لا تُحَبِّذْني تَحْبِيذاً أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان وقال الصَّغانيُّ عن الفرَّاءِ : أَي لا تَقُلْ لي : حَبَّذَا هكذا رواه وهو من الأَلفاظ المُولَّدةِ المَنحوتة من قولهم : حَبَّذَا في المدح ولا حَبَّذَا في الذمّ وفي زيادَةِ مِثْله على الصحاح نَظرٌ قال شيخنا : ثم ظاهر كلامه بل صَريحه أَنها لا تُستعمل إِلاَّ في النهْيِ لأَنه جاءَ بالفعل مَقروناً بلا النهاية وفسَّرها بقوله لا تَقُلْ لي حَبَّذا والصواب أَن الذي استعملوها استعملوها بغير نهي فقالوا : حَبَّذَهُ يُحَبِّذه تَحبِيذاً : قال له حَبَّذَا ولا تُحَبِّذْ : لا تَقُلْ ذلك وهو لفظٌ مَنحوتٌ من لفظِ حبَّذا المُركَّب من حَبَّ وذَا وإِلاّ لكان آخِرُه حَرْفَ عِلَّة كما لا يخفَى وهذا إِنما قاله بعضُ النحويّين وليس من اللغة في شيْءٍ فلذلك لم يَذكره الجوهريُّ وغيرُه من أَئمة اللغة انتهى