الشَّوْق : نِزاعُ النفْسِ إِلىَ الشّيءِ بالاشْتِياقِ يُقال : بَرَّحَ بي الشَّوْقُ . وقالَ ابنُ الأعْرابِيِ : الشَّوقُ : حَرَكَةُ الهَوَى ج : أَشْواقٌ يقال : بَلَغَت مني الأشْواقُ . وقد شاقَنِي حُبها شَوْقاً وكذلك ذِكْرُها وحُسْنُها : هاجَنِي فهو شائِق وذلك مَشُوقٌ قال لَبِيد - رضِيَ الله عنه - :
شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا ... فتَكَنسُوا قُطُناً تَصِر خِيامُها كشَوقَنِي تشوِيقاً أَي : هَيج شَوقِي . والشُّوقُ بالضَّمِّ : العشّاقُ عن ابْنِ الأعرابِيّ وهو جمع شَائق . وأيضاً جَمْعُ الأشوَقِ بمعنَى الطوِيلِ كما سَيَأتِي قَرِيباً للمُصَنّفِ . وقال اللَّيْثُ : الشَّوْقُ : مثل النَّوط يُقال : شاقَ الطّنُبَ إِلى الوَتِدِ يَشُوقه شَوْقاً : إِذا ناطَهُ به أَي : شَده وأوْثقه به ونَقَله الزَّمَخْشَرِي أَيضاً وهو مَجازٌ . وقال ابنُ بُزُرْجَ : شاقَ القِرْبَةَ شَوقاً نَصَبَها مُسنَدَةً إِلى الحائِطِ وهي مَشُوقَة وهو مَجازٌ . ويونُسُ بنُ أحْمَدَ بنِ شُوقَةَ الأَندلسِي بضمِّ الشينِ كما ضَبَطَه الحافِظُ رَوَى عنه ابنُ شَقِّ اللَّيْلِ كما في التَّبصِير . وشُق شُقْ فُلاناً بالضَّمِّ شَوِّقهُ إِلى الآخِرَةِ ونَص ابنِ الأعرابِيِّ : إِذا أَمَرتَه أن يُشَوِّقَ إِنْساناً إِلى الآخرةِ . والأشوَقُ : الطوِيلُ من الرِّجالِ نقله ابنُ دريْدٍ قال : وليس بثَبْت . وقالَ اللّيثُ : الشِّياقُ ككِتابٍ : الذِي يُمَدْ بهِ الشيءُ ليشدَّ إِلى شَيءً كالنياطِ انْقَلَبتِ الواو فِيها ياءً للكَسْرَةِ . والشيِّقُ ككَيّسٍ : المُشتاقُ وأَصلُه شَيْوِق على فَيْعِل . واشتاقَهُ واشْتاقَ إِلَيهِ بمَعْنىً واحد يتَعَدَّى بالحَرْفِ تارةً وبنَفْسِه أخْرَى وأَما قولُ الشاعِرِ :
" يا دارَ سَلْمَى بِدَ كادِيكِ البُرَق
" صَبْراً فقد هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشتَئِق إِنّما أرادَ المُشتاق فأبْدَلَ الألِفَ هَمْزةً قال سِيبَوَيهِ : هَمْزُ ما ليسَ بمَهْمُوز ضَرُورةٌ . وتَشَوَّقَ الرَّجُلُ أَظْهَرَه أي : الشَّوْقَ تَكَلُّفاً
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : أَشاقَهُ : وَجَدَه شائِقاً وأَنْشَد ابنُ الأعرابِيَ :
إِلى ظعُنٍ للمالِكِيَّةِ غُدوَةً ... فيالكَ من مَرْأًى أَشاقَ وأَبْعَدَا فسره فقالَ : معناه وَجَدْناهُ شائِقاً . والتَّشَوق : مُطاوِع شاقَهُ وشَوقَه فتَشَوَّقَ . والشِّيقُ بالكسرِ : الشِّياقُ وأصْلُه شِوْقٌ . وقالَ الليث : التشويق من القراءة والقِصَصِ كقَولِكَ شَوِّقنا يا فُلانُ أي : اذكُر الجَنةَ وما فِيها بقِصَص أو قراءةٍ لعَلّنا نَشتاقُ إليها فنعمل لَها . وأَم شَوْقٍ العَبْدِيةُ روى عَنْها مُسْلِمُ ابنُ إبراهيم . وما أشوقني إِليكَ . وشوق بالفتح : موضع بالحِجازِ وقيل : جَبَل