الغَلْبُ بفَتْح فَسُكُون ويُحرَّك وَهِيَ أَفْصَح والغَلَبَة مُحَرَّكة والمَغْلَبَةُ بالفَتْح وهو قَلِيل والمَغْلَبُ بغيرِ هاءٍ وهُمَا مَصْدَرَانِ مِيمِيَّان وفي الأَوَّل قال أَبُو المُثَلَّم :
رَبَّاءُ مَرْقَبَةٍ مَنَّاعُ مغْلَبَة ... رَكَّابُ سَلْهَبَة قَطَّاعُ أَقْرَانِ وفي المَغْلَبَةِ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبَةَ تَرْثِي أَخَاهَا :
" يَدْفَعُ يومَ المَغْلَبَتْ
" يُطْعِم يوْمَ المَسْغَبَتْ
والغُلُبَّى كالكُفُرَّي والغِلِبَّى كالزَّمِكَّي وَهُمَا عن الفَرَّاء هكذا عِنْدنا في النُّسَخ المُصحَّحة فلا يُعَوَّل على قَوْل شَيْخِنا : لَوْ قَالَ كَذَا لأَجَاد ثم قال : وربما وُجِد في نُسَخ لكنه إِصْلاح والأُصُولُ المُصَحَّحة مُجَرّدة . قلت : وهذه دعوى عَصَبِيَّة من شيخنا فإِنَّ النُّسخَ الَّتِي رأَينَاها عَالِباً مَوْجودٌ فِيهَا هَذَا الضَّبْط وإِذَا سَقَط من نُسْخَتِه لا يَعُمُّ السُّقُوطُ من الكُلِّ وكذا قولُه في أَوَّلِ المَادَّة : أَورد المُصَنِّفُ هذَا اللَّفْظَ وأَتْبَعَه بأَلْفَاظٍ غَيرِ مَضْبُوطة ولا مَشْهُورَة تبعاً لِمَا في المُحْكَم وذاك يتقيد لضبطها بالقَلم وهذا الْتَزَم ضَبْطَ الأَلْفَاظ باللِّسَان وكأَنَّه نَسِيَ الشَّرط وأَهْمَل الضَّبْط إِلى آخر مَا قَالَ . ولا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَه : ويُحَرَّك ضَبْطٌ لِمَا قَبْلَه والَّذِي بَعْدَه مُسْتَغْنٍ عن الضَّبْط لاشْتِهَاره واللّذانِ بَعْدَه من المَصَادِر المِيمِيَّة مَشْهُورَةُ الضَّبْطِ لا يكاتد يُخْطِئُ فِيهِمَا الطَّالِب واللَّذَانِ بعدَه فقد ضَبَطَهما بالأَوْزَان وإِن سَقط من نُسْخَتِه وضبَط الَّذِي بَعْدَه فقال : والغُلُبَّةُ بضَمَّتَيْنِ عن اللّحْيَانِيّ قال الشَّاعِرُ :
أَخذْتُ بِنَجْدٍ ما أَخَذْتُ عُلُبَّةً ... وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَوِيلُ والغَلُبَّة بفَتْحِ الغَيْنِ وضَمِّ الَّلامِ مع تَشْدِيدِ المُوَحَّدَة فِيهِما وَهَذِه عن أَبي زَيْد . والغَلاَبِيَة أَي كزَلاَبِيّة والغلباء بالكسر وتشديد الموحدة مَمْدُوداً عن كُرَاع والغُلَبَة كهُمَزَة عن الصَّاغَانِيّ كُلُّ ذَلِك بمَعْنَى الغَلَبَة والقَهْر وقولهم : لتَجْدَنَّه غُلُبَّةً عن قَلِيل أَي بضَمَّتَيْن وغَلُبَّة أَي بالفَتْح مع التَّشْدِيدِ أَي غَلاَّباً . والمُغَلَّبُ كمُعَظَّم : المَغْلُوب مِرَاراً : أَو المُغَلَّبُ من الشُّعَرَاءِ : المَحْكُومُ لَهُ بالغَلَبَةِ على قِرْنِه كأَنَّه غُلِّبَ عَلَيْه . وفي الحَدِيثِ : أَهلُ الجَنَّةِ الضُّعَفَاء المُغَلَّبُون . المُغَلَّب : الذِي يُغْلبُ كثيراً . وشَاعِر مُغَلَّبٌ أَي كثيراً مَا يُغْلَبُ . وغُلِّبَ عَلَى صَاحِبِه : حُكِمَ له عليه بالغَلَبَةِ . قال امرؤ القَيْس :
وإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ ... ضَعِيفٍ ولم يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ وقال مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّم : إِذَا قَالَت العَرَبُ : شَاعِرٌ مُغَلَّبٌ فهو مَغْلُوب وإِذَا قالوا : غُلِّبَ فلانٌ فَهُو غَالِب . ويقال : غُلِّبَت لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة على نَابِغَة بِنِي جَعْدَة ؛ لأَنها غَلَبَتْه وكان الجَعْدِيّ مُغَلَّباً وهو ضِدٌّ صَرَّح بِهِ ابنُ منظور وابنُ سِيده وغَيْرُهُمَا . المُغَلَّبُ : شَاعِرٌ عِجْلِيٌّ بالكَسْر إِلى عِجْلِ بن لُجَيْم . وغَلِب كفَرِح غَلَباً : غَلُظَ عُنُقُه قيل : مع قِصَرٍ فيه وقيل : مع مَيْلٍ يَكُون ذلك مِنْ دَاءٍ أَو غيره وهو أَغلَبُ . وَحَكَى اللِّحيانيّ : ما كانَ أَغْلَبَ ولقد غَلِبَ غَلَباً يَذْهَب إِلى الانْتِقال عما كَان عليه . قال : وقد يُوصَف بذلِكَ العُنُق نَفسُه فيقال : عُنقٌ أَغْلَبُ كما يقال : عُنُقٌ أَجْيَدُ وَأْوْقَصُ وفي حديث ابن ذِي يَزَن :
" بِيضٌ مَرَازِبَةٌ غُلْبٌ جَحَا جِحَةٌ هي جمع أَغلب وهو الغَليظُ الرَّقَبة وناقة غَلْبَاءُ : غَلِيظَةُ الرَّقَبَة : ومنه قولُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْر :
" غَلباءُ وَجْنَاءُ عُلكومٌ مُذَكَّرَةٌ من المجاز : الغَلْبَاءُ : الحَدِيقَةُ المُتَكَاثِفَةُ كالمُغْلَوْلِبَة . واغْلَوْلَبَ العُشْبُ إِذَا تكَاثَفَ . الغَلْبَاءُ من الهِضَاب : المُشْرِفَةُ العَظِيمَة . يقال : هضْبَةٌ غلباءُ أَي عظِيمة مُشْرِفَة . وقوله تعالى : وحَدَائِقَ غُلْباً قال البَيْضَاوِيّ : أَي عِظَاماً . مُسْتَعَار مِنْ وَصْفِ الرِّقاب . الغَلْبَاءُ من القَبَائِل : العَزيزَةُ المُمْتَنِعَةُ . الغَلْبَاءُ : أَبُو حَيّ وَهُوَ المَعْرُوف بتَغْلِبَ كانت تَغْلِبُ تُسمَّى الغَلْبَاءَ . قال الشاعر :
وأَورَثَنِي بَنُو الغَلْبَاءِ مَجْداً ... حَدِيثاً بعد مَجْدِهُم القَدِيمِأَو أَنَّ بَنِي الغَلْبَاءِ : حَيٌّ آخَرُ غير بَنِي تَغْلِبَ . وفي المصباح : بنو تَغْلبَ : حَيٌّ من مُشْرِكي العَرَب طَلَبَهم عُمَرُ بالجِزْيَة فأَبَوْا أَن يُعْطُوها باسم الجِزْيَة وصَالَحُوا على اسْمِ الصَّدَقَة مُضَاعَفَةً ويُرْوَى أَنَّه قال : هَاتُوها وسَمُّوها ما شِئْتُم . والنِّسْبَةُ إِلَيْها بِفَتْح اللاَّم استيحَاشاً لتَوَالِي الكَسْرَتَيْن مع يَاءِ النَّسَب وهو قول ابْن السَّرَّاج كذا في المِصْبَاح وربما قَالُوه بالكَسْرِ لأَنّ فيه حَرْفَيْن غَيْر مكسوريْن وفارقَ النِّسْبَة إِلى نَمِر . قلت : والذِي في المِصْباح أَن الكَسْر هو الأَصْلُ وَهُو أَي تَغْلِب ابْنُ وَائِلِ بْنِ قَاسِط بن هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بن دَعْمِيّ ابن جَدِيلَة بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَار ابن مَعَدّ بْنِ عَدْنَان . وقَوْلُهم : تَغْلِبُ بِنْتُ وَائِل إِنَّمَا هو ذَهَابٌ إِلَى مَعْنَى القَبِيلَة كقَوْلِهِم : تَمِيمُ بِنْتُ مُرّ . قال الوَلِيدُ بنُ عُقبَة وكان وَلِيَ صَدَقَات بني تَغْلِب :
إِذَا شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّي بمِشْوَذٍ ... فغَيَّكِ مني تَغْلِبَ ابْنةَ وائل وقال الفرزدق :
لولا فَوَارِسُ تَغْلِبَ ابنةِ وَائِلٍ ... ورَدَ العَدُوُّ عليكَ كُلَّ مكانِ وتَغَلَّبَ على بَلَد كذا : اسْتَوْلَى عليه قهْراً . والأَغْلَبُ : الأَسَدُ . الأَغْلَبُ : شُعراءُ ورُجَّازٌ أَزْدِيٌّ وكَلْبِيٌّ وعجلي أَي من هَذِه القَبَائِل الثَّلاَثَة فالكَلْبِيّ : اسمه بِشْرُ بنُ حَرْزَم بن خُثَيْم بن جَعْول والأَزِديّ : هُو ابنُ نُبَاتَة وهُمَا شَاعِرَانِ . ويَغْلِبُ بْنُ كُلَيْبٍ الحَضْرَمِيّ كَيضْرِب وكذا يَغْلِب بنُ رَبيعَة بن نَمِرٍ الحَضْرَمِيّ . قلت : ومِنْ وَلَد الأَخِير قَاضِي مِصْر أَبو مِحْجَن توبَةُ بْنُ نَمِر ابْنِ حَرْمَلَة بْنِ يَغْلِب هذا وسَيَأْتي ذِكْرُه وذكْرُ ذَويهِ في ب س س . وغَلْبُونُ بالفَتْح وغَالِبٌ و غَلاَبٌ كسَحَاب و غَلاَّبٌ مثل كَتَّان و غُلَيْبٌ مِثْل زُبَيْر : أَسْمَاءٌ . فمِنَ الأَوَّل جَدُّ أَبِي الطَّيِّب مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بن غَلْبُون المقرئ المصريّ روى عن أَبي بكر السَّامِريّ وعنه أَبو الفَضْل الخُزَاعِيّ . والثاني قِبيلَةٌ من خَوْلاَنَ إِلَى غَالِب بْن سَعد بْنِ خَوْلاَن من قُضَاعَة مِنْهُم عُمَرُ بْنُ زَيْدِ الغَالِبيُّ الشَّاعِر ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ غَالِب الغَالِبِيّ إِلى جدِّه . قال أَبو علِيّ القَالِيّ : نَاولني كِتَاب الأَلْفَاظ لِيَعْقُوب بْنِ السِّكّيت عن ابْنِ كَيْسَان عن ثَعْلَب عنه . والثالِث سَيَأْتِي تَحْقِيقُه . والرابع خَالِدُ بْنُ غلاَّب القُرَشِيّ البَصْرِيّ . قال ابنُ مَرْدَوَيْه في تاريخ أَصْبهَان : لَهُ صُحْبَة . قلت : وهكذا في مُعْجَم ابْنِ فَهْد ولكن وَهِمَ ابنُ السَّمْعَانِيّ هنا فقال : وهو جَدّ الغَلاَّبِين بالبصرة . وغَلاَبُ أُمُّه لأَنَّ الصوابَ التَّخْفِيف كما يَأْتي . وغالِب ابْنُ الحَارِث المُزْنِيّ وغَالِبُ بْنُ بِشْر الأَسَدِيّ وغَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الكِنانيّ : صَحَابِيُّون . غَلاَبِ كَقطَامِ : اسمُ امرَأَة مِنَ العَرَبِ مِنْهُم مَنْ يَبْنِيهِ على الكسر ومِنْهُم من يُجْرِيه مُجْرى زَيْنَب . قال ابنُ الكَلْبِيّ : بنو غَلاَب : هم بَنُو الحَارِث بنُ أَوْس قال الرُّشَاطِيّ : الحَارِث بنُ أَوْس النَّابِغَة بن غَنِيّ ابْنُ حَبِيبِ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ دُهْمَان بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعاوِية أَهل بيتٍ بالبَصرَة يُعْرَفُونَ ببنِي غَلاَبِ وغَلاَبِ : جَدَّة لهم من مُحَارِب بْنِ خَصَفَة . وقال الرُّشَاطِيّ : رأَيتُ بخَطِّ أَمِيرِ المُؤْمِنين الحكَم : أُمُّ الحارِث بْنِ أَوْس غَلابُ ابْنَةُ الفَهْمِيّ وهذا يُخَالِف قَوْلَ ابن دُرَيْد . مِنْهم غَسَّانُ بْنُ المُفَضَّل وبِشْرُ ابْنُ المُفَضَّل وعَبَّاس بْنُ أَبِي طَالب . وقال ابنُ الأَثير : أَبو بَكْر مُحَمَّدُ ابْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَار الغَلابِيّ البصْرِيّ عن عَبْدِ اللهِ بن رَجَاء وعنه الطَّبرانيّ وغَيْرُه وقال : غَلاَب اسمُ بَعْضِ أَجْدَادِه . وغَالِبٌ : ع أَي موضِعُ نَخْل دُونَ مِصْر حمَاها اللهُ عَزَّ وجَلَّ قَالَ كُثَيِّر عزَّة :يجُوزُ بِيَ الأَصْرامَ أَصرَامَ غَالِبٍ ... أَقُولُ إِذَا ما قِيلَ أَيْن تُرِيدُ
أُريدُ أَبَا بَكْر وإِنْ حَالَ دُونَه ... أَماعزُ تَغْتَالُ المَطِيَّ وَبِيدُ والمُغْلَنْبِي : الَّذِي يغْلِبُك ويَعْلُوك وهذَا البَابُ مُلْحَق باحْرَنْجَمَ على ما عُرِفَ في التَّصْرِيف . ومما بَقِيَ على المُصَنِّف : قولُهم : غَلَب على فُلان الكَرَمُ أَي هو أَكْرَمُ خِصالِه . ورجل غَالِبٌ من قَوْمِ غَلَبَة وغَلاَّب من قَوْم غَلاَّبِين . ورجُلٌّ غُلُبَّةٌ وَغَلُبَّة : غَالِبٌ كَثيرُ الغَلَبَة . وقال اللِّحْيانِيُّ : شَديدُ الغَلَبة وقال : لتَجِدنَّه غُلُبَّة عن قَلِيل وَغَلُبَّة أَي غَلاَّباً وقد غَالَبه مُغَالَبَةً وغِلاَباً . قال كَعْبُ بْنُ مالِك :
هَمَّتْ سَخِينَةُ أَن تُغَالِبَ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ واسْتَغْلَب عليه الضَّحِكُ : اشْتَدَّ كاسْتَغْرَبَ . وغَلَبه على نَفْسِه إِذَا أَكْرهه من الأَسَاسِ . وبنو الأَغْلَب بإِفْرِيقيَة وهم من تَمِيم بنِي الأَغْلَب بْنِ سَالم بْنِ سوَّارَة بْنِ إِبْرَاهيم بن عِقَال بن خَفَاجة بْنِ عبْدِ اللهِ بن عَبَّاد . منهم بَنُو زِيادَة بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ الأَغْلَبِ بْنِ إِبراهِيمَ بنِ الأَغْلَب . وتَغْلِبُ بنُ حُلْوانَ بْنِ عَمْرو بْنِ الحَافِ ابنُ قُضَاعَة . ذكره الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولا وغَيْرُه من أَهْل النَّسَب . وبِعيرٌ غَلاَلِبٌ كعُلاَبِط : يَغْلِب بِسَيْرِه . واغلَوْلَبَ القَوْمُ إِذا كَثُرُوا . واغلَوْلَيَت الأَرْضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها