو طمعا ونحوه يأخذ الإنسان كالقلة وقد تقدم ذكرها ج : كعنب . والقلال ككتاب : الخشب المنصوبة للتعريش حكاه أبو حنيفة وأنشد :
من خمر عانة ساقطا أفنانها ... رفع النبيط كرومها بقلال أراد بالقلال أعمدة ترفع بها الكروم من الأرض ويروى بظلال . وقد أقلته الرعدة واستقلته واستقل أيضا كما في الصحاح قال الشاعر :
وأدنيتني حتى إذا ما جعلتني ... على الخصر أو أدنى استقلك راجفوأخذ بقليلته وقليلاه مشددتين مكسورتين وإقليلاه مكسورة : أي بجملته . يقال : ارتحلوا بقليتهم : أي بجماعتهم لم يدعوا وراءهم شيئا . يقال : أكل الضب بقليته : أي بعظامه وجلده عن ابن سيده . والقلقال : المسفار عن أبي عبيد : أي الكثير السفر وهو مجاز وقد قلقل في الأرض قلقلة وقلقالا عن اللحياني . القلقل كهدهد : الخفيف في السفر وذكره المصنف ثانيا فيما بعد وقال أبو الهيثم : رجل قلقل بلبل : إذا كان خفيفا ظريفا والجمع قلاقل وبلابل . القلقل كزبرج : نبت له حب أسود وفي نسخة شيخنا حب سود وخطأ المصنف حسن الشم محرك للباءة جدا لا سيما مدقوقا بسمسم معجونا بعسل وقال داود الحكيم : يقرب شجره من الرمان عوده أحمر وفروعه تمتد كثيرا ويحمل حبا مستديرا في حجم الفلفل وأكبر يسيرا ويقال : : إنه حب السمنة يسمن ويهيج الباءة كيف استعمل وأجوده ما استعمل محمصا انتهى قال الراجز :
" أنعت أعيارا بأعلى قنه
" أكلن حب قلقل فهنه لهن من حب السفاد رنه وقال أبو حنيفة : هو نبت ينبت في الجلد وغلظ السهل ولا يكاد ينبت في الجبال وله سنف أفيطح ينبت في حبات كأنهن العدس فإذا يبس فانتفخ وهبت له الريح سمعت تقلقله كأنه جرس وله ورق أغبر أطلس كأنه ورق القصب ويقال له : القلقلان والقلاقل بضمهما هذا قول أبي حنيفة فإنه قال : كل ذلك نبت واحد وذكر عن الأعراب القدم أنه شجر أخضر ينهض على ساق ومنابته الآكام دون الرياض وله حب كحب اللوبياء طيب يؤكل والسائمة حريصة عليه وأنشد :
" كأن صوت حليها إذا انجفل
" هز رياح قلقلانا قد ذبل وقال الليث : القلقل : شجر له حب عظام ويؤكل وأنشد :
" أبعارها بالصيف حب القلقل . وقال ذو الرمة :
وساقت حصاد القلقلان كأنما ... هو الخشل أعراف الرياح الزعازع أو هما نبتان آخران فقال بعضهم : القلاقل : بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أكمام كأكمامها قال الراجز :
" بالصمد ذي القلاقل وعرق هذا الشجر هو المغاث ومنه المثل : دقك بالمنحاز حب القلقل . والعامة تقوله بالفاء وهو غلط وفي الصحاح : قال الأصمعي : هو تصحيف إنما هو بالقاف وهو أصلب ما يكون من الحبوب حكاه أبو عبيد قال ابن بري : الذي رواه سيبويه : حب الفلفل بالفاء قال : وكذا رواه علي بن حمزة وأنشد :
" وقد أراني في الزمان الأول
" أدق في جار استها بمعول
" دقك بالمنحاز حب الفلفلوالقلقلاني بالضم : طائر كالفاختة نقله الجوهري . وقلقل قلقلة : صوت وهو حكاية . قلقل الشيء قلقلة وقلقالا بالكسر ويفتح عن كراع وهي نادرة أي حركه أو بالفتح الاسم وبالكسر المصدر كالزلزال والزلزال . قال اللحياني : قلقل في الأرض قلقلة وقلقالا : ضرب فيها فهو قلقال وقد تقدم . والقلقل والقلاقل بضمهما : الرجل الخفيف في السفر المعوان السريع التقلقل أي التحرك والاضطراب في الحاجة . وحروف القلقلة : جطدقب قال سيبويه : وإنما سميت بذلك للصوت الذي يحث عنا عند الوقف لأنك لا تستطيع أن تقف عنده إلا معه لشدة ضغط الحرف ووجد في بعض النسخ : قجط دب وفي أخرى : قطب جد وكل ذلك صحيح . والقلية بالكسر وشد اللام : شبه الصومعة ومنه كتاب عمر رضي الله تعالى عنه لنصارى الشام لما صالحهم : أن لا يحدثوا كنيسة ولا قلية . والقل : الحائط القصير . وبهاء : النهضة من علة أو فقر وهذا قد تقدم للمصنف وهو قول الفراء . والقلى كربى : الجارية القصيرة . وتقالت الشمس : ترحلت وفي الحديث : " حتى تقالت الشمس " أي استقلت في السماء وارتفعت وتعالت . ولقل ما جئتك بضم القاف : لغة في الفتح نقله الفراء قال بعض النحويين : قل من قولك قلما فعل لا فاعل له لأن ما أزالته عن حكمه في تقاضيه الفاعل وأصارته إلى حكم الحرف المتقاضي للفعل لا الاسم نحو لولا وهلا جميعا وذلك في التحضيض وإن في الشرط وحرف الاستفهام ولذلك سيبويه في قول الشاعر :
صددت فأطولت الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم إلى أن وصال يرتفع بفعل مضمر يدل عليه يدوم حتى كأنه قال : وقلما يدوم وصال فلما أضمر يدوم فسره فيما بعد بقوله : يدوم فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك : أوصال يدوم أو هلا وصال يدوم . قال أبو زيد : قاللت له : إذا قللت عطاءه . يقال : سيف مقلل كمعظم : له قبيعة قال عمرو بن هميل الهذلي :
وكنا إذا ما الحرب ضرس نابها ... نقومها بالمشرفي المقلل ومما يستدرك عليه : تقلل الشيء : رآه قليلا . وفي الحديث : أنه كان يقل اللغو : أي لا يلغو أصلا فالقلة للنفي المحض . وقولهم لم يترك قليلا ولا كثيرا قال أبو عبيدة : يبدؤون بالأدون كقولهم القمران والعمران وربيعة ومضر وسليم وعامر كما في الصحاح . والقل من الرجال : الخسيس الدنيء وقوم أقلة : خساس وهو مجاز وأنشد ابن بري للأعشى :
فأرضوه أن أعطوه مني ظلامة ... وما كنت قلا قبل ذلك أزيبا وقلله في عينه : أراه قليلا ومنه قوله تعالى : " ويقللكم في أعينهم " ويقال : فعل ذلك من بين أثرى وأقل : أي من بين الناس كلهم . وقلالة الجبل بالكسر : كقلته قال ابن أحمر :
ما أم غفر في القلالة لم ... يمسس حشاها قبله غفر