الباقون بعد فناء الخلق سورة : الحجر ، آية رقم : 23
المعجم: كلمات القران
- انظر التحليل و التفسير المفصل
خرج
" الخُروج : نقيض الدخول . خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً ، فهو خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ ، وقد أَخْرَجَهُ وخَرَجَ به . الجوهري : قد يكون المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ . يقال : خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً ، وهذا مَخْرَجُه . وأَما المُخْرَجُ فقد يكون مصدرَ قولك أَخْرَجَه ، والمفعولَ به واسمَ المكان والوقت ، تقول : أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ ، وهذا مُخْرَجُه ، لأَن الفعل إِذا جاوز الثلاثة فالميم منه مضمومة ، مثل دَحْرَجَ ، وهذا مُدَحْرَجُنا ، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ ببنات الأَربعة . والاستخراجُ : كالاستنباط . وفي حديث بَدْرٍ : فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ من قِرْبةٍ أَي أَخْرَجَها ، وهو افْتَعَلَ منه . والمُخارَجَةُ : المُناهَدَةُ بالأَصابع . والتَّخارُجُ : التَّناهُدُ ؛ فأَما قول الحسين بن مُطَيْرٍ : ما أَنْسَ ، لا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ ، في يوم عيدٍ ، ويومُ العيدِ مَخْرُوجُ فإِنه أَراد مخروجٌ فيه ، فحذف ؛ كما ، قال في هذه القصيدة : والعينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ أَراد معروج به . وقوله عز وجل : ذلك يَوْمُ الخُروجِ ؛ أَي يوم يخرج الناس من الأَجداث . وقال أَبو عبيدة : يومُ الخُروجِ من أَسماء يوم القيامة ؛ واستشهدَ بقول العجاج : أَلَيسَ يَوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجا ، أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا ؟ أَبو إِسحق في قوله تعالى : يوم الخروج أَي يوم يبعثون فيخرجون من الأَرض . ومثله قوله تعالى : خُشَّعاً أَبصارُهُمُ يَخْرُجون من الأَجْداثِ . وفي حديث سُوَيْدِ بن عَفَلَةَ : دخل عليَّ عليٌّ ، رضي الله عنه ، في يوم الخُرُوج ، فإِذا بين يديه فاتُورٌ عليه خُبْزُ السَّمْراء وصحفةٌ فيها خَطِيفَةٌ . يَوْم الخُروجِ ؛ يريد يوم العيد ، ويقال له يوم الزينة ويوم المشرق . وخُبْزُ السَّمْراءِ : الخُشْكارُ ، كما قيل لِلُّبابِ الحُوَّارَى لبياضه . واخْتَرَجَهُ واسْتَخْرجَهُ : طلب إِليه أَن منه أَن يَخْرُجَ . وناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ إِذا خرجت على خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِيِّ . وفي حديث قصة : أَن الناقة التي أَرسلها الله ، عز وجل ، آيةً لقوم صالح ، عليه السلام ، وهم ثمود ، كانت مُخْتَرَجة ، قال : ومعنى المختَرَجة أَنها جُبلت على خلقة الجمل ، وهي أَكبر منه وأَعظم . واسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ : أُصْلِحَتْ للزراعة أَو الغِراسَةِ ، وهو من ذلك عن أَبي حنيفة . وخارجُ كلِّ شيءٍ : ظاهرُه . قال سيبويه : لا يُستعمل ظرفاً إِلا بالحرف لأَنه مخصوص كاليد والرجل ؛ وقول الفرزدق : عَلى حِلْفَةٍ لا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً ، ولا خارِجاً مِن فِيِّ زُورُ كلامِ أَراد : ولا يخرج خروجاً ، فوضع الصفة موضع المصدر لأَنه حمله على عاهدت . والخُروجُ : خُروجُ الأَديب والسائق ونحوهما يُخَرَّجُ فيَخْرُجُ . وخَرَجَتْ خَوارجُ فلان إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ وتَوَجَّه لإِبرام الأُمورِ وإِحكامها ، وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بعد صباه . والخارِجِيُّ : الذي يَخْرُجُ ويَشْرُفُ بنفسه من غير أَن يكون له قديم ؛ قال كثير : أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجيٍّ ، وليس قَديمُ مَجْدِكَ بانْتِحال والخارِجِيَّةُ : خَيْل لا عِرْقَ لها في الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ ، وهي مع ذلك جِيادٌ ؛ قال طفيل : وعارَضْتُها رَهْواً على مُتَتَابِعٍ ، شَديدِ القُصَيْرى ، خارِجِيٍّ مُجَنَّبِ وقيل : الخارِجِيُّ كل ما فاق جنسه ونظائره . قال أَبو عبيدة : من صفات الخيل الخَرُوجُ ، بفتح الخاء ، وكذلك الأُنثى ، بغير هاءٍ ، والجمع الخُرُجُ ، وهو الذي يَطول عُنُقُهُ فَيَغْتالُ بطولها كلَّ عِنانٍ جُعِلَ في لجامه ؛
وأَنشد : كلّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلى ، وخَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ الأَزهري : وأَما قول زهير يصف خيلاً : وخَرَّجَها صَوارِخَ كلِّ يَوْمٍ ، فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِينُ فمعناه : أَن منها ما به طِرْقٌ ، ومنها ما لا طِرْقَ به ؛ وقال ابن الأَعرابي : معنى خَرَّجَها أَدَّبها كما يُخَرِّجُ المعلم تلميذه . وفلانٌ خَرِيجُ مالٍ وخِرِّيجُه ، بالتشديد ، مثل عِنِّينٍ ، بمعنى مفعول إِذا دَرَّبَهُ وعَلَّمَهُ . وقد خَرَّجَهُ في الأَدبِ فَتَخَرَّجَ . والخَرْجُ والخُرُوجُ : أَوَّلُ ما يَنْشَأُ من السحاب . يقال : خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ ؛ وقيل : خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ وانْبِساطُه ؛ قال أَبو ذؤَيب : إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ له الصَّبا ، فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدها وخُرُوجُ الأَخفش : يقال للماء الذي يخرج من السَّحاب : خَرْجٌ وخُرُوجٌ . الأَصمعي : يقال أَوَّل ما يَنْشَأُ السحابُ ، فهو نَشْءٌ . التهذيب : خَرَجَت السماء خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بعد إِغامَتِها ؛ وقال هِمْيان يصف الإِبل وورودها : فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهارِجَا ؛ تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا يريد مُصْحِياً ؛ والسحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كما تُخْرِجُ الظَّلْمَ . والخَرُوجُ من الإِبل : المِعْناقُ المتقدمة . والخُرَاجُ : ورَمٌ يَخْرُجُ بالبدن من ذاته ، والجمع أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ . غيره : والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يخرج بداية أَو غيرها من الحيوان . الصحاح : والخُرَاجُ ما يَخْرُجُ في البدن من القُرُوح . والخَوَارِجُ : الحَرُورِيَّةُ ؛ والخَارِجِيَّةُ : طائفة منهم لزمهم هذا الاسمُ لخروجهم عن الناس . التهذيب : والخَوَارِجُ قومٌ من أَهل الأَهواء لهم مَقالَةٌ على حِدَةٍ . وفي حديث ابن عباس أَنه ، قال : يَتَخَارَجُ الشَّريكانِ وأَهلُ الميراث ؛ قال أَبو عبيد : يقول إِذا كان المتاع بين ورثة لم يقتسموه أَو بين شركاء ، وهو في يد بعضهم دون بعض ، فلا بأْس أَن يتبايعوه ، وإِن لم يعرف كل واحد نصيبه بعينه ولم يقبضه ؛ قال : ولو أَراد رجل أَجنبي أَن يشتري نصيب بعضهم لم يجز حتى يقبضه البائع قبل ذلك ؛ قال أَبو منصور : وقد جاءَ هذا عن ابن عباس مفسَّراً على غير ما ذكر أَبو عبيد . وحدَّث الزهري بسنده عن ابن عباس ، قال : لا بأْس أَن يَتَخَارَج القومُ في الشركة تكون بينهم فيأْخذ هذا عشرة دنانير نقداً ، ويأْخذ هذا عشرة دنانير دَيْناً . والتَّخارُجُ : تَفاعُلٌ من الخُروج ، كأَنه يَخْرُجُ كلُّ واحد من شركته عن ملكه إِلى صاحبه بالبيع ؛ قال : ورواه الثوري بسنده على ابن عباس في شريكين : لا بأْس أَن يتخارجا ؛ يعني العَيْنَ والدَّيْنَ ؛ وقال عبد الرحمن بن مهدي : التخارج أَن يأْخذ بعضهم الدار وبعضهم الأَرض ؛ قال شمر : قلت لأَحمد : سئل سفيان عن أَخوين ورثا صكّاً من أَبيهما ، فذهبا إِلى الذي عليه الحق فتقاضياه ؛ فقال : عندي طعام ، فاشتريا مني طعاماً بما لكما عليَّ ، فقال أَحد الأَخوين : أَنا آخذ نصيبي طعاماً ؛ وقال الآخر : لا آخذ إِلاّ دراهم ، فأَخذ أَحدهما منه عشرة أَقفرة بخمسين درهماً بنصيبه ؛ قال : جائز ، ويتقاضاه الآخر ، فإِن تَوَى ما على الغريم ، رجع الأَخ على أَخيه بنصف الدراهم التي أَخذ ، ولا يرجع بالطعام . قال أَحمد : لا يرجع عليه بشيء إِذا كان قد رضي به ، والله أَعلم . وتَخَارَجَ السَّفْرُ : أَخْرَجُوا نفقاتهم . والخَرْجُ والخَرَاجُ ، واحدٌ : وهو شيء يُخْرِجُه القومُ في السَّنَةِ مِن مالهم بقَدَرٍ معلوم . وقال الزجاج : الخَرْجُ المصدر ، والخَرَاجُ : اسمٌ لما يُخْرَجُ . والخَرَاجُ : غَلَّةُ العبد والأَمة . والخَرْجُ والخَراج : الإِتاوَةُ تُؤْخذ من أَموال الناس ؛ الأَزهري : والخَرْجُ أَن يؤَدي إِليك العبدُ خَرَاجَه أَي غلته ، والرَّعِيَّةُ تُؤَدِّي الخَرْجَ إِلى الوُلاةِ . وروي في الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : الخَرَاجُ بالضمان ؛ قال أَبو عبيد وغيره من أَهل العلم : معنى الخراج في هذا الحديث غلة العبد يشتريه الرجلُ فيستغلُّه زماناً ، ثم يَعْثُرُ منه على عَيْبٍ دَلَّسَهُ البائعُ ولم يُطْلِعْهُ عليه ، فله رَدُّ العبد على البائع والرجوعُ عليه بجميع الثمن ، والغَّلةُ التي استغلها المشتري من العبد طَيِّبَةٌ له لأَنه كان في ضمانه ، ولو هلك هلك من ماله . وفسر ابن الأَثير قوله : الخراج بالضمان ؛ قال : يريد بالخراج ما يحصل من غلة العين المبتاعة ، عبداً كان أَو أَمة أَو ملكاً ، وذلك أَن يشتريه فيستغله زماناً ، ثم يعثر فيه على عيب قديم ، فله رد العين المبيعة وأَخذ الثمن ، ويكون للمشتري ما استغله لأَن المبيع لو كان تلفَ في يده لكان من ضمانه ، ولم يكن له على البائع شيء ؛ وباء بالضمان متعلقة بمحذوف تقديره الخراج مستحق بالضمان أَي بسببه ، وهذا معنى قول شريح لرجلين احتكما إِليه في مثل هذا ، فقال للمشتري : رُدَّ الداءَ بدائه ولك الغلةُ بالضمان . معناه : رُدَّ ذا العيب بعيبه ، وما حصل في يدك من غلته فهو لك . ويقال : خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتفقا على ضريبة يَرُدُّها العبدُ على سيده كلَّ شهر ويكون مُخَلًّى بينه وبين عمله ، فيقال : عبدٌ مُخَارَجٌ . ويُجْمَعُ الخَراجُ ، الإِتَاوَةُ ، على أَخْراجٍ وأَخَارِيجَ وأَخْرِجَةٍ . وفي التنزيل : أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ . قال الزجاج : الخَرَاجُ الفَيْءُ ، والخَرْجُ الضَّريبَةُ والجزية ؛ وقرئ : أَم تسأَلهم خَرَاجاً . وقال الفراء . معناه : أَمْ تسأَلهم أَجراً على ما جئت به ، فأَجر ربك وثوابه خيرٌ . وأَما الخَرَاجُ الذي وظفه عمرُ بن الخطاب ، رضي الله عنه ، على السواد وأَرضِ الفَيْء فإِن معناه الغلة أَيضاً ، لأَنه أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ ودفعها إِلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة يؤدونها كل سنة ، ولذلك سمي خَراجاً ، ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي افتتحت صُلْحاً ووظف ما صولحوا عليه على أَراضيهم : خراجية لأَن تلك الوظيفة أَشبهت الخراج الذي أُلزم به الفلاَّحون ، وهو الغلة ، لأَن جملة معنى الخراج الغلة ؛ وقيل للجزية التي ضربت على رقاب أَهل الذِّمَّة : خراج لأَنه كالغلة الواجبة عليهم . ابن الأَعرابي : الخَرْجُ على الرؤوس ، والخَرَاجُ على الأَرضين . وفي حديث أَبي موسى : مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها ، طَيِّبٌ خَرَاجُها أَي طَعْمُ ثمرها ، تشبيهاً بالخَرَاجِ الذي يقع على الأَرضين وغيرها . والخُرْجُ : من الأَوعية ، معروفٌ ، عربيٌّ ، وهو هذا الوعاء ، وهو جُوالِقٌ ذو أَوْنَيْنِ ، والجمع أَخْراجٌ وخِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ وجِحَرَة . وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَي نَبْتُها في مكانٍ دون مكانٍ . وتَخْريجُ الراعية المَرْتَعَ : أَن تأْكل بعضَه وتترك بعضه . وخَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَى : أَبقت بعضه وأَكلت بعضه . والخَرَجُ ، بالتحريك : لَوْنانِ سوادٌ وبياض ؛ نعامة خَرْجَاءُ ، وظَلِيمٌ أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ . واخْرَجَّتِ النعامةُ اخْرِجاجاً ، واخْرَاجَّتْ اخْرِيجاجاً أَي صارت خَرْجاءَ . أَبو عمرو : الأَخْرَجُ من نَعْتِ الظَّلِيم في لونه ؛ قال الليث : هو الذي لون سواده أَكثر من بياضه كلون الرماد . التهذيب : أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تزوج بِخِلاسِيَّةٍ . وأَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ ، وهي النعام ؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ والأُنثى خَرْجاءُ ، واستعاره العجاج للثوب فقال : إِنَّا ، مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا ، ولَبِسَتْ ، للْمَوتِ ، ثَوباً أَخْرَجا أَي لبست الحروب ثوباً فيه بياض وحمرة من لطخ الدم أَي شُهِّرَتْ وعُرِفَتْ كشهرة الأَبلق ؛ وهذا الرجز في الصحاح : ولبست للموت جُلاًّ أَخرجها وفسره فقال : لبست الحروب جُلاًّ فيه بياض وحمرة . وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ أَي خِصْبٌ وجَدْبٌ . وعامٌ أَخْرَجُ : فيه جَدْبٌ وخِصْبٌ ؛ وكذلك أَرض خَرْجَاءُ وفيها تَخرِيجٌ . وعامٌ فيه تَخْرِيجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المواضع ولم يُنْبِتْ بَعْضٌ . وأَخْرَجَ : مَرَّ به عامٌ نصفُه خِصبٌ ونصفه جَدْبٌ ؛ قال شمر : يقال مررت على أَرض مُخَرَّجة وفيها على ذلك أَرْتاعٌ . والأَرتاع : أَماكن أَصابها مطر فأَنبتت البقل ، وأَماكن لم يصبها مطر ، فتلك المُخَرَّجةُ . وقال بعضهم : تخريج الأَرض أَن يكون نبتها في مكان دون مكان ، فترى بياض الأَرض في خضرة النبات . الليث : يقال خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه تخْريجاً إِذا كتبه فترك فيه مواضع لم يكتبها ؛ والكتابٌ إِذا كُتب فترك منه مواضع لم تكتب ، فهو مُخَرَّجٌ . وخَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جعله ضروباً يخالف بعضه بعضاً . والخَرْجاءُ : قرية في طريق مكة ، سمِّيَت بذلك لأَن في أَرضها سواداً وبياضاً إِلى الحمرة . والأَخْرَجَةُ : مرحلة معروفة ، لونها ذلك . والنجوم تُخَرِّجُ اللَّوْنَ (* قوله « والنجوم تخرج اللون إلخ » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس والنجوم تخرج لون الليل فيتلون إلخ بدليل الشاهد المذكور .) فَتَلَوَّن بِلَوْنَيْنِ من سواده وبياضها ؛ قال : إِذا اللَّيْلُ غَشَّاها ، وخَرَّج لَوْنَهُ نُجُومٌ ، كأَمْثالِ المصابيحِ ، تَخْفِقُ وجَبَلٌ أَخْرَجُ ، كذلك . وقارَةٌ خَرْجَاءُ : ذاتُ لَوْنَيْنِ . ونَعْجَةٌ خَرْجاءٌ : وهي السوداء البيضاءُ إِحدى الرجلين أَو كلتيهما والخاصرتين ، وسائرُهما أَسودُ . التهذيب : وشاةٌ خَرْجاءُ بيضاء المُؤَخَّرِ ، نصفها أَبيض والنصف الآخر لا يضرك ما كان لونه . ويقال : الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ في بياض ، والسوادُ الغالبُ . والأَخْرَجُ من المِعْزَى : الذي نصفه أَبيض ونصفه أَسود . الجوهري : الخَرْجاءُ من الشاء التي ابيضت رجلاها مع الخاصرتين ؛ عن أَبي زيد . والأَخْرَجُ : جَبَلٌ معروف للونه ، غلب ذلك عليه ، واسمه الأَحْوَلُ . وفرسٌ أَخْرَجُ : أَبيض البطن والجنبين إِلى منتهى الظهر ولم يصعد إِليه ، ولَوْنُ سائره ما كان . والأَخْرَجُ : المُكَّاءُ ، لِلَوْنِهِ . والأَخْرَجانِ : جبلان معروفان ، وأَخْرَجَةُ : بئر احتفرت في أَصل أَحدهما ؛ التهذيب : وللعرب بئر احتفرت في أَصل جبلٍ أَخْرَجَ يسمونها أَخْرَجَةَ ، وبئر أُخرى احتفرت في أَصل جبل أَسْوَدَ يسمونها أَسْوَدَةَ ، اشتقوا لهما اسمين من نعت الجبلين . الفراءُ : أَخْرَجَةُ اسم ماءٍ وكذلك أَسْوَدَةُ ؛ سميتا بجبلين ، يقال لأَحدهما أَسْوَدُ وللآخر أَخْرَجُ . ويقال : اخْترَجُوه ، بمعنى استخرجُوه . وخَرَاجِ والخَرَاجُ وخَرِيجٌ والتَّخْريجُ ، كلُّه : لُعْبةٌ لفتيان العرب . وقال أَبو حنيفة : الخَرِيجُ لعبة تسمى خَرَاجِ ، يقال فيها : خَراجِ خَرَاجِ مثل قَطامِ ؛ وقول أَبي ذؤَيب الهذلي : أَرِقْتُ له ذَاتَ العِشَاءِ ، كأَنَّهُ مَخَارِيقُ ، يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ والهاء في له تعود على برق ذكره قبل البيت ، شبهه بالمخاريق وهي جمع مِخْرَاقٍ ، وهو المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به . وقوله : ذاتَ العِشاءِ أَراد به الساعة التي فيها العِشاء ، أَراد صوت اللاعبين ؛ شبه الرعد به ؛ قال أَبو علي : لا يقال خَرِيجٌ ، وإِنما المعروف خَراجِ ، غير أَن أَبا ذؤيب احتاج إِلى إِقامة القافية فأَبدل الياءَ مكان الأَلف . التهذيب : الخَرَاجُ والخَرِيجُ مُخَارجة : لعبة لفتيان الأَعراب . قال الفراء : خَرَاجِ اسم لعبة لهم معروفة ، وهو أَن يمسك أَحدهم شيئاً بيده ، ويقول لسائرهم : أَخْرِجُوا ما في يدي ؛ قال ابن السكيت : لعب الصبيان خَرَاجِ ، بكسر الجيم ، بمنزلة دَرَاكِ وقَطَامِ . والخَرْجُ : وادٍ لا مَنفذ فيه ، ودارَةُ الخَرْجِ هنالك . وبَنُو الخَارِجِيَّةِ : بَطْنٌ من العرب ينسبون إِلى أُمّهم ، والنسبة إِليهم خارِجِيٌّ ؛ قال ابن دريد : وأَحسبها من بني عمرو بن تميم . وخارُوجٌ : ضرب من النَّخل . قال الخليل بن أَحمد : الخُرُوجُ الأَلف التي بعد الصلة في القافية ، كقول لبيد : عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها فالقافية هي الميم ، والهاء بعد الميم هي الصلة ، لأَنها اتصلت بالقافية ، والأَلف التي بعد الهاء هي الخُرُوجُ ؛ قال الأَخفَش : تلزم القافية بعد الروي الخروج ، ولا يكون إِلا بحرف اللين ، وسبب ذلك أَن هاء الإِضمار لا تخلو من ضم أَو كسر أَو فتح نحو : ضربه ، ومررت به ، ولقيتها ، والحركات إِذا أُشبعت لم يلحقها أَبداً إِلا حروف اللين ، وليست الهاء حرف لين فيجوز أَن تتبع حركة هاء الضمير ؛ هذا أَحد قولي ابن جني ، جعل الخروج هو الوصل ، ثم جعل الخروج غير الوصل ، فقال : الفرق بين الخروج والوصل أَن الخروج أَشد بروزاً عن حرف الروي واكتنافاً من الوصل لأَنه بعده ، ولذلك سمي خروجاً لأَنه برز وخرج عن حرف الروي ، وكلما تراخى الحرف في القافية وجب له أَن يتمكن في السكون واللين ، لأَنه مقطع للوقف والاستراحة وفناء الصوت وحسور النفس ، وليست الهاء في لين الأَلف والياء والواو ، لأَنهن مستطيلات ممتدات . والإِخْرِيجُ : نَبْتٌ . وخَرَاجِ : فَرَسُ جُرَيْبَةَ بن الأَشْيَمِ الأَسدي . والخَرْجُ : اسم موضع باليمامة . والخَرْجُ : خِلافُ الدَّخْلِ . ورجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مثال هُمَزة أَي كثير الخروج والولوج . زيد بن كثوة : يقال فلانٌ خَرَّاجٌ وَلاّجٌ ؛ يقال ذلك عند تأْكيد الظَّرْفِ والاحتيال . وقيل : خَرّاجٌ وَلاّجٌ إِذا لم يسرع في أَمر لا يسهل له الخروج منه إِذا أَراد ذلك . وقولهم : أَسْرَعُ من نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ ، هي امرأَة من بَجِيلَةَ ، ولدت كثيراً في قبائلَ من العرب ، كانوا يقولون لها : خِطْبٌ فتقول : نِكْحٌ وخارجةُ ابنها ، ولا يُعْلَمُ ممن هو ؛ ويقال : هو خارجة بن بكر بن يَشْكُرَ بن عَدْوانَ بن عمرو بن قيس عَيْلانَ . وخَرْجاءُ : اسمُ رَكِيَّة بعينها . وخَرْجٌ : اسم موضع بعينه . "
المعجم: لسان العرب
حيا
" الحَياةُ : نقيض الموت ، كُتِبَتْ في المصحف بالواو ليعلم أَن الواو بعد الياء في حَدِّ الجمع ، وقيل : على تفخيم الأَلف ، وحكى ابن جني عن قُطْرُب : أَن أَهل اليمن يقولون الحَيَوْةُ ، بواو قبلها فتحة ، فهذه الواو بدل من أَلف حياةٍ وليست بلام الفعل من حَيِوْتُ ، أَلا ترى أَن لام الفعل ياء ؟ وكذلك يفعل أَهل اليمن بكل أَلف منقلبة عن واو كالصلوة والزكوة . حَيِيَ حَياةً (* قوله « حيي حياة إلى قوله خفيفة » هكذا في الأصل والتهذيب ). وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فهو حَيٌّ ، وللجميع حَيُّوا ، بالتشديد ، قال : ولغة أُخرى حَيَّ وللجميع حَيُوا ، خفيفة . وقرأَ أَهل المدينة : ويَحْيا مَنْ حَيِيَ عن بيِّنة ، وغيرهم : مَنْ حَيَّ عن بيِّنة ؛ قال الفراء : كتابتُها على الإدغام بياء واحدة وهي أَكثر قراءات القراء ، وقرأَ بعضهم : حَيِيَ عن بينة ، بإظهارها ؛ قال : وإنما أَدغموا الياء مع الياء ، وكان ينبغي أَن لا يفعلوا لأَن الياء الأََخيرة لزمها النصب في فِعْلٍ ، فأُدغم لمَّا التَقى حرفان متحركان من جنس واحد ، قال : ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة للياء الأَخيرة فتقول حَيَّا وحَيِيَا ، وينبغي للجمع أَن لا يُدْغَم إلا بياء لأَن ياءها يصيبها الرفع وما قبلها مكسور ، فينبغي له أَن تسكن فتسقط بواو الجِماعِ ، وربما أَظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادةَ تأْليفِ الأفَعال وأَن تكون كلها مشددة ، فقالوا في حَيِيتُ حَيُّوا ، وفي عَيِيتُ عَيُّوا ؛ قال : وأَنشدني بعضهم : يَحِدْنَ بنا عن كلِّ حَيٍّ ، كأَنَّنا أَخارِيسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالكتب (* قوله « وبالكتب » كذا بالأصل ، والذي في التهذيب : وبالنسب ). قال : وأَجمعت العرب على إدغام التَّحِيَّة لحركة الياء الأَخيرة ، كما استحبوا إدغام حَيَّ وعَيَّ للحركة اللازمة فيها ، فأَما إذا سكنت الياء الأَخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يُحْيِي ويُعْيِي ، وقد جاء في الشعر الإدغام وليس بالوجه ، وأَنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع ، ولم يَعْبإ الزجاج بالبيت الذي احتج به الفراء ، وهو قوله : وكأَنَّها ، بينَ النساء ، سَبِيكةٌ تَمْشِي بسُدّةِ بَيْتِها فتُعيِّي وأَحْياه اللهُ فَحَيِيَ وحَيَّ أَيضاً ، والإدغام أَكثر لأَن الحركة لازمة ، وإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله : أَليس ذلك بقادر على أَن يُحْيِيَ المَوْتَى . والمَحْيا : مَفْعَلٌ من الحَياة . وتقول : مَحْيايَ ومَماتي ، والجمع المَحايِي . وقوله تعالى : فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طَيِّبَةً ، قال : نرْزُقُه حَلالاً ، وقيل : الحياة الطيبة الجنة ، وروي عن ابن عباس ، قال : فلنحيينه حياة طيبة هو الرزق الحلال في الدنيا ، ولنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بأَحسن ما كانوا يعملون إذا صاروا إلى الله جَزاهُم أَجرَهُم في الآخرة بأَحسنِ ما عملوا . والحَيُّ من كل شيء : نقيضُ الميت ، والجمع أَحْياء . والحَيُّ : كل متكلم ناطق . والحيُّ من النبات : ما كان طَرِيّاً يَهْتَزّ . وقوله تعالى : وما يَسْتوي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ ؛ فسره ثعلب فقال الحَيُّ هو المسلم والميت هو الكافر . قال الزجاج : الأَحْياءُ المؤمنون والأَموات الكافرون ، قال : ودليل ذلك قوله : أَمواتٌ غيرُ أَحياء وما يَشْعرون ، وكذلك قوله : ليُنْذِرَ من كان حَيّاً ؛ أَي من كان مؤمناً وكان يَعْقِلُ ما يُخاطب به ، فإن الكافر كالميت . وقوله عز وجل : ولا تَقُولوا لمن يُقْتَلُ في سبيل الله أَمواتٌ بل أَحياء ؛ أَمواتٌ بإضْمار مَكْنِيٍّ أَي لا تقولوا هم أَمواتٌ ، فنهاهم الله أَن يُسَمُّوا من قُتِل في سبيل الله ميتاً وأَمرهم بأَن يُسَمُّوهم شُهداء فقال : بل أَحياء ؛ المعنى : بل هم أَحياء عند ربهم يرزقون ، فأَعْلَمنا أَن من قُتل في سبيله حَيٌّ ، فإن ، قال قائل : فما بالُنا نَرى جُثَّتَه غيرَ مُتَصَرِّفة ؟ فإن دليلَ ذلك مثلُ ما يراه الإنسانُ في منامه وجُثَّتُه غيرُ متصرفة على قَدْرِ ما يُرى ، والله جَلَّ ثناؤُه قد تَوَفَّى نفسه في نومه فقال : الله يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامها ، ويَنْتَبِهُ النائمُ وقد رَأَى ما اغْتَمَّ به في نومه فيُدْرِكُه الانْتِباهُ وهو في بَقِيَّةِ ذلك ، فهذا دليل على أَن أَرْواحَ الشُّهداء جائز أَن تُفارقَ أَجْسامَهم وهم عند الله أَحْياء ، فالأمْرُ فيمن قُتِلَ في سبيل الله لا يُوجِبُ أَن يُقالَ له ميت ، ولكن يقال هو شهيد وهو عند الله حيّ ، وقد قيل فيها قول غير هذا ، قالوا : معنى أَموات أَي لا تقولوا هم أَموات في دينهم أَي قُولوا بل هم أَحياء في دينهم ، وقال أَصحاب هذا القول دليلُنا قوله : أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحْيَيْناه وجعَلْنا له نُوراً يمشي به في الناسِ كمَنْ مَثَلُه في الظُّلُمات ليس بخارج منها ؛ فجَعَلَ المُهْتَدِيَ حَيّاً وأَنه حين كان على الضَّلالة كان ميتاً ، والقول الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّين وأَلْصَقُ بالتفسير . وحكى اللحياني : ضُرِبَ ضَرْبةً ليس بِحايٍ منها أَي ليس يَحْيا منها ، قال : ولا يقال ليس بحَيٍّ منها إلا أَن يُخْبِرَ أَنه ليس بحَيٍّ أَي هو ميت ، فإن أَردت أَنه لا يَحْيا قلت ليس بحايٍ ، وكذلك أَخوات هذا كقولك عُدْ فُلاناً فإنه مريض تُريد الحالَ ، وتقول : لا تأْكل هذا الطعامَ فإنك مارِضٌ أَي أَنك تَمْرَضُ إن أَكلته . وأَحْياهُ : جَعَله حَيّاً . وفي التنزيل : أَلَيْسَ ذلك بقادرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى ؛ قرأه بعضهم : على أَن يُحْيِي الموتى ، أَجْرى النصبَ مُجْرى الرفع الذي لا تلزم فيه الحركة ، ومُجْرى الجزم الذي يلزم فيه الحذف . أَبو عبيدة في قوله : ولكمْ في القِصاص حَياةٌ ؛ أَي مَنْفَعة ؛ ومنه قولهم : ليس لفلان حياةٌ أَي ليس عنده نَفْع ولا خَيْر . وقال الله عز وجل مُخْبِراً عن الكفار لم يُؤمِنُوا بالبَعْثِ والنُّشُور : ما هِيَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوت ونَحْيا وما نَحْنُ بمبْعُوثِينَ ؛ قال أَبو العباس : اختلف فيه فقالت طائفة هو مُقَدَّم ومُؤَخَّرِ ، ومعناه نَحْيا ونَمُوتُ ولا نَحْيا بعد ذلك ، وقالت طائفة : معناه نحيا ونموت ولا نحيا أَبداً وتَحْيا أَوْلادُنا بعدَنا ، فجعلوا حياة أَولادهم بعدهم كحياتهم ، ثم ، قالوا : وتموت أَولادُنا فلا نَحْيا ولا هُمْ . وفي حديث حُنَيْنٍ ، قال للأَنصار : المَحْيا مَحياكُمْ والمَماتُ مَمَاتُكُمْ ؛ المَحْيا : مَفْعَلٌ من الحَياة ويقع على المصدر والزمان والمكان . وقوله تعالى : رَبَّنا أَمَتَّنا اثْنَتَيْن وأَحْيَيْتَنا اثنتين ؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثم أَحْيَيْتَنا ثم أَمَتَّنا بعدُ ثم بَعَثْتَنا بعد الموت ، قال الزجاج : وقد جاء في بعض التفسير أَنَّ إحْدى الحَياتَين وإحْدى المَيْتَتَيْنِ أَن يَحْيا في القبر ثم يموت ، فذلك أَدَلُّ على أَحْيَيْتَنا وأَمَتَّنا ، والأَول أَكثر في التفسير . واسْتَحْياه : أَبقاهُ حَيّاً . وقال اللحياني : استَحْياه استَبقاه ولم يقتله ، وبه فسر قوله تعالى : ويَسْتَحْيُون نِساءَكم ؛ أَي يَسْتَبْقُونَهُنَّ ، وقوله : إن الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مثلاً ما بَعُوضَةً ؛ أَي لا يسْتَبْقي . التهذيب : ويقال حايَيْتُ النارَ بالنَّفْخِ كقولك أَحْيَيْتُها ؛ قال الأَصمعي : أَنشد بعضُ العرب بيتَ ذي الرمة : فقُلْتُ له : ارْفَعْها إليكَ وحايِهَا برُوحِكَ ، واقْتَتْه لها قِيتَةً قَدْرا وقال أَبو حنيفة : حَيَّت النار تَحَيُّ حياة ، فهي حَيَّة ، كما تقول ماتَتْ ، فهي ميتة ؛ وقوله : ونار قُبَيْلَ الصُّبجِ بادَرْتُ قَدْحَها حَيَا النارِ ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ أَراد حياةَ النارِ فحذف الهاء ؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده : أَلا حَيَّ لي مِنْ لَيْلَةِ القَبْرِ أَنَّه مآبٌ ، ولَوْ كُلِّفْتُه ، أَنَا آيبُهْ أَراد : أَلا أَحَدَ يُنْجِيني من ليلة القبر ، قال : وسمعت العرب تقول إذا ذكرت ميتاً كُنَّا سنة كذا وكذا بمكان كذا وكذا وحَيُّ عمرٍو مَعَنا ، يريدون وعمرٌو َمَعَنا حيٌّ بذلك المكان . ويقولون : أَتيت فلاناً وحَيُّ فلانٍ شاهدٌ وحيُّ فلانَة شاهدةٌ ؛ المعنى فلان وفلانة إذ ذاك حَيٌّ ؛
وأَنشد الفراء في مثله : أَلا قَبَح الإلَهُ بَني زِيادٍ ، وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِ أَي قَبَحَ الله بَني زياد وأَباهُمْ . وقال ابن شميل : أَتانا حَيُّ فُلانٍ أَي أَتانا في حَياتِهِ . وسَمِعتُ حَيَّ فلان يقول كذا أَي سمعته يقول في حياته . وقال الكِسائي : يقال لا حَيَّ عنه أَي لا مَنْعَ منه ؛
وأَنشد : ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيان فإنَّهُ أَبُو مَعْقِل ، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَد ؟
قال الفراء : معناه لا يَحُدُّ عنه شيءٌ ، ورواه : فإن تَسْأَلُونِي بالبَيانِ فإنَّه أبو مَعْقِل ، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ ابن بري : وحَيُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه ؛
وأَنشد أَبو الحسن لأَبي الأَسود الدؤلي : أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً عَلَيْنَا ، بَعدَ حَيِّ أَبي المُغِيرَهْ أَي بعد أَبي المُغيرَة . ويقال :، قاله حَيُّ رِياح أَي رِياحٌ . وحَيِيَ القوم في أَنْفُسِهم وأَحْيَوْا في دَوابِّهِم وماشِيَتِهم . الجوهري : أَحْيا القومُ حَسُنت حالُ مواشِيهمْ ، فإن أَردت أَنفُسَهم قلت حَيُوا . وأَرضٌ حَيَّة : مُخْصِبة كما ، قالوا في الجَدْبِ ميّتة . وأَحْيَيْنا الأَرضَ : وجدناها حيَّة النباتِ غَضَّة . وأحْيا القومُ أَي صاروا في الحَيا ، وهو الخِصْب . وأَتَيْت الأَرضَ فأَحْيَيتها أَي وجدتها خِصْبة . وقال أَبو حنيفة : أُحْيِيَت الأَرض إذا اسْتُخْرِجَت . وفي الحديث : من أَحْيا مَواتاً فَهو أَحقُّ به ؛ المَوَات : الأَرض التي لم يَجْرِ عليها ملك أَحد ، وإحْياؤُها مباشَرَتها بتأْثير شيء فيها من إحاطة أَو زرع أَو عمارة ونحو ذلك تشبيهاً بإحياء الميت ؛ ومنه حديث عمرو : قيل سلمانَ أَحْيُوا ما بَيْنَ العِشاءَيْن أَي اشغلوه بالصلاة والعبادة والذكر ولا تعطِّلوه فتجعلوه كالميت بعُطْلَته ، وقيل : أَراد لا تناموا فيه خوفاً من فوات صلاة العشاء لأَن ال نوم موت واليقطة حياة . وإحْياءُ الليل : السهر فيه بالعبادة وترك النوم ، ومرجع الصفة إلى صاحب الليل ؛ وهو من باب قوله : فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً ، إذا ما نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ أَي نام فيه ، ويريد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب . وفي الحديث : أَنه كان يصلي العصر والشمس حَيَّة أَي صافية اللون لم يدخلها التغيير بدُنُوِّ المَغِيب ، كأنه جعل مَغِيبَها لَها مَوْتاً وأَراد تقديم وقتها . وطَريقٌ حَيٌّ : بَيِّنٌ ، والجمع أَحْياء ؛ قال الحطيئة : إذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه ويروى : أَحياناً عرضن له . وحَيِيَ الطريقُ : استَبَان ، يقال : إذا حَيِيَ لك الطريقُ فخُذْ يَمْنَةً . وأَحْيَت الناقة إذا حَيِيَ ولَدُها فهي مُحْيٍ ومُحْيِيَة لا يكاد يموت لها ولد . والحِيُّ ، بكسر الحاء : جمعُ الحَياةِ . وقال ابن سيده : الحِيُّ الحيَاةُ زَعَموا ؛ قال العجاج : كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ ، وإذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ وكذلك الحيوان . وفي التنزيل : وإن الدارَ الآخرةَ لَهِيَ الحَيَوانُ ؛ أَي دارُ الحياةِ الدائمة . قال الفراء : كسروا أَوَّل حِيٍّ لئلا تتبدل الياء واواً كما ، قالوا بِيضٌ وعِينٌ . قال ابن بري : الحَياةُ والحَيَوان والحِيِّ مَصادِر ، وتكون الحَيَاة صفةً كالحِيُّ كالصَّمَيانِ للسريع . التهذيب : وفي حديث ابن عمر : إنَّ الرجلَ لَيُسْأَلُ عن كلِّ شيءٍ حتى عن حَيَّةِ أَهْلِه ؛ قال : معناه عن كلِّ شيءٍ حَيٍّ في منزله مثلِ الهرّ وغيره ، فأَنَّث الحيّ فقال حَيَّة ، ونحوَ ذلك ، قال أَبو عبيدة في تفسير هذا الحدي ؟
قال : وإنما ، قال حَيَّة لأَنه ذهب إلى كلّ نفس أَو دابة فأَنث لذلك . أَبو عمرو : العرب تقول كيف أَنت وكيف حَيَّةُ أَهْلِكَ أَي كيف من بَقِيَ منهم حَيّاً ؛ قال مالك ابن الحرث الكاهلي : فلا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ ، مِنَ الحَيَواتِ ، لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ أَي كلّ ما هو حَيٌّ فجمعه حَيَوات ، وتُجْمع الحيةُ حَيَواتٍ . والحيوانُ : اسم يقع على كل شيء حيٍّ ، وسمى الله عز وجل الآخرة حَيَواناً فقال : وإنَّ الدارَ الآخرَة لَهِيَ الحَيَوان ؛ قال قتادة : هي الحياة . الأَزهري : المعنى أَن من صار إلى الآخرة لم يمت ودام حيّاً فيها لا يموت ، فمن أُدخل الجنة حَيِيَ فيها حياة طيبة ، ومن دخل النار فإنه لا يموت فيها ولا يَحْيَا ، كما ، قال تعالى . وكلُّ ذي رُوح حَيَوان ، والجمع والواحد فيه سواء . قال : والحَيَوان عينٌ في الجَنَّة ، وقال : الحَيَوان ماء في الجنة لا يصيب شيئاً إلا حَيِيَ بإذن الله عز وجل . وفي حديث القيامة : يُصَبُّ عليه ماءُ الحَيَا ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في بعض الروايات ، والمشهور : يُصَبُّ عليه ماءُ الحَيَاةِ . ابن سيده : والحَيَوان أَيضاً جنس الحَيِّ ، وأَصْلُهُ حَيَيانٌ فقلبت الياء التي هي لام واواً ، استكراهاً لتوالي الياءين لتختلف الحركات ؛ هذا مذهب الخليل وسيبويه ، وذهب أَبو عثمان إلى أَن الحيوان غير مبدل الواو ، وأَن الواو فيه أَصل وإن لم يكن منه فعل ، وشبه هذا بقولهم فَاظَ المَيْت يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً ، وإن لم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً ، كذلك الحيوان عنده مصدر لم يُشْتَقّ منه فعل . قال أَبو علي : هذا غير مرضي من أَبي عثمان من قِبَل أَنه لا يمتنع أَن يكون في الكلام مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْل ومَوْت وأَشباه ذلك ، فأَما أَن يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا ، فحَمْلُه الحيوانَ على فَوْظٍ خطأٌ ، لأَنه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو موجود مطرد ؛ قال أَبو علي : وكأَنهم استجازوا قلب الياء واواً لغير علة ، وإن كانت الواو أَثقل من الياء ، ليكون ذلك عوضاً للواو من كثرة دخول الياء وغلبتها عليها . وحَيْوَة ، بسكون الياء : اسمُ رجلٍ ، قلبت الياء واواً فيه لضَرْبٍ من التوَسُّع وكراهة لتضعيف الياء ، وإذا كانوا قد كرهوا تضعيف الياء مع الفصل حتى دعاهم ذلك إلى التغيير في حاحَيْت وهَاهَيْتُ ، كان إبدال اللام في حَيْوةٍ ليختلف الحرفان أَحْرَى ، وانضاف إلى ذلك أنَّه عَلَم ، والأَعلام قد يعرض فيها ما لا يوجد في غيرها نحو مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ ؛ قال الجوهري : حَيْوَة اسم رجل ، وإنما لم يدغم كما أُدغم هَيِّنٌ ومَيّت لأَنه اسم موضوع لا على وجه الفعل . وحَيَوانٌ : اسم ، والقول فيه كالقول في حَيْوَةَ . والمُحاياةُ : الغِذاء للصبي بما به حَيَاته ، وفي المحكم : المُحاياةُ الغِذاء للصبيِّ لأَنّ حَياته به . والحَيُّ : الواحد من أَحْياءِ العَربِ . والحَيُّ : البطن من بطون العرب ؛ وقوله : وحَيَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَرى فليس الحَيُّ هنا البطنَ من بطون العرب كما ظنه قوم ، وإنما أَراد الشخص الحيّ المسمَّى بكراً أَي بكراً طَعَنَّا ، وهو ما تقدم ، فحيٌّ هنا مُذَكَّرُ حَيَّةٍ حتى كأَنه ، قال : وشخصَ بكرٍ الحَيَّ طَعَنَّا ، فهذا من باب إضافة المسمى إلى نفسه ؛ ومنه قول ابن أَحمر : أَدْرَكْتَ حَيَّ أَبي حَفْصٍ وَشِيمَتَهُ ، وقَبْلَ ذاكَ ، وعَيْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا وقولهم : إن حَيَّ ليلى لشاعرة ، هو من ذلك ، يُريدون ليلى ، والجمع أَحْياءٌ . الأَزهري : الحَيُّ من أَحْياء العَرب يقع على بَني أَبٍ كَثُروا أَم قَلُّوا ، وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ ؛ من ذلك قول الشاعر : قَاتَل اللهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً ، ما لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ وقوله : فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَيَّيْنِ لَحْماً ، وتُلْقي للإماء مِنَ الوَزِيمِ يعني بالحَيَّينِ حَيَّ الرجلِ وحَيَّ المرأَة ، والوَزِيمُ العَضَلُ . والحَيَا ، مقصور : الخِصْبُ ، والجمع أَحْياء . وقال اللحياني : الحَيَا ، مقصورٌ ، المَطَر وإذا ثنيت قلت حَيَيان ، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الحركة غير لازمة . وقال اللحياني مرَّةً : حَيَّاهم الله بِحَياً ، مقصور ، أَي أَغاثهم ، وقد جاء الحَيَا الذي هو المطر والخصب ممدوداً . وحَيَا الربيعِ : ما تَحْيا به الأَرض من الغَيْث . وفي حديث الاستسقاء : اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً ؛ الحَيَا ، مقصور : المَطَر لإحْيائه الأَرضَ ، وقيل : الخِصْبُ وما تَحْيا به الأَرضُ والناس . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لا آكلُ السَّمِينَ حتى يَحْيا الناسُ من أَوَّلِ ما يَحْيَوْنَ أَي حتى يُمْطَروا ويُخْصِبُوا فإن المَطَر سبب الخِصْب ، ويجوز أَن يكون من الحياة لأَن الخصب سبب الحياة . وجاء في حديث عن ابن عباس ، رحمه الله ، أَنه ، قال : كان عليٌّ أَميرُ المؤمنين يُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ والأَسَدَ الخادِرَ والفُراتَ الزَّاخِرَ والرَّبيعَ الباكِرَ ، أَشْبَهَ من القَمر ضَوْءَهُ وبَهاءَهُ ومِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ ومَضاءَهُ ومن الفُراتِ جُودَه وسَخاءَهُ ومن الرَّبيعِ خِصْبَه وحَياءَه . أَبو زيد : تقول أَحْيَا القومُ إذا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حتى سَمِنَتْ ، وإن أَرادوا أَنفُسَهم ، قالوا حَيُوا بعدَ الهُزال . وأَحْيا الله الأَرضَ : أَخرج فيها النبات ، وقيل : إنما أَحْياها من الحَياة كأَنها كانت ميتة بالمحْل فأَحْياها بالغيث . والتَّحِيَّة : السلام ، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً ، وحكى اللحياني : حَيَّاك اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن . والتَّحِيَّة : البقاءُ . والتَّحِيَّة : المُلْك ؛ وقول زُهَيْر بن جَنابٍ الكَلْبي : ولَكُلُّ ما نَال الفتى قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّهْ قيل : أَراد المُلْك ، وقال ابن الأَعرابي : أَراد البَقاءَ لأَنه كان مَلِكاً في قومه ؛ قال بن بري : زهيرٌ هذا هو سيّد كَلْبٍ في زمانه ، وكان كثير الغارات وعُمِّرَ عُمْراً طويلاً ، وهو القائل لما حضرته الوفاة : أبَنِيَّ ، إنْ أَهْلِكْ فإنْنِي قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنِيَّهْ وتَرَكْتُكُمْ أَولادَ سا داتٍ ، زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ ولَكُلُّ ما نالَ الفَتى قَدْ نِلْتُه ، إلاّ التَّحِيَّه ؟
قال : والمعروف بالتَّحِيَّة هنا إنما هي بمعنى البقاء لا بمعنى الملك . قال سيبويه : تَحِيَّة تَفْعِلَة ، والهاء لازمة ، والمضاعف من الياء قليل لأَن الياء قد تثقل وحدها لاماً ، فإذا كان قبلها ياءٌ كان أَثقل لها . قال أَبو عبيد : والتَّحِيَّةُ في غير هذا السلامُ . الأَزهري :، قال الليث في قولهم في الحديث التَّحِيَّات لله ، قال : معناه البَقاءُ لله ، ويقال : المُلْك لله ، وقيل : أَراد بها السلام . يقال : حَيَّاك الله أَي سلَّم عليك . والتَّحِيَّة : تَفْعِلَةٌ من الحياة ، وإنما أُدغمت لاجتماع الأَمثال ، والهاء لازمة لها والتاء زائدة . وقولهم : حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ اعتَمَدَكَ بالمُلْك ، وقيل : أَضْحَكَكَ ، وقال الفراء : حَيَّكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ . وحَيَّك الله أَي مَلَّكك الله . وحَيَّاك الله أَي سلَّم عليك ؛ قال : وقولنا في التشهد التَّحِيَّات لله يُنْوَى بها البَقاءُ لله والسلامُ من الآفاتِ والمُلْكُ لله ونحوُ ذلك . قال أَبو عمرو : التَّحِيَّة المُلك ؛
وأَنشد قول عمرو بن معد يكرب : أَسيرُ بِهِ إلى النُّعْمانِ ، حتَّى أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يعني على مُلْكِه ؛ قال ابن بري : ويروى أَسِيرُ بها ، ويروى : أَؤُمُّ بها ؛ وقبل البيت : وكلّ مُفاضَةٍ بَيْضاءَ زَغْفٍ ، وكل مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ وقال خالد بن يزيد : لو كانت التََّحِيَّة المُلْكَ لما قيل التَّحِيَّات لله ، والمعنى السلامات من الآفات كلها ، وجَمَعها لأَنه أَراد السلامة من كل افة ؛ وقال القتيبي : إنما قيل التحيات لله لا على الجَمْع لأَنه كان في الأَرض ملوك يُحَيَّوْنَ بتَحِيّات مختلفة ، يقال لبعضهم : أَبَيْتَ اللَّعْنَ ، ولبعضهم : اسْلَمْ وانْعَمْ وعِشْ أَلْفَ سَنَةٍ ، ولبعضهم : انْعِمْ صَباحاً ، فقيل لنا : قُولوا التَّحِيَّاتُ لله أَي الأَلفاظُ التي تدل على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهي لله عز وجل . وروي عن أَبي الهيثم أَنه يقول : التَّحِيَّةُ في كلام العرب ما يُحَيِّي بعضهم بعضاً إذا تَلاقَوْا ، قال : وتَحِيَّةُ الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده إذا تَلاقَوْا ودَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن يقولوا السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه . قال الله عز وجل : تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ . وقال في تحيَّة الدنيا : وإذا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فحَيُّوا بأَحسَنَ منها أَو رُدُّوها ؛ وقيل في قوله : قد نلته إلاّ التحيَّة يريد : إلا السلامة من المَنِيَّة والآفات فإن أَحداً لا يسلم من الموت على طول البقاء ، فجعل معنى التحيات لله أَي السلام له من جميع الآفات التي تلحق العباد من العناء وسائر أَسباب الفناء ؛ قال الأَزهري : وهذا الذ ؟
قاله أَبو الهيثم حسن ودلائله واضحة ، غير أَن التحية وإن كانت في الأصل سلاماً ، كما ، قال خالد ، فجائز أَن يُسَمَّى المُلك في الدنيا تحيةً كما ، قال الفراء وأبَو عمرو ، لأَن المَلِكَ يُحَيَّا بتَحِيَّةِ المُلْكِ المعروفة للملوك التي يباينون فيها غيرهم ، وكانت تحيَّةُ مُلُوك العَجَم نحواً من تحيَّة مُلوك العَرَعب ، كان يقال لِمَلِكهم : زِهْ هَزَارْ سَالْ ؛ المعنى : عِشْ سالماً أَلْفَ عام ، وجائز أَن يقال للبقاء تحية لأَنَّ من سَلِمَ من الآفات فهو باقٍ ، والباقي في صفة الله عز وجل من هذا لأَنه لا يموت أَبداً ، فمعنى ؛ حَيّاك الله أَي أَبقاك الله ، صحيحٌ ، من الحياة ، وهو البقاء . يقال : أَحياه الله وحَيّاه بمعنى واحد ، قال : والعرب تسمي الشيء باسم غيره إذا كان معه أَو من سببه . وسئل سَلَمة بنُ عاصمٍ عن حَيّاك الله فقال : هو بمنزلة أَحْياك الله أَي أَبقاك الله مثل كرَّم وأَكرم ، قال : وسئل أَبو عثمان المازني عن حَيَّاك الله فقال عَمَّرك الله . وفي الحديث : أَن الملائكة ، قالت لآدم ، عليه السلام ، حَيَّاك الله وبَيَّاك ؛ معنى حَيَّاك اللهُ أَبقاك من الحياة ، وقيل : هو من استقبال المُحَيّا ، وهو الوَجْه ، وقيل : ملَّكك وفَرَّحك ، وقيل : سلَّم عَليك ، وهو من التَّحِيَّة السلام ، والرجل مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَة ، وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءَات فيُنْظَر ، فإن كان غير مبنيٍّ على فِعْلٍ حذفت منه اللام نحو عُطَيٍّ في تصغير عَطاءٍ وفي تصغير أَحْوَى أَحَيٍّ ، وإن كان مبنيّاً على فِعْلٍ ثبتت نحو مُحَيِّي من حَيَّا يُحَيِّي . وحَيَّا الخَمْسين : دنا منها ؛ عن ابن الأَعرابي . والمُحَيّا : جماعة الوَجْهِ ، وقيل : حُرُّهُ ، وهو من الفرَس حيث انفرَقَ تحتَ الناصِية في أَعلى الجَبْهةِ وهناك دائرةُ المُحَيَّا . والحياءُ : التوبَة والحِشْمَة ، وقد حَيِيَ منه حَياءً واستَحْيا واسْتَحَى ، حذفوا الياء الأَخيرة كراهية التقاء الياءَينِ ، والأَخيرتان تَتَعَدَّيانِ بحرف وبغير حرف ، يقولون : استَحْيا منك واستَحْياكَ ، واسْتَحَى منك واستحاك ؛ قال ابن بري : شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير : لولا الحَياءُ لَعَادني اسْتِعْبارُ ، ولَزُرْتُ قَبرَكِ ، والحبيبُ يُزارُ وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : الحَياءُ شُعْبةٌ من الإيمان ؛ قال بعضهم : كيف جعَل الحياءَ وهو غَرِيزةٌ شُعْبةً من الإيمان وهو اكتساب ؟ والجواب في ذلك : أَن المُسْتَحي ينقطع بالحَياء عن المعاصي ، وإن لم تكن له تَقِيَّة ، فصار كالإيمان الذي يَقْطَعُ عنها ويَحُولُ بين المؤمن وبينها ؛ قال ابن الأَثير : وإنما جعل الحياء بعض الإيمان لأَن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أَمر الله به وانتهاء عمَّا نهى الله عنه ، فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعضَ الإيمان ؛ ومنه الحديث : إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَح ما شئتَ ؛ المراد أَنه إذا لم يستح صنع ما شاء ، لأَنه لا يكون له حياءٌ يحْجزُه عن المعاصي والفواحش ؛ قال ابن الأَثير : وله تأْويلان : أَحدهما ظاهر وهو المشهور إذا لم تَسْتَح من العَيْب ولم تخش العارَ بما تفعله فافعل ما تُحَدِّثُك به نفسُك من أَغراضها حسَناً كان أَو قبيحاً ، ولفظُه أَمرٌ ومعناه توبيخ وتهديد ، وفيه إشعار بأَنَّ الذي يردَع الإنسانَ عن مُواقَعة السُّوء هو الحَياءُ ، فإذا انْخَلَعَ منه كان كالمأْمور بارتكاب كل ضلالة وتعاطي كل سيئة ، والثاني أَن يحمل الأَمر على بابه ، يقول : إذا كنت في فعلك آمناً أَن تَسْتَحيَ منه لجَريك فيه على سَنَن الصواب وليس من الأَفعال التي يُسْتَحَى منها فاصنع منها ما شئت . ابن سيده : قوله ، صلى الله عليه وسلم ، إنَّ مما أَدرَك الناسُ من كلام النبوَّة إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شئت (* قوله « من كلام النبوة إذا لم تستح إلخ » هكذا في الأصل ). أَي من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمِّ لتَرْكِ الحَياء ، وليس يأْمره بذلك ولكنه أَمرٌ بمعنى الخَبَر ، ومعنى الحديث أَنه يأْمُرُ بالحَياء ويَحُثُّ عليه ويَعِيبُ تَرْكَه . ورجل حَيِيٌّ ، ذو حَياءٍ ، بوزن فَعِيلٍ ، والأُنثى بالهاء ، وامرأَة حَيِيَّة ، واسْتَحْيا الرجل واسْتَحْيَت المرأَة ؛ وقوله : وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى له عليَّ من الحَقِّ ، الذي لا يَرَى لِيَا معناه : آنَفُ من ذلك . الأَزهري : للعرب في هذا الحرف لغتان : يقال اسْتَحَى الرجل يَسْتَحي ، بياء واحدة ، واسْتَحْيا فلان يَسْتَحْيِي ، بياءَين ، والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله عز وجل : إنَّ الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مثلاً . وحَيِيتُ منه أَحْيا : استَحْيَيْت . وتقول في الجمع : حَيُوا كما تقول خَشُوا . قال سيبويه : ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لأَن ال واو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم ، ولم تحرّك الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضُمَّت الياء الباقية لأَجل الواو ؛ قال أَبو حُزابة الوليدُ بن حَنيفة : وكنا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ حَيُوا بعدما ماتُوا ، من الدهْرِ ، أَعْصُر ؟
قال ابن بري : حَيِيتُ من بنات الثلاثة ، وقال بعضهم : حَيُّوا ، بالتشديد ، تركه عل ما كان عليه للإدغام ؛ قال عبيدُ بنُ الأَبْرص : عَيُّوا بأَمرِهِمُو ، كما عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحَمامَهْ وقال غيره : اسْتَحْياه واسْتَحْيا منه بمعنًى من الحياء ، ويقال : اسْتَحَيْتُ ، بياء واحدة ، وأَصله اسْتَحْيَيْتُ فأَعَلُّوا الياء الأُولى وأَلقَوا حَرَكتها على الحاء فقالوا استَحَيْتُ ، كما ، قالوا اسْتنعت استثقالاً لَمَّا دَخَلَتْ عليها الزوائدُ ؛ قال سيبويه : حذفت الياء لالتقاء الساكنين لأَن الياء الأُولى تقلب أَلفاً لتحركها ، قال : وإنما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم . وقال المازنيّ : لم تحذف لالتقاء الساكنين لأَنها لو حذفت لذلك لردوها إذا ، قالوا هو يَسْتَحِي ، ولقالوا يَسْتَحْيي كما ، قالوا يَسْتَنِيعُ ؛ قال ابن بري : قول أَبي عثمان موافق لقول سيبويه ، والذي حكاه عن سيبويه ليس هو قوله ، وإنما هو قول الخليل لأَن الخليل يرى أَن استحيت أَصله استحييت ، فأُعل إعلال اسْتَنَعْت ، وأَصله اسْتَنْيَعْتُ ، وذلك بأَن تنقل حركة الفاء على ما قبلها وتقلب أَلفاً ثمتحذف لالتقاء الساكنين ، وأما سيبويه فيرى أَنها حذفت تخفيفاً لاجتماع الياءين لا لإعلال موجب لحذفها ، كما حذفت السينَ من أَحْسَسْت حين قلتَ أَحَسْتُ ، ونقلتَ حركتها على ما قبلها تخفيفاً . وقال الأَخفش : اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم ، وبياءين لغة أَهل الحجاز ، وهو الأَصل ، لأَن ما كان موضعُ لامه معتّلاً لم يُعِلُّوا عينه ، أَلا ترى أَنهم ، قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ ؟ ويقولون قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون العين لَمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ ، وإنما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما ، قالوا لا أَدْرِ في لا أدْرِي . ويقال : فلان أَحْيَى من الهَدِيِّ ، وأَحْيَى من كَعابٍ ، وأَحْيَى من مُخَدَّرة ومن مُخَبَّأَةٍ ، وهذا كله من الحَياء ، ممدود . وأَما قولهم أَحْيَى من ضَبّ ، فمن الحياةِ . وفي حديث البُراقِ : فدنَوْتُ منه لأَرْكَبَه فأَنْكَرَني فتَحَيَّا مِنِّي أَي انْقَبَض وانْزَوى ، ولا يخلو أَن يكون مأْخوداً من الحياء على طريق التمثيل ، لأَن من شأن الحَيِيِّ أَن ينقبض ، أَو يكون أَصله تَحَوّى أَي تَجَمَّع فقلبت واوه ياء ، أَو يكون تَفَيْعَلَ من الحَيِّ وهو الجمع ، كتَحَيَّز من الحَوْز . وأَما قوله : ويَسْتَحْيي نساءَهم ، فمعناه يَسْتَفْعِلُ من الحَياة أَي يتركهنَّ أَحياء وليس فيه إلا لغة واحدة . وقال أَبو زيد : يقال حَيِيتُ من فِعْلِ كذا وكذا أَحْيا حَياءً أَي اسْتَحْيَيْتُ ؛ وأَنشد : أَلا تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ لعَلاَّتٍ ، وأُمُّكُمو رَقُوبُ ؟ معناه أَلا تَسْتَحْيُونَ . وجاء في الحديث : اقْتُلُوا شُيُوخ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم ولا تقتلوهم ، وكذلك قوله تعالى : يُذَبِّحُ أَبناءهم ويَسْتَحْيِي نساءَهم ؛ أَي يسْتَبْقيهن للخدمة فلا يقتلهن . الجوهري : الحَياء ، ممدود ، الاستحياء . والحَياء أَيضاً : رَحِمُ الناقة ، والجمع أَحْيِيةٌ ؛ عن الأَصمعي . الليث : حَيا الناقة يقصر ويمدّ لغتان . الأَزهري : حَياءُ الناقة والشاة وغيرهما ممدود إلاّ أَن يقصره شاعر ضرورة ، وما جاء عن العرب إلا ممدوداً ، وإنما سمي حَياءً باسم الحَياء من الاسْتحياء لأَنه يُسْتَر من الآدمي ويُكْنى عنه من الحيوان ، ويُسْتَفحش التصريحُ بذكره واسمه الموضوع له ويُسْتَحى من ذلك ويُكْنى عنه . وقال الليث : يجوز قَصْر الحَياء ومَدُّه ، وهو غلط لا يجوز قصره لغير الشاعر لأَن أَصله الحَياءُ من الاستحياء . وفي الحديث : أَنه كَرِهَ من الشاةِ سَبْعاً : الدَّمَ والمرارة والحَياءَ والعُقْدَةَ والذَّكَر والأُنْثَيين والمَثانَة ؛ الحَياءُ ، ممدود : الفرج من ذوات الخُفِّ والظِّلْف ، وجمعها أَحْييَة . قال ابن بري : وقد جاء الحَياء لرحم الناقة مقصوراً في شعر أَبي النَّجْم ، وهو قوله : جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْياه ؟
قال ابن بري :، قال الجوهري في ترجمة عيي : وسمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّنُ . قال ابن بري : في كتاب سيبويه أَحْيِيَة جمع حَياءٍ لفرج الناقة ، وذكر أَن من العرب من يدغمه فيقول أَحِيَّه ، قال : والذي رأَيناه في الصحاح سمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَعْيِيَةٌ فيبين ؛ ابن سيده : وخص ابن الأَعرابي به الشاة والبقرة والظبية ، والجمع أَحْياءٌ ؛ عن أَبي زيد ، وأَحْيِيَةٌ وحَيٌّ وحِيٌّ ؛ عن سيبويه ، قال : ظهرت الياء في أَحْيِيَة لظهورها في حَيِيَ ، والإدْغامُ أَحسنُ لأَن الحركة لازمة ، فإن أَظهرت فأحْسَنُ ذلك أَن تُخْفي كراهية تَلاقي المثلين ، وهي مع ذلك بزنتها متحرّكة ، وحمل ابن جني أَحْياءً على أَنه جمع حَياءٍ ممدوداً ؛ ، قال : كَسَّرُوا فَعالاً على أَفعال حتى كأنهم إنما كسروا فَعَلاً . الأَزهري : والحَيُّ فرج المرأَة . ورأى أَعرابي جهاز عَرُوسٍ فقال : هذا سَعَفُ الحَيِّ أَي جِهازُ فرج المرأَة . والحَيَّةُ : الحَنَشُ المعروف ، اشتقاقه من الحَياة في قول بعضهم ؛ قال سيبويه : والدليل على ذلك قول العرب في الإضافة إلى حَيَّةَ بن بَهْدَلة حَيَوِيٌّ ، فلو كان من الواو لكان حَوَوِيّ كقولك في الإضافة إلى لَيَّة لَوَوِيٌّ . قال بعضهم : فإن قلت فهلاَّ كانت الحَيَّةُ مما عينه واو استدلالاً بقولهم رجل حَوَّاء لظهور الواو عيناً في حَوَّاء ؟ فالجواب أَنَّ أَبا عليّ ذهب إلى أَن حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولأْآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ ، في قول أبي عثمان ، وإن هذه الأَلفاظ اقتربت أُصولها واتفقت معانيها ، وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه فكذلك حَيَّةٌ مما عينه ولامه ياءَان ، وحَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء ، كما أَن لُؤلُؤاً رُباعِيٌّ ولأْآل ثلاثي ، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان ، ونظير ذلك قولهم جُبْتُ جَيْبَ القَميص ، وإنما جعلوا حَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء ، وإن كان يمكن لفظه أَن يكون مما عينه ولامه واوان من قِبَل أَن هذا هو الأَكثر في كلامهم ، ولم يأْت الفاء والعين واللام ياءَات إلاَّ في قولهم يَيَّيْتُ ياءً حَسَنة ، على أَن فيه ضَعْفاً من طريق الرواية ، ويجوز أَن يكون من التّحَوِّي لانْطوائها ، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء . قال الجوهري : الحَيَّة تكون للذكر والأُنثى ، وإنما دخلته الياء لأَنه واحد من جنس مثل بَطَّة ودَجاجة ، على أَنه قد روي عن العرب : رأَيت حَيّاً على حَيّة أَي ذكراً على أُنثى ، وفلان حَيّةٌ ذكر . والحاوِي : صاحب الحَيَّات ، وهو فاعل . والحَيُّوت : ذَكَر الحَيَّات ؛ قال الأَزهري : التاء في الحَيُّوت : زائدة لأَن أَصله الحَيُّو ، وتُجْمع الحَيَّة حَيَواتٍ . وفي الحديث : لا بأْسَ بقَتْلِ الحَيَواتِ ، جمع الحَيَّة . قال : واشتقاقُ الحَيَّةِ من الحَياة ، ويقال : هي في الأَصل حَيْوَة فأُدْغِمَت الياء في الواو وجُعلتا ياءً شديدة ، قال : ومن ، قال لصاحب الحَيَّاتِ حايٍ فهو فاعل من هذا البناء وصارت الواو كسرة (* قوله « وصارت الواو كسرة » هكذا في الأصل الذي بيدنا ولعل فيه تحريفاً ، والأصل : وصارت الواو ياء للكسرة ). كواو الغازي والعالي ، وم ؟
قال حَوَّاء فهو على بناء فَعَّال ، فإنه يقول اشتقاقُ الحَيَّة من حَوَيْتُ لأَنها تَتَحَوَّى في الْتِوائِها ، وكل ذلك تقوله العرب . قال أَبو منصور : وإن قيل حاوٍ على فاعل فهو جائز ، والفرق بينه وبين غازٍ أن عين الفعل من حاوٍ واو وعين الفعل من الغازي الزاي فبينهما فرق ، وهذا يجوز على قول من جعل الحَيَّة في أَصل البناء حَوْيَةً . قال الأَزهري : والعرب تُذَكّر الحَيَّة وتؤنثها ، فإذا ، قالوا الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذكَرَ ؛ وأَنشد الأَصمعي : ويأكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتَا ، ويَدْمُقُ الأَغْفالَ والتَّابُوتَا ، ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا وأَرض مَحْياة ومَحْواة : كثيرة الحيّات . قال الأَزهري : وللعرب أَمثال كثيرة في الحَيَّة نَذْكُرُ ما حَضَرَنَا منها ، يقولون : هو أَبْصَر من حَيَّةٍ ؛ لحِدَّةِ بَصَرها ، ويقولون : هو أَظْلَم من حَيَّةٍ ؛ لأنها تأْتي جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها ، ويقولون : فلان حَيَّةُ الوادِي إذا كان شديد الشَّكِيمَةِ حامِياً لحَوْزَتِه ، وهُمْ حَيَّةُ الأَرض ؛ ومنه قول ذِي الإصْبعِ العَدْواني : عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا نَ ، كانُوا حَيَّةَ الأَرض أَراد أَنهم كانوا ذوي إربٍ وشِدَّةٍ لا يُضَيِّعون ثَأْراً ، ويقال رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ إذا كان مُتَوقِّداً شَهْماً عاقلاً . وفلان حَيّةٌ ذكَرٌ أَي شجاع شديد . ويدعون على الرجل فيقولون : سقاه الله دَمَ الحَيَّاتِ أَي أَهْلَكَه . ويقال : رأَيت في كتابه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إذا مَحَلَ كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إلى سُلْطانٍ ووَشَى به ليُوقِعَه في وَرْطة . ويقال للرجل إذا طال عُمْره وللمرأَة إذا طال عمرها : ما هُو إلاّ حَيَّةٌ وما هي إلاّ حَيَّةٌ ، وذلك لطول عمر الحَيَّة كأَنَّه سُمِّي حَيَّةً لطول حياته . ابن الأَعرابي : فلانٌ حَيَّةُ الوادي وحَيَّة الأرض وحَيَّةُ الحَمَاطِ إذا كان نِهايةً في الدَّهاء والخبث والعقل ؛
وأَنشد الفراء : كمِثْلِ شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وروي عن زيد بن كَثْوَة : من أَمثالهم حَيْهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي ، حَيْهٍ حِمَارِي وَحْدِي ؛ يقال ذلك عند المَزْرِيَةِ على الذي يَسْتحق ما لا يملك مكابره وظلماً ، وأَصله أَن امرأَة كانت رافقت رجلاً في سفر وهي راجلة وهو على حمار ، قال فأَوَى لها وأَفْقَرَها ظَهْرَ حماره ومَشَى عنها ، فبَيْنَما هما في سيرهما إذ ، قالت وهي راكبة عليه : حيهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي ، فسمع الرجل مقالتها فقال : حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي ولم يَحْفِلْ لقولها ولم يُنْغِضْها ، فلم يزالا كذلك حتى بَلَغَتِ الناسَ فلما وَثِقَتْ ، قالت : حَيْهٍ حِمَاري وَحْدِي ؛ وهي عليه فنازعها الرجلُ إياه فاستغاثت عليه ، فاجتمع لهما الناسُ والمرأَةُ راكبة على الحمار والرجل راجل ، فقُضِيَ لها عليه بالحمار لما رأَوها ، فَذَهَبَتْ مَثَلاً . والحَيَّةُ من سِماتِ الإبل : وَسْمٌ يكون في العُنُقِ والفَخِذ مُلْتَوِياً مثلَ الحَيَّة ؛ عن ابن حبيب من تذكرة أبي عليّ . وحَيَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ : قبيلة ، النسب إليها حَيَوِيٌّ ؛ حكاه سيبويه عن الخليل عن العرب ، وبذلك استُدِلّ على أَن الإضافة إلى لَيَّةٍ لَوَوِيٌّ ، قال : وأَما أَبو عمرو فكان يقول لَيَيِيٌّ وحَيَيِيٌّ . وبَنُو حِيٍّ : بطنٌ من العرب ، وكذلك بَنُو حَيٍّ . ابن بري : وبَنُو الحَيَا ، مقصور ، بَطْن من العرب . ومُحَيَّاةُ : اسم موضع . وقد سَمَّوْا : يَحْيَى وحُيَيّاً وحَيّاً وحِيّاً وحَيّانَ وحُيَيَّةَ . والحَيَا : اسم امرأَة ؛ قال الراعي : إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وَعُمُومَتِي ، ونَبَتُّ في سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ وأَبو تِحْيَاةَ : كنية رجل من حَيِيتَ تِحْيا وتَحْيا ، والتاء ليست بأَصلية . ابن سيده : وَحَيَّ على الغَداء والصلاةِ ائتُوهَا ، فحَيَّ اسم للفعل ولذلك عُلّق حرفُ الجرّ الذي هو على به . وحَيَّهَلْ وحَيَّهَلاً وحَيَّهَلا ، مُنَوَّناً وغيرَ منوّن ، كلّه : كلمة يُسْتَحَثُّ بها ؛ قال مُزاحم : بِحَيَّهَلاً يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ أَمامَ المَطايا ، سَيْرُها المُتَقاذِفُ (* قوله « سيرها المتقاذف » هكذا في الأصل ؛ وفي التهذيب : سيرهن تقاذف ). قال بعض النحويين : إذا قلت حَيَّهَلاً فنوّنت قلت حَثّاً ، وإذا قلت حَيَّهَلا فلم تُنون فكأَنَّك قلت الحَثَّ ، فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف وكذلك جميع ما هذه حاله من المبنيَّات ، إذا اعْتُقِد فيه التنكير نُوِّن ، وإذا اعتُقِد فيه التعريف حذف التنوين . قال أَبو عبيد : سمع أَبو مَهْدِيَّة رجلاً من العجم يقول لصاحبه زُوذْ زُوذْ ، مرتين بالفارسية ، فسأَله أَبو مَهْدِيَّة عنها فقيل له : يقول عَجِّلْ عَجِّلْ ، قال أَبو مَهْدِيَّة : فهَلاَّ ، قال له حَيَّهَلَكَ ، فقيل له : ما كان الله ليجمع لهم إلى العَجَمِيّة العَرَبِيّة . الجوهري : وقولهم حَيّ على الصلاة معناه هَلُمَّ وأَقْبِلْ ، وفُتِحتالياءُ لسكونها وسكون ما قبلها كما قيل لَيتَ ولعلَّ ، والعرب تقول : حَيَّ على الثَّرِيدِ ، وهو اسمٌ لِفعل الأَمر ، وذكر الجوهري حَيَّهَلْ في باب اللام ، وحاحَيْتُ في فصل الحاء والأَلف آخرَ الكتاب . الأَزهري : حَيّ ، مثَقَّلة ، يُنْدَبُ بها ويُدْعَى بها ، يقال : حَيَّ على الغَداء حَيَّ على الخير ، قال : ولم يُشْتَق منه فعل ؛ قال ذلك الليث ، وقال غيره : حَيَّ حَثٌّ ودُعاء ؛ ومنه حديث الأَذان : حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح أَي هَلُمُّوا إليها وأَقبلوا وتَعالَوْا مسرعين ، وقيل : معناهما عَجِّلوا إلى الصلاح وإلى الفلاح ؛ قال ابن أَحمر : أَنشَأْتُ أَسْأَلُه ما بالُ رُفْقَته ، حَيَّ الحُمولَ ، فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَي عليك بالحمول فقد ذهبوا ؛ قال شمر أَنشد محارب لأَعرابي : ونحن في مَسْجدٍ يَدْع مُؤَذِّنُه : حَيَّ تَعالَوْا ، وما نَاموا وما غَفَلو ؟
قال : ذهب به إلى الصوت نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ . وزعم أَبو الخطاب أَن العرب تقول : حَيَّ هَلَ الصلاةَ أَي ائْتِ الصلاة ، جَعَلَهُما اسمين فَنصَبَهما . ابن الأَعرابي : حَيَّ هَلْ بفلان وحَيَّ هَلَ بفلان وحَيَّ هَلاً بفلان أَي اعْجَلْ . وفي حديث ابن مسعود : إذا ذُكِرَ الصَّالِحُون فَحَيَّ هَلاً بِعُمَرَ أَي ابْدَأ به وعَجِّلْ بذكره ، وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة وفيها لغات . وهَلا : حَثٌّ واستعجال ؛ وقال ابن بري : صَوْتان رُكِّبا ، ومعنى حَيَّ أَعْجِلْ ؛
وأَنشد بيت ابن أَحمر : أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عن حَالِ رُفْقَتِهِ ، فقالَ : حَيَّ ، فإنَّ الرَّكْبَ قد ذَهَب ؟
قال : وحَاحَيْتُ من بَناتِ الأَرْبعة ؛ قال امرؤ القيس : قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهام ، ونِسْـ وَانٌ قِصارٌ كهَيْئَةِ الحَجَل ؟
قال ابن بري : ومن هذا الفصل التَّحايِي . قال ابن قتيبةَ : رُبّما عَدَل القَمَر عن الهَنْعة فنزل بالتَّحابي ، وهي ثلاثة كواكب حِذَاءَ الهَنْعَة ، الواحدة منها تِحْيَاة وهي بين ال "
المعجم: لسان العرب
نخب
" انْتَخَبَ الشيءَ : اختارَه . والنُّخْبَةُ : ما اختاره ، منه . ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم : خِـيارُهم . قال الأَصمعي : يقال هم نُخَبة القوم ، بضم النون وفتح الخاءِ . قال أَبو منصور وغيره : يقال نُخْبة ، بإِسكان الخاءِ ، واللغة الجيدة ما اختاره الأَصمعي . ويقال : جاءَ في نُخَبِ أَصحابه أَي في خيارهم . ونَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه . والنَّخْبُ : النَّزْعُ . والانْتِخابُ : الانتِزاع . والانتخابُ : الاختيارُ والانتقاءُ ؛ ومنه النُّخَبةُ ، وهم الجماعة تُخْتارُ من الرجال ، فتُنْتَزَعُ منهم . وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، وقيل عُمَر : وخَرَجْنا في النُّخْبةِ ؛ النُّخْبة ، بالضم : الـمُنْتَخَبُون من الناس ، الـمُنْتَقَوْن . وفي حديث ابن الأَكْوَع : انْتَخَبَ من القوم مائةَ رجل . ونُخْبةُ الـمَتاع : المختارُ يُنْتَزَعُ منه . وأَنْخَبَ الرجلُ : جاءَ بولد جَبان ؛ وأَنْخَبَ : جاءَ بولد شجاع ، فالأَوَّلُ من الـمَنْخُوب ، والثاني من النُّخْبة . الليث : يقال انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهم نُخْبَـةً ، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُمْ . والنَّخَبُ : الجُبْنُ وضَعْفُ القلب . رجل نَخْبٌ ، ونَخْبةٌ ، ونَخِبٌ ، ومُنْتَخَبٌ ، ومَنْخُوبٌ ، ونِخَبٌّ ، ويَنْخُوبٌ ، ونَخِـيبٌ ، والجمع نُخَبٌ : جَبَانٌ كأَنه مُنْتَزَعُ الفُؤَادِ أَي لا فُؤَادَ له ؛ ومنه نَخَبَ الصَّقْرُ الصيدَ إِذا انْتَزَعَ قَلْبَه . وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ : بِئْسَ العَوْنُ على الدِّين قَلْبٌ نَخِـيبٌ ، وبَطْنٌ رَغِـيبٌ ؛ النَّخِـيبُ : الجبانُ الذي لا فُؤَادَ له ، وقيل : هو الفاسدُ الفِعْل ؛ والـمَنْخُوبُ : الذاهبُ اللَّحْم الـمَهْزولُ ؛ وقول أَبي خِراشٍ : بَعَثْتُه في سَوادِ اللَّيْل يَرْقُبُني ، * إِذْ آثَرَ ، الدِّفْءَ والنَّوْمَ ، المناخيبُ قيل : أَراد الضِّعافَ من الرجال الذين لا خَيْرَ عندهم ، واحدُهم مِنْخابٌ ؛ ورُوي الـمَناجِـيبُ ، وهو مذكور في موضعه . ويقال للـمَنْخوب : النِّخَبُّ ، النون مكسورة ، والخاء منصوبة ، والباء شديدة ، والجمع الـمَنْخُوبُونَ . قال : وقد يقال في الشعر على مَفاعِلَ : مَناخبُ . قال أَبو بكر : يقال للجَبانِ نُخْبَةٌ ، وللجُبَناءِ نُخَباتٌ ؛ قال جرير يهجو الفرزدق : أَلم أَخْصِ الفَرَزْدَقَ ، قد عَلِمْتُمْ ، * فأَمْسَى لا يَكِشُّ مع القُرُوم ؟ لَهُمْ مَرٌّ ، وللنُّخَباتِ مَرٌّ ، * فقَدْ رَجَعُوا بغير شَـظًى سَلِـيم وكَلَّمْتُه فَنَخَبَ عليّ إِذا كَلَّ عن جَوابك . الجوهري : والنَّخْبُ البِضاع ؛ قال ابن سيده : النَّخْبُ : ضَرْبٌ من الـمُباضَعةِ ، قال : وعَمَّ به بعضُهم . نَخَبَها الناخِبُ يَنْخُبها ويَنْخَبُها نَخْباً ، واسْتَنْخَبَتْ هي : طَلَبَتْ أَن تُنْخَبَ ؛
قال : إِذا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخُبْها ، * ولا تُرَجِّيها ، ولا تَهَبْها والنَّخْبةُ : خَوْقُ الثَّفْر ، والنَّخْبَةُ : الاسْتُ ؛
قال : واخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْح نَخْبةَ عامِرٍ ، * فَنَجا بها ، وأَقَصَّها القَتْلُ وقال جرير : وهَلْ أَنْتَ إِلاّ نَخْبةٌ من مُجاشِعٍ ؟ * تُرى لِـحْيَةً من غَيْرِ دِينٍ ، ولا عَقْل وقال الراجز : إِنَّ أَباكِ كانَ عَبْداً جازِرا ، ويَـأْكُلُ النَّخْبَةَ والـمَشافِرا . (* قوله « وقال الراجز ان أباك إلخ » عبارة التكملة وقالت امرأة لضرتها ان أباك إلخ وفيها أيضاً النخبة ، بالضم ، الشربة العظيمة .) واليَنْخُوبةُ : أَيضاً الاسْتُ . (* قوله « والينخوبة أيضاً الاست » وبغير هاء موضع ؛ قال الأعشى : يا رخماً قاظ على ينخوب )؛ قال جرير : إِذا طَرَقَتْ يَنْخُوبةٌ من مُجاشعٍ والمَنْخَبةُ : اسم أُمّ سُوَيْدٍ . (* قوله « والمنخبة اسم أم سويد » هي كنية الاست .). والنِّخابُ : جِلْدَةُ الفُؤَاد ؛
قال : وأُمُّكُمْ سارِقَةُ الـحِجابِ ، * آكِلَةُ الخُصْيَيْنِ والنِّخاب وفي الحديث : ما أَصابَ المؤْمنَ من مكروه ، فهو كَفَّارة لخطاياه ، حتى نُخْبةِ النَّملةِ ؛ النُّخْبةُ : العَضَّةُ والقَرْصة . يقال نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ . والنَّخْبُ : خَرْقُ الجِلْدِ ؛ ومنه حديث أُبَـيّ : لا تُصِـيبُ المؤْمنَ مُصيبةٌ ذَعْرَةٌ ، ولا عَثْرَةُ قَدَمٍ ، ولا اخْتِلاجُ عِرْقٍ ، ولا نُخْبَةُ نملة ، إِلا بذَنبٍ ، وما يَعْفُو اللّهُ أَكثرُ ؛ قال ابن الأَثير : ذكره الزمخشري مرفوعاً ، ورواه بالخاءِ والجيم ؛ قال : وكذلك ذكره أَبو موسى بهما ، وقد تقدم . وفي حديث الزبير : أَقْبَلْتُ مع رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، من لِـيَّةَ ، فاستقبلَ نَخِـباً ببصره ؛ هو اسم موضع هناك . ونَخِبٌ : وادٍ بأَرض هُذَيْل ؛ قال أَبو ذؤَيب (* قوله « قال أبو ذؤيب » أي يصف ظبية وولدها ، كما في ياقوت ورواه لعمرك ما عيساء بعين مهملة فمثناة تحتية .): لَعَمْرُك ، ما خَنْساءُ تَنْسَـأُ شادِناً ، * يَعِنُّ لها بالجِزْع من نَخِبِ النَّجلِ أَراد : من نَجْلِ نَخِبٍ ، فقَلَبَ ؛ لأَنَّ النَّجْلَ الذي هو الماء في بُطون الأَوْدية جِنْسٌ ، ومن الـمُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلى الأَجْناس ، واللّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
ورث
" الوارث : صفة من صفات الله عز وجل ، وهو الباقي الدائم الذي يَرِثُ الخلائقَ ، ويبقى بعد فنائهم ، والله عز وجل ، يرث الأَرض ومَن عليها ، وهو خير الوارثين أَي يبقى بعد فناء الكل ، ويَفْنى مَن سواه فيرجع ما كان مِلْكَ العِباد إِليه وحده لا شريك له . وقوله تعالى : أُولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس ؛ قال ثعلب : يقال إِنه ليس في الأَرضِ إِنسانٌ إِلاّ وله منزل في الجنة ، فإِذا لم يدخله هو وَرِثَهُ غيره ؛ قال : وهذا قول ضعيف . وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ ، وَوَرِثَه عنه وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً . أَبو زيد : وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً . وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مالاً إِيراثاً حَسَناً . ويقال : وَرِثْتُ فلاناً مالاً أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إُذا ماتَ مُوَرِّثُكَ ، فصار ميراثه لك . وقال الله تعالى إِخباراً عن زكريا ودعائه إِيّاه : هب لي من لدنك وَلِيًّا يَرِثُني ويَرِثُ من آل يعقوب ؛ أَي يبقى بعدي فيصير له ميراثي ؛ قال ابن سيده : إِنما أَراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة ، ولا يجوز أَن يكون خاف أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ ، لقول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لا نُورثُ ما تركنا ، فهو صدقة ؛ وقوله عز جل : وورث سليمان داود ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه . وروي أَنه كان لداود ، عليه السلام ، تسعة عشر ولداً ، فَوَرِثَه سليمانُ ، عليه السلام ، من بينهم ، النبوةَ والمُلكَ . وتقول : وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ من أَبي أَرِثُه ، بالكسر فيهما ، وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً ، الأَلفُ منقلبةٌ من الواو ، ورِثَةً ، الهاءُ عِوَضٌ من الواو ، وإِنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة ، وهما متجانسان والواو مضادَّتهما ، فحذفت لاكتنافهما إِياها ، ثم جعل حكمها مع الأَلف والتاء والنون كذلك ، لأَنهن مبدلات منها ، والياء هي الأَصل ، يدلك على ذلك أَن فَعِلْتُ وفَعِلْنا وفَعِلْتَِ مبنيات على فَعِلَ ، ولم تسقط الواو مِن يَوْجَلُ لوقوعها بين ياء وفتحة ، ولم تسقط الياء من يَيْعَرُ ويَيْسَرُ ، لتقَوِّي إِحدى الياءين بالأُخرى ؛ وأَما سقوطها مِن يَطَأُ ويَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخرى مذكورة في باب الهمز ، قال : وذلك لا يوجب فساد ما قلناه ، لأَنه لا يجوز تماثل الحكمين مع اختلاف العلتين . وتقول : أَوْرَثَه الشيءَ أَبُوهُ ، وهم وَرَثَةُ فلان ، وَوَرَّثَهُ توريثاً أَي أَدخله في ماله على وَرَثَتِهِ ، وتوارثوه كابراً عن كابر . وفي الحديث : أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ ، دُورَ المهاجرين ، النساءُ . تَخْصِيصُ النساءِ بتوريث الدور ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون على معنى القسمة بين الورثةِ ، وخصصهن بها لأَنهنَّ بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن ، فاختار لهن المنازل للسُّكْنَى ؛ قال : ويجوز أَن تكون الدور في أَيديهن على سبيل الرفق بهنّ ، لا للتمليك كما كانت حُجَرُ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في أَيدي نسائه بعده . ابن الأَعرابي : الوِرْثُ والوَرْثُ والإِرْثُ والوِرَاثُ والإِرَاثُ والتُّراثُ واحد . الجوهري : المِيراثُ أَصله مِوْراثٌ ، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، والتُّراثُ أَصل التاء فيه واو . ابن سيده : والوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ : ما وُرِثَ ؛ وقيل : الوِرْث والميراثُ في المال ، والإِرْثُ في الحسَب . وقال بعضهم : وَرِثْتُهُ ميراثاً ؛ قال ابن سيده : وهذا خطأٌ لأَنَّ مِفْعَالاً ليس من أَبنية المصادر ، ولذلك ردَّ أَبو علي قول من عزا إِلى ابن عباس ان المِحالَ من قوله عز وجل : وهو شديد المحال ، مِن الحَوْلِ ، قال : لأَنه لو كان كذلك لكان مِفْعَلاً ، ومِفْعَلٌ ليس من أَبنية المصادر ، فافهم . وقوله عز وجل : ولله ميراثُ السموات والأَرض أَي الله يُفْني أَهلهما فتبقيان بما فيهما ، وليس لأَحد فيهما مِلْكٌ ، فخوطب القوم بما يعقلون لأَنهم يجعلون ما رجع إِلى الإِنسان ميراثاً له إِذ كان ملكاً له وقد أَوْرَثَنِيه . وفي التنزيل العزيز : وأَوْرَثَنَا الأَرضَ أَي أَوْرَثَنَا أَرضَ الجنة ، نتبوّأُ منها من المنازل حيث نشاء . وَوَرَّثَ في ماله : أَدخل فيه مَن ليس من أَهل الوراثة . الأَزهري : وَرَّثَ بني فلان ما له توريثاً ، وذلك إِذا أَدخل على ولده وورثته في ماله مَن ليس منهم ، فجعل له نصيباً . وأَورَثَ وَلَدَه : لم يُدْخِلْ أَحداً معه في ميراثه ، هذه عن أَبي زيد . وتَوارثْناهُ : وَرِثَه بعضُنا عن بعض قِدْماً . ويقال : وَرَّثْتُ فلاناً من فلان أَي جعلت ميراثه له . وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَهُ مالَه أَي تركه له . وفي الحديث في دعاءِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : اللهم أَمْتِعْني بسمعي وبَصَري ، واجعلهما الوارثَ مني ؛ قال ابن شميل : أَي أَبْقِهما معي صحيحين سليمين حتى أَموت ؛ وقيل : أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عند الكبر وانحلال القُوى النفسانية ، فيكون السمع والبصر وارِثَيْ سائر القُوى والباقِيَيْنِ بعدها ؛ وقال غيره : أَراد بالسمع وَعْيَ ما يَسْمَعُ والعملَ به ، وبالبصر الاعتبارَ بما يَرى ونُور القلب الذي يخرج به من الحَيْرَة والظلمة إِلى الهدى ؛ وفي رواية : واجعله الوارث مني ؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع ، ة فلذلك وَحَّدَهُ . وفي حديث الدعاءِ أَيضاً : وإِليكَ مآبي ولك تُراثي ؛ التُّراثُ : ما يخلفه الرجل لورثته ، والتاءُ فيه بدل من الواو . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنيه ، قال : بعث (* « أنه ، قال : بعث » كذا بالأصل المعول عليه بأَيدينا .) ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عرفة ، فقال : اثْبُتيوا على مَشاعِركم هذه ، فإِنكم على إِرْثٍ من إِرث إِبراهيم . قال أَبو عبيد : الإِرْث أَصله من الميراث ، إِنما هو وِرْثٌ فقلبت الواو أَلفاً مكسورة لكسرة الواو ، كما ، قالوا للوِسادة إِسادة ، وللوِكافِ إِكاف ، فكأَنَّ معنى الحديث : أَنكم على بقية من وِرْثِ إِبراهيم الذي ترك الناس عليه بعد موته ، وهو الإِرْثُ ؛
وأَنشد : فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حَدِيثٍ ، فإِنَّهُمْ لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ ، لم تَخُنْه زَوافِرُه وقول بدر بن عامر الهذلي : ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ واحداً ، ضَرَعاً صَغيراً ، ثم لا تَعْلُوني أَراد أَن الحوادث تتداوله ، كأَنها ترثه هذه عن هذه . وأَوْرَثَه الشيءَ : أَعقبه إِياه . وأَورثه المرض ضعفاً والحزنُ هَمّاً ، كذلك . وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً ، وكُلُّه على الاستعارة والتشبيه بِوِراثَةِ المال والمجد . ووَرَّثَ النارَ : لغة في أَرَّثَ ، وهي الوِرْثَةُ . وبنو وِرْثَةَ : ينسبون إِلى أُمهم . ووَرْثانُ : موضع ؛ قال الراعي : فغدا من الأَرض التي لم يَرْضَها ، واختار وَرْثاناً عليها مَنْزِلا
ويروى : أَرْثاناً على البدل المطرد في هذا الباب . "