وصف و معنى و تعريف كلمة للحقيقة:


للحقيقة: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ لام (ل) و تنتهي بـ تاء المربوطة (ة) و تحتوي على لام (ل) و لام (ل) و حاء (ح) و قاف (ق) و ياء (ي) و قاف (ق) و تاء المربوطة (ة) .




معنى و شرح للحقيقة في معاجم اللغة العربية:



للحقيقة

جذر [حقق]

  1. حَقيِق: (اسم)
    • الجمع : أَحِقّاءُ
    • الحَقيِقُ بالأمْر : الجديرُ به
    • حقيق : حريص
    • حَقيِقُ عليه كذا : واجب
  2. حقيق: (اسم)
    • حقيق : فاعل من حَقَّ
  3. حقيقة: (اسم)
    • الجمع : حَقَائِقُ
    • الحقِيقَةُ : الشيءُ الثابتُ يقينًا
    • الحقِيقَةُ ( عند اللغويين ) : ما استعمل في معناه الأصَلي
    • حَقِيقَةُ الشيء : خالِصُه وكُنْهُهُ
    • حَقِيقةُ الأمر : يَقين شأنِه
    • حَقيقة الرجُل : ما يلزمُهُ حِفْظُهُ والدفاعُ عنه
    • ، الحقِيقَةُ : الرايةُ والجمع : حَقَائِقُ
    • مؤنَّث حقيق
    • أهل الحقيقة : المتصوّفة ،
    • تقصِّي الحقائق : استكشافها ، تتبُّعها والتَّيقُّن منها ،
    • حقائِقُ أبديَّة : مبادئ أو قوانين مطلقة محيطة بجميع الموجودات ،
    • حقائق علميَّة : مقطوع بها ،
    • حقيقةً : في الواقع فعلاً ،
    • حقيقةً بديهيَّة : تُثبت نفسَها ،
    • حقيقةً واقعة : ما هو أمر واقع وليس على سبيل المصادفة ،
    • حقيقةً واقعيّة : الوجود ذهنيًّا أو عينيًّا ،
    • نصف الحقيقة : بيان أو إفادة تحذف بعض الحقائق الضروريّة بهدف التَّضليل والغشِّ والخداع
    • حقيقة الشَّيء : كنهُه وخالصُه وجوهره
    • ظهَر على حقيقته : انكشف أمرُه ، افتُضح ،
    • في الحقيقة : في الواقع
,


  1. لحم
    • " اللَّحْم واللَّحَم ، مخفف ومثقل لغتان : معروف ، يجوز أَن يكون اللحَمُ لغة فيه ، ويجوز أَن يكون فُتح لمكان حرف الحلق ؛ وقول العجاج : ولم يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم على المصدر ، والجمع أَلْحُمٌ ولُحوم ولِحامٌ ولُحْمان ، واللَّحْمة أَخصُّ منه ، واللَّحْمة : الطائفة منه ؛ وقال أَبو الغول الطُّهَوي يهجو قوماً : رَأَيْتُكمُ ، بني الخَذْوَاء ، لَمّا دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحامُ ، توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ ، وقُلْتم : لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ يقول : لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عني .
      ولَحْمُ الشيء : لُبُّه حتى ، قالوا لحمُ الثَّمرِ للُبِّه .
      وأَلْحَمَ الزرعُ : صار فيه القمحُ ، كأَنّ ذلك لَحْمُه .
      ابن الأَعرابي : اسْتَلْحَم الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ أَي الْتَفَّ ، وهو الطِّهْلئ ، قال أَبو منصور : معناه التفَّ .
      الأَزهري : ابن السكيت رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين ، ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما ، ولحِمَ ، بالكسر : اشتهى اللَّحْم .
      ورجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان يبيع الشحمَ واللحم ، ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ في بدنه ، وإِذا أَكل كثيراً فلَحُم عليه قيل : لَحُم وشَحُم .
      ورجل لحِيمٌ ولَحِمٌ : كثير لَحْم الجسد ، وقد لَحُم لَحامةً ولَحِمَ ؛ الأَخيرة عن اللحياني : كُثرَ لحم بدنهِ .
      وقول عائشة ، رضي الله عنها : فلما عَلِقْت اللحمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت .
      ورجل لَحِمٌ : أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه ، وقيل : هو الذي أَكل منه كثيراً فشكا منه ، والفعل كالفعل .
      واللَّحّامُ : الذي يبيع اللحم .
      ورجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم ، وكذلك مُشْحِم .
      وفي قول عمر : اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر ، وفي رواية : إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر .
      يقال : رجل لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ ، فاللَّحِمُ : الذي يُكْثِر أَكلَه ، والمُلْحِم : الذي يكثر عنده اللحم أَو يُطْعِمه ، واللاَّحِمُ : الذي يكون عنده لحمٌ ، واللّحِيمُ : الكثيرُ لحمِ الجسد .
      الأَصمعي : أَلْحَمْتُ القومَ ، بالأَلف ، أَطعمتهم اللحمَ ؛ وقال مالك بن نُوَيْرة يصف ضبعاً : وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِم أَجْرِياً ، وسْطَ العَرِينِ ، وليسَ حَيٌّ يَمنع ؟

      ‏ قال : جعل مأْواها لها عَرِيناً .
      وقال غير الأَصمعي : لَحَمْتُ القومَ ، بغير أَلف ؛ قال شمر : وهو القياس .
      وبيْتٌ لَحِمٌ : كثير اللحْم ؛ وقال الأَصمعي في قول الراجز يصف الخيل : نُطْعِمُها اللحْمَ ، إِذا عَزَّ الشَّجَرْ ، والخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَر ؟

      ‏ قال : أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمى اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ على اللبن .
      وقال ابن الأَعرابي : كانوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه في أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ ، وأََنكر م ؟

      ‏ قال الأَصمعي وقال : إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ .
      وأَما قوله ، عليه السلام : إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتِ اللحِمَ وأَهلَه ، فإِنه أَراد الذي تؤْكل فيه لُحومُ الناس أَخْذاً .
      وفي حديث آخر : يُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين .
      وسأَل رجل سفيان الثوريّ : أَرأَيت هذا الحديث إِن الله تبارك وتعالى لَيُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين ؟ أَهُم الذين يُكِثرون أَكل اللحْم ؟ فقال سفيان : هم الذين يكثرون أَكلَ لحومِ الناس .
      وأَما قوله ليُبْغِضُ البيتَ اللحِمَ وأَهلَه قيل : هم الذين يأْكلون لحوم الناس بالغِيبة ، وقيل : هم الذين يكثرون أَكل اللحم ويُدْمِنُونه ، قال : وهو أَشبَهُ .
      وفلانٌ يأْكل لُحومَ الناس أَي يغتابهم ؛ ومنه قوله : وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وفي الحديث : إِنَّ أَرْبَى الربا استِطالةُ الرجل في عِرْضِ أَخيه .
      ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً : اشتهى اللحْم .
      وبازٍ لَحِمٌ : يأْكل اللحمَأَو يشتهيه ، وكذلك لاحِمٌ ، والجمع لَواحِمُ ، ومُلْحِمٌ : مُطْعِم للَّحم ، ومُلْحَمٌ : يُطْعَم اللحمَ .
      ورجل مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم للصيد مَرزوق منه .
      ولَحْمةُ البازي ولُحْمته : ما يُطْعَمُه مما يَصِيده ، يضم ويفتح ، وقيل : لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يصيده ؛

      أَنشد ثعلب : مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلحَمْتُ الطيرَ إِلحاماً .
      وبازٍ لَحِمٌ : يأْكل اللحم لأََن أَكله لَحْمٌ ؛ قال الأَعشى : تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوا رَ يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمةُ الأَسد : ما يُلْحَمُه ، والفتح لغة .
      ولحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً ، بالفتح ، وأَلحَمهم : أَطعمهم اللحمَ ، فهو لاحِمٌ ؛ قال الجوهري ولا تقل أَلحَمْتُ ، والأَصمعي يقوله .
      وأَلحَمَ الرجلُ : كثُر في بيته اللحم ، وأَلحَمُوا : كثُر عندهم اللحم .
      ولَحَم العَظمَ يَلحُمه ويَلحَمُه لَحْماً : نزع عنه اللحم ؛

      قال : وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ ، يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ ، مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ يَلحُمُهْ ورجل لاحِمٌ ولَحِيمٌ : ذو لحمٍ على النسب مثل تامر ولابن ، ولَحَّام : بائع اللحم .
      ولَحِمَت الناقة ولَحُمتْ لَحامةً ولُحوماً فيهما ، فهي لَحِيمةٌ : كثر لحمُها .
      ولُحْمة جلدة الرأْس وغيرها : ما بَطَن مما يلي اللحم .
      وشجَّة مُتلاحِمة : أَخذت في اللحم ولم تبلُغ السِّمْحاق ، ولا فعل لها .
      الأَزهري : شجّة متلاحمة إِذا بلغت اللحم .
      ويقال : تَلاحمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت في اللحم ، وتَلاحمت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ .
      وقال شمر :، قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التي تَُشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحُمِ بعد شَقِّها ، فلا يجوز فيها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم .
      قال : وتَتَلاحَمُ من يومِها ومن غَدٍ .
      قال ابن الأَثير في حديث : الشِّجاج المتلاحِمة هي التي أَخذتْ في اللحم ، قال : وقد تكون التي برأَتْ والتحَمتْ .
      وامرأَة مُتلاحِمة : ضيِّقةُ مَلاقي لحم الفَرْج وهي مآزِم الفَرج .
      والمُتلاحِمة من النساء : الرَّتقاء ؛ قال أَبو سعيد : إِنما يقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً يمنع من الجماع ، قال : ولا يصح مُتلاحِمة .
      وفي حديث عمر :، قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك ؟، قال : إِنها كانت مُتلاحمة ، قال : إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ ؛ قيل : هي الضيِّقة المَلاقي ، وقيل : هي التي بها رَتَقٌ .
      والتحَم الجرحُ للبُرْء .
      وأَلحَمه عِرْضَ فلان : سَبَعهُ إِيّاه ، وهو على المثل .
      ويقال : أَلحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه ، وأَلحَمْتُه سَيفي .
      ولُحِمَ الرجلُ ، فهو لَحِيمٌ ، وأُلحِمَ : قُتِل .
      وفي حديث أُسامة : أَنه لَحَم رجلاً من العَدُوِّ أَي قتَله ، وقيل : قَرُب منه حتى لَزِق به ، من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق ، وقيل : لَحَمَه أَي ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه .
      واللَّحِيمُ : القَتيلُ ؛ قال ساعدة بن جؤية أَورده ابن سيده : ولكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به ، فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الجوهري : فقالوا : تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به ، ولا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحيم ؟

      ‏ قال ابن بري صواب إِنشاده : فقال : (* قوله « فقال إلخ » كذا بالأصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه ) تركناه ؛ وقبله : وجاء خَلِيلاه إِليها كِلاهُما يُفِيض دُموعاً ، غَرْبُهُنّ سَجُومُ واستُلحِمَ : رُوهِقَ في القتال .
      واستُلحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ في القتال ؛

      أَنشد ابن بري للعُجَير السَّلولي : ومُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِيد المَوالي ، نِيلَ ما كان يَجْمَعُ والمُلْحَم : الذي أُسِر وظَفِر به أَعداؤُه ؛ قال العجاج : إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمة : الوَقْعةُ العظيمة القتل ، وقيل : موضع القتال .
      وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتى صاروا لحماً .
      وأُلحِمَ الرجلُ إِلحاماً واستُلحِمَ اسْتِلحاماً إِذا نَشِب في الحرب فلم يَجِدْ مَخْلَصاً ، وأَلحَمَه غيرُه فيها ، وأَلحمَه القتالُ .
      وفي حديث جعفر الطيّار ، عليه السلام ، يوم مُؤْتةَ : أَنه أَخذ الراية بعد قتْل زيدٍ فقاتَلَ بها حتى أَلحمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه ، في صفة الغُزاة : ومنهم مَن أَلحمَه القتالُ ؛ ومنه حديث سُهيل : لا يُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حين يُلْحِم بعضُهم بعضاً أَي تشتَبكُ الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضاً .
      وفي الحديث : اليوم يومُ المَلْحَمة ، وفي حديث آخر : ويُجْمَعون للمَلْحَمة ؛ هي الحرب وموضعُ القتال ، والجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدى ، وقيل : هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلى فيها ، وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمت .
      والمَلْحَمة : القتالُ في الفتنة ، ابن الأَعرابي : المَلْحَمة حيث يُقاطِعون لُحومَهم بالسيوف ؛ قال ابن بري : شاهد المَلحَمة قول الشاعر : بمَلْحَمةٍ لا يَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِيفاً ، ويمْشي الذئبُ فيها مع النَّسْر والمَلْحَمة : الحربُ ذات القتل الشديد .
      والمَلْحمة : الوَقعة العظيمة في الفتنة .
      وفي قولهم نَبيُّ المَلْحمة قولان : أَحدهما نبيُّ القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بُعِثْت بالسيف ، والثاني نبيُّ الصلاح وتأْليفِ الناس كان يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة .
      وقد لحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه ؛ قال ذلك الأَزهري عن شمر .
      ولَحِمَ بالمكان (* قوله « ولحم بالمكان »، قال في التكملة بالكسر ، وفي القاموس كعلم ، ولم يتعرضا للمصدر ، وضبط في المحكم بالتحريك ) يَلْحَم لَحْماً : نَشِب بالمكان .
      وأَلْحَم بالمكان : أَقامَ ؛ عن ابن الأَعرابي ، وقيل : لَزِم الأَرض ، وأَنشد : إِذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيةَ الرَّدى ، ولم يَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَياهُما وأَلحَم الدابةُ إِذا وقف فلم يَبرح واحتاج إِلى الضرب .
      وفي الحديث : أَنه ، قال لرجل صُمْ يوماً في الشهر ، قال : إِني أَجد قوَّةً ، قال : فصُمْ يومين ، قال : إِني أَجد قوَّة ، قال : فصُم ثلاثة أَيام في الشهر ، وأَلحَم عند الثالثة أَي وقَف عندها فلم يَزِدْه عليها ، من أَلحَم بالمكان إِذا أَقام فلم يبرح .
      وأَلحَم الرجلَ : غَمَّه .
      ولَحَم الشيءَ يَلحُمه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحم : لأَمَه .
      واللِّحامُ : ما يُلأَم به ويُلْحَم به الصَّدْعُ .
      ولاحَمَ الشيءَ بالشيء : أَلْزَقَه به ، والْتَحم الصَّدْعُ والْتَأَم بمعنى واحد .
      والمُلْحَم : الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بالقوم ليس منهم ؛ قال الشاعر : حتى إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ : الشابِكُ منه .
      الأَزهري : لَحْمةُ النسب ، بالفتح ، ولُحْمةُ الصيد ما يُصاد به ، بالضم .
      واللُّحْمَةُ ، بالضم : القرابة .
      ولحْمةُ الثوب ولُحْمتُه : ما سُدِّي بين السَّدَيَيْن ، يضم ويفتح ، وقد لَحَم الثوب يَلْحَمُه وأَلْحَمه .
      ابن الأَعرابي : لَحْمَة الثوب ولَحْمة النَّسب ، بالفتح .
      قال الأَزهري : ولُحْمةُ الثوب الأَعْلى (* أي الأعلى من الثوب ) ولَحْمتهُ ، والسَّدَى الأَسفل من الثوب ؛ وأَنشد ابن بري : سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ .
      وفي المثل : أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان .
      وفي الحديث : الوَلاءُ لُحْمةٌ كلُحْمةِ النسب ، وفي رواية : كلُحْمةِ الثوب .
      قال ابن الأَثير : قد اختلف في ضم اللّحمة وفتحها فقيل : هي في النسب بالضم ، وفي الثوب بالضم والفتح ، وقيل : الثوب بالفتح وحده ، وقيل : النسب والثوب بالفتح ، فأَما بالضم فهو ما يُصاد به الصيدُ ، قال : ومعنى الحديث المُخالَطةُ في الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النسب في المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد ، لما بينهما من المُداخَلة الشديدة .
      وفي حديث الحجاج والمطر : صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه في بعض واتَّصل .
      قال أَبو سعيد : ويقال هذا الكلام لَحِيمُ هذا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه .
      واستَلْحَمَ الطريقُ : اتَّسَعَ .
      واسْتَلْحَم الرجلُ الطريقَ : رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه ؛ قال رؤبة : ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَما وقال امرؤ القيس : اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ : اتَّبَعَ .
      وفي حديث أُسامة : فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ أَي تَبِعَنا يقال : استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع .
      وأَلْحَم بَيْنَ بني فلان شرّاً : جناه لهم .
      وأَلْحَمه بصَرَه : حَدَّدَه نحوَه ورَماه به .
      وحَبْلٌ مُلاحَمٌ : شديدُ الفتل ؛ عن أَبي حنيفة ؛ وأَنشد : مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ والمُلْحَم : جنس من الثياب .
      وأَبو اللَّحَّام : كنية أَحد فُرْسان العرب .
      "

    المعجم: لسان العرب

  2. لحص
    • " اللَّحْصُ واللَّحَصُ واللَّحِيصُ : الضَّيّقُ ؛ قال الراجز : قد اشْتَرَوْا لي كَفَناً رَخِيصَا ، وبَوَّأُوني لَحَداً لَحِيصَا ولَحَصَ لَحْصاً : نَشِبَ .
      والْتَحَصَه الشيءُ : نَشِبَ فيه ، ولَحَاصِ فَعَالِ من ذلك ؛ قال أُمية ابن أَبي عائذ الهذلي : قد كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَيْرفاً ، لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ أَخرج لَحَاصِ مُخْرَج قَطامِ وحَذامِ ، وقوله لم تَلْتَحِصْني أَي لم تُثبّطْني ؛ يقال : لَحَصْت فلاناً عن كذا والْتَحَصْته إِذا حَبَسْته وثَبَّطْته .
      وروي عن ابن السكيت في قوله لم تلتحصني أَي لم أَنْشَب فيها .
      قال الجوهري : ولحَاصِ فَعَالِ من الْتَحَصَ ، مبنية على الكسر ، وهو اسمُ الشدةِ والداهيةِ لأَنها صفة غالبة كحَلاق اسم للمنية ، وهي فاعلة تَلْتَحصني .
      وموضعُ حَيْصَ بَيْصَ : نصبٌ على نزع الخافض ؛ يقول : لم تلتحصني أَي تُلْجِئْني الداهية إِلى ما لا مخرج لي منه ؛ وفيه قول آخر : يقال الْتَحَصَه الشيءُ أَي نَشِبَ فيه فيكون حَيْصَ بَيْصَ نصباً على الحال من لَحَاص .
      ولَحَاص أَيضاً : السنَّةُ الشديدة .
      والْتَحَصَتْ عينُه ولَحِصَت : الْتَصَقَتْ ، وقيل : التصقت من الرَّمَصِ .
      والالْتِحَاصُ : الاشتداد .
      وفي حديث عطاء : وسُئِل عن نَضْح الوَضُوء فقال : اسْمَحْ يُسْمَحْ لك ، كان مَنْ مَضَى لا يُفَتِّشُون عن هذا ولا يُلَحْصُون ؛ التَّلْحِيصُ : التشديد والتضييق ، أَي كانوا لا يُشدِّدون ولا يَسْتَقْصُون في هذا وأَمثاله .
      الأَصمعي : الالْتِحَاصُ مثل الالْتِحاج يقال الْتحَصَه إِلى ذلك الأَمر والْتَحَجَه أَي أَلْجَأَه إِليه واضطرَّه ، وأَنشد بيت أُمية بن أَبي عائذ الهذلي .
      والالْتِحَاصُ : الانسداد .
      والْتَحَصَت الإِبرةُ : الْتَصَقَت واسْتَدَّ سَمُّها .
      ولَحَّصَ لي فلانٌ خَبَرَك وأَمْرَك : بَيَّنَه شيئاً شيئاً .
      ولَحّص الكتابَ : أَحْكَمه .
      وقال الليث : اللَّحْصُ والتَّلْحِيصُ استقصاء خبر الشيء وبيانه .
      وكتب بعض الفصحاء إِلى بعض إِخوانه كتاباً في بعض الوصف فقال : وقد كتبت كتابي هذا إِليك وقد حصَّلْته ولَحَّصته ووصَّلْته ، وبعضٌ يقول : لَخّصْته ، بالخاء المعجمة .
      والتَحَصَ فلان البيضة الْتِحاصاً إِذا تحسَّاها .
      والْتَحَصَ الذئب عين الشاة إِذا شَرِبَ ما فيها من المُخّ والبياضِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  3. لحق
    • " اللَّحْقُ واللُّحُوق والإلْحاقُ : الإدراك .
      لَحِقَ الشيءَ وأَلْحَقَهُ وكذلك لَحِقَ به وأَلْحَقَ لَحاقاً ، بالفتح ، أي أدركه ؛ قال ابن بري : شاهده لأبي دواد : فأَلْحَقَهُ ، وهو سَاطٍ بها ، كما تُلْحِقُ القوسُ سَهْمَ الغَرَبْ واللَّحاقُ : مصدر لَحِقَ يَلْحَقُ لَحاقاً .
      وفي القنوت : إن عذابك بالكافرين مُلْحِقٌ بمعنى لاحِق ، ومنهم من يقول إن عذابك بالكافرين مُلْحَقٌ ؛ قال الجوهري : والفتح أَيضاً صواب ؛ قال ابن الأَثير : الرواية بكسر الحاء ، أَي من نزل به عذابُك أَلْحَقَهُ بالكفار ، وقيل : هو بمعنى لاحق لغة في لَحِقَ .
      يقال : لَحِقْتُه وأَلْحَقْته بمعنىً كتَبعتْه وأَتْبَعْته ، ويروي بفتح الحاء على المفعول أي إن عذابك مُلْحَقٌ بالكفار ويصابون به ، وفي دعاء زيارة القبور : وإنا إن شاء الله بكم لاحِقُونَ ؛ قيل : معناه إذا شاء الله ، وقيل : إن شرطية والمعنى لاحقُونَ بكم في الموافاة على الإيمان ، وقيل : هو على التَّبَرّي والتفويض كقوله تعالى : لتدْخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ، وقيل : هو على التأَدب كقوله تعالى : ولا تقولَنَّ لشي إني فاعل ذلك غداً إلا أَن يشاء الله .
      وأَلْحَقَ فلانٌ فلاناً وألْحَقَهُ به ، كلاهما : جعله مُلْحَقَهُ .
      وتَلاحَقَ القوم : أَدرك بعضهم بعضاً .
      وتلاحَقَت الرِّكاب والمَطايا أَي لَحِقَ بعضُها بعضاً ؛

      وأَنشد : أقولُ ، وقد تَلاحَقَت المَطايا : كَفاك القَوْل إن عَلَيكَ عَيْنا كفاك القول أَي ارْفُقْ وأَمسك عن القول .
      ولَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بمعنى واحد .
      الأَزهري : واللَّحَقُ ما يُلْحَقُ بالكتاب بعد الفراغ منه فتُلْحِق به ما سقط عنه ويجمع أَلْحاقاً ، وإن خْقّف فقيل لَحْق كان جائزاً .
      الجوهري : اللّحَقُ ، بالتحريك ، شيء يُلْحَقُ بالأول .
      وقوس لُحُقٌ ومِلْحاق : سريعة السهم لا تريد شيئاً إلا لَحِقتْه .
      وناقة مِلْحَاق : تَلْحَقُ الإبل فلا تكاد الإبل تفوتها في السير ؛ قال رؤبة : فهي ضَروُحُ الرَّكْض مِلْحاق اللَّحق واللَّحَقُ : كل شيء لَحِقَ شيئاً أَو لُحِقَ به من الحيوان والنبات وحمل النخل ، وقيل : اللَّحَقُ في النَّخل أَن تُرْطب وتُتَمّر ثم يخرج في بطنه شيء يكون أَخضر قلما يُرْطب حتى يدركه الشتاء فيُسْقطه المطر ، وقد يكون نحو ذلك في الكَرْم يسمى لَحَقَاً ؛ وقد ، قال الطرماح في مثل ذلك يصف نخلة أَثْلَعت بعد يَنْع ما كان خرج منها في وقته فقال : أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي قد أَنى ، إذْ حانَ حينُ الصِّرام أَي أَلحقت طَلْعاً غَريضاً كأَنها لعبت به إذ أَطلعته في غير حينه ، وذلك أن النخلة إنما تُطْلِعُ في الربيع فإذا أَخرجت في آخر الصيف ما لا يكون له يَنْعٌ فكأَنها غير جادّة فيما أَطْلَعَتْ .
      واللَّحَق أَيضاً من الثمر : الذي يأْتي بعد الأَول ، وكل ثمرة تجيء بعد ثمرة ، فهي لَحَقٌ ، والجمع أَلْحاق ؛ حكاه أَبو حنيفة .
      وقد أَلْحَقَ الشجر ؛ واللَّحَقُ أَيضاً من الناس كذلك : قوم يَلْحَقُون بقوم بعد مضيهم ؛

      قال : يُغْنِيكَ عن بُصْرى وعن أَبوابها ، وعن حِصارِ الرّومِ واغْتِرابها ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها ، تحت لِواء الموت أَو عُقَابِه ؟

      ‏ قال الأَزهري : يجوز أَن يكون اللَّحَقُ مصدراً لِلَحِقَ ، ويجوز أَن يكون جمعاً للاحِقٍ كما يقال خادم وخَدَم وعاش وعسَسَ .
      ولَحَقُ الغنم : أَولادها التي كادت تَلْحَقُ بها .
      واللَّحَقُ : الشيء الزائد ؛ قال ابن عيينة : كأَنَّهُ بين أَسْطُرٍ لَحَقُ والجمع كالجمع : واللَّحقُ : الزرع العِذْي وهو ما سقته السماء ، وجمعه الأَلحاقُ .
      الكسائي : يقال زرعوا الأَلْحاقَ ، والواحد لَحَقٌ ، وذلك أَن الوادي يَنْضُب فيُلْقي البَذْر في كل موضع نضَبَ عنه الماء فيقال : اسْتَلْحَقُوا إذا زرعوا .
      وقال ابن الأَعرابي : اللَّحَقُ أَن يزرع القوم في جانب الوادي ؛ يقال : قد زرعوا الأَلْحاقَ .
      ولَحِق لُحُوقاً أَي ضَمُر .
      الأَزهري : فرس لاحقُ الأَيْطَلِ من خيل لُحْق الأَياطل إذا ضُمّرت ؛ وفي قصيد كعب : تَخْدي على يَسَراتٍ ، وهي لاحقةٌ ، ذوابلٌ وقْعُهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ اللاحِقةُ : الضامرة .
      والمُلْحَقُ : الدَّعِيّ المُلْصَق .
      واسْتَلْحَقَه أَي ادعاه .
      الأَزهري عن الليث : اللَّحَقُ الدعيّ المُوصَل بغير أَبيه ؛ قال الأَزهري : سمعت بعضهم يقول له المُلْحَق .
      وفي حديث عمرو بن شعيب : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قضى أَن كل مُسْتَلْحَق اسْتُلْحِقَ بعد أَبيه الذي يُدْعى له فقد لَحِق بمن اسْتَلْحَقه ؛ قال ابن الأَثير :، قال الخطابي هذه أحكام وقعت في أَول زمان الشريعة ، وذلك أَنه كان لأَهل الجاهلية إماء بغايا ، وكان سادتهن يُلِمُّونَ بهن ، فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادّعاه السيد والزاني ، فأَلحقه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بالسيد لأن الأَمة فراش كالحرَّة ، فإن مات السيد ولم يَسْتَلْحِقُهُ ثم اسْتَلْحَقَهُ ورثته بعده لَحِق بأَبيه ، وفي ميراثه خلاف .
      ولاحِقٌ : اسم فرس معروف من خيل العرب ؛ قال النابغة : فيهم بنات الأَعْوَجِيّ ولاحِقٍ ، وُرْقاً مَراكِلُها من المِضْمارِ وفي الصحاح : ولاحِق اسم فرس كان لمعاوية بن أَبي سفيان .
      "

    المعجم: لسان العرب



  4. حسن
    • " الحُزْنُ والحَزَنُ : نقيضُ الفرَح ، وهو خلافُ السُّرور .
      قال الأَخفش : والمثالان يَعْتَقِبان هذا الضَّرْبَ باطِّرادٍ ، والجمعُ أَحْزانٌ ، لا يكسَّر على غير ذلك ، وقد حَزِنَ ، بالكسر ، حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن .
      ورجل حَزْنانٌ ومِحْزانٌ : شديد الحُزْنِ .
      وحَزَنَه الأَمرُ يَحْزُنُه حُزْناً وأَحْزَنَه ، فهو مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ ؛ الأَخيرة على النَّسب ، من قوم حِزانٍ وحُزَناءَ .
      الجوهري : حَزَنَه لغةُ قريش ، وأَحْزَنه لغةُ تميم ، وقد قرئ بهما .
      وفي الحديث : أَنه كان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّى أَي أوْقَعه في الحُزْن ، ويروى بالباء ، وقد تقدم في موضعه ، واحْتزَنَ وتحَزَّنَ بمعنى ؛ قال العجاج : بَكَيْتُ والمُحْتَزَن البَكِيُّ ، وإنما يأْتي الصِّبا الصّبِيُّ .
      وفلانٌ يقرأُ بالتَّحْزين إذا أَرَقَّ صَوْتَه .
      وقال سيبويه : أَحْزَنَه جعله حَزِيناً ، وحَزَنَه جعلَ فيه حُزْناً ، كأَفْتَنَه جعله فاتِناً ، وفَتَنه جعلَ فيه فِتنَة .
      وعامُ الحُزْنِ (* قوله « وعام الحزن » ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس ، وضبط في المحكم بالتحريك ).
      العامُ الذي ماتت فيه خديجةُ ، رضي الله عنها ، وأَبو طالب فسمّاه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عامَ الحُزْنِ ؛ حكى ذلك ثعلب عن ابن الأَعرابي ، قال : وماتا قَبْل الهِجرة بثلاث سنين .
      الليث : للعرب في الحُزْن لغتانِ ، إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا ، وإذا ضَمُّوا خَفَّفوا ؛ يقال : أَصابَه حَزَنٌ شديد وحُزْنٌ شديد ؛ أَبو عمرو : إذا جاء الحزَن منصوباً فتَحوه ، وإذا جاء مرفوعاً أَو مكسوراً ضموا الحاء كقول الله عز وجل : وابْيَضَّتْ عَيْناهُ من الحُزْنِ ؛ أَي أَنه في موضع خفض ، وقال في موضع آخر : تَفِيضُ من الدَّمْعِ حَزَناً ؛ أَي أَنه في موضع نصب .
      وقال : أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى الله ، ضمُّوا الحاء ههنا ؛ قال : وفي استعمال الفعل منه لغتان : تقول حَزَنَني يَحْزُنُني حُزْناً فأَنا مَحْزونٌ ، ويقولون أَحْزَنَني فأَنا مُحْزَنٌ وهو مُحْزِنٌ ، ويقولون : صوْتٌ مَحْزِنٌ وأَمرٌ مُحْزِن ، ولا يقولون صوت حازنٌ .
      وقال غيره : اللغة العالية حَزَنه يَحْزُنه ، وأَكثر القرَّاء قرؤوا : ولا يَحْزُنْك قَوْلُهم ، وكذلك قوله : قَدْ نَعْلم إِنَّه لَيَحْزُنُك الذي يقولون ؛ وأَما الفعل اللازم فإِنه يقال فيه حَزِنَ يَحْزَنُ حَزَناً لا غير .
      أَبو زيد : لا يقولون قد حَزَنَه الأَمْرُ ، ويقولون يَحْزُنُه ، فإذ ؟

      ‏ قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالأَلف .
      وفي حديث ابن عمر حين ذَكَر الغَزْوَ وذَكَر مَنْ يَغْزو ولا نِيَّةَ له فقال : إن الشيطانَ يُحَزِّنُه أَي يُوَسْوِس إليه ويُندِّمُه ويقول له لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ ومالَكَ ؟ فيقع في الحُزْنِ ويبْطلُ أَجْرُه .
      وقوله تعالى : وقالوا الحمدُ لله الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن ؛ قالوا فيه : الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ ، وقيل : هو كُلُّ ما يَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ ، فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّة كلُّ الأَحْزانِ .
      والحُزَانةُ ، بالضم والتخفيف : عيال الرجل الذين يَتَجَزَّنُ بأَمْرهم ولهم .
      الليث : يقول الرجلُ لصاحبه كيف حَشَمُك وحُزانَتُك أَي كيف مَنْ تَتَحَزَّن بأَمْرِهم .
      وفي قلبه عليك حُزانةٌ أَي فِتْنةٌ (* قوله « حزانة أي فتنة » ضبط في الأصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها ).
      قال : وتسمى سَفَنْجقانِيَّةُ العرب على العجم في أَول قُدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به من الدُّورِ والضياع ما اسْتَحَقوا حُزانةً .
      قال ابن سيده : والحُزانةُ قَدْمةُ العربِ على العجم في أَوّل قدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحقُّوا من الدُّورِ والضِّياع ؛ قال الأَزهري : وهذا كله بتخفيف الزاي على فُعَالة .
      والسَّفَنْجَقانيَّة : شَرْطٌ كان للعرب على العجم بِخُراسان إذا أَخذوا بلداً صُلْحاً أَن يكونوا إذا مرَّ بهم الجيوش أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن يُنْزلوهم ويَقْرُوهم ، ثم يُزَوِّدوهم إلى ناحيةٍ أُخرى .
      والحَزْنُ : بلادٌ للعَربِ .
      قال ابن سيده : والحَزْنُ ما غلُظَ من الأَرض ، والجمع حُزُونٌ وفيها حُزُونةٌ ؛ وقوله : الحَزْنُ باباً والعَقورُ كَلْباً .
      أَجرى فيه الاسم مُجْرى الصفة ، لأَن قوله الحَزْنُ باباً بمنزلة قوله الوَعْر باباً والمُمْتَنِع باباً .
      وقد حَزُنَ المكانُ حُزونةً ، جاؤوا به على بناء ضِدِّه وهو قولهم : مكانٌ سَهْلٌ وقد سَهُل سُهولة .
      وفي حديث ابن المُسَيَّب : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَراد أَن يُغَيِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ ويُسَمِّيَه سَهْلاً فأَبى ، وقال : لا أُغيِّر اسماً سَمَّاني به أَبي ، قال : فما زالت فينا تلك الحُزونةُ بَعْدُ .
      والحَزْنُ : المكانُ الغليظ ، وهو الخَشِنُ .
      والحُزونةُ : الخُشونة ؛ ومنه حديث المغيرة : مَحْزون اللِّهْزِمة أَي خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ من الكآبة .
      ومنه حديث الشعبي : أَحْزَنَ بنا المنزلُ أَي صار ذا حُزونةٍ كأَخْصَبَ وأَجْدَبَ ، ويجوز أَن يكون من قولهم أَحْزَنَ وأَسْهَلَ إذا رَكِبَ الحَزْنَ والسَّهْلَ ، كأَنَّ المنزلَ أَرْكَبَهم الحُزونةَ حيث نَزلوا فيه .
      قال أَبو حنيفة : الحَزْنُ حَزْنُ بني يربوعٍ ، وهو قُفٌّ غليظ مَسِيرُ ثلاثِ ليالٍ في مِثْلِها ، وهي بعيدةٌ من المياه فليس تَرْعاها الشاءُ ولا الحُمُر ، فليس فيها دِمَنٌ ولا أَرْواث .
      وبعيرٌ حَزْنِيٌّ : يَرْعَى الحَزْنَ من الأَرض .
      والحَزْنةُ : لغة في الحَزْنِ ؛ وقولُ أَبي ذؤيب يصف مطراً : فَحَطَّ ، من الحُزَنِ ، المُغْفِرا تِ ، والطَّيْرُ تَلْثَقُ حتى تَصِيحا .
      قال الأَصمعي : الحُزَنُ الجبال الغلاظُ ، الواحدة حُزْنة مثل صُبْرةٍ وصُبَر ، والمُغْفِراتُ : ذواتُ الأَغفار ، والغُفْرُ : وَلَدُ الأُرْوية ، والمُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ ، ومن رواه فأَنزلَ من حُزَنِ المُغْفِراتِ حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، وتَلْثَق حتى تصيحا أَي ممَّا بها من الماء ؛ ومثله قول المتنخل الهذلي : وأَكْسُوا الحُلَّة الشَّوْكاءَ خِدْني ، وبَعْضُ الخَيْرِ في حُزَنٍ وِراطٍ (* قوله « وبعض الخير » أنشده في مادة شوك : وبعض القوم ).
      والحَزْنُ من الدوابِّ : ما خَشُنَ ، صفةٌ ، والأُنْثَى حَزْنةٌ ؛ والحَزْنُ : قبيلةٌ من غَسَّانَ وهم الذين ذكرهم الأَخطل في قوله : تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان ، إذْ حَضروا ، والحَزْنُ : كَيْفَ قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ ؟ وأَورده الجوهري : كيف قراه الغلمة الجشر ؛ قال ابن بري : الصواب كيف قَراك كما أَورده غيره أَي الصُّبْرُ تسأَل عُمَيْر بنَ الحُباب ، وكان قد قُتِل ، فتقول له بعد موته : كيف قَراكَ الغِلمةُ الجشَر ، وإنما ، قالوا له ذلك لأَنه كان يقول لهم : إنما أَنتم جَشَرٌ ، والجَشَرُ : الذين يَبِيتون مع إبلهم في موضع رَعْيِها ولا يرجعون إلى بيوتهم .
      والحَزْنُ : بلادُ بني يربوعٍ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : وما لِيَ ذَنْبٌ ، إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ بِنَفْحةِ حَزْنِيٍّ من النَّبْتِ أَخضرا .
      قال هذا رجل اتُّهم بِسَرَق بَعِير فقال : ليس هُوَ عندي إنَّما نَزَع إلى الحَزْن الذي هو هذا البَلَد ، يقول : جاءت الجَنُوبُ بريحِ البَقْلِ فنَزَع إليها ؛ والحَزْنُ في قول الأَعشى : ما رَوْضَةٌ ، مِنْ رِياضِ الحَزْن ، مُعْشِبَةٌ خَضْراءَ جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ .
      موضعٌ معروف كانت تَرْعَى فيه إبِلُ المُلوك ، وهو من أَرض بني أَسَدٍ .
      قال الأَزهري : في بلاد العَرب حَزْنانِ : أَحدهما حَزْن بني يَرْبوعٍ ، وهو مَرْبَعٌ من مَرابعِ العرَب فيه رياضٌ وقِيعانٌ ، وكانت العرب تقول مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمَّانَ وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ فقد أَخْصَبَ ، والحَزْنُ الآخرُ ما بين زُبالة فما فوق ذلك مُصْعِداً في بلاد نَجْد ، وفيه غِلَظٌ وارتفاعٌ ، وكان أَبو عمرو يقول : الحَزْنُ والحَزْمُ الغلَيظُ من الأَرض ، وقال غيره : الحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزم من السَّيْل من نَجَوات المُتُون والظُّهور ، والجمع الحُزُوم .
      والحَزْنُ : ما غَلُظ من الأَرض في ارْتفاعٍ ، وقد ذُكِرَ الحَزْم في مكانه .
      قال ابن شميل : أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها وجِبالُها وقَواقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها ، ولا تُعَدُّ أَرضٌ طَيِّبَةٌ ، وإن جَلُدَتْ ، حَزْناً ، وجمعُها حُزُون ، قال : ويقال حَزْنَةٌ وحَزْن .
      وأَحْزَن الرجلُ إذا صار في الحَزْن .
      قال : ويقال للحَزْن حُزُن لُغَتان ؛

      وأَنشد قول ابنِ مُقْبل : مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ ، ومُصْطَافُهُ في الوُعُولِ الحُزُنْ .
      الحُزُن : جمع حَزْن .
      وحُزَن : جبل ؛ وروي بيت أَبي ذؤيب المتقدّم : فأَنْزَلَ من حُزَن المُغْفِرات .
      ورواه بعضهم من حُزُن ، بضم الحاء والزاي .
      والحَزُون : الشاة السيِّئة الخُلق .
      والحَزينُ : اسم شاعر ، وهو الحزين الكِنانيُّ ، واسمه عمرو بن عبد وُهَيب ، وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفَد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحُه في أَبيات من جملتها : لمَّا وقَفْت عليهم في الجُموع ضُحىً ، وقد تَعَرَّضَتِ الحُجَّابُ والخَدَمُ ، حَيَّيْتُه بسَلامٍ وهو مُرْتَفِقٌ ، وضَجَّةُ القَوْمِ عند الباب تَزْدَحِمُ في كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق ، في كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِهِ ، فما يُكَلِّمُ إلاَّ حين يَبْتَسِمُ (* روي البيتان الأخيران للفرزدق من قصيدته في مدح زين العابدين : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته .) وهو القائل أَيضاً يهجو إنساناً بالبُخل : كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ ، فليس بين يديه والنَّدَى عَمَلُ ، يَرَى التَّيَمُّمَ في بَرٍّ وفي بَحَرٍ ، مخافةً أَنْ يُرى كَفِّه بَلَلُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. حقق
    • " الحَقُّ : نقيض الباطل ، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ ، وليس له بِناء أدنى عدَد .
      وفي حديث التلبية : لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل ، وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك ، كما تقول : هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد ، وتَعَبُّداً مفعول له (* قوله « وتعبداً مفعول له » كذا هو في النهاية أيضاً .) وحكى سيبويه : لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه ، قال : لَيقِينُ ذاك أمرُك ، وليست في كلام كل العرب ، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه ، قال سيبويه : سمعنا فصحاء العرب يقولونه ، وقال الأَخفش : لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازِه ، على قِلَّته ، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه ، وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر ، ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم : ما أنا بالذي قائل لك شيئاً ؟ ولو قلت : ما أنا بالذي قائم لقَبُح .
      وقوله تعالى : ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل ؛ قال أبو إسحق : الحق أمر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وما أتى به من القرآن ؛ وكذلك ، قال في قوله تعالى : بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل .
      وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً : صار حَقّاً وثَبت ؛ قال الأَزهري : معناه وجَب يَجِب وجُوباً ، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا .
      وفي التنزيل :، قال الذي حَقَّ عليهم القولُ ؛ أي ثبت ، قال الزجاج : هم الجنُّ والشياطين .
      وقوله تعالى : ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين ؛ أي وجبت وثبتت ، وكذلك : لقد حقَّ القول على أكثرهم ؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه ، كلاهما : أثبته وصار عنده حقّاً لا يشكُّ فيه .
      وأحقَّه : صيره حقّاً .
      وحقَّه وحَقَّقه : صدَّقه ؛ وقال ابن دريد : صدَّق قائلَه .
      وحقَّق الرجلُ إذا ، قال هذا الشيء هو الحقُّ كقولك صدَّق .
      ويقال : أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته ؛ وأنشد : قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه : كان منه على يقين ؛ تقول : حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه .
      ويقال : ما لي فيك حقٌّ ولا حِقاقٌ أي خُصومة .
      وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره .
      وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه ؛ حكاه أبو عبيد .
      قال الأَزهري : ولا تقل حَقَّ حذَرَك ، وقال : حقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه .
      قال ابن سيده : وحقَّه على الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه ، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه .
      واحْتَقّ القومُ :، قال كل واحد منهم : الحقُّ في يدي .
      وفي حديث ابن عباس في قُرَّراء القرآن : متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا ، يعني المِراء في القرآن ، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم : الحقُّ بيدي ومعي ؛ ومنه حديث الحَضانةِ : فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان ويطلُب كل واحد منهما حقّه ؛ ومنه الحديث : من يحاقُّني في ولدي ؟ وحديث وهْب : كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ ، عليه السلام : أتحاقُّني بِخِطْئِك ؛ ومنه كتابه لحُصَين : إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد .
      وفي حديث أبي بكر ، رضي الله عنه : أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له : ما أخرجك ؟، قال : ما أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته ، ويروى بالتخفيف من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به ، يريد من اشتمال الجوع عليه ، فهو مصدر أقامه مقام الاسم ، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ يَحِقُّ .
      وفي حديث تأخير الصلاة : وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت .
      يقال : هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق ؛ قال ابن الأَثير : هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه ، قال : والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون ، وسيأتي ذكره .
      والحق : من أسماء الله عز وجل ، وقيل من صفاته ؛ قال ابن الأَثير : هو الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه .
      والحَق : ضدّ الباطل .
      وفي التنزيل : ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ .
      وقوله تعالى : ولو اتبع الحقُّ أهواءَهم ؛ قال ثعلب : الحق هنا الله عز وجل ، وقال الزجاج : ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ .
      وقوله تعالى : وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق ؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له .
      قال ابن سيده : وروي عن أبي بكر ، رضي الله عنه : وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت ، والمعنى واحد ، وقيل : الحق هنا الله تعالى .
      وقولٌ حقٌّ : وُصِف به ، كما تقول قولٌ باطل .
      وقال الليحاني : وقوله تعالى : ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ ، إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه ؛ قال الأَزهري : رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله ، وقد نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً ، وقرأ من قرأ : فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ .
      وقال الفراءُ في قوله تعالى :، قال فالحق والحقَّ أقول ، قرأ القراء الأَول بالرفع والنصب ، روي الرفع عن عبد الله بن عباس ، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ ، وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء ، منهم من يجعل الأَول على معنى الحقَّ لأَمْلأَنَّ ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف ؛ قال ابن سيده : ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول ، فتقديره فأحُقُّ الحقّ حقّاً ؛ وقال ثعلب : تقديره فأقول الحقَّ حقّاً ؛ ومن قرأ فالحقِّ ، أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر .
      وأما قول الله عز وجل : هنالك الوَلايةُ لله الحقَّ ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً ، قال : وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله ، وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله .
      وفي الحديث : من رآني فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام ، وقيل : فقد رآني حقيقة غير مُشَبَّهٍ .
      ومنه الحديث : أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً ، وقيل : واجباً ثابتاً له الأَمانةُ ؛ ومنه الحديث : أتدْرِي ما حَقُّ العباد على الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ ؛ ومنه الحديث : الحقُّ بعدي مع عمر .
      ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا : يجب ، والكسر لغة ، ويَحُقُّ لك أن تفعل ويَحُقُّ لك تَفْعل ؛

      قال : يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله ؛ قال شمر : تقول العرب حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً ، وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له ، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون .
      وقال الفراء : حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا ، فإِذا قلت حُقَّ قلت لك ، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك ، قال : وتقول يَحِقُّ عليك أَن تفعل كذا وحُقَّ لك ، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل .
      وقوله تعالى : وأَذِنَت لربِها وحُقَّت ؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل .
      ومعنى قول من ، قال حَقَّ عليك أَن تفعل وجَب عليك .
      وقالوا : حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل .
      وفي التنزيل : حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ .
      وحَقِيقٌ في حَقَّ وحُقَّ ، فَعِيل بمعنى مَفْعول ، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي محقوق أَن تفعله ، وتقول : أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك ؛ قال الشاعر : قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وفي التنزيل : فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا .
      ويقال للمرأَة : أَنت حقِيقة لذلك ، يجعلونه كالاسم ، وَأَنت مَحْقوقة لذلك ، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي ذلك ؛ وأَما قول الأَعشى : وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ ، ودونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه ، وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة ، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ ، ولا تكون الهاء في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون المَفْعُولين ، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت ، لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير ، وهذا كله تعليل الفارسي ؛ وقول الفرزدق : إذا ، قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً ، بها جَرَبٌ ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها ، فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أي حُقَّ له .
      والحَقُّ واحد الحُقوق ، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه ، وهو في معنى الحَق ؛ قال الأزهري : كأنها أوجَبُ وأخصّ ، تقول هذه حَقَّتي أي حَقِّي .
      وفي الحديث : أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له .
      ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال : الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في الإسلام لِمَن تركَها ، وقيل : أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها ، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها وهو غير قادر عليه ، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر ؟ وفي الحديث : ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه دَيْن ؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم ؛ ومنه الحديث : أَيُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من زَرعه وماله ؛ وقال الخطابي : يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه ، وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا .
      قال ابن سيده :، قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم ؛ يريدون بذلك التَّناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال ، قال : وقالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل ، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ ، إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً .
      وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن (* قوله « وحققت أن إلخ » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر .) تفعل وما كان يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك .
      وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي أُثْبِتَ فثبت ، والعرب تقول : حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته .
      قال الأزهري :، قال أبو عبيد ولا أعرف ما ، قال الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق .
      وقوله تعالى : حَقّاً على المُحسنين ، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم حقّاً ؛ هذا قول أبي إسحق النحوي ؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على المحسنين وما أشبهه في الكتاب : إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتاعاً بالمعروف حقّاً ، قال : وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً ، إنما نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه ، قال : أُخْبِركم بذلك حقّاً ؛ قال الأزهري : هذا القول يقرب مما ، قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه
      ، قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً ؛ قال أبو زكريا الفراء : وكلُّ ما كان في القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً ، فوجه الكلام فيه النصب كقول الله تعالى : وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ ؛ والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه .
      وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه .
      وفي الحديث : لا يبلُغ المؤمن حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه ؛ يعني خالِصَ الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه .
      وحقيقةُ الرجل : ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه الدِّفاعُ عنه من أهل بيته ؛ والعرب تقول : فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة ، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل ، سميت وسيقة لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها ، والوَديقةُ شدّة الحر ، والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه ، وجمعها الحَقائقُ .
      والحقيقةُ في اللغة : ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه ، والمَجازُ ما كان بضد ذلك ، وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة : وهي الإتِّساع والتوكيد والتشبيه ، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ ، وقيل : الحقيقة الرّاية ؛ قال عامر بن الطفيل : لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وقيل : الحقيقة الحُرْمة ، والحَقيقة الفِناء .
      وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ ، بالكسر ، حقّاً أي وجب .
      وفي حديث حذيفة : ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أي وجَب ولَزِم .
      وفي التنزيل : ولكن حَقَّ القولُ مني .
      وأحقَقْت الشئ أي أوجبته .
      وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ .
      وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي صدَّقَ .
      وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين ؛ قال الراجز : دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ : صِدْق الحديثِ .
      والحَقُّ : اليَقين بعد الشكِّ .
      وأحقِّ الرجالُ :، قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له .
      واستحقَّ الشيءَ : استوجبه .
      وفي التنزيل : فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً ، أي استوجباه بالخِيانةِ ، وقيل : معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها ، فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة ، وقيل : معنى عليهم منهم ، وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه ، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها ، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه ، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء .
      وأما قوله تعالى : لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما ، فيجوز أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول ، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء ، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت .
      وفي حديث ابن عمر أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه عنده ؛ قال الشافعي : معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا ، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض ، وقيل : معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث ، وهو ما قدَّره الشارع بثلث ماله .
      وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً : ادَّعَى أنه أولى بالحق منه ، وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل الغائب .
      وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه : غَلبه ، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق .
      وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق ، فإذا غلبه قيل حَقَّه .
      والتَّحَاقُّ : التخاصمُ .
      والاحْتِقاقُ : الاختصام .
      ويقال : احْتَقَّ فلان وفلان ، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر .
      وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ ، ورواه بعضهم : نَصُّ الحَقائِقِ ، فالعَصَبة أوْلى ؛ قال أبو عبيدة : نَصَّ كل شيء مُنتهاه ومَبْلَغ أقصاه .
      والحِقاقُ : المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها ، ويقولون بل نحن أحَقُّ ، وأراد بِنَصِّ الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر ؛ يقول : ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها ، فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء والإخْوة والأعمام ؛ وقال ابن المبارك : نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل ، وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام فهو العقل والإدراك .
      وقيل : المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصَرُّفها في أمرها ، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ وحِقَّةٍ ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة ، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه وتحميله ، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة ، وهو ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجوبُه ، أو جمع الحِقَّة من الإبل ؛ ومنه قولهم : فلان حَامي الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه .
      ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم في صغار الأشياء .
      والحاقَّةُ : النازلة وهي الداهية أيضاً .
      وفي التهذيب : الحَقَّةُ الداهية والحاقَّةُ القيامة ، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ .
      وفي التنزيل : الحاقَّةُ ما الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ ؛ الحاقة : الساعة والقيامة ، سميت حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر ؛ قال ذلك الزجاج ، وقال الفراء : سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ .
      والحَقَّةُ : حقيقة الأمر ،
      ، قال : والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ ، والحَقَّةُ والحاقَّةُ بمعنى واحد ؛ وقيل : سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه وتَخُصِمه ، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أي غلبته وفَلَجْتُ عليه .
      وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ : رفعت بالابتداء ، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً ، والحاقَّةُ الثانية خبر ما ، والمعنى تفخيم شأنها كأنه ، قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ .
      وقوله عز وجل : وما أدراكَ ما الحاقَّةُ ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ ، وما موضعُها رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ .
      ومن أيمانهم : لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ ، مبنية على الضم ؛ قال الجوهري : وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام ، وإذا أزالوا عنها اللام ، قالوا حَقّاً لا آتِيك ؛ قال ابن بري : يريد لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام .
      والحَقُّ : المِلْك .
      والحُقُقُ : القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها ، قال : والحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً .
      والحِقُّ من أولاد الإبل : الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب ، يعني أن يضرب الناقةَ ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق ، وقيل : إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ .
      قال الأَزهري : ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء ، وقيل : إذا بلغ هو وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ ؛ الجوهري : سمي حِقّاً لاستحقاقه أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به ؛ تقول : هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ ، وهو مصدر ، وقيل : الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة ؛

      قال : إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ ، فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً ؛ قال ابن سيده : والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ ، وإنما حكمه بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة ، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد .
      قال أبو مالك : أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنين ، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً .
      والحِقَّةُ أيضاً : الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً وأربعين .
      وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة ، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ وحَقائق ؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس : قد نالَني منه على عَدَمٍ مثلُ الفَسِيل ، صِغارُها الحُقُقُ
      ، قال ابن بري : الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو النعمان ؛ قال الجوهري : وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل ، قال ابن سيده : وهو نادر ؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق : ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ ، لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر ، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر ، وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد .
      والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل والديات ، قال أَبو عبيد : البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقُّ ، والأُنثى حِقَّة .
      والحِقَّة : نَبْرُ أُم جَرِير بن الخَطَفَى ، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له : إِنها لصغيرة صُرْعةٌ ، قال سويد : لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من الإِبل في عِظَمها ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : ومن وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها ، تشبيهاً بِحقاق الإبل .
      وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت ، كلاهما : صارت حِقَّةً ؛ قال الأَعشى : بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ نِ ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ
      ، قال ابن بري : يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة ، يقول : قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت ، والجمع حِقاقٌ وحُقُقٌ ؛ قال الجوهري : ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها ، ولا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ ، وإِنما يقال أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة ، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت ، وجمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب وكتُب ؛ قال ابن سيده : وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت ، وأَتت الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل ، وهو إِذا تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ ، وقيل : حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها ؛ قال ذو الرمة : أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها ، إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً ، وقيل : معنى البيت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها ، وذلك أَنها رُكبت في سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها ؛ وقال بعضهم : سميت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ ، وقولهم : كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً ، بالكسر ، أَي حين ثبت ذلك فيها .
      الأَصمعي : إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ ؛ وقولُ عَدِيّ : أَي قومي إِذا عزّت الخمر وقامت رفاقهم بالحقاق ويروى : وقامت حقاقهم بالرفاق ، قال : وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل .
      ويقال : عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة ؛ ومنه حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا يَهْلِكُ الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم .
      وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً .
      وثوب مُحقَّق : عليه وَشْيٌ على صورة الحُقَق ، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ .
      وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ ؛ قال الشاعر : تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك ، إِنّا كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه ؛ عن أَبي عليّ ، وبه فسر قوله تعالى : حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ ، في قراءة من قرأَ به ، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول ، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله إِلاَّ بالحق .
      والحُقُّ والحُقَّةُ ، بالضم : معروفة ، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أَن يُنحت منه ، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح ؛ قال الأَزهري : وقد تُسوّى الحُقة من العاج وغيره ؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم : وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً ، حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا
      ، قال الجوهري : والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ ؛ قال ابن سيده : وجمع الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ ؛ قال رؤبة : سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ ، وقد ، قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ ، فجعلوه من باب سِدْرة وسِدْر ، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع ، ونظيره من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين .
      والحُقُّ من الورك : مَغْرِزُ رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل ، وقيل : الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ .
      والحُق أَيضاً : النُّقْرة التي في رأْس الكتف .
      والحُقُّ : رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما أَشْبهها .
      ويقال : أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه ، وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه .
      قال الأَزهري : وسمعت أَعرابيّآً يقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال : هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ .
      وفي الحديث : ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه .
      وفي حديث يوسف بن عمر : إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ ؛ الحُق : الأَرض المطمئنة ، واللُّق : المرتفعة .
      وحُقُّ الكَهْوَل : بيت العنكبوت ؛ ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه ، قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما : لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم ، في حديث فيه طول ، قال : أَي واهٍ .
      وحُقُّ الكَهول : بيت العنكبوت .
      قال الأَزهري : وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحَّفه وقال : مثل حُق الكَهْدَلِ ، بالدال بدل الواو ، قال : وخبَطَ في تفسيره خَبْط العَشْواء ، والصواب مثل حُق الكَهول ، والكَهول العنكبوت ، وحُقَّه بيته .
      وحاقُّ وسَطِ الرأْس : حَلاوةُ القفا .
      ويقال : استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً فرعَتْه .
      وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم .
      واحتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه .
      قال ابن سيده : وأَحقَّ القومُ من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا ؛ عن أَبي حنيفة ، يريد سَمِنت مَواشِيهم .
      وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت : سمنت .
      وحكى ابن السكيت عن ابن عطاء أَنه ، قال : أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان ؛: ممن أَنت ؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه ، قلت : من بني تميم ، قال : من أَيّ تميم ؟ قلت : رباني ، قال : وما صنعتُك ؟ قلت : الإِبل ،
      ، قال : فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق ، فقلت : سأَلت خبيراً : هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً ، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى ، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات ، فقال لي : لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت واستحقّ لَقاحُها ، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح .
      قال أَبو حاتم : مَحاقُّ المالِ يكون الحَلْبة الأُولى ، والثانية منها لِبَأٌ .
      والمَحاقُّ : اللاتي لم يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه .
      واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر .
      ويقال : لا يحقُّ ما في هذا الوِعاء رطلاً ، معناه أَنه لا يَزِنُ رطلاً .
      وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت .
      ويقال : رمَى فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً ؛ والمُحْتقُّ من الطعْن : النافِذُ إِلى الجوف ؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي : هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها ، ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ إِلى الجوف .
      والأَحقُّ من الخيل : الذي لا يَعْرَق ، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده ، وهما عيب ؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ : بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ جَوادِ ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ
      ، قال ابن سيده : هذه رواية ابن دريد ، ورواية أَبي عبيد : وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ ، كُمَيْتٌ ، لا أَحقُّ ولا شئيت الأَقدرُ : الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه ، والأَحقُّ : الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ يديه ، والشَّئيتُ : الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده ، وذلك أَيضاً عيب ، والاسم الحَقَق .
      وبنات الحُقَيْقِ : ضرْب من رَدِيء التمر ، وقيل : هو الشِّيص ، قال الأَزهري :، قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر ، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من التمر رديء .
      وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير ، ولَوْنُ الحُبيق معروف .
      قال : وقد روينا عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه نَهى عن لوْْنين من التمر في الصدقة : أَحدهما الجُعْرُور ، والآخر لون الحبيق ، ويقال لنخلته عَذْقُ ابن حبيق (* قوله « عذق ابن حبيق » ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ ، قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ .
      فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ .) وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبيه ، قال : لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق ؛ قال الشافعي : وهذا تمر رديء والسس (* قوله « والسس » كذا بالأصل ولعله وأيبس .) تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر .
      والحَقْحقةُ : شدَّة السير .
      حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا في السير .
      وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ : جادٌّ منه .
      وتعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه : يا عبد الله ، العلمُ أَفضلُ من العمل ، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين ، وخيرُ الأُمور أَوساطُها ، وشرُّ السير الحَقْحقةُ ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة ، يعني عليك بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم ؛ وخيرُ العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً ، فتكلَّفْ من العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك .
      والحَقحقةُ : أَرفع السير وأَتْعَبُه للظَّهر .
      وقال الليث : الحقحقة سير الليل في أَوّله ، وقد نهي عنه ، قال : وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ ساعة وكفُّ ساعة ؛ قال الأَزهري : فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما ، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه ، وقيل : هو المُتعِب من السير ، قال : وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما ، قاله أَحد ، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه .
      وقال ابن الأَعرابي : الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السير .
      قال ابن سيده : وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد ، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ على البدل ، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل .
      وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً .
      وأُمّ حِقّة : اسم امرأَة ؛ قال مَعْنُ بن أَوْس : فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً ، وأَنْكَرها ما شئت ، والودُّ خادِعُ "

    المعجم: لسان العرب



معنى للحقيقة في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**حَقَّقَ** - [ح ق ق]. (ف: ربا. متعد).** حَقَّقْتُ**،** أُحَقِّقُ**،** حَقِّقْ**، مص. تَحْقِيقٌ.

1. "حَقَّقَ مَا كَانَ يَتَمَنَّاهُ" : أنْجَزَ، نَفَّذَ. "لَمْ يُحَقِّقْ شَيْئاً". 2. "حَقَّقَ التَّاجِرُ أرْبَاحاً" : جَمَعَ أرْبَاحاً. 3. "حَقَّقَ القَاضِي مَعَ الْمُجْرِمِ" : اِسْتَنْطَقَهُ. 4. "حَقَّقَ مَا كَانَ يُحُومُ حَوْلَهُ" : أثْبَتَهُ. 5. "حَقَّقَ البَاحِثُ مَخْطُوطاً" : أثْبَتَ نُصُوصَهُ وَأكَّدَهَا كَمَا كَانَتْ فِي الأَصْلِ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
تحقَّقَ/ تحقَّقَ من يتحقَّق، تحقُّقًا، فهو مُتحقِّق، والمفعول مُتحقَّق (للمتعدِّي) • تحقَّق الأمرُ: 1- مُطاوع حقَّقَ/ حقَّقَ في: صحَّ ووقع "تحقّق الحلمُ- تحقق له رأيُ أبيه". 2- ثَبَت "تحقّق الخبرُ- تحقَّقت براءتُه". • تحقَّق الأمرَ: تأكّد منه، تثبَّت وتيقّن بشأنه "فلمّا سمع بخبر الحادث سارع ليتحقّقه بنفسه- العين تلاحِظ واليَدُ تحقِّق [مثل أجنبيّ]". • تحقَّق من الأمر: تيقَّن وتثبّت "تحقَّق من نوعيّة البضاعة/ النّظريّة".


معجم اللغة العربية المعاصرة
تحقيق [مفرد]: ج تحقيقات (لغير المصدر): 1- مصدر حقَّقَ/ حقَّقَ في| تحقيق الشَّخصيّة: التثبُّت من هُويَّة شخص ما- تحقيق الهمزة: إعطاؤها حقّها الصوتيّ عند النطق بها- تحقيق صحفيّ: تقرير يعدّه أحد الصَّحفيِّين عن أحداث شهدها أو قضيّة تهمّ المجتمع- تحقيق قضائيّ: سماع شهادة الشّهود بحضور المتخاصمين- حرف تحقيق: أداة تأكيدٍ- مديريّة التَّحقيقات/ إدارة التَّحقيقات: الجهة المسئولة عن شئون التَّحقيق. 2- تَحَرٍّ، استقصاء| التَّحقيق جارٍ: لم يُغلق ملفّ القضيّة بعد. 3- (سف) إثبات ذاتيّة الشَّيء. • تحقيق الذَّات: تطوير وتحسين لإمكانيّات الشَّخص وتحقيق الاكتفاء الذاتيّ. • تحقيق الكتب والمخطوطات والنُّصوص: فرع من فروع البحث العلميّ يراد به التَّثبُّتُ من سلامة النَّصّ عن طريق جمع النُّسخ ومقابلة بعضها ببعض وذكر الخلاف. • محضر التَّحقيق: (قن) سجلّ يضمُّ المعلومات الخاصَّة بالتَّحقيق في قضيَّة ما.


معجم اللغة العربية المعاصرة
حقَّقَ/ حقَّقَ في يحقِّق، تحقيقًا، فهو مُحقِّق، والمفعول مُحقَّق • حقَّق مع فلان: أخذ أقوالَه في قضيّةٍ ما "يحقّق رجالُ الأمن مع المتّهم قبل تقديمه إلى المحاكمة- قاضي التَّحقيق: المشرف على التَّحقيق". • حقَّق الأمرَ: 1- أرساه، جعله واقعًا "نطمح إلى نظام يحقّق العدالة بين الأفراد- حقّق غايتَه/ أهدافَه/ نجاحًا/ ربحًا". 2- أثبَته، وأكّده "حقَّق نتائج بحثه"| مِن المحقَّق: من المؤكَّد الثابت. 3- شهد به. 4- تحرَّاه وتثبّت منه. • حقَّق النَّصَّ أو الكتابَ أو نحوَهما: تثبّت منه بطُرق التّحقيق المختلفة. • حقَّق في الأمر: بحث فيه ودقَّق.


معجم اللغة العربية المعاصرة
حُقوق [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
حقيق [مفرد]: ج أَحِقّاءُ: 1- صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: جدير، حريّ، خليق. 2- حريص "{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ}".
معجم اللغة العربية المعاصرة
حقيقة [مفرد]: ج حقائِقُ: 1- مؤنَّث حقيق. 2- شيءٌ ثابت قطعًا ويقينًا "هذه شهادة مطابقةٌ للحقيقة- قد تُلامُ الحقيقة لكنَّها لن تخجل [مثل]"| أهل الحقيقة: المتصوّفة- تقصِّي الحقائق: استكشافها، تتبُّعها والتَّيقُّن منها- حقائِقُ أبديَّة: مبادئ أو قوانين مطلقة محيطة بجميع الموجودات- حقائق علميَّة: مقطوع بها- حقيقةً: في الواقع فعلاً- حقيقةً بديهيَّة: تُثبت نفسَها- حقيقةً واقعة: ما هو أمر واقع وليس على سبيل المصادفة- حقيقةً واقعيّة: الوجود ذهنيًّا أو عينيًّا- نصف الحقيقة: بيان أو إفادة تحذف بعض الحقائق الضروريّة بهدف التَّضليل والغشِّ والخداع. 3- (لغ) ما استعمل في معناه الأصليّ عكسه المجاز. • حقيقة الشَّيء: كنهُه وخالصُه وجوهره "يرى بعضُهم أنّ الوقوفَ على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر- لمَس حقيقةَ التّفوّق"| الحقيقة جارحة [مثل]- ظهَر على حقيقته: انكشف أمرُه، افتُضح- في الحقيقة: في الواقع. • حقيقة الأمر: يقينُه "يبدو أنّ هناك اختلافًا بين القادة ولكنّنا نجهل حقيقتَه".
معجم اللغة العربية المعاصرة
حقيقيّ [مفرد]: 1- اسم منسوب إلى حقيقة. 2- واقعيّ وموجود بالفعل "هذا صديق حقيقيّ- نريد سلامًا حقيقيًّا". 3- صادق، خلاف خياليّ "نريد تصويرًا حقيقيًّا لا خياليًّا- عاطفة حقيقيّة". 4- حَقٌّ باعتباره صفة "هذا قول حقيقيّ: مطابق للحقّ"| ذهب حقيقيّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه. • معنًى حقيقيّ: (بغ) مدلول الكلمة المستعملة فيما وُضعت له، عكسه معنًى مجازيّ. • الزَّمن الحقيقيّ: (حس) الزَّمن الفعليّ الذي يحتاجه حاسوب لإتمام عمليَّة. • الأجر الحقيقيّ: (قص) ما للنّقد الذي يحصل عليه العامل من قوّة الشِّراء. • العلوم الحقيقيَّة: التي لا تتغيَّر بتغيُّر المِلل والأديان كعلم المنطق.
مختار الصحاح
ح ق ق : الحَقُّ ضد الباطل والحق أيضا واحد الحُقُوقِ و الحُقَّةُ بالضم معروفة والجمع حُقٌّ و حُقَقٌّ و حِقَاقٌ و الحِقُّ بالسكر ما كان من الإبل بن ثلاث سنين وقد دخل في الرابعة والأنثى حِقَّةٌ و حِقٌّ أيضا سمي بذلك لاستحقاقه أن يُحمل عليه وأن يُنتفع به والجمع حِقَاقٌ ثم حُقُقٌ بضمتين مثل كتاب وكتب و الحاقَّةُ القيامة سميت بذلك لأن فيها حواق الأمور و حَاقَّهُ خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق فإذا غلبه قيل حَقَّهُ و التَّحَاقُّ التخاصم و الاحْتِقاقُ الاختصام ولا يقال إلا لاثنين و حَقَّ حذره من باب رد و أحَقَّهُ أي تَحَقَّقهُ وصار منه على يقين ويقال حُقَّ لك أن تفعل هذا وحققت أن تفعل هذا بمعنى وحُق له أن يفعل كذا وهو حَقِيقٌ به و مَحْقُوقٌ به أي خليق به والجمع أحِقّاءُ و مَحْقُوقُونَ و حقَّ الشيء يحق بالكسر حَقَّا أي وجب و أحَقَّهُ غيره أوجبه و استَحَقَّهُ أي استوجبه و تَحَقَقَّ عنده الخبر صح و حَقَّق قوله وظنه تحقيقا أي صدقه وكلام مُحَقَّقٌ أي رصين و الحَقِيقةُ ضد المجاز و الحقيقةُ أيضا ما يحق على الرجل أن يحميه وفلان حامي الحقيقة ويقال الحقيقة الراية و الحَقْحَقَةُ أرفع السير وأتعبه للظهر وفي حديث مُطرف { شر السير الحقحقة } وقيل هو السير في أول الليل وقد نُهي عن ذلك
الصحاح في اللغة
 الحَقُّ: خلاف الباطل. والحَقُّ: واحد الحُقوقِ. والحَقَّةُ أخصّ منه. يقال: هذه حَقَّتي، أي حَقّي. والحَقَّةُ أيضاً: حَقيقَةُ الأمر. يقال: لَمَّا عرف الحَقَّةَ منِّي هرب. وقولهم: لَحَقُّ لا آتيك، هو يمينٌ للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا: حقَّا لا آتيك. وقولهم: كان ذاك عند حَقِّ لقاحها وحِقِّ لقاحها أيضاً بالكسر، أي حين ثَبَتَ ذلك فيها. والحُقَّةُ بالضم معروفة، والجمع حُقٌّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ. والحِقُّ بالكسر: ما كان من الإبل ابن ثلاثِ سنين وقد دخل في الرابعة، والأنثى حِقَّةٌ وحِقٌّ أيضاً. وجمع الحِقاقِ حُقُقٌ. ومنه قول المُسَيِّبِ بن عَلَس: قد نالني منهم علـى عَـدَمٍ   مثل الفَسيلِ صِغارُهَا الحُقُقُ وربما جُمِع على حَقائِقَ. وسقط فلانٌ على حاقِّ رأسه، أي وسط رأسه. وجئته في حاقِّ الشتاء، أي في وسطه. والحَاقَّةُ: القيامةُ، سمِّيتْ بذلك لأنَّ فيها حَواقّ الأمور. وحاقَّهُ، أي خاصَمَه وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما الحَقَّ، فإذا غلبه قيل: حَقَّهُ. ويقال للجل إذا خصم في صغار الأشياء: إنَّه لَنزِقُ الحِقاقِ. ويقال: ماله فيه حَقٌّ ولا حِقَاقٌ، أي خصومةٌ. والتَحاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الاختصامُ. وتقول: احْتَقَّ فلانٌ وفلانٌ، ولا يقال للواحد، كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر. واحْتَقَّ الفرسُ، أي ضمُر. وطعنةٌ مُحْتَقَّة، أي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَتْ. ويقال رمى فلانٌ الصيدَ فاحْتَقَّ بعضاً وشَرمَّمَ بعضاً، أي قتل بعضاً وأفلت بعضٌ جريحاً. ومنه قول الشاعر: من بين مُحَتَقٍّ لها ومُشَرَّمِ وحَقَقْتُ حِذْرَه أحُقُّهُ حَقَّاً، وأَحْقَقْتُهُ أيضاً، إذا فعلتَ ما كان يحذَره. ويقال أيضاً: حَقَقْتُ الرجل، وأَحْقَقْتُهُ، إذا أَثْبَتَّهُ، حكاه أبو عبيد. قال: وحَقَقْتُ الأمر وأَحْقَقْتُهُ أيضاً، إذا تَحَقَّقْتُهُ وصرت منه على يقين. ويقال حُقَّ لك أن تفعل هذا، وحُقِقْتَ أن تفعل هذا، بمعنىً. وحُقَّ له أن يفعل كذا، وهو حَقيقٌ أن يفعل كذا، وهو حَقيقٌ به، ومَحْقوقٌ به، أي خليقٌ له، والجمع أَحِقَّاءُ ومَحْقوقونَ. وحَقَّ الشيءُ يَحِقُّ بالكسر، أي وجب. وأَحْقَقْتُ الشيء، أي أوجبته. واسْتَحْقَقْتُهُ، أي استوجبته. وتَحَقَّقَ عنده الخبر، أي صحَّ. وحَقَّقَتُ قولَه وظنَّه تَحْقيقاً، أي صدَّقت. وكلامٌ مُحَقَّقٌ، أي رصينٌ. قال الراجز: دعْ ذا وحبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقاً وثوبٌ مُحَقَّقٌ، إذا كان محكَمَ النَسج. والحَقيقَةُ: خلاف المجاز. والحَقيقةُ: ما يَحُِقُّ على الرجل أن يحميّه. وفلانٌ حامي الحَقيقَةِ. ويقال: الحَقيقَةُ: الرايةُ. قال عامر بن الطُفَيل: أنا الفارسُ الحَامِي حَقيقَةَ جَعْفَرِ والأَحَقُّ من الخيل: الذي لا يَعْرَقُ.
تاج العروس

الحَقُّ : من أسماء اللهِ تَعالَى أو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ : هو المَوجُودُ حقيقةً المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته وقال الراغِبُ : أصلُ الحَقِّ : المُطابقةُ والمُوافَقَة كمُطابَقَةِ رِجلِ الباب في حُقهِ لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ والحَقًّ : يقالُ لمُوجدِ الشيءَ . بحَسَب ما تَقْتَضِيه الحِكمَةُ ولِذلِكَ يُقال : فِعلُ اللهٍ كُله حَق وللاعْتقادِ في الشيء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء في نَفْسِه نحو : اعتَقادُ زَند في البَعثِ حَق وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب ما يَجِبُ وقَدر ما يَجِبُ في الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نحو : فِعلك حَق وقولُكَ حَق . والحَق : القُرآنُ قاله أبو إسحاقَ في قَولِه تَعالَى : " ولا تَلْبسُوا الحَق بالباطل " قال : الحَق : أَمرُ النبِي صَلَّى اللهُ عليه وسَلمَ وما جاء بهِ من القُرْآن وكذلِكَ قالَ في قَوْلِه تَعالى : " بَل نَقْذِفُ بالحَقِّ عَلَى الباطِل " . والحَق : خِلاف الباطِل جَمعُه : حُقُوق وحقاقٌ وليسَ له بِناءُ أَدنَى عدَد . والحَقُّ : الأمرُ المقتضى المَفعُول وبه فُسرَ قولُه تعالى : " ما نُنَزلُ المَلائِكَةَ إلا بالحَقِّ " ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه تَعالى : " ولو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ " . والحَق : العَدلُ . والحَقُّ : الإسلام وبه فُسر قولُ عُمَرَ - رضِي الله عنه - لمّا طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ فقالَ : الصَّلاةُ واللهِ إذَنْ ولا حَق أي : لاحظَّ في الإسلام لمَن تَرَكها . والحَقُّ : المالُ . والحق : المِلْكُ بكسرِ الميم . والحَق : المَوْجُودُ الثابِتُ الذي لا يَسُوغُ إِنْكارُه . والحَقُّ : الصِّدقُ في الحَدِيثِ . والحَقُّ : المَوْتُ وبه فُسِّرَ قولُه تَعالى : " وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ " كما في العُبابِ والمَعْنى : جاءَت السَّكْرَة التي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت بالحَقِّ أَي : بالمَوْتِ الذي خُلِقَ له قالَ ابنُ سِيدَه : ورُوىَ عن أبي بَكْرٍ رضِي اللّهُ عنه : وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد . والحَقُّ : الحَزمُ وبه فَسرَ الشّافِعيًّ - رضِي اللهُ عنه - قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلًّمَ : ما حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه عِنْدَه قال مَعْناهُ : ما الحَرمُ لامْرِئً وما المَعْرُوف في الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ ولا الأحوَطُ إلاّ هذَا لا أَنَّه واجِبٌ ولا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ وفي شَرْح العَقائدِ : الحَق عُرْفاً : الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك ويُقابِلُه الباطِلُ وأَمَّا الصِّدْقُ فشاعَ في الأَقْوالِ فَقَط ويُقابِلُه الكَذِبُ وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ في الحَقِّ من جانِبِ الواقِع وفي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه : حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه . والحَقُّ : واحِدُ الحُقُوقِ والحَقَّةُ : أَخَص منه يُقالُ : هذِه حَقَّتِي أي : حَقِّي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والحَقَّةُ أيْضاً : حَقِيقَة الأمْرِ يُقال : لمّا عَرَفَ الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب نَقَله الجَوْهَرِي . وحَقِيقَةُ الأمْرِ : ما يَصيرُ إِليه حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه يُقال : بَلَغَ حَقِيقَةَ الأمْرِ أي : يَقِينَ شَأنِه . وقولُهم : كان ذلِكَ عندَ حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ أَي : حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فيها وفي الأساس : حِينَ ثَبَتَ أنّها لاقِح وهو مَجازٌ . ويُقال : سَقَطَ فلان على حَق رأِسه وحاقّهِ أي : وَسَطِه ويُقال : جِئتُه في حاقِّ الشِّتاءَ أي : في وَسَطِه . وفي حَدِيثِ أبِي بَكْرٍ رضِي الله عنه : أنَّه خَرَج بالهاجِرَةِ إلى المَسْجِدِ فقيلَ له : ما أَخْرَجَكَ هذه الساعةَ ؟ قال : ما أَخْرَجَنِي إلا ما أَجِدُ مِنْ حَق الجُوعِ أَي : من صادِقِه ويَقُولون : رَجل واللّهِ حاقُّ الرَّجُلِ وحاق الشُّجاع وحاقَّتُهُما لا يثَنَّيانِ ولا يُجْمَعان والمَعْنَى : كامِلٌ فِيهِما أَي : صادِقُ جِنْسِه في الرجولِيَّة والشجاعَةِ ويُرْوَى حديث أَبي بكرٍ بتَخفِيفِ القافِ مِن حاقَ بهِ البلاءُ حَيْقاً وحاقاً : إذا أحْدَقَ به أَي : من اشتِمالِ الجُوع عليه ويجوز أنْ يكونَبمعنَى الحائِقِ كالشّال والنّالِ . قال ابن سيدَه : قال سِيبَوَيْهِ : قالُوا : هذا العالِمُ حَقُّ العالِم يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فيما يصِفهُ من الخصال قالَ : وقالُوا : هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ دخلت فيه الّلامُ كدُخُولها في قولهم : أرسَلَها العراك إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ منه فتَقُول : حَقَاً لا باطِلاً . والحاقةُ : النّازِلَةُ الثّابِتَةُ كالحَقَّةِ وقِيلَ : سُمِّيَتِ القِيامَةُ حاقة لأنَّها تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ قاله الزَّجّاجُ وقالَ الفَرَّاءُ : سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ قال الله تَعالَى : " الحَاقَّة ما الحَاقَّةُ وما أدْراك ما الحاقَةُ " أو لأنّها تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ : تَحُقًّ كُلَّ مُحاق في دينِ الله بالباطِلِ أَي : كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ وهو من قَوْلِهم : حَقَّهُ كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً : إذا غَلَبَه وخَصَمَه قالَ ابنُ عَباد : على الحَق ويُقال : حاقَقْته أحاقُّه حِقاقاً ومُحاقةً فحَققته أحقُّه أي : غَلَبْتُه وفَلَجتُ عليه . كأحَقَّه إِحْقاقاً نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عن الكسِائيِّ قال : وأنْكَرَه أَبو عُبَيد . وحَقَّ الشّيءَ : أَوجْبَهَ وأثبَتَه وصارَ عندَه حَقاً لا يَشُك فيه ويُقال : يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا أَي : يَجبُ كأحَقَّه وحَققَه وقِيلَ : أحَقَّه : صَيًّرَه حَقاً . وحَق الطرِيقَ : ركِبَ حاقهُ أَي : وَسَطَه ومنه الحَدِيثُ أنه قالَ للنساءَ : ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ . وحَق فُلاناً يَحقَّه حَقُّاً : ضَرَبَه في حاقِّ رَأسِه أي : وَسَطِه أو ضَرَبَه في حق كَتِفِه : اسم للنُّقْرَةِ التي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل : هو رَأس العَضُدِ الذي فيه الوابِلَةُ . وحَق الأمرُ يَحُقُّ بالضمّ وبَحِق بالكسرِ حَقةً بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ وكذلك حَقاً وحُقوقاً كقُعُودٍ : صارَ حَقاً وثَبَتَ قال الأزهَرِي : مَعناه : وَجَبَ وُجُوباً ومنه قولُه تَعالى : " ولكِنْ حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ " أَي : وَجَبَت وثَبَتَتْ وكذلِكَ قولُه تعالَى : " لَقَد حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ " . وقالَ ابنُ درَيد : حَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ حَقاً ويَحُقُّ : إِذا وَقَعَ بلا شَك ونص الجَمْهَرِة : وَضَحَ ولم يَكُ فيه شك لازِم مُتَعَد . وحَقَقْت حَذرَه أحُقُّه حَقاً وأحْقَقْتُه : إِذا فَعَلْت ما كانَ يَحْذَرُه نقله الصاغانِيُّ وأنْكَره الأزْهَرِي وقال : إنَّما هو أَحْقَقْت حَذَرَه لا غَيْره . وحَقَقْتُ الأمْرَ : إِذا تَحَققْته وتَيَقنته أي : وصرتَ منه عَلَى يَقِين حكاه أَبو عُبَيْدٍ . وحَقَقْتَ فُلاناً : إذا أَتَيته كأحْقَقْتَه حكاه أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً . وقال الكِسائِي : يُقال : حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذا بالضَّمِّ وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه بمعنىً واحِد وحُق له أَن يَفْعَل كذا وهو مَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيق وهم مَحقُوقُونَ . وقال ابن عَبّاد هو حَقِيقٌ به وحق أَي : جَدِيرٌ وخَلِيقٌ وقوله تعالَى : " حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ " أي : أنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ وقرأ : نافعٌ " حَقِيقٌ عليَّ " بتشديدِ الياءَ أَي : واجِبٌ عليَّ وقال شَمرٌ : تَقُول العَرَبُ : حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك وحَق وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً وهو حَقِيق به ومَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيقٌ له والجَمعُ أَحِقّاءُ ومَحْقُوقُونَ وقال الفَراء : حق لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك وحَقَّ وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كذا فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ قلْتَ : لَكَ وإذا قُلْتَ : حَق قلتَ : عَلَيْكَ قال : وتَقول : يَحِق عليكَ أن تَفْعَلَ كذا وحُق لكَ ولم يَقُولُوا : حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ وقوله تعالى : " وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ " أَي : وحُق لَها أَنْ تَفْعَلَ ومعنَى قَولِ من قال : حَق عليكَ أنْ تَفْعَلَ : وَجَبَ عليكَ وقالُوا : حَق أَنْ تَفعَلَ وحَقيق أَنْ تَفْعَلَ وحقِيق - في حَق وحُق - : فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول قالَ الشّاعِر : ى الحائِقِ كالشّال والنّالِ . قال ابن سيدَه : قال سِيبَوَيْهِ : قالُوا : هذا العالِمُ حَقُّ العالِم يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فيما يصِفهُ من الخصال قالَ : وقالُوا : هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ دخلت فيه الّلامُ كدُخُولها في قولهم : أرسَلَها العراك إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ منه فتَقُول : حَقَاً لا باطِلاً . والحاقةُ : النّازِلَةُ الثّابِتَةُ كالحَقَّةِ وقِيلَ : سُمِّيَتِ القِيامَةُ حاقة لأنَّها تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ قاله الزَّجّاجُ وقالَ الفَرَّاءُ : سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ قال الله تَعالَى : " الحَاقَّة ما الحَاقَّةُ وما أدْراك ما الحاقَةُ " أو لأنّها تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ : تَحُقًّ كُلَّ مُحاق في دينِ الله بالباطِلِ أَي : كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ وهو من قَوْلِهم : حَقَّهُ كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً : إذا غَلَبَه وخَصَمَه قالَ ابنُ عَباد : على الحَق ويُقال : حاقَقْته أحاقُّه حِقاقاً ومُحاقةً فحَققته أحقُّه أي : غَلَبْتُه وفَلَجتُ عليه . كأحَقَّه إِحْقاقاً نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عن الكسِائيِّ قال : وأنْكَرَه أَبو عُبَيد . وحَقَّ الشّيءَ : أَوجْبَهَ وأثبَتَه وصارَ عندَه حَقاً لا يَشُك فيه ويُقال : يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا أَي : يَجبُ كأحَقَّه وحَققَه وقِيلَ : أحَقَّه : صَيًّرَه حَقاً . وحَق الطرِيقَ : ركِبَ حاقهُ أَي : وَسَطَه ومنه الحَدِيثُ أنه قالَ للنساءَ : ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ . وحَق فُلاناً يَحقَّه حَقُّاً : ضَرَبَه في حاقِّ رَأسِه أي : وَسَطِه أو ضَرَبَه في حق كَتِفِه : اسم للنُّقْرَةِ التي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل : هو رَأس العَضُدِ الذي فيه الوابِلَةُ . وحَق الأمرُ يَحُقُّ بالضمّ وبَحِق بالكسرِ حَقةً بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ وكذلك حَقاً وحُقوقاً كقُعُودٍ : صارَ حَقاً وثَبَتَ قال الأزهَرِي : مَعناه : وَجَبَ وُجُوباً ومنه قولُه تَعالى : " ولكِنْ حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ " أَي : وَجَبَت وثَبَتَتْ وكذلِكَ قولُه تعالَى : " لَقَد حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ " . وقالَ ابنُ درَيد : حَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ حَقاً ويَحُقُّ : إِذا وَقَعَ بلا شَك ونص الجَمْهَرِة : وَضَحَ ولم يَكُ فيه شك لازِم مُتَعَد . وحَقَقْت حَذرَه أحُقُّه حَقاً وأحْقَقْتُه : إِذا فَعَلْت ما كانَ يَحْذَرُه نقله الصاغانِيُّ وأنْكَره الأزْهَرِي وقال : إنَّما هو أَحْقَقْت حَذَرَه لا غَيْره . وحَقَقْتُ الأمْرَ : إِذا تَحَققْته وتَيَقنته أي : وصرتَ منه عَلَى يَقِين حكاه أَبو عُبَيْدٍ . وحَقَقْتَ فُلاناً : إذا أَتَيته كأحْقَقْتَه حكاه أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً . وقال الكِسائِي : يُقال : حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذا بالضَّمِّ وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه بمعنىً واحِد وحُق له أَن يَفْعَل كذا وهو مَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيق وهم مَحقُوقُونَ . وقال ابن عَبّاد هو حَقِيقٌ به وحق أَي : جَدِيرٌ وخَلِيقٌ وقوله تعالَى : " حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ " أي : أنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ وقرأ : نافعٌ " حَقِيقٌ عليَّ " بتشديدِ الياءَ أَي : واجِبٌ عليَّ وقال شَمرٌ : تَقُول العَرَبُ : حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك وحَق وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً وهو حَقِيق به ومَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيقٌ له والجَمعُ أَحِقّاءُ ومَحْقُوقُونَ وقال الفَراء : حق لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك وحَقَّ وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كذا فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ قلْتَ : لَكَ وإذا قُلْتَ : حَق قلتَ : عَلَيْكَ قال : وتَقول : يَحِق عليكَ أن تَفْعَلَ كذا وحُق لكَ ولم يَقُولُوا : حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ وقوله تعالى : " وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ " أَي : وحُق لَها أَنْ تَفْعَلَ ومعنَى قَولِ من قال : حَق عليكَ أنْ تَفْعَلَ : وَجَبَ عليكَ وقالُوا : حَق أَنْ تَفعَلَ وحَقيق أَنْ تَفْعَلَ وحقِيق - في حَق وحُق - : فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول قالَ الشّاعِر :" قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ مَحْقُوقُ يُقال للمَرْأَةِ : أنْتِ حَقِيقَةٌ لذلِكَ يَجعَلونَه كالاسْم وأنْتِ مَحْقُوقةٌ لذلِك وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ وأمّا قولُ الأعْشَى :

وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ ويَهْماءُ سمْلَق

لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن المعانَ مُوَفقُ فإنه أَرادَ : لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ يعني بالخُلَّةِ الخَلِيلَ ولا تَكُونُ الهاة في مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ إِنّما هي في أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ ولا يَجُوز أَن يكونَ التقديرُ : لمَحقُوقَة أنْتِ لأن الصّفةَ إِذا جَرَت على غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من إِبرازِ الضمِيرِ وهذا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ . وفي الأساسِ : فإن قُلتَ : فما وَجْهُ قولِهم : أنْتَ حَقِيقٌ بأنْ تَفْعَلَ وأَنْت مَحقُوق به وإنكِ مَحقُوقَة بأن تفعَلِي وحَقِيقَة به وحقِقْتَ بأنْ تَفعَلَ وحُق لكَ أَن تَفْعَلَ . قلتُ : أما حَقِيقٌ فهو من حَققَ في التقديرِ كما قالَ سِيبَوَيهِ في فَقِيرٍ : إنّه من فَقُرَ مُقَدراً وفي شَدِيد : مِن شَدُدَ ونَظِيرُه خَلِيقٌ وجَدِير من خَلُقَ بكَذا وجَدرَ بهِ ولا يَكُون فَعِيلاً بمعنى مَفْعُول وهو مَحقُوق لقولِهم : أنتِ حَقيقَة بكذا وامْرَأَة حَقِيقَةٌ بالحَضانَةِ وأَمّا حُقِقتَ بأنْ تَفعَلَ وأَنْتَ مَحقُوق بهِ فبمعنىَ : جُعِلْتَ حَقِيقاً به وهو من باب فَعَلْتُه ففَعَلَ كقَبحَ وقبَحَهُ الله وبَرَدَ الماءُ وبَرَدتُه ويَجُوز كوُنه من حَقَقتُ الخَبَرَ أَي : عُرِفْتَ بذلِك وتُحُققَ منك أَنَّكَ تَفعلهُ بشهادَةِ أَحوالِكَ وأَمّا حُقَّ لكَ أَن تَفْعَلَ فمِن حَق اللهُ الأمرَ أَي : جَعَلَه حَقّاً لك أَنْ تَفْعَلَ أَو أَثْبَتَ لَكَ ذلِك انتهى وهو تَحقِيق نَفِيس . والحَقِيقَة : ما أقِر في الاستِعْمالِ على أَصْل وَضْعِه . وقِيلَ : هو اسمٌ لِما أريدَ به ما وُضِعَ له فَعِيلَة من حَق الشًّيءُ : إِذا ثَبَتَ بمَعْنَى فاعِلَة والتاءُ فيه للنقل من الوَصفية إلى الاسميَّة كما في العَلاّمةِ لا للتأنِيثِ وقال بَعضُهم : إن ما بهِ الشيء هو هو باعْتِبارِ حَقِيقَتِه حقيقةٌ وباعْتبارِ تَشَخصِه هُوَ به - ومع قَطع النظر عن ذلك - : ماهِية وهو ضِد المَجازِ وإنما يَقَعُ المَجازُ ويُعدَلُ إليه عن الحَقِيقةِ لمَعانٍ ثَلاثة وهي : الاتساعُ والتوكِيدُ والتشبِيه فإنْ عُدِمَ هذه الأوصافُ كانت الحَقِيقَةُ البَتةَ . والحَقِيقَةُ : ما يحِقُّ عليكَ أنْ تَحمِيَهُ يُقال : فلانٌ حامِي الحَقِيقَةِ نَقَلَه الجَوهَرِي وهو مَجاز كما في الأساسِ وفي اللسانِ : حَقِيقَةُ الرجل : ما يَلزَمُه حِفظُه ومَنْعُه ويَحِق عليه الدّفاعُ عنه من أَهل بَيتِه وجَمعُها : الحَقائِقُ . ويُقال : الحَقِيقَةُ : الرّايَة ومنه قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ :

حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غير ثُنْيانِ وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل :

لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعفَرِ قالَ الصاغانِيُّ : جَعفَر هذا أَبو جَدِّهِ لأنه عامِرُ بنُ الطُّفَيل بنِ مالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍوبَناتُ الحُقَيق كزبيْرٍ : تَمر رَدِئ قِيلَ : هو الشِّيصُ نقَله الليثُ وابنُ عبّاد وكَذَا أَبو رافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ : سَلاّمُ بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الذي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن عَتِيك رَضِي الله عنه بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فإنه مُصَغرٌ أَيضاً . وقَرب حَقحاق : جاد وذلِكَ إذا كانَ السَّيرُ فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه على القلْبِ والبَدَلِ وسَيَأتي . والحقةُ بالضم : وعاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو غَيرِهِما مما يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت منه عَرٌبِي مَعرُوفٌ وقد جاءَ في الشِّعر الفَصِيح . ج : حُق بالضمِّ جَعَلُوه من بابِ سِدرَة وسِدرٍ وهذا أَكثرهُ إنّما هو في المَخلُوقِ دُونَ المَصنُوع ونظيره من المَصنُوع : دواةٌ ودَوى وسَفِينَةٌ وسَفِين وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم :

وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ الّلامِسِينَا ويُقالُ أيضاً في جَمعِه : حُقُوق بالضمِّ ويُقال : هو جَمعُ الحُقِّ فيكون جَمعَ الجَمعَ . وقِالَ ابن سِيدَه : جَمْع الحُقةِ : حُقَق وجَمعُ الحقِّ : أحقاقٌ وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة - يصفُ حوافِر حُمرِ الوَحْشِ :

" سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط الحُقَق

" تَقلِيلُ ما قارَعنَ من سُفرِ الطرَق والحُقَّةُ : الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها ويُفْتَح نَقَلَه الأزْهَرِيُّ . والحُقةُ : المَرْأةُ على التشْبِيه . والحُق بلا هاءً : بَيْتُ الكَهْوَلِ أي : العَنْكَبوتِ ومنه حَدِيثُ عَمرِو ابن العاص أنّه قالَ لمُعاوِيَة في مُحاورات كانَت بينَهما : لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ كحُق الكَهْوَلِ وكالحَجاةِ في الضُّعْف فما زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أي : واهٍ قالَ الأزْهرِيُّ : وقد رَوَى ابن قُتَيْبَةَ هذا الحَرْفَ بعينِه فصَحفَه وقال : مثل حقِّ الكَهْدَلِ بالدالِ بدلَ الواو وخَبَطَ في تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء والصواب مثلُ حُقّ الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ : العَنكَبُوتُ وحُقُّه : بيتُه وسَيَأتِي ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى

والحُق : أَصل رَأس الوَرِكِ الذي فيه عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ . وقِيلَ : هو رَأس العَضُدِ الّذِي فيه الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد في الجَمْهَرة : رأس العَضُدِ الَّذِي فيه عَظْمُ الفَخِذِ وقد تَقدمت الإشارَةُ إليه . وفي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه قالَ : إن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق الحق : الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ أو هِي المُطمَئنَّة واللُّق : المُرْتَفِعَة قال الصاغانِي : فأما في حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة . وقيلَ : الحُقُّ : مثل الجُحر في الأرْضِ . والحُقيًّ بياء النسبَةِ : تَمْرٌ نَقَلَه الصاغاني . والحِق بالكسر من الإِبِل : الدّاخِلَةُ في الرّابِعَةِ بعد اسْتِكْمالِها الثّالثةَ عن أَبي عُبَيْد وقد حَقت تَحِق حِقة وحِقاً بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ وأَحَقَّتْ وهي حِق وحِقة بَيِّنَةُ الحِقَّةِ بالكسرِ أيضاً قال ابنَ سِيدَه : وإِنما حُكمُه بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلِكَ من الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة لأنَّ المَصدرَ في مِثل هذا يُخالِفُ الصِّفَةَ ولا نَظِيرَ لَها في مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ في البناءَ إِلاّ قَولهم : أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ وأَنْشَدَ ابن دُرَيْد :

" إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع

" فابن اللَّبُونِ الحِق والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى :

بحقتها رُبِطَت في اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّْ أرادَ أَنّها رُبِطَت في اللجينِ وَقْتَ أَنْ كانت حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سديسها أَي : نَبَتَ ج : حِقَق كعِنَبٍ وحِقاق بالكسرِ نقله الجَوهَرِيُّ وقال الأعشَى :

وهُمُ ما همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وقامت زقَاقُهم والحِقاق أَي : يبِيعُون زِقّاً بحِق لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي : جمع الجمع بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ ومنه قولَ المُسَيبِ بن علَس :

قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُكما في الصحاح سُمى حِقة لأنهُ استحَقَّ أن يُركَبَ ويُحمَلَ عليه وأن يُنْتَفَعَ به نقَلَه الجَوهرِي أو لأنَّه استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كما في اللسانِ . والحِقُّ أيضاً : أن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام التي ضُرِبَتْ فِيها قال ابن سِيدَه وبعضُهُم يجعَلُ الحِقَّةَ - في قولِ الأعْشَى - : الوَقْت ويُقال : أَتَتِ النّاقَةُ علي حِقَّتِها أَي : على وَقْتِها الذي ضَرَبَها الفَحْلُ فيه من قابِلٍ وهُوَ إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الذي ضُرِبَتْ فيه عاماً أَوَّلَ حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ وقِيلَ : حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها : تَمامُ حَمْلِها قال ذُو الرُّمَّةِ :

أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لها دُونَ حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ أي : إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً وقال الأصْمَعِيُّ : إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ ولم تَلدْ قِيلَ : قد جازَت الحِقَّ . والحِق : النّاقَةُ التي سَقَطَت أَسْنانها هَرَماً . والحِقَّةُ بالكَسْرِ : الحَق الواجِبُ يُقالُ : هذِه حِقَّتِي وهذا حَقِّي يُكْسَرُ مع التاءَ ويُفْتَحُ دُونَها وقد مَرَّ له آنِفاً أنه يُفْتَحُ مع الهاءَ أَيْضاً وحينَئِذِ يَكُون أَخَص من الحَقِّ كما نَقَلهَ الجَوْهريُّ وغيره فتَأمل ذلِكَ . وأم حِقةَ : اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس :

فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها ما شِئتَ والوُدُّ خادِعُوالحِقَّةُ بالكَسْرِ : لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى وذلَكَ لأن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ : إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ قال سُوَيدٌ : لقد رَأيْتُها وهي حِقَّةٌ أَي : كالحِقَّةِ من الإبِل في عِظَمِها . أو في حديثِ أبي وَجزَةَ السعدِيّ : حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل مِن وراء حِقاق العُرْفُطِ قال الصّاغانِي : الأرنَبَةُ : الأرنبُ كالعَقرَبَةِ في العَقْرَبِ وقيل : هي نَبْتٌ وقال شَمِرٌ : هي الأريْنَة وهي : نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ قال الصّاغانِي : أولُ ما رأَيتُ الأرَينَةَ سنة 605 ، دُونَ جَمرَةِ العَقَبَة بينَها وبين جبل حراء وحِقاق العرفطِ : صِغارهَ وشوابّه . مُستعارَة من حِقاقِ الإبِلِ والمَعْنَى - فيمن جَعَل الأرْنَبَةَ واحِدَ الأرانِبِ - أن السيلَ حَمَلَها فتَعَلَّقَتْ بالعُرْفطِ ومضى السَّيْلُ ونَبَتَ المَرْعَى فخَرَجَت الإِبِلُ تأكُل عِظامَ الأرانِبِ إِحْماضاً بها . وفيمَن فَسرَها بالنَّباتِ : أَنّه طالَ واكْتَهَلَ حَتّى أَكَلَه صِغارُ الإِبل ونالَتْهُ من وراءَ شَجَرِ العُرْفُطِ . وفي حِديثِ علي رضِي اللّهُ عنه : إِذا بَلَغْنَ أي : النِّساءُ والرِّوايَة : إذا بَلَغَ النّساءُ نصَّ الحِقاق أو نَص الحَقائِق كما في رِوايَةٍ أخْرى فالعصَبَةُ أولَى قال أبُو عُبَيْدٍ : نَص كُلِّ شَيءً : مُنْتَهاه ومَبْلَغُ أقْصاه أي : إِذا بَلَغْنَ الغايَةَ التي عَقَلْنَ فِيها وعَرَفْنَ فيها حَقائِقَ الأمورِ أَو قَدَرْنَ فِيها على الحِقاقِ أَي : الخِصام وهو المُحاقَّةُ أو حُوقَّ فيهِنَّ أَي : خُوصمَ فقالَ كُل من الأَولِياءَ : أَنا أَحَق بها ونَصُّ أبِي عبَيْدٍ : هو أنْ يُحاقَّ الأمَّ العصَبَةُ في الجارِيَةِ فتقول : أنا أحَقُّ بها ويَقُولونَ : بلْ نَحْنُ أَحَق أَو المَعْنَى : إِذا بَلَغْنَ نِهايَةَ الصِّغارِ أَي الوقتَ الّذِي يَنْتَهِي فيه صِغَرُهُنَّ ويَدْخُلْنَ في الكبرِ استعارَ لهُنَّ اسم الحِقاقِ من الإبِلِ قال الصاغاني : هذا ونَحْوُه مما يَتَمسكُ به مَن اشْتَرَط الوَلِي في نِكاح الصَّغِيرَة وقال أَبُو عُبَيْد أرادَ بنَصِّ الحِقاقِ : الإدْراكَ لأنَّ وَقْت الصغَرِ يَنتَهِي فتَخْرُجُ الجارِيَة من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى الكبَرِ يَقُولُ : ما دامَت الجارِيَة صَغِيرَةً فأمها أوْلَى بِها فإذا بَلَغَت فالعَصَبَةُ أوْلىَ بأمْرِها من أمّها وبتَزْوِيجِها وحَضانَتِها إِذا كانُوا مُحْرَماً لها مثلَ الآباءَ والإِخْوَةِ والأعْمام . وقالَ ابنُ المُبارَك : نَصُّ الحقاقَ : بلوغُ العَقْلِ وهو مِثْلُ الإِدْراكِ لأنَّهُ إنَّما أرادَ مُنْتَهَى الأمْرِ الذي تَجِبُ به الحُقوقُ والأحْكامُ فهو العَقْلُ والإدْراك . وقِيلَ : المُرادُ بلوغُ المَرْأَةِ إلى الحَدِّ الذي يَجوزُ فيه تَزْوِيجُها وتَصَرفُها في أمْرِها تَشْبِيهاً بالحِقاقِ من الإبِلِ وعِنْدَ ذلِكَ يُتَمَكَّن من رُكُوبه وتحْمِيله ومن رَواه نَصّ الحَقائِق أرادَ جمعَ الحَقِيقةَ أو جَمع الحِقةِ من الإِبِلِ . ويقال : إِنَه لنَزِق الحِقاقِ أَي : مُخاصِم في صِغارِ الأَشياءِ وهو مَجاز . والأَحَقّ من الخَيْلِ : الفرَس الذي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب والشَّئَيت الذي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عن مَوْقِع حافرِ يَدِه وذلك عَيْب أًيضاً . وقال الجوهويُّ : هو الّذِي لا يَعْرَقُ وهو عَيْب أيضاً قالَ : وأَنْشَدَ أَبُو عمرو لرَجل من الأَنْصار قلت : هو عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ :

وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لا أَحَقَُّ ولا شَئَيتُ هذه رِوايَةُ أبي عَمْرو وأَبي عبَيْدٍ وفي المحْكَم : وروَى ابن دُرَيدٍ :

بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لا أَحَقُّ ولا شَئَيتقلت : والذي في الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما الحَقَقُ محَركَةً يقال : أَحَق بَيِّن الحَقق . وحَقَقْت عليه القَضاءَ أَحُقَه حقاً وأحققته أحقه إحقاقاً أوجبته وهذا قد تقدم فهو تكرار وقال أبو مالك أحقت البكرة إذا استوفت ثلاث سنين . وقال ابن عباد أحقت صارت حقة مثل حقت . ويقال : رمى فأحق الرمية إذا قتلها على المكان عن ابن عباد والزمخشري وهو مجاز . والمحق ضد المبطل يقال : أحققت ذلك أي أثبته حقاً أو حكمت بكونه حقاً ومنه قوله تعالى : " ويحق الله الحق بكلماته " وقال الراغب : إحقاق الحق ضربان أحدهما : بإظهار الأدلة والآيات والثاني بإكمال الشريعة وبثها . والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ منها لِبَأٌ قاله أَبو حاتِم وقال ابنُ عَبّادٍ : هي : التي لم يُنْتَجن في العام الماضِي ولم يُحلَبْنَ فيه . وحَقًّقَهُ تَحْقِيقاً : صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ : صَدَّقَ قائِلَه وقِيلَ : حَققَ الرَّجُلُ : إِذا قالَ هذا الشيء هو الحَق كقَوْلِكَ : صَدَّقَ . والمحَقَّقُ من الكلام : الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم وهو مَجازٌ قال رؤبَة :

" دعْ ذا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى : مذلقاً . والمُحَقَّقُ من الثِّيابِ : المُحْكمُ النَّسخ الذي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ الحُقَقِ كما يُقال : برد مرجل وهو مجاز أيضاً وقال :

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا والاحْتِقاقُ : الاخْتِصامُ وذلك أن يقولَ كُلُّ واحد منهم : الحَقُّ بيَدِي ومَعِي ومنه حديثُ الحضانَةِ : فجاءَ رَجُلانِ يَحْتَقّان في وَلَدِ أَي : تختصِان ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ منها حقه وفي حَديثٍ آخر : متى ما تَغْلُوا في القُرآن تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ في القُرآنِ . ومن المَجازِ : طَعْنَةٌ محَققَةٌ : إِذا كانَتْ لا زَيْغَ فِيها وقد نَفَذَتْ هكَذا في سائرِ النسخ والصوابُ : طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ كما هو نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ . واحْتَقَّا : اختصَما وهذا قَدْ ذُكِرَ قريباً فلا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لا يُقالُ : احْتَقَّ للواحِدِ كما لا يُقال : اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ وإِنَّما يُقال : احْتَقَّ فلان وفُلانٌ . واحْتَقَّ المال : سَمِنَ والَّذِي في اللسان والأَساسِ والعُباب : احْتَقَّ القَوْمُ احْتِقاقاً : إِذا سَمِنَ ما لهُمْ وانْتَهَى سمَنه . واحْتَقَّت به الطعْنَةُ أَي : قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو وفَسَّرَ به قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي :

وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّموقال الأَصْمَعِيُ : أَي حَقتْ به الطَّعْنَة لا زَيْغ فِيها وهو مَجازٌ وفي اللِّسانِ : المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ : النافِذُ إِلى الجَوْفِ وقالَ في معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ : أَرادَ مِنْ بَيْنِ طَعْن نافِذٍ في جَوْفِها وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها ولم ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ . أَو احْتقَّتْ به الطَّعْنَة : إِذا أَصابَتْ حُقَّ وَرِكِهِ وهو المَوْضِعُ الذي يَدورُ فِيه قالَه ابنُ حَبِيب . واحْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً . وقالَ ابنُ عَبّادِ : انْحَقَّت العُقْدَة أَي : انشَدَّتْ وهو مَجازٌ . واستَحَقَّهُ أَي : الشيءَ : اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى : " فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما اسْتَحَقَّا إِثْماً " أَي : استَوْجَباه بالخِيانَةِ وقِيلَ : معناه : فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً أَي : خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ التي أَقْدَما عليها وإذا اشْتَرَى رجلٌ داراً من رَجُلٍ فادّعاها رجلٌ آخَر وأَقام بَيَنَةً عادِلَةً على دَعْواه وحَكَم له الحاكِمُ ببَيِّنَتِه فقد استَحَقَّها على المُشْتَرِي الذي اشْتَراها أَي : مَلَكَها عليه وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن اسْتَحَقَّها ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الذي أَدَّاه إِليه والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ قال الصاغانِيّ : وقولُ النّاسِ : المسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فيه خَلَلانِ الأَوّلُ : أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من اسْتَحَقَّ شَيئاً أَعْطاهُ الله ما يَسْتَحِقُّه والثانِي : أَنَّهُم يَجْعَلونَه من الأَحادِيثِ وليس كَذلك . وتَحَقّقَ عنده الخَبَر أَي : صَحَ . وفي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ : خَيْرُ الأمورِ أَوساطُها والحَسَنَة بين السيئتين وشَرّ السيرِ الحَقْحَقَة يقال : هوَ أَرْفّعُ السير وأَتْعَبُه للظهر نقله الجَوهَرِيُّ وهو إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ في العِبادَةِ يَعني عليكَ بالقَصدِ في العِبادَةِ ولا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم وخير العَمَلِ ما دِيمَ وإِن قَلَّ أَو اللَّجاج في السيْرِ حتى يُنقَطَعَ به قال رُؤْبَةُ :

" ولا يُرِيدُ الوِرْدَ إلا حَقحَقَا أَو هُوَ : السَّيْرُ في أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عن ذلِكَ نَقَلَه الجَوهري وهو قول اللَّيْثِ ونصُّه في العَيْنِ . الحَقحَقَةُ : السير أَوَّل اللَّيْلِ وقد نُهى عنه قالَ : وقالَ بعضُهم . الحَقحَقَةَ في السيرِ : إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ انتهى قال الأَزهرِيّ : ولم يصِب اللَّيْثُ في واحد مما فَسر وما قالَه إن الحَقْحقةَ : السير أَولَ اللَّيْلِ فهو باطلٌ ما قاله أَحَد ولكن يقال . قَحَّموا عن اللًّيل أَي : لا تَسيروا فيه . أَو هو : أنْ يَلجَّ في السيرِ حَتى تَعطَب راحلته أو تَنقطعَ هذَا هو الذي صَوبَه الأَزْهَرِي وأَيدَه بقولِ العَرَبِ ونَصُّه : أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يبدع براكِبه وقالَ ابنُ الأًعرابِي : الحَقْحَقَة : أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السير . والتَحاق : التَّخاصم وحاقَّه محاقَّةً : خاصَمَه وادَّعَى كُل واحد منهُما الحَقَّ فإِذا غَلَبَه قِيلَ : قد حَقهُ حَقَّاً وقد ذكِر ذلِك وأَكثرُ ما يَستَعْمِلونَه في الفِعلِ الغائِب يَقولون حاقني ولم يحاقَنِي فيه أَحَد

ومما يُستدرك عليهِ : الحَق : الحظُّ يقال : أَغطَى كَل ذي حَق حَقه أي : حَظه ونَصِيبه . الذي فْرضَ له ومنه حديث عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة فقال : " الصَّلاة واللهِ إِذن ولا حَقَّ أي لاحَظَّ في الإسلام لمَنْ تَرَكَها ويحتمل : ولا فيها لأنه وجد نفسه على حال سقطت عنه الصلاة فيها قال الصاغانيِّ : وهذا أوقَع . والحَق : اليقين بعد الشَكِّ وحَقَه حَقاً : أحقهُ : صَيَرهُ حَقاً لا شك فيهِ وحَقه حَقاً : صَدقَه . وأحْققتَ الأمرَ إحقاقاً أحكَمته وصَححته وهو مجاز قال :

" قد كُنْت أوعَزت إلى العلاء

" بأنْ يحِقَ وَذَم الدَلاءَوحَقَّ الأَمْرَ وأّحَقَّهُ . كانَ منه على يقين . ويقال : ما لِي فِيك حق ولا حَقَق أي : خصومة . واسْتحقه : طلَب حَقه . واحتقه إلى كذا إذا أخره وضيق عليه . وهو في حاق من كذا أي : ضيق . وما كان يَحقكَ أَن تفعَله في معنى ما حق لك . وأحقَ عليكَ القضاءُ فحَق أَي : أُثبتَتَ فثَبَت . وحقِيقَةُ الإِنسان . خالِصه ومَحضه وكنهه . والحَقِيقَةَ : الحرمَة والفِناءُ . وأَحَقَ الرجل : قالَ شَيئاً أَو ادَعى شيئاً فوَجَبَ له . وقالَ الكسائي : حَقَقت ظَنَّه مثل حَقَّقته . وأَنا أحق لكم هذا الخَبَر أَي : أعلَمُه لكم وأَعرفُ حقِيقتَه . وقَوْلهم : لَحقُ لا آتِيكَ قال الجوْهَوِيّ : هو يمينٌ للعَرَب يَرْفَعونَها بغير تَنوينٍ إِذا جاءَتْ بعدَ اللام وإِذا أَزالُوا عَنها اللامَ قالوا : حقاً لا آتَيكَ وفي الأَساسِ : لَحَقّ لا أفعَلُ هو مُشَبَّه بالغاياتِ وأَصله : لَحَقّ الله فحذفَ المضاف إِليه وقُدر وجُعلَ كالغاية . ولمّا رَأَى الحاقةَ مِنِّي هَرَبَ كالحَقَّة . وحَقَقْتُ العُقْدَةَ : شَدَدْتُها عن ابن عَبّادٍ وفي الأساس : أحْكمْتُ شدَّها وهو مَجازٌ . وأَتَتِ الناقَةُ على حِقِّها أي وَقْتِ ضِرابها ومعناهُ دارت السَّنَةُ وتَمَّتْ مُدَّةُ حَمْلِها وهو مجاز . وحقوق الدّارِ : مَرافِقُها . وحَقَّت الحاجَة : نَزَلَتْ واشتَدتْ . وحَقِيقَة الشيء : منتَهاه وأَصله المشتمل عليه . وقوله تعالى : " لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِن شهادَتهما " يَجُوزُ أَن يكونَ مَعْناه أَشد استِحقاقاً للقَبُولِ ويَكُونُ إِذ ذاكَ عَلَى طَرح الزّائِدِ مِن استحَقَ أَعنِي السينَ والتاء ويَجوز أَن يكونَ أَرادَ أَثْبتَ من شَهادَتِهما مُشْتَق من قوْلِهم : حَقَّ الشيءُ : ثَبَتَ . وفي المصْباح : قولُهم : هو أحَقُّ بكذا له مَعْنَيانِ أحَدهما : اختصاصُه بغَيرِ شرِيك كزَيْدِ أحَق بمالِه أَي : لا حَق لغيرِهَ فيه الثانِي : أَنْ يكونَ أَفْعَلَ تَفضِيلٍ فيقْتَضي اشتراكَهُ معِ غَيْره وترجِيحَه عليه ومنه : الأَيم أَحَقُّ بنَفْسِها من وَلِيِّها فهما مُشْتَرِكان لكنْ حَقُّها آكدُ . والحاقَّة : النازِلَة . والحُققُ بضَمتَيْنِ : القَرِيبو العَهْدِ بالأمور خيرها وشرِها

وأَيْضاً : المُحِقونَ لمَا ادَّعوا . وتُجْمَعُ الحِقَّةُ أَيضاً على الحَقائِق كقَوْلِهم : امرَأَة غِرَّة على غرائَرَ وقال الجَوْهَرِيُّ : كإِفالٍ وأَفائل فهو جَمْعُ حِقاق لا حِقةٍ وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ :

" ومسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِق

" لَسْن بأنياب ولا حَقائِقِ قال ابن سِيدَه : وهو نادِر . وهلال بن حق بالكسَرِ : من المُحَدِّثِين . وبابُ حُقّات بالضمِّ : من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ وحقّاتٌ : خارِجَ هذا البابِ بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس قِيلَ : إِنها مجنةٌ

واستِحقاق الناقَةِ : تَمامُ حَمْلِها . وحِقاق الشَّجَرِ : صِغارُها بصِغارِ الإِبل قاله الأصْمعِيُّ . وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً أَي : مشْبَعاً . وأنا حقيق على كَذا أَي . حَرِيص عليه عن أَبِي علي وبه فُسِّرَ قوله تعالَى : " حَقيق عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق . وحقٌّ العَجُوزِ : ثَدْيها وحقُّ الكَمْأَةِ : بَيْضها كِلاهُما بالضَّمِّ . وأَصابَ حاقَ عَيْنِه أَي : وَسَطَها قال الأَزهريُّ : سمِعْتُ أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظهرت ببعيرٍ فشَكُّوا فيها فقال : هذا حاقّ صمادِح الجَرَبِ . وسَقَطَ على حَقَ القفا أَي : حاقَهِ . ويُقالُ : اسْتَحَقَّتْ إِبلُنا رَبِيعاً وأَحَقَّتْ رَبِيعاً : إِذا كان الرَّبِيع تامّاً فرَعَته . وأَحَق القومُ إِحْقاقاً : سَمِنَ مالُهم . قالَ ابن سِيده : أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع : ْ إِذا سَمِنوا ة عن أَبِي حَنِيفَةَ يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم وحقت النّاقَةُ وأحَقت واستَحقَّت

سمنت . واستحقت الناقة لقاحاً إذا لقحت واستحقت لقاحها يجعل الفعل مرة للناقة ومرة للقاح . ويقال : لا يحق ما في هذا الوعاء رطلاً أي لا يزن رطلاً . وقرب محقحق : جاد . وحقتني الشمس بلغتني . ولقيته عند حاق المسجد وعند حق بابه أي بقربه وهو مجاز . والحاقاني منسوب إلى الحق كالرباني إلى الرب

لسان العرب
الحَقُّ نقيض الباطل وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ وليس له بِناء أدنى عدَد وفي حديث التلبية لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك كما تقول هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد وتَعَبُّداً مفعول له ( * قوله « وتعبداً مفعول له » كذا هو في النهاية أيضاً ) وحكى سيبويه لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال لَيقِينُ ذاك أمرُك وليست في كلام كل العرب فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه قال سيبويه سمعنا فصحاء العرب يقولونه وقال الأَخفش لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازِه على قِلَّته طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم ما أنا بالذي قائل لك شيئاً ؟ ولو قلت ما أنا بالذي قائم لقَبُح وقوله تعالى ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل قال أبو إسحق الحق أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما أتى به من القرآن وكذلك قال في قوله تعالى بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً صار حَقّاً وثَبت قال الأَزهري معناه وجَب يَجِب وجُوباً وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا وفي التنزيل قال الذي حَقَّ عليهم القولُ أي ثبت قال الزجاج هم الجنُّ والشياطين وقوله تعالى ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين أي وجبت وثبتت وكذلك لقد حقَّ القول على أكثرهم وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه كلاهما أثبته وصار عنده حقّاً لا يشكُّ فيه وأحقَّه صيره حقّاً وحقَّه وحَقَّقه صدَّقه وقال ابن دريد صدَّق قائلَه وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ كقولك صدَّق ويقال أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته وأنشد قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه كان منه على يقين تقول حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه ويقال ما لي فيك حقٌّ ولا حِقاقٌ أي خُصومة وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه حكاه أبو عبيد قال الأَزهري ولا تقل حَقَّ حذَرَك وقال حقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه قال ابن سيده وحقَّه على الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه واستَحقَّه طلَب منه حقَّه واحْتَقّ القومُ قال كل واحد منهم الحقُّ في يدي وفي حديث ابن عباس في قُرَّراء القرآن متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا يعني المِراء في القرآن ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم الحقُّ بيدي ومعي ومنه حديث الحَضانةِ فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان ويطلُب كل واحد منهما حقّه ومنه الحديث من يحاقُّني في ولدي ؟ وحديث وهْب كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ عليه السلام أتحاقُّني بِخِطْئِك ومنه كتابه لحُصَين إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له ما أخرجك ؟ قال ما أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته ويروى بالتخفيف من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به يريد من اشتمال الجوع عليه فهو مصدر أقامه مقام الاسم وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ يَحِقُّ وفي حديث تأخير الصلاة وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت يقال هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق قال ابن الأَثير هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه قال والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون وسيأتي ذكره والحق من أسماء الله عز وجل وقيل من صفاته قال ابن الأَثير هو الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه والحَق ضدّ الباطل وفي التنزيل ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ وقوله تعالى ولو اتبع الحقُّ أهواءَهم قال ثعلب الحق هنا الله عز وجل وقال الزجاج ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ وقوله تعالى وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق معناه جاءَت السكرةُ التي تدل الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له قال ابن سيده وروي عن أبي بكر رضي الله عنه وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت والمعنى واحد وقيل الحق هنا الله تعالى وقولٌ حقٌّ وُصِف به كما تقول قولٌ باطل وقال الليحاني وقوله تعالى ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه قال الأَزهري رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله وقد نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً وقرأ من قرأ فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ وقال الفراءُ في قوله تعالى قال فالحق والحقَّ أقول قرأ القراء الأَول بالرفع والنصب روي الرفع عن عبد الله بن عباس المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء منهم من يجعل الأَول على معنى الحقَّ لأَمْلأَنَّ ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف قال ابن سيده ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول فتقديره فأحُقُّ الحقّ حقّاً وقال ثعلب تقديره فأقول الحقَّ حقّاً ومن قرأ فالحقِّ أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر وأما قول الله عز وجل هنالك الوَلايةُ لله الحقَّ فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً قال وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله وفي الحديث من رآني فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام وقيل فقد رآني حقيقة غير مُشَبَّهٍ ومنه الحديث أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً وقيل واجباً ثابتاً له الأَمانةُ ومنه الحديث أتدْرِي ما حَقُّ العباد على الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ ومنه الحديث الحقُّ بعدي مع عمر ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا يجب والكسر لغة ويَحُقُّ لك أن تفعل ويَحُقُّ لك تَفْعل قال يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله قال شمر تقول العرب حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له والجمع أَحِقاء ومَحقوقون وقال الفراء حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا فإِذا قلت حُقَّ قلت لك وإذا قلت حَقَّ قلت عليك قال وتقول يَحِقُّ عليك أَن تفعل كذا وحُقَّ لك ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل وقوله تعالى وأَذِنَت لربِها وحُقَّت أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل ومعنى قول من قال حَقَّ عليك أَن تفعل وجَب عليك وقالوا حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل وفي التنزيل حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ وحَقِيقٌ في حَقَّ وحُقَّ فَعِيل بمعنى مَفْعول كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي محقوق أَن تفعله وتقول أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك قال الشاعر قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وفي التنزيل فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا ويقال للمرأَة أَنت حقِيقة لذلك يجعلونه كالاسم وَأَنت مَحْقوقة لذلك وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي ذلك وأَما قول الأَعشى وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ ودونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة يعني بالخُلّة الخَلِيلَ ولا تكون الهاء في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون المَفْعُولين ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير وهذا كله تعليل الفارسي وقول الفرزدق إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً بها جَرَبٌ عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أي حُقَّ له والحَقُّ واحد الحُقوق والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه وهو في معنى الحَق قال الأزهري كأنها أوجَبُ وأخصّ تقول هذه حَقَّتي أي حَقِّي وفي الحديث أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له ومنه حديث عمر رضي الله عنه لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في الإسلام لِمَن تركَها وقيل أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها وهو غير قادر عليه فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر ؟ وفي الحديث ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه دَيْن جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم ومنه الحديث أَيُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من زَرعه وماله وقال الخطابي يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا قال ابن سيده قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم يريدون بذلك التَّناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال قال وقالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن ( * قوله « وحققت أن إلخ » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر ) تفعل وما كان يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي أُثْبِتَ فثبت والعرب تقول حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته قال الأزهري قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق وقوله تعالى حَقّاً على المُحسنين منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم حقّاً هذا قول أبي إسحق النحوي وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على المحسنين وما أشبهه في الكتاب إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتاعاً بالمعروف حقّاً قال وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً إنما نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال أُخْبِركم بذلك حقّاً قال الأزهري هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً قال أبو زكريا الفراء وكلُّ ما كان في القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً فوجه الكلام فيه النصب كقول الله تعالى وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه وفي الحديث لا يبلُغ المؤمن حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه يعني خالِصَ الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه وحقيقةُ الرجل ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه الدِّفاعُ عنه من أهل بيته والعرب تقول فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل سميت وسيقة لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها والوَديقةُ شدّة الحر والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه وجمعها الحَقائقُ والحقيقةُ في اللغة ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه والمَجازُ ما كان بضد ذلك وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة وهي الإتِّساع والتوكيد والتشبيه فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ وقيل الحقيقة الرّاية قال عامر بن الطفيل لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وقيل الحقيقة الحُرْمة والحَقيقة الفِناء وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ بالكسر حقّاً أي وجب وفي حديث حذيفة ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أي وجَب ولَزِم وفي التنزيل ولكن حَقَّ القولُ مني وأحقَقْت الشئ أي أوجبته وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي صدَّقَ وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين قال الراجز دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ صِدْق الحديثِ والحَقُّ اليَقين بعد الشكِّ وأحقِّ الرجالُ قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له واستحقَّ الشيءَ استوجبه وفي التنزيل فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً أي استوجباه بالخِيانةِ وقيل معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة وقيل معنى عليهم منهم وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء وأما قوله تعالى لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما فيجوز أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت وفي حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه عنده قال الشافعي معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض وقيل معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث وهو ما قدَّره الشارع بثلث ماله وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً ادَّعَى أنه أولى بالحق منه وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل الغائب وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه غَلبه وذلك في الخصومة واستيجاب الحق وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق فإذا غلبه قيل حَقَّه والتَّحَاقُّ التخاصمُ والاحْتِقاقُ الاختصام ويقال احْتَقَّ فلان وفلان ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر وفي حديث علي كرم الله وجهه إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ ورواه بعضهم نَصُّ الحَقائِقِ فالعَصَبة أوْلى قال أبو عبيدة نَصَّ كل شيء مُنتهاه ومَبْلَغ أقصاه والحِقاقُ المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها ويقولون بل نحن أحَقُّ وأراد بِنَصِّ الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر يقول ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء والإخْوة والأعمام وقال ابن المبارك نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام فهو العقل والإدراك وقيل المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصَرُّفها في أمرها تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ وحِقَّةٍ وهو الذي دخل في السنة الرابعة وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه وتحميله ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة وهو ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجوبُه أو جمع الحِقَّة من الإبل ومنه قولهم فلان حَامي الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم في صغار الأشياء والحاقَّةُ النازلة وهي الداهية أيضاً وفي التهذيب الحَقَّةُ الداهية والحاقَّةُ القيامة وقد حَقَّتْ تَحُقُّ وفي التنزيل الحاقَّةُ ما الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ الحاقة الساعة والقيامة سميت حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر قال ذلك الزجاج وقال الفراء سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ والحَقَّةُ حقيقة الأمر قال والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ والحَقَّةُ والحاقَّةُ بمعنى واحد وقيل سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه وتَخُصِمه من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أي غلبته وفَلَجْتُ عليه وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ رفعت بالابتداء وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً والحاقَّةُ الثانية خبر ما والمعنى تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ وقوله عز وجل وما أدراكَ ما الحاقَّةُ معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ وما موضعُها رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ ومن أيمانهم لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ مبنية على الضم قال الجوهري وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك قال ابن بري يريد لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام والحَقُّ المِلْك والحُقُقُ القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها قال والحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً والحِقُّ من أولاد الإبل الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب يعني أن يضرب الناقةَ بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق وقيل إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ قال الأَزهري ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء وقيل إذا بلغ هو وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ الجوهري سمي حِقّاً لاستحقاقه أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به تقول هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ وهو مصدر وقيل الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة قال إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً قال ابن سيده والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ وإنما حكمه بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد قال أبو مالك أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنين وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً والحِقَّةُ أيضاً الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً وأربعين وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة والجمع من كل ذلك حُقُقٌ وحَقائق ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس قد نالَني منه على عَدَمٍ مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُ قال ابن بري الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو النعمان قال الجوهري وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل قال ابن سيده وهو نادر وأنشد لعُمارةَ بن طارق ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل والديات قال أَبو عبيد البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقُّ والأُنثى حِقَّة والحِقَّة نَبْرُ أُم جَرِير بن الخَطَفَى وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له إِنها لصغيرة صُرْعةٌ قال سويد لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من الإِبل في عِظَمها ومنه حديث عمر رضي الله عنه ومن وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها تشبيهاً بِحقاق الإبل وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت كلاهما صارت حِقَّةً قال الأَعشى بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجي نِ حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ قال ابن بري يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة يقول قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت والجمع حِقاقٌ وحُقُقٌ قال الجوهري ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها ولا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ وإِنما يقال أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت وجمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب وكتُب قال ابن سيده وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت وأَتت الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل وهو إِذا تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ وقيل حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها قال ذو الرمة أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً وقيل معنى البيت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها وذلك أَنها رُكبت في سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها وقال بعضهم سميت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ وقولهم كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً بالكسر أَي حين ثبت ذلك فيها الأَصمعي إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ وقولُ عَدِيّ أَي قومي إِذا عزّت الخمر وقامت رفاقهم بالحقاق ويروى وقامت حقاقهم بالرفاق قال وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل ويقال عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يَهْلِكُ الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً وثوب مُحقَّق عليه وَشْيٌ على صورة الحُقَق كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ قال الشاعر تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك إِنّا كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه عن أَبي عليّ وبه فسر قوله تعالى حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ في قراءة من قرأَ به وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله إِلاَّ بالحق والحُقُّ والحُقَّةُ بالضم معروفة هذا المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أَن يُنحت منه عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح قال الأَزهري وقد تُسوّى الحُقة من العاج وغيره ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا قال الجوهري والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ قال ابن سيده وجمع الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ وجمع الحُقَّة حُقَقٌ قال رؤبة سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ فجعلوه من باب سِدْرة وسِدْر وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع ونظيره من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين والحُقُّ من الورك مَغْرِزُ رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل وقيل الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ والحُق أَيضاً النُّقْرة التي في رأْس الكتف والحُقُّ رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما أَشْبهها ويقال أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّآً يقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ وفي الحديث ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ هو أَن يَركبن حُقَّها وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه وفي حديث يوسف بن عمر إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ الحُق الأَرض المطمئنة واللُّق المرتفعة وحُقُّ الكَهْوَل بيت العنكبوت ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم في حديث فيه طول قال أَي واهٍ وحُقُّ الكَهول بيت العنكبوت قال الأَزهري وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحَّفه وقال مثل حُق الكَهْدَلِ بالدال بدل الواو قال وخبَطَ في تفسيره خَبْط العَشْواء والصواب مثل حُق الكَهول والكَهول العنكبوت وحُقَّه بيته وحاقُّ وسَطِ الرأْس حَلاوةُ القفا ويقال استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً فرعَتْه وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم واحتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه قال ابن سيده وأَحقَّ القومُ من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا عن أَبي حنيفة يريد سَمِنت مَواشِيهم وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت سمنت وحكى ابن السكيت عن ابن عطاء أَنه قال أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان ممن أَنت ؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه قلت من بني تميم قال من أَيّ تميم ؟ قلت رباني قال وما صنعتُك ؟ قلت الإِبل قال فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق فقلت سأَلت خبيراً هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات فقال لي لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت واستحقّ لَقاحُها يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح قال أَبو حاتم مَحاقُّ المالِ يكون الحَلْبة الأُولى والثانية منها لِبَأٌ والمَحاقُّ اللاتي لم يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر ويقال لا يحقُّ ما في هذا الوِعاء رطلاً معناه أَنه لا يَزِنُ رطلاً وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت ويقال رمَى فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً والمُحْتقُّ من الطعْن النافِذُ إِلى الجوف ومنه قول أَبي كبير الهذلي هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ إِلى الجوف والأَحقُّ من الخيل الذي لا يَعْرَق وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده وهما عيب قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ جَوادِ لا أَحقُّ ولا شئيتُ قال ابن سيده هذه رواية ابن دريد ورواية أَبي عبيد وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ كُمَيْتٌ لا أَحقُّ ولا شئيت الأَقدرُ الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه والأَحقُّ الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ يديه والشَّئيتُ الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده وذلك أَيضاً عيب والاسم الحَقَق وبنات الحُقَيْقِ ضرْب من رَدِيء التمر وقيل هو الشِّيص قال الأَزهري قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من التمر رديء وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير ولَوْنُ الحُبيق معروف قال وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نَهى عن لوْْنين من التمر في الصدقة أَحدهما الجُعْرُور والآخر لون الحبيق ويقال لنخلته عَذْقُ ابن حبيق ( * قوله « عذق ابن حبيق » ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اه فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ ) وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبيه قال لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق قال الشافعي وهذا تمر رديء والسس ( * قوله « والسس » كذا بالأصل ولعله وأيبس ) تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر والحَقْحقةُ شدَّة السير حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا في السير وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ جادٌّ منه وتعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه يا عبد الله العلمُ أَفضلُ من العمل والحسَنةُ بين السَّيِّئتين وخيرُ الأُمور أَوساطُها وشرُّ السير الحَقْحقةُ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة يعني عليك بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم وخيرُ العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً فتكلَّفْ من العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك والحَقحقةُ أَرفع السير وأَتْعَبُه للظَّهر وقال الليث الحقحقة سير الليل في أَوّله وقد نهي عنه قال وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ ساعة وكفُّ ساعة قال الأَزهري فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه وقيل هو المُتعِب من السير قال وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله أَحد ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه وقال ابن الأَعرابي الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السير قال ابن سيده وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ على البدل وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً وأُمّ حِقّة اسم امرأَة قال مَعْنُ بن أَوْس فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً وأَنْكَرها ما شئت والودُّ خادِعُ
الرائد
* حقق تحقيقا. 1-الأمر: أثبته. 2-الأمر: صدقه. 3-المحقق مع المتهم أو الشاهد: حاول الوقوف على حقيقة ما ينسب إليه أو إلى غيره من تهمة.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: