(فارسية تاويله طالب الخبز كاًنه يشهي الطعام إذا ألقي على الأرغفة قبل اختبازها) نانخة - نان خواه (المشهّى) - نخوة - قومينون - ياسليقون وتأويله الكمون الملوكي - - كمون حبشي - آريوذه - أنيسون بري .
المعجم: الأعشاب
نانخواة
ويقال ناتخة بلغة أهل الأندلس ونانوخية ونانخاة ومنهم من يسميه قومسون آنيونيقون وهو الكمون الكرماني والكمون الملوكي، وهو الحبشي ومنهم من سماه بأسليقون وهو كومنيون ومعناه الكمون الملوكي.
المعجم: الأعشاب
,
نصر
" النَّصر : إِعانة المظلوم ؛ نصَره على عدوّه ينصُره ونصَره ينصُره نصْراً ، ورجل ناصِر من قوم نُصَّار ونَصْر مثل صاحب وصحْب وأَنصار ؛ قال : واللهُ سَمَّى نَصْرَك الأَنْصَارَا ، آثَرَكَ اللهُ به إِيْثارا وفي الحديث : انصُر أَخاك ظالِماً أَو مظلوماً ، وتفسيره أَن يمنَعه من الظلم إِن وجده ظالِماً ، وإِن كان مظلوماً أَعانه على ظالمه ، والاسم النُّصْرة ؛ ابن سيده : وقول خِدَاش بن زُهَير : فإِن كنت تشكو من خليل مَخانَةً ، فتلك الحَوارِي عَقُّها ونُصُورُها يجوز أَن يكون نُصُور جمع ناصِر كشاهد وشُهود ، وأن يكون مصدراً كالخُروج والدُّخول ؛ وقول أُمية الهذلي : أُولئك آبائي ، وهُمْ لِيَ ناصرٌ ، وهُمْ لك إِن صانعتَ ذا مَعْقِلُ (*« أولئك آبائي إلخ » هكذا في الأصل والشطر الثاني منه ناقص .) أَراد جمع ناصِر كقوله عز وجل : نَحْنُ جميع مُنْتَصِر . والنَّصِير : النَّاصِر ؛ قال الله تعالى : نِعم المولى ونِعم النَّصير ، والجمع أَنْصَار مثل شَرِيف وأَشرافٍ . والأَنصار : أَنصار النبي ، صلى الله عليه وسلم ، غَلبت عليهم الصِّفة فجرى مَجْرَى الأَسماء وصار كأَنه اسم الحيّ ولذلك أُضيف إِليه بلفظ الجمع فقيل أَنصاري . وقالوا : رجل نَصْر وقوم نَصْر فَوصَفوا بالمصدر كرجل عَدْلٍ وقوم عَدْل ؛ عن ابن الأَعرابي . والنُّصْرة : حُسْن المَعُونة . قال الله عز وجل : من كان يَظُنّ أَن لَنْ ينصُره الله في الدنيا والآخرة ؛ المعنى من ظن من الكفار أَن الله لا يُظْهِر محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، على مَنْ خالفَه فليَخْتَنِق غَيظاً حتى يموت كَمَداً ، فإِن الله عز وجل يُظهره ، ولا يَنفعه غيظه وموته حَنَقاً ، فالهاء في قوله أَن لن يَنْصُرَه للنبيّ محمد ، صلى الله عليه وسلم . وانْتَصَر الرجل إِذا امتَنَع من ظالِمِه . قال الأَزهري : يكون الانْتصَارَ من الظالم الانْتِصاف والانْتِقام ، وانْتَصَر منه : انْتَقَم . قال الله تعالى مُخْبِراً عن نُوح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، ودعائِه إِياه بأَن يَنْصُره على قومه : فانْتَصِرْ ففتحنا ، كأَنه ، قال لِرَبِّه : انتقم منهم كما ، قال : رَبِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً . والانتصار : الانتقام . وفي التنزيل العزيز : ولَمَنِ انْتَصَر بعد ظُلْمِه ؛
وقوله عز وجل : والذين إِذا أَصابهم البغي هم يَنْتَصِرُون ؛ قال ابن سيده : إِ ؟
قال قائل أَهُمْ مَحْمُودون على انتصارهم أَم لاف قيل : من لم يُسرِف ولم يُجاوِز ما أمر الله به فهو مَحْمُود . والاسْتِنْصار : اسْتِمْداد النَّصْر . واسْتَنْصَره على عَدُوّه أَي سأَله أَن ينصُره عليه . والتَّنَصُّرُ : مُعالَجَة النَّصْر وليس من باب تَحَلَّم وتَنَوَّر . والتَّناصُر : التَّعاون على النَّصْر . وتَناصَرُوا : نَصَر بعضُهم بعضاً . وفي الحديث : كلُّ المُسْلِمِ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّم أَخَوانِ نَصِيرانَ أَي هما أَخَوانِ يَتَناصَران ويَتعاضَدان . والنَّصِير فعيل بمعنى فاعِل أَو مفعول لأَن كل واحد من المتَناصِرَيْن ناصِر ومَنْصُور . وقد نصره ينصُره نصْراً إِذا أَعانه على عدُوّه وشَدَّ منه ؛ ومنه حديث الضَّيْفِ المَحْرُوم : فإِنَّ نَصْره حق على كل مُسلم حتى يأْخُذ بِقِرَى ليلته ، قيل : يُشْبه أَن يكون هذا في المُضْطَرّ الذي لا يجد ما يأْكل ويخاف على نفسه التلف ، فله أَن يأْكل من مال أَخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وعليه الضَّمان . وتَناصَرَتِ الأَخبار : صدَّق بعضُها بعضاً . والنَّواصِرُ : مَجاري الماء إِلى الأَودية ، واحدها ناصِر ، والنَّاصِر : أَعظم من التَّلْعَةِ يكون مِيلاً ونحوَه ثم تمج النَّواصِر في التِّلاع . أَبو خيرة : النَّواصِر من الشِّعاب ما جاء من مكان بعيد إِلى الوادي فَنَصَرَ سَيْلَ الوادي ، الواحد ناصِر . والنَّواصِر : مَسايِل المِياه ، واحدتها ناصِرة ، سميت ناصِرة لأَنها تجيء من مكان بعيد حتى تقع في مُجْتَمع الماء حيث انتهت ، لأَن كل مَسِيل يَضِيع ماؤه فلا يقع في مُجتَمع الماء فهو ظالم لمائه . وقال أَبو حنيفة : الناصِر والناصِرة ما جاء من مكان بعيد إِلى الوادي فنَصَر السُّيول . ونصَر البلاد ينصُرها : أَتاها ؛ عن ابن الأَعرابي . ونَصَرْتُ أَرض بني فلان أَي أَتيتها ؛ قال الراعي يخاطب خيلاً : إِذا دخل الشهرُ الحرامُ فَوَدِّعِي بِلادَ تميم ، وانْصُرِي أَرضَ عامِرِ ونَصر الغيثُ الأَرض نَصْراً : غاثَها وسقاها وأَنبتها ؛
قال : من كان أَخطاه الربيعُ ، فإِنما نصر الحِجاز بِغَيْثِ عبدِ الواحِدِ ونَصَر الغيثُ البلَد إِذا أَعانه على الخِصْب والنبات . ابن الأَعرابي : النُّصْرة المَطْرَة التَّامّة ؛ وأَرض مَنْصُورة ومَضْبُوطَة . وقال أَبو عبيد : نُصِرَت البلاد إِذا مُطِرَت ، فهي مَنْصُورة أَي مَمْطُورة . ونُصِر القوم إِذا غِيثُوا . وفي الحديث : إِنَّ هذه السَّحابةَ تَنصُر أَرضَ بني كَعْب أَي تُمطرهم . والنَّصْر : العَطاء ؛ قال رؤبة : إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا لَقائِلٌ : يا نَصْرُ نَصْراً نَصْراً ونَصَره ينصُره نَصْراً : أَعطاه . والنَّصائِرُ : العطايا . والمُسْتَنْصِر : السَّائل . ووقف أَعرابيّ على قوم فقال : انْصُرُوني نَصَركم الله أَي أَعطُوني أَعطاكم الله . ونَصَرى ونَصْرَى وناصِرَة ونَصُورِيَّة (* قوله « ونصورية » هكذا في الأصل ومتن القاموس بتشديد الياء ، وقال شارحه بتخفيف الياء ): قرية بالشام ، والنَّصارَى مَنْسُوبُون إِليها ؛ قال ابن سيده : هذا قول أَهل اللغة ، قال : وهو ضعيف إِلا أَن نادِر النسب يَسَعُه ، قال : وأَما سيبويه فقال أَما نَصارَى فذهب الخليل إِلى أَنه جمع نَصْرِيٍّ ونَصْران ، كما ، قالوا ندْمان ونَدامى ، ولكنهم حذفوا إِحدى الياءَين كما حذفوا من أُثْفِيَّة وأَبدلوا مكانها أَلفاً كما ، قالوا صَحارَى ، قال : وأَما الذي نُوَجِّهه نحن عليه جاء على نَصْران لأَنه قد تكلم به فكأَنك جمعت نَصْراً كما جمعت مَسْمَعاً والأَشْعَث وقلت نَصارَى كما قلت نَدامى ، فهذا أَقيس ، والأَول مذهب ، وإِنما كان أَقْيَسَ لأَنا لم نسمعهم ، قالوا نَصْرِيّ . قال أَبو إِسحق : واحِد النصارَى في أَحد القولين نَصْرَان كما ترى مثل نَدْمان ونَدامى ، والأُنثى نَصْرانَة مثل نَدْمانَة ؛
وأَنشد لأَبي الأَخزر الحماني يصف ناقتين طأْطأَتا رؤوسهما من الإِعياء فشبه رأْس الناقة من تطأْطئها برأْس النصوانية إِذا طأْطأَته في صلاتها : فَكِلْتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأْسُها ، كما أَسْجَدَتْ نَصْرانَة لم تحَنَّفِ فَنَصْرانَة تأْنيث نَصْران ، ولكن لم يُستعمل نَصْران إِلا بياءي النسب لأَنهم ، قالوا رجل نَصْراني وامرأَة نَصْرانيَّة ، قال ابن بري : قوله إِن النصارى جمع نَصْران ونَصْرانَة إِنما يريد بذلك الأَصل دون الاستعمال ، وإِنما المستعمل في الكلام نَصْرانيٌّ ونَصْرانِيّة ، بياءي النسب ، وإِنما جاء نَصْرانَة في البيت على جهة الضرورة ؛ غيره : ويجوز أَن يكون واحد النصارى نَصْرِيّاً مثل بعير مَهْرِيّ وإِبِل مَهارَى ، وأَسْجَد : لغة في سَجَد . وقال الليث : زعموا أَنهم نُسِبُوا إِلى قرية بالشام اسمها نَصْرُونة . التهذيب : وقد جاء أَنْصار في جمع النَّصْران ؛
قال : لما رأَيتُ نَبَطاً أَنْصارا بمعنى النَّصارى . الجوهري : ونَصْرانُ قرية بالشأْم ينسب إِليها النَّصارى ، ويقال : ناصِرَةُ . والتَّنَصُّرُ : الدخول في النَّصْرانية ، وفي المحكَم : الدخول في دين النصْري (* قوله « في دين النصري » هكذا بالأصل ). ونَصَّرَه : جعله نَصْرانِيّاً . وفي الحديث : كلُّ مولود يولد على الفِطْرة حتى يكونَ أَبواه اللذان يَهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه ؛ اللَّذان رفع بالابتداء لأَنه أُضمر في يكون ؛ كذلك رواه سيبويه ؛
وأَنشد : إِذا ما المرء كان أَبُوه عَبْسٌ ، فَحَسْبُك ما تُرِيدُ إِلى الكلامِ أَي كان هو . والأَنْصَرُ : الأَقْلَفُ ، وهو من ذلك لأَن النصارى قُلْف . وفي الحديث : لا يَؤمَّنَّكُم أَنْصَرُ أَي أَقْلَفُ ؛ كذا فُسِّر في الحديث . ونَصَّرُ : صَنَم ، وقد نَفَى سيبويه هذا البناء في الأَسماء . وبُخْتُنَصَّر : معروف ، وهو الذي كان خَرَّب بيت المقدس ، عَمَّره الله تعالى . قال الأَصمعي : إِنما هو بُوخَتُنَصَّر فأُعرب ، وبُوخَتُ ابنُ ، ونَصَّرُ صَنَم ، وكان وُجد عند الصَّنَم ولم يُعرف له أَب فقيل : هو ابن الصنم . ونَصْر ونُصَيْرٌ وناصِر ومَنْصُور : أَسماء . وبنو ناصِر وبنو نَصْر : بَطْنان . ونَصْر : أَبو قبيلة من بني أَسد وهو نصر ابن قُعَيْنٍ ؛ قال أَوس بن حَجَر يخاطب رجلاً من بني لُبَيْنى بن سعد الأَسَدِي وكان قد هجاه : عَدَدْتَ رِجالاً من قُعَيْنٍ تَفَجُّساً ، فما ابنُ لُبَيْنى والتَّفَجُّسُ والفَخْرُف شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها ، وأَنت السَّهُ السُّفْلى ، إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ التَّفَجُّس : التعظُّم والتكبر . وشأَتك : سَبَقَتْك . والسَّه : لغة في الاسْتِ . "
المعجم: لسان العرب
نمم
" النَّمُّ : التوريشُ والإغْراءُ ورَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ ، وقيل : تَزْيينُ الكلام بالكذب ، والفعلُ نَمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ ، والأصل الضم ، ونَمَّ به وعليه نَمّاً ونَميمةً ونميماً ، وقيل : النَّمِيمُ جمعُ نميمةٍ بعدَ أن يكون اسماً . التهذيب : النَّمِيمةُ والنَّمِيمُ هما الاسم ، والنعتُ نَمّامٌ ؛
وأَنشد ثعلب في تعدية نَمَّ بِعلى : ونَمَّ عليك الكاشِحُونَ ، وقَبْلَ ذا عليك الهَوَى قد نَمَّ ، لو نَفَعَ النَّمُّ ورجل نََمومٌ ونَمّامٌ ومِنَمٌّ ونَمٌّ أَي قَتّاتٌ من قومٍ نَمِّين وأَنِمّاءَ ونُمٍّ ، وصرَّح اللحياني بأَنَّ نُمّاً جمع نَمومٍ ، وهو القياس ، وامرأَة نَمَّة . قال أَبو بكر :، قال أَبو العباس النَّمّام معناه في كلام العرب الذي لا يُمْسِك الأَحاديثَ ولم يَحْفَظْها ، من قولهم جُلودٌ نَمَّةٌ إذا كانت لا تُمْسِك الماءَ . يقال : نَمَّ فلانٌ يَنِمُّ نَمّاً إذا ضيَّعَ الأَحاديثَ ولم يحفظها ؛
ويقال للنَّمَّام : القَتّاتُ ، يقال : قَتَّ إذا مشى بالنَّميمة . ويقال للنَّمّام قَسّاسٌ ودَرَّاجٌ وغَمّازٌ وهَمّازٌ ومائسٌ ومِمْآسٌ ، وقد ماسَ من القوم ونَمِلَ . الجوهري : نَمَّ الحديثَ يَنِمُّه ويَنُمُّه نمّاً أي قَتَّه ، والاسم النَّميمةُ ، وقد تكرر في الحديث ذكرُ النميمةِ ، وهو نَقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ . ونَمَّ الحديثَ : نقَلَه . ونمَّ الحديث : إذا ظهر ، فهو متعدٍّ ولازمٌ . والنميمةُ : صوتُ الكتابةِ والكتابةُ ، وقيل : هو وَسْواسُ هَمْسِ الكلام ؛ قال أَبو ذؤَيب : فشَربْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسّاً دُونَه شرف الحجاب ، وريبُ قَرْعٍ يَقْرع ونَمِيمة من قانِصٍ مُتَلَبّبٍ ، في كفِّه جَشْءٌ أَجَشّ وأَقْطَع ؟
قال الأَصمعي : معناه أَنه سمع ما نَمَّ على القانص . وقال غيره : النَّميمةُ الصوت الخفيّ من حركة شيء أَو وَطْءِ قدَمٍ ، وقال الأَصمعي : أَراد به صوت وَتَرٍ أو ريحاً اسْتَرْوَحَته الحُمُرُ ، وأَنكر : وهَماهِماً من قانِصٍ ، قال : لأَنه أَشد خَتْلاً في القَنِيص من أَن يُهَمْهِمَ للوحش ؛ ألا ترى لقول رؤبة : فباتَ والنَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ في الزَّرْبِ ، لو يُمْضَعُ شَرْىاً ما بَصَقْ والفَشَقُ : الانتشار . والنامّة : حياة النَّفْسِ . وفي الحديث : لا تُمَثِّلوا بنامَّةِ الله أي بخَلْق الله ، وناميةِ الله أَيضاً ؛ هذه الأخيرة على البدل . والنَّميمة : الهَمس والحركة . وأَسكت الله نامّته أي جَرْسَه ، وما يَنِمُّ عليه من حَرَكته ؛ قال : وقد يهمز فيجعل من النَّئِيم . وسَمِعْتُ نامَّتَه ونَمَّتَه أي حِسَّه ، والأَعرفُ في ذلك نأْمَتَه . ونَمَّ الشيءُ : سَطَعتْ رائحتُه . والنَّمَّام : نبت طيِّب الريح ، صفة غالبة . ونَمْنَمَت الريحُ الترابَ : خَطَّتْه وتَرَكَتْ عليه أَثراً شِبْه الكتابة ، وهو النِّمْنِمُ والنِّمْنِيمُ ؛ قال ذو الرمة : فَيْفٌ عليها لذَيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ والنَّمْنَمةُ : خُطوطٌ متقارِبة قِصارٌ شِبْهُ ما تُنَمْنِمُ الريحُ دُقاقَ التراب ، ولكل وَشْيٍ نَمْنَمةٌ . وكتابٌ مُنَمْنَمٌ : مُنقَّش . ونَمْنَمَ الشيءَ نَمْنَمة أي رَقَّشه وزَخْرفه . وثوبٌ مُنَمْنَمٌ : مرقوم مُوَشّىً . والنِّمْنِمُ والنُّمْنُمُ : البياض الذي على أَظْفارِ الأحداثِ ، واحدته نِمْنِمةٌ ، بالكسر ، ونُمنُمَةٌ ؛ قال رؤبة يصف قوساً رُصِّع مَقْبِضُها بسُيورٍ مُنَمْنَمةٍ : رصْعاً كَساها شِيَةً نَمِيما أي نقَشها . ابن الأَعرابي : النَّمَّة اللُّمْعة من بياضٍ في سوادٍ وسوادٍ في بياضٍ . والنِّمَّةُ : القَمْلة . وفي حديث سُويَد بن غَفَلة : أُتي بناقةٍ مُنَمْنَمةٍ أَي سَمِينةٍ مُلْتَفَّة . والنبتُ المُنَمْنَمُ : المُلْتَفّ المجتمِع . والنِّمّةُ : النَّمْلة في بعض اللغات . والنُّمِّيُّ : فلوس الرَّصاص ، رومية ؛ قال أَوس بن حجر : وقارَفَت ، وهي لم تَجْرَبْ ، وباعَ لها ، مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ ، سِفْسِيرُ واحدته نُمِّيَّة ، ونسب الجوهري هذا البيت للنابغة يصف فرساً (* قوله « يصف فرساً » في التكملة ما نصه : هذا غلط ، وليس يصف فرساً وإنما يصف ناقة ، وقبل البيت : هل تبلغينهم حرف مصرمة * أجد الفقار وإدلاج وتهدير قدعريت نصف حول أشهراً جدداً * يسفي على رحلها بالحيرة المور والبيت لأوس بن حجر لا للنابغة ). والنُّمِّيُّ : الضَّنْجةُ . والنُّمِّيُّ : العَيْبُ ؛ عن ثعلب ؛
وأَنشد لمِسْكينٍ الدارِميِّ : ولو شِئْتُ أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهم ، وأَدخلْتُ تحت الثِّيابِ الإبَر ؟
قال ابن بري :، قال الوزير المَغْرِبيّ أَراد بالنُّمِّيّ هنا العيبَ وأَصله الرَّصاصُ . جعله في العيب بمنزلة الرَّصاص في الفِضَّة . التهذيب : النُّمِّيُّ الفَلْسُ بالرومية ، بالضم . وقال بعضهم : ما كان من الدراهم فيه رَصاصٌ أَو نحاس فهو نُمِّيٌّ ، قال : وكانت بالحِيرة على عهد النُّعمانِ بن المنذر . وما بها نُمِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ . والنُّمِّيّةُ : الطبيعة ؛ قال الطرماح : بلا خَدَبٍ ولا خَوَرٍ ، إذا ما بَدَتْ نُمِّيّةُ الخُدْبِ النُّفاةِ ونُمِّيُّ الرجلِ : نُحاسُه وطَبْعُه ؛ قال أَبو وجزة : ولولا غيرهُ لكشَفْتُ عنه ، وعن نُمِّيَّةِ الطَّبْعِ اللَّعينِ "
المعجم: لسان العرب
مرن
" مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً : وهو لِينٌ في صَلابة . ومَرَّنْتُه : أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه . ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ ، وهو لَيِّنٌ في صلابة . ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ . والمَرَانةُ : اللِّينُ . والتَّمْرينُ : التَّلْيينُ . ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ . ورمْحٌ مارِنٌ : صُلْبٌ لَيِّنٌ ، وكذلك الثوبُ . والمُرّانُ ، بالضم وهو فُعّالٌ : الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ ، واحدتُها مُرَّانة . وقال أَبو عبيد : المُرّانُ نبات الرماح . قال ابن سيده : ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت . ابن الأَعرابي : سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه ، ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ . ورجل مُمَرَّنُ الوجه : أَسِيلُه . ومَرَنَ وجهُ الرجل على هذا الأَمر . وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه ؛ قال رؤبة : لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّن ؟
قال ابن بري : صوابه مَعِكٍ ، بالكاف . يقال : رجل مَعِكٌ أَي مماطل ؛ وبعده : أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ والمصدر المُرُونة . ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه . ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة : تعوَّده واستمرَّ عليه . ابن سيده : مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ ؛
قال : قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ ، وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ ومَرَّنه عليه فتمَرَّن : دَرَّبه فتدَرَّب . ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ . والمَرْنُ : الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك . ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً ، وقد مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ . وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ . وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه . والمَرْنُ : ضرب من الثياب ؛ قال ابن الأَعرابي : هي ثيابٌ قُوهِيَّة ؛
وأَنشد للنمر : خفيفاتُ الشُّخُوصِ ، وهُنَّ خُوصٌ ، كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ وقال الجوهري : المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر : كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها : ضربها به . وما زالَ ذلك مَرِنَك أَي دَأْبَكَ . قال أَبو عبيد : يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك ودَيْدَنَك أَي عادَتَك . والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ : على خُلُقٍ مُسْتوٍ ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم . قال ابن جني : المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ والكَذِبِ ، والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له ، وإِذا ، قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه ، قلت أَنت : أَو مَرِناً ما أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك . الجوهري : والمَرِنُ ، بكسر الراء ، الحالُ والخُلُق . يقال : ما زال ذلك مَرِِني أَي حالي . والمارِن : الأَنف ، وقيل : طَرفه ، وقيل : المارِنُ ما لان من الأَنف ، وقيل : ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة ، وما لان من الرُّمْح ؛ قال عُبيد يذكر ناقتَه : هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً ، ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس ومَرْنا الأَنفِ : جانباه ؛ قال رؤبة : لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب ، ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف ، وفي حديث النخعي : في المارِنِ الدِّيَةُ ؛ المارِنُ من الأَنف : ما دون القَصبة . والمارنان : المُنْخُران . ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ : ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ ، وقيل : هي التي يُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح ، وقيل : هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر عليها الفحل . وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح . ومَرَنَ البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً : دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفىً به . والتَّمْرين : أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة ؛ وقال ابن مقبل يصف باطنَ مَنسِم البعير : فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون وقال أَبو الهيثم : المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها ، وهو أَن يَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك . وقال ابن حبيب : المَرْنُ الحَفاءُ ، وجمعه أَمْرانٌ ؛ قال جرير : رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران وناقة مُمارِنٌ : ذَلُولٌ مَرْكوبة . قال الجوهري : والمُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ . يقال : مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ . والمَرَنُ : عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ من البعير ، وجمعه أَمرانٌ ؛
وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي : فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَل ؟
قال صَحْبي ، إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً : ما تَراه شَأْنَه ؟ قُلْتُ : أَدَل ؟
قال : أَدلّ من الإِدلال ؛
وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي : نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ الجوهري : أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها ؛ وقول ابن مقبل : يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّين ؟
قال الفارسي : المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به ، وقيل : هو موضع ، وقيل : هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ ، يريد لا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر . وقال الأَصمعي : المرانة اسم ناقة كانت هادية بالطريق ، وقال : الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده . ويقال : المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار ، وقيل : المرانة مَعْرُِفتُها ؛ قال الجوهري : أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها . ومَرَّانُ شَنُوأَة : موضع باليمن . وبنو مَرِينا : الذين ذكرهم امرؤ القيس فقال : فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا ، ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد ، وليس مَرِينا بكلمة عربية . وأَبو مَرينا : ضرب من السمك . ومُرَيْنةُ : اسم موضع ؛ قال الزاري : تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا والمَرانة : موضع لبني عَقِيلٍ ؛ قال لبيد : لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ ، فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ (* قوله « فشرجه فالحبال » كذا بالأصل ، وهو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغاني ، وقال الرواية : فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين المعجمة والجيم . وقول الجوهري : والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية البيت ). وهو في الصحاح مَرَانة ، وأَنشد بيت لبيد . ابن الأَعرابي : يوْمُ مَرْنٍ إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ ، ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ . ومَرَّان ، بالفتح : موضع على ليلتين من مكة ، شرفها الله تعالى ، على طريق البصرة ، وبه قبر تميم بن مُرٍّ ؛ قال جرير : إِني : إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني ، جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ أَي أَذُبُّ عنه الشعراء : وقوله حَرَّبَني أَغضبني ؛ يقول : تميم بن مُرّ جاري الذي أَعْتَزُّ به ، فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من الشعراء لفخري بتميم ؛ وأَما قول منصور : قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد ، قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ : حدثني زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد ، قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول : اللهم إنك تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ ، فاغْفِرْ لي ؛ ومر أَبو جعفر المنصورُ على قبره بمَرّان ، وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة ، فقال : صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً ، عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ ، فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً ، أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمان ؟
قال : وروى : صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ "
المعجم: لسان العرب
نسف
" نسَفَت الريحُ الشيء تَنْسِفه نَسْفاً وانتَسَفَته : سلبَتْه ، وأَنْسَفتِ الريحُ إنسافاً وأَسافَت الترابَ والحصى . والنَّسْف : نَقْر الطائر بمِنْقاره ، وقد انتسَف الطائر الشيء عن وجه الأَرض بمِخْلَبه ونسفه . والنُّسَّافُ والنَّسَّاف ؛ الأَول عن سيبويه والأَخير عن كراع : طائر له مِنْقار كبير . ونسَفَ البعيرُ الكلأ يَنْسِفه ، بالكسر ، إذا اقتلعه بأَصله . وانتسَفْتُ الشيء : اقْتَلَعْته ؛ قال أَبو النجم : وانتسَفَ الجالِبَ من أَنْدابه إغباطُنا المَيْسَ على أَصْلابه والنَّسْف : انتِسافُ الريحِ الشيءَ كأَنَها تَسْلُبه . ونَسَفَتِ الراعيةُ الكلأَ تَنسِفه نسْفاً : أَخذته بأَفواهها وأَحْناكها . وبعير نَسُوف : يأَكل بمُقدَّم فيه . الجوهري : بعير نَسُوف يَقْتَلِع الكلأ من أَصله بمقدَّم فيه ، وناقة نَسوف كذلك ، وهي المَناسِيف كأَنها جمع مِنْساف وهي من باب مَلامِحَ ومَذاكير . وفرس نَسُوف : يستَغْرِق الحِزام لإجْفار جنبيه . وفرس نسُوف السُّنْبُكِ إذا أَدناه من الأَرض في عَدْوِه . ويقال للفرس : إنه لنَسُوف السنبك من الأَرض ، وذلك إذا أَدنى طرَف الحافر من الأَرض في عدْوه ، وكذلك إذا أَدنى الفرسُ مِرْفقيه من الحزام ، وذلك إنما يكون لتقارب مِرفقيه ، وهو محمود ؛ قال الجعدي : في مِرْفَقَيْه تَقارُبٌ ، وله بِرْكةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَ ؟
قال ابن بري : الجَبْأَةُ خشَبةُ الحَذّاء ، شبَّه بها صدر فرسه في استِدارتها . وقيل : النَّسُوف من الخيل الواسع الخطو . ونسَفه بسُنبكه أَو ظِلْفه يَنْسِفُه وأَنسَفه : نحّاه ؛
وأَنشد ثعلب : قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا تَ ، يَنْسِفْنَه بالظُّلوفِ انْتِسافا عجلن عليه : على هذا الموضع ؛ ينْسِفْنه : يَنْسِفْن هذا النبات ، يقْلَعْنه بأَرجلهن قبل أَن يبلُغ . والنَّسْفُ : القَلْع . ونسَف نَسْفاً : خَطا . وناقة نَسُوف : تنْسف التراب في عدْوها . وانتسَف البِناءَ : استأْصله . أَبو زيد : نسَفْت البناء نسْفاً إذا قلَعْته ، والذي يُنْسَف به البناء يسمى مِنْسَفة ، والمِنْسفة آلة يقلع بها البناء . ونسَف البعيرُ الكلأَ نَسْفاً إذا اقتلعه بمقدَّم فيه . ونسَف البعير برجله إذا ضرب رجله بمقدَّم .. . . . (* كذا بياض بالأصل .) وكذلك الإنسان . ويقال : بيننا عَقَبة نَسُوف وعقَبة ناشطة أَي طويلة شاقة . اللحياني : انْتُسِفَ لونُه وانتُشِفَ لونه والتُمع لونه بمعنى واحد ؛ قال بشر بن أَبي خازم يصف فرساً في حُضْرها : نَسُوفٌ للحِزام بمِرْفَقَيْها ، يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبارُ يقول : إذا استَفْرغَت جَرْياً نسَفَت حِزامها بمِرْفَقَيْ يديها ، وإذا ملأَت فُروجها عدْواً سد الغُبار ما بين طُبْيَيْها ، وهو خَواؤه . ونسَف البعيرَ حِمْلُه نسْفاً إذا مرَط حِملُه الوبر عن صفحتي جنبيه . ونسَف الشيء ، وهو نَسِيف : غَرْبله . والنُّسافة : ما سقط من الشيء يَنْسِفه ، وخص اللحياني به نُسافة السَّويق . والنسْف : تَنْقِية الجيّد من الرَّديء ، ويقال لمُنْخُل مُطوَّل المِنْسف . ونسَف الطعام يَنْسِفه نَسْفاً إذا نفَضه . ويقال : اعْزِل النُّسافة وكلْ من الخالص . ونَسْفُ الطعامِ : نَفْضُه . والمِنْسف : هَنٌ طويل أَعلاه مرتفع وهو مُتَصَوِّب الصدر يكون عند القاشر ، ومنه
يقال : أَتانا فلانٌ كأَنّ لحيته مِنْسف ؛ قال الجوهري : حكاها أَبو نصر أحمد بن حاتم . والمِنْسفة : الغِرْبال . وكلام نَسِيف : خفيّ ، هُذلية ؛ قال أَبو ذؤيب : فأَلْغَى القومَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا ، أَمامَ القوم ، مَنْطِقُهم نَسِيف ؟
قال الأَصمعي : أَي ينتسِفُون الكلام انتِسافاً لا يُتِمُّونه من الفَرَق ، يَهْمِسون به رويداً من الفرق فهو خفي لئلا يُنْذَر بهم ولأَنهم في أَرض عدوّ ، وقوله فضمّوا أَي اجتمعوا وضمّوا إليهم دوابهم ورحالهم . ويقال : هما يَتناسَفان . قال ابن بري في قوله فضَمّوا أَي كفُّوا عن الكلام ، وقيل : اجتمعوا أَمام قوم آخرين . وانتَسَفوا الكلام بينهم : أَخْفَوه وقلَّلُوه . ومِنْسفُ الحِمار : فَمُه . نسَف الأَتان بفِيه ينْسِفُها نَسْفاً ومَنْسَفاً ومَنْسِفاً : عضَّها فترك فيها أَثراً ؛ الأَخيرة كمَرْجِع من قوله تعالى : إلى اللّه مَرْجِعكم . وترك فيها نَسِيفاً أَي أَثراً من عَضِّه ، أَو انْحِصاصَ وبَرٍ ؛ قال المُمَزَّق : وقد تَخِذَتْ رِجْلي ، لَدي جَنْبِ غَرْزِها ، نَسِيفاً كأُفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّق والنسيفُ : أَثر كَدْم الحِمار وأَثر رَكْض الرِّجل بجنبي البعير إذا انحصّ عنه الوبر . ويقال للحمار : به نَسيفٌ ، وذلك إذا أَخذ الفحل منه لحماً أَو شعراً فبقي أَثره . ويقال : اتخذ فلان في جنب ناقته نَسيفاً إذا انجرد وبَر مَرْكَضَيْه برجليه ، وأَنشد بيت الممزَّق أَيضاً . ويقال لفم الحمار : مِنْسَف ، وقيل : مَنْسِف . ونسَف الحِملُ ظهرَ البعير نَسْفاً وانتسفه : حَصَّ ما عليه من الوبر . وما في ظهره مَنْسَف : كقولك ما في ظهره مَضْرَب . والنَّسْفة : حِجارة يُنْسَف بها الوَسَخ ؛ قال ابن سيده : حكاها صاحب العين ، قال : والمعروف بالشين . التهذيب : وضرب من الطير يُشبه الخُطَّاف يَنْتَسِف ويسمى النُّسَّاف ، وبالسين . النِّسْفة : من حجارة الحَرَّة ، تكون نَخِرة ذات نَخاريب يُنسف بها الوسَخُ عن الأَقدام في الحمّامات . وانْتُسِفَ لونُه : انْتُقِع ، وسيذكر في الشين . ونسَفَ البعيرُ برجله نَسْفاً : ضرب بها قُدُماً . ونسَف الإناءُ يَنْسِفُ : فاض . والنسْفُ الطعْن مثل النزْع . ونسَفٌ : كُورة . ابن الأَعرابي : يقال للرجل إنه لكثير النَّسيف ، وهو السِّرارُ . يقال : أَطال نَسيفه أَي سِراره ، واللّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
نهر
" النَّهْرُ والنَّهَرُ : واحد الأَنْهارِ ، وفي المحكم : النَّهْرُ والنَّهَر من مجاري المياه ، والجمع أَنْهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : سُقِيتُنَّ ، ما زالَتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ ، عَوامِرَ تَجْري بينَكُنَّ نُهُورُ هكذا أَنشده ما زالت ، قال : وأُراهُ ما دامت ، وقد يتوجه ما زالت على معنى ما ظهرت وارتفعت ؛ قال النابغة : كأَنَّ رَحْلي ، وقد زالَ النَّهارُ بنا يوم الجَلِيلِ ، على مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ وفي لحديث : نَهْرانِ مؤمنان ونَهْرانِ كافران ، فالمؤمنان النيل والفرات ، والكافران دجلة ونهر بَلْخٍ . ونَهَرَ الماءُ إِذا جرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهَراً . ونَهَرْتُ النَّهْرَ : حَفَرْتُه . ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُهُ نَهْراً : أَجراه . واسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إِذا أَخذ لِمَجْراهُ موضعاً مكيناً . والمَنْهَرُ : موضع في النَّهْزِ يَحْتَفِرُه الماءُ ، وفي التهذيب : موضع النَّهْرِ . والمَنْهَرُ : خَرْق في الحِصْنِ نافذٌ يجري منه الماء ، وهو في حديث عبد الله بن أَنس : فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا . وحفر البئر حتى نَهِرَ يَنْهَرُ أَي بلغ الماء ، مشتق من النَّهْرِ . التهذيب : حفرت البئر حتى نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَي بلغتُ الماء . ونَهَر الماءُ إِذا جَرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهْراً . وكل كثير جرى ، فقد نَهَرَ واسْتَنْهَر . الأَزهري : والعرب تُسَمِّي العَوَّاءَ والسِّماكَ أَنْهَرَيْنِ لكثرة مائهما . والنَّاهُور : السحاب ؛
وأَنشد : أَو شُقَّة خَرَجَتْ من جَوْفِ ناهُورِ ونَهْرُ واسع : نَهِرٌ ؛ قال أَبو ذؤيب : أَقامت به ، فابْتَنَتْ خَيْمَةً على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ والقصب : مجاري الماء من العيون ، ورواه الأَصمعي : وفُراتٍ نَهَرْ ، على البدل ، ومَثَّلَه لأَصحابه فقال : هو كقولك مررت بظَرِيفٍ رجلٍ ، وكذلك ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فيه أَكثر من سبعين عيناً نَهْراً تجري ، إِنما النهر بدل من العين . وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ : وسَّعها ؛ قال قيس بن الخطيم يصف طعنة : مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها ، يَرى قائمٌ من دونها ما وراءَها ملكت أَي شددت وقوّيت . ويقال : طعنه طعنة أَنْهَرَ فَتْقَها أَي وسَّعه ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول أَبي ذؤيب . وأَنْهَرْتُ الدمَ أَي أَسلته . وفي الحديث : أَنْهِرُوا الدمَ بما شئتم إِلا الظُّفُرَ والسِّنَّ . وفي حديث آخر : ما أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ ؛ الإِنهار الإِسالة والصب بكثرة ، شبه خروج الدم من موضع الذبح يجري الماء في النهر ، وإِنما نهى عن السن والظفر لأَن من تعرّض للذبح بهما خَنَقَ المذبوحَ ولم يَقْطَعْ حَلْقَه . والمَنْهَرُ : خرق في الحِصْنِ نافذٌ يدخل فيه الماء ، وهو مَفْعَلٌ من النَّهر ، والميم زائدة . وفي حديث عبد الله بن سهل : أَنه قتل وطرح في مَنْهَرٍ من مناهير خيبر . وأَما قوله عز وجل : إِن المتقين في جنات ونَهَرٍ ، فقد يجوز أَن يعني به السَّعَةَ والضِّياءَ وأَن يعني به النهر الذي هو مجرى الماء على وضع الواحد موضع الجميع ؛
قال : لا تُنْكِرُوا القَتْلَ ، وقد سُبِينا ، في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شُجِينا وقيل في قوله : جنات ونهر ؛ أَي في ضياء وسعة لأَن الجنة ليس فيها ليل إِنما هو نور يتلألأُ ، وقيل : نهر أَي أَنهار . وقال أَحمد بن يحيى : نَهَرٌ جمع نُهُرٍ ، وهو جمع الجمع للنَّهار . ويقال : هو واحد نَهْرٍ كما يقال شَعَرٌ وشَعْرٌ ، ونصب الهاء أَفصح . وقال الفرّاء : في جنات ونَهَرٍ ، معناه أَنهار . كقوله عز وجل : ويولُّون الدُّبُرَ ، أَي الأَدْبارَ ، وقال أَبو إِسحق نحوه وقال : الاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأُ به عن الجميع ويعبر بالواحد عن الجمع ، كما ، قال تعالى : ويولُّون الدبر . وماء نَهِرٌ : كثير . وناقة نَهِرَة : كثيرة النَّهر ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ ، نَهِيرَةُ الأَخْلافِ في غيرِ فَخَرْ حَنْدَلِسٌ : ضخمة عظيمة . والفخر : أَن يعظم الضرع فيقل اللبن . وأَنْهَرَ العِرْقُ : لم يَرْقَأْ دَمُه . وأَنْهَرَ الدمَ : أَظهره وأَساله . وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دمه . ويقال : أَنْهَرَ بطنُه إِذا جاء بطنُه مثلَ مجيء النَّهَرِ . وقال أَبو الجَرَّاحِ : أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه . ويقال : أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه . والمَنْهَرَةُ : فضاء يكون بين بيوت القوم وأَفْنيتهم يطرحون فيه كُناساتِهم . وحَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا : لم يصيبوا خيراً ؛ عن اللحياني . والنَّهار : ضِياءُ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس ، وقيل : من طلوع الشمس إِلى غروبها ، وقال بعضهم : النهار انتشار ضوء البصر واجتماعه ، والجمع أَنْهُرٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ونُهُرٌ عن غيره . الجوهري : النهار ضد الليل ، ولا يجمع كما لا يجمع العذاب والسَّرابُ ، فإِن جمعت قلت في قليلة : أَنْهُر ، وفي الكثير : نُهُرٌ ، مثل سحاب وسُحُب . وأَنْهَرْنا : من النهار ؛ وأَنشد ابن سيده : لولا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ : ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدُ بالنُّهُر ؟
قال ابن بري : ولا يجمع ، وقال في أَثناء الترجمة : النُّهُر جمع نَهار ههنا . وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم ، قال : النهار اسم وهو ضد الليل ، والنهار اسم لكل يوم ، والليل اسم لكل ليلة ، لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان ، إِنما واحد النهار يوم ، وتثنيته يومان ، وضد اليوم ليلة ، ثم جمعوه نُهُراً ؛
وأَنشد : ثريد ليل وثريد بالنُّهُر ورجل نَهِرٌ : صاحب نهار على النسب ، كما ، قالوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ ؛
قال : لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِر ؟
قال سيبويه : قوله بليليٍّ يدل أَن نَهِراً على النسب حتى كأَنه ، قال نَهاريٌّ . ورجل نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه ؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد : إِن تَكُ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ ، متى أَتى الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ (* قوله « متى أتى » في نسخ من الصحاح متى أرى .؟
قال : ومعنى نَهِر أَي صاحب نهار لست بصاحب ليل ؛ وهذا الرجز أَورده الجوهري : إِن كنتَ لَيْلِيّاً فإِني نَهِر ؟
قال ابن بري : البيت مغير ، قال : وصوابه على ما أَنشده سيبويه : لستُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ ، لا أُدْلِجُ الليلَ ، ولكن أَبْتَكِرْ وجعل نَهِر في نقابلة لَيْلِيٍّ كأَنه ، قال : لست بليليّ ولكني نهاريّ . وقالوا : نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كذلك ؛ كلاهما على المبالغة . واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتسع . والنَّهار : فَرْخُ القَطا والغَطاط ، والجمع أَنْهِرَةٌ ، وقيل : النَّهار ذكر البُوم ، وقيل : هو ولد الكَرَوانِ ، وقيل : هو ذكر الحُبَارَى ، والأُنثى لَيْلٌ . الجوهري : والنهار فرخ الحبارى ؛ ذكره الأَصمعي في كتاب الفرق . والليل : فرخ الكروان ؛ حكاه ابن بري عن يونس بن حبيب ؛ قال : وحكى التَّوْزِيُّ عن أَبي عبيدة أَن جعفر بن سليمان قدم من عند المهدي فبعث إِلى يونس بن حبيب فقال إِني وأَمير المؤْمنين اختلفنا في بيت الفرزدق وهو : والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّوادِ كأَنه ليلٌ ، يَصِيح بجانِبيهِ نَهارُ ما الليل والنهار ؟ فقال له : الليل هو الليل المعروف ، وكذلك النهار ، فقال : جعفر : زعم المهدي أَنَّ الليل فرخ الكَرَوان والنهار فرخُ الحُبارَى ، قال أَبو عبيدة : القول عندي ما ، قال يونس ، وأَما الذي ذكره المهدي فهو معروف في الغريب ولكن ليس هذا موضعه . قال ابن بري : قد ذكر أَهل المعاني أَن المعنى على ما ، قاله يونس ، وإِن كان لم يفسره تفسيراً شافياً ، وإِنه لم ؟
قال : ليل يصيح بجانبيه نهار ، فاستعار للنهار الصياح لأَن النهار لما كان آخذاً في الإِقبال والإِقدام والليل آخذ في الإِدبار ، صار النهار كأَنه هازم ، والليل مهزوم ، ومن عادة الهازم أَنه يصيح على المهزوم ؛ أَلا ترى إِلى قول الشَّمَّاخ : ولاقَتْ بأَرْجاءِ البَسِيطَةِ ساطعاً من الصُّبح ، لمَّا صاح بالليل نَفَّرَا فقال : صاح بالليل حتى نَفَر وانهزم ؛ قال : وقد استعمل هذا المعنى ابن هانئ في قوله : خَلِيلَيَّ ، هُبَّا فانْصُراها على الدُّجَى كتائبَ ، حتى يَهْزِمَ الليلَ هازِمُ وحتى تَرَى الجَوْزاءَ نَنثُر عِقْدَها ، وتَسْقُطَ من كَفِّ الثُّريَّا الخَواتمُ والنَّهْر : من الانتهار . ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه : زَجَرَه . وفي التهذيب : نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إِذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر . قال : والنَّهْرُ الدَّغْر وهي الخُلْسَةُ . ونَهار : اسم رجل . ونهار بن تَوْسِعَةَ : اسم شاعر من تميم . والنَّهْرَوانُ : موضع ، وفي الصحاح : نَهْرَوانُ ، بفتح النون والراء ، بلدة ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
نزع
" نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً ، فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ ، وانْتَزَعَه فانْتَزعَ : اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ ، وفرّق سيبويه بين نَزَعَ وانْتَزَعَ فقال : انْتَزَعَ اسْتَلَبَ ، ونزَع : حوّل الشيء عن موضعه وإِن كان على نحو الاسْتِلاب . وانْتَزَعَ الرمحَ : اقْتَلَعَه ثم حَمل . وانتزَع الشيءُ : انقلَع . ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله : أَزالَه ، وهو على المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه وأَزالَه . وقولهم فلان في النزْعِ أَي في قَلْعِ الحياةِ . يقال : فلان يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان في السِّياقِ عند الموْتِ ، وكذلك هو يَسُوقُ سَوْقاً ، وقوله تعالى : والنازِعاتِ غَرْقاً والناشِطاتِ نَشْطاً ؛ قال الفراء : تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ كما يُغْرِقُ النازِعُ في القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ ، وقيل في التفسير : يعين به الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الكافر وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عليه أَمرُ خروجِ رُوحِه ، وقيل : النازعاتُ غَرْقاً القِسِيُّ ، والناشِطاتُ نَشْطاً الأَوْهاقُ ، وقيل : النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان إِلى مكان وتَنْشِطُ . والمِنْزَعةُ ، بكسر الميم : خشبة عريضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ العَسلِ يَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ ، وتسمى المِحْبَضَ . ونزَع عن الصبي والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً : كَفَّ وانْتَهَى ، وربم ؟
قالوا نَزْعاً . ونازَعَتْنِي نفسي إِلى هَواها نِزاعاً : غالَبَتْنِي . ونَزَعْتُها أَنا : غَلَبْتُها . ويقال للإِنسان إِذا هَوِيَ شيئاً ونازَعَتْه نفسُه إِليه : هو يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً . ونزَع الدلْوَ من البئر يَنْزِعُها نزْعاً ونزَع بها ، كلاهما : جَذَبَها بغير قامة وأَخرجها ؛ أَنشد ثعلب : قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ ، تُوزِغُ من مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيها : خروجُها قليلاً قليلاً بغير قامة ، وأَصل النزع الجَذْبُ والقَلْعُ ، ومنه نَزْعُ الميتِ رُوحه . ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها . وبئرٌ نَزُوعٌ ونَزِيعٌ : قريبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً لقربها ، ونَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ ، والجمع نِزاعٌ . وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال : رأَيْتُنِي أَنْزِعُ على قلِيبٍ ؛ معناه رأَيْتُنِي في المنامِ أَستَقِي بيدِي من قليب ، يقال : نزَع بيده إِذا استقى بدَلْوٍ عُلِّقَ فيها الرِّشاءُ . وجَمل نَزُوعٌ : يُنْزَعُ عليه الماءُ من البئر وحده . والمَنْزَعةُ : رزْسُ البئر الذي يُنْزَعُ عليه ؛
قال : يا عَيْنُ بَكّي عامراً يومَ النَّهَلْ ، عند العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ ، قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ وقال ابن الأَعرابي : هي صخرةٌ تكون على رأْسِ البئر يقوم عليها الساقي ، والعُقابانِ من جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها ، وهي التي تُسَمَّى القِبيلةَ . وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ . ابن السكيت : وانْتِزاعُ النّيّةِ بُعْدُها ؛ ومنه نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً : حَنَّ واشتاقَ ، وهو نَزُوعٌ ، والجمع نُزُعٌ ، وناقة نازِعٌ إِلى وطنِها بغير هاء ، والجمع نَوازِعُ ، وهي النّزائِعُ ، واحدتها نَزِيعةٌ . وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ ؛ قال جميل : فقلتُ لَهُمْ : لا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يكون ؟ وأَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون : نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها ؛
قال : فقد أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا أَهافُوا : عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ : الغريب ، وهو أَيضاً البعيد . والنَّزِيعُ : الذي أُمُّه سَبيَّةٌ ؛ قال المرّارُ : عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً ، ضَنِينَ المالِ ، والوَلَدَ النَّزِيعا ونُزّاعُ القَبائِلِ : غُرَباؤُهم الذين يُجاوِرُون قَبائِلَ ليسوا منهم ، الواحد نَزِيعٌ ونازعٌ . والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ : الغُرَباءُ ، وفي الحديث : طُوبَى للغُرَباء قيل : مَنْ هُم يا رسولَ اللهِ ؟، قال : النُّزّاعُ من القبائِلِ ؛ هو الذي نزَع عن أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ ، وقيل : لأَنه نزَع إِلى وطنه أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ ، والمراد الأَوّل أَي طوبى للمهاجرين الذين هجَروا أَوطانَهم في الله تعالى . ونزَع إِلى عِرْقٍ كريم أَو لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت به أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع إِليها ، قال : ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ ، وفي حديث القَذْفِ : إِنما هو عِرْقٌ نزَعَه . والنَّزِيعُ : الشريفُ من القوم الذي نزَع إِلى عِرْق كريم ، وكذلك فرَس نَزِيعٌ . ونزَع فلان إِلى أَبيه يَنْزِعُ في الشَّبَه أَي ذهَب إِليه وأَشْبهه . وفي الحديث : لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما في التوراةِ أَي جئتَ بما يُشْبهها . والنَّزائِعُ من الخيل : التي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ ، واحدتها نَزِيعةٌ ، وقيل : النَّزائِعُ من الإِبل والخيل التي انْتُزِعَت من أَيْدِي الغُرباء ، وفي التهذيب : من أَيدي قوم آخَرِين ، وجُلِبَتْ إِلى غير بلادها ، وقيل : هي المُنْتَقَذةُ من أَيديهم ، وهي من النساء التي تُزَوَّجُ في غير عشيرتها فتنقل ، والواحدة من كل ذلك نَزِيعةٌ . وفي حديث ظبيان : أَن قَبائِلَ من الأَزْد نَتَّجُوا فيها النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من أَيدي الناس . وفي حديث عمر :، قال لآلِ السائب : قد أَضْوَيْتُم فانكِحوا في النَّزائِعِ أَي في النساء الغرائبِ من عشيرتكم . ويقال : هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَي تَتَّصِلُ بها ؛ وقال ذو الرمة : لَقًى بين أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ حِبالاً ، بِهِنًّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ والمَنْزَعةُ : القوْسُ الفَجْواءُ . ونَزَع في القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً : مَدَّ بالوتَر ، وقيل : جذَبَ الوتر بالسهم : والنّزَعةُ : الرُّماةُ ، واحدُهم نازِعٌ . وفي مثلٍ : عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى أَهله وقامَ بأِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ ، وهو جمع نازِعٍ . وفي التهذيب : وفي المثل عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعةِ ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يَحِيقُ به مَكْرُه . وفي حديث عمر : لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ على فرسه . وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً : رماه به ، واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب : فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً ، فَهَوَى له سَهْمٌ ، فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ فُرَّهاً جمع فاره ؛ قال ابن بري : أَنشد الجوهري عجز هذا البيت : ورَمَى فأَنفَذَ ، والصواب ما ذكرناه . والمِنْزَعُ أَيضاً : السهم الذي يُرْمَى به أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ ؛ قال الأَعشى : فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْ حَطِ ، غالَتْ به يَمِينُ المُغالي وقال أَبو حنيفة : المِنْزَعُ حديدة لا سِنْخَ لها إِنما هي أَدْنى حديدةٍ لا خير فيها ، تؤخَذ وتُدْخَلُ في الرُّغْظِ . وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ : تمثَّلَ . ويقال للرجل إِذا استنبط معنى آيةٍ من كتاب الله عز وجل : قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً ، ونَزَعَه مثله أَي اسْتَخْرَجَه . ومُنازَعةُ الكأْس : مُعاطاتُها . قال الله عز وجل : يَتَنازَعون فيها كأْساً لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ ؛ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فيه يتجاذَبُون . ويقال : نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صافحني . والمُنازعةُ : المُصافَحةُ ؛ قال الراعي : يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ ، كأَنما يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ والمُنازعةُ : المُجاذَبةُ في الأَعْيانِ والمَعاني ؛ ومنه الحديث : أَنا فَرَاطُكم على الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أَحدِكم فأَقولُ هذا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مني . والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ : الخُصومة . والمُنازَعةُ في الخُصومةِ : مُجاذَبةُ الحُجَجِ فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمانِ . وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً : جاذَبه في الخصومة ؛ قال ابن مقبل : نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ من الأَحاديثِ ، حتى زِدْنَنِي لِينَا أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ . قال سيبويه : ولا يقال في العاقبة فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه . والتنازُع : التخاصُمُ . وتنازَعَ القومُ : اخْتَصَمُوا . وبينهم نِزاعةٌ أَي خصومةٌ في حقّ . وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، صلَّى يوماً فلما سلَّم من صلاته ، قال : ما لي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ في قراءته ، وذلك أَن بعض المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه . والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ : ما يرجِعُ إِليه الرجل من أَمره ورأْيِه وتدبيرِه . قال الأَصمعي : يقولون والله لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً ، بكسر الميم ، ومَنْزَعةً ، بفتحها ، أَي رأْياً وتدبيراً ؛ حكى ذلك ابن السكيت في مِفْعلة ومَفْعلة ، وقيل : المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْي والهِمّة ، ويقال للرجل الجيِّد الرأْي : إِنه لجيِّد المنزعة . ونَزَعَتِ الخيل تَنْزِعُ : جَرَتْ طِلْقاً ؛
وأَنشد : والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا في أَعِنَّتِها ، كالطيرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً : جادَ بنفسِه . ومَنْزعة الشرابِ : طِيبُ مَقْطَعِه ، يقال : شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طيب مقطع الشرب . وقيل في قوله تعالى : خِتامُه مِسْك ، إِنهم إِذا شربوا الرَّحيقَ فَفَنِيَ ما في الكأْس وانقطع الشرْب انختم ذلك بريح المسك . والنَّزَعُ : انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبي الجَبْهةِ ، وموضِعُه النَّزَعةُ ، وقد نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً ، وهو أَنْزَعُ بَيِّنُ النَّزَعِ ، والاسم النَّزَعةُ ، وامرأَة نَزْعاءُ ؛ وقيل : لا يقال امرأَة نزعاء ، ولكن يقال زَعْراءُ . والنَّزَعتانِ : ما يَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلى الجَبينَينِ حتى يُصَعِّدَ في الرأْس . والنَّزْعاءُ من الجِباهِ التي أَقبلت ناصيتها وارتفع أَعلى شعَرِ صُدْغِها . وفي حديث القرشي : أَسَرني رجل أَنْزَعُ . وفي صفة علي ، رضي الله عنه : البَطِينُ الأَنْزَعُ . والعرب تحبُّ النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ ، وتَزْعُمُ أَن الأَغم القفا والجبين لا يكون إِلا لَئِيماً : ومنه وقول هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ : ولا تَنْكِحي ، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا ، أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه . ونَزَعَه بنَزِيعةٍ : نَخَسَه ؛ عن كراع . وغنم نُزُعٌ ونُزَّعٌ : حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ ، وبها نِزاعٌ ، وشاة نازِعٌ . والنزائِعُ من الرِّياحِ : هي النُّكْبُ ، سميت نزائِعَ لاختلاف مَهابِّها . والنَّزَعةُ : بقلة كالخَضِرةِ ، وثُمام مُنَزَّعٌ : شُدِّدَ للكثرة . قال أَبو حنيفة : النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ ولا ثَمَرٌ ، تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غيرها ، فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً . ورأَيت في التهذيب : النزعةُ نَبت معروف . ورأَيت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلى كذا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه . "
المعجم: لسان العرب
نظر
" النَّظَر : حِسُّ العين ، نَظَره يَنْظُره نَظَراً ومَنْظَراً ومَنْظَرة ونَظَر إِليه . والمَنْظَر : مصدر نَظَر . الليث : العرب تقول نَظَرَ يَنْظُر نَظَراً ، قال : ويجوز تخفيف المصدر تحمله على لفظ العامة من المصادر ، وتقول نَظَرت إِلى كذا وكذا مِنْ نَظَر العين ونَظَر القلب ، ويقول القائل للمؤمَّل يرجوه : إِنما نَنْظُر إِلى الله ثم إِليك أَي إِنما أَتَوَقَّع فضل الله ثم فَضْلك . الجوهري : النَّظَر تأَمُّل الشيء بالعين ، وكذلك النَّظَرانُ ، بالتحريك ، وقد نَظَرت إِلى الشيء . وفي حديث عِمران بن حُصَي ؟
قال :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : النَّظَر إِلى وجه عليّ عِبادة ؛ قال ابن الأَثير : قيل معناه أَن عليًّا ، كرم الله وجهه ، كان إِذا بَرَز ؟
قال الناس : لا إِله إِلا الله ما أَشرفَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَعلمَ هذا الفتى لا إِله إِلا الله ما أَكرم هذا الفتى أَي ما أَتْقَى ، لا إِله إِلا الله ما أَشْجَع هذا الفتى فكانت رؤيته ، عليه السلام ، تحملُهم على كلمة التوحيد . والنَّظَّارة : القوم ينظُرون إِلى الشيء . وقوله عز وجل : وأَغرقنا آل فرعون وأَنتم تَنظُرون . قال أَبو إِسحق : قيل معناه وأَنتم تَرَوْنَهم يغرَقون ؛ قال : ويجوز أَن يكون معناه وأَنتم مُشاهدون تعلمون ذلك وإِن شَغَلهم عن أَن يَروهم في ذلك الوقت شاغل . تقول العرب : دُور آل فلان تنظُر إِلى دُور آل فلان أَي هي بإِزائها ومقابِلَةٌ لها . وتَنَظَّر : كنَظَر . والعرب تقول : داري تنظُر إِلى دار فلان ، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل ، وقيل : إِذا كانت مُحاذِيَةً . ويقال : حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ أَي متجاورون ينظر بعضهم بعضاً . التهذيب : وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السوداء الصافية التي في وسط سواد العين وبها يرى النَّاظِرُ ما يَرَى ، وقيل : الناظر في العين كالمرآة إِذا استقبلتها أَبصرت فيها شخصك . والنَّاظِرُ في المُقْلَةِ : السوادُ الأَصغر الذي فيه إِنْسانُ العَيْنِ ، ويقال : العَيْنُ النَّاظِرَةُ . ابن سيده : والنَّاظِرُ النقطة السوداء في العين ، وقيل : هي البصر نفسه ، وقيل : هي عِرْقٌ في الأَنف وفيه ماء البصر . والناظران : عرقان على حرفي الأَنف يسيلان من المُوقَين ، وقيل : هما عرقان في العين يسقيان الأَنف ، وقيل : الناظران عرقان في مجرى الدمع على الأَنف من جانبيه . ابن السكيت : الناظران عرقان مكتنفا الأَنف ؛
وأَنشد لجرير : وأَشْفِي من تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ ، وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ من الخُنَانِ والخنان : داء يأْخذ الناس والإِبل ، وقيل : إِنه كالزكام ؛ قال الآخر : ولقد قَطَعْتُ نَواظِراً أَوجَمْتُها ، ممن تَعَرَّضَ لي من الشُّعَراء ؟
قال أَبو زيد : هما عرقان في مَجْرَى الدمع على الأَنف من جانبيه ؛ وقال عتيبة بن مرداس ويعرف بابن فَسْوة : قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ ، يَزِينُها شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ بارِدُ تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها أَخُو سَقْطَة ، قد أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ وصف محبوبته بأَسالة الخدّ وقلة لحمه ، وهو المستحب . والعيش البارد : هو الهَنِيُّ الرَّغَدُ . والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن البُؤسِ ، وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ . قال الله تعالى : لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً ؛ قيل : نوماً ؛ وقوله : تناهى أَي تنتهي في مشيها إِلى جاراتها لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ ، وشبهها في انتهارها عند المشي بعليل ساقط لا يطيق النهوض قد أَسلمته العوائد لشدّة ضعفه . وتَناظَرَتِ النخلتان : نَظَرَتِ الأُنثى منهما إِلى الفُحَّالِ فلم ينفعهما تلقيح حتى تُلْقَحَ منه ؛ قال ابن سيده : حكى ذلك أَبو حنيفة . والتَّنْظارُ : النَّظَرُ ؛ قال الحطيئة : فما لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها ، كما نَظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِّ والنَّظَرُ : الانتظار . ويقال : نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْتُه بمعنى واحد ، فإِذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت . ومنه قوله تعالى : انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم ، قرئ : انْظُرُونا وأَنْظِرُونا بقطع الأَلف ، فمن قرأَ انْظُرُونا ، بضم الأَلف ، فمعناه انْتَظِرُونا ، ومن قرأَ أَنْظِرُونا فمعناه أَخِّرُونا ؛ وقال الزجاج : قيل معنى أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَيضاً ؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم : أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا ، وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا وقال الفرّاء : تقول العرب أَنْظِرْني أَي انْتَظِرْني قليلاً ، ويقول المتكلم لمن يُعْجِلُه : أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي . وقوله تعالى : وُجُوهٌ يومئذ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ؛ الأُولى بالضاد والأُخرى بالظاءِ ؛ قال أَبو إِسحق : يقول نَضِرَت بِنَعِيم الجنة والنَّظَرِ إِلى ربها . وقال الله تعالى : تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم ؛ قال أبو منصور : ومن ، قال إِن معنى قوله إِلى ربها ناظرة يعني منتظرة فقد أَخطأَ ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته ، إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته ؛ ومنه قول الحطيئة : نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ ، طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي وإِذا قلت نَظَرْتُ إِليه لم يكن إِلا بالعين ، وإِذا قلت نظرت في الأَمر احتمل أَن يكون تَفَكُّراً فيه وتدبراً بالقلب . وفرس نَظَّارٌ إِذا كان شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ ؛ قال الراجز أَبو نُخَيْلَةَ : يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لم تُهْجَمِ نَظَّارِيَّةٌ : ناقة نجيبة من نِتاجِ النَّظَّارِ ، وهو فحل من فحول العرب ؛ قال جرير : والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار لم تُهْجَم : لم تُحْلَبْ . والمُناظَرَةُ : أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً كيف تأْتيانه . والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ : ما نظرت إِليه فأَعجبك أَو ساءك ، وفي التهذيب : المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرجل إِذا نظرت إِليه فأَعجبك ، وامرأَة حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً . ويقال : إِنه لذو مَنْظَرَةٍ بلا مَخْبَرَةٍ . والمَنْظَرُ : الشيء الذي يعجب الناظر إِذا نظر إِليه ويَسُرُّه . ويقال : مَنْظَرُه خير من مَخْبَرِه . ورجل مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ ، الأَخيرة على غير قياس : حَسَنُ المَنْظَرِ ؛ ورجل مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ . ويقال : إِن فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ ، وفي رِيٍّ ومَشْبَع ، أَي فيما أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه والاستماع . ويقال : لقد كنت عن هذا المَقامِ بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فيما أَحْبَبْتَ ؛ وقال أَبو زيد يخاطب غلاماً قد أَبَقَ فَقُتِلَ : قد كنتَ في مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ ، عن نَصْرِ بَهْرَاءَ ، غَيرَ ذي فَرَسِ وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ من التهمة ينظر بمِلءِ عينيه . وبنو نَظَرَى ونَظَّرَى : أَهلُ النَّظَرِ إِلى النساء والتَّغَزُّل بهن ؛ ومنه قول الأَعرابية لبعلها : مُرَّ بي على بَني نَظَرَى ، ولا تَمُرَّ بي على بنات نَقَرَى ، أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ فأُعجبهم وأَرُوقُهم ولا يَعِيبُونَني من ورائي ، ولا تَمُرَّ بي على النساء اللائي ينظرنني فيَعِبْنَني حسداً ويُنَقِّرْنَ عن عيوب من مَرَّ بهن . وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة ، كلاهما بالتخفيف ؛ حكاهما يعقوب وحده : وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فلم تَرَ شيئاً فَظَنَّتْ . والنَّظَرُ : الفكر في الشيء تُقَدِّره وتقيسه منك . والنَّظْرَةُ : اللَّمْحَة بالعَجَلَة ؛ ومنه الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لعلي : لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ ، فإِن لك الأُولى وليست لك الآخرةُ . والنَّظْرَةُ : الهيئةُ . وقال بعض الحكماء : من لم يَعْمَلْ نَظَرُه لم يَعْمَلْ لسانُه ؛ ومعناه أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت بإِبكار القلب عَمِلَتْ في القلب ، وإِذا خرجت بإِنكار العين دون القلب لم تعمل ، ومعناه أَن من لم يَرْتَدِعْ بالنظر إِليه من ذنب أَذنبه لم يرتدع بالقول . الجوهري وغيره : ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بني فلان فأَهلكهم ؛ قال ابن سيده : هو على المَثَلِ ، قال : ولستُ منه على ثِقَةٍ . والمَنْظَرَةُ : موضع الرَّبِيئَةِ . غيره : والمَنظَرَةُ موضع في رأْس جبل فيه رقيب ينظر العدوَّ يَحْرُسُه . الجوهري : والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ . ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ : سَيِّدٌ يُنْظَر إِليه ، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء . الفراء : يقال فلان نَظُورةُ قومه ونَظِيرَةُ قومهِ ، وهو الذي يَنْظُرُ إِليه قومه فيمتثلون ما امتثله ، وكذلك هو طَرِيقَتُهم بهذا المعنى . ويقال : هو نَظِيرَةُ القوم وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم . والنَّظُورُ : الذي لا يُغٌفِلُ النَّظَرَ إِلى ما أَهمه . والمَناظِر : أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْظَرُ منها . وتَناظَرَتِ الدَّارانِ : تقابلتا . ونَظَرَ إِليك الجبلُ : قابلك . وإِذا أَخذت في طريق كذا فَنَظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عن يمينه أَو يساره . وقوله تعالى : وتَراهُمْ يَنْظُرونَ إِليك وهم لا يبصرون ؛ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه أَراد الأَصنام أَي تقابلك ، وليس هنالك نَظَرٌ لكن لما كان النَّظَرُ لا يكون إِلا بمقابلةٍ حَسُنَ وقال : وتراهم ، وإِن كانت لا تعقل لأَنهم يضعونها موضع من يعقل . والنَّاظِرُ : الحافظ . وناظُورُ الزرع والنخل وغيرهما : حَافِظُه ؛ والطاء نَبَطِيَّة . وقالوا : انْظُرْني اي اصْغ إِليَّ ؛ ومنه قوله عز وجل : وقولوا انْظُرْنا واسمعوا . والنَّظْرَةُ : الرحمةُ . وقوله تعالى : ولا يَنْظُر إِليهم يوم القيامة ؛ أَي لا يَرْحَمُهُمْ . وفي الحديث : إِن الله لا يَنْظُر إِلى صُوَرِكم وأَموالكم ولكن إِلى قلوبكم وأَعمالكم ؛ قال ابن الأَثير : معنى النظر ههنا الإِحسان والرحمة والعَطْفُ لأَن النظر في الشاهد دليل المحبة ، وترك النظر دليل البغض والكراهة ، ومَيْلُ الناسِ إِلى الصور المعجبة والأَموال الفائقة ، والله سبحانه يتقدس عن شبه المخلوقين ، فجعل نَظَرَهُ إِلى ما هو للسَّرِّ واللُّبِّ ، وهو القلب والعمل ؛ والنظر يقع على الأَجسام والمعاني ، فما كان بالأَبصار فهو للأَجسام ، وما كان بالبصائر كان للمعاني . وفي الحديث : مَنِ ابتاعَ مِصَرَّاةً فهو بخير النَّظَرَيْنِ أَي خير الأَمرين له : إِما إِمساك المبيع أَو ردُّه ، أَيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه ؛ وكذلك حديث القصاص : من قُتل له قتيل فهو بخير النَّظَرَيْنِ ؛ يعني القصاص والدية ؛ أَيُّهُما اختار كان له ؛ وكل هذه معانٍ لا صُوَرٌ . ونَظَرَ الرجلَ ينظره وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه : تَأَنى عليه ؛ قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ : إِذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ ، تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُنتَنَظَّرِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : ولا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ ، ولا عِدَةً في النَّاظِرِ المُتَغَيِّبِ فسره فقال : الناظر هنا على النَّسَبِ أَو على وضع فاعل موضع مفعول ؛ هذا معنى قوله ، ومَثَّلَه بِسِّرٍ كاتم أَي مكتوم . قال ابن سيده : وهكذا وجدته بخط الحَامِضِ (* قوله « الحامض » هو لقب ابي موسى سليمان بن محمد بن أحمد النحوي أخذ عن ثعلب ، صحبه اربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق الانسان والوحوش والنبات ، روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني . مات سنة ؟؟)، بفتح الياء ، كأَنه لما جعل فاعلاً في معنى مفعول استجاز أَيضاً أَن يجعل مُتَفَعَّلاً في موضع مُتَفَعِّلٍ والصحيح المتَغَيِّب ، بالكسر . والتَّنَظُّرُ : تَوَقَّع الشيء . ابن سيده : والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُهُ . والنَّظِرَةُ ، بكسر الظاء : التأْخير في الأَمر . وفي التنزيل العزيز : فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ، وقرأَ بعضهم : فناظِرَةٌ ، كقوله عز وجل : ليس لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ؛ أَي تكذيبٌ . ويقال : بِعْتُ فلاناً فأَنْظَرْتُه أَي أَمهلتُه ، والاسم منه النَّظِرَةُ . وقال الليث : يقال اشتريته منه بِنَظِرَةٍ وإِنْظارٍ . وقوله تعالى : فَنَظِرَة إِلى مَيْسَرَةٍ ؛ أَي إِنظارٌ . وفي الحديث : كنتُ أُبايِعُ الناس فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ ؛ الإِنظار : التأْخير والإِمهال . يقال : أَنْظَرْتُه أُنْظِره . ونَظَرَ الشيءَ : باعه بِنَظِرَة . وأَنْظَرَ الرجلَ : باع منه الشيء بِنَظِرَةٍ . واسْتَنْظَره : طلب منه النَّظرَةَ واسْتَمْهَلَه . ويقول أَحد الرجلين لصاحبه : بيْعٌ ، فيقول : نِظْرٌ أَي أَنْظِرْني حتى أَشْتَرِيَ منك . وتَنَظَّرْه أَي انْتَظِرْهُ في مُهْلَةٍ . وفي حديث أَنس : نَظَرْنا النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، ذاتَ ليلة حتى كان شَطْرُ الليلِ . يقال : نَظَرتُهُ وانْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ حضورَه . ويقال : نَظَارِ مثل قَطامِ كقولك : انْتَظِرْ ، اسم وضع موضع الأَمر . وأَنْظَرَه : أَخَّرَهُ . وفي التنزيل العزيز :، قال أَنْظِرْني إِلى يوم يُبْعَثُونَ . والتَّناظُرُ : التَّراوُضُ في الأَمر . ونَظِيرُك : الذي يُراوِضُك وتُناظِرُهُ ، وناظَرَه من المُناظَرَة . والنَّظِيرُ : المِثْلُ ، وقيل : المثل في كل شيء . وفلان نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ رآهما سواءً . الجوهري : ونَظِيرُ الشيء مِثْلُه . وحكى أَبو عبيدة : النِّظْر والنَّظِير بمعنًى مثل النِّدِّ والنَّدِيدِ ؛
وأَنشد لعبد يَغُوثَ بن وَقَّاصٍ الحارِثيِّ : أَلا هل أَتى نِظْرِيُ مُلَيْكَةَ أَنَّني أَنا الليثُ ، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا ؟ (* روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية : وقد عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أنني * أنا الليثُ ، مَعدُوّاً عليّ وعَاديا ) وقد كنتُ نَجَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْسَطِيِّ ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيَا ويروى : عِرْسِي مُلَيْكَةَ بدل نِظْرِي مليكة . قال الفرّاء : يقال نَظِيرَةُ قومه ونَظُورَةُ قومه للذي يُنْظَر إِليه منهم ، ويجمعان على نَظَائِرَ ، وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ ، والأُنثى نَظِيرَةٌ ، والجمع النَّظائر في الكلام والأَشياء كلها . وفي حديث ابن مسعود : لقد عرفتُ النَّظائِرَ التي كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يَقُومُ بها عشرين سُورَةً من المُفَصَّل ، يعني سُوَرَ المفصل ، سميت نظائر لاشتباه بعضها ببعض في الطُّول . وقول عَديّ : لم تُخطِئْ نِظارتي أَي لم تُخْطِئْ فِراسَتي . والنَّظائِرُ : جمع نَظِيرة ، وهي المِثْلُ والشِّبْهُ في الأَشكال ، الأَخلاق والأَفعال والأَقوال . ويقال : لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله ، وفي رواية : ولا بِسُنَّةِ رسول الله ؛ قال أَبو عبيد : أَراد لا تجعل شيئاً نظيراً لكتاب ا ولا لكلام رسول الله فتدعهما وتأْخذ به ؛ يقول : لا تتبع قول قائل من كان وتدعهما له . قال أَبو عبيد : ويجوز أَيضاً في وجه آخر أَن يجعلهما مثلاً للشيء يعرض مثل قول إِبراهيم النخعي : كانوا يكرهون أَن يذكروا الآية عند الشيء يَعْرِضُ من أَمر الدنيا ، كقول القائل للرجل إِذا جاء في الوقت الذي يُرِيدُ صاحبُه : جئت على قَدَرٍ يا موسى ، هذا وما أَشبهه من الكلام ، ، قال : والأَوّل أَشبه . ويقال : ناظَرْت فلاناً أَي صِرْتُ نظيراً له في المخاطبة . وناظَرْتُ فلاناً بفلان أَي جعلته نَظِيراً له . ويقال للسلطان إِذا بعث أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ : بَعث ناظِراً . وقال الأَصمعي : عَدَدْتُ إِبِلَ فلان نَظائِرَ أَي مَثْنَى مثنى ، وعددتها جَمَاراً إِذا عددتها وأَنت تنظر إِلى جماعتها . والنَّظْرَةُ : سُوءُ الهيئة . ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ ؛
وأَنشد شمر : وفي الهامِ منها نَظْرَةٌ وشُنُوع ؟
قال أَبو عمرو : النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ . ويقال : إِن في هذه الجارية لَنَظْرَةً إِذا كانت قبيحة . ابن الأَعرابي : يقال فيه نَظْرَةٌ ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النظر عنه من قُبْحِهِ . وفيه نَظْرَةٌ أَي قبح ؛ وأَنشد الرِّياشِيُّ : لقد رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ ، وفي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، رأَى جارية فقال : إِن بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها ؛ وقيل : معناه إِن بها إِصابة عين من نَظَرِ الجِنِّ إِليها ، وكذلك بها سَفْعَةٌ ؛ ومنه قوله تعالى : غيرَ ناظِرِينَ إِناهُ ؛ قال أَهل اللغة : معناه غير منتظرين بلوغه وإِدراكه . وفي الحديث : أَن عبد الله أَبا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، مرّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ ، فرأَتْ في وجهه نُوراً فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ مائةً من الإِبل فأَبى ، قوله : تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ ، وهو نَظَرُ تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ ، وهذه المرأَة هي كاظمةُ بنتُ مُرٍّ ، وكانت مُتَهَوِّدَةً قد قرأَت الكتب ، وقيل : هي أُختُ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ . والنَّظْرَةُ : عين الجن . والنَّظْرَةُ : الغَشْيَةُ أَو الطائف من لجن ، وقد نُظِرَ . ورجل فيه نَظْرَةٌ أَي عيبٌ . والمنظورُ : الذي أَصابته نَظْرَةٌ . وصبي مَنْظُورٌ : أَصابته العين . والمنظورُ : الذي يُرْجَى خَيْرُه . ويقال : ما كان نَظِيراً لهذا ولقد أَنْظَرْتُه ، وما كان خَطِيراً ولقد أَخْطَرْتُه . ومَنْظُورُ بن سَيَّارٍ : رجلٌ . ومَنْظُورٌ : اسمُ جِنِّيٍّ ؛ قال : ولو أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما لِنَزْعِ القَذَى ، لم يُبْرِئا لي قَذَاكُما وحَبَّةُ : اسم امرأَة عَلِقَها هذا الجني فكانت تَطَبَّبُ بما يُعَلِّمُها . وناظِرَةُ : جبل معروف أَو موضع . ونَواظِرُ : اسم موضع ؛ قال ابن أَحمر : وصَدَّتْ عن نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ قَتَاماً ، هاجَ عَيْفِيًّا وآلا (* قوله « عيفياً » كذا بالأصل .) وبنو النَّظَّارِ : قوم من عُكْلٍ ، وإِبل نَظَّاريَّة : منسوبة إِليهم ؛ قال الراجز : يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا السَّعْمُ : ضَرْبٌ من سير الإِبل . "
المعجم: لسان العرب
هدي
" من أَسماء الله تعالى سبحانه : الهادي ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته ، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده . ابن سيده : الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ ، والدلالة أُنثى ، وقد حكي فيها التذكير ؛ وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ : ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ ، والهُدَى تُعْدِ ؟
قال ابن جني :، قال اللحياني الهُدَى مذكر ، قال : وقال الكسائي بعض بني أَسد يؤنثه ، يقول : هذه هُدًى مستقيمة . قال أَبو إِسحق : قوله عز وجل : قل إِن هُدَى الله هو الهُدَى ؛ أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ . وقوله تعالى : إِنَّ علينا لَلْهُدَى ؛ أَي إِنَّ علينا أَنْ نُبَيِّنَ طريقَ الهُدَى من طَرِيق الضَّلال . وقد هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدايةً وهِديةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدًى . وقال قتادة في قوله عز وجل : وأَما ثَمُودُ فهَدَيْناهُم ؛ أَي بَيَّنَّا لهم طَرِيقَ الهُدى وطريق الضلالة فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضلالة على الهُدَى . الليث : لغة أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك . وقوله تعالى : أَوَلم يَهْدِ لهم ؛ قال أَبو عمرو بن العلاء : أَوَلم يُبَيِّنْ لهم . وفي الحديث : أَنه ، قال لعليّ سَلِ اللهَ الهُدَى ، وفي رواية : قل اللهم اهْدِني وسَدِّدْني واذكر بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك السَّهْمَ ؛ والمعنى إِذا سأَلتَ الله الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ الطَّريق وسَلِ الله الاستقامة فيه كما تتَحَرَّاه في سُلوك الطريق ، لأَنَّ سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ ولا يُفارِقُها خوفاً من الضلال ، وكذلك الرَّامِي إِذا رَمَى شيئاً سَدَّد السَّهم نحوه ليُصِيبه ، فأَخْطِر ذلك بقلبك ليكون ما تَنْويه مِنَ الدُّعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي . وقوله عز وجل : الذي أَعْطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدَى ؛ معناه خَلَق كلَّ شيء على الهيئة التي بها يُنْتَفَعُ والتي هي أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه لمَعِيشته ، وقيل : ثم هَداه لموضعِ ما يكون منه الولد ، والأَوَّل أَبين وأَوضح ، وقد هُدِيَ فاهْتَدَى . الزجاج في قوله تعالى : قُلِ اللهُ يَهْدِي للحقِّ ؛ يقال : هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الحق بمعنًى واحد ، لأَنَّ هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين ، والحقُّ يَتَعَدَّى بحرف جر ، المعنى : قل الله يهدي مَن يشاء للحق . وفي الحديث : سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين المَهْدِيّينَ ؛ المَهْدِيُّ : الذي قد هَداه الله إِلى الحق ، وقد اسْتُعْمِل في الأَسماء حتى صار كالأَسماء الغالبة ، وبه سُمي المهْدِيُّ الذي بَشَّر به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه يجيء في آخر الزمان ، ويريد بالخلفاء المهديين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً ، رضوان الله عليهم ، وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم ، وقد تَهَدَّى إِلى الشيء واهْتَدَى . وقوله تعالى : ويَزِيدُ الله الذين اهْتَدَوْا هُدًى ؛ قيل : بالناسخ والمنسوخ ، وقيل : بأَن يَجْعَلَ جزاءهم أَن يزيدهم في يقينهم هُدًى كما أَضَلَّ الفاسِق بفسقه ، ووضع الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتداء . وقوله تعالى : وإِني لَغَفّار لمن تابَ وآمَنَ وعَمِل صالحاً ثمَّ اهْتَدَى ؛ قال الزجاج : تابَ مِنْ ذنبه وآمن برَبِّهِ ثم اهْتدى أَي أَقامَ على الإِيمان ، وهَدَى واهْتَدَى بمعنى . وقوله تعالى : إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ؛ قال الفراء : يريد لا يَهْتدِي . وقوله تعالى : أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى ، بالتقاء الساكنين فيمن قرأَ به ، فإِن ابن جني ، قال : لا يخلو من أَحد أَمرين : إِما أَن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من يَهْتَدِي مختلسة الحركة ، وإِما أَن تكون الدال مشدَّدة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إِليها أَو مكسورة لسكونها وسكون الدال الأُولى ، قال الفراء : معنى قوله تعالى : أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى ؛ يقول : يَعْبُدون ما لا يَقْدِر أَن يَنتقل عن مكانه إِلا أَن يَنْقُلُوه ، قال الزجاج : وقرئ أَمْ مَن لا يَهْدْي ، بإسكان الهاء والدال ، قال : وهي قراءة شاذة وهي مروية ، قال : وقرأَ أَبو عمرو أَمْ مَن لا يَهَدِّي ، بفتح الهاء ، والأَصل لا يَهْتَدِي . وقرأَ عاصم : أم مَنْ لا يَهِدِّي ، بكسر الهاء ، بمعنى يَهْتَدِي أَيضاً ، ومن قرأَ أَمْ من لا يَهْدِي خفيفة ، فمعناه يَهْتَدِي أَيضاً . يقال : هَدَيْتُه فَهَدَى أَي اهْتَدَى ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ تَهتدِي أَحْوَى طِمِرّْ فقد يجوز أَن يريد تهتدي بأَحوى ، ثم حذف الحرف وأَوصل الفعل ، وقد يجوز أَن يكون معنى تهتدي هنا تَطْلُب أَن يَهْدِيها ، كما حكاه سيبويه من قولهم اخْتَرَجْتُه في معنى استخرجته أَي طلبت منه أَن يَخْرُج . وقال بعضهم : هداه اللهُ الطريقَ ، وهي لغة أَهل الحجاز ، وهَداه للطَّريقِ وإِلى الطريقِ هِدايةً وهَداه يَهْدِيه هِدايةً إِذا دَلَّه على الطريق . وهَدَيْتُه الطَّريقَ والبيتَ هِداية أَي عرَّفته ، لغة أَهل الحجاز ، وغيرهم يقول : هديته إِلى الطريق وإِلى الدار ؛ حكاها الأَخفش . قال ابن بري : يقال هديته الطريق بمعنى عرّفته فيُعَدَّى إلى مفعولين ، ويقال : هديته إِلى الطريق وللطريق على معنى أَرشَدْته إِليها فيُعدَّى بحرف الجر كأَرْشَدْتُ ، قال : ويقال : هَدَيْتُ له الطريقَ على معنى بَيَّنْتُ له الطريق ، وعليه قوله سبحانه وتعالى : أَوَلمْ يَهْدِ لهم ، وهَدَيْناه النَّجْدَيْن ، وفيه : اهْدِنا الصِّراطَ المستقيم ، معنى طَلَب الهُدَى منه تعالى ، وقد هَداهُم أَنهم قد رَغِبُوا منه تعالى التثبيت على الهدى ، وفيه : وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القَوْل وهُدُوا إِلى صِراطِ الحَميد ، وفيه : وإِنك لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم . وأَمّا هَدَيْتُ العَرُوس إِلى زوجها فلا بدّ فيه من اللام لأَنه بمعنى زَفَفْتها إِليه ، وأَمَّا أَهْدَيْتُ إِلى البيت هَدْياً فلا يكون إِلا بالأَلف لأَنه بمعنى أَرْسَلْتُ فلذلك جاء على أَفْعَلْتُ . وفي حديث محمد بن كعب : بلغني أَن عبد الله بن أَبي سَلِيط ، قال لعبد الرحمن بن زَيْدِ بن حارِثةَ ، وقد أَخَّر صلاة الظهر : أَكانوا يُصَلُّون هذه الصلاة السَّاعةَ ؟، قال : لا واللهِ ، فَما هَدَى مِمّا رَجَعَ أَي فما بَيِّنَ وما جاء بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب ، إِنما ، قال لا واللهِ وسَكَتَ ، والمَرْجُوعُ الجواب فلم يجيءْ بجواب فيه بيان ولا حجة لما فعل من تأْخير الصلاة . وهَدَى : بمعنى بيَّنَ في لغة أَهل الغَوْر ، يقولون : هَدَيْتُ لك بمعنى بَيَّنْتُ لك . ويقال بلغتهم نزلت : أَوَلم يَهْدِ لهم . وحكى ابن الأَعرابي : رَجُل هَدُوٌّ على مثال عدُوٍّ ، كأَنه من الهِداية ، ولم يَحكها يعقوب في الأَلفاظ التي حصرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ . وهَدَيْت الضالَّةَ هِدايةً . والهُدى : النَّهارُ ؛ قال ابن مقبل : حتى اسْتَبَنْتُ الهُدى ، والبِيدُ هاجِمةٌ يخْشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً ، أَو يُصَلِّينا والهُدى : إِخراج شيء إِلى شيء . والهُدى أَيضاً : الطاعةُ والوَرَعُ . والهُدى : الهادي في قوله عز وجل : أَو أَجِدُ على النارِ هُدًى ؛ والطريقُ يسمَّى هُدًى ؛ ومنه قول الشماخ : قد وكَّلْتْ بالهُدى إِنسانَ ساهِمةٍ ، كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ وفلان لا يَهْدي الطريقَ ولا يَهْتَدي ولا يَهَدِّي ولا يَهِدِّي ، وذهب على هِدْيَتِه أَي على قَصْده في الكلام وغيره . وخذ في هِدْيَتِك أَي فيما كنت فيه من الحديث والعَمَل ولا تَعْدِل عنه . الأَزهري : أَبو زيد في باب الهاء والقاف : يقال للرجل إِذا حَدَّث بحديث ثم عَدل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره : خذ على هِدْيَتِك ، بالكسر ، وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه ، وقال : كذا أَخبرني أَبو بكر عن شمر ، وقيده في كتابه المسموع من شمر : خذ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه ، بالقاف . ونَظَرَ فلان هِدْيةَ أَمرِه أَي جِهةَ أَمرِه . وضلَّ هِدْيَتَه وهُدْيَتَه أَي لوَجْهِه ؛ قال عمرو بن أَحمر الباهليّ : نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه ، لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَي ترَك وجهَه الذي كان يُرِيدُه وسقَط لما أَنْ صَرَعْتُه ، وضلَّ الموضعَ الذي كان يَقْصِدُ له برَوْقِه من الدَّهَش . ويقال : فلان يَذْهَب على هِدْيَتِه أِي على قَصْدِه . ويقال : هَدَيْتُ أَي قصدْتُ . وهو على مُهَيْدِيَتِه أَي حاله ؛ حكاها ثعلب ، ولا مكبر لها . ولك هُدَيّا هذه الفَعْلةِ أَي مِثلُها ، ولك عندي هُدَيَّاها أَي مثلُها . ورمى بسهم ثم رمى بآخرَ هُدَيَّاهُ أَي مثلِه أَو قَصْدَه . ابن شميل : اسْتَبَقَ رجلان فلما سبق أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فقال له المَسْبُوق : لم تَسْبِقْني فقال السابقُ : فأَنت على هُدَيَّاها أَي أُعاوِدُك ثانيةً وأَنت على بُدْأَتِكَ أَي أُعاوِدك ؛ وتبالحا : وتَجاحَدا ، وقال : فَعل به هُدَيَّاها أَي مِثلَها . وفلان يَهْدي هَدْيَ فلان : يفعل مثل فعله ويَسِير سِيرَته . وفي الحديث : واهْدُوا بهَدْي عَمَّارٍ أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه . وما أَحسن هَدْيَه أَي سَمْتَه وسكونه . وفلان حسَنُ الهَدْي والهِدْيةِ أَي الطريقة والسِّيرة . وما أَحْسَنَ هِدْيَتَهُ وهَدْيَه أَيضاً ، بالفتح ، أَي سِيرَته ، والجمع هَدْيٌ مثل تَمْرة وتَمْرٍ . وما أَشبه هَدْيَه بهَدْي فلان أَي سَمْتَه . أَبو عدنان : فلان حَسَنُ الهَدْي وهو حُسْنُ المذهب في أُموره كلها ؛ وقال زيادةُ بن زيد العدوي : ويُخْبِرُني عن غائبِ المَرْءِ هَدْيُه ، كفى الهَدْيُ عما غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا وهَدى هَدْيَ فلان أَي سارَ سَيْره . الفراء : يقال ليس لهذا الأَمر هِدْيةٌ ولا قِبْلةٌ ولا دِبْرةٌ ولا وِجْهةٌ . وفي حديث عبد الله بن مسعود : إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية والطريقة والنحو والهيئة ، وفي حديثه الآخر : كنا نَنْظُر إِلى هَدْيهِ ودَلِّه ؛ أَبو عبيد : وأَحدهما قريب المعنى من الآخر ؛ وقال عِمْرانُ بنِ حطَّانَ : وما كُنتُ في هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ ، وما كُنْتُ في مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ (* قوله « في مخزته » الذي في التهذيب : من مخزاته .) وفي الحديث : الهَدْيُ الصالح والسَّمْتُ الصالِحُ جزء من خمسة وعشرين جُزءاً من النبوَّة ؛ ابن الأَثير : الهَدْيُ السِّيرةُ والهَيْئة والطريقة ، ومعنى الحديث أَن هذه الحالَ من شمائل الأَنبياء من جملة خصالهم وأَنها جُزْء معلوم من أَجْزاء أَفْعالهم ، وليس المعنى أَن النبوّة تتجزأ ، ولا أَنَ من جمع هذه الخِلال كان فيه جزء من النُّبُوّة ، فإِن النبوّةَ غير مُكْتَسبة ولا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب ، وإِنما هي كرامةٌ من الله تعالى ، ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ما جاءت به النبوّة ودعت إِليه ، وتَخْصيصُ هذا العدد ما يستأْثر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بمعرفته . وكلُّ متقدِّم هادٍ . والهادي : العُنُقُ لتقدّمه ؛ قال المفضل النُّكْري : جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابي ، وهادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ والجمع هَوادٍ . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه بَعَثَ إِلى ضُباعةَ وذَبَحت شاةً فطَلَب منها فقالت ما بَقِيَ منها إِلا الرَّقَبَةُ فبَعَثَ إِليها أَن أَرْسِلي بها فإِنها هادِةُ الشايةِ . والهادِيةُ والهادي : العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم على البدَن ولأَنها تَهْدي الجَسَد . الأَصمعي : الهادِيةُ من كل شيء أَوَّلُه وما تقَدَّمَ منه ، ولهذا قيل : أَقْبَلَتْ هَوادي الخيلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها . وفي الحديث : طَلَعَتْ هَوادي الخيل يعني أَوائِلَها . وهَوادي الليل : أَوائله لتقدمها كتقدُّم الأَعناق ؛ قال سُكَيْن بن نَضْرةَ البَجَليّ : دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عنه وقد بَدَتْ هَوادي ظَلامِ الليلِ ، فالظُّلُّ غامِرُهُ وهوادي الخيل : أَعْناقُها لأَنها أَولُ شيء من أَجْسادِها ، وقد تكون الهوادي أَولَ رَعيل يَطْلُع منها لأَنها المُتَقَدِّمة . ويقال : قد هَدَت تَهْدي إِذا تَقَدَّمتْ ؛ وقال عَبيد يذكر الخيل : وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً ، تَهْدي أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي يَتَقَدَّمُهن ؛ وقال الأَعشى وذكر عَشاه وأَنَّ عَصاه تَهْدِيه : إِذا كان هادي الفَتى في البلا دِ ، صَدْرَ القَناةِ ، أَطاع الأَمِيرا وقد يكون إِنما سَمَّى العَصا هادِياً لأَنه يُمْسِكها فهي تَهْديه تتقدَّمه ، وقد يكون من الهِدايةِ لأَنها تَدُلُّه على الطريق ، وكذلك الدليلُ يسمى هادِياً لأَنه يَتَقَدَّم القومَ ويتبعونه ، ويكون أَن يَهْدِيَهم للطريقِ . وهادِياتُ الوَحْشِ : أَوائلُها ، وهي هَوادِيها . والهادِيةُ : المتقدِّمة من الإِبل . والهادِي : الدليل لأَنه يَقْدُمُ القومَ . وهَداه أَي تَقَدَّمه ؛ قال طرفة : لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ به ، حيثُ تَهْدي ساقَه قَدَمُهْ وهادي السهمِ : نَصْلُه ؛ وقول امرئ القيس : كأَنَّ دِماء الهادِياتِ بنَحْرِه عُصارة حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ يعني به أَوائلَ الوَحْشِ . ويقال : هو يُهادِيه الشِّعرَ ، وهاداني فلان الشِّعرَ وهادَيْتُه أَي هاجاني وهاجَيْتُه . والهَدِيَّةُ : ما أَتْحَفْتَ به ، يقال : أَهْدَيْتُ له وإِليه . وفي التنزيل العزيز : وإِني مُرْسِلة إِليهم بهَدِيَّةٍ ؛ قال الزجاج : جاء في التفسير أَنها أَهْدَتْ إِلى سُلَيْمَانَ لَبِنة ذهب ، وقيل : لَبِنَ ذهب في حرير ، فأَمر سليمان ، عليه السلام ، بلَبِنة الذهب فطُرحت تحت الدوابِّ حيث تَبولُ عليها وتَرُوت ، فصَغُر في أَعينهم ما جاؤُوا به ، وقد ذكر أَن الهدية كانت غير هذا ، إِلا أَن قول سليمان : أَتُمِدُّونَنِي بمال ؟ يدل على أَن الهدية كانت مالاً . والتَّهادِي : أَن يُهْدي بعضُهم إِلى بعض . وفي الحديث : تَهادُوا تَحابُّوا ، والجمع هَدايا وهَداوَى ، وهي لغة أَهل المدينة ، وهَداوِي وهَداوٍ ؛ الأَخيرة عن ثعلب ، أَما هَدايا فعلى القياس أَصلها هَدائي ، ثم كُرهت الضمة على الياء فأُسكنت فقيل هَدائىْ ، ثم قلبت الياء أَلفاً استخفافاً لمكان الجمع فقيل هَداءا ، كما أَبدلوها في مَدارَى ولا حرف علة هناك إِلا الياء ، ثم كرهوا همزة بين أَلفين لأَن الهمزة بمنزلة الأَلف ، إِذ ليس حرف أَقرب إِليها منها ، فصوروها ثلاث همزات فأَبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ولأَنه ليس حرف بعد الأَلف أَقرب إِلى الهمزة من الياء ، ولا سبيل إِلى الأَلف لاجتماع ثلاث أَلفات فلزمت الياء بدلاً ، ومن ، قال هَداوَى أَبدل الهمزة واواً لأَنهم قد يبدلونها منها كثيراً كبُوس وأُومِن ؛ هذا كله مذهب سيبويه ، قال ابن سيده : وزِدْته أَنا إيضاحاً ، وأَما هَداوي فنادر ، وأَما هَداوٍ فعلى أَنهم حذفوا الياء من هَداوي حذفاً ثم عوض منها التنوين . أَبو زيد : الهَداوي لغة عُلْيا مَعَدٍّ ، وسُفْلاها الهَدايا . ويقال : أَهْدَى وهَدَّى بمعنًى ومنه : أَقولُ لها هَدِّي ولا تَذْخَري لَحْمي (* قوله « أقول لها إلخ » صدره كما في الاساس : لقد علمت أم الاديبر أنني ) وأَهْدَى الهَدِيَّةَ إِهْداءً وهَدّاها . والمِهْدى ، بالقصر وكسر الميم : الإِناء الذي يُهْدَى فيه مثل الطَّبَقِ ونحوه ؛ قال : مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًى حِينَ تَنْسُبُه ، فُقَيْرةٌ أَو قَبيحُ العَضْدِ مَكْسُورُ ولا يقال للطَّبَقِ مِهْدًى إِلاَّ وفيه ما يُهْدَى . وامرأَة مِهْداءٌ ، بالمد ، إِذا كانت تُهْدي لجاراتها . وفي المحكم : إِذا كانت كثيرة الإِهْداء ؛ قال الكميت : وإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْـ لِ ، وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِيرا (* قوله « اغبررن » كذا في الأصل والمحكم هنا ، ووقع في مادة ع ف ر : اعتررن خطأ .) وكذلك الرجل مِهْداءٌ : من عادته أَن يُهْدِيَ . وفي الحديث : مَنْ هَدَى زُقاقاً كان له مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ ؛ هو من هِدايةِ الطريقِ أَي من عَرَّف ضالاًّ أَو ضَرِيراً طَرِيقَه ، ويروى بتشديد الدال إما للمبالغة من الهِداية ، أَو من الهَدِيَّةِ أَي من تصدَّق بزُقاق من النخل ، وهو السِّكَّةُ والصَّفُّ من أَشجاره ، والهِداءُ : أَن تجيءَ هذه بطعامِها وهذه بطعامها فتأْكُلا في موضع واحد . والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ : العَرُوس ؛ قال أَبو ذؤيب : برَقْمٍ ووَشْيٍ كما نَمْنَمَتْ بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ والهِداء : مصدر قولك هَدَى العَرُوسَ . وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها هِداء وأَهْداها واهْتَداها ؛ الأَخيرة عن أَبي علي ؛ وأَنشد : كذَبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لا تَهْتَدُونَها وقد هُدِيَتْ إِليه ؛ قال زهير : فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ ، فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء ابن بُزُرْج : واهْتَدَى الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِليه وضَمَّها ، وهي مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أَيضاً ، على فَعِيلٍ ؛ وأَنشد ابن بري : أَلا يا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيّ ، كرَجْعِ الوَشْمِ في كَفِّ الهَدِيّ والهَدِيُّ : الأَسيرُ ؛ قال المتلمس يذكر طَرفة ومَقْتل عَمرو بن هِند إِياه : كطُرَيْفةَ بنِ العَبْدِ كان هَدِيَّهُمْ ، ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّد ؟
قال : وأَظن المرأَة إِنما سميت هَدِيًّا لأَنها كالأَسِير عند زوجها ؛ ، قال الشاعر : كرجع الوشم في كف الهدي ؟
قال : ويجوز أَن يكون سميت هَدِيًّا لأَنها تُهْدَى إِلى زوجها ، فهي هَدِيٌّ ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول . والهَدْيُ : ما أُهْدِيَ إِلى مكة من النَّعَم . وفي التنزيل العزيز : حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه ، وقرئ : حتى يبلغ الهَدِيُّ مَحِلَّه ، بالتخفيف والتشديد ، الواحدة هَدْيةٌ وهَدِيَّةٌ ؛ قال ابن بري : الذي قرأَه بالتشديد الأَعرج وشاهده قول الفرزدق : حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى ، وأَعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ وشاهد الهَدِيَّةِ قولُ ساعدةَ بن جُؤَيَّة : إني وأَيْدِيهم وكلّ هَدِيَّة مما تَثِجُّ له تَرائِبُ تَثْعَبُ وقال ثعلب : الهَدْيُ ، بالتخفيف ، لغة أَهل الحجاز ، والهَدِيُّ ، بالتثقيل على فَعِيل ، لغة بني تميم وسُفْلى قيس ، وقد قرئ بالوجهين جميعاً : حتى يَبْلُغَ الهَدي محله . ويقال : مالي هَدْيٌ إِن كان كذا ، وهي يمين . وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلى بيت اللهِ إِهْداء . وعليه هَدْيةٌ أَي بَدَنة . الليث وغيره : ما يُهْدى إِلى مكة من النَّعَم وغيره من مال أَو متاعٍ فهو هَدْيٌ وهَدِيٌّ ، والعرب تسمي الإِبل هَدِيًّا ، ويقولون : كم هَدِيُّ بني فلان ؛ يعنون الإِبل ، سميت هَدِيّاً لأنها تُهْدَى إِلى البيت . غيره : وفي حديث طَهْفةَ في صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِيُّ ومات الوَديُّ ؛ الهَدِيُّ ، بالتشديد : كالهَدْي بالتخفيف ، وهو ما يُهْدى إِلى البَيْتِ الحَرام من النعم لتُنْحَر فأُطلق على جميع الإِبل وإِن لم تكن هَدِيّاً تسمية للشيء ببعضه ، أَراد هَلَكَتِ الإِبل ويَبِسَتِ النَّخِيل . وفي حديث الجمعة : فكأَنَّما أَهْدى دَجاجةً وكأَنما أَهْدى بَيْضةً ؛ الدَّجاجةُ والبَيضةُ ليستا من الهَدْيِ وإِنما هو من الإِبل والبقر ، وفي الغنم خلاف ، فهو محمول على حكم ما تُقدَّمه من الكلام ، لأَنه لما ، قال أَهْدى بدنةً وأَهْدى بقرةً وشاة أَتْبَعه بالدَّجاجة والبيضة ، كما تقول أَكلت طَعاماً وشَراباً والأَكل يختص بالطعام دون الشراب ؛ ومثله قول الشاعر : مُتَقَلِّداً سَيفاً ورُمْحاً والتَّقَلُّدُ بالسيف دون الرمح . وفلانٌ هَدْيُ بني فلان وهَدِيُّهمْ أَي جارُهم يَحرم عليهم منه ما يَحْرُم من الهَدْي ، وقيل : الهَدْيُ والهَدِيُّ الرجل ذو الحرمة يأْتي القوم يَسْتَجِير بهم أَو يأْخذ منهم عَهْداً ، فهو ، ما لم يُجَرْ أَو يأْخذِ العهدَ ، هَدِيٌّ ، فإِذا أَخَذ العهدَ منهم فهو حينئذ جارٌ لهم ؛ قال زهير : فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هِدِيّاً ، ولمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ وقال الأَصمعي في تفسير هذا البيت : هو الرَّجل الذي له حُرمة كحُرمة هَدِيِّ البيت ، ويُسْتَباء : من البَواء أَي القَوَدِ أَي أَتاهم يَسْتَجير بهم فقَتلُوه برجل منهم ؛ وقال غيره في قِرْواشٍ : هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِنْ أَبِيكُمُ ، أَبَرُّ وأُوْفى بالجِوارِ وأَحْمَدُ ورجل هِدانٌ وهِداءٌ : للثَّقِيل الوَخْمِ ؛ قال الأَصمعي : لا أَدري أَيّهما سمعت أَكثر ؛ قال الراعي : هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ يَرى المَجْدَ أَن يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا (* قوله « خلاء » ضبط في الأصل والتهذيب بكسر الخاء .) ابن سيده : الهِداء الرجل الضعيف البَليد . والهَدْيُ : السُّكون ؛ قال الأَخطل : وما هَدى هَدْيَ مَهْزُومٍ وما نَكَلا يقول : لم يُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم ولكن على سكون وهَدْيٍ حَسَنٍ . والتَّهادي : مَشْيُ النِّساء والإِبل الثِّقال ، وهو مشي في تَمايُل وسكون . وجاء فلان يُهادَى بين اثنين إِذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتَمايُله . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خرج في مرضه الذي مات فيه يُهادى بين رَجُلَيْن ؛ أَبو عبيد : معناه أَنه كان يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضَعْفِه وتَمايُلِه ، وكذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو يُهاديه ؛ قال ذو الرمة : يُهادينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً ، كَلِيلةَ جَحْمِ الكَعْبِ رَيَّا المُخَلْخَلِ وإِذا فَعلت ذلك المرأَة وتَمايَلَتْ في مِشْيتها من غير أَن يُماشِيها أَحد قيل : تَهادى ؛ قال الأَعشى : إِذا ما تأَتَّى تُريدُ القِيام ، تَهادى كما قد رأَيتَ البَهِيرا وجئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليلِ ، وهَدِيٍّ لغة في هَدْءٍ ؛ الأَخيرة عن ثعلب . والهادي : الراكِسُ ، وهو الثَّوْرُ في وسط البَيْدَر يَدُور عليه الثِّيرانُ في الدِّراسة ؛ وقول أَبي ذؤيب : فما فَضْلةٌ من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهادِيةِ الضَّحْلِ أَراد بهادِيةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ ، وهي الصخرة المَلْساء . والهادِيةُ : الصخرة النابتةُ في الماء . "