وصف و معنى و تعريف كلمة لكونغو:


لكونغو: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ لام (ل) و تنتهي بـ واو (و) و تحتوي على لام (ل) و كاف (ك) و واو (و) و نون (ن) و غين (غ) و واو (و) .




معنى و شرح لكونغو في معاجم اللغة العربية:



لكونغو

جذر [كونغو]

  1. كونغ: (اسم)
    • كونغ فو
    • الكونغ فو نوع من القتال عند الصِّينيّين، يعتمد على الأيدي والأرجل وهو شبيه بلعبة الكاراتيه، وهو لعبة رياضيَّة معروفة
  2. نَغْي : (اسم)
    • نَغْي : مصدر نَغَى
  3. نَغي : (اسم)
    • مصدر نغَى
,
  1. كونغ
    • كونغ فو :-
      الكونغ فو (الرياضة والتربية البدنية) نوع من القتال عند الصِّينيّين، يعتمد على الأيدي والأرجل وهو شبيه بلعبة الكاراتيه، وهو لعبة رياضيَّة معروفة.


    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  2. الكونغ فو
    • (رض) نوع من القتال عند الصِّينيّين، يعتمد على الأيدي والأرجل وهو شبيه بلعبة الكاراتيه، وهو لعبة رياضيَّة معروفة.

    المعجم: عربي عامة

,
  1. لَكِنَ
    • ـ لَكِنَ ، لَكَناً ، ولُكْنَةً ولُكونَةً ولُكْنونَةً ، فهو ألْكَنُ : لا يُقيمُ العَرَبِيَّةَ لِعُجْمَةِ لِسانِهِ .
      ـ لُكانٌ : موضوع .
      ـ لَكَنٌ : ظَرْفٌ معروف .
      ـ لكِنَّ : حَرْفٌ يَنْصِبُ الاسمَ ، ويَرْفَعُ الخَبَرَ ، معناهُ : الاسْتِداركُ ، وهو أنْ تُثْبِتَ لما بعدها حُكْماً مخالفاً لما قَبْلَها ، ولذلك لا بدَّ أن يَتَقَدَّمَها كلامٌ مُنَاقِضٌ لما بعدها ، أو ضِدٌّ له . وقيل : تَرِدُ تارةً للاسْتِدْراكِ ، وتارةً للتوكيدِ ، وقيل : للتوكيدِ دائِماً مِثْلَ إنَّ ، ويَصْحَبُ التوكيدَ معنى الاستِدراكِ ، وهي بَسيطَةٌ . وقال الفَرَّاءُ : مُرَكَّبَةٌ من لكِنْ وأنْ ، فَطُرِحَتِ الهمزةُ للتَّخْفيفِ . وقد يُحْذَفُ اسْمُها ، كقَوْلِهِ : فَلَوْ كُنْتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرابَتِي **** ولكِنَّ زَنْجِيٌّ عَظيمُ المَشافِرِ .
      ـ لكِنْ ، ساكِنَةَ النونِ ، ضرْبانِ : مُخَفَّفَةٌ من الثَّقيلَةِ ، وهي حَرْفُ ابْتِداءٍ لا يَعْمَلُ ، خِلافاً لِلْأَخْفَشِ ويُونُسَ . فإنْ وَلِيَها كَلامٌ ، فهي حَرْفُ ابْتداءٍ لِمُجَرَّدِ إفادَةِ الاسْتِدْراكِ ، ولَيْسَتْ عاطِفَةً . وإنْ وَلِيَها مُفْرَدٌ ، فهي عاطِفَةٌ بشَرْطَيْنِ : أحَدُهُما : أن يَتَقَدَّمَها نَفْيٌ أو نَهْيٌ ، والثاني : أن لا تَقْتَرِنَ بالواوِ ، وقال قَوْمٌ : لا تكونُ مع المُفْرَدِ إلاَّ بالواو .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. لَكَّهُ
    • ـ لَكَّهُ : ضَرَبَهُ بجُمْعهِ في قَفاهُ ، أو ضَرَبَهُ فَدَفَعَه ،
      ـ لَكَّ اللَّحْمَ : فَصَّلَهُ عن عِظامِهِ .
      ـ لِكاكُ : الزِّحامُ ، والشديدَةُ اللَّحْمِ من النُّوقِ ، كاللُّكِّيَّةِ واللُّكالِكِ ، ج : لُكَكٌ ولِكاكُ ، على لفظِ الواحِد .
      ـ الْتَكَّ الوِرْدُ : ازْدَحَمَ ،
      ـ الْتَكَّ العَسْكَرُ : تَضامَّ وتَدَاخَلَ ، فهو لَكِيكٌ ،
      ـ الْتَكَّ في كلامِه : أخْطَأ ،
      ـ الْتَكَّ في حُجَّتِه : أبْطَأ .
      ـ لَكُّ : الخَلْطُ ، واللَّحْمُ ، كاللَّكيكِ ، ونباتٌ يُصْبَغُ به ،
      ـ لُكُّ : ثُفْلُهُ أو عُصارَتهُ ، وشُرْبُ دِرْهَمٍ منه نافِعٌ للخَفَقَانِ واليَرَقَانِ والاسْتِسْقَاءِ وأوجاعِ الكَبِدِ والمَعِدَةِ والطِحالِ والمَثانَةِ ، ويُهْزِلُ السِّمانَ ، وما يُنْحَتُ من الجُلودِ المَصْبوغَةِ باللُّكِّ ، فَيُشَدُّ به نُصُبُ السَّكاكينِ ، وبلد بالأَنْدَلُسِ ، وبلد بين الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وطَرابُلسِ الغَرْبِ ، والصُّلْبُ المُكْتَنِزُ لَحْماً ، كاللَّكيكِ والمُلَكَّكِ .
      ـ سَكْرانُ مُلْتَكٌّ : يابسٌ سُكْراً .
      ـ لُكْلُكُ : القصيرُ ، والضَّخْمُ من الإِبِلِ .
      ـ لَكِيكُ : القَطِرانُ ، وشجرةٌ ضعيفةٌ ، وموضع .
      ـ لُكاكُ : موضع بحَزْنِ بني يَرْبوعٍ .
      ـ لَكَّاءُ : الجُلودُ المَصْبوغةُ باللُّكِّ .



    المعجم: القاموس المحيط

  3. اللَّحْمُ
    • ـ اللَّحْمُ ، واللَّحَمُ : معروف , ج : ألْحُمٌ ولُحومٌ ولِحامٌ ولُحْمانٌ .
      ـ اللَّحْمَةُ : القِطْعَةُ منه ،
      ـ اللُّحْمَةُ : القَرابةُ ، وما سُدِيَ به بين سَدَى الثَّوْبِ ، وما يُطْعَمُهُ البازي مما يَصِيدُهُ ، ويُفْتَحُ فيهما .
      ـ المَلْحَمَةُ : الوَقْعَةُ العظيمةُ القَتْلِ .
      ـ لَحْمُ كُلِّ شيءٍ : لُبُّهُ .
      ـ لَحِمٌ : الأسَدُ ، كالمُسْتَلْحِمِ ، والكثيرُ لَحْمِ الجَسَدِ ، كاللَّحيمِ ، والأكولُ اللَّحْمِ القَرِمُ إليه ، وفِعْلُهما لَحُمَ ولَحِمَ ، والبيتُ يُغْتابُ فيه الناسُ كثيراً ، وبه فُسِّرَ : '' إن الله يُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ ''.
      ـ بازٌ لاحِمٌ وَلَحِمٌ : يأكُلُه ، أو يَشْتَهِيه , ج : لَواحِمُ
      ـ مُلْحِمٌ : مُطْعِمُه .
      ـ مُلْحَمٌ : من يُطْعَمُ اللَّحْمَ . وجِنسٌ من الثِّيابِ ، والمُلْصَقُ بالقومِ .
      ـ لَحيمٍ ولاحمٍ : ذو لَحْمٍ ،
      ـ لَحَّامٌ : بائعُهُ .
      ـ لُحْمَةُ جِلْدةِ الرأسِ : ما يَلِي اللَّحْمَ .
      ـ شَجَّةٌ مُتلاحِمَةٌ : أخذَتْ فيه ولم تَبْلُغ السِّمْحاقَ .
      ـ امرأةٌ مُتلاحِمَةٌ : ضَيِّقَةُ مَلاحِمِ الفَرْجِ ، أو رَتْقاءُ .
      ـ ألْحَمَهُ عِرْضَ فلانٍ : أمكَنَهُ منه يَشْتِمُهُ ،
      ـ أَلْحَمتْ الدابَّةُ : وقَفَتْ ولم تَبْرَح ، فاحْتِيجَتْ إلى الضَّرْبِ ،
      ـ أَلْحَمَ الثوبَ : نَسَجَه ،
      ـ أَلْحَمَ فلانٌ : كثُرَ في بَيْتِهِ اللَّحْمُ ,
      ـ أَلْحَمَ الزَّرْعُ : صار فيه حبٌّ .
      ـ لَحَمَ الأمرَ : أحكَمَه ،
      ـ لَحَمَ العَظْمَ : عَرَقَه ،
      ـ لَحَمَ الصائِغُ الفِضَّةَ : لأمَهَا . و أطْعَمَ اللَّحْمَ ، فهو لاحمٌ .
      ـ لَحِمَ : نَشِبَ في المَكانِ .
      ـ هذا لَحيمُ هذا : وَفْقُهُ وشَكْلُه .
      ـ أبو اللَّحَّامِ التّغْلبِيُّ : شاعِرٌ .
      ـ اسْتَلْحَمَ الطَّريقَ : تَبِعَه ، أو تَبعَ أوسَعَهُ ،
      ـ اسْتَلْحَمَ الطَّريقُ : اتَّسَعَ .
      ـ اسْتُلْحِمَ : رُوهقَ في القِتالِ .
      ـ حَبْلٌ مُلاحَمٌ : شديدُ الفَتْلِ .
      ـ لَحيمُ : القَتيلُ ، وقد لُحِمَ .
      ـ نَبِيُّ المَلْحَمَةِ أي : نَبِيُّ القِتالِ ، أو نَبِيُّ الصَّلاحِ وتَأليفِ الناسِ ، كأَنَّه يُؤَلِّفُ أمْرَ الأمَّةِ .
      ـ الْتَحَمَ الجُرْحُ للبُرْءِ : الْتَأَمَ ،
      ـ الْتَحَمَتْ الحَرْبُ : اشْتَدَّتْ .
      ـ ألْحِمْ ما أسْدَيْتَ : تَمِّمْ ما بدَأتَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. لكوع
    • لكوع
      1 - لئيم ، حقير

    المعجم: الرائد

  5. لَكَّهُ
    • لَكَّهُ لَكَّهُ ُ لَكًّا : ضرَبه بجُمْع كفه في قفاه .
      و لَكَّهُ الشيءَ : خَلَطه .
      و لَكَّهُ ضَغَطهَ .
      و لَكَّهُ اللحمَ : فَصَلَه عن عظامه .



    المعجم: المعجم الوسيط

  6. لك
    • لك - ج ، ألكاك ولكوك
      1 - مصدر لك . 2 - لحم . 3 - صبغ أحمر تصبغ به الجلود ونحوها . 4 - نبات يتخذون منه صمغا . 5 - عشرة ملايين . 6 - ثفل نبات اللك أو عصارته . 7 - ما ينحت من الجلود المصبوغة باللك .

    المعجم: الرائد

  7. الشيءُ
    • الشيءُ : الموجودُ .
      و الشيءُ ما يتصوَّر ويخبر عنه

    المعجم: المعجم الوسيط

  8. لُكونة
    • لُكونة :-
      مصدر لكِنَ .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  9. اللَّحِمُ
    • اللَّحِمُ اللَّحِمُ بيتٌ لَحِمٌ : كثيرُ اللحم .
      و اللَّحِمُ البيتُ يُغتاب فيه الناسُ كثيرا .
      وبازٌ لَحِمٌ : يأكل اللحمَ أو يشتهيه .

    المعجم: المعجم الوسيط

  10. اللَّحْمُ
    • اللَّحْمُ من جسم الحيوان والطير : الجزء العضلي الرَّخو بين الجلد والعظم .
      ويقال : أَكل لحمَ فلان : اغتابه .
      وأَصله من قوله تعالى في التنزيل العزيز : الحجرات آية 12 أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) ) .
      ولَحْمُ كل شيء : لُبّه . والجمع : ألْحُمٌ ، ولُحُومَ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  11. غسالة اللحم
    • الماء الذي يغسل به اللحم .

    المعجم: الأعشاب

  12. لكِنَ


    • لكِنَ يَلكَن ، لَكَنًا ولُكْنَةً ولُكُونةً ، فهو ألكنُ :-
      لكِن المستشرقُ عَيّ وثقُل لسانُه ولم يستطع الإفصاحَ بالعربيَّة :- في لسانه لُكْنةٌ ، - تسبَّب المرضُ في لُكْنته .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  13. لَكَن
    • لكن - يلكن ، لكنا ولكنة ولكونة ولكنونة
      1 - لكن : عجز في النطق وثقل لسانه . 2 - لكن : كان لا يستطيع الإفصاح بالعربية لعجمة لسانه .

    المعجم: الرائد

  14. هَلَم
    • هلم - كلمة دعاء إلى الشيء ، نحو ، « هلم إلى العمل »
      1 - هلم : قد تستعمل متعدية ، نحو : « هلم رفقاءك »، أي أحضرهم . 2 - هلم : وهي اسم فعل يستوي فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث . وتجعل أحيانا فعلا وتلحق بها الضمائر فتعرف ، نحو : « هلما ، هلمي ، إلخ ...». 3 - هلم : قد توصل باللام ، نحو : « هلم لك ». 4 - هلم : قد تلحقها نون التوكيد ، نحو : « هلمن ».

    المعجم: الرائد

  15. لكك
    • " لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً .
      ضربه بجُمْعه في قفاه ، وقيل : هو إذا ضربه ودفعه ، وقيل لَكَّه ضربه مثل صَكّه .
      الأَصمعي : صَكَمْته ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه ولَكَكْتُه كُلُّه إذا دفعته .
      واللِّكاكُ : الزِّحامُ .
      والْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إذا ازْدَحم وضرب بعضه بعضاً ؛ قال رؤبة : ما وَجَدُوا عند التِكاكِ الدَّوْسِ ومنه قول الراجز يذكر قَلِيباً : صَبَّحْنَ من وَشْحى قَلِيباً سُكّاً ، يَطْمُو إذا الوِرْدُ عليه الْتَكَّا وَشْحى : اسم بئر ، والسُّكُّ : الضَّيِّقة .
      وعسكر لَكِيكٌ : مُتَضامٌّ متداخل ، وقد التَكَّ .
      وجاءنا سكرانَ مُلْتَكّاً : كقولك مُلْتَخّاً أَي يابساً من السُّكْر .
      والتَكَّ الرجل في كلامه : أَخطأَ .
      والتَكَّ في حُجته .
      أَبطأَ .
      واللُّكُّ واللَّكِيكُ : الصُّلْب المُكْتَنِزُ من اللحم مثل الدَّخيس واللَّدِيم ؛ قال : وهو المَرمِيُّ باللحم ، والجمع اللِّكاكُ .
      وفرس لَكَِيكُ اللحم والخَلْق : مجتمعه ، وعسكر لَكِيك .
      وقد التَكَّتْ جماعتهم لِكاكاً أَي ازدحمت ازدحاماً .
      والتَكَّ القوم : ازدحموا .
      ورجل لُكِّيٌّ : مكتنز اللحم .
      وناقةٌ لُكِّيَّة ولِكاكٌ : شديدة اللحم مَرْمية به رمياً ، وجمل لِكاكٌ كذلك ، وجمعها لُكُكٌ ولِكاكٌ على لفظ الواحد ، وإن اختلفَ التأويلان .
      واللُّكالِكُ من الإبل : كاللِّكاكِ ؛

      قال : أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا ، من الذَّرِيحيَّات ، جَعْداً آرِكا يَقْصُر مَشْياً ، ويَطُولُ بارِكا ، كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا ‏

      ويروى : ‏ يقصر يمشي ، أَراد يقصر ماشياً فوضع الفعل موضع الإسم ، وقال أَبو علي الفارسي : يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وضِخَمِه وتقاربه من الأَرض ، فإذا برك رأيته طويلاً لارتفاع سنامه فهو باركاً أَطول منه قائماً ، يقول : إنه عظيم البطن فإذا قام قَصُرَ ، وإذا برك طالَ ، والذَّرِيحِيَّات : الحُمْرُ ، وآرِك يعني يرعى الأَراك .
      أَبو عبيد : اللُّكالِك العظيم من الجمال ؛ حكاه عن الفراء .
      وجمل لُكَالِكٌ أَي ضخم .
      ولُكَّتْ به : قُذِفت ؛ قال الأَعلم : عَنَّتْ له شَفْعاءُ لُكْكَتْ بالبَضِيع لها الجَنائِب ولُكَّ لحمه لَكّاً ، فهو مَلْكُوك ؛

      وأَنشد : واللَّكَكُ : الضَّغْطُ ، يقال : لَكَكْتُه لَكّاً .
      ولَكَّ اللحمَ يَلُكُّه لَكّاً : فَصَله عن عظامه .
      الليث : اللَّكُّ صِبْغ أحمر يصبغ به جلودُ المِعْزَى للخِفاف وغيرها ، هو معروف .
      واللُّكّ ، بالضم : ثُفْلُه يُرَكَّب به النَّصْلُ في النِّصاب ، قال ابن سيده : واللُّكَّة واللُّكُّ ، بضمهما ، عُصارته التي يصبغ بها ؛ قال الراعي يصف رَقْمَ هَوادج الأَعراب : بأَحمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفَر ؟

      ‏ قال ابن بري : وقيل لا يسمى لُكّاً بالضم إلا إذا طبخ واستخرج صِبْغه .
      وجلد مَلْكُوك : مصبوغ باللُّكِّ .
      واللَّكَّاء : الجلود المصبوغة باللُّكِّ اسم للجمع كالشَّجْراء .
      واللُّكُّ واللَّكُّ : ما يُنْحَت من الجلود المَلْكوكة فتشد به نُصُبُ السكاكين .
      واللَّكِيك : اسم موضع ؛ قال الراعي : إذا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِيك تَجاوَبَتْ به ، واطَّبَاهَا رَوْضُه وأَبارِقُه ورواه ابن جَبَلَةَ اللَّكاك وهو أَيضاً موضع .
      "



    المعجم: لسان العرب

  16. لكن
    • " اللُّكْنَة : عُجْمة في اللسان وعِيٌّ .
      يقال : رجل أَلْكَنُ بيِّنُ اللَّكَن .
      ابن سيده : الأَلْكَنُ الذي لا يُقِيمُ العربية من عجمة في لسانه ، لَكِنَ لَكَناً ولُكْنَة ولُكُونة .
      ويقال : به لُكْنة شديدة ولُكُونةٌ ولُكْنُونة .
      ولُكانٌ : اسم موضع ؛ قال زهير : ولا لُكانٌ إِلى وادي الغِمارِ ، ولا شَرْقيُّ سَلمى ،.
      ولا فيْدٌ ولا رِهَمُ (* قوله « إلى وادي الغمار » كذا بالأصل ونسخة من المحكم ، والذي في ياقوت : ولا وادي الغمار .
      وقوله « ولا رهم » الذي في ياقوت : ولا رمم ، وضبطه كعنب وسبب : اسم موضع ، ولم نجد رهم بالهاء اسم موضع ).
      قال ابن سيده : كذا رواه ثعلب ، وخطَّأَ من روى فالآلُكانُ ، قال : وكذلك رواية الطُّوسيِّ أَيضاً .
      المُبرّد : الُّكْنَةُ أَن تَعْترِضَ على كلام المتكلم اللغةُ الأَعجمية .
      يقال : فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً روميةً أَو حبشية أَو سِنْدِية أَو ما كانت من لغات العجم .
      الفراء : للعرب في لَكِنَّ لغتان : بتشديد النون مفتوحة ، وإسكانها خفيفة ، فمن شدَّدها نصب بها الأَسماء ولم يَلِها فَعَل ولا يَفْعَلُ ، ومن خفف نونها وأَسكنها لم يعملها في شيء اسم ولا فعل ، وكان الذي يعمل في الاسم الذي بعدها ما معه مما ينصبه أَو يرفعه أَو يخفضه ، من ذلك قول الله : ولكنِ الناسُ أَنفُسَهم يَظْلِمُونَ ، ولكِنِ اللهُ رمى ، ولكن الشياطينُ كَفَرُوا ؛ رُفِعَتْ هذه الأَحرفُ بالأَفاعيل التي بعدها ، وأَما قوله : ما كان محمدٌ أَبا أَحَد من رجالكم ولكن رسُولَ اللهِ ؛ فإنك أَضمرت كان بعد ولكن فنصبت بها ، ولو رفعته على أَن تُضْمِرَ هو فتريد ولكن هو رسولُ الله كان صواباً ؛ ومثله : وما كان هذا القرآنُ أَن يُفْتَرى من دون الله ولكن تَصْديقُ ، وتصديقَ ، فإذا أُلقِيَت من لكن الواوُ في أَولها آثرت العرب تخفيف نونها ، وإذا أَدخلوا الواو آثروا تشديدها ، وإنما فعلوا ذلك لأَنها رجوع عما أَصابَ أَول الكلام ، فشبهت ببل إذ كانت رجوعاً مثلها ، أَلا ترى أَنك تقول لم يقم أَخوك بل أَبوك ، ثم تقول لم يقم أَخوك لكن أَبوك فتراهما في معنى واحد ، والواو لا تصلح في بل ، فإذا ، قالوا ولكن فأَدخلوا الواو تباعدت من بل إذ لم تصلح في بل الواو ، فآثروا فيها تشديد النون ، وجعلوا الواو كأَنها دخلت لعطف لا بمعنى بل ، وإنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأَن أَصلها إن عبد الله قائم ، زيدت على إنَّ لام وكاف فصارتا جميعاً حرفاً واحداً ؛ قال الجوهري : بعض النحويين يقول أَصله إن واللام والكاف زوائد ، قال : يدل على ذلك أَن العرب تدخل اللام في خبرها ؛ وأنشد الفراء : ولَكِنَّني من حُبِّها لَعَمِيدُ فلم يدخل اللام إلا أَن معناها إنَّ ، ولا تجوز الإمالة في لكن وصورة اللفظ بها لاكنّ ، وكتبت في المصاحف بغير أَلف وأَلفها غير ممالة ؛ قال الكسائي : حرفان من الاستثناء لا يقعان أَكثر ما يقعان إلا مع الجحد وهما بل ولكن ، والعرب تجعلهما مثل واو النسق .
      ابن سيده : ولكن ولكنّ حرف يُثْبَتُ به بعد النفي .
      قال ابن جني : القول في أَلف لكنّ ولكنْ أَن يكونا أَصلين لأَن ال كلمة حرفان ولا ينبغي أَن توجد الزيادة في الحروف ، قال : فإن سميت بهما .
      ونقلتهما إلى حكم الأَسماء حكمت بزيادة الأَلف ، وكان وزن المثقلة فاعِلاً ووزن المخففة فاعِلاً ، وأَما قراءتهم : لكنَّا هو اللهُ هو ربي فأَصلها لكن أَنا ، فلما حذفت الهمزة للتخفيف وأُلقيت حركتها على نون لكن صار التقدير لكننا ، فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك ، كما كره شدد وجلل ، فأَسكنوا النون الأُولى وأَدغموها في الثانية فصارت لكنَّا ، كما أَسكنوا الحرف الأَول من شدد وجلل فأَدغموه في الثاني فقالوا جَلَّ وشَدَّ ، فاعْتَدُّوا بالحركة وإن كانت غير لازمة ، وقيل في قوله : لَكنَّا هو اللهُ ربي ، يقال : أَصله لكنْ أَنا ، فحذفت الأَلف فالتقت نونان فجاء التشديد لذلك ؛ وقوله : ولَسْتُ بآتيه ولا أَسْتَطِيعُه ، ولاكِ اسْقِني إن كان ماؤُكَ ذا فَضْلِ إنما أَراد : ولكن اسقني ، فحذفت النون للضرورة ، وهو قبيح ، وشبهها بما يحذف من حروف اللين لالتقاء الساكنين للمشاكلة التي بين النون الساكنة وحرف العلة .
      وقال ابن جني : حَذْفُ النون لالتقاء الساكنين البَتَّةَ ؛ وهو مع ذلك أَقبح من حذف نون من في قوله : غيرُ الذي قد يقالُ مِ الكَذِبِ من قِبَلِ أَن أَصل لكن المخففة لكنّ المشددة ، فحذفت إحدى النونين تخفيفاً ، فإذا ذهبت تحذف النون الثانية أَيضاً أَجحفت بالكلمة ؛ قال الجوهري : لكن ، خفيفةً وثقيلةً ، حرفُ عطف للاستدراك والتحقيق يُوجَبُ بها بعد نفي ، إلا أَن الثقيلة تَعْمَلُ عَمَلَ إنّ تنصب الإسم وترفع الخبر ، ويستدرك بها بعد النفي والإبجاب ، تقول : ما جاءني زيد لكنَّ عمراً قد جاء ، وما تكلم زيدٌ لكنَّ عمراً قد تكلم ، والخفيفة لا تعمل لأَنها تقع على الأَسماء ، والأَفعال ، وتقع أَيضاً بعد النفي إذا ابتدأَت بما بعدها ، تقول : جاءني القوم لكن عمرو لم يجئ ، فترفع ولا يجوز أَن تقول لكن عمرو وتسكت حتى تاتي بجملة تامة ، فأَما إن كانت عاطفة اسماً مفرداً على اسم لم يجز أَن تقع إلا بعد نفي ، وتُلْزِم الثاني مثل إعراب الأَول ، تقول : ما رأَيتُ زيداً لكنْ عمراً ، وما جاءني زيد لكنْ عمرو .
      "

    المعجم: لسان العرب

  17. لكع
    • " اللُّكَعُ : وسِخُ القُلْفَةِ .
      لَكِعَ عليه الوَسَخُ لَكَعاً إِذا لَصِقَ به ولَزِمَه .
      واللَّكْعُ : النَّهْزُ في الرَّضاعِ .
      ولَكَعَ الرجُلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها ، ونَكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها ، وهو أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتدِرَّ .
      واللُّكَعُ : المُهْرُ والجَحْشُ ، والأُنثى بالهاء ، ويقال للصبيِّ الصغير أَيضاً لُكَعٌ .
      وفي حديث أَبي هريرة : أَثَمَّ لُكَعٌ ، يعني الحسَنَ أَو الحُسَيْنَ ، عليهما السلام .
      قال ابن الأَثير في هذا المكان : فإِن أُطلق على الكبير أُريد به الصغير العِلم والعقْلِ ، ومنه حديث الحسن :، قال لرجل يا لُكَعُ ، يريد يا صغيراً في العِلم .
      واللَّكِيعةُ : الأَمةُ اللئيمةُ .
      ولَكِعَ الرجُل يَلْكَعُ لَكَعاً ولَكاعةً : لَؤُمَ وحَمُقَ .
      وفي حديث أَهل البيت : لا يُحِبُّنا أَلْكَعُ .
      ورجل أَلْكَعُ ولُكَعٌ ولَكِيعٌ ولَكاعٌ ومَلْكَعانٌ ولَكُوعٌ : لَئِيمٌ دَنِيءٌ ، وكل ذلك يوصَفُ به الحَمِقُ .
      وفي حديث الحسن : جاءه رجل فقال : إِنَّ إِياسَ بنَ مُعاوِيةَ رَدَّ شَهادتي ، فقال : يا ملْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شهادَتَه ؟ أراد حَداثةَ سِنِّه أَو صِغَره في العلم ، والميم والنون زائدتان ؛ وقال رؤبة : لا أَبْتَغي فَضْلَ امرئٍ لَكُوعِ ، جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ وأَنشد ابن بري في المَلْكَعانِ : إِذا هَوْذِيّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً لِسِدْرِيٍّ ، فذلك مَلْكَعانُ

      ويقال : رجل لَكُوعٌ أَي ذلِيلٌ عَبْدُ النَّفّسِ ؛ وقوله : فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا ، في السِّكَّتَينِ ، تَحْمِلُ الأَلاكِعا كسَّر أَلْكَعَ تَكْسِيرَ الأَسْماءِ حين غَلَبَ ، وإِلا فكان حُكْمُه تحملُ اللُّكْعُ ، وقد يجوز أَن يكون هذا على النسب أَو على جمع الجمع .
      والمرأَة لَكاعِ مثل قَطامِ .
      وفي حديث ابن عمر أَنه ، قال لِمَوْلاةٍ له أَرادت الخُروجَ من المدينةِ : اقْعُدِي لَكاعِ ومَلْكَعانةٌ ولَكِيعةٌ ولَكْعاءُ .
      وفي حديث عمر أَنه ، قال لأَمة رآها : يا لَكْعاءُ أَتَشَبَّهِينَ بالحَرائِرِ ؟، قال أَبو الغريب النصري : أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ، ثم آوِي إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكاع ؟

      ‏ قال ابن بري :، قال الفراء تثنية لَكاعِ أَن تقول يا ذواتَيْ لَكِيعة أَقْبِلا ، ويا ذواتِ لَكِيعة أَقْبِلْنَ .
      وقالوا في النداء للرجل : يا لُكَعُ ، وللمرأَة يا لَكاعِ ، وللاثنين يا ذَوَيْ لُكَعَ ، وقد لَكِعَ لَكاعةً ، وزعم سيبويه أَنهما لا يستعملان إِلاَّ في النداء ، قال : فلا يصرف لَكاعِ في المعرفة لأَنه معدول من أَلْكَعَ .
      ولَكاعِ : الأُمةُ أَيضاً .
      واللُّكَعُ : العبْدُ .
      وقال أَبو عمرو في قولهم يا لُكَعُ ، قال : هو اللئيم ، وقيل : هو العبد ، وقال الأَصمعي : هو العيِيُّ الذي لا يتجه لمنطق ولا غيره ، مأْخوذ من المَلاكِيعِ ؛ قال الأَزهري : والقول قول الأَصمعي ، أَلا ترى أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، دخل بيت فاطمة فقال : أَين لُكَعٌ ؟ أَراد الحسن ، وهو صغير ، أَراد أَنه لصغره لا يتجه لِمَنْطِقٍ وما يُصْلِحُه ولم يُرِدْ أَنه لئيم أَو عبد .
      وفي حديث سعد بن معاذ : أَرأَيت إِنْ دخل رجل بيته فرأَى لُكاعاً قد تَفَخَّذَ امرأَته ، أَيذهب فيُحْضِرُ أَربعةَ شُهَداءَ ؟ جعل لُكاعاً (* قوله « لكاعاً » كذا ضبط في الأصل ، وقال في شرح القاموس : لكاعاً كسحاب ونصه ورجل لكاع كسحاب لئيم ، ومنه حديث سعد أرأيت إلخ .) صفة لرجل نعتاً على فُعالٍ ، قال ابن الأَثير : فلعله أَراد لُكَعاً ؛ وفي الحديث : يأْتي على الناسِ زمان يكون أَسْعَدَ الناسِ بالدنيا لُكَعٌ ابنُ لُكَعٍ ؛ قال أَبو عبيد : اللُّكَعُ عند العرب العبدُ أَو اللئِيمُ ، وقيل : الوَسِخُ ، وقيل : الأَحْمَقُ .
      ويقال : رجل لَكِيعٌ وكِيعٌ ووَكُوعٌ لَكُوعٌ لئِيمٌ ، وعبد أَلْكَعُ أوْكَعُ ، وأَمَة لَكْعاءُ ووَكْعاءُ ، وهي الحَمْقاءُ ؛ وقال البَكْرِيُّ : هذا شتم للعبد واللَّئِيم .
      أَبو نهشل : يقال هو لُكَعٌ لاكعٌ ، قال : وهو الضيِّق الصدْرِ القليلُ الغَناءِ الذي يؤَخِّره الرجالُ عن أُمورهم فلا يكون له موْقِعٌ ، فذلك اللُّكَعُ .
      وقال ابن شميل : يقال للرجل إِذا كان خبيث الفِعالِ شَحِيحاً قلِيلَ الخير : إِنه للَكُوعٌ .
      وبنُو اللَّكِيعةِ : قومٌ ؛ قال عليّ بن عبد الله بن عباس : هُمُ حَفِظوا ذِمارِي ، يوم جاءت كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَني اللَّكيعه مُسْرِفٌ : لقَبُ مُسْلِمِ بن عُقْبةَ المُرِّي صاحب وَقْعةِ الحَرَّةِ لأَنه كان أَسْرَفَ فيها .
      واللُّكَعُ : الذي لا يُبِينُ الكلامَ .
      واللَّكْعُ : اللَّسْعُ ؛ ومنه قولُ ذي الإِصْبَعِ : امّا تَرَى نبْلَه فَخَشْرَمَ خَشْشَاءَ ، إِذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا يعني نصْلَ السهم .
      ولَكَعَتْه العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً .
      ولَكَعَ الرجُلَ : أَسْمَعَه ما لا يَجْمُلُ ، على المثل ؛ عن الهجَرِيّ .
      ويقال للفرس الذكر لُكَعٌ ، والأُنثى لُكَعةٌ ، ويصرف في المعْرفة لأَنه ليس ذلك المَعْدُولَ الذي يقال للمونث منه لَكاعِ ، وإِنما هو مِثْلُ صُرَدٍ ونُغرٍ .
      أَبو عبيدة : إِذا سَقَطتْ أَضراسُ الفرَس فهو لُكَعٌ ، والأُنثى لُكَعةٌ ، وإِذا سقط فمه فهو الأَلْكَعُ .
      والمَلاكِيعُ : ما خرجَ مع السَّلَى من البطن من سُخْدٍ وصَاءةٍ وغيرهما ، ومن ذلك قيل للعبد ومن لا أَصْلَ له : لُكَعٌ ؛ وقال الليث : يقال لَكُوعٌ ؛

      وأَنشد : أَنتَ الفَتى ، ما دامَ في الزَّهَرِ النَّدَى ، وأنتَ ، إِذا اشْتَدَّ الزمانُ ، لَكُوعُ واللُّكاعةُ : شوْكةٌ تحْتَطَبُ لها سُوَيْقةٌ قدرُ الشِّبْر ليِّنة كأَنها سيْر ، ولها فُرُوعٌ مملوءة شوْكاً ، وفي خِلالِ الشوْك ورَيْقةٌ لا بال بها تنقبض ثم يبقى الشوك ، فإِذا جفَّت ابيضت ، وجمعها لُكاعٌ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  18. أنن
    • " أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً ، قال ذو الرمة : يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين ، كما أَنَّ المرِيضُ ، إلى عُوَّادِه ، الوَصِبُ والأُنانُ ، بالضم : مثل الأَنينِ ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه صخراً : أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً ، وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار في كونه صفة ، قال : والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر ، قال : وكذلك التأْنانُ ؛

      وقال : إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ (* قوله « إنا وجدنا إلخ » صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو : بين الرسيسين وبين عاقل ).
      وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ .
      ملقوحة : منصوبةٌ بالعِدَة ، وهي بمعنى مُلْقَحَةً ، والمعنى أَنها عِدةٌ لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة .
      ابن سيده : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه .
      التهذيب : أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً بمعنى واحد .
      ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ : كثيرُ الأَنين ، وقيل : الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى ، ولا يشتقّ منه فعل ، وإذا أَمرت قلت : إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على تَلْيينِها ، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى .
      ويقال للمرأَة : إنِّي ، كما يقال للرجل اقْررْ ، وللمرأَة قِرِّي ، وامرأَة أنّانةٌ كذلك .
      وفي بعض وصايا العرب : لا تَتّخِذْها حَنَّانةً ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً .
      وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ ولا شاةٌ ، وقيل : الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب .
      وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً : أَلانت صوتَها ومَدّته ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛ وأَنشد قول رؤبة : تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما ، أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما .
      والأُنَنُ : طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد ، له طَوْقٌ كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار ، وقيل : هو الوَرَشان ، وقيل : هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود ، وصوتُه أَنِينٌ : أُوهْ أُوهْ .
      وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ ، وقيل : مَخْلَقة من ذلك ، وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث ، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً ، فعلى هذا ثلاثيٌّ .
      وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه .
      وفي حديث ابن مسعود : إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل أَي بيانٌ منه .
      أَبو زيد : إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك ، وأَنتما وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك ؛ قال الشاعر : ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به ، مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ به تجاوزت عن أُولى وكائِده ، إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات .
      أَول حكاية (* قوله « أول حكاية » هكذا في الأصل ).
      أَبو عمرو : الأَنّةُ والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد ؛ وقال دُكَيْن : يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ ، مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ ، مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ ‏

      يقال : ‏ مكان من هلاكِ النفوس ، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ لِمَئِنّةٍ ، قال : وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة ، والخَروسُ : البَكْرةُ التي ليست بصافية الصوتِ ، والجَروسُ ، بالجيم : التي لها صوت .
      قال أَبو عبيد :، قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت : هو كقولك عَلامة وخَليق ، قال أََبو زيد : هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة ؛ قال أبو عبيد : يعني أَن هذا مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه ، قال : وكلُّ شيءٍ دلَّكَ على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له ؛

      وأَنشد للمرّار : فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا : عَرِّسوا من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّس ؟

      ‏ قال أَبو منصور : والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير المَئِنّة صحيحٌ ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ ، وهي في مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية ، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن .
      اللحياني : هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك ؛

      وأَنشد : إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ ، ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ فكأَن مَئِنّةً ، عند اللحياني ، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في المَظِنَّة ، لأَنه ذكر حروفاً تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ ، منها قولُهم : بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرةِ .
      وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب .
      وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا صبَّه .
      وفي كلام الأَوائل : أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه ؛ حكاه ابن دريد ، قال : وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحيفٌ .
      قال الخليل فيما روى عنه الليث : إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ الأَلفِ ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف ، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء ، قال : وإذا كانت مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه ، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام قديم ومَضَى ، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ الأَلفُ ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف .
      وقال الفراء في إنَّ : إذا جاءت بعد القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما تصرَّف منه فهي مكسورة ، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله عز وجل : ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً ؛ وكذلك المعنى استئنافٌ كأَنه ، قال : يا محمد إن العزَّة لله جميعاً ، وكذلك : وقوْلِهم إنَّا قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على الحكاية ، قال : وأَما قوله تعالى : ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ ، ومثله في الكلام : قد قلت لك كلاماً حسَناً أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام والكلامُ منصوبٌ ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها ، قال : وقد تكون إنَّ بعد القول مفتوحةً إذا كان القول يُرافِعُها ، منْ ذلك أَن تقول : قولُ عبد الله مُذُ اليومِ أَن الناس خارجون ، كما تقول : قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم .
      وقال الليث : إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة ، وإذا وقعت على فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها ، تقول : بلغني أَن قد كان كذا وكذا ، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل ، ولولا قَدْ لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً ، وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً ، قال : وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا ، تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ ، ومن ذلك قولك : إنْ رُبَّ رجل ، فتخفف ، فإذا اعتمدَتْ قلت : إنه رُبَّ رجل ، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ فيها وإنَّ بك وأَشباهها ، قال : وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة : إحداهما التثقيل ، والأُخرى التخفيف ، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة ، وقرئَ : وإنْ كلاً لما ليُوفّينّهم ؛ خففوا ونصبوا ؛

      وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر : فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني فِراقَك ، لم أَبْخَلْ ، وأَنتِ صديقُ وأَنشد القول الآخر : لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون ، إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا ، بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع ، وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمال ؟

      ‏ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي في قوله عز وجل : وإنَّ الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي ، وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب ، إلا ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره ، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة على كل حال ، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل : وما أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ ؛ فهذه تُكْسر وإن لم تستقبلها لامٌ ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك : والله إنه لقائمٌ ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ : واللهِ أَنَّكَ قائم ، قال : هكذا سمعته من العرب ، قال : والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ .
      وقال أَبو طالب النحوي فيما روى عنه المنذري : أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها ؛

      وأَنشدوا : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر ، كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ ، قال : وقال الفراء لم نسمع العربَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب ، فأَما في الظاهر فلا ، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا ، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً لمَا ليُوَفِّيَنَّهم ، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه ، قال : وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ ، قال : ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك ، تقول : إنْ زيدٌ لقائمٌ .
      ابن سيده : إنَّ حرف تأْكيد .
      وقوله عز وجل : إنَّ هذانِ لساحِران ، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى نَعَمْ ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء ، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير ضرورة ، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران ، وحكي عن أَبي إسحق أَنه ، قال : هذا هو الذي عندي فيه ، والله أَعلم .
      قال ابن سيده : وقد بيَّن أَبو عليٍّ فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا .
      وفي التهذيب : وأَما قول الله عز وجل : إنَّ هذان لَساحِران ، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما ، قال فيه النحويون فحَكَيْت كلامه .
      قال : قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً : إنَّ هذان لَساحِران ، وروي عن عاصم أَنه قرأَ : إنْ هذان ، بتخفيف إنْ ، وروي عن الخليل : إنْ هذان لساحِران ، قال : وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران ، بتشديد إنّ ونصْبِ هذين ، قال أَبو إسحق : والحجةُ في إنّ هذان لساحِران ، بالتشديد والرفع ، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ ، يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد ، يقولون : رأَيت الزيدان ، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء : أَنها لغة لبني الحرث بن كعب ، قال : وقال النحويون القُدَماء : ههنا هاءٌ مضمرة ، المعنى : إنه هذانِ لساحِران ، قال : وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم ؛

      وأَنشدوا لابن قيس الرُّقَيَّات : بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ ويَقُلْنَ : شَيْبٌ قدْ علاّ كَ ، وقد كَبِرْتَ ، فقلتُ : إنَّهْ .
      أَي إنه قد كان كما تَقُلْن ؛ قال أَبو عبيد : وهذا اختصارٌ من كلام العرب يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه ؛ وقال الفراء في هذا : إنهم زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر ، كما فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي ، في الرفع والنصب والجر ، قال : فهذا جميع ما ، قال النحويون في الآية ؛ قال أَبو إسحق : وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت موقع نَعَمْ ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها ، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما ساحران ، قال : والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن كعب ، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف ، قال : وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران .
      وقال غيرُه : العرب تجعل الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه ، والمراد إنه لكذلك ، وإنه على ما تقول ، قال : وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس أَنه موضوع في اللغة لذلك ، قال : وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت .
      وفي حديث فَضالة بن شَريك : أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال : إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْني ، فقال : ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها البَرْدَين ، فقال فَضالةُ : إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً ، لا حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير : إنّ وراكِبَها أَي نعَمْ مع راكبها .
      وفي حديث لَقيط ابن عامر : ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي وإنه كذلك ، أَو إنه على ما تقول ، وقيل : إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف ، فأَما قوله عز وجل : إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر ، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت ، ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً ، وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ ، وهي أَضعف ، ومن العرب من يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت ، فتقول : لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ ، قال سيبويه : وليس كلُّ العرب تتكلم بها ؛ قال الشاعر : أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى ، لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم وحِكى ابن الأَعرابي : هِنّك وواهِنّك ، وذلك على البدل أَيضاً .
      التهذيب في إنّما :، قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل ، ومعنى إنما إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله : وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي المعنى : ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي ، وأَنَّ : كإن في التأْكيد ، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها هاءً ، ولذلك ، قال سيبويه : وليس أَنَّ كإنَّ ، إنَّ كالفِعْلِ ، وأَنَّ كالاسْمِ ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة ؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر : إلاَّ أَنهم ليأْكلون الطعام ، بالفتح ، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله : لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ الجوهري : إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ ، فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر ، وقد يُخَفِّفان ، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ ، وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه ، تقول : كأَنه شمسٌ ، وقد تخفف أَيضاً فلا تعْمَل شيئاً ؛ قال : كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب ويروى : كأَنْ ورِيدَيْهِ ؛ وقال آخر : ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ ، كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ ويروى ثَدْيَيْه ، على الإعمال ، وكذلك إذا حذفْتَها ، فإن شئت نصبت ، وإن شئت رفعت ، قال طرفة : أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى ، وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ ، هل أَنتَ مُخْلدي ؟ يروى بالنصب على الإعمال ، والرفْعُ أَجود .
      قال الله تعالى : قل أَفغَيْرَ الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون ، قال النحويون : كأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه ، وهي حرفُ تشبيه ، والعربُ تنصب به الاسمَ وترفع خبرَه ، وقال الكسائي : قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك أميرُنا فتأْمُرُنا ، معناه لستَ أََميرَنا ، قال : وكأَنَّ أُخرى بمعنى التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه ، معناه لَيْتَني قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه ، ولذلك نُصِب فأُجيدَه ، وقيل : تجيء كأَنَّ بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء ، وكأَنك خارجٌ ؛ وقال أَبو سعيد : سمعت العرب تُنشِد هذا البيت : ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ، كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فخفف وأَعْمَل ، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ ، ومَن رفع أَراد كأَنها ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية ؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشد : كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ ، ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ .
      قال : يريد كأَنما فقال كأَمَّا ، والله أَعلم .
      وإنِّي وإنَّني بمعنى ، وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه الحروف ، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء ، وكذلك لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون ، وإن زِدْتَ على إنَّ ما صارَ للتَّعيين كقوله تعالى : إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء ، لأَنه يُوجِبُ إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه .
      وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه ، تقول : أُريد أن تقومَ ، والمعنى أُريد قيامَك ، فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع ، إلا أَنها لا تَعْمَل ، تقول : أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى ، وأَن قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل ، تقول : بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ ؛ وفي التنزيل العزيز : ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها ؛ قال ابن بري : قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ ، واسمها مقدَّرٌ في النيَّة تقديره : أَنه تِلْكُمْ الجنة .
      ابن سيده : ولا أَفعل كذا ما أَنَّ في السماء نجْماً ؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ ، إلا أَن يكون على توهُّم الفعل كأَنه ، قال : ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً ، أَو ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً .
      وحكى اللحياني : ما أَنَّ ذلك الجَبَل مكانَه ، وما أَن حِراءً مكانَه ، ولم يفسّره وقال في موضع آخر : وقالوا لا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما عَرَضَ ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ ، قال : وقد يُنْصَب ، ولا أَفْعَله ما أَنَّ في السماء سماءً ، قال اللحياني : ما كانَ وإنما فسره على المعنى .
      وكأَنَّ : حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف ؛ قال ابن جني : إن سأَل سائلٌ فقال : ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها ؟ فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو ، فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت : إنَّ زيداً كائنٌ كعمْرو ، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ ، فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم بالتشبيه ، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ ، لأَنَّ المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً ، وبقِي معنى التشبيه الذي كانَ فيها ، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها ، وهي متقدّمة ، وذلك قولهم : كأَنَّ زيداً عمروٌ ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل ، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن تتعلَّق فيه بمحذوف ، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة ، وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف ، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني الأَفعال ، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها ، وإن كانت قد تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها ، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة ؛ قال ابن سيده : فأَقوى الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف ، وإن قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من الجرِّ فيها ، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى : ليس كمِثْله شيءٌ ، ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة ؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل الجارّة وغيرها ، وذلك قولهم : عجِبتُ مِن أَنك قائم ، وأَظنُّ أَنك منطلق ، وبلغَني أَنك كريمٌ ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم ، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها ؛ وأَما قول الراجز : فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ ، فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي (* قوله « لكأن لم يسكن » هكذا في الأصل بسين قبل الكاف ).
      فإنه أَكَّد الحرف باللام ؛ وقوله : كأَنَّ دَريئةً ، لمّا التَقَيْنا لنَصْل السيفِ ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما التَقَيْنا ، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه ، وقد تُخَفَّف أَنْ ويُرْفع ما بعدها ؛ قال الشاعر : أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ ، وَيحَكُما منِّي السلامَ ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَد ؟

      ‏ قال ابن جني : سأَلت أَبا عليّ ، رحمه الله تعالى ، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ ؟ فقال : أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن ؛ قال أَبو علي : وأَوْلى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة ، قال : وهذا على كل حال وإن كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون ، قال : وقرأْت على محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ ، قال : شبَّه أَنْ بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها ، وهذا مذهب البَغْداديّين ، قال : وفي هذا بُعْدٌ ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً ، إنما هي للمُضيّ أَو الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام ، ويُسرُّني أَن تقوم ، ولا تقول سَرَّني أَن يقوم ، وهو في حال قيام ، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال أَبداً نحو قولك : ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن ، فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى ، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ صاحبتها ، ومن العرب من يَنصب بها مخففة ، وتكون أَنْ في موضع أَجْل .
      غيره : وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ ، وحكى سيبويه : إئتِ السوقَ أَنك تشتري لنا سَويقاً أَي لعلك ، وعليه وُجِّه قوله تعالى : وما يُشْعِركم أَنها إذا جاءت لا يؤْمنون ؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم ، قال الفارسي : فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال : هو كقول الإنسان إنَّ فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم ، فتقول أَنتَ : وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ (* قوله « إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم » هكذا في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين ).
      وفي قراءة أُبَيٍّ : لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون ؛ قال ابن بري : وقال حُطائِط بن يعْفُر ، ويقال هو لدُريد : أَريني جَواداً مات هَزْلاً ، لأَنَّني أَرى ما تَرَيْنَ ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا وقال الجوهري : أَنشده أَبو زيد لحاتم ، قال : وهو الصحيح ، قال : وقد وجدته في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني ؛ وقال عدي بن زيد : أَعاذِلَ ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي إلى ساعةٍ في اليوم ، أَو في ضُحى الغَدِ ؟ أَي لعل منيتي ؛ ويروى بيت جرير : هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا نرى العَرَصاتِ ، أَو أَثَرَ الخِيام ؟

      ‏ قال : ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه : وما يُدْريك لعله يَزَّكَّى ، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً .
      وقال ابن سيده : وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول : علمتُ عَنَّكَ منطلق .
      وقوله في الحديث :، قال المهاجرون يا رسول الله ، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا ، إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا ، فقال : تَعْرفون ذلك لهم ؟، قالوا : نعم ، قال : فإنَّ ذلك ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم ؛ ومنه حديثه الآخر : من أُزِلَّتْ إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها ، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً ، فإنَّ ذلك ؛ ومنه الحديث : أَنه ، قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به : إنَّ عبدَ الله ، إنَّ عبدالله ، قال : وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم الفصيح .
      وأَنَّى : كلمة معناها كيف وأَين .
      التهذيب : وأَما إنْ الخفيفةُ فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه ، قال : إنْ تقع في موضع من القرآن مَوْضعَ ما ، ضَرْبُ قوله : وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه ؛ معناه : ما مِن أَهل الكتاب ، ومثله : لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين ؛ أَي ما كنا فاعلين ، قال : وتجيء إنْ في موضع لَقَدْ ، ضَرْبُ قوله تعالى : إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً ؛ المعنى : لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم ، ومثله : وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك ، وإنْ كادوا ليَسْتَفِزُّونك ؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ ، ضَرْبُ قوله : اتَّقُوا اللهَ وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين ؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين ، وكذلك قوله تعالى : فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله ؛ معناه إذْ كنتم ، قال : وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع إذْ أَيضاً ، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا ، من ذلك قوله عز وجل : لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا ؛ مَنْ خَفضَها جعلَها في موضع إذا ، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب ؛ ومنه قوله تعالى : وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ ؛ من خفضها جعلها في موضع إذا ، ومن نصبها ففي إذ .
      ابن الأَعرابي في قوله تعالى : فذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ؛ قال : إنْ في معنى قَدْ ، وقال أَبو العباس : العرب تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد ، قال : وقال الكسائي سمعتهم يقولونه فظَنَنْتُه شَرْطاً ، فسأَلتهم فقالوا : نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما قام زيد .
      وقال الفراء : إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء ، والعرب تُجازِي بحروف الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما .
      وسئل ثعلبٌ : إذا ، قال الرجل لامرأَته إن دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ ، متى تَطْلُق ؟ فقال : إذا فَعَلَتْهما جميعاً ، قيل له : لِمَ ؟، قال : لأَنه قد جاء بشرطين ، قيل له : فإن ، قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ ؟ فقال : هذه مسأَلةُ محال لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ ، قيل له : فإن ، قال أَنت طالِقٌ إذا احْمَرَّ البُسْرُ ؟، قال : هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ ، قال الأَزهري : وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه : إن ، قال الرجل لامرأَته أَنتِ طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها بموته أَو بموتِها ، قال : وهو قول الكوفيين ، ولو ، قال إذا لم أُطَلِّقْك ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق ، فسكتَ مدَّةً يمكنه فيها الطّلاق ، طَلُقَت ؛ قال ابن سيده : إنْ بمعنى ما في النفي ويُوصل بها ما زائدة ؛ قال زهير : ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَك ؟

      ‏ قال ابن بري : وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه : ورجَّ الفتى للْخَيْر ، ما إنْ رأَيْتَه على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ وقال ابن سيده : إنما دخَلت إنْ على ما ، وإن كانت ما ههنا مصدريةً ، لِشَبَهَها لفظاً بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ ، أَلا ترى أَنك لو لم تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها ؟

      ‏ قال سيبويه : وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا ، أَلْزَموها ما عوضاً ، وهذا أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً ما ، فيُلْزمون ما ، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ ، واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل ، وإن كان ليْس مِثْلَه ، وإنَّما هو شاذ ، ويكونُ الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ .
      وفي حديث بيع الثمر : إمّا لا فلا تبَايَعُوا حتى يَبْدُوَ صلاَحُه ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات كثيراً ، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث ، وأَصلها إنْ وما ولا ، فأُدْغِمت النونُ في الميم ، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها ، وقد أَمالت العربُ لا إمالةً خفيفةً ، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً ، وهي خطأٌ ، ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا ، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ الجزاء ، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك : إنْ تأْتني آتِك ، وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك ، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى : إنِ الكافرون إلاّ في غُرور ؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما ، قال الأَغْلَبُ العِجْليُّ : ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَار ؟

      ‏ قال ابن بري : إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر ، قال : وقد تكون في جواب القسم ، تقول : والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت ، قال : وأَنْ قد تكون بمعنى أَي كقوله تعالى : وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال : وأَن قد تكون صِلةً لِلَمَّا كقوله تعالى : فلما أَنْ جاء البشيرُ ؛ وقد تكون زائدةً كقوله تعالى : وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله ؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم الله ؛ قال ابن بري : قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً لِلَمّا وقد تكون زائدةً ، قال : هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي الزائدةُ ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ ، قال : وقد تكونُ زائدةً مع ما كقولك : ما إنْ يقُومُ زيد ، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله تعالى : إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك ، لئلا يلتبس بإنْ التي بمعنى ما للنفي .
      قال ابن بري : اللامُ هنا دخلت فرقاً بين النفي والإيجاب ، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ ولا خبر ، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له ، وقد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً ، ومع الفاعل في قولك إن قام لزيدٌ ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول : هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ ، يريدون إنْ ، فيُبْدِلون ، وتكون زائدةً مع النافية .
      وحكى ثعلب : أَعْطِه إنْ شاء أَي إذا شاء ، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه .
      وأَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ ، قال سيبويه : وقولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما ، وهي ما للتوكيد ، ولَرِمَت كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل ، كما كانت الهاءُ والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء ؛ فأَما قول الشاعر : تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ ، تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ ، تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني ، فأَبدل العينَ مكان الهمزة ، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ ، وهي مذكورة في موضعها ، ويجوز أَنْ يكون أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي كانت قول قَتْلاً قَتْلاً أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً ، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به ؛ وقوله : إني زَعيمٌ يا نُوَيْقَةُ ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح ، أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح .
      قال ثعلب :، قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل عنهما ، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم ، وتكون زائدة مع لما التي بمعنى حين ، وتكون بمعنى أَي نحو قوله : وانْطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا ؛ قال بعضهم : لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل ، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها ، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها ، ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل ، وحكى ثعلب أيضاً : أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء ، ولا تُعْطِه إلا أَن يشاءَ ، معناه إذا شاء فأَعْطِه .
      وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ :، قال له ارْكَبْها ، قال : إنها بَدنةٌ ، فكرر عليه القولَ فقال : ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت بَدنةً .
      التهذيب : للعرب في أَنا لغاتٌ ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ عليها قلت أَنا بوزن عَنَا ، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك ، بوزن عَنَ فَعَلْتُ ، تحرّك النون في الوصل ، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها ، ومن العرب من يقول أَنا فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن ، ومنهم مَن يُسَكِّنُ النونَ ، وهي قليلة ، فيقول : أَنْ قلتُ ذلك ، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى آنَ قلتُه ؛ قال عديّ : يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ ، مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ ؟ وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ : أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني ، أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ ، فاعْرِفوني وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن ، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع ، فإن قيل : لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا ؟ فقيل : لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا ، وأَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه ، فلذلك ثُنِّيَ ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا ، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت النوناتُ فحُذِفت إحداها ، وقيل إنَّا ، وقوله عز وجل : إنَّآ أَو إِيَّاكم ( الآية ) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم ، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك ، معناه إني وإنك ، فافْهمه ؛

      وقال : إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم ، فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنيةُ إني في البيت .
      قال الجوهري : وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ مكنيٌّ ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه ، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل ، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي لبيان الحركة في الوقف ، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما ، قال : أَنا سَيْفُ العَشيرةِ ، فاعْرفوني جميعاً ، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير أَن تكون مضافة إليه ، تقول : أَنت ، وتكسر للمؤَنث ، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ ، وقد تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول : أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ ؛ حكي ذلك عن العرب ، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر ، وإنما تتصل بالمُظهر ، تقول : أَنتَ كزيدٍ ، ولا تقول : أَنت كِي ، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان بمنزلة المُظْهَر ، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل .
      قال ابن سيده : وأَنَ اسم المتكلم ، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت ، مَرْويّ عن قطرب أَن ؟

      ‏ قال : في أَنَ خمسُ لغات : أَنَ فعلتُ ، وأَنا فعلْتُ ، وآنَ فَعلتُ ، وأَنْ فعلت ، وأَنَهْ فعلت ؛ حكى ذلك عنه ابن جني ، قال : وفيه ضعف كما ترى ، قال ابن جني : يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء قِبَلَه ، فهي بدل من الأَلف ، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان الحركة كما أُلحقت الأَلف ، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في كتابِيَة وحسابِيَة ، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا للسكوت : وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ .
      وأَنْتَ : ضميرُ المخاطَب ، الاسمُ أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب ، والأُنثى أَنْتِ ، وتقول في التثنية أَنْتُما ، قال ابن سيده : وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في أَنْتَ أَنْتانِ ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما ، يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً ، على حدّ زيد وزيدان .
      ويقال : رجل أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. كور
    • " الكُورُ ، بالضم : الرحل ، وقيل : الرحل بأَداته ، والجمع أَكْوار وأَكْوُرٌ ؛

      قال : أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْيَماني قِلاصاً ، حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا والكثير كُورانٌ وكُؤُور ؛ قال كُثَيِّر عَزَّة : على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى ، فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُه ؟

      ‏ قال ابن سيده : وهذا نادر في المعتل من هذا البناء وإِنما بابه الصحيح منه كبُنُودٍ وجُنُودٍ .
      وفي حديث طَهْفَة : بأَكْوارِ المَيسِ تَرْتَمِي بنا العِيسُ ؛ الأَكْوارُ جمع كُورٍ ، بالضم ، وهو رَحْل الناقة بأَداته ، وهو كالسَّرْج وآلتِه للفرس ، وقد تكرّر في الحديث مفرداً ومجموعاً ؛ قال ابن الأَثير : وكثير من الناس يفتح الكاف ، وهو خطأ ؛ وقول خالد بن زهير الهذلي : نَشَأْتُ عَسِيراً لم تُدَيَّثْ عَرِيكَتي ، ولم يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ كُورُها استعار الكُورَ لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ مما يذلل به البعير ويُوَطَّأُ ولا كُورَ هنالك .
      ويقال للكُورِ ، وهو الرحل : المَكْوَرُ ، وهو المُكْوَرُّ ، إِذا فتحت الميم خففت الراء ، وإِذا ثقلت الراء ضممت الميم ؛

      وأَنشد قول الشاعر : قِلاص يَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا فخفف ، وأَنشد الأَصمعي : كأَنّ في الحََبْلَيْنِ من مُكْوَرِّه مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ وكُورُ الحَدَّاد : الذي فيه الجَمْر وتُوقَدُ فيه النار وهو مبنيّ من طين ، ويقال : هو الزِّقُّ أَيضاً .
      والكَوْرُ : الإِبل الكثيرة العظيمة .
      ويقال : على فلان كَوْرٌ من الإِبل ، والكَوْرُ من الإِبل : العَطيِعُ الضَّخْم ، وقيل : هي مائة وخمسون ، وقيل : مائتان وأَكثر .
      والكَوْرُ : القطيع من البقر ؛ قال ذؤيب : ولا شَبُوبَ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه ، من كَوْرِه ، كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ والجمع منهما أَكْوار ؛ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري : ولا مُشِبَّ من الثِّيرانِ أَفْرَده ، عن كَوْرِه ، كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ بكسر الدال ، قال : وصوابه : والطردُ ، برفع الدال ؛ وأَول القصيدة : تالله يَبْقى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ ، جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ ، سِنُّه غَرِدُ يقول : تالله لا يبقى على الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الذي يَرْعى البقل .
      والجَوْنُ : الأَسْوَدُ .
      والسَّراةُ : الظَّهْر .
      وغَرِدٌ : مُصَوِّتٌ .
      ولا مُشِبَّ من الثيران : وهو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به وطَرَدُه .
      والكَوْرُ : الزيادة .
      الليث : الكَوْرُ لَوْثُ العمامة يعني إِدارتها على الرأْس ، وقد كَوَّرْتُها تَكْوِيراً .
      وقال النضر : كل دارة من العمامة كَوْرٌ ، وكل دَوْرٍ كَوْرٌ .
      وتكْوِيرُ العمامة : كَوْرُها .
      وكارَ العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً : لاثَها عليه وأَدارها ؛ قال أَبو ذؤيب : وصُرَّادِ غَيْمٍ لا يزالُ ، كأَنه مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ وكذلك كَوَّرَها .
      والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ : العمامةُ .
      وقولهم : نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ ، قيل : الحَوْرُ النقصان والرجوع ، والكَوْرُ : الزيادة ، أُخذ من كَوْرِ العمامة ؛ يقول : قد تغيرت حاله وانتقضت كما ينتقض كَوْرُ العمامة بعد الشدّ ، وكل هذا قريب بعضه من بعض ، وقيل : الكَوْرُ تَكْوِيرُ العمامة والحَوْرُ نَقْضُها ، وقيل : معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه كان يتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ أَي من النقصان بعد الزيادة ، وهو من تَكْوِير العمامة ، وهو لفها وجمعها ، قال : ويروى بالنون .
      وفي صفة زرع الجنة : فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستحصادُه وتَكْوِيرُه أَي جَمْعُه وإِلقاؤه .
      والكِوارَة : خرقة تجعلها المرأَة على رأْسها .
      ابن سيده : والكِوارَةُ لوث تَلْتاثه المرأَة على رأْسها بخمارها ، وهو ضَرْبٌ من الخِمْرَةِ ؛ وأَنشد : عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى من تَفَحُّشِها ، وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ وقوله أَنشده الأَصْمَعِيُّ لبعض الأَغْفال : جافِيَة مَعْوى ملاث الكَوْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يعني موضع كَوْرِ العمامة : والكِوارُ والكِوارَة : شيء يتخذ للنحل من القُضْبان ، وهو ضيق الرأْس .
      وتَكْوِيرُ الليل والنهار : أَن يُلْحَقَ أَحدُهما بالآخر ، وقيل : تَكْوِيرُ الليل والنهار تَغْشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه ، وقيل : إِدخال كل واحد منهما في صاحبه ، والمعاني متقاربة ؛ وفي الصحاح : وتَكْوِيرُ الليل على النهار تَغْشيته إِياه ، ويقال زيادته في هذا من ذلك .
      وفي التنزيل العزيز : يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل ؛ أَي يُدْخِلُ هذا على هذا ، وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة ، وهو لفها وجمعها .
      وكُوِّرَتِ الشمسُ : جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العمامة ، وقيل : معنى كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ ، وهو بالفارسية « كُورْبِكِرْ » وقال مجاهد : كُوِّرَت اضمحلت وذهبت .
      ويقال : كُرْتُ العمامةَ على رأْسي أَكُورُها وكَوَّرْتُها أُكَوِّرُها إِذا لففتها ؛ وقال الأَخفش : تُلَفُّ فَتُمْحَى ؛ وقال أَبو عبيدة : كُوِّرَتْ مثل تَكْوِير العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَى ، وقال قتادة : كُوِّرَتْ ذهب ضوءُها ، وهو قول الفراء ، وقال عكرمة : نُزِعَ ضوءُها ، وقال مجاهد : كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ ، وقال الرَّبيعُ بن خَيثَمٍ : كُوِّرَتْ رُميَ بها ، ويقال : دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طرحته حتى يَسْقُطَ ، وحكى الجوهري عن ابن عباس : كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ ، وفي الحديث : يُجاءُ بالشمس والقمر ثَوْرَيْنِ يُكَوَّرانِ في النار يوم القيامة أَي يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ فيها ، والرواية ثورين ، بالثاء ، كأَنهما يُمْسَخانِ ؛ قال ابن الأَثير : وقد روي بالنون ، وهو تصحيف .
      الجوهري : الكُورَةُ المدينة والصُّقْعُ ، والجمع كُوَرٌ .
      ابن سيده : والكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ ، وهي القرية من قُرَى اليمن ؛ قال ابن دريد : لا أَحْسِبُه عربيّاً .
      والكارَةُ : الحالُ الذي يحمله الرجل على ظهره ، وقد كارها كَوْراً واسْتَكارَها .
      والكارَةُ : عِكْمُ الثِّياب ، وهو منه ، وكارةُ القَصَّار من ذلك ، سميت به لأَنه يُكَوِّر ثيابه في ثوب واحد ويحمِلها فيكون بعضُها على بعض .
      وكوّر المتاعَ : أَلقى بعضه على بعض .
      الجوهري : الكارةُ ما يُحمل على الظهر من الثِّياب ، وتَكْوِيرُ المتاع : جمعُه وشدّه .
      والكارُ : سُفُن مُنحدِرة فيها طعام في موضع واحد .
      وضربه فكَوَّره أَي صرَعه ، وكذلك طعنه فكَوّرَه أَي أَلقاه مجتمعاً ؛

      وأَنشد أَبو عبيدة : ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ ، والنَّقْعُ ساطِعٌ ، فَخَرَّ صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط ، وقد تكَوَّر هو ؛ قال أَبو كبير الهذلي : مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي ، بينهم ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ وقيل : التَّكْوِير الصَّرْع ، ضرَبه أَو لم يضربْه .
      والاكتيارُ : صرعُ الشيءِ بعضُه على بعضٍ .
      والاكْتِيار في الصِّراع : أَن يُصرَع بعضه على بعض .
      والتَّكَوُّر : التَّقَطُّر والتَّشَمُّر .
      وكارَ الرجلُ في مشْيته كَوْراً ، واسْتَكار : أَسْرع .
      والكِيار : رَفْع الفَرس ذنبه في حُضْره ؛ والكَيِّر : الفرس إِذا فعل ذلك .
      ابن بزرج : أَكارَ عليه يضربه ، وهما يَتَكايرانِ ، بالياء .
      وفي حديث المُنافق : يَكِير في هذه مرّة وفي هذه مرّة أَي يجري .
      يقال : كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جرى رافعاً ذنبه ، ويروى يَكْبِنُ .
      واكْتار الفرسُ : رفع ذنَبه في عَدْوِه .
      واكْتارَتِ الناقة : شالت بذنَبها عند اللِّقاح .
      قال ابن سيده : وإِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأَن ال أَلف فيه عين ، وانقلاب الأَلف عن العين واواً أَكثر من انقلابها عن الياء .
      ويقال : جاء الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه ؛ قال الكميت يصف ثوراً : كأَنه ، من يَدَيْ قِبْطِيَّة ، لَهِقاً بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِب ؟

      ‏ قالوا : هو من اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم .
      وقال الأَصمعي : اكْتارَتِ الناقة اكْتِياراً إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح .
      واكْتار الرجل للرجل اكْتِياراً إِذا تهيأَ لِسبابه .
      وقال أَبو زيد : أَكَرْت على الرجل أُكِيرُ كيارةً إِذا استذللته واستضعفته وأَحَلْت عليه إِحالة نحو مائةٍ .
      والكُورُ : بناء الزَّنابير ؛ وفي الصحاح : موضِع الزَّنابير .
      والكُوَّارات : الخَلايا الأَهْلِيَّة ؛ عن أَبي حنيفة ، قال : وهي الكَوائر أَيضاً على مثال الكَواعِر ؛ قال ابن سيده : وعندي أَن الكَوائر ليس جمع كُوَّارة إِنما هو جمع كُوَارة ، فافهم ، والكِوَار والكِوارة : بيت يُتَّخذ من قُضبانٍ ضيِّقُ الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فيه .
      الجوهري : وكُوَّارة النحل عسلها في الشمَع .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام : ليس فيما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل صدَقة ، واحدها كُور ، بالضم ، وهو بيت النحل والزَّنابير ؛ أَراد أَنه ليس في العسل صدقة .
      وكُرْت الأَرض كَوْراً : حفرتُها .
      وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر : جبال معروفة ؛ قال الراعي : وفي يَدُومَ ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه ، وذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ ودارَةُ الكَوْر ، بفتح الكاف : موضع ؛ عن كُراع .
      والمِكْوَرَّى : القصير العريض .
      ورجل مِكْوَرَّى أَي لئيم .
      والمَكْوَرَّى : الرَّوْثة العظيمة ، وجعلها سيبويه صفة ، فسرها السيرافي بأَنه العظيم رَوثَةِ الأَنف ، وكسر الميم فيه لغة ، مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه ، قال : وهو مَفْعَلَّى ، بتشديد اللام ، لأَن فَعْلَلَّى لم يَجِئ ، وقد يحذف الأَلف فيقال مَِكْوَرٌّ ، والأُنثى في كل ذلك بالهاء ؛ قال كراع : ولا نظير له .
      ورجل مَكْوَرٌّ : فاحش مكثار ؛ عنه ، قال : ولا نظير له أَيضاً .
      ابن حبيب : كَوْرٌ أَرض باليمامة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  20. شيأ
    • " الـمَشِيئةُ : الإِرادة .
      شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءة ومَشايةً .
      (* قوله « ومشاية » كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية .
      أَرَدْتُه ، والاسم الشِّيئةُ ، عن اللحياني .
      التهذيب : الـمَشِيئةُ : مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً .
      وقالوا : كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه ، بكسر الشين ، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه .
      وفي الحديث : أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال : إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون ؛ تقولون : ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ .
      فأَمَرَهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا : ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ .
      الـمَشِيئةُ ، مهموزة : الإِرادةُ .
      وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه ، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ ، لأَن الواو تفيد الجمع دون الترتيب ، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ على مَشِيئتِه .
      والشَّيءُ : معلوم .
      قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً للمؤَنث : أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر ، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه .
      فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب : ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً ، فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ ، وهذا غير مُقْنِعٍ .
      قال ابن جني : ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه ، قال : ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً ، ونحو ذلك ، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر .
      قال : وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً ، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله ، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله ، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً ، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً .
      والجمع : أَشياءُ ، غير مصروف ، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى ، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً .
      وقال اللحياني : وبعضهم يقول في جمعها : أَشْيايا وأَشاوِهَ ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب : وَذلِك ما أُوصِيكِ ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ ، * وبَعْضُ الوَصايا ، في أَشاوِهَ ، تَنْفَع ؟

      ‏ قال : وزعم الشيخ أَن الأَعرابي ، قال : أُريد أَشايا ، وهذا من أَشَذّ الجَمْع ، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ .
      وأَشْياءُ : لَفْعاءُ عند الخليل وسيبويه ، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ .
      وفي التنزيل العزيز : يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم .
      قال أَبو منصور : لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء ، وأَنها غير مُجراة .
      قال : واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد منهم ، واقتصرتُ على ما ، قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها ، واحتج لأَصْوَبِها عنده ، وعزاه إِلى الخليل ، فقال قوله : لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ ، أَشْياءُ في موضع الخفض ، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف .
      قال وقال الكسائي : أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ ، وكَثُر استعمالها ، فلم تُصرَفْ .
      قال الزجاج : وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا ، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء .
      وقال الفرّاءُ والأَخفش : أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء ، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء ، على وزن أَشْيِعاع ، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى .
      قال أَبو إِسحق : وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء ، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء .
      قال وقال الخليل : أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ ، فاسْتُثْقل الهمزتان ، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة ، فجُعِلَت لَفْعاءَ ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً .
      وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً .
      قال : وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا ، قال : وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين ، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم ، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش .
      وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا ، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء ، فقال له أَقول : أُشَيَّاء ؛ فاعلم ، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل : شُيَيْئات .
      وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء ، إِن كانت للمؤَنث : صُدَيْقات ، وإِن كان للمذكرِ : صُدَيْقُون .
      قال أَبو منصور : وأَما الليث ، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات ، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته ، قال : فلذلك تركته ، فلم أَحكه بعينه .
      وتصغير الشيءِ : شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها .
      قال : ولا تقل شُوَيْءٌ .
      قال الجوهري ، قال الخليل : إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده ، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده ، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء ، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره ، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة ، فقالوا : أَشياء ، كما ، قالوا : عُقابٌ بعَنْقاة ، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ ، فصار تقديره لَفْعاء ؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف ، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء ، وأَنه يجمع على أَشاوَى ، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً ، فاجتمعت ثلاث ياءات ، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً ، وأُبْدِلت من الأُولى واواً ، كما ، قالوا : أَتَيْتُه أَتْوَةً .
      وحكى الأَصمعي : أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر : إِنَّ عندك لأَشاوى ، مثل الصَّحارى ، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات .
      وقال الأَخفش : هو أَفْعلاء ، فلهذا لم يُصرف ، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف .
      قال له المازني : كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ ؟ فقال : أُشَيَّاء .
      فقال له : تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده ، وهو من أَبنية الجمع ، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده ، كما ، قالوا : شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات .
      قال : وهذا القول لا يلزم الخليل ، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع .
      وقال الكسائي : أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء .
      وقال الفرّاء : أَصل شيءٍ شَيِّئٌ ، على مثال شَيِّعٍ ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء ، ثم خفف ، فقيل شيءٌ ، كما ، قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى ، هذا نص كلام الجوهري .
      قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل : ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده ، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده ؛ قال ابن بري : حِكايَتُه عن الخليل أَنه ، قال : إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ ، وَهَمٌ منه ، بل واحدها شيء .
      قال : وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر ، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم : ثلاثة أَشْياء ، فأَما جمعها على غير واحدها ، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء ، وأَصلها أَشْيِئاء ، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً .
      قال : وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء .
      قال : وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء ، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم .
      والخليل وسيبويه يقولان : أَصلها شَيْئاءُ ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء ، فوزنها لَفْعاء .
      قال : ويدل على صحة قولهما أَن العرب ، قالت في تصغيرها : أُشَيَّاء .
      قال : ولو كانت جمعاً مكسراً ، كما ذهب إِليه الأخفش : لقيل في تصغيرها : شُيَيْئات ، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ ، تقول في تصغيرها : جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ ، فتردها إِلى الواحد ، ثم تجمعها بالالف والتاء .
      وقال ابن بري عند قول الجوهري : إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي ، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً ، وأُبدلت من الاولى واواً ، قال : قوله أَصله أَشائِيُّ سهو ، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات .
      قال : ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة ، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت ، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف ، ثم خففت الياء المشدّدة ، كما ، قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ ، فصار أَشايٍ ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف ، فصار أَشايا ، كما ، قالوا في صَحارٍ صَحارَى ، ثم أَبدلوا من الياء واواً ، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً .
      وعند سيبويه : أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ ، وإِن لم يُنْطَقْ بها .
      وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني ، قال للأَخفش : كيف تصغِّر العرب أَشياء ، فقال أُشَيَّاء ، فقال له : تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده ، وهو من أَبنية الجمع ، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده .
      قال ابن بري : هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء ، وهي جمع مكسر للكثرة ، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد ، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده ، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده ، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة .
      قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء : إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ ، فجمع على أَفْعِلاء ، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ، قال : هذا سهو ، وصوابه أَهْوناء ، لأَنه من الهَوْنِ ، وهو اللِّين .
      الليث : الشَّيء : الماء ، وأَنشد : تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرة ؟

      ‏ قال أَبو منصور : لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت .
      وقال أَبو حاتم :، قال الأَصمعي : إِذا ، قال لك الرجل : ما أَردت ؟ قلتَ : لا شيئاً ؛ وإِذا ، قال لك : لِمَ فَعَلْتَ ذلك ؟ قلت : للاشَيْءٍ ؛ وإِن ، قال : ما أَمْرُكَ ؟ قلت : لا شَيْءٌ ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن .
      والمُشَيَّأُ : الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله .
      (* قوله « المخبله » هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة .) القَبِيحُ .
      قال : فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ؟ * شَيَّأَهُم ، إِذْ خَلَقَ ، الـمُشَيِّئُ وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه .
      وقالت امرأَة من العرب : إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا ، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا وقال أَبو سعيد : الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن .
      وقال الجَعْدِيُّ : زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه ، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ : حَمَلْتُه عليه .
      ويا شَيْء : كلمة يُتَعَجَّب بها .
      قال : يا شَيْءَ ما لي ! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ ، والتَّقْلِيب ؟

      ‏ قال : ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت .
      وقال اللحياني : معناه يا عَجَبي ، وما : في موضع رفع .
      الأَحمر : يا فَيْءَ ما لِي ، ويا شَيْءَ ما لِي ، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن .
      الكسائي : يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي ، لا يُهْمَزان ، ويا شيء ما لي ، يهمز ولا يهمز ؛ وما ، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي ، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى .
      قال الكسائي : مِن العرب من يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ ، ومنهم من يزيد ما ، فيقول : يا شيَّ ما ، ويا هيّ ما ، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا .
      وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه .
      وتميم تقول : شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك .
      قال زهير ابن ذؤيب العدوي : فَيَالَ تَمِيمٍ ! صابِرُوا ، قد أُشِئْتُمُ * إِليه ، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل "

    المعجم: لسان العرب

  21. لحم
    • " اللَّحْم واللَّحَم ، مخفف ومثقل لغتان : معروف ، يجوز أَن يكون اللحَمُ لغة فيه ، ويجوز أَن يكون فُتح لمكان حرف الحلق ؛ وقول العجاج : ولم يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم على المصدر ، والجمع أَلْحُمٌ ولُحوم ولِحامٌ ولُحْمان ، واللَّحْمة أَخصُّ منه ، واللَّحْمة : الطائفة منه ؛ وقال أَبو الغول الطُّهَوي يهجو قوماً : رَأَيْتُكمُ ، بني الخَذْوَاء ، لَمّا دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحامُ ، توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ ، وقُلْتم : لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ يقول : لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عني .
      ولَحْمُ الشيء : لُبُّه حتى ، قالوا لحمُ الثَّمرِ للُبِّه .
      وأَلْحَمَ الزرعُ : صار فيه القمحُ ، كأَنّ ذلك لَحْمُه .
      ابن الأَعرابي : اسْتَلْحَم الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ أَي الْتَفَّ ، وهو الطِّهْلئ ، قال أَبو منصور : معناه التفَّ .
      الأَزهري : ابن السكيت رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين ، ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما ، ولحِمَ ، بالكسر : اشتهى اللَّحْم .
      ورجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان يبيع الشحمَ واللحم ، ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ في بدنه ، وإِذا أَكل كثيراً فلَحُم عليه قيل : لَحُم وشَحُم .
      ورجل لحِيمٌ ولَحِمٌ : كثير لَحْم الجسد ، وقد لَحُم لَحامةً ولَحِمَ ؛ الأَخيرة عن اللحياني : كُثرَ لحم بدنهِ .
      وقول عائشة ، رضي الله عنها : فلما عَلِقْت اللحمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت .
      ورجل لَحِمٌ : أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه ، وقيل : هو الذي أَكل منه كثيراً فشكا منه ، والفعل كالفعل .
      واللَّحّامُ : الذي يبيع اللحم .
      ورجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم ، وكذلك مُشْحِم .
      وفي قول عمر : اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر ، وفي رواية : إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر .
      يقال : رجل لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ ، فاللَّحِمُ : الذي يُكْثِر أَكلَه ، والمُلْحِم : الذي يكثر عنده اللحم أَو يُطْعِمه ، واللاَّحِمُ : الذي يكون عنده لحمٌ ، واللّحِيمُ : الكثيرُ لحمِ الجسد .
      الأَصمعي : أَلْحَمْتُ القومَ ، بالأَلف ، أَطعمتهم اللحمَ ؛ وقال مالك بن نُوَيْرة يصف ضبعاً : وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِم أَجْرِياً ، وسْطَ العَرِينِ ، وليسَ حَيٌّ يَمنع ؟

      ‏ قال : جعل مأْواها لها عَرِيناً .
      وقال غير الأَصمعي : لَحَمْتُ القومَ ، بغير أَلف ؛ قال شمر : وهو القياس .
      وبيْتٌ لَحِمٌ : كثير اللحْم ؛ وقال الأَصمعي في قول الراجز يصف الخيل : نُطْعِمُها اللحْمَ ، إِذا عَزَّ الشَّجَرْ ، والخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَر ؟

      ‏ قال : أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمى اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ على اللبن .
      وقال ابن الأَعرابي : كانوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه في أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ ، وأََنكر م ؟

      ‏ قال الأَصمعي وقال : إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ .
      وأَما قوله ، عليه السلام : إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتِ اللحِمَ وأَهلَه ، فإِنه أَراد الذي تؤْكل فيه لُحومُ الناس أَخْذاً .
      وفي حديث آخر : يُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين .
      وسأَل رجل سفيان الثوريّ : أَرأَيت هذا الحديث إِن الله تبارك وتعالى لَيُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين ؟ أَهُم الذين يُكِثرون أَكل اللحْم ؟ فقال سفيان : هم الذين يكثرون أَكلَ لحومِ الناس .
      وأَما قوله ليُبْغِضُ البيتَ اللحِمَ وأَهلَه قيل : هم الذين يأْكلون لحوم الناس بالغِيبة ، وقيل : هم الذين يكثرون أَكل اللحم ويُدْمِنُونه ، قال : وهو أَشبَهُ .
      وفلانٌ يأْكل لُحومَ الناس أَي يغتابهم ؛ ومنه قوله : وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وفي الحديث : إِنَّ أَرْبَى الربا استِطالةُ الرجل في عِرْضِ أَخيه .
      ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً : اشتهى اللحْم .
      وبازٍ لَحِمٌ : يأْكل اللحمَأَو يشتهيه ، وكذلك لاحِمٌ ، والجمع لَواحِمُ ، ومُلْحِمٌ : مُطْعِم للَّحم ، ومُلْحَمٌ : يُطْعَم اللحمَ .
      ورجل مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم للصيد مَرزوق منه .
      ولَحْمةُ البازي ولُحْمته : ما يُطْعَمُه مما يَصِيده ، يضم ويفتح ، وقيل : لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يصيده ؛

      أَنشد ثعلب : مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلحَمْتُ الطيرَ إِلحاماً .
      وبازٍ لَحِمٌ : يأْكل اللحم لأََن أَكله لَحْمٌ ؛ قال الأَعشى : تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوا رَ يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمةُ الأَسد : ما يُلْحَمُه ، والفتح لغة .
      ولحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً ، بالفتح ، وأَلحَمهم : أَطعمهم اللحمَ ، فهو لاحِمٌ ؛ قال الجوهري ولا تقل أَلحَمْتُ ، والأَصمعي يقوله .
      وأَلحَمَ الرجلُ : كثُر في بيته اللحم ، وأَلحَمُوا : كثُر عندهم اللحم .
      ولَحَم العَظمَ يَلحُمه ويَلحَمُه لَحْماً : نزع عنه اللحم ؛

      قال : وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ ، يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ ، مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ يَلحُمُهْ ورجل لاحِمٌ ولَحِيمٌ : ذو لحمٍ على النسب مثل تامر ولابن ، ولَحَّام : بائع اللحم .
      ولَحِمَت الناقة ولَحُمتْ لَحامةً ولُحوماً فيهما ، فهي لَحِيمةٌ : كثر لحمُها .
      ولُحْمة جلدة الرأْس وغيرها : ما بَطَن مما يلي اللحم .
      وشجَّة مُتلاحِمة : أَخذت في اللحم ولم تبلُغ السِّمْحاق ، ولا فعل لها .
      الأَزهري : شجّة متلاحمة إِذا بلغت اللحم .
      ويقال : تَلاحمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت في اللحم ، وتَلاحمت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ .
      وقال شمر :، قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التي تَُشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحُمِ بعد شَقِّها ، فلا يجوز فيها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم .
      قال : وتَتَلاحَمُ من يومِها ومن غَدٍ .
      قال ابن الأَثير في حديث : الشِّجاج المتلاحِمة هي التي أَخذتْ في اللحم ، قال : وقد تكون التي برأَتْ والتحَمتْ .
      وامرأَة مُتلاحِمة : ضيِّقةُ مَلاقي لحم الفَرْج وهي مآزِم الفَرج .
      والمُتلاحِمة من النساء : الرَّتقاء ؛ قال أَبو سعيد : إِنما يقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً يمنع من الجماع ، قال : ولا يصح مُتلاحِمة .
      وفي حديث عمر :، قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك ؟، قال : إِنها كانت مُتلاحمة ، قال : إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ ؛ قيل : هي الضيِّقة المَلاقي ، وقيل : هي التي بها رَتَقٌ .
      والتحَم الجرحُ للبُرْء .
      وأَلحَمه عِرْضَ فلان : سَبَعهُ إِيّاه ، وهو على المثل .
      ويقال : أَلحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه ، وأَلحَمْتُه سَيفي .
      ولُحِمَ الرجلُ ، فهو لَحِيمٌ ، وأُلحِمَ : قُتِل .
      وفي حديث أُسامة : أَنه لَحَم رجلاً من العَدُوِّ أَي قتَله ، وقيل : قَرُب منه حتى لَزِق به ، من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق ، وقيل : لَحَمَه أَي ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه .
      واللَّحِيمُ : القَتيلُ ؛ قال ساعدة بن جؤية أَورده ابن سيده : ولكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به ، فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الجوهري : فقالوا : تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به ، ولا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحيم ؟

      ‏ قال ابن بري صواب إِنشاده : فقال : (* قوله « فقال إلخ » كذا بالأصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه ) تركناه ؛ وقبله : وجاء خَلِيلاه إِليها كِلاهُما يُفِيض دُموعاً ، غَرْبُهُنّ سَجُومُ واستُلحِمَ : رُوهِقَ في القتال .
      واستُلحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ في القتال ؛

      أَنشد ابن بري للعُجَير السَّلولي : ومُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِيد المَوالي ، نِيلَ ما كان يَجْمَعُ والمُلْحَم : الذي أُسِر وظَفِر به أَعداؤُه ؛ قال العجاج : إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمة : الوَقْعةُ العظيمة القتل ، وقيل : موضع القتال .
      وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتى صاروا لحماً .
      وأُلحِمَ الرجلُ إِلحاماً واستُلحِمَ اسْتِلحاماً إِذا نَشِب في الحرب فلم يَجِدْ مَخْلَصاً ، وأَلحَمَه غيرُه فيها ، وأَلحمَه القتالُ .
      وفي حديث جعفر الطيّار ، عليه السلام ، يوم مُؤْتةَ : أَنه أَخذ الراية بعد قتْل زيدٍ فقاتَلَ بها حتى أَلحمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه ، في صفة الغُزاة : ومنهم مَن أَلحمَه القتالُ ؛ ومنه حديث سُهيل : لا يُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حين يُلْحِم بعضُهم بعضاً أَي تشتَبكُ الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضاً .
      وفي الحديث : اليوم يومُ المَلْحَمة ، وفي حديث آخر : ويُجْمَعون للمَلْحَمة ؛ هي الحرب وموضعُ القتال ، والجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدى ، وقيل : هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلى فيها ، وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمت .
      والمَلْحَمة : القتالُ في الفتنة ، ابن الأَعرابي : المَلْحَمة حيث يُقاطِعون لُحومَهم بالسيوف ؛ قال ابن بري : شاهد المَلحَمة قول الشاعر : بمَلْحَمةٍ لا يَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِيفاً ، ويمْشي الذئبُ فيها مع النَّسْر والمَلْحَمة : الحربُ ذات القتل الشديد .
      والمَلْحمة : الوَقعة العظيمة في الفتنة .
      وفي قولهم نَبيُّ المَلْحمة قولان : أَحدهما نبيُّ القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بُعِثْت بالسيف ، والثاني نبيُّ الصلاح وتأْليفِ الناس كان يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة .
      وقد لحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه ؛ قال ذلك الأَزهري عن شمر .
      ولَحِمَ بالمكان (* قوله « ولحم بالمكان »، قال في التكملة بالكسر ، وفي القاموس كعلم ، ولم يتعرضا للمصدر ، وضبط في المحكم بالتحريك ) يَلْحَم لَحْماً : نَشِب بالمكان .
      وأَلْحَم بالمكان : أَقامَ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقيل : لَزِم الأَرض ، وأَنشد : إِذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيةَ الرَّدى ، ولم يَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَياهُما وأَلحَم الدابةُ إِذا وقف فلم يَبرح واحتاج إِلى الضرب .
      وفي الحديث : أَنه ، قال لرجل صُمْ يوماً في الشهر ، قال : إِني أَجد قوَّةً ، قال : فصُمْ يومين ، قال : إِني أَجد قوَّة ، قال : فصُم ثلاثة أَيام في الشهر ، وأَلحَم عند الثالثة أَي وقَف عندها فلم يَزِدْه عليها ، من أَلحَم بالمكان إِذا أَقام فلم يبرح .
      وأَلحَم الرجلَ : غَمَّه .
      ولَحَم الشيءَ يَلحُمه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحم : لأَمَه .
      واللِّحامُ : ما يُلأَم به ويُلْحَم به الصَّدْعُ .
      ولاحَمَ الشيءَ بالشيء : أَلْزَقَه به ، والْتَحم الصَّدْعُ والْتَأَم بمعنى واحد .
      والمُلْحَم : الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بالقوم ليس منهم ؛ قال الشاعر : حتى إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ : الشابِكُ منه .
      الأَزهري : لَحْمةُ النسب ، بالفتح ، ولُحْمةُ الصيد ما يُصاد به ، بالضم .
      واللُّحْمَةُ ، بالضم : القرابة .
      ولحْمةُ الثوب ولُحْمتُه : ما سُدِّي بين السَّدَيَيْن ، يضم ويفتح ، وقد لَحَم الثوب يَلْحَمُه وأَلْحَمه .
      ابن الأَعرابي : لَحْمَة الثوب ولَحْمة النَّسب ، بالفتح .
      قال الأَزهري : ولُحْمةُ الثوب الأَعْلى (* أي الأعلى من الثوب ) ولَحْمتهُ ، والسَّدَى الأَسفل من الثوب ؛ وأَنشد ابن بري : سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ .
      وفي المثل : أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان .
      وفي الحديث : الوَلاءُ لُحْمةٌ كلُحْمةِ النسب ، وفي رواية : كلُحْمةِ الثوب .
      قال ابن الأَثير : قد اختلف في ضم اللّحمة وفتحها فقيل : هي في النسب بالضم ، وفي الثوب بالضم والفتح ، وقيل : الثوب بالفتح وحده ، وقيل : النسب والثوب بالفتح ، فأَما بالضم فهو ما يُصاد به الصيدُ ، قال : ومعنى الحديث المُخالَطةُ في الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النسب في المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد ، لما بينهما من المُداخَلة الشديدة .
      وفي حديث الحجاج والمطر : صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه في بعض واتَّصل .
      قال أَبو سعيد : ويقال هذا الكلام لَحِيمُ هذا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه .
      واستَلْحَمَ الطريقُ : اتَّسَعَ .
      واسْتَلْحَم الرجلُ الطريقَ : رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه ؛ قال رؤبة : ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَما وقال امرؤ القيس : اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ : اتَّبَعَ .
      وفي حديث أُسامة : فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ أَي تَبِعَنا يقال : استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع .
      وأَلْحَم بَيْنَ بني فلان شرّاً : جناه لهم .
      وأَلْحَمه بصَرَه : حَدَّدَه نحوَه ورَماه به .
      وحَبْلٌ مُلاحَمٌ : شديدُ الفتل ؛ عن أَبي حنيفة ؛ وأَنشد : مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ والمُلْحَم : جنس من الثياب .
      وأَبو اللَّحَّام : كنية أَحد فُرْسان العرب .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: