وصف و معنى و تعريف كلمة لمنك:


لمنك: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ لام (ل) و تنتهي بـ كاف (ك) و تحتوي على لام (ل) و ميم (م) و نون (ن) و كاف (ك) .




معنى و شرح لمنك في معاجم اللغة العربية:



لمنك

جذر [لمن]

  1. مِنك: (اسم)
    • ( الحيوان ) حيوان لاحم ذو أذنين قصيرتين وأنف مدبّب وأرجل قصيرة
,
  1. دَاصَ
    • ـ دَاصَ يَديصُ دَيَصاناً : زَاغَ ، وحادَ ،
      ـ دَاصَتِ الغُدَّةُ : جاءَتْ ، وذَهَبَتْ تَحْتَ يَدِ مُحَرِّكِها ، وكذا كُلُّ ما تَحَرَّكَ تحتَ يَدِكَ .
      ـ رجُلٌ دَيَّاصٌ : لا يُقْدَرُ عليه ، أو سَمينٌ .
      ـ دَائِصُ : اللِّصُّ ، ج : دَاصَةٌ ، ومن يَتَتَبَّعُ الوُلاَةَ ، ويَدُورُ حولَ الشيءِ .
      ـ مَدَاصُ : المَغَاصُ في الماءِ .
      ـ دَيَّاصَةُ : المرأةُ اللَّحيمَةُ القصيرةُ .
      ـ داصَ : نَشِطَ ، وخَسَّ بعدَ رفْعَةٍ ، وفَرَّ من الحَرْبِ .
      ـ انْداصَ الشيءُ : انْسَلَّ من اليَدِ ،
      ـ انْداصَ بالشَّر : فاجَأَ .
      ـ إنه لَمُنْداصٌ بالشَّر : مُفاجِئٌ به ، وَقَّاعٌ فيه .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. لَمَّه
    • ـ لَمَّه : جَمَعَه ،
      ـ لَمَّ الله تعالى شَعَثَه : قاربَ بين شَتيتِ أُمورِه .
      ـ دارُنا لَمومةٌ ، أي : تَجْمَعُ الناسَ وتَرُبُّهُم .
      ـ غُلامٌ مُلِمٌّ : قارَبَ البُلوغَ .
      ـ رجُلٌ مِلَمٌّ : يَجْمَعُ القومَ أو عَشيرَتَه .
      ـ المِلَمُّ : الشديدُ من كُلِّ شيءٍ .
      ـ ألَمَّ : باشَرَ اللَّمَمَ ،
      ـ أَلَمَّ به : نَزَلَ ، كلَمَّ والْتَمَّ ،
      ـ أَلَمَّ الغُلامُ : قارَبَ البُلوغَ ،
      ـ أَلَمَّ النَّخْلَةُ : قارَبَتِ الإرْطابَ .
      ـ اللَّمَمُ : الجنُونُ ، وصِغارُ الذنُوبِ .
      ـ المَلْمومُ : المَجْنُونُ ،
      ـ أصابَتْه من الجِنِّ لَمَّةٌ ، أي : مَسٌّ ، أو قليلٌ .
      ـ العينُ اللاَّمَّةُ : المُصِيبةُ بسوءٍ ، أو هي كلُّ ما يُخافُ من فَزَعٍ وشَرٍّ .
      ـ اللَّمَّةُ : الشِّدَّةُ ،
      ـ اللُّمَّةُ : الصاحِبُ ، أو الأَصْحابُ في السَّفَرِ ، والمؤنِسُ ، للواحدِ والجَمْعِ ،
      ـ اللِّمّةُ : ما تَشَعَّثَ من رسِ المَوْتودِ بالفِهْرِ ، والشَّعَرُ المُجاوِزُ شَحْمةَ الأُذُن , ج : لِمَمٌ ولِمامٌ .
      ـ ذو اللِمَّةِ : فَرَسُ عُكاشةَ بنِ مِحْصَنٍ ، رضي الله تعالى عنه .
      ـ هو يَزورُنا لِماماً : غِبّاً .
      ـ والمُلَمْلَمُ ، بفتح لامَيْهِ : المُجْتَمِعُ المُدَوَّرُ المَضْموم ، كالمَلْمومِ ،
      ـ المُلَمْلَمه : خُرْطومُ الفيلِ .
      ـ يَلَمْلَمُ أو ألَمْلَمُ أَو يَرَمْرَمُ : ميقاتُ اليمن : جبلٌ على مَرْحَلَتَيْنِ من مكةَ .
      ـ حروفُ الجَزْمِ : لَمْ ولَمَّا وألَمْ وأَلَمَّا .
      ـ لَمْ : نَفْيٌ لما مَضَى .
      ـ ولَمَّا : تكونُ بمَعْنَى حين ولَمِ الجازِمَة ، وإلاَّ ، وإنْكارُ الجوهريِّ كوْنَه بمعنىَ إلاَّ غيرُ جَيِّدٍ ، يقالُ : سَألْتُكَ لَمَّا فَعَلْتَ ، أي : إلاَّ فَعَلْتَ ، ومنه : { إنْ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافِظٌ }، و { إن كلُّ لما جميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرون }. وقراءَةُ عبدِ الله ( إنْ كُلٌّ لَمَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ ).
      ـ اللُّمْلومُ : الجماعةُ .
      ـ ألُمَّ : هَلُمَّ .
      ـ ألَمَّ يَفْعَلُ : كادَ .
      ـ لِمَ : يُسْتَفْهَمُ به ، وأصْلُه : ما ، وُصِلَتْ بلامٍ ، ولَكَ أن تُدْخِلَ الهاءَ ، فتقولَ : لِمَهْ .
      ـ '' إنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُل حَبَطاً أو يُلِمُّ '' أي : يَقْرُبُ من ذلك .
      ـ حَيٌّ وجَيْشٌ لَمْلَمٌ : كثيرٌ مُجْتَمِعٌ .
      ـ لَمْلَمَ الحَجَرَ : أدارَهُ .
      ـ الْتَمَّ : زارَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. نَحْرُ
    • ـ نَحْرُ الصَّدْرِ : أعْلاهُ ، كالمُنْحورِ ، أو مَوْضِعُ القِلادَةِ ، مُذَكَّرٌ ، ج : نُحورٌ .
      ـ نَحَرَهُ نَحْراً وتنْحاراً : أصابَ نَحْرَهُ ،
      ـ نَحَرَ البعيرَ : طَعَنَهُ حيثُ يَبْدُو الحُلْقُومُ على الصَّدْرِ ، وجَمَلٌ نَحيرٌ ، من نَحْرَى ونُحَراءَ ونَحائر .
      ـ يومُ النَّحْرِ : عاشِرُ ذي الحِجَّةِ .
      ـ انْتَحَرَ : قَتَلَ نَفْسَه ،
      ـ انْتَحَرَ القومُ على الأمرِ : تَشاحُّوا عليه ، فَكادَ بعضُهم يَنْحَرُ بعضاً ، كتَناحَرُوا .
      ـ الناحِرَتانِ : عِرْقانِ في اللَّحْيِ ، كالناحِرانِ ، وضِلَعانِ من أضْلاعِ الزَّوْرِ ، أو هُما الواهِنَتانِ والتَّرْقُوَتانِ .
      ـ نَحْرُ النَّهارِ والشَّهْرِ : أوَّلُهُ ، ج : نُحورٌ .
      ـ نَحيرَةُ : أوَّلُ يَوْمٍ من الشَّهْرِ ، أو آخِرُهُ ، أو آخِرُ لَيْلَةٍ منه ، كالنَّحير ، ج : ناحِراتٌ ونَواحِرُ .
      ـ الدَّارانِ تَتَناحَرانِ : تَتَقابَلانِ .
      ـ نَحَرَتِ الدارُ الدارَ : اسْتَقْبَلَتْها ،
      ـ نَحَرَ الرَّجُلُ في الصَّلاةِ : انْتَصَبَ ، ونَهَدَ صَدْرُهُ ، أو وَضَعَ يَمينَهُ على شِمالِهِ ، أو انْتَصَبَ بنَحْرِهِ إِزاءَ القِبْلَةِ .
      ـ نِحْرُ ونِحْريرُ : الحاذِقُ الماهِرُ ، العاقِلُ المُجَرِّبُ ، المُتْقِنُ ، الفَطِنُ ، البَصيرُ بكُلِّ شيءٍ ، لأَنَّهُ يَنْحَرُ العِلْمَ نَحْراً .
      ـ بَرَقَ نَحْرُهُ : لَقَبُ رَجُلٍ .
      ـ مُنْتَحَرُ الطريقِ : سَنَنُهُ .
      ـ إِنَّهُ لَمِنْحارٌ بَوائِكَها : يَنْحَرُ سِمانَ الإِبِلِ .
      ـ مَنْحَرُ : المَوْضِعُ يُنْحَرُ فيه الهَدْيُ وغيرُهُ .
      ـ مَسْجِدُ النَّحْرِ : بِمنَى .
      ـ تَناحَروا عن الطَّريقِ : عَدَلوا عنه .
      ـ لَقِيتُهُ صَحْرَةً بَحْرَةً نَحْرَةً ، مُنَوَّناتٍ : عَياناً .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. نَقَرَهُ
    • ـ نَقَرَهُ : ضَرَبَهُ ، وعابَهُ ، والاسمُ : النَّقَرَى ،
      ـ نَقَرَ البَيْضَةَ عن الفَرْخِ : نَقَبَها .
      ـ نَقَرَ { في الناقورِ }، أي الصُّورِ : نَفَخَ ،
      ـ نَقَرَ في الحَجَرِ : كتَبَ ،
      ـ نَقَرَ الطائرُ : لَقَطَ من هَهُنا وههنا .
      ـ مِنْقارُ : حَديدَةٌ كالفَأْسِ يُنْقَرُ بها ،
      ـ مِنْقارُ من الطائِرِ : مِنْسَرُهُ ،
      ـ مِنْقارُ من الخُفِّ : مُقَدَّمُهُ .
      ـ نَقيرُ : النُّكْتَةُ في ظَهْرِ النَّواةِ ، كالنُّقْرَةِ والنِقْرِ والأُنْقُورِ ، وما نُقِرَ من الحَجَرِ والخَشَبِ ونحوِهِ ، وقد نُقِرَ وانْتُقِرَ ، وجِذْعٌ يُنْقَرُ ويُجْعَلُ فيه كالمَراقِي ، يُصْعَدُ عليه إلى الغُرَفِ ، وأصلُ خَشَبَةٍ يُنْقَرُ ، فَيُنْبَذُ فيه ، فَيَشْتَدُّ نَبيذُهُ ، وأصلُ الرجلِ ونِجارُهُ ، والفَقيرُ جِدًّا ، وذُبابٌ أسْوَدُ .
      ـ مُنْقُرُ ومِنْقَرُ : الخَشَبَةُ التي تُنْقَرُ للشَّرابِ ، ج : مَناقيرُ شاذٌّ ، والبئْرُ الصَّغيرَةُ الضَّيِّقَةُ الرأس في صُلْبَة من الأرضِ ، أو الكثيرَةُ الماءِ ، والحَوْضُ .
      ـ نُقْرَةُ : الوَهْدَةُ المُسْتَديرَةُ في الأرضِ ، ج : نُقَرٌ ونِقارٌ ، ومُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ في القَفا ، والقِطْعَةُ المُذابَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ ، ج : نِقارٌ ، ووقْبُ العَينِ ، وثَقْبُ الاسْتِ ، ومَبِيضُ الطائِرِ .
      ـ نَقَّرَ في المَوْضِعِ تَنْقِيراً : سَهَّلَهُ لِيَبيضَ فيه .
      ـ بينَهُما مُنَاقَرَةٌ ونِقارٌ وناقِرَةٌ ونِقْرَةٌ : مُراجَعَةٌ في الكلامِ .
      ـ نَقْرُ : أن تُلْزِقَ طَرَفَ لِسانِك بِحَنَكِكَ ، ثم تُصَوِّتَ ، أو هو اضْطِرابُ اللِّسانِ ، أو هو صُوَيْتٌ تُزْعَجُ به الفرسُ . وقولُ فَدَكِيٍّ المنْقَرِيِّ : ( أنا ابنُ ماوِيَّةَ إذ جَدَّ النَّقُرْ ) أرادَ النَّقْرَ بالخَيْلِ ، فَلَمَّا وقَفَ ، نَقَلَ حركةَ الراءِ إلى القافِ ، كما تَقولُ : هذا بَكُرْ ، ومَرْرَتُ بِبَكِرْ ، ولا يكونُ ذلك في النَّصْبِ ، وصُوَيتٌ يُسْمَعُ من قَرْع الإِبْهامِ على الوُسْطَى .
      ـ نَقَّرَ باسْمِهِ تَنْقِيراً : سَمَّاهُ من بَيْنِهِمْ .
      ـ انْتَقَرَهُ : اخْتارَهُ ،
      ـ انْتَقَرَ الشيءَ : بَحَثَ عنه ، كنَقَّرَهُ ، ونَقَرَ عنه ، وتَنَقَّرَهُ .
      ـ أنْقَرَ عنه : كَفَّ .
      ـ ما أنْقَرَ عنه : ما أقْلَعَ عنه .
      ـ نَقِرَ : غَضِبَ ،
      ـ نَقِرَتِ الشاةُ : أصابَتْها النُّقَرَةُ ، وهي داءٌ في أرْجُلِها .
      ـ ناقِرَةُ : موضع ، والداهِيَةُ ، والحُجَّةُ ، والمُصيبَةُ .
      ـ ما أثابَهُ نَقْرَةً : شيئاً .
      ـ ناقِرُ : السَّهْمُ أصاب الهَدَفَ .
      ـ مُنْقِرُ : اللَّبَنُ الحامضُ جِدًّا .
      ـ مِنْقَرُ : المِعْوَلُ ، وأبُو بَطْنٍ من تَميمٍ .
      ـ نَقَرُ : ذَهابُ المالِ ، يُقالُ : أعوذُ باللهِ من العَقَرِ والنَّقَرِ .
      ـ أنْقِرَةُ : موضع بالحِيرَةِ ، وبلد بالرُّومِ ، قِيلَ : مُعَرَّبُ أنْكُورِيَةَ ، فإِنْ صَحَّ ، فَهي عَمُّورِيَّةُ التي غَزاها المُعْتصِمُ ، وماتَ بها امْرُؤُ القَيْسِ مَسْمُوماً .
      ـ نَقيرَةُ : رَكِيَّةٌ بَيْنَ ثَاجَ وكاظِمَةَ .
      ـ نُقَيْرَةُ : قرية بِعيْنِ التَّمْرِ .
      ـ ضُرَيْبُ بنُ نُقَيْرٍ : صَحابِيٌّ ، أو ضُرَيْبُ بنُ نُفَيْرٍ ، ويُقالُ فيه : نُقَيْلٌ أيضاً .
      ـ ماتَرَكَ عِنْدِي نُقارَةً إلاَّ انْتَقَرَها : ماتَرَكَ عِندي شيئاً إلاَّ كتَبَهُ .
      ـ نُقَارَةُ : قَدْرُ مايَنْقُرُ الطائرُ .
      ـ إنه لمُنَقَّرُ العَيْنِ ومُنْتَقَرُها : غائرُها .
      ـ انْتَقَرَ : دَعا بعضاً دونَ بعضٍ ،
      ـ انْتَقَرَ الخَيْلُ بِحَوافِرِها نُقَراً : احْتَفَرَتْ .
      ـ نَقْرَةُ ونِقْرَةِ ومعْدِنُ النَّقْرَةِ ومعْدِنُ النِّقْرَةِ : مَنْزِلٌ لِحاجِّ العِراقِ بينَ أُضاخَ وماوانَ .
      ـ نَقِرَةُ : وكُلُّ أرضٍ مُتَصَوِّبَةٍ في هَبْطَةٍ . ولبَنيِ فَزارَةَ نَقِرتانِ ، بينهما مِيلٌ .
      ـ بناتُ النَّقَرَى : النِّساءُ اللاَّتِي يَعبْنَ من مَرَّ بِهِنَّ .
      ـ دَعَوْتُهُم النَّقَرَى : دَعوةً خاصةً ، وهو أنْ يَدْعُوَ بعضاً دونَ بعضٍ ، وهو الانْتِقارُ أيضاً . وقد نَقَرَ بهمْ وانْتَقَرَ . وحَقيرٌ نَقيرٌ : إِتْباعٌ له .
      ـ تَنْقيرُ : شِبْهُ الصَّفيرِ .
      ـ أتَتْنِي عنه نَواقِرُ : كلامٌ يَسُوؤُنِي ، أو هي الحُجَجُ المُصِيباتُ .
      ـ نُقَرُ : موضع .

    المعجم: القاموس المحيط

  5. نخر
    • " النَّخِيرُ : صوتُ الأَنفِ .
      نَخَرَ الإِنسانُ والحمار والفرس بأَنفه يَنْخِرُ ويَنْخُرُ نَخِيراً : مدّ الصوت والنفَس في خَياشِيمه .
      الفراء في قوله تعالى : أَئذا كنا عِظاماً نَخِرَةً ، وقرئ : ناخِرَةً ؛

      قال : وناخِرَةً أَجود الوجهين لأَن الآيات بالأَلف ، أَلا ترى أَن ناخرة مع الحافِرة والساهِرة أَشبه بمجيء التأْويلفقال : والناخِرة والنَّخِرة سواء في المعنى بمنزلة الطامِع والطمِع ؛ قال ابن بري وقال الهَمْداني يوم القادسية : أَقْدِمْ أَخا نَهْمٍ على الأَساوِرَهْ ، ولا تَهُولَنْكَ رؤوسٌ نادِرَهْ ، فإِنما قَصْرُكَ تُرْبُ الساهِرَه ، حتى تعودَ بعدَها في الحافِرَهْ ، من بعدِ ما صِرتَ عِظاماً ناخِرَهْ

      ويقال : نَخِرَ العَظْمُ ، فهو نَخِرٌ إِذا بَليَ ورَمَّ ، وقيل : ناخِرة أَي فارِغة يجيء منها عند هُبوب الريح كالنَّخير .
      والمَنْخِرُ والمَنْخَرُ والمِنْخِرُ والمُنْخُرُ والمُنْخورُ : الأَنف ؛ قال غيلان بن حريث : يَسْتَوْعِبُ البُوعَينِ من جَرِيرِهِ من لَدُ لَحْيَيْهِ إِلى مُنْخُورِه ؟

      ‏ قال ابن بري : وصواب إِنشاده كما أَنشده سيبويه إِلى مُنْحورهِ ، بالحاء ، والمنحور : النَّحْر ؛ وصف الشاعر فَرَساً بطول العُنُق فجعله يَستوعِب حَبْله مقدار باعَين من لحْيَيْه إِلى نَحْرِه .
      الجوهري : والمَنْخِرُ ثُقْبُ الأَنْفِ ، قال : وقد تكسر الميم إِتباعاً لكسرة الخاء ، كما ، قالوا مِنْتِن ، وهما نادران لأن مِفْعِلاً ليس من الأَبنية .
      وفي الحديث : أَنه أَخذ بِنُخْرَة الصبيّ أَي بأَنفِه .
      والمُنْخُران أَيضاً : ثُقْبا الأَنْف .
      وفي حديث الزِّبْرِقان : الأُفَيْطِس النُّخْرَةِ لِلذي كان يَطْلُع في حِجْرِه .
      التهذيب : ويقولون مِنْخِراً وكان القياس مَنْخِراً ولكن أَرادوا مِنْخِيراً ، ولذلك ، قالوا مِنْتِن والأَصل مِنْتِين .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَنه أَُتِيَ بسكران في شهر رمضان فقال : لِلمَنْخِرَين دُعاءٌ عليه أَي كَبَّه الله لِمَنْخِرَيهِ ، كقولهم : بْعداً له وسُحْقاً وكذلك لليدين والفَم .
      قال اللحياني في كل ذي مَنْخِرٍ : إِنه لَمُنْتَفِخُ المَناخِر كم ؟

      ‏ قالوا إِنه لمُنْتَفِخ الجوانِب ، قال : كأَنهم فَرَّقوا الواحد فجعلوه جمعاً .
      قال ابن سيده : وأَما سيبويه فذهب إِلى تعظيم العُضْوِ فجعل كلَّ واحد منه مَنْخِراً (* قوله « فجعل كل واحد إلخ » لعل المناسب فجعل كل جزء )، والغَرَضان مُقْترِبان .
      والنُّخْرة : رأْس الأَنفِ .
      وامرأَةٌ مِنْخار : تَنْخِرُ عند الجماع ، كأَنها مجنونة ، ومن الرجال من يَنْخِرُ عند الجماع حتى يُسمع نَخِيره .
      ونُخْرَتا الأَنْف : خَرْقاه ، الواحدة نُخْرة ، وقيل : نُخْرَتُه مُقدّمه ، وقيل : هي ما بين المُنْخُرَين ، وقيل : أَرْنَبَتُهُ يكون للإِنسان والشاء والناقة والفرس والحمار ؛ وكذلك النُّخَرة مثال الهُمَزَة .
      ويقال : هَشَم نُخْرَتَه أَي أَنفه . غيره : النُّخْرة والنُّخَرة ، مثال الهُمَزة ، مُقدَّم أَنف الفرس والحمار والخنزير .
      ونَخَرَ الحالِبُ الناقةَ : أَدخل يده في مَنْخرها ودلَكه أَو ضرَب أَنفَها لتَدِرَّ ؛ وناقة نَخُور : لا تَدِرُّ إِلاّ على ذلك .
      الليث : النَّخُور الناقة التي يَهلِك ولدُها فلا تَدِرّ حتى تُنَخَّر تَنْخِيراً ؛ والتَّنْخِير : أَن يدلُك حالبُها مُنْخُرَيها بإِبهامَيه وهي مُناخة فتثُور دارَّة .
      الجوهري : النَّخُور من النُّوق التي لا تَدِرّ حتى تضرِب أَنفَها ، ويقال : حتى تُدخِل إِصْبَعَك في أَنفها .
      ونَخِرَت الخشَبة ، بالكسر ، نَخَراً ، فهي نَخِرة : بَلِيَتْ وانْفَتَّت أَو اسْتَرْخَت تَتَفَتَّت إِذا مُسَّت ، وكذلك العظْم ، يقال : عَظْم نَخِر وناخِر ، وقيل : النَّخِرَة من العظام الباليةُ ، والناخِرة التي فيها بقيَّة (* قوله « التي فيها بقية » كذا في الأصل .
      وعبارة القاموس : المجوفة التي فيها ثقبة .)، والناخر من العظام الذي تَدخل الريح فيه ثم تخرج منه ، ولها نَخِير .
      وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : لما خلق الله إِبليس نَخَرَ ؛ النَّخِير : صوت الأَنف .
      ونَخَر نَخِيراً : مدّ الصَّوت في خياشيمه وصوَّت كأَنه نَغْمة جاءت مضطرِبة .
      وفي الحديث : ركِب عمرو بن العاص على بغلة سَمِطَ وجهُها هرَماً فقيل له : أَتركب بغلة وأَنت على أَكرمِ ناخرة بمصر ؟ وقيل : ناجِرة ، بالجيم ؛ قال المبرّد : قوله الناخِرة يريد الخيل ، يقال للواحد ناخِر وللجماعة ناخرة ، كما يقال رجل حَمَّار وبغَّال وللجماعة الحمَّارة والبغَّالة ؛ وقال غيره : يريد وأَنت على ذلك أَكرم (* قوله « وانت على ذلك أكرم إلخ » كذا في الأصل ) ناخِرة .
      يقال : إِن عليه عَكَرَةً من مال أَي إِنّ له عَكَرة ، والأَصل فيه أَنها تَرُوحُ عليه ، وقيل للحمير الناخِرة للصَّوت الذي خرج من أُنوفها ، وأَهلُ مِصر يُكثِرون ركوبها أَكثرَ من ركوب البِغال .
      وفي الحديث : أَفضلُ الأَشياءِ الصلاةُ على وقتها أَي لوقتها .
      وقال غيره : الناخِر الحمار .
      الفراء : هو الناخِر والشاخِر ، نخيرُه من أَنفِه وشَخِيرُه من حلقِه .
      وفي حديث النَّجاشيِّ : لما دخل عليه عمرو والوفْدُ معه ، قال لهم : نَخِّرُوا أَي تكلموا ؛ قال ابن الأَثير : كذا فُسر في الحديث ، قال : ولعله إِن كان عربيّاً مأْخوذ من النَّخير الصَّوتِ ، ويروى بالجيم ، وقد تقدم .
      وفي الحديث أَيضاً : فتناخَرَتْ بَطارِقَتُه أَي تكلمت وكأَنه كلام مع غضب ونُفور .
      والناخِر : الخِنزير الضَّارِي ، وجمعه نُخُرٌ .
      ونُخْرة الريح ، بالضم : شِدّةُ هُبوبها .
      والنَّخْوَرِيُّ : الواسع الإِحلِيل ؛ وقال أَبو نصر في قول عَدِيِّ بن زيد : بعدَ بنِي تُبَّعٍ نَخاوِرَة ، قدِ اطمأَنَّتْ بهم مَرازِبُه ؟

      ‏ قال : النَّخاوِرَة الأَشراف ، واحدهم نِخْوارٌ ونَخْوَرِيّ ، ويقال : هم المتكبرون .
      ويقال : ما بها ناخِر أَي ما بها أَحد ؛ حكاه يعقوب عن الباهلي .
      ونُخَير ونَخَّار : اسمانِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. نخب
    • " انْتَخَبَ الشيءَ : اختارَه .
      والنُّخْبَةُ : ما اختاره ، منه .
      ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم : خِـيارُهم .
      قال الأَصمعي : يقال هم نُخَبة القوم ، بضم النون وفتح الخاءِ .
      قال أَبو منصور وغيره : يقال نُخْبة ، بإِسكان الخاءِ ، واللغة الجيدة ما اختاره الأَصمعي .
      ويقال : جاءَ في نُخَبِ أَصحابه أَي في خيارهم .
      ونَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه .
      والنَّخْبُ : النَّزْعُ .
      والانْتِخابُ : الانتِزاع .
      والانتخابُ : الاختيارُ والانتقاءُ ؛ ومنه النُّخَبةُ ، وهم الجماعة تُخْتارُ من الرجال ، فتُنْتَزَعُ منهم .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، وقيل عُمَر : وخَرَجْنا في النُّخْبةِ ؛ النُّخْبة ، بالضم : الـمُنْتَخَبُون من الناس ، الـمُنْتَقَوْن .
      وفي حديث ابن الأَكْوَع : انْتَخَبَ من القوم مائةَ رجل .
      ونُخْبةُ الـمَتاع : المختارُ يُنْتَزَعُ منه .
      وأَنْخَبَ الرجلُ : جاءَ بولد جَبان ؛ وأَنْخَبَ : جاءَ بولد شجاع ، فالأَوَّلُ من الـمَنْخُوب ، والثاني من النُّخْبة .
      الليث : يقال انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهم نُخْبَـةً ، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُمْ .
      والنَّخَبُ : الجُبْنُ وضَعْفُ القلب .
      رجل نَخْبٌ ، ونَخْبةٌ ، ونَخِبٌ ، ومُنْتَخَبٌ ، ومَنْخُوبٌ ، ونِخَبٌّ ، ويَنْخُوبٌ ، ونَخِـيبٌ ، والجمع نُخَبٌ : جَبَانٌ كأَنه مُنْتَزَعُ الفُؤَادِ أَي لا فُؤَادَ له ؛ ومنه نَخَبَ الصَّقْرُ الصيدَ إِذا انْتَزَعَ قَلْبَه .
      وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ : بِئْسَ العَوْنُ على الدِّين قَلْبٌ نَخِـيبٌ ، وبَطْنٌ رَغِـيبٌ ؛ النَّخِـيبُ : الجبانُ الذي لا فُؤَادَ له ، وقيل : هو الفاسدُ الفِعْل ؛ والـمَنْخُوبُ : الذاهبُ اللَّحْم الـمَهْزولُ ؛ وقول أَبي خِراشٍ : بَعَثْتُه في سَوادِ اللَّيْل يَرْقُبُني ، * إِذْ آثَرَ ، الدِّفْءَ والنَّوْمَ ، المناخيبُ قيل : أَراد الضِّعافَ من الرجال الذين لا خَيْرَ عندهم ، واحدُهم مِنْخابٌ ؛ ورُوي الـمَناجِـيبُ ، وهو مذكور في موضعه .
      ويقال للـمَنْخوب : النِّخَبُّ ، النون مكسورة ، والخاء منصوبة ، والباء شديدة ، والجمع الـمَنْخُوبُونَ .
      قال : وقد يقال في الشعر على مَفاعِلَ : مَناخبُ .
      قال أَبو بكر : يقال للجَبانِ نُخْبَةٌ ، وللجُبَناءِ نُخَباتٌ ؛ قال جرير يهجو الفرزدق : أَلم أَخْصِ الفَرَزْدَقَ ، قد عَلِمْتُمْ ، * فأَمْسَى لا يَكِشُّ مع القُرُوم ؟ لَهُمْ مَرٌّ ، وللنُّخَباتِ مَرٌّ ، * فقَدْ رَجَعُوا بغير شَـظًى سَلِـيم وكَلَّمْتُه فَنَخَبَ عليّ إِذا كَلَّ عن جَوابك .
      الجوهري : والنَّخْبُ البِضاع ؛ قال ابن سيده : النَّخْبُ : ضَرْبٌ من الـمُباضَعةِ ، قال : وعَمَّ به بعضُهم .
      نَخَبَها الناخِبُ يَنْخُبها ويَنْخَبُها نَخْباً ، واسْتَنْخَبَتْ هي : طَلَبَتْ أَن تُنْخَبَ ؛

      قال : إِذا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخُبْها ، * ولا تُرَجِّيها ، ولا تَهَبْها والنَّخْبةُ : خَوْقُ الثَّفْر ، والنَّخْبَةُ : الاسْتُ ؛

      قال : واخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْح نَخْبةَ عامِرٍ ، * فَنَجا بها ، وأَقَصَّها القَتْلُ وقال جرير : وهَلْ أَنْتَ إِلاّ نَخْبةٌ من مُجاشِعٍ ؟ * تُرى لِـحْيَةً من غَيْرِ دِينٍ ، ولا عَقْل وقال الراجز : إِنَّ أَباكِ كانَ عَبْداً جازِرا ، ويَـأْكُلُ النَّخْبَةَ والـمَشافِرا .
      (* قوله « وقال الراجز ان أباك إلخ » عبارة التكملة وقالت امرأة لضرتها ان أباك إلخ وفيها أيضاً النخبة ، بالضم ، الشربة العظيمة .) واليَنْخُوبةُ : أَيضاً الاسْتُ .
      (* قوله « والينخوبة أيضاً الاست » وبغير هاء موضع ؛ قال الأعشى : يا رخماً قاظ على ينخوب )؛ قال جرير : إِذا طَرَقَتْ يَنْخُوبةٌ من مُجاشعٍ والمَنْخَبةُ : اسم أُمّ سُوَيْدٍ .
      (* قوله « والمنخبة اسم أم سويد » هي كنية الاست .).
      والنِّخابُ : جِلْدَةُ الفُؤَاد ؛

      قال : وأُمُّكُمْ سارِقَةُ الـحِجابِ ، * آكِلَةُ الخُصْيَيْنِ والنِّخاب وفي الحديث : ما أَصابَ المؤْمنَ من مكروه ، فهو كَفَّارة لخطاياه ، حتى نُخْبةِ النَّملةِ ؛ النُّخْبةُ : العَضَّةُ والقَرْصة .
      يقال نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ .
      والنَّخْبُ : خَرْقُ الجِلْدِ ؛ ومنه حديث أُبَـيّ : لا تُصِـيبُ المؤْمنَ مُصيبةٌ ذَعْرَةٌ ، ولا عَثْرَةُ قَدَمٍ ، ولا اخْتِلاجُ عِرْقٍ ، ولا نُخْبَةُ نملة ، إِلا بذَنبٍ ، وما يَعْفُو اللّهُ أَكثرُ ؛ قال ابن الأَثير : ذكره الزمخشري مرفوعاً ، ورواه بالخاءِ والجيم ؛ قال : وكذلك ذكره أَبو موسى بهما ، وقد تقدم .
      وفي حديث الزبير : أَقْبَلْتُ مع رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، من لِـيَّةَ ، فاستقبلَ نَخِـباً ببصره ؛ هو اسم موضع هناك .
      ونَخِبٌ : وادٍ بأَرض هُذَيْل ؛ قال أَبو ذؤَيب (* قوله « قال أبو ذؤيب » أي يصف ظبية وولدها ، كما في ياقوت ورواه لعمرك ما عيساء بعين مهملة فمثناة تحتية .): لَعَمْرُك ، ما خَنْساءُ تَنْسَـأُ شادِناً ، * يَعِنُّ لها بالجِزْع من نَخِبِ النَّجلِ أَراد : من نَجْلِ نَخِبٍ ، فقَلَبَ ؛ لأَنَّ النَّجْلَ الذي هو الماء في بُطون الأَوْدية جِنْسٌ ، ومن الـمُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلى الأَجْناس ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. منن
    • " مَنَّهُ يَمُنُّه مَنّاً : قطعه .
      والمَنِينُ : الحبل الضعيف .
      وحَبل مَنينٌ : مقطوع ، وفي التهذيب : حبل مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع ، والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ .
      وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِينٌ ، ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ .
      والمَنِينُ الغبار ، وقيل : الغبار الضعيف المنقطع ، ويقال للثوب الخَلَقِ .
      والمَنُّ : الإعْياء والفَتْرَةُ .
      ومََنَنْتُ الناقة : حَسَرْتُها .
      ومَنَّ الناقة يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بها : هزلها من السفر ، وقد يكون ذلك في الإنسان .
      وفي الخبر : أَن أَبا كبير غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه .
      والمُنَّةُ ، بالضم : القوَّة ، وخص بعضهم به قوة القلب .
      يقال : هو ضعيف المُنَّة ، ويقال : هو طويل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوي المُنّة ؛ الأُمة : القامة ، والسُّنّة : الوجه ، والمُنّة : القوة .
      ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف ، كأنَّ الدهر مَنَّه أَي ذهب بمُنَّته أَي بقوته ؛ قال ذو الرمة : مَنَّهُ السير أَحْمقُ أَي أَضعفه السير .
      والمَنينُ : القوي .
      وَالمَنِينُ : الضعيف ؛ عن ابن الأَعرابي ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد : يا ريَّها ، إن سَلِمَتْ يَميني ، وَسَلِمَ الساقي الذي يَلِيني ، ولم تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السر يَمُنُّه مَنّاً : أَضعفه وأَعياه .
      ومَنَّه يَمُنُّه مَنّاً : نقصه .
      أَبو عمرو : المَمْنون الضعيف ، والمَمْنون القويّ .
      وقال ثعلب : المَنينُ الحبل القوي ؛

      وأَنشد لأَبي محمد الأَسدي : إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلى اثنتين في مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ ، والاثنتان عرْقُوتا الدلو .
      والمَنينُ : الحبل القويّ الذي له مُنَّةٌ .
      والمَنِينُ أَيضاً : الضعيف ، وشَرْجَعٌ : طويل .
      والمَنُونُ : الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء يضعفه وينقصه ويقطعه ، وقيل : المَنُون الدهر ؛ وجعله عَدِيُّ بن زيد جمعاً فقال : مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَيْه من أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وهو يذكر ويؤنث ، فمن أَنث حمل على المنية ، ومن ذَكَّرَ حمل على الموت ؛ قال أَبو ذؤيب : أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ ، والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وقد روي ورَيْبها ، حملاً على المنِيَّة ، قال : ويحتمل أَن يكون التأْنيث راجعاً إلى معنى الجنسية والكثرة ، وذلك لأَن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار ؛ قال الفارسي : إنما ذكّره لأَنه ذهب به إلى معنى الجنس .
      التهذيب : من ذكّر المنون أَراد به الدهر ؛

      وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً : أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الجوهري للأَعشى : أَأَن رأَتْ رجلاً أَعْشى أَضرَّ به رَيْبُ المَنُونِ ، ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابي :، قال الشَّرْقِيّ بن القُطامِيِّ المَنايا الأحداث ، والحمام الأَجَلُ ، والحَتْفُ القَدَرُ ، والمَنُون الزمان .
      قال أَبو العباس : والمَنُونُ يُحْمَلُ معناه على المَنايا فيعبر بها عن الجمع ؛

      وأَنشد بيت عَدِيّ بن زيد : مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد المنايا فلذلك جمع الفعل .
      والمَنُونُ : المنية لأَنها تقطع المَدَدَ وتنقص العَدَد .
      قال الفراء : والمَنُون مؤنثة ، وتكون واحدة وجمعاً .
      قال ابن بري : المَنُون الدهر ، وهواسم مفرد ، وعليه قوله تعالى : نَتَرَبَّصُ به رَيْبَ المَنُونِ ؛ أَي حوادث الدهر ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب : أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّع ؟

      ‏ قال : أَي من الدهر وريبه ؛ ويدل على صحة ذلك قوله : والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ فأَما من ، قال : وريبها فإنه أَنث على معنى الدهور ، ورده على عموم الجنس كقوله تعالى : أَو الطِّفْل الذين لم يظهروا ؛ وكقول أَبي ذؤيب : فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وكقوله عز وجل : ثم اسْتَوى إلى السماء فسَوَّاهُنَّ ؛ وكقول الهُذَليِّ : تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْس ؟

      ‏ قال : ويدلك على أَن المَنُون يرادُ بها الدُّهور قول الجَعْديّ : وعِشْتِ تعيشين إنَّ المَنُو نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساس ؟

      ‏ قال ابن بري : فسر الأَصمعي المَنُون هنا بالزمان وأَراد به الأَزمنة ؛ قال : ويدُلّك على ذلك قوله بعد البيت : فَحِيناً أُصادِفُ غِرَّاتها ، وحيناً أُصادِفُ فيها شِماسا أَي أُصادف في هذه الأَزمنة ؛ قال : ومثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي : غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى ، فخان بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فإن على الفَتى الإقْدامَ فيها ، وليس عليه ما جنت المَنُون ؟

      ‏ قال : والمَنُون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله : فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُون ؟

      ‏ قال : ومن هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاري : أَنسيتمُ عَهْدَ النبيّ إليكمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْرى المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا أَي إِلى آخر الدهر ؛ قال : وأَما قول النابغة : وكل فَتىً ، وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى ، سَتَخْلِجُه عن الدنيا المَنُون ؟

      ‏ قال : فالظاهر أَنه المنية ؛ قال : وكذلك قول أَبي طالب : أَيّ شيء دهاكَ أَو غال مَرْعا ك ، وهل أَقْدَمَتْ عليك المَنُون ؟

      ‏ قال : المَنُونُ هنا المنية لا غير ؛ وكذلك قول عمرو ابن حَسَّان : تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ، ولكلّ حاملةٍ تَمامُ وكذلك قول ابن أَحمر : لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم اللُّهَيمِ : اسم للمنية ، والمنونُ هنا : المنية ؛ ومنه قول أَبي دُوَادٍ : سُلِّطَ الموتُ والمَنُونُ عليهم ، فَهُمُ في صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عليه يَمُنُّ مَنّاً : أَحسن وأَنعم ، والاسم المِنَّةُ .
      ومَنَّ عليه وامْتَنَّ وتمَنَّنَ : قَرَّعَه بِمِنَّةٍ ؛ أَنشد ثعلب : أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي يُعْطي النِّعَمْ ، من غيرِ ما تمَنُّنٍ ولا عَدَمْ ، بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم وفي المثل : كَمَنِّ الغيثِ على العَرْفَجةِ ، وذلك أَنها سريعة الانتفاع بالغيث ، فإِذا أَصابها يابسةً اخضرَّت ؛ يقول : أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ على العرفجةِ ؟ وقالوا : مَنَّ خَيْرَهُ َيمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه ؛

      قال : كأَني ، إِذْ مَنَنْتُ عليك خَيري ، مَنَنْتُ على مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً : اعتقد عليه مَنّاً وحسَبَهُ عليه .
      وقوله عز وجل : وإِنَّ لكَ لأَجْراً غيرَ مَمْنونِ ؛ جاء في التفسير : غير محسوب ، وقيل : معناهُ أَي لا يَمُنُّ الله عليهم (* قوله « أي لا يمن الله عليهم إلخ » المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب ، وكأنه انتقال نظر من تفسير آية : وإن لك لأجراً ، إلى تفسير آية : لهم أجر غير ممنون ، هذه العبارة من التهذيب ‏ أو ‏ المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا للمراجعة ).
      به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما يفعل بخلاءُِ المُنْعِمِين ، وقيل : غير مقطوع من قولهم حبل مَنِين إِذا انقطع وخَلَقَ ، وقيل : أَي لا يُمَنُّ به عليهم .
      الجوهري : والمَنُّ القطع ، ويقال النقص ؛ قال لبيد : غُبْساً كَوَاسبَ لا يُمَنُّ طَعامُه ؟

      ‏ قال ابن بري : وهذا الشعر في نسخة ابن القطاع من الصحاح : حتى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ ، وأَرْسَلوا غُبْساً كَواسِبَ لا يُمَنُّ طعامُه ؟

      ‏ قال : وهو غلط ، وإِنما هو في نسخة الجوهري عجز البيت لا غير ، قال : وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجُزَه ، وإِنما عجُزُهُ : حتى إِذا يَئسَ الرُّماةُ ، وأَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُه ؟

      ‏ قال : وأَما صدر البيت الذي ذكره الجوهري فهو قوله : لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كوَاسِبُ لا يُمَنُّ طعامُه ؟

      ‏ قال : وهكذا هو في شعر لبيد ، وإِنما غلط الجوهري في نصب قوله غُبْساً ، والله أَعلم .
      والمِنِّينَى : من المَنِّ الذي هو اعتقاد المَنِّ على الرجل .
      وقال أَبو عبيد في بعض النسخ : المِنَّينى من المَنِّ والامْتنانِ .
      ورجل مَنُونَةٌ ومَنُونٌ : كثير الامتنان ؛ الأَخيرة عن اللحياني .
      وقال أَبو بكر في قوله تعالى : مَنَّ اللهُ علينا ؛ يحتمل المَنُّ تأْويلين : أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان ، يقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْْه نعمةٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه ، والثاني مَنَّ فلانٌ على فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان وفخَرَ به وأَبدأَ فيه وأَعاد حتى يُفْسده ويُبَغِّضه ، فالأَول حسن ، والثاني قبيح .
      وفي أَسماء الله تعالى : الحَنّانُ المَنّانُ أَي الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام ؛

      وأَنشد : إِن الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهِمْ زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ وقال في موضع آخر في شرح المَنَّانِ ، قال : معناه المُعْطِي ابتداء ، ولله المِنَّة على عباده ، ولا مِنَّة لأَحد منهم عليه ، تعالى الله علوّاً كبيراً .
      وقال ابن الأَثير : هو المنعم المُعْطي من المَنِّ في كلامهم بمعنى الإِحسان إِلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه .
      والمَنّانُ : من أَبنية المبالغة كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ ، والمِنِّينى منه كالخِصَّيصَى ؛ وأَنشد ابن بري للقُطاميّ : وما دَهْري بمِنِّينَى ، ولكنْ جَزَتْكم ، يا بَني جُشَمَ ، الجَوَازي ومَنَّ عليه مِنَّةً أَي امْتَنَّ عليه .
      يقال : المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنيعة .
      وفي الحديث : ما أَحدٌ أَمَنَّ علينا من ابن أَبي قُحافَةَ أَي ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله وذات يده ، وقد تكرر في الحديث .
      وقوله عز وجل : لا تُبْطِلُوا صدقاتكم بالمَنِّ والأَذى ؛ المَنُّ ههنا : أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به كأَنك إِنما تقصد به الاعتداد ، والأَذى : أَن تُوَبِّخَ المعطَى ، فأَعلم الله أَن المَنَّ والأَذى يُبْطِلان الصدقة .
      وقوله عز وجل : ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ ؛ أَي لا تُعْطِ شيئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه .
      وفي الحديث : ثلاثة يشْنَؤُهُمُ الله ، منهم البخيل المَنّانُ .
      وقد يقع المَنَّانُ على الذي لا يعطي شيئاً إِلاَّ مَنَّه واعتَدّ به على من أَعطاه ، وهو مذموم ، لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ .
      والمَنُون من النساء : التي تُزَوَّجُ لمالها فهي أَبداً تَمُنُّ على زوجها .
      والمَنَّانةُ : كالمَنُونِ .
      وقال بعض العرب : لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً .
      الجوهري : المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ .
      وفي الحديث : الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤها شفاء للعين .
      ابن سيده : المَنُّ طَلٌّ ينزل من السماء ، وقيل : هو شبه العسل كان ينزل على بني إِسرائيل .
      وفي التنزيل العزيز : وأَنزلنا عليهم المَنَّ والسَّلْوَى ؛ قال الليث : المَنُّ كان يسقط على بني إِسرائيل من السماء إِذْ هُمْ في التِّيه ، وكان كالعسل الحامِسِ حلاوةً .
      وقال الزجاج : جملة المَنِّ في اللغة ما يَمُنُّ الله عز وجل به مما لا تعب فيه ولا نَصَبَ ، قال : وأَهل التفسير يقولون إِن المَنَّ شيء كان يسقط على الشجر حُلْوٌ يُشرب ، ويقال : إِنه التَّرَنْجَبينُ ، وقيل في قوله ، صلى الله عليه وسلم ، الكَمْأَةُ من المَنِّ : إِنما شبهها بالمَنِّ الذي كان يسقط على بني إِسرائيل ، لأَنه كان ينزل عليهم من السماء عفواً بلا علاج ، إِنما يصبحون وهو بأَفْنِيَتهم فيتناولونه ، وكذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فيها بَبَذْرٍ ولا سقي ، وقيل : أَي هي مما منَّ الله به على عباده .
      قال أَبو منصور : فالمَنُّ الذي يسقط من السماء ، والمَنُّ الاعتداد ، والمَنُّ العطاء ، والمَنُّ القطع ، والمِنَّةُ العطية ، والمِنَّةُ الاعتدادُ ، والمَنُّ لغة في المَنَا الذي يوزن به .
      الجوهري : والمَنُّ المَنَا ، وهو رطلان ، والجمع أَمْنانٌ ، وجمع المَنا أَمْناءٌ .
      ابن سيده : المَنُّ كيل أَو ميزان ، والجمع أَمْنانٌ .
      والمُمَنُّ : الذي لم يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ : القنفذ .
      التهذيب : والمِنَنةُ العَنْكبوت ، ويقال له مَنُونةٌ .
      قال ابن بري : والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ ؛ قال : قد يَنْشَطُ الفِتْيانُ بعد المَنِّ التهذيب عن الكسائي ، قال : مَنْ تكون اسماً ، وتكون جَحْداً ، وتكون استفهاماً ، وتكون شرْطاً ، وتكون معرفة ، وتكون نكرة ، وتكون للواحد والاثنين والجمع ، وتكون خصوصاً ، وتكون للإِنْسِ والملائكة والجِنِّ ، وتكون للبهائم إِذا خلطتها بغيرها ؛

      وأَنشد الفراء فيمن جعلها اسماً هذا البيت : فَضَلُوا الأَنامَ ، ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ ، وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيم ؟

      ‏ قال : موضع مَنْ خفض ، لأَنه قسم كأَنه ، قال : فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس والله الذي برأ عُبْدانَهُم .
      قال أَبو منصور : وهذه الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير مَنْ موجودة في الكتاب ؛ أَما الاسم المعرفة فكقولك : والسماء ومَنْ بناها ؛ معناه والذي بناها ، والجَحْدُ كقوله : ومَنْ يَقْنَطُ من رحمة ربه إِلاَّ الضالُّون ؛ المعنى لا يَقْنَطُ .
      والاستفهام كثير وهو كقولك : من تَعْني بما تقول ؟ والشرط كقوله : من يَعْمَلْ مثقال ذَرَّةٍ خيراً يره ، فهذا شرط وهو عام .
      ومَنْ للجماعة كقوله تعالى : ومَنْ عَمِلَ صالحاً فلأَنفسهم يَمْهدون ؛ وكقوله : ومن الشياطين مَنْ يَغُوصون له .
      وأَما في الواحد فكقوله تعالى : ومنهم مَنْ يَسْتمِعُ إِليك ، فوَحَّدَ ؛ والاثنين كقوله : تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني ، نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصْطحبان ؟

      ‏ قال الفراء : ثنَّى يَصْطَحِبان وهو فعل لمَنْ لأَنه نواه ونَفْسَه .
      وقال في جمع النساء : ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله ورسوله .
      الجوهري : مَنْ اسم لمن يصلح أَن يخاطَبَ ، وهو مبهم غير متمكن ، وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة ؛ قال الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله على المعنى لا على اللفظ ، قال : والبيت رديء لأَنه أَبدل من قبل أَن يتم الاسم ، قال : ولها أَربعة مواضع : الاستفهام نحو مَنْ عندك ؟ والخبر نحو رأَيت مَنْ عندك ، والجزاء نحو مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ ، وتكون نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان محسن ؛ قال بشير بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك الأَنصاري : وكفَى بنا فَضْلاً ، على مَنْ غَيرِنا ، حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ إِيّانا خفض غير على الإِتباع لمَنْ ، ويجوز فيه الرفع على أَن تجعل مَنْ صلة بإِضمار هو ، وتحكى بها الأَعلام والكُنَى والنكرات في لغة أَهل الحجاز إِذ ؟

      ‏ قال رأَيت زيداً قلت مَنْ زيداً ، وإِذا ، قال رأَيت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نكرة ، وإِن ، قال جاءني رجل قلت مَنُو ، وإِن ، قال مررت برجل قلت مَنِي ، وإِ ؟

      ‏ قال جاءني رجلان قلت مَنَانْ ، وإِن ، قال مررت برجلين قلت مَنَينْ ، بتسكين النون فيهما ؛ وكذلك في الجمع إِن ، قال جاءني رجال قلت مَنُونْ ، ومَنِينْ في النصب والجرّ ، ولا يحكى بها غير ذلك ، لو ، قال رأَيت الرجل قلت مَنِ الرجلُ ، بالرفع ، لأَنه ليس بعلم ، وإِن ، قال مررت بالأَمير قلت مَنِ الأَمِيرُ ، وإِن ، قال رأَيت ابن أَخيك قلت مَنِ ابنُ أَخيك ، بالرفع لا غير ، قال : وكذلك إِن أَدخلت حرف العطف على مَنْ رفعت لا غير قلت فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ ، وإِن وصلت حذفت الزيادات قلت مَنْ يا هذا ، قال : وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل ؛ قال الشاعر : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا : الجِنُّ قلتُ : عِمُوا ظَلاما وتقول في المرأَة : مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ ، كله بالتسكين ، وإِن وصلت قلت مَنَةً يا هذا ومناتٍ يا هؤلاء .
      قال ابن بري :، قال الجوهري وإِن وصلت قلت مَنةً يا هذا ، بالتنوين ، ومَناتٍ ؛ قال : صوابه وإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث ، وإِن ، قال : رأَيت رجلاً وحماراً ، قلت مَنْ وأَيَّا ، حذفت الزيادة من الأَول لأَنك وصلته ، وإِن ، قال مررت بحمار ورجل قلت أَيٍّ ومَنِي ، فقس عليه ، قال : وغير أَهل الحجاز لا يرون الحكاية في شيء منه ويرفعون المعرفة بعد مَنْ ، اسماً كان أَو كنية أَو غير ذلك .
      قال الجوهري : والناس اليوم في ذلك على لغة أَهل الحجاز ؛ قال : وإِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه على حرفين كقول خِطامٍ المُجاشِعيّ : فرَحلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ ، حتى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي أَبْرَكْناها إِلى رجل وأَيّ رجل ، يريد بذلك تعظيم شأْنه ، وإِذا سميت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ ومررت بمَنٍ ، قال ابن بري : وإِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّيُّ ، وإِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّيُّ ؛ وفي حديث سَطِيح : يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَن ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : هذا كما يقال أَعيا هذا الأَمر فلاناً وفلاناً عند المبالغة والتعظيم أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف ، يعني أَن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم : بعد اللَّتَيّا والتي ، استعظاماً لشأْن المخلوق .
      وقوله في الحديث : مَنْ غَشَّنا فليس منا أَي ليس على سيرتنا ومذهبنا والتمسك بسُنَّتنا ، كما يقول الرجل أَنا منْك وإِليك ، يريد المتابعة و الموافقة ؛ ومنه الحديث : ليس منّا من حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ ، وقد تكرر أَمثاله في الحديث بهذا المعنى ، وذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد به النفي عن دين الإِسلام ، ولا يصح .
      قال ابن سيده : مَنْ اسم بمعنى الذي ، وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في البِعادِ والطُّولِ ، وذلك أَنك إِذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جميع الناس ، ولولا هو لاحتجت أَن تقول إِن يَقُمْ زيد أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم ونحو ذلك ، ثم تقف حسيراً مبهوراً ولَمّا تَجِدْ إِلى غرضك سبيلاً ، فإِذا قلت مَنْ عندك أَغناك ذلك عن ذكر الناس ، وتكون للاستفهام المحض ، وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك : مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ ، فإِذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر ؛ وأَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّيِّ : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ ؟، قالوا : سَرَاةُ الجِنِّ قلت : عِمُوا ظَلام ؟

      ‏ قال : فمن رواه هكذا فإِنه أَجرى الوصل مُجْرَى الوقف ، فإِن قلت فإِنه في الوقف إِنما يكون مَنُونْ ساكن النون ، وأَنت في البيت قد حركته ، فهو إِذاً ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف ؟ فالجواب أَنه لما أَجراه في الوصل على حده في الوقف فأَثبت الواو والنون التقيا ساكنين ، فاضطر حينئذ إِلى أَن حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن ، فهذه الحركة إِذاً إِنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف ، وإِنما اضطر إِليها للوصل ؛ قال : فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل ، وذلك أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فقال مَنُونَ أَنتم على قوله أَيُّونَ أَنتم ، وكما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ منهما ، أَلا ترى أَن حكاية يونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلاً ؟ فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أَنشدناه من قوله الآخر : وأَسْماءُ ، ما أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ ، وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فجعل أَيّاً اسماً للجهة ، فلما اجتمع فيها التعريف والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ ، وإِن شئت قلت كان تقديره مَنُون كالقول الأَول ، ثم ، قال أَنتم أَي أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات ، كقول عَدِيٍّ : أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ ، فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ ، وكذلك أَراد لأَي ذيْنِك .
      وقولهم في جواب مَنْ ، قال رأَيت زيداً المَنِّيُّ يا هذا ، فالمَنِّيُّ صفة غير مفيدة ، وإِنما معناه الإِضافة إِلى مَنْ ، لا يُخَصُّ بذلك قبيلةٌ معروفة كما أَن مَن لا يَخُصُّ عيناً ، وكذلك تقول المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات ، فإِذا وصلت أَفردت على ما بينه سيبويه ، قال : وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التَّعَجُّب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب : سبحان الله مَنْ هو وما هو ؛ وأَما قوله : جادَتْ بكَفَّيْ كان مِنْ أَرْمى البَشَرْْ فقد روي مَنْ أَرمى البَشر ، بفتح ميم مَنْ ، أَي بكفَّيْ مَنْ هو أَرْمى البشرِ ، وكان على هذا زائدة ، ولو لم تكن فيه هذه الرواية لَمَا جاز القياس عليه لفُرُوده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع ، أَلا تراك لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ ولا نظرت إِلى غلامُهُ سعيدٌ ؟، قال : هذا قول ابن جني ، وروايتنا كان مِنْ أَرْمى البشر أَي بكفَّيْ رجلٍ كان .
      الفراء : تكون مِنْ ابتداءَ غاية ، وتكون بعضاً ، وتكون صِلةً ؛ قال الله عز وجل : وما يَعْزُبُ عن ربك من مثقال ذَرَّةٍ ؛ أَي ما يَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ ؛ ولداية الأَحنف فيه : والله لولا حَنَفٌ برجْلِهِ ، ما كان في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِه ؟

      ‏ قال : مِنْ صِلةٌ ههنا ، قال : والعرب تُدْخِلُ مِنْ على جمع المَحالّ إِلا على اللام والباء ، وتدخل مِنْ على عن ولا تُدْخِلُ عن عليها ، لأَن عن اسم ومن من الحروف ؛ قال القطامي : مِنْ عَنْ يمين الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَل ؟

      ‏ قال أَبو عبيد : والعرب تضَعُ مِن موضع مُذْ ، يقال : ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي مُذْ سنةٍ ؛ قال زهير : لِمَنِ الدِّيارُ ، بقُنَّةِ الحِجْرِ ، أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ .
      الجوهري : تقول العرب ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سنة .
      وفي التنزيل العزيز : أُسِّسَ على التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يوم ؛ قال : وتكون مِنْ بمعنى على كقوله تعالى : ونصرناه مِنَ القوم ؛ أَي على القوم ؛ قال ابن بري : يقال نصرته مِنْ فلان أَي منعته منه لأَن الناصر لك مانع عدوّك ، فلما كان نصرته بمعنى منعته جاز أَن يتعدّى بمن ، ومثله فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفون عن أَمره ، فعدّى الفعل بمعَنْ حَمْلاً على معنى يَخْرُجون عن أَمره ، لأَن المخالفة خروج عن الطاعة ، وتكن مِنْ بعَنْ البدل كقول الله تعالى : ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم مَلائكةً ؛ معناه : ولو نشاء لجعلنا بَدَلَكُم ، وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله : أَمِنْ آلِ ليلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عرفت الديارا .
      ومِنْ ، بالكسر : حرف خافض لابتداء الغاية في الأَماكن ، وذلك قولك مِنْ مكان كذا وكذا إِلى مكان كذا وكذا ، وخرجت من بَغْداد إِلى الكوفة ، و تقول إِذا كتبت : مِنْ فلانٍ إِلى فلان ، فهذه الأَسماء التي هي سوى الأَماكن بمنزلتها ؛ وتكون أَيضاً للتبعيض ، تقول : هذا من الثوب ، وهذا الدِّرْهم من الدراهم ، وهذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم ؛ وتكون للجنس كقوله تعالى : فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نَفْساً .
      فإن قيل : كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما ، قال منه ؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما ، قال تعالى : فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوثان ، ولم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان ، ولكن المعنى فاجتنبوا الرِّجْسَ الذي هو وَثَنٌ ، وكُلُوا الشيء الذي هو مَهْرٌ ، وكذلك قوله عز وجل : وعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مَغْفرةً وأَجراً عظيماً .
      قال : وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلام مستقيماً ولكنها توكيد بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافة ، وذلك قولك : ما أَتاني مِنْ رجلٍ ، وما رأَيت من أَحد ، لو أَخرجت مِنْ كان الكلام مستقيماً ، ولكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعيض ، فأَراد أَنه لم يأْته بعض الرجال ، وكذلك : ويْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن جعل التعجب من بعض ، وكذلك : لي مِلْؤُهُ من عَسَل ، وهو أَفضل من زيد ، إِنما أَراد أَن يفضله على بعض ولا يعم ، وكذلك إِذا قلت أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هذا وقولَكَ أَفضل منك لا يستغنى عن مِنْ فيهما ، لأَنها توصل الأَمر إِلى ما بعدها .
      قال الجوهري : وقد تدخل منْ توكيداً لَغْواً ، قال :، قال الأَخفش ومنه قوله تعالى : وتَرَى الملائكةَ خافِّينَ من حَوْلِ العرش ؛ وقال : ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قلبين في جوفه ، إِنما أَدْخلَ مِنْ توكيداً كما تقول رأَيت زيداً نفسه .
      وقال ابن بري في استشهاده بقوله تعالى : فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوْثانِ ،
      ، قال : مِنْ للبيان والتفسير وليست زائدة للتوكيد لأَنه لا يجوز إسقاطها بخلاف وَيْحَهُ من رجلٍ .
      قال الجوهري : وقد تكون مِنْ للبيان والتفسير كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ ، فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِيِّ في قولك دَرُّك وتَرْجَمةٌ عنه .
      وقوله تعالى : ويُنَزِّلُ من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ ؛ فالأُولى لابتداء الغاية ، والثانية للتبعيض ، والثالثة للبيان .
      ابن سيده : قا ل سيبويه وأَما قولك رأَيته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غاية رؤْيتك كما جعلته غاية حيث أَردت الابتداء والمُنْتَهى .
      قال اللحياني : فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابْنِكَ .
      وحكي عن طَيِّءٍ وكَلْبٍ : اطْلُبُوا مِنِ الرحمن ، وبعضهم يفتح النون عند اللام وأَلف الوصل فيقول مِنَ القوم ومِنَ ابْنِكَ ، قال : وأُراهم إِنما ذهبوا في فتحها إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا ، فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف وبقيت النون مفتوحة ، قال : وهي في قُضَاعَةَ ؛

      وأَنشد الكسائي عن بعض قُضاعَةَ : بَذَلْنا مارِنَ الخَطِِّّيِّ فيهِمْ ، وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظلام ؟

      ‏ قال ابن جني :، قال الكسائي أَراد مِنْ ، وأَصلُها عندهم مِنَا ، واحتاج إِليها فأَظهرها على الصحة هنا .
      قال ابن جني : يحتمل عندي أَن كون منَا فِعْلاً من مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كقوله : حتى تُلاقي الذي يَمْني لك الماني أَي يُقَدِّرُ لك المُقَدِّرُ ، فكأَنه تقدير ذلك الوقتِ وموازنته أَي من أَول النهار لا يزيد ولا ينقص .
      قال سيبويه :، قال مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤْمنين ففتحوا ، وشبَّهوها بأَيْنَ وكَيْفَ ، عني أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنين ، لكن فتحوا لما ذكر ، قال : وزعموا أَن ناساً يقولون مِنِ اللهِ فيكسرونه ويُجْرُونه على القياس ، يعني أَن الأَصل في كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنين ؛ قال : وقد اختلفت العرب في مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غير الأَلف واللام ، فكسره قوم على القياس ، وهي أَكثر في كلامهم وهي الجيدة ، ولم يَكْسِروا في أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر ، إِذ الأَلف واللام كثيرة في الكلام تدخل في كل اسم نكرة ، ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزلة الشاذ ، وكذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امْرِئٍ ، قال : وقد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قولك مِنَ المسلمين ، قال أَبو إِسحق : ويجوز حذف النون من مِنْ وعَنْ عند الأَلف واللام لالتقاء الساكنين ، وحذفها من مِنْ أَكثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن في الكلام أَكثر من دخول عَنْ ؛

      وأَنشد : أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَيْر الذي قَدْ يقال م الكَذِب ؟

      ‏ قال ابن بري : أَبو دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بنته .
      ابن الأَعرابي : يقال مِنَ الآن ومِ الآن ، يحذفون ؛

      وأَنشد : أَلا أَبْلغَ بَني عَوْفٍ رَسولاً ، فَمَامِ الآنَ في الطَّيْرِ اعتذارُ يقول لا أََعتذر بالتَّطَيُّرِ ، أَنا أُفارقكم على كل حال .
      وقولهم في القَسَم : مِنْ رَبِّي ما فعلت ، فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء ههنا ، لأَن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض إِذا لم يلتبس المعنى .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. نصح
    • " نَصَحَ الشيءُ : خَلَصَ .
      والناصحُ : الخالص من العسل وغيره .
      وكل شيءٍ خَلَصَ ، فقد نَصَحَ ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه : فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ ، من ماءِ أَلْهابٍ ، بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو : الناصح الناصع في بيت ساعدة ، قال : وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء .
      والنُّصْح : نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً ، وهو باللام أَفصح ؛ قال الله تعالى : وأَنْصَحُ لكم .
      ويقال : نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ ، والاسم النصيحة .
      والنصيحُ : الناصح ، وقوم نُصَحاء ؛ وقال النابغة الذبياني : نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي ، ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي

      ويقال : انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه ؛ ومنه قوله : أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ ، ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه : تَعْتَدُّه غاشّاً لك .
      وتَنْتَصِحُه : تَعْتَدُّه ناصحاً لك .
      قال الجوهري : وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة .
      يقال : انْتَصِحْني إِنني لك ناصح ؛

      وأَنشده ابن بري : تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ ، وما أَنا ، إِن خَبَّرْتُها ، بأَمِين ؟

      ‏ قال ابن بري : هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح ، كما تقول رددته فارْتَدَّ ، وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ ، ومَدَدْتُه فامْتَدَّ ، فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً ، فهو متعدّ إِلى مفعول ، فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح ، يعني اتخذني ناصحاً لك ؛ ومنه قولهم : لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أَن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً ، فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح .
      والنُّصْحُ : مصدر نَصَحْتُه .
      والانتصاحُ : مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً ، ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة ، فقد صار للانتصاح معنيان .
      وفي الحديث : إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم ؛ قال ابن الأَثير : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له ، فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها .
      وأَصل النُّصْحِ : الخلوص .
      ومعنى النصيحة لله : صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته .
      والنصيحة لكتاب الله : هو التصديق به والعمل بما فيه .
      ونصيحة رسوله : التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه .
      ونصيحة الأَئمة : أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا .
      ونصيحة عامّة المسلمين : إِرشادهم إِلى المصالح ؛ وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ، فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق .
      وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء .
      واسْتَنْصَحه : عَدَّه نصيحاً .
      ورجل ناصحُ الجَيْب : نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه ، كقولهم طاهر الثوب ، وكله على المثل ؛ قال النابغة : أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ ، بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ .
      والتَّنَصُّح : كثرة النُّصْحِ ؛ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ : إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة .
      والتوبة النَّصُوح : الخالصة ، وقيل : هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه ؛ قال الله عز وجل : توبةً نَصُوحاً ؛ قال الفراء : قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً ، بفتح النون ، وذكر عن عاصم نُصُوحاً ، بضم النون ؛ وقال الفراء : كأَنّ الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود ، والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة ؛ والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً ، وفي حديث أُبيّ : سأَلت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن التوبة النصوح فقال : هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ ؛ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى ، فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها ، وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة .
      وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال : لا أَعرفه ؛ قال الفراء وقال المفضَّل : بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً ؛ وقال أَبو إِسحق : توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح ، ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً .
      وقال أَبو زيد : نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه ؛ ومنه التوبة النصوح ، وهي الصادقة .
      والنِّصاحُ : السِّلكُ يُخاط به .
      وقال الليث : النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها ، وتصغيرها نُصَيِّحة .
      وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط .
      ويقال للإِبرة : المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ ، فهي الشعيرة .
      والنُّصْحُ : مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه .
      قال الجوهري : ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله ، صلى الله عليه وسلم : من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ .
      ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه : خاطه .
      ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ : خائط .
      والنِّصاحُ : الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً ، والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ ، الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد ، والأَلف فيه غير الأَلف ، والهاء لتأْنيث الجمع .
      والمِنْصَحة : المِخْيَطة .
      والمِنْصَحُ : المِخْيَطُ .
      وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة ، كما يقال : إِن فيه مُتَرَقَّعاً ؛ قال ابن مقبل : ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه ، غَداةَ الشَّمالِ ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو : المُتَنَصَّحُ المَخيطُ ، وأَنشد بيت ابن مقبل .
      وأَرض مَنْصوحة : متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ ، حكاه ابن الأَعرابي ؛ قال ابن سيده : وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض ، كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض .
      قال النضر : نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ ؛ وقال غيره : نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد ؛ وقال أَبو زيد : الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً .
      ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى ؛ وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً : صَدَقَتْه .
      وأَنْصَحْتُها أَنا : أَرويتها ؛

      قال : هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً ، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ‏

      ويروى : ‏ حتى تَنْضَحِي ، بالضاد المعجمة ، وليس بالعالي .
      البَلاطُ : القاعُ .
      وأَنْصَح الإِبلَ : أَرْواها .
      والنِّصاحاتُ : الجلودُ ؛ قبال الأَعشى يصف شَرْباً : فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ ، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَح ؟

      ‏ قال الأَزهري : أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم ؛ وقال ابن سيده : الرُّبَحُ من أَولاد الغنم ، وقيل : هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ ؛ وقال المُؤَرِّج : النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها : يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها ، والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل ، ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه ، ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال ؛ قال وهو قول الأَعشى : مثلما مدّت نصاحات الرب ؟

      ‏ قال : والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح .
      وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ : رجل من القرّاء .
      والنَّصْحاء ومَنْصَح : موضعان ؛ قال ساعدة بن جؤية (* قوله « قال ساعدة بن جؤية لهن إلخ » قبله : ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي ، بالصاد المهملة والغين المعجمة : موضع ، كما أنشده ياقوت في مادته .
      لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ ، كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ "

    المعجم: لسان العرب



  9. قلب
    • " القَلْبُ : تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه .
      قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً ، وأَقْلَبه ، الأَخيرةُ عن اللحياني ، وهي ضعيفة .
      وقد انْقَلَب ، وقَلَبَ الشيءَ ، وقَلَّبه : حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ .
      وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ .
      وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً ، وكلام مَقْلوبٌ ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب ، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب .
      والقَلْبُ أَيضاً : صَرْفُكَ إِنْساناً ، تَقْلِـبُه عن وَجْهه الذي يُريده .
      وقَلَّبَ الأُمورَ : بَحَثَها ، ونَظَر في عَواقبها .
      وفي التنزيل العزيز : وقَلَّبُوا لك الأُمور ؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم .
      وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد : تَصَرَّف فيها كيف شاءَ .
      وفي التنزيل العزيز : فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد .
      معناه : فلا يَغْرُرْكَ سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها ، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ .
      ورجل قُلَّبٌ : يَتَقَلَّبُ كيف شاءَ .
      وتَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ ، وجَنْباً لجَنْبٍ : تَحَوَّل .
      وقولُهم : هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ ، بصير بتَقْليبِ الأُمور .
      والقُلَّبُ الـحُوَّلُ : الذي يُقَلِّبُ الأُمُورَ ، ويحْتال لها .
      وروي عن مُعاوية ، لما احْتُضِرَ : أَنه كان يُقَلَّبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه ، فقال : إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً ، لو وُقيَ هَوْلَ الـمُطَّلَعِ ؛ وفي النهاية : إِن وُقيَ كُبَّةَ النار ، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور ، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول ، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ ، وكان مُحْتالاً في أُموره ، حَسَنَ التَّقَلُّبِ .
      وقوله تعالى : تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار ؛ قال الزجاج : معناه تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ .
      قال : ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة ، ازدادَ بصيرة ، ورأَى ما وُعِدَ به ، ومن كانَ قلبه على غير ذلك ، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث ، فعَلِم ذلك بقلبه ، وشاهَدَه ببصره ؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار .
      ويقال : قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه ، عند الوَعيدِ والغَضَبِ ؛

      وأَنشد :، قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِـبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه ، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه ؛ وأَقْلَبها : لغة عن اللحياني ، وهي ضعيفة .
      وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ : حان لها أَن تُقْلَبَ .
      وأَقْلَبَ العِنَبُ : يَبِسَ ظاهرُه ، فَحُوِّلَ .
      والقَلَبُ ، بالتحريك : انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا ، واسْتِرخاءٌ ؛ وفي الصحاح : انْقِلابُ الشَّفَةِ ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا .
      وشَفَة قَلْباءُ : بَيِّنَةُ القَلَب ، ورجل أَقْلَبُ .
      وفي المثل : اقْلِبـي قَلابِ ؛ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه ، فيَضَعُه حيث شاءَ .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ ، فأَقْبَلَ عليه ، فقال : ما تقول ياجرير ؟ وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه ، فقال : ذكرتُ أَبا بكر وفضله ، فقال عمر : اقْلِبْ قَلاَّبُ ، وسكتَ ؛ قال ابن الأَثير : هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة ، فيتداركها بأَن يَقْلِـبَها عن جِهتها ، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها ؛ يريد : اقْلِبْ يا قَلاَّبُ ! فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ ، وهو غريب ؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام .
      وقَلَبْتُ القومَ ، كما تقولُ : صَرَفْتُ الصبيانَ ، عن ثعلب .
      وقَلَبَ الـمُعَلِّم الصبيان يَقْلِـبُهم : أَرسَلَهم ، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم ؛ وأَقْلَبَهم : لغةٌ ضعيفةٌ ، عن اللحياني ، على أَنه قد ، قال : إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو : قَلَبْتُه ، بغير أَلف .
      وفي حديث أَبي هريرة : أَنه كان يقالُ لـمُعَلِّم الصبيان : اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى منازلهم .
      والانْقِلابُ إِلى اللّه ، عز وجل : المصيرُ إِليه ، والتَّحَوُّلُ ، وقد قَلَبه اللّهُ إِليه ؛ هذا كلامُ العرب .
      وحكى اللحياني : أَقْلَبه ؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ : أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه ، ومُقْلَبَ أَوليائه ، فقالها بالأَلف .
      والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ، ويكون مصدراً ، مثل الـمُنْصَرَف .
      والمُنْقَلَبُ : مَصِـيرُ العِـبادِ إِلى الآخرة .
      وفي حديث دعاءِ السفر : أَعوذُ بِكَ من كآبة الـمُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر ، والعَوْدِ إِلى الوَطَن ؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه .
      والانْقِلابُ : الرجوعُ مطلقاً ؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِـيدٍ ، حين وُلِدَ : فاقْلِـبُوه ، فقالوا : أَقْلَبْناه يا رسول اللّه ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في صحيح مسلم ، وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه .
      وقَلَبه عن وجهه : صَرَفَه ؛ وحكى اللحيانيُّ : أَقْلَبه ، قال : وهي مَرْغُوبٌ عنها .
      وقَلَبَ الثوبَ ، والحديثَ ، وكلَّ شيءٍ : حَوَّله ؛ وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه .
      وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَبْتُ .
      وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء ، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي ، قال الفراءُ : هو مأْخوذ من القُلابِ : داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها ، فيَقْلِـبُها إِلى فوق ؛ قال النمر : أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِـبه ، * وقد بَرِئْتُ ، فما بالقلبِ من قَلَبَهْ أَي بَرِئْتُ من داءِ الـحُبِّ ؛ وقال ابن الأَعرابي : معناه ليست به علة ، يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه .
      تقول : ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ له ، فيُنْظَرُ إِليه ؛ وقال الطائي : معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه ، فَيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه على فراشه .
      الليث : ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة .
      وفي الحديث : فانْطَلَق يَمشي ، ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة ؛ وقال الفراءُ : معناه ما بهِ علة يُخْشى عليه منها ، وهو مأْخوذ مِن قولهم : قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه وَجَعٌ في قلبه ، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه ؛ وقال ابن الأَعرابي : أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ منه حافرُه ؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ يصف فرساً : ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ ، * ولا لِـحَبْلَيْه بها حَبارُ أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها .
      وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ منها .
      والقَلْبُ : مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ .
      ابن سيده : القَلْبُ الفُؤَاد ، مُذَكَّر ، صَرَّح بذلك اللحياني ، والجمع : أَقْلُبٌ وقُلوبٌ ، الأُولى عن اللحياني .
      وقوله تعالى : نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْبك ؛ قال الزجاج : معناه نَزَلَ به جبريلُ ، عليه السلام ، عليك ، فَوَعاه قَلْبُك ، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً .
      وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل ، قال الفراءُ في قوله تعالى : إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ ؛ أَي عَقْلٌ .
      قال الفراءُ : وجائزٌ في العربية أَن تقولَ : ما لَكَ قَلْبٌ ، وما قَلْبُك معك ؛ تقول : ما عَقْلُكَ معكَ ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك ؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ ؟ وقال غيره : لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ .
      وَرُوي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَنه ، قال : أَتاكم أَهل اليَمن ، هم أَرَقُّ قلوباً ، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً ، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة ، والأَفْئِدَةَ باللِّين .
      وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال ، ولذلك ، قالوا : أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه ، وسُوَيْداءَ قلبه ؛

      وأَنشد بعضهم : لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ وقيل : القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما ، لاختلاف اللفظين تأْكيداً .
      وقال بعضهم : سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه ؛

      وأَنشد : ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه ، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَنه ، قال : سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب ! وقال اللّه تعالى : ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم .
      قال الأَزهري : ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها ، شَحْمَها وحِجابَها : قَلْباً وفُؤَاداً ، قال : ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما ؛ قال : ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه .
      وقَلَبه يَقْلِـبُه ويَقْلُبه ، الضم عن اللحياني وحدَه : أَصابَ قَلْبَه ، فهو مَقْلُوب ، وقُلِبَ قَلْباً : شَكا قَلْبه .
      والقُلابُ : داءٌ يأْخذ في القَلْبِ ، عن اللحياني .
      والقُلابُ : داءٌ يأْخُذُ البعير ، فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه ، يقال : بعير مَقْلُوبٌ ، وناقة مَقْلوبة .
      قال كراع : وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب ، والكُباد من الكَبِدِ ، والنُّكاف من النَّكَفَتَيْن ، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الـحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي . وقد قُلِبَ قِلاباً ؛ وقيل : قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة ، فمات .
      وأَقْلَبَ القومُ : أَصابَ إِبلَهم القُلابُ .
      الأَصمعي : إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ ، فهو مَقْلُوب ، وقد قُلِبَ قِلاباً .
      وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها : لُبُّها ، وشَحْمَتُها ، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل ، وفيه ثلاث لغات : قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ .
      وقال أَبو حنيفة مَرَّة : القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة ، وأَشدُّه بياضاً ، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها ، واحدته قُلْبة ، بضم القاف ، وسكون اللام ، والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ .
      وقَلَبَ النخلة : نَزَع قُلْبَها .
      وقُلُوبُ الشجر : ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها .
      وفي الحديث : أَن يحيـى بن زكريا ، صلوات اللّه على نبينا وعليه ، كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر ؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً ، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة ، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ ، واحدُها قُلْبٌ ، بالضم ، للفَرْق .
      وقَلْبُ النخلة : جُمَّارُها ، وهي شَطْبة بيضاءُ ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها ، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ ، سُمِّيَ قَلْباً لبياضه .
      شمر : يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة ، ويُجْمَع قِلَبةً .
      التهذيب : القُلْبُ ، بالضم ، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب .
      والقَلْبُ : هو الجُمَّارُ ، وقَلْبُ كلّ شيءٍ : لُبُّه ، وخالِصُه ، ومَحْضُه ؛ تقول : جئْتُك بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ .
      وفي الحديث : إِن لكلِّ شيءٍ قَلْباً ، وقلبُ القرآن يس .
      وقَلْبُ العقْرب : منزل من منازل القَمَر ، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ ، وبجانِبَيْه كوكبان .
      وقولهم : هو عربيّ قَلْبٌ ، وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص ، تقول منه : رجل قَلْبٌ ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة : قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ ، * يُرْمَى الـمَقانبُ عنها والأَراجِـيلُ ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ : مَحْضُ النسَبِ ، يستوي فيه المؤَنث ، والمذكر ، والجمع ، وإِن شئت ثَنَّيْتَ ، وجَمَعْتَ ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد ، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ ؛ قال سيبويه : وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً ، على الصفة والمصدر ، والصفة أَكثرُ .
      وفي الحديث : كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش .
      وقيل : أَراد فَهِماً فَطِناً ، من قوله تعالى : لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ .
      والقُلْبُ من الأَسْوِرَة : ما كان قَلْداً واحداً ، ويقولون : سِوارٌ قُلْبٌ ؛ وقيل : سِوارُ المرأَة .
      والقُلْبُ : الحيةُ البيضاءُ ، على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة .
      وفي حديث ثَوْبانَ : أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ والحسين ، عليهم السلام ، بقُلْبَيْن من فضة ؛ القُلْبُ : السوار .
      ومنه الحديث : أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن .
      وفي حديث عائشة ، رضي اللّه عنها ، في قوله تعالى : ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها ؛ قالت : القُلْبُ ، والفَتَخَةُ .
      والمِقْلَبُ : الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة .
      وقَلَبْتُ الـمَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِـبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه .
      والقُلَيْبُ ، على لفظ تصغير فَعْلٍ : خَرَزة يُؤَخَّذُ بها ، هذه عن اللحياني .
      والقِلِّيبُ ، والقَلُّوبُ ، والقِلَّوْبُ ، والقَلُوبُ ، والقِلابُ : الذئبُ ، يَمانية ؛ قال شاعرهم : أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ ، * أَكِـيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض الـمَذانبِ والقَلِـيبُ : البئرُ ما كانت .
      والقليبُ : البئر ، قبل أَن تُطْوَى ، فإِذا طُوِيَتْ ، فهي الطَّوِيُّ ، والجمع القُلُبُ .
      وقيل : هي البئر العاديَّةُ القديمةُ ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ ، ولا حافِرٌ ، تكونُ بالبَراري ، تُذكَّر وتؤَنث ؛ وقيل : هي البئر القديمة ، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ .
      ابن شميل : القَلِـيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِـيّ ، مَطْويَّةٌ أَو غير مَطْوية ، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ .
      وقال شمر : القَلِـيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة ، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ .
      قال : وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها .
      وقال ابن الأَعرابي : القَلِـيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا ، والجمع أَقْلِـبةٌ ؛ قال عنترة يصف جُعَلاً : كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً ، * هَدُوجاً بينَ أَقْلِـبةٍ مِلاحِ وفي الحديث : أَنه وقَفَ على قَلِـيبِ بَدْرٍ .
      القَلِـيبُ : البئر لم تُطْوَ ، وجمع الكثير : قُلُبٌ ؛ قال كثير : وما دامَ غَيْثٌ ، من تِهامةَ ، طَيِّبٌ ، * بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ والكِرارُ : جمعُ كَرٍّ للـحِسْيِ .
      والعاديَّة : القديمةُ ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال : عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وقيل : الجمع قُلُبٌ ، في لغة مَنْ أَنـَّثَ ، وأَقْلِـبةٌ وقُلُبٌ جميعاً ، في لغة مَن ذَكَّر ؛ وقد قُلِـبَتْ تُقْلَبُ .
      ( يتبع

      .
      ..) ( تابع

      .
      .
      . ): قلب : القَلْبُ : تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه

      .
      .
      .
      .

      .
      .
      . وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ .
      قال ابن الأَعرابي : القُلْبةُ الـحُمْرَةُ .
      الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب : القالِبُ ، بالكسر ، البُسْرُ الأَحمر ؛ يقال منه : قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ .
      وقال أَبو حنيفة : إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها ، فهي القالِبُ .
      وشاة
      ، قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها .
      وفي الحديث : أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب ، قال لموسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : لَكَ من غَنَمِـي ما جاءَت به ، قالِبَ لونٍ ؛ فجاءَتْ به كُلِّه ، قالِبَ لونٍ ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين .
      تفسيره في الحديث : أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها ، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب .
      وفي حديث عليٍّ ، كرّم اللّه وجهَه ، في صفة الطيور : فمنها مغموس في ، قالِـَبِ لونٍ ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه .
      أَبو زيد : يقال للبليغ من الرجال : قد رَدَّ ، قالِبَ الكلامِ ، وقد طَبَّقَ الـمَفْصِلَ ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ .
      وفي الحديث : كان نساءُ بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ ؛ جمع ، قالَبٍ ، وهو نَعْل من خَشَب كالقَبْقابِ ، وتُكسَر لامه وتفتح .
      وقيل : انه مُعَرَّب .
      وفي حديث ابن مسعود : كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ ، تطاولُ بهما .
      والقالِبُ والقالَبُ : الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها ، وكذلك ، قالِبُ الخُفِّ ونحوه ، دَخِـيل .
      وبنو القلَيْب : بطن من تميم ، وهو القُلَيْبُ بنُ عمرو ابن تميم .
      وأَبو قِلابةَ : رجلٌ من المحدّثين .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: