ـ سَفَعَ الطائِرُ ضَريبَتَهُ : لَطَمَهَا بجَناحَيْهِ ، ـ سَفَعَ فُلانٌ فُلاناً : لَطَمَهُ وضَرَبَهُ ، ـ سَفَعَ الشيءَ : أعْلَمَهُ ووَسَمَهُ ، ـ سَفَعَ السَّمومُ وجْهَهُ : لَفَحَهُ لَفْحاً يَسيراً ، كسَفَّعَهُ ، ـ سَفَعَ بناصِيَتِهِ : قَبَضَ عليها فاجْتَذَبَهَا ، ومنه : { لنَسْفَعاً بالناصيةِ }: لَنَجُرَّنْهُ بها إلى النارِ ، أَو لَنُسَوِّدَنْ وجْهَهُ ، واكْتُفِيَ بالناصيةِ لأنها مُقَدَّمُهُ ، أَو لَنُعْلِمَنْهُ عَلاَمَةَ أَهْلِ النارِ ، أَو لَنُذِلَّنْهُ ، أو لَنُقْمِئَنْهُ . ـ رَجُلٌ مَسْفوعُ العَيْنِ : غائرُها ، ـ مَسْفوعٌ : مَعْيونٌ ، ـ أَصابَتْهُ سَفْعَةٌ : عَيْنٌ . ـ سَوافِعُ : لوافِحُ السَّمومِ . ـ سِفْعُ : الثَّوْبُ أَيَّ ثَوْبٍ كان ، ـ سُفْعُ : حَبُّ الحَنْظَلِ ، الواحِدَةُ : السُّفْعَةُ ، ـ سُفْعُ : أُثْفِيَّةٌ من حَديدٍ ، أو الأثافي ، واحِدَتُها : سَفْعاءُ ، والسودُ تَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ ، ـ سَفَعُ : سُفْعَةُ سَوادٍ في الخَدَّيْنِ من المرأةِ الشاحِبَةِ . ـ سُفْعَةُ : ما في دِمْنَةِ النارِ من زِبْلٍ أَو رَمادٍ أو قُمامٍ مُتَلَبِّدٍ ، فَتَرَاهُ مُخالِفاً للَوْنِ الأرض ، ـ سُفْعَةُ من اللَّوْنِ : سَوادٌ أُشْرِبَ حُمْرَةٌ . ـ أسْفَعُ : الصَّقْرُ ، والثَّوْرُ الوَحْشِيُّ ، ـ أسْفَعُ من الثِّيابِ : الأَسْوَدُ . ـ يقالُ : أَشْلِ إليكَ أَسْفَعَ : وهو اسْمٌ للغَنَمِ إذا دُعِيَتْ للحَلْب . ـ سَفْعاءُ : حَمامَةٌ صارَتْ سُفْعَتُها في عُنُقِها مَوْضِعَ العِلاطَيْنِ . ـ بَنو سَفْعاءِ : بَطْنٌ . ـ مُسافِعُ : المُسافِحُ ، والمُطارِدُ ، والأسَدُ ، والمُعانِقُ ، والمُضارِبُ ، ـ اسْتِفاعُ : كالتَّهَبُّجِ . ـ اسْتُفِعَ لَوْنُه ، للمَفْعُولِ : تَغَيَّرَ من خَوْفٍ أو نحوِهِ . ـ تَسَفَّعَ : اصْطَلَى . ـ أُسَيْفِعُ : مُصَغَّرَ أسْفَعَ ، اسمٌ ، ومنه قولُ عُمَرَ : ألا إنَّ الأسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ ، رَضِيَ من دِينِه وأمانَتِه بأن يقالَ : سابِقُ الحاجِّ فادَّانَ مُعْرِضاً ، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ به ، فمن كان له عليه دَيْنٌ فَلْيَعُدْ بالغَداة فَلْنَقْسِمْ مالَه بينَهم بالحِصَص .
المعجم: القاموس المحيط
أُمرنا لنُسلم
أمرنا بأن نسلم و نخلص العبادة سورة : الانعام ، آية رقم : 71
المعجم: كلمات القران
لنـَـسْـفَـعن بالناصية
لـَـنـَسحَبَـنـَّه بناصِيـتِه إلى النار سورة : العلق ، آية رقم : 15
المعجم: كلمات القران
- انظر التحليل و التفسير المفصل
نسج
" النَّسْجُ : ضَمُّ الشيء إِلى الشيء ، هذا هو الأَصلُ . نَسَجه يَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ ونَسَجت الريحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً : سَحَبَتْ بعضَه إِلى بعض . والريحُ تَنْسِج التراب إِذا نَسَجت المَوْرَ والجَوْلَ على رُسومها (* قوله « على رسومها » كذا بالأصل ، وعبارة الأَساس : ومن المجاز الريح تنسج رسم الدار ، والتراب والرمل والماء إِذا ضربته فانتسجت له طرائق كالحبك .). والريح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طرائِقُ كالحُبُكِ . ونَسَجَت الريحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِيحانِ طولاً وعَرْضاً ، لأَن الناسِجَ يَعترِضُ النسيجة فيُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَى . ونَسَجَت الريحُ الماءَ : ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فيه طَرائِقُ ؛ قال زهير يصف وادياً : مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ ، تَنْسِجُه رِيحٌ خَريقٌ ، لِضاحي مائِهِ حُبُك ونَسَجت الريحُ الوَرقَ والهَشيمَ : جَمَعَتْ بعضَه إِلى بعض ؛ قال حُميد بن ثور : وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ذُراوَةً ، تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ والنَّسْج معروف ، ونَسَجَ الحائِكُ الثوبَ يَنْسِجُه ويَنْسُجُه نَسْجاً ، مِن ذلك لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة ، وهو النَّسّاجُ ، وحِرْفَته النِّساجَة ، وربما سُمِّي الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً . وفي حديث جابر : فقام في نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها ؛ هي ضَرْبٌ من المَلاحِف مَنسوجة ، كأَنها سُمِّيت بالمصدر . وقالوا في الرجل المحمود : هو نَسِيجُ وحْدِه ؛ ومعناه أَن الثوبَ إِذا كان كريماً لم يُنْسَجْ على مِنْوالِه غيرُه لِدِقَّتِه ، وإِذا لم يكن كريماً نَفِيساً دَقِيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدَّةِ أَثوابٍ ؛ وقال ثعلب : نَسيجُ وَحْدِه الذي لا يُعْمَلُ على مثاله مِثْلُه ؛ يُضْرَبُ مثلاً لكل مَنْ بُولِغَ في مَدْحِه ، وهو كقولك : فلان واحدُ عصرِه وقَرِيعُ قَومِه ، فنَسيجُ وَحْدِه أَي لا نظيرَ له في عِلم أَو غَيره ، وأَصلُه في الثوب لأَنَّ الثوبَ الرفيعَ لا يُنْسَجُ على مِنوالِه . وفي حديث عمر : مَنْ يَدُلُّني على نَسيجِ وَحْدِه ؟ يُريدُ رجلاً لا عَيْب فيه ، وهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول ، ولا يقال إِلاّ في المدح . وفي حديث عائشةَ أَنها ذكرت عمر تَصِفُه ، فقالت : كان واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه ؛ أَرادت : أَنه كان مُنْقَطِعَ القَرِينِ . والموضِعُ مَنْسِجٌ ومَنْسَجٌ . الأَزهري : مِنْسَجُ الثوب ، بكسر الميم ، ومَنْسِجه حيث يُنْسَج ، حكاه عن شمر . ابن سيده : والمِنْسَجُ والمِنْسِج ، بكسر الميم ، كلُّه : الخشبة والأَداة المستعملة في النِّساجة التي يُمَدُّ عليها الثوب للنَّسْج ؛ وقيل : المِنْسجُ ، بالكسر ، لا غير : الحَفُّ خاصة . ونَسَجَ الكذَّابُ الزُّورَ : لَفَّقَه . ونَسَج الشاعرُ الشِّعْر : نَظَمَه . والشاعرُ يَنْسِجُ الشِّعْر ، والكذَّابُ يَنْسِجُ الزُّورَ ، ونَسَجَ الغَيْثُ النباتَ ، كلُّه على المَثَل . ونسَجَت الناقةُ في سيرِها تَنْسِجُ ، وهي نَسُوجٌ : أَسْرَعَتْ نَقْلَ قوائِمِها ؛ وقيل : النَّسُوجُ من الإِبل التي لا يَثْبُت حِملُها ولا قَتَبُها عليها إِنما هو مضطرِبٌ . وناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِج وتَسِجُ في سَيرها ، وهو سُرعة نَقْلِها قَوائمَها . ومِنْسَجُ الدابة ، بكسر الميم وفتح السين ، ومَنْسِجُه : أَسْفَلُ من حارِكه ، وقيل : هو ما بين العُرْف وموضع اللِّبْد ؛ قال أَبو ذؤيب : مُسْتَقْبِل الرِّيحِ يَجري فَوقَ مَنْسِجِه ، إِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُد أَراد : اقْشَعَرَّ الكَشحُ والعَضُدُ منه . التهذيب : والمِنْسَجُ المُنْتَبِرُ من كاثبة الدابة عند منتهى مَنْبِت العُرْف تحتَ القَرَبوس المقَدَّم ؛ وقيل : سُمِّي مِنْسَجَ الفَرَسِ لأَن عَصَبَ العُنُق يَجيء قِبَلَ الظَّهْر ، وعَصَبُ الظَّهْر يذهبُ قِبَلَ العُنُق فيَنْسِجُ على الكَتِفَين . أَبو عبيد : المَنْسِجُ والحارِك ما شَخَص من فُروع الكَتِفَين إِلى أَصل العُنُق إِلى مُسْتوى الظَّهر ، والكاهِلُ خَلْف المَنْسِج . وفي الحديث : بَعَث رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، زيدَ بنَ حارثة إِلة جُذامَ ، فأَوّلُ من لَقِيهم رجُلٌ على فَرَسٍ أَدْهَم كان ذَكرُه على مَنْسج فرَسِه ؛ قال : المَنْسِجُ ما بين مَغْرِز العُنُق إِلى مُنْقَطَع الحارِك في الصُّلْب ؛ وقيل : المَنْسِجُ والحاركُ والكاهِلُ ما شَخَص من فروع الكتِفَين إِلى أَصل العُنُق ؛ وقيل : هو ، بكسر الميم ، للفَرَس بمنزلة الكاهِلِ من الإِنسان ، والحارِك من البعير . وفي الحديث : رجالٌ جاعِلو أَرماحِهِم على مَناسِجِ خيولهم ، هي جمع المَنْسِج . ابن شميل : النَّسُوجُ من الإِبل التي تقدِّم جَهازَها إِلى كاهِلِها لشدّة سَيرها . ثعلب عن ابن الأَعرابي : النُّسُج السَّجَّادات . "
المعجم: لسان العرب
سفع
" السُّفْعةُ والسَّفَعُ : السَّوادُ والشُّحُوبُ ، وقيل : نَوْع من السَّواد ليس بالكثير ، وقيل : السواد مع لون آخر ، وقيل : السواد المُشْرَبُ حُمْرة ، الذكر أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ ؛ ومنه قيل للأَثافي سُفْعٌ ، وهي التي أُوقِدَ بينها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار ؛ قال زهير : أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَل وفي الحديث : أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ على ولدها يومَ القيامة كَهاتَيْنِ ، وضَمَّ إِصْبَعَيْه ؛ أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة سوداء عاطفة على ولدها ، أَراد أَنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترَفُّه حتى شحِبَ لونها واسودَّ إِقامة على ولدها بعد وفاة زوجها ، وفي حديث أَبي عمرو النخعي : لما قدم عليه فقال : يا رسول الله إِني رأَيت في طريقي هذا رؤْيا ، رأَيت أَتاناً تركتها في الحيّ ولدت جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى ، فقال : له : هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلاً ؟، قال : نعم ، قال : فقد ولدت لك غلاماً وهو ابنك . قال : فما له أَسْفَعَ أَحْوى ؟، قال : ادْنُ مِنِّي ، فدنا منه ، قال : هل بك من بَرَص تكتمه ؟، قال : نعم ، والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به ، قال : هو ذاك ومنه حديث أَبي اليَسَر : أَرَى في وجهك سُفْعةً من غضَب أَي تغيراً إِلى السواد . ويقال : للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لسواد عِلاطَيْها في عُنُقها . وحَمامة سفعاء : سُفْعَتُها فوق الطَّوْقِ ؛ وقال حميد بن ثور : منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ ، مَطْلَع الشَّمْسِ ، أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ : اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض . والسُّفْعةُ في الوجه : سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ . وسُفَعُ الثوْرِ : نُقَط سُود في وجهه ، ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ . والأَسْفَعُ : الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً ؛ قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً شبَّه ناقته في السرعة به : كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ ، يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع ، مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ ، ولا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً ، وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ ، والصُّقُورُ كلها سُفْعٌ . وظَلِيمٌ أَسْفَعُ : أَرْبَدُ . وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ : لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه . والسَّوافِعُ : لَوافِحُ السَّمُوم ؛ ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب الرياحي : ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار . والسُّفْعةُ : ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض ، وقيل : السفعة في آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض ؛ قال ذو الرمة : أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً ، كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ
ويروى : من دِمْنة ، ويروى : أَو دِمْنة ؛ أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل ؛ وهو قوله : بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها : لَطَمَها بجناحه . والمُسافَعةُ : المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ ؛ ومنه قول الأَعشى : يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً ، لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ ، وثُكَنٌ : جماعاتٌ . وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً : لَطَمَه . وسَفَع عُنُقَه : ضربها بكفه مبسوطة ، وهو مذكور في حرف الصاد . وسَفَعَه بالعَصا : ضَربه . وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً : قاتَلَه ؛ قال خالد بن عامر (* قوله « خالد بن عامر » بهامش الأصل وشرح القاموس : جنادة ابن عامر ويروى لأبي ذؤيب . كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً : جذَب وأَخَذ وقَبض . وفي التنزيل : لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة ؛ ناصِيَتُه : مقدَّم رأْسِه ، أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه ؛
ويقال : لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما ، قال : فيؤخذ بالنواصي والأَقدام . ويقال : معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه ؛ قال الأَزهري : فأَما من ، قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى النار فحجته قول الشاعر : قَومٌ ، إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ ، أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بناصيته . وحكى ابن الأَعرابي : اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده . ويقال : سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه ؛ ومنه حديث عباس الجشمي : إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال : أَنا قرينُك في الدنيا ، أَي أَخذ بيده ، ومن ، قال : لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد ، اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه ؛ والحجة له قوله : وكنتُ ، إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به ، سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه ، وهو مثل قوله تعالى : سَنَسِمُه على الخُرْطوم . وفي الحديث : ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير أَلوانهم . يقال : سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة ، يريد أَثراً من النار . والسَّفْعةُ : العين . ومرأَة مَسْفُوعةٌ : بها سَفعة أَي إِصابة عين ، ورواها أَبو عبيد : شَفْعةٌ ، ومرأَة مشفوعة ، والصحيح ما قلناه . ويقال : به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته . وفي حديث أُم سلمة ، رضي الله عنها ، أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، دخل عليها وعندها جارية بها سَفْعةٌ ، فقال : إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من الشيطان ، وقيل : ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها ، وهي المرة من السَّفْعِ الأَخذِ ، المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْيةَ ، وقيل : السَّفْعةُ العين ، والنَّظْرة الإِصابةُ بالعين ؛ ومنه حديث ابن مسعود :، قال لرجل رآه : إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان ، فقال له الرجل : لم أَسمع ما قلت ، فقال : نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً منك ؟، قال : لا ، قال : فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ ، جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون . والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ ، بالسين والشين : الجنون . ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون . والسَّفْعُ : الثوب ، وجمعه سُفُوع ؛ قال الطرماح : كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ ، يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفُوعُ أَراد بالعائط جارية لم تَحْمِلْ . وسُفُوعها : ثيابها . واسْتَفَعَ الرجلُ : لَبِسَ ثوبه . واستفعت المرأَة ثيابها إِذا لبستها ، وأَكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة . وبنو السَّفْعاء : قبيلة . وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ : أَسماء . "
المعجم: لسان العرب
نسل
" النَّسْل : الخلْق . والنَّسْل : الولد والذرِّية ، والجمع أَنسال ، وكذلك النَّسِيلة . وقد نَسَل ينسُل نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا : أَنسَل بعضُهم بعضاً . وتناسَل بنو فلان إِذا كثر أَولادهم . وتَناسَلوا أَي وُلد بعضهم من بعض ، ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل ، بالضم . قال ابن بري : يقال نَسَل الوالدُ ولدَه نَسْلاً ، وأَنسَل لغة فيه ، قال : وفي الأَفعال لابن القطاع : ونَسَلت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته . وفي حديث وفد عبد القيس : إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها ، قال : وهو على حذف الجارّ أَي نَسَلْنا بها أَو منها نحو أَمرتُك الخيرَ أَي بالخير ، قال : وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها . يقال : نَسَل الولد يَنْسُل ويَنْسِل ونَسَلت الناقة وأَنسَلت نَسْلاً كثيراً . والنَّسُولة : التي تُقْتَنى للنَّسْل . وقال اللحياني : هو أَنسَلُهم أَي أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر . ونَسَل الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُل نُسُولاً وأَنسَل : سقَط وتقطَّع ، وقيل : سقَط ثم نبَت ، ونَسَلَه هو نَسْلاً . وفي التهذيب : وأَنْسَله الطائرُ وأَنسَل البعيرُ وبَره . أَبو زيد : أَنسَل ريشُ الطائر إِذا سقط ، قال : ونَسَلْته أَنا نَسْلاً ، واسمُ ما سقَط منه النَّسِيل والنُّسال ، بالضم ، واحدته نَسِيلة ونُسالة . ويقال : أَنسَلَت الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله ، وقد نَسَلت بولد كثيرٍ تَنْسُل . ونُسالُ الطير : ما سقَط من ريشها ، وهو النُّسالة . ويقال : نَسَل الطائرُ ريشَه يَنْسُل ويَنْسِل نَسْلاً . ونَسَل الوبرُ وريش الطائر بنفسه ، يتعدَّى ولا يتعدّى ، وكذلك أَنسَل الطائر ريشَه وأَنسَل ريشُ الطائر ، يتعدّى ولا يتعدّى . وأَنسَلَت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها . ونسَل الثوبُ عن الرجل : سقَط . أَبو زيد : النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نسلُها . ويقال : ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع . وأَنسَل الصِّلِّيانُ أَطرافَه : أَبرَزَها ثم أَلقاها . والنُّسالُ : سُنْبُل الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ ؛ عن أَبي حنيفة ؛ وقول أَبي ذؤيب (* قوله « أبي ذؤيب » كذا في الأصل وشرح القاموس ، والذي في المحكم : ابن ابي داود لأبيه ، ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل ): أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ ، آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ
ويروى : وأُنسِل ، فمَن رواه وأَنسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر ، ومن رواه أُنسِل فمعناه تُنْسِل إِبلي وغنَمي . والنَّسِيلة : الذُّبالةُ ، وهي الفَتِيلة في بعض اللغات . ونَسَل الماشي يَنْسِل ويَنْسُل نسْلاً ونَسَلاً ونَسَلاناً : أَسرع ؛
قال : عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً ، بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ وأَنشد ابن الأَعرابي : عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النَّسَلْ وقيل : أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك . وأَنسَلْت القومَ إِذا تقدَّمتهم ؛
وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد : أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ ، وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ (* قوله « أنسل الدرعان إلخ » هكذا في الأصل ). وفي التنزيل العزيز : فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْسِلون ؛ قال أَبو إِسحق : يخرجون بسرعة . وقال الليث : النَّسَلان مِشْية الذئب إِذا أَسرع . وقد نسَل في العدْوِ يَنْسِل ويَنْسُل نَسْلاً ونَسَلاناً أَي أَسرع . وفي الحديث : أَنهم شكَوْا إِلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الضَّعْفَ فقال : عليكم بالنَّسْل ؛ قال ابن الأَعرابي : ببسط (* قوله « ببسط » هو هكذا في الأصل بدون نقط ) وهو الإِسراع في المشي . وفي حديث آخر : أَنهم شكوا إِليه الإِعْياء فقال : عليكم بالنَّسَلان ، وقيل : فأَمرهم أَن يَنْسِلوا أَي يسرعوا في المشي . وفي حديث لقمان : وإِذا سَعى القوم نَسَل أَي إِذا عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو ، قال : والنَّسَلان دون السَّعْيِ . والنَّسَل ، بالتحريك : اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل . والنَّسِيل : العسل إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع . المحكم : والنَّسِيل والنَّسِيلةُ جميعاً العسل ؛ عن أَبي حنيفة . ويقال لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين النَّسَل ، بالنون ، ذكره أَبو منصور في أَثناء كلامه على نلس (* قوله « على نلس » هكذا في الأصل بدون نقط ). واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان . ابن الأَعرابي : يقال فلان يَنْسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة . "
المعجم: لسان العرب
صرف
" الصَّرْفُ : رَدُّ الشيء عن وجهه ، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ . وصارَفَ نفْسَه عن الشيء : صَرفَها عنه . وقوله تعالى : ثم انْصَرَفوا ؛ أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه ، وقيل : انْصَرَفُوا عن العمل بشيء مـما سمعوا . صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على فعلهم ؛ وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ ، والمُنْصَرَفُ : قد يكون مكاناً وقد يكون مصدراً ، وقوله عز وجل : سأَصرفُ عن آياتي ؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم الإضْلالَ عن هداية آياتي . وقوله عز وجل : فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ولا أَن يَنْصُروا أَنفسَهم . قال يونس : الصَّرْفُ الحِيلةُ ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان : قَلَبْتُهم . وصَرَفَ اللّه عنك الأَذى ، واسْتَصْرَفْتُ اللّه المَكارِهَ . والصَّريفُ : اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ حارّاً . والصَّرْفانِ : الليلُ والنهارُ . والصَّرْفةُ : مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ ، خلْفَ خراتَي الأَسَد . يقال : إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر فذلك الخَريفُ ، وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع ، والعرب تقول : الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في الحالتين ؛ قال ابن كُناسةَ : سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ ، وقال ابن بري : صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد . والصَّرْفةُ : خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر في الأُخَذِ ، قال ابن سيده : يُسْتَعْطَفُ بها الرجال يُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم ووجوههم ؛ عن اللحياني ؛ قال ابن جني : وقولُ البغداديين في قولهم : ما تَأْتينا فتُحَدِّثَنا ، تَنْصِبُ الجوابَ على الصَّرْف ، كلام فيه إجمال بعضه صحيح وبعضه فاسد ، أَما الصحيح فقولهم الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثاني عن معنى الفعل الأَول ، قال : وهذا معنى قولنا إن الفعل الثاني يخالف الأَوّل ، وأَما انتصابه بالصرف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعاني لا تنصب الأَفعال وإنما ترفعها ، قال : والمعنى الذي يرفع الفعل هو وقوع الاسم ، وجاز في الأَفعال أَن يرفعها المعنى كما جاز في الأَسماء أَن يرفعها المعنى لمُضارعَة الفعل للاسم ، وصَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوين . وصَرَّفْنا الآياتِ أَي بيَّنْاها . وتَصْريفُ الآيات تَبْيينُها . والصَّرْفُ : أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك . وصَرَّفَ الشيءَ : أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه ، وتَصَرَّفَ هو . وتَصارِيفُ الأُمورِ : تَخالِيفُها ، ومنه تَصارِيفُ الرِّياحِ والسَّحابِ . الليث : تَصْريفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جهة إلى جهة ، وكذلك تصريفُ السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور والآيات ، وتَصْريفُ الرياحِ : جعلُها جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً فجعلها ضُروباً في أَجْناسِها . وصَرْفُ الدَّهْرِ : حِدْثانُه ونَوائبُه . والصرْفُ : حِدْثان الدهر ، اسم له لأَنه يَصْرِفُ الأَشياء عن وجُوهها ؛ وقول صخر الغَيّ : عاوَدَني حُبُّها ، وقد شَحِطَتْ صَرْفُ نَواها ، فإنَّني كَمِدُ أَنَّث الصرف لتَعْلِيقه بالنَّوى ، وجمعه صُروفٌ . أَبو عمرو : الصَّريف الفضّةُ ؛
وأَنشد : بَني غُدانةَ ، حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً ولا صَريفاً ، ولكن أَنـْتُمُ خَزَفُ وهذا البيتُ أَورَدَه الجوهري : بني غُدانَةَ ، ما إن أَنتُمُ ذَهَباً ولا صَريفاً ، ولكن أَنتُمُ خزَف ؟
قال ابن بري : صواب إنشاده : ما إِن أَنـْتُمُ ذَهبٌ ، لأَن زيادة إنْ تُبْطِل عمل ما . والصَّرْفُ : فَضْلُ الدًِّرهم على الدرهم والدينار على الدِّينار لأَنَّ كلَّ واحد منهما يُصْرَفُ عن قِيمةِ صاحِبه . والصَّرْفُ : بيع الذهب بالفضة وهو من ذلك لأَنه يُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلى جَوْهر . والتصْريفُ في جميع البِياعاتِ : إنْفاق الدَّراهم . والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفيُّ : النقّادُ من المُصارفةِ وهو التَّصَرُّفِ ، والجمع صَيارِفُ وصَيارِفةٌ . والهاء للنسبة ، وقد جاء في الشعر الصَّيارِفُ ؛ فأَما قول الفرزدق : تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ ، نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ فعلى الضرورة لما احتاج إلى تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتى صارت حرفاً ؛ وبعكسه : والبَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا
ويقال : صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير . وبين الدِّرهمين صَرْفٌ أَي فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما . ورجل صَيْرَفٌ : مُتَصَرِّفٌ في الأُمور ؛ قال أُمَيَّة ابن أَبي عائذ الهذلي : قد كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً ، لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ أَبو الهيثم : الصَّيْرفُ والصَّيْرَفيُّ المحتال المُتقلب في أُموره المُتَصَرِّفُ في الأَُمور المُجَرّب لها ؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليَشْكُرِيّ : ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً ، كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ والصَّرْفُ : التَّقَلُّبُ والحِيلةُ . يقال : فلان يَصْرِف ويَتَصَرَّفُ ويَصْطَرِفُ لعياله أَي يَكتسب لهم . وقولهم : لا يُقبل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ ؛ الصَّرْفُ : الحِيلة ، ومنه التَّصَرُّفُ في الأَمور . يقال : إنه يتصرَّف في الأَُمور . وصَرَّفْت الرجل في أَمْري تَصْريفاً فتَصَرَّفَ فيه واصْطَرَفَ في طلَبِ الكسْب ؛ قال العجاج : قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي ، بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ والعَدْلُ : الفِداء ؛ ومنه قوله تعالى : وإن تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ ، وقيل : الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ ، وقيل : الصَّرْفُ التوبةُ والعدل الفِدْيةُ ، وقيل : الصرفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ ، وقيل : الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ ، وأَصلُه في الفِدية ، يقال : لم يقبلوا منهم صَرفاً ولا عَدلاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقَتيلهم رجلاً واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك ؛ قال : كانت العرب تقتل الرجلين والثلاثة بالرجل الواحد ، فإذا قتلوا رجلاً برجل فذلك العدل فيهم ، وإذا أَخذوا دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صرْفاً ، فالقيمة صَرْف لأَن الشيء يُقَوّم بغير صِفته ويُعَدَّل بما كان في صفته ، قالوا : ثم جُعِل بعدُ في كل شيء حتى صار مثلاً فيمن لم يؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه ، وأُلزِمَ أَكثر منه . وقوله تعالى : ولم يجدوا عنها مَصْرِفاً ، أَي مَعْدِلاً ؛
قال : أَزُهَيْرُ ، هلْ عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ ؟ أَي مَعْدِل ؛ وقال ابن الأَعرابي : الصرف المَيْلُ ، والعَدْلُ الاسْتِقامةُ . وقال ثعلب : الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ به والعَدْل الميل ، وقيل الصرف الزِّيادةُ والفضل وليس هذا بشيء . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، ذكر المدينة فقال : من أَحْدثَ فيها حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لا يُقبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ ؛ قال مكحول : الصَّرفُ التوبةُ والعدْلُ الفِدية . قال أَبو عبيد : وقيل الصرف النافلة والعدل الفريضة . وقال يونس : الصرف الحِيلة ، ومنه قيل : فلان يَتَصَرَّفُ أَي يَحْتالُ . قال اللّه تعالى : لا يَسْتَطِيعُونَ صَرفاً ولا نصْراً . وصَرفُ الحديث : تَزْيِينُه والزيادةُ فيه . وفي حديث أَبي إدْرِيسَ الخَوْلاني أَنه ، قال : من طَلَبَ صَرْفَ الحديثِ يَبْتَغِي به إقبالَ وجوهِ الناسِ إليه ؛ أُخِذَ من صَرفِ الدراهمِ ؛ والصرفُ : الفضل ، يقال : لهذا صرْفٌ على هذا أَي فضلُ ؛ قال ابن الأَثير : أَراد بصرْفِ الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة ، وإنما كره ذلك لما يدخله من الرِّياء والتَّصَنُّع ، ولما يُخالِطُه من الكذب والتَّزَيُّدِ ، والحديثُ مرفوع من رواية أَبي هريرة عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، في سنن أَبي داود . ويقال : فلان لا يُحْسنُ صرْفَ الكلام أَي فضْلَ بعضِه على بعض ، وهو من صَرْفِ الدّراهمِ ، وقيل لمن يُمَيِّز : صَيْرَفٌ وصَيْرَفيٌّ . وصَرَفَ لأَهله يَصْرِفُ واصْطَرَفَ : كَسَبَ وطَلَبَ واخْتالَ ؛ عن اللحياني . والصَّرافُ : حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ ، صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوفاً وصِرافاً ، وهي صارفٌ . وكلبةٌ صارِفٌ بيِّنة الصِّرافِ إذا اشتهت الفحل . ابن الأَعرابي : السباعُ كلها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ إذا اشتهت الفحل ، وقد صرَفت صِرافاً ، وهي صارِفٌ ، وأَكثر ما يقال ذلك كلُّه للكلْبَةِ . وقال الليث : الصِّرافُ حِرْمةُ الشاء والكلاب والبقَرِ . والصَّريفُ : صوت الأَنيابِ والأَبوابِ . وصَرَفَ الإنسانُ والبعيرُ نابَه وبنابِه يَصْرِفُ صَريفاً : حَرَقَه فسمعت له صوتاً ، وناقة صَروفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ . وصَرِيفُ الفحل : تَهَدُّرُه . وما في فمه صارفٌ أَي نابٌ . وصَريفُ القَعْوِ : صوته . وصَريفُ البكرةِ : صوتها عند الاستقاء . وصريفُ القلم والباب ونحوهما : صريرهما . ابن خالويه : صريفُ نابِ الناقةِ يدل على كلالِها ونابِ البعير على قَطَمِه وغُلْمَتِه ؛ وقول النابغة : مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها ، له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ هو وَصْفٌ لها بالكَلالِ . وفي الحديث : أَنه دخل حائطاً من حَوائطِ المدينةِ فإذا فيه جَمَلانِ يَصْرفان ويوعِدانِ فَدَنا منهما فوضعا جُرُنَهما ؛ قال الأَصمعي : إذا كان الصَّرِيفُ من الفُحولةِ ، فهو من النَّشاطِ ، وإذا كان من الإناث ، فهو من الإعْياء . وفي حديث عليّ : لا يَرُوعُه منها (* قوله « لا يروعه منها » الذي في النهاية : لا يروعهم منه .) إلا صريفُ أَنيابِ الحِدْثان . وفي الحديث : أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ أَي صوتَ جَرَيانِها بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللّه ووَحْيِه ، وما يَنْسَخُونه من اللوحِ المحفوظ . وفي حديث موسى ، على نبينا وعليه السلام : أَنه كان يسمع صَريف القَلم حين كتب اللّه تعالى له التوراة ؛ وقول أَبي خِراشٍ : مُقابَلَتَيْنِ شَدَّهما طُفَيْلٌ بِصَرّافَينِ ، عَقْدُهما جَمِيلُ عنى بالصَّرَّافَيْنِ شراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ . والصِّرْفُ : الخالِصُ من كل شيء . وشَرابٌ صِرْفٌ أَي بَحْتٌ لم يُمْزَجْ ، وقد صَرَفَه صُروفاً ؛ قال الهذَلي : إن يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُفَةٍ منها بريٍّ وعلى مِرْجَلِ وصَرَّفَه وأَصْرَفَه : كَصَرفَه ؛ الأَخيرة عن ثعلب . وصَرِيفون : موضع بالعراق ؛ قال الأعشى : وَتُجْبَى إليه السَّيْلَحُونَ ، ودونَها صَرِيفُونَ في أَنهارِها والخَوَرْنَق ؟
قال : والصَّرِيفيّةُ من الخمر منسوبة إليه . والصَّريفُ : الخمر الطيبةُ ؛ وقال في قول الأَعشى : صَرِيفِيّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُها ، لها زبدٌ بَيْنَ كُوبٍ ودَنّ (* قوله « صريفية إلخ » قبله كما في شرح القاموس : تعاطي الضجيع إذا أقبلت * بعيد الرقاد وعند الوسن ؟
قال بعضهم : جعلها صَرِيفِيّةً لأَنها أُخِذت من الدَّنِّ ساعَتئذٍ كاللبن الصَّريف ، وقيل : نُسِبَ إلى صَريفين وهو نهر يتخلَّجُ من الفُراتِ . والصَّريفُ : الخمر التي لم تُمْزَجْ بالماء ، وكذلك كل شئ لا خِلْطَ فيه ؛ وقال الباهليّ في قول المتنخل : إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمصْرُوفة ؟
قال : بمصروفة أَي بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً ، على مِرْجَلٍ أَي على لحمٍ طُبخ في مِرجل ، وهي القِدْر . وتَصْرِيفُ الخمر : شُرْبُها صِرْفاً . والصَّريفُ : اللبن الذي ينصرف عن الضَّرْع حارّاً إذا حُلِبَ ، فإِذا سكنت رَغْوَتُه ، فهو الصَّريحُ ؛ ومنه حديث الغارِ : ويَبيتانِ في رِسْلِها وصَرِيفِها ؛ الصَّريفُ : اللبن ساعة يُصْرَفُ عن الضرْع ؛ وفي حديث سَلمَة ابن الأَكوع : لكن غَذاها اللبَنُ الخَريفُ : أَلمَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ وحديث عمرو بن معديكَرِبَ : أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللبن رَثِيئةً أَو صَريفاً . والصِّرفُ ، بالكسر : شيء يُدْبَغُ به الأَديمُ ، وفي الصحاح : صِبْغ أَحمر تصبغ به شُرُكُ النِّعالِ ؛ قال ابن كَلْحَبَةَ اليربوعي ، واسمه هُبَيْرَةُ بن عبد مَناف ، ويقال سَلَمة بن خُرْشُبٍ الأَنـْماري ، قال ابن بري : والصحيح أَنه هُبيرة بن عبد مناف ، وكلحبة اسم أُمه ، فهو ابن كلحبة أَحدُ بني عُرَيْن بن ثَعْلبة بن يَرْبُوعٍ ، ويقال له الكلحبة ، وهو لقب له ، فعلى هذا يقال ؛ وقال الكلحبة اليربوعي : كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ، ولكنْ كلَوْنِ الصِّرفِ عُلَّ به الأَدِيمُ يعني أَنها خالصة الكُّمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ ، وفي المحكم : خالصةُ اللونِ لا يُحلف عليها أَنها ليست كذلك . قال : والكُمَيْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ والأَحْوَى ، وهما يشتبهان حتى يَحْلِفَ إنسان أَنه كميت أَحمُّ ، ويحلف الآخر أَنه كُميت أَحْوَى . وفي حديث ابن مسعود ، رضي اللّه عنه : أَتَيْتُ رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، وهو نائم في ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ ؛ هو بالكسر ، شجر أَحمر . ويسمى الدمُ والشرابُ إذا لم يُمْزَجا صِرْفاً . والصِّرْفُ : الخالِصُ من كل شيء . وفي حديث جابر ، رضي اللّه عنه : تَغَيَّر وجْهُه حتى صارَ كالصِّرْف . وفي حديث علي ، كرَّم اللّه وجهه : لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَديمِ الصِّرْفِ أَي الأَحمر . والصَّريفُ : السَّعَفُ اليابِسُ ، الواحدة صَريفةٌ ، حكى ذلك أَبو حنيفة ؛ وقال مرة : هو ما يَبِسَ من الشجر مثل الضَّريع ، وقد تقدَّم . ابن الأَعرابي : أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ يُصْرِفُه إصرافاً إذا أَقوى فيه وخالف بين القافِيَتَين ؛ يقال : أَصْرَفَ الشاعرُ القافيةَ ، قال ابن بري : ولم يجئ أَصرف غيره ؛
وأَنشد : بغير مُصْرفة القَوافي (* قوله « بغير مصرفة » كذا بالأصل .) ابن بزرج : أَكْفأْتُ الشعرَ إذا رفعت قافِيةً وخفضت أُخرى أَو نصبتها ، وقال : أَصْرَفْتُ في الشعر مثل الإكفاء ، ويقال : صَرَفْت فلاناً ولا يقال أَصْرَفْته . وقوله في حديث الشُفعة : إذا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعةَ أَي بُيِّنَتْ مَصارِفُها وشوارِعُها كأَنه من التَّصَرُّفِ والتَّصْريفِ . والصَّرَفانُ : ضربٌ من التمر ، واحدته صَرفانَةٌ ، وقال أَبو حنيفة : الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكةٌ ، قال : وهي أَرْزَن التمر كله ؛
وأَنشد ابن بري للنّجاشِيّ : حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرينَ ومَذْحِجٍ وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ وقال عِمْران الكلبي : أَكُنْتُمْ حَسِبْتُمْ ضَرْبَنا وجِلادَنا على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ (* قوله « الحجر » في معجم ياقوت : الحجر ، بالكسر وبالفتح وبالضم ، أسماء مواضع .) وفي حديث وفْد عبد القيس : أَتُسَمُّون هذا الصَّرفان ؟ هو ضرب من أَجود التمر وأَوْزَنه . والصرَفانُ : الرَّصاصُ القَلَعِيُّ ؛ والصرَفانُ : الموتُ ؛ ومنهما قول الزَّبّاء الملِكة : ما لِلْجِمالِ مَشْيُها وئيدا ؟ أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَم حَديدا ؟ أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَديدا ؟ أَم الرِّجال جُثَّماً قُعُودا ؟
قال اَبو عبيد : ولم يكن يهدى لها شيء أَحَبّ إليها من التمر الصرَفان ؛ وأَنشد : ولما أَتَتْها العِيرُ ، قالت : أَبارِدٌ من التمرِ أَمْ هذا حَديدٌ وجَنْدَلُ ؟ والصَّرَفيُّ : ضَرْب من النَّجائب منسوبة ، وقيل بالدال وهو الصحيح ، وقد تقدم . "
ويقال : صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً ، وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم . ومن أَمثالهم : الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد . ورجل صَدُوقٌ : أبلغ من الصادق . وفي المثل : صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه ؛ وأَصله أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري : إنه جمل ، فقال المشتري : بل هو بَكْرٌ ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه : هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت ، وقيل : يسكن بها البَكارة خاصَّة ، فقال المشتري : صدقَني سِنَّ بَكْرِه . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه . وهو مثل يضرب للصادق في خبره . والمُصَدِّقُ : الذي يُصَدِّقُك في حديثك . وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً ، تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني ، وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام . وقوله تعالى : لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم ؛ تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم ، وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون . ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ : وُصِفا بالمصدر ، وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ ، يريدون المبالغة والإشارة . والصِّدِّيقُ ، مثال الفِسَّيق : الدائمُ التَّصْدِيقِ ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل ؛ ذكره الجوهري ، ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان . والصِّدِّيقُ : المُصَدِّقُ . وفي التنزيل : وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق . وقوله تعالى : والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به . روي عن علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ، أنه ، قال : الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ ، صلى الله عليه وسلم ، والذي صَدَّقَ به أَبو بكر ، رضي الله عنه ، وقيل : جبرئيل ومحمد ، عليهما الصلاة والسلام ، وقيل : الذي جاء بالصدق محمدٌ ، صلى الله عليه وسلم ، وصَدَّقَ به المؤمنون . الليث : كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهو صِدِّيقٌ ، وهو قول الله عز وجل : والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم . والصِّدِّيقُ : المبالغ في الصِّدْق . وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من أين جئت ، قال فلم يَصْدُقْ . ورجلٌ صَدْقٌ : نقيض رجل سَوْءٌ ، وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ ؛ حكاه سيبويه . ويقال : رجُلُ صِدْقٍ ، مضاف بكسر الصاد ، ومعناه نِعم الرجل هو ، وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك ، فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ ، وهي صَدْقةٌ ، وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات ؛
وأَنشد : مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أي نافذات الحدق ؛ وقال رؤبة يصف فرساً : والمراي الصدق يبلي الصدقا (* قوله « المراي الصدق إلخ » هكذا في الأصل ، وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس : والمري إلخ ). وقال الفراء في قوله تعالى : ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه ؛ قرئ بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه ، ومن قرأَ : ولقد صَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّه ؛ فمعناه أَنه حقق ظنه حين ، قال : ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم ، لأنه ، قال ذلك ظانّاً فحققه في الضالين . أَبو الهيثم : صَدَقَني فلانٌ أي ، قال لي الصِّدْقَ ، وكَذَبَني أي ، قال لي الكذب . ومن كلام العرب : صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا ؛ المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا . والصَّداقةُ والمُصادَقةُ : المُخالّة . وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء : أَمْحَضه له . وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً : خالَلْتُه ، والاسم الصَّداقة . وتصادَقا في الحديث وفي المودّة ، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق ، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ . والصَّدِيقُ : المُصادِقُ لك ، والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ ؛ قال عمارة بن طارق : فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ ، يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ وقال جرير : وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل : فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم ؛ ألا تراه عطفه على الجمع ؟ وقال رؤبة : دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها والأُنثى صديق أَيضاً ؛ قال جميل : كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَاها ، وأنتِ صَديق وقال كُثَيّر فيه : لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً ، وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ وقال آخر : فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني فِراقَكَ ، لم أَبْخَلْ ، وأنتِ صَدِيقُ وقال آخر في جمع المذكر : لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى بِكُم مِثْلُ ما بي ، إِنّكم لَصَدِيقُ وقيل صَدِيقةٌ ؛
وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب : ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم دِينٌ ، وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا ؟
ويقال : فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة المدح كقول حباب بن المنذر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ؛ وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ ؛ قال جرير : نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أَعْداءٍ ، وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس ، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وقال يزيد بن الحكم في مثله : ويَهْجُرْنَ أََقْواماً ، وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ : الثَّبْتُ اللقاء ، والجمع صُدْق ، وقد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً ؛ قال حسان بن ثابت : صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ ، وصَدْقُ ذلك أَوفقُ ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ ، بالضم : مثل فرس وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون . وصَدَقُوهم القِتالَ : أَقدموا عليهم ، عادَلُوا بها ضِدَّها حين ، قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم ، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما ، قالوا ليست لها مكذوبة ؛ فأَما قوله : يَزِيد زادَ الله في حياته ، حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة . وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت ، ت . وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما يُصَدِّقُه . ورجل ذو مَصْدَقٍ ، بالفتح ، أَي صادقُ الحَمْلِة ، يقال ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ ، وصادِقُ الجَرْي : كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك ؛ قال خفاف ابن ندبة : إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَرى ، وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول : إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية ؛ وقول أَبي ذؤيب : نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ لُيوثٌ ، غداةَ البَأْس ، بيضٌ مَصادِقُ يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه ، ويجوز أَن يكون على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف ، وكذلك الفرس ، وقد يقال ذلك في الرأْي . والمَصْدَق أَيضاً : الجِدُّ ، وبه فسر بعضهم قول دريد : وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً ، وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ ويروى ذَرِّيّ . والمَصْدَق : الصلابة ؛ عن ثعلب . ومِصْداق الأَمر : حقيقتُه . والصَّدْق ، بالفتح : الصلب من الرماح وغيرها . ورمح صَدْقٌ : مستوٍ ، وكذلك سيف صَدْق ؛ قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي : صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه ، ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاع ؟
قال ابن سيده : وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط ؛ وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب : وفي الحِلْم إِدْهانٌ ، وفي العَفُو دُرْسةٌ ، وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ ، فاصْدُق ؟
قال : الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة ؛ يقول : إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه ، وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك ؛ روى ابن بري عن ابن درستويه ، قال : ليس الصِّدق من الصلابة في شيء ، ولكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة : في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَ ؟
قال : وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة ، والرمح يوصف بالطول واللين والصلابة ونحو ذلك . قال الخليل : الصَّدْقُ الكامل من كل شيء . يقال : رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة ؛ قال ابن درستويه ؛ وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ ، فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه ، والمعنى أَنه يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة ، قال : ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق ، قال : وذلك لا يقال . وصَدَقاتُ الأَنعامِ : أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب . والصَّدَقة : ما تصَدَّقْت به على للفقراء . والصَّدَقة : ما أَعطيته في ذات الله للفقراء . والمُتَصَدِّق : الذي يعطي الصِّدَقَةَ . والصَّدَقة : ما تصَدَّقْت به على مسكين ، وقد تَصَدَّق عليه ، وفي التنزيل : وتَصَدَّقْ علينا ، وقيل : معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى : وجِئْنا بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا ، فقال : مزجاة فيها اغماض ولم يتم صلاحُها ، وتَصَدَّقْ علينا ، قال : فَضِّل ما بين الجيّد والرديء . وصَدَّق عليه : كتَصَدَّق ، أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل . والمُصَدِّق : القابل للصَّدقة ، ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق ، والعامة تقوله ، إِنما المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة . وقوله تعالى : إِن المُصَّدِّقِين والمُصَّدَّقات ، بتشديد الصاد ، أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً فأُدغمت في مثلها ؛ قال ابن بري : وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى سأَل ؛
وأَنشد : ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم ، لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وفي الحديث لما قرأ : ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ ، قال : تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن ثوبه أَي ليتصدق ، لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي ليُنْجِزْ . والمُصَدِّقُ : الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم . يقال : لا تشترى الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها ، والمعطي مُتَصَدِّق والسائل مُتَصَدِّق هما سواء ؛ قال الأَزهري : وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه ؛ قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما . والمُتصَدِّق : المعطي ؛ قال الله تعالى : وتَصَدَّقْ علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين ، ويقال للذي يقبض الصَّدَقات ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق ، بتخفيف الصاد ، وكذلك الذي ينسب المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق ، بالتخفيف ، قال الله تعالى : أَئِنَّك لمن المُصَدِّقِين ، الصاد خفيفة والدال شديدة ، وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك ؛ وأَما المُصَّدِّق ، بتشديد الصاد والدال ، فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء في الصاد فشددت . قال الله تعالى : إِنَّ المُصَّدِّقِينَ والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات . وفي حديث الزكاة : لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ ؛ رواه أَبو عبيد بفتح الدال والتشديد ، يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله ، وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال ، وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أَربابها ، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم ، فهو مُصَدِّقٌ ؛ وقال أَبو موسى : الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال ، وهو صاحب المال ، وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد ، والاستثناءُ من التَّيْسِ خاصة ، فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم ، وهذا إِنما يتجه إِذا كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز ، وقد نهي عن أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ ؛ قال ابن الأَثير : والذي شرحه الخطابي في المعالم أَن المُصَدِّق ، بتخفيف الصاد ، العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده . والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ ، بالضم وتسكين الدال ، والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ : مهر المرأَة ، وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ ، والكثير صُدُقٌ ، وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب . وقد أَصْدَق المرأَةَ حين تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً ، وقيل : أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً . أَبو إِسحق في قوله تعالى : وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً ؛ الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ ، ومن ، قال صُدْقة ، قال صُدْقاتِهنَّ ، قال : ولا يقرأُ من هذه اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ ؛ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة ؛ وفي رواية : لا تُغالُوا في صُدُق النساء ، جمع صَداقٍ . وفي الحديث : وليس عند أَبَوَيْنا ما يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ . والصَّيْدَقُ ، على مثال صَيْرف : النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من نبات نعش الكبرى ؛ عن كراع ، وقال شمر : الصَّيْدقُ الأَمِينُ ؛
وأَنشد قول أُمية : فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ ، ما ، قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وقال أَبو عمرو : الصَّيْدَقُ القطب ، وقيل المَلِك ، وقال يعقوب : هي الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق . "