خَرَفَ الثِّمَارَ يَخْرُفُها خَرْفاً بالفضتْحِ ومَخْرَفاً كمَقْعَدٍ وخَرَافاً ويُكْسَرُ : جَنَاهُ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : جَنَاهَا وفي المُحْكَمِ : خَرَفَ النَّخْلَ يَخْرُفُهُ خَرْفاً وخَرَافاً : صَرَمَهُ واجْتَنَاهُ كاخْتَرَفَهُ وقال أَبو حَنِيفَةَ : الاخْتِرَافُ : لَقْطُ النَّخْلِ بُسْراً كان أَو رُطَبَا . وقال شَمِرٌ خَرَفَ فُلاناً يَخْرُفُه خَرْفاً : لَقَطَ له التَّمْرَ هكذا بفَتْحِ التَّاءِ وسُكُونِ المِيمِ وفي بَعْضِ الأُصُولِ الثَمَرَ بالمُثَلَّثَةِ مُحَرَّكَةً
والمَخْرَفَةُ كمَرْحَلَةٍ : الْبُسْتَانُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقَيَّدَهُ بعضُهُم مِن النَّخْلِ . وقال شَمِرٌ : المَخْرَفَةُ : سِكَّةٌ بيْن صَفَّيْنِ مِن نَخْلٍ يَخْتَرِفُ الْمُخْتَرِفُ مِن أَيِّهِمَا شَاءَ أَي يَجْتَنِي وبهٌ فُسِّرَ حديثُ ثَوْبانَ رَضِيَ اللهث عنه رَفَعَهُ : عَائِدُ المَرِيضِ علَى مَخْرَفَةِ الجَنَّةِ ويُرْوَى : مَخَارِفِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ أَي : أَنَّ العائدَ فيما يَحُوزُهُ مِن الثَّوَابِ كأَنَّهُ على نَخْلِ الجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمارَهَا قَالَهُ ابنُ الأَثِيرِ
قلتُ : وقد رُوِيَ أَيضاً عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه رَفَعَهُ : مَنْ عَادَ مَرِيضاً إِيمَاناً باللهِ ورَسُولِهِ وتَصْدِيقاً لِكِتَابِهِ كأَنَّمَا كان قَاعِداً في خِرَافِ الجَنَّةِ وفي رِوَايَةٍ أُخْرَى : عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ في الجَنَّةِ أَيك مَخْزُوفٌ مِن ثِمَارِهَا وفي أُخْرَى : علَى خُرْفَةِ الجَنَّةِ
والمَخْرَفَةُ : الطَّرِيقُ اللاَّحِبُ الوَاضِحُ ومنه قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه : تَرَكْتُكُمْ عَلَى مثل مَخْرَفَةِ النَّعَمِ فَاتَّبَعُوا ولا تَبْتَدِعُوا . قال الأَصْمَعِيُّ : أَراد تَرَكْتُكُمْ علَى مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ كالجَادَّةِ التي كَدَّتْهَا النَّعَمُ بأَخْفَافِها حتى وَضَحَتْ واسْتَبَانَتْ وبه أَيضاً فَسَّرَ بعضُهم الحديثَ المُتَقَدِّم والمَعْنَى : عَائِدُ المَرِيضِ علَى طَرِيقِ الجَنَّةِ أَي : يُؤَدِّيهِ ذلك إِلى طُرُقِها كالمَخْرَفِ كمَقْعَدٍ فِيهِمَا أَي : في سِكَّةِ النَّخْلِ والطَّرِيقِ
فمِن الأَوَّل حديثُ أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عنه لمَّا أَعْطَاهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ سَلَبَ القَتِيلِ قال : فبِعْتُهُ فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً فهو أَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُه في الإِسْلامِ ورِوَايَةُ المُوَطَّأ : فإِنَّه لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ ويُرْوَى : اعْتَقَدْتُهُ أَي اتَّخَذْتُ منه عُقْدَةً كما في الرَّوْضِ قال : ومَعْنَاه : البُسْتَانُ مِن النَّخْلِ هكذا فَسَّرُوهُ وفَسَّره الحَرْبِيُّ وأَجَادَ في تَفْسِيرِه فقال : المَخْرَفُ : نَخْلَةٌ واحدةٌ أَو نَخَلاتٌ يَسِيرَةٌ إِلى عَشَرَة فما فَوْقَ ذلك فهو بُسْتَانق أَو حَدِيقَةٌ قال : ويُقَوِّي هذا القَوْلَ ما قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ مِن أَنَّ المَخْرَفَ مِثْلُ المَخْرُوفَةِ وهي النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرجلُ لِنَفْسِه وعِيَالِهِ وأَنْشِدَ :
" مِثل المَخَارِفِ مِن جَيْلاَنَ أَو هَجَرَا وفي اللِّسَانِ : المَخْرَفُ : القطعةُ الصّغِيرَةُ مِن النَّخْلِ سِتٌّ أَو سَبْعٌ يَشْتَرِيها الرَّجُلُ للخُرْفَةِ وقيل : هي جَمَاعَةُ النَّخْلِ مَا بَلَغَتْ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : المَخْرَفُ : الْحَائِطُ مِن النَّخْلِن وبه فُسِّرَ أَيضاً حديثُ أَبي طَلْحَةَ : إِنَّ لِي مَخْرَفاً وإِنِّي قد جَعَلْتُه صَدَقَةً فقال صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : اجْعَلْهُ في فُقَرَاءِ قَوْمِكَ
وقال أَبو عُبَيْدٍ في تَفْسِيرِحدِيثِ : عَائِد الْمَرِيضِ ما نَصُّهُ : قال الأَصْمَعِيُّ : المَخَارِفُ : جَمْعُ مَخْرَفٍ كمَقْعَدٍ وهو جَنَى النَّخْلِ وإِنَّمَا سُمِّيَ مَخْرَفاً لأَنَّه يُخْرَفُ منه أَي : يُجْتَنَى
وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ فيما رَدَّ علَى أَبي عُبَيْدٍ : لا يكونُ المَخْرَفُ جَنَى النَّخْلِ وإِنَّمَا المَخْرَفُ النَّخْلُ قال : ومَعْنَى الحديثِ : عَائِدُ المَرِيضِ في بَسَاتِينِ الجَنَّةِ . قال ابنُ الأَنْبَارِيِّ : بل هو المُخْطِىءُ لأَنَّ المَخْرَفَ يَقَعُ علَى النَّخْلِ وعلَى المَخْرُوفِ مِن النَّخْلِ كما يَقَعُ المَشْرَفُ علَى الشُّرْبِ والمَوْضِعِ والمَشْرُوبِ وكذلِكَ المَطْعَمُ والمَرْكَبُ يَقَعَان علَى الطَّعَامِ المَأْكُولِ وعلَى المَرْكوبِ فإِذَا جازَ ذلك جازَ أَنْ يَقَعَ المَخْرَفُ علَى الرُّطَبِ المَخْرُوفِ قال : ولا يَجْهَلُ هذا إِلاَّ قَلِيلُ التَّفْتِيشِ لِكَلامِ العَرَبِ قال الشاعرُ :
وأُعْرِضُ عَنْ مَطَاعِمَ قد أَرَاهَا ... تُعَرَّضُ لِي وفي الْبَطْنِ انْطِوَاءُ قال : وقَوْلُهُ : عَائِدُ المَرِيضِ علَى بَسَاتِينِ الجَنَّةِ لأَنَّ علَى لا تكونُ بِمَعْنَى في لا يَجُوزُ أَن يُقَالَ : الكيسُ عَلَى كُمِّي يُرِيدُ : في أَخَوَاتِهَا إِلاَّ بأَثَرٍ وما رَوَى لُغَوِيٌّ قَطُّ أَنَّهم يضَعُون علَى مَوْضِعَ في . انتهى ومِن المَخْرَفِ بمَعْنَى الطَّرِيقِ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ يَصِفُ رَجُلاً ضَرَبَهُ ضَرْبَةً :
فَأَجَزْتُهُ بِأَفْلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ ... نَهْجاً أَبَانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ ويُرْوَى : مِجْرَفِ كمِنْبَرٍ بالجِيم والرَّاءِ أَي : يَجْرُفُ كلَّ شَيْءٍ وهي رِوَايَةُ ابنُ حَبِيب وقد تقدَّم
وقال ثَعْلَبٌ : المَخَارِفُ : الطَّرِيقُ ولم يُعَيِّنْ أَيَّةَ الطُّرُقِ هي . والْمِخْرَفُ كمِنْبَرٍ : زِنْبِيلٌ صَغِيرٌ يُخْتَرَفُ فِيهِ مِن أَطايِبِ الرُّطَبِ هذا نَصُّ العُبَابِ وأَخْضَرُ منه عبارةُ الرَّوْضِ : الْمِخْرَفُ بكَسْرِ المِيمِ : الآلَةُ التي تُخْتَرَفُ بها الثِّمَارُ وأَخْضَرُ منه عِبَارَةُ الجَوْهَرِيِّ : الْمِخْرَفُ بالكَسْرِ : ما تُجْتَنَى فيه الثِّمَارُ ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : خَرَجُوا إِلَى المَخَارِفِ بالمَخَارِفِ أَي : إِلى البَسَاتِينِ بالزُّبُلِ
والخُرَفَةُ كهُمَزَةَ : ة بَيْنَ سِنْجَارَ ونَصِيبِيْنَ مِنْهَا : أبو العباس أَحمدُ بنُ الْمُبَارَكِ بنِ نَوْفَلٍ النَّصِيبِيُّ الخُرَفِيُّ المُقْرِىءُ وله تَصَانِيفُ مات في رجب سنة 664 ، ويُفْهَم مِن سِياقِ الحافظ في التَّبْصِيرِ أَنَّه بالضَّمِّ فالسُّكُونِ
والإِمامُ أَبو عليٍّ ضِياءُ ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي عليِّ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ الْخُرَيفِ كزُبَيْرٍ : مُحَدِّثٌ عن القاضي أَبي بكرٍ محمدِ بنِ عبدِ الباقِي بنِ محمدِ البَزَّار النَصْرِيِّ الأَنْصَارِيِّ وعنه الأَخَوان : النَّجِيبُ عبدُ اللطيف والعِزُّ عبدُ العزيز ابْنَا عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ وقد وَقَعَ لنا طَرِيقُهُ عَالِياً في كتابِ شَرَفِ أَصْحَابِ الحَدِيثِ للحافظ أَبي بكرٍ الخَطِيبِ
والْخَرُوفَةُ : النَّخْلَةُ يُخْرَفُ ثَمَرُها أَي : يُصْرَمُ فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ وقال أَبو حَنِيفَةَ : وكذلك الْخَرِيفَةُ : هي النَّخْلَةُ يَخْتَرِفُها الرَّجُلُ لنفسِه وعِيَالِهِ وفي العُبَابِ : نَخْلَةٌ تَأْخُذُهَا لِتَلْقُطَ رُطَبَهَا . قاله شَمِرٌ : وقيل : الخَرِيفَةُ : هي التي تُعْزَلُ للخَرْفَةِ جَمْعُهَا خَرَائِفُ أَو الْخَرَائِف : النَّخْلُ التي ونَصُّ الصِّحاحِ : اللاَّتِي تُخْرَصُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ
والخَرُوفُ كصَبُورٍ : وَلَدُ الحَمَلِ وقال اللَّيْثُ : هو الذَّكَرُ مِن أَوْلاَدِ الضَّأْنِ أَو إِذا رَعَى وقَوِيَ منه خَاصَّةً وهو دُونَ الجَذَعِ وهي خَرُوفَةٌ وقد خَالَفَ هنا قَاعِدَتَهُ وهو قَوْلُه : والأُنْثَى بهاءٍ فلْيُتَنَبَّه لذلك ج : أَخْرِفَةٌ في أَدْنَى العَدَدِ وخِرْفَانٌ بالكَسْرِ في الجَمِيعِ وإِنَّمَا اشْتِقَاقُهُ مِن أَنَّه يخْرُفُ مِن ههُنَا وههُنَا أَي : يَرْتَعُوقد يُرَادُ بالخِرْفَانِ : الصِّغارُ والجُهَّالُ كما يُرَادُ بالكِباشِ : الكِبَارُ والعُلَمَاءُ ومنه حديثُ المَسِيح عليه السَّلامُ : إِنَّمَا أَبْعَثُكُمْ كَالْكِبَاشِ تَلْتَقِطُونَ خِرْفَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ . والخَرُوفُ : مُهْرُ الْفَرَسِ إِلَى مُضِيِّ الْحَوْلِ نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ وأَنْشَدَ رَجُلٌ مِن بَلحَارِث بنِ كَعْبٍ يَصِفُ طَعْنَةً :
ومُسْتَنَّةٍ كَاسْتِنَانِ الْخَرُو ... فِ قد قَطَعَ الْحَبْلَ بِالْمِرْوَدِ
دَفُوعِ الأَصَابِع ضَرْحَ الشَّمُو ... سِ نَجْلاَءَ مؤْيِسَةِ الْعُوَّدِ مُسْتَنَّة : يعني طَعْنَةً فَارَ دَمُها واسْتَنَّ : أَي مَرَّ عَلَى وَجْهِه كما يَمْضِي المُهْرُ الأَرِنُ وبالمِرْوَدِ : أَي مَعَ المِرْوَدِ قال الجَوْهَرِيُّ : ولم يَعْرِفْهُ أَبو الغَوْثِ . أَو الخَرُوفُ : وَلَدُ الفَرَسِ إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَو سَبْعَةً حَكَاهُ الأَصْمَعِيُّ في كتابِ الفَرَسِ وأَنْشَدَ البَيْتَ المُتَقَدِّمَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ هذا البيتَ وقال : قِيل : الخَرُوفُ هنا : المُهْرُ وقال قَوْمٌ : الفَرَسُ يُسَمَّى خَرُوفاً
قلتُ : في اللِّسَانِ : الخَرُوفُ مِن الخَيْلِ : ما نُتِجَ في الخَرِيفِ وقال خَالِدُ بنُ جَبَلَةَ : ما رَعَى الخَرِيفَ . ثم قال السُّهَيْلِيُّ : ومَعْنَاهُ عندِي في هذا البيتِ : أَنَّه صِفَةٌ مِن خَرَفْتُ الثَّمْرَةَ إِذا جَنَيْتَها فالفَرَسُ خَرُوفٌ للشَّجَرِ والنَّبَاتِ لا تقول : إِنَّ الفَرَسَ يُسَمَّى خَرُوفاً في عُرْفِ اللُّغَةِ ولكنْ خَرُوفٌ في مَعْنَى أَكُولٍ لأَنَّه يَخْرُفُ أَي : يَأْكُلُ فهو صِفَةٌ لكلِّ مَن فَعَلَ ذلك الفِعْلَ مِن الدَّوَابِّ
والْخَارِفُ : حَافِظُ النَّخْلِ ومنه حديثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه رَفَعَهُ : أَيُّ الشَّجَرَةِ أَبْعَدُ مِنَ الْخَارِفِ ؟ قالوا : فَرْعُهَا قال : فَكَذَلِكَ الصَّفُّ الأَوَّلُ . وجَمْعُ الخَارِفِ : خُرَّافٌ ويُقَالُ : أَرْسَلُوا خُرّافَهم : أَي نُظَّارَهُمْ . وخَارِفٌ بِلاَ لاَمٍ : لَقَبُ مالِكِ ابنِ عبدِ اللهِ بن كَثِيرٍ أَبِي قَبيلَةٍ مِن هَمْدَانَ وفي اللِّسَانِ : خَارِف ويَامٌ وهما قَبِيلَتان وقد نُسِبَ إِليهما المِخْلاَفُ باليَمَنِ
والْخُرْفَةُ بِالضَّمِّ : المُخْتَرَفُ والْمُجْتَنَى مِن الثِّمَارِ والفَوَاكِهِ ومنه حديثُ أَبي عَمْرَةَ : النَّخْلَةُ خُرْفَةُ الصائِمِ : أَي ثَمَرَتُه التي يَأْكُلُهَا وفي حَدِيثٍ آخَرَ : في التَّمْرِ خُرْفَةُ الصَّائِمِ وتُحْفَةُ الكَبِيرِ ونَسَبَهُ للصَّائِمِ وتُحْفَةُ الكَبِيرِ ونَسَبَهُ للصَّائِمِ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ الإِفْطارُ عليه
كالخُرافَةِ ككُناسَةٍ وهو : ما خُرِفَ من النَّخْلُ . والخَرائِفُ : النَّخْلُ التي تُخْرَصُ وهذا قد تقدَّم للمُصَنِّف قَرِيباً فهو تَكْرَارٌ وأًسْبَقْنَا أَنَّه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ
والخَرِيفُ كأَمِيرٍ : أَحَدُ فُصُولِ السَّنَةِ الذي تُخْتَرَفُ فيه الثِّمَارُ قال اللَّيْثُ : هو ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ بيْن آخِرِ الْقَيْظِ وأَوَّل الشِّتَاءِ سُمِّيَ خَرِيفاً لأَنَّه تُخْتَرَفُ فيها الثِّمَارُ والنِّسْبَةُ إِليه خَرْفِيٌّ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ ويُحَرَّكُ كُلُّ ذلك على غيرِ قِيَاسٍ
والخَرِيفُ : الْمَطَرُ في ذلِك الْفَصْلِ والنِّسْبَةُ كالنِّسْبَةِ قال العَجَّاجُ :
" جَرَّ السَّحَابُ فَوْقَهُ الخَرْفِيُّ
" ومُرْدِفَاتُ المُزْنِ والصَّيْفِيُّ أَو هو أَوَّلُ الْمَطَرِ في أَوَّلِ الشِّتَاءِ وهو الذي يَأْتِي عندَ صِرَامِ النَّخْلِ ثم الذي يَلِيهِ الوَسْمِيُّ وهو عندَ دُخُولِ الشِّتَاءِ ثم يَلِيهِ الرَّبِيعُ ثم يَلِيهِ الصَّيْفُ ثم الحَمِيمُ قالَهُ الأَصْمَعِيُّ . وقال الغَنَوِيُّ : الخَرِيفُ : ما بَيْنَ طُلوعِ الشِّعْرَي إِلى غُرُوبِ العَرْقُوَتَيْنِ والغَوْرُ ورُكْبَةُ والحِجَازُ كُلُّه يُمْطَرُ بالخَرِيفِ ونَجْدٌ لا تُمْطَرُ فيهوقال أَبو زَيْدٍ : أَوَّلُ المَطَرِ الوَسْمِيُّ ثم الشَّتَوِيُّ ثم الخَرِيفُ ثم الحَمِيمُ ثم الخَرِيفُ ولذلك جُعِلَتِ السَّنَةُ سِتَّةَ أَزْمِنَةٍ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : ليس الخَرِيفُ في الأَصْلِ باسْمٍ لِلْفَصْلِ وإِنَّمَا هو اسْمُ مَطَرِ القَيْظِ ثم سُمِّيَ الزَّمَنُ به . ويُقَال : خُرِفْنَا مَجْهُولاً أَي : أَصَابَنَا ذلك الْمَطَرُ فنحن مَخْرُوفُونَ وكذا خَرِفَتِ الأَرْضُ خَرْفاً : إِذا أَصَابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ
وقال الأَصْمَعِيُّ : أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ : أَصَابَهَا خَرِيفُ المَطَرِ ومَرْبُوعَةٌ : أَصَابَها الرَّبِيعُ وهو المَطَرُ ومَصِيفَةٌ : أَصَابَهَا الصَّيْفُ . والخَرِيفُ : الرُّطَبُ الْمَجْنِيُّ فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُولٍ . وقال أَبو عمرٍ, : الخَرِيفُ : السَّاقِيَةُ
والْخَرِيفُ : السَّنَةُ والْعَامُ ومنه الحديثُ : فُقَرَاءُ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً . قال ابنُ الأَثِيرِ : هُوَ الزَّمَانُ المعرُوفُ في فُصُولِ السَّنَةِ ما بَيْنَ الصَّيْفِ والشِّتَاءِ ويُرِيدُ أَربعينَ سَنَةً لأَنَّ الخَرِيفَ لا يَكُونُ في السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً فإِذا انْقَضَى أَرْبعون خَرِيفاً فقد مَضَتْ أَربعونَ سَنَةً
ومنه الحديثُ الآخَرُ : إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَدْعُونَ مَالِكاً أَرْبعينَ خَرِيفاً . وفي حديثٍ آخَر : مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ خَرِيفٌ أَراد مَسَافَةً تُقْطَعُ مِن الخَرِيفِ إِلَى الخَرِيفِ وهو السَّنَةُ ثم إِنَّه ذكَر العامَ والسَّنَةَ وإِن كان أَحَدُهما يُغْنِي عن الآخَرِ إِشَارَةً إِلَى ما فيهما مِن الفَرْقِ الذي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الفِقْهِ مِن اللُّغَةِ الذي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الفِقْهِ مِن اللُّغَةِ وفَصَّلَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض وسَنذْكُره في مَوْضِعِه إِن شاءَ اللهُ تعالَى . وقَيْسُ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ علَى ما سَبَق له في ق ق س قَاقِيسُ بنُ صَعْصَعَةَ ابنش أَبي الْخَرِيفِ مُحَدِّثٌ رَوَى عن أَبِيهِ وأَضَافَ في إِسْنَادِ حَدِيثِه عَلَى ما أَسْلَفْنَا ذِكْرَه في السِّين فَراجِعْهُ
والخَرِيفَةُ كَسَفِينَةٍ : أَنْ يُحْفَرَ لِلْنَّخْلَةِ في البَطْحَاءِ وهي مَجْرَى السَّيْلِ الذِي فيه الْحَصَى حتى يُنْتَهَى إِلى الْكُدْيَةِ ثم يُحْشَى رَمْلاً وتُوضَعُ فيه النَّخْلَةُ كما في العُبَابِ . والْخَزْفَي كسَكْرَى : الْجُلَّبَانُ بتَشْدِيدِ الَّلامِ وتَخْفِيفُها غيرُ فَصِيحٍقال أَبو حَنيفَةَ : وهو اسْمٌ لِحَب م مَعْرُوف وهو مُعَرَّبٌ وأَصْلُهُ فَارِسيٌّ مِن القَطَانِيِّ وفَارِسِيَّتُه : خَرْبَا وخُلَّر نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وخُرَافَةُ كثُمَامَةٍ : رَجُلٌ مِن عُذْرَةَ كما في الصِّحاحِ أَو مِنْ جُهَيْنَةَ كما لابْنِ الكَلْبِي اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ واخْتَطَفَتْهُ ثم رَجَعَ إِلى قَوْمِهِ فَكَانَ يُحَدِّثُ بمَا رَأَى أَحادِيثَ يَعْجَبُ منها النَّاسُ فَكَذَبُوهُ فجَرَى على أَلْسُنِ النَّاسِ وقَالُوا : حَدِيثُ خُرَافة قال الجَوْهَرِيُّ : والرَّاءُ مُخَفَّفَةٌ ولا يَدْخُلُه الأَلفُ والَّلامُ لأَنَّه مَعْرِفَةٌ إِلاَّ أَنْ تُرِيدَ به الخُرَافَاتِ المَوْضُوعَةَ مِن حَدِثِ اللَّيْلِ أَو هي حَدِيثٌ مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ نَقَلَهُ اللَّيْثُ والذي ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ وابنُ الكَلْبِيِّ فقد اسْتَنْبَطَهُ الحَرْبِيُّ في غَرِيبِ الحديثِ من تَأْلِيفِهِ أَنَّ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالتْ : قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : حَدِّثِينِي قلتُ : مَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرَافَةَ ؟ قال : أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ . والْخَرَفُ مُحَرَّكَةً : الشِّيصُ مِن التَّمْرِ نَقَلَهُ أَبو عمرٍو . والخُرُفُ بِضَمَّتَيْنِ في قَوْلِ الْجَارُودِ بنِ المُنْذِرِ بنِ مُعَلَّى الأَزْدِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قالَ : قلتُ : يا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَلِمْتَ مَا يَكْفِينَا مِنَ الظَّهْرِ ذَودٌ نَأْتِي عَلَيْهِنَّ في خُرُف فنَسْتَمِتِعُ مِن ظُهُورِهِن . قال : ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ خَرَقُ النَّارِ أَرَادَ : في وَقْتِ خُرُوجِهِمْ هكذا نَصُّ العُبَابِ وفي النِّهايةِ : خُرُوجِهِنَّ إِلى الْخَرِيفِ
والخَرَافُ كسَحَابٍ ويُكْسَرُ : وَقْتُ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ كالحَصَادِ والحِصَادِ نَقَلَهُ الكِسَائِيُّ . وخَرَفَ الرَّجُلُ كنَصَرَ وفِرحَ وكَرُمَ وعلَى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان فهو خَرِفٌ ككَتِفٍك فَسَدَ عَقْلُهُ من الكِبَرِ كما في الصِّحاحِ والأُنْثَى خِرْفَةٌ وقال عبدُ اللهِ بن طَاوُس : العَالِمُ لا يَخْرَفُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي النَّجْمِ :
" أَتَيْتُ مِنْ عِنْدِ زِيَادٍ كَالْخَرِفْ
" تَخُطُّ رِجْلاَيَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ
" وتَكْتُبَانِ في الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ قال الصَّاغَانِيُّ : ورَواهُ بعضُهُم : تِكِتِّبان بالكَسراتِ وهي لُغَةٌ لِبَغْضِهِمْ وقال آخَرُ :
مَجْهَالُ رَأْدِ الضُّحَى حتى يُوَرِّعَها ... كما يَوَرِّعُ عن تَهْذائِهِ الخرِفَا وخَرِف الرَّجُلُ كَفَرِحَ : أَولِعَ بِأَكْلِ الْخُرْفَةِ بالضَّمِّ وهي جَنَى النَّخْلَةِ . وأَخْرَفَهُ الدَّهْرُ : أَفْسَدَهُ وأَخْرَفَ النَّخْلُ : حَان لَهُ أَنْ يُخْرَفَ أَي يُجْنَى كقولِك : أَحْصَدَ الزَّرْعُ ولو قال حَانَ خَرَافُهُ كان أَخْضَرَ
وأَخْرَفَتِ الشَّاةُ : وَلَدَتْ في الْخَرِيفِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ :
تَلْقَى الأَمَانَ علَى حِيَاضِ مُحَمدٍ ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ قال الصَّاغَانِيُّ : ولم أَجِدْهُ في شِعْرِهِ : قلتُ : ويُرْوَى بَعْدَهُ :
لاذِي تَخافُ ولا لِذَلِكَ جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ يَمْدَحُ محمدَ بنَ سليمانَ الهَاشِمِيَّ وقد مَرَّ ذِكْرُه في حوض وفي رأس . وأَخْرَفَ الْقَوْمُ : دَخَلُوا فِيهِ أَي : في الخَرِيفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وكذلك : أَصَافُوا وأَشْتَوْا إِذا دَخَلُوا في الصَّيْفِ والشِّتاءِ . وأَخْرَفَتِ الذُّرَةُ : طَالَتْ جِدًّا نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ
وقال اللَّيْثُ : أَخْرَفَ فُلاناً نَخْلَةً : إِذا جَعَلَهَا له خُرْفَةً يَخْتَرِفُهَا . وفي الصِّحاحِ : قال الأُمَوِيُّ : أَخْرَفَتِ النَّاقَةُ : وَلَدَتْ في مِثْلِ الْوَقْتِ الذِي حَمَلَتْ فيه مِن قابِلٍ وهي مُخْرِفٌ وقال غيرُهُ : المُخْرِفُ : النَّاقَةُ التي تُنْتَجُ في في الخَرِيفِ وهذا أَصَحُّ لأَنَّ الاشْتِقَاقَ يَمُدُّهُ وكذلك الشَّاةُوخَرَّفَهُ تَخْرِيفاً : نَسَبَهُ إِلى الْخَرَفِ أَي : فَسَادِ العَقْلِ . وخَارَفَهُ مُخَارَفَةً : عَامَلَهُ بالْخَرِيفِ وفي العُبَابِ : مِن الخَرِيفِ كالمُشَاهَرَةِ مِنَ الشَّهْرِ . ورَجُلٌ مُخَارَفٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ أَي : مَحْرُومٌ مَحْدُودٌ والجِيمُ والحاءُ لُغَتَانِ فيه
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ : أَصابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ . وخُرِقَتِ البَهائِمُ بالضَّمِّ : أَصَابَها الخَرِيفُ أَو أَنْبَتَ لها ما تَرْعَاهُ قال الطِّرِمَّاحُ :
مَثْلَ مَا كَافَحَتْ مَخْرُوفَةً ... نَصَّهَا ذَاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامّ يعِْي الظَّبْيَةَ التي أًصابَهَا الخَرِيفُ . وأَخْرَفُوا : أَقَامُوا بالمَكَانِ خَرِيفَهم . والمَخْرَفُ كمَقْعَدٍ : مَوْضِعُ إِقَامَتِهم ذلكَ الزَّمَنَ كأَنَّهُ على طَرْح الزَّائِدِ قال قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ :
فَغَيْقَةُ فَالأَخْيَافُ أَخْيَافُ ظَبْيَةٍ ... بِهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرَابِعُ وخَرَفُوا في حَائِطِهم : أَقَامُوا فيه وَقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ وقد جَاءَ ذلك في حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه كقَوْلِك : صَافُوا وشَتُوا إِذا أَقَامُوا في الصَّيْفِ والشِّتَاءِ . وعَامَلَهُ مُخَارَفَةً وخِرَافاً : مِنَ الخَريفِ الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانِيِّ وكذا اسْتَأْجَرَهُ مُخَارَفَةً وخِرَافاً عنه أَيضاً
واللَّبَنُ الْخَرِيفُ : الطَّرِيفُّ الحَدِيثُ العَهْدِ بالحَلْبِ أُجْرِيَ مُجْرَة الثِّمَارِ التي تُخْتَرَفُ علَى الاسْتِعَارةِ وبه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ رَجَزَ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ :
" لم يَغُذُهَا مُدٌّ ولاَ نَصِيفُ
" ولاَ تُمَيْراتٌ ولاَ رَغِيفُ
" لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِيفُ وَرَوَاهُ الأَزْهَرِيُّ : لَبَنُ الْخَرِيفِ وقال : اللَّبَنُ يكونُ في الخَرِيفِ أَدْسَمَ . والمَخْرَفُ كمَقْعَدٍ : النَّخْلَةُ نَفْسُهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وخَرَفَ الرَّجُلُ يَخْرُفُ مِن حَدِّ نَصَرَ : أَخَذَ مِن طُرَفِ الفَوَاكِهِ . والمَخْرِفُ كمَجْلِسٍ : لُغَةٌ في المَخْرَفِ كمَقْعَدٍ بمَعْنَى البُسْتَانِ مِن النَّخْلِ نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ في تَفْسِيرِ حديثِ أَبي قَتَادَةَ
والخَرِيفَةُ كسَفِينَةٍ : النَّخْلَةُ تُعْزَلُ لِلْخُرْفَةِ . والمَخْرَفُ كمَقْعَدٍ : الرُّطَبُ . وخَرَّفْتُهُ أَخَارِيفَ . نَقْلَهُ ابنُ عَبَّادٍ . ومِن أَمْثَالِهِمْ : كالخَرُوفِ أَيْنَمَا أتَّكَأَ أتَّكَأَ علَى الصُّوفِ يُضْرَب لذِي الرَّفاهِيَةِ
والإِمَامُ جارُ اللهِ أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ أَبي الفَضْلِ خَرُوف الأَنْصَارِيُّ التُّونِسُي نَزِيلُ فاسَ تُوُفِّيَ بها سنة 966 للهجرة أَخَذَ عن محمدِ ابنِ عليٍّ الطَّوِيلِ القادِرِيِّ والشمسِ اللَّقَّانِيِّ وأَخِيهِ ناصِرِ الدِّينِ وعنه محمد بنُ قاسِمٍ القَصَّارُ وأَبو المَحاسِنِ يُوسُفُ بنُ محمدٍ الفَاسِيُّ