كسَعَه كمَنَعَه كسْعاً : ضَرَبَ دُبُرَه بيَدِه أوْ بصَدْرِ قَدَمِه يُقَالُ اتَّبَعَ فلانٌ أدْبَارَهُم يَكْسَعُهُم بالسَّيْفِ مثلُ يكْسَؤُهم أي يَطْرُدُهُم كما في الصِّحاحِ وقد سَبَقَ في الهَمْزَةِ ومَرَّ عن الجَوْهَرِيُّ هُناكَ أيْضاً . قولُهُم للرَّجُلِ إذا هَزَمَ القَومَ فمَرَّ وهُو يَطْرُدُهُم : مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُهُم ويَكْسَؤُهُم
وكَسَعَت النّاقَةُ والظَّبْيَةُ كَسْعاً : أدْخَلَتا أذْنَابَهُمَا بَيْنَ أرْجُلِهما فهيَ كاسِعٌ بغَيْرِ هاءٍ كما في العُبابِ وفي الأساسِ : كَسَعَت الخَيْلُ بأذْنابِها واكْتَسَعَتْ : أدْخَلَتْها بَيْنَ أرْجُلِها وهُنَّ كَوَاسِعُ
وقالَ اللَّيثُ : كَسَعَ النّاقَةَ بغُبْرِها : تَرَكَ بَقِيَّةً منْ لَبَنِها في خِلْفِهَا يُرِيدُ بذلكَ تَغْزِيرَها وهُوَ أشَدُّ لَهَا ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ : إذا ضَرَب خِلْفَها بالماءِ الباردِ لِيَتَرادَّ اللَّبَنُ في ظَهْرِهَا وذلكَ إذا خافَ عَلَيْهَا الجَدْبَ في العَام القَابِلِ قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ :
لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبارِهَا ... إنّك لا تَدْرِي مَن النّاتِجُ يَقُولُ : لا تُغَرِّزْ إبِلَكَ تَطْلُبُ بذلكَ قُوَّةَ نَسْلِهَا واحْلُبْهَا لأضْيافِكَ فَلَعَلَّ عَدُوّاً يُغِيرُ عَلَيْهَا فيَكُونُ نِتَاجُها لَهُ دُونَكَ وقالَ الخَليلُ : هذا مَثَلٌ وتَفْسِيرُه : إذا نالَتْ يَدُكَ مِنْ قَوْمٍ شَيْئاً بَيْنَكَ وبَيْنَهُم إحْنَةٌ فلا تُبْقِ على شَيءٍ إنَّك لا تَدْرِي ما يَكُونُ في الغَدِ والكُسْعَةُ بالضَّمِّ النُّكْتَةُ البَيْضَاءُ الّتِي تَكُونُ في جَبْهَةِ كُلِّ شَيءٍ الدّابَّةِ وغَيْرِهَا وقِيلَ : في جَنْبِهَا
وأيْضاً الرِّيشُ الأبْيَضُ المُجْتَمِعُ تَحْتَ ذَنَبِ العُقَابِ ونَحْوِها من الطَّيْرِ كما في العُبابِ والتَّهْذِيبِ وفي المُحْكَمِ تَحْتَ ذَنَبِ الطائِر ج : كُسَعٌ كصُرَدٍ والصِّفَةُ أكْسَعُ
وذكَرَ أبو عَبَيْدٍ في تَفْسيرِ الحَديثِ : ليْسَ في الجَبْهَةِ ولا في النَّخَّةِ ولا في الكُسْعَةِ صَدَقَةٌ . أنَّ أبا عُبَيْدَةَ قالَ : الكُسْعَةُ : الحَمِيرُ وعَلَيهِ اقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ قِيلَ : لأنَّهَا تُكْسَعُ في أدْبَارِهَا وعَلَيْها أحْمَالُها وقالَ أبو سَعِيدٍ : الكُسْعَةُ تَقَعُ أيْضاً على الإبِلِ العَوامِلِ والبَقَر العَوَامِل والرَّقِيقِ لأنَّها تُكْسَعُ بالعصا إذا سِيقَتْ قالَ : والحَمِيرُ لَيْسَتْ بأوْلَى بالكُسْعَةِ من غَيْرِها وقالَ ثَعْلبٌ : هِيَ الحَمِيرُ والعَبِيدُ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ الكُسْعَةُ : الرَّقِيقُ سُمِّيَ كُسْعَةً لأنَّكَ تَكْسَعُه إلى حاجَتِكِ
والكُسْعَةُ : اسمُ صَنَمٍ كانَ يُعْبَدُ
وقالَ أبو عمْروٍ : الكُسْعَةُ : المَنِيحَةُ
والكُسَعُ كَصُرَدٍ : كسِرُ الخُبْزِ وحُكِيَ عن ابنُ الأعْرَابِيّ كما في اللِّسَانِ وفي العُبَابِ حُكِيَ عن أعْرَابِيٌّ أنَّه قالَ : ضِفْتُ قَوْماً فأتَوْنِي بكُسَعٍ جَبِيَزاتٍ مُعَشِّشاتٍ أي اليابِسَاتِ المُكَرِّجاتِ
وكُسَعُ : حَيٌّ باليَمَنِ رُماةٌ نَقَلَه اللَّيْثُ : قال : أو حَيٌّ منْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ ومِنْه غامِدُ بنُ الحارِثِ الكُسَعِيُّ وقال حَمْزَةُ : هُوَ رَجُلٌ مِنْ كُسَعَةَ واسمُه مُحَارِبُ بنُ قَيْسٍ وقالَ غَيْرُه : هُوَ منْ بَنِي كُسع ثمَّ مِنْ بَنِي مُحَاربٍ وهُو الّذِي اتَّخَذَ قَوْساً يُقَالُ : إنَّه كانَ يَرْعَى إبْلاً لَهُ بوادٍ مُعْشِب وقد بَصُرَ بنَبْعَةٍ في صَخْرَةٍ فأعْجَبَتْهُ وفي اللِّسَانِ : في وادٍ فيهِ حَمْضٌ وشَوْحَطٌ نابِتاً في صَخْرَةِ فأعْجَبَتْه فقال : يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ هذهِ قَوساً فجَعَلَ يَتَعَهَّدُهَا حَتَّى إذا أدْرَكَتْ قَطَعَها وجَفَّفَها فلمَّا جَفَّتْ اتَّخَذَ منهَا قَوْساً وأنْشَأ يَقولُ :
" يا ربِّ سَدِّدني لنَحْتِ قَوْسي
" فإنَّهَا منْ لَذَّتِي لِنَفْسِي
" وانْفَعْ بقوْسِي وَلَدِي وعِرْسِي
" انْحَتُها صَفْرا كَلَوْنِ الوَرْسِ
" كَبْدَاءَ لَيْسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْسِ ثُمَّ دَهَنَها وخَطَمَها بَوَترٍ ثمّ عَمَدَ إلى ما كانَ مِنْ بُرايَتِها وجَعَل مِنْهُ خَمْسَة أسْهُمٍ وجَعلَ يُقَلِّبُها في كَفِّهِ ويقولُ :
" هُنَّ ورَبِّي أسْمُهٌ حِسانٌ
" يَلَذّ للرَّامِي بها البَنَانُ
" كأنَّمَا قَوَّمَها مِيزانُ
" فأبْشِرُوا بالخِصْبِ يا صِبْيانُ
" إنْ لمْ يَعُقْنِي الشُؤْمُ والحِرْمانُ ثُمَّ خَرَجَ لَيْلاً وكَمَنَ في قُتْرَةٍ على مَوارِدِ حُمُرِالوَحْشِ فَمَرَّ قَطِيعٌ من الوَحْشِ فَرَمَى عَيراً مِنْها فأمْخَطَه السَّهْمُ أيْ أنْفَذَه وصَدَمَ الجَبَلَ فأوْرَى السَّهْمُ في الصَّوانَةِ ناراً فظَنَّ أنَّه قَدْ أخَطَأَ فقالَ :
" أعُوذُ بالمُهَيْمِنِ الرَّحْمنِ
" منْ نَكَدِ الجَدِّ معَ الحِرْمانِ
" مالِي رَأيتُ السَّهْمَ في الصَّوّانِ يُورِي شَرارَ النّارِ كالعِقْيانِ
" أخْلَفَ ظَنِّي ورَجَا الصِّبْيَانِ ثم وَرَدَت الحُمْرُ فَرَمى ثانِياً فكانَ كالذي مَضَى مِنْ رَمْيهِ فقالَ :
" أعُوذُ بالرَّحْمن منْ شَرِّ القَدَرِ
" لا بارَكَ الرَّحْمنُ في أُمِّ القُتَرْ
" أأُمْغِطُ السَّهْمَ لإرْهَاقِ الضَّرَرْ
" أمْ ذاكَ منْ سُوءِ احْتِيالٍ ونَظَرْ
" أمْ لَيْسَ يُغْنِي حَذَرٌ عِنْدَ قَدَرْ ثُمَّ وَرَدَت الحُمُرُ ورَمى ثالثِاً فكانَ كما مَضَى منْ رَمْيَه فقال :
" إنِّي لشُؤُمي وشَقَائِي ونَكَدْ
" قَدْ شَفَّ مِنِّي ما أرَى حَرُّ الكَبِدْ
" أخْلَفَ ما أرْجُو لأهْلٍ وولَدْ إلى آخِرِهَا وهو يَظُنُّ خَطَأهُ قال :
" أبَعْدَ خَمْسِ قَدْ حَفِظْتُ عَدَّها
" أحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها
" أخْزَى إلهي لِينَها وشَدَّها
" واللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها
" ولا أُرَجِّي ما حَييتُ رِفْدَهَاوخَرَجَ من قُتْرَتِهِ فعَمَد إلى قَوْسِه فكَسَرَها على صَخْرَةٍ ثم باتَ إلى جانِبَها فلمّا أصْبحَ نَظَر فإذا الحُمُر مُطَرَّحَةٌ حَوْلَهُ مُصَرَّعَةٌ وإذا أسْهُمُه بالدَّمِ مُضَرَّجَةٌ فَنِدمَ على كَسْرِ القَوْسِ فقَطَع إبْهامَه وأنشَدَ :
نَدِمْتُ نَدامَةً لوْ أنَّ نَفْسِي ... تُطَاوِعُنِي إذاً لقَطَعْتُ خَمْسِي ويُرْوَى : لبَتَرْتُ خَمْسِي :
تَبَيَّنَ لِي سَفاهُ الرَّأيِ مِنِّي ... لعَمْرُ أبِيكَ حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي ويُرْوَى لعَمْرَ اللهِ ثمّ صارَ مَثَلاً لكُلِّ نادِمٍ على فِعْلٍ يَفْعَلُه وإيّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقَوْلِه :
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا ... غَدَتْ منِّي مُطَلَّقَةً نَوارُ وقالَ آخرُ :
نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا ... رَأتْ عَيْنَاهُ ما فَعَلت يَداهُ وقالَ الحُطَيْئَةُ :
نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لمّا ... شَرَيْتُ رِضَى بَنِي سَهْمٍ بَرغْمِ والكَسَعُ محَرَّكَةً : من شِيَاتِ الخَيْلِ مِنْ وَضح القَوَائمِ : أنْ يَكُونَ البَيَاضُ في طَرَفِ الثُّنَّةِ منْ رِجْلِها عَنْ أبي عُبَيْدٍ وما أحْسَنَ نَصَّ الجَوْهَرِيُّ : بَياضٌ في أطْرافِ الثُّنَّةِ يُقَالُ : فَرَسٌ أكْسَعُ بَيِّنُ الكَسَعِ ففيهِ اخْتِصارٌ مُفِيدٌ
وحَمَامٌ أكْسَعُ : تَحْتَ ذَنَبِهِ رِيشٌ بِيضٌ زادَ في التَّكْمِلَةِ : أو حُمْرٌ ولَمْ يَذْكُرُه الأصْفهَانِيُّ في غَريبِ الحَمَامِ
ومن المَجَازِ رَجُلٌ مُكَسَّعٌ كمُعَظَّمٍ قالَ الجَوْهَرِيُّ وهُوَ من نَعْتِ العَزَبِ إذا لم يَتَزَوَّجْ وتَفْسيرُه : رُدَّتْ بَقِيَّتُه في ظَهْرِه وأنْشَدَ للرّاجِزِ :
" واللهِ لا يُخْرِجُها منْ قَعْرِه
" إلاّ فتىً مُكَسَّعٌ بغُبْرهِ وهُوَ مأخُوذٌ منْ كَسْعِ النَّاقَةِ وهُوَ عِلاجُ الضَّرْعِ بالمَسْحِ وغَيْرِه حَتَّى يَرْتَفِعَ اللَّبَنُ وقد تَقَدَّم
وقالَ أبو سَعِيدٍ : اكْتَسَعَ الفَحْلُ : إذا خَطِرَ فَضَرَبَ فخِذَيْهِ بذَنَبِهِ فإنْ شالَ بهِ ثم طَوَاهُ فقَدْ عَقْرَبَه
وفي الصِّحاحِ اكْتَسَعَ الكَلْبُ بذَنَبِه إذا اسْتَثْفَرَ بهِ
وكذا اكْتَسَعَتِ الخَيْلُ بأذْنَابِهَا : إذا أدْخَلَتْها بينَ أرْجُلِها نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ
وقالَ أبو عَمْروٍ : المُكْتَسِعَةُ : الشّاةُ تُصِيبُها دابَّةٌ يُقَالُ لها : البَرْصَةُ وهِيَ الوَحَرَةُ وقد ذُكِرَتْ في الرّاءِ والصّادِ فيَبْيَسُ أحَدُ شَطْرَيْ ضَرْعِ الغَنَمِ قالَ : وإنْ رَبَضَتْ على بَوْل امْرَأةٍ أصابَها ذلكَ أيْضاً وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : كَسَعَ فُلانٌ فُلاناً وكسَحَه وثَفَنه ولَطَّه ولاطَه وتلأطَهُ : إذا طَرَدَهُ كذا في نَوَادِرِ الأعْرَابِ وكسَعَه : إذا تَبِعَه بالطَّرْدِ
قُلْتُ : ومنه استِعْمالُ العامَّةِ الكَسْعَ في السُّفُنِ يَقُولونَ : كَسَعَها في البَحْرِ
واكْتَسَعَتْ عُرْقُوبُ الفَرَس : سَقَطَتْ منْ ناحِيةِ مُؤَخَّرِهَا
ووَرَدَتِ الخُيُولُ يَكْسَعُ بَعْضُها بَعْضاً : أي : يَتْبَعُ
وكَسَعَهُ بما ساءَه : تَكَلَّم فرَمَاهُ على إثْرِ قَوْلِه بكَلِمَةٍ يَسُؤءُه بِهَا
وقِيلَ : كَسَعَهُ : إذا هَمَزَهُ مِنْ وَرَائِه بكَلامٍ قَبيحٍ وهوَ مَجازٌ
وقولُهم : مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُ قالَ الأصْمَعِيُّ : الكَسْعُ : شِدَّةُ المَرِّ يُقَالُ : كَسَعَهُ بكذا وكذا : إذا جَعَلَه تابِعاً لَهُ ومُذْهَباً به وأنْشَدَ لأبي شِبْلٍ الأعْرَابيِّ :
كُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَةِ غُبْرِ ... أيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ وكَسَعَ الغُلامُ الدَّوامَةَ بالمِكْسَعِ
والكُسْعُومُ : بالضَّمِّ : الحِمَارُ بالحِميَرِيَّةِ والميمُ زائدَةٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنا وسَيأتِي للمُصَنِّفِ في الميمِ وتَقَدَّمَتْ الإشارَةُ إليه أيْضاً في كعس
وتَكَسَّعَ في ضَلالِه : ذَهَبَ كتَسَكَّعَ عن ثَعْلَبٍ