فرَق بيْنَهُما أي : الشيئيْن كما في الصِّحاح رجُلين كانا أو كَلامَين وقيل : بل مطاوع الأول التّفرُّق ومُطاوع الثاني الافْتِراق كما سيأتي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً بالضّمِّ : فصَل . وقال الأصبهانيّ : الفَرْق يُقارِب الفَلْق لكن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق والفَرْق يُقال باعْتِبار الانْفِصال ثم الفَرْقُ بينَ الشيئين سَواءٌ كان بما يُدرِكُه البَصَر أو بما تُدرِكُه البَصيرة ولِكُلٍّ منهما أمثلة يأتي ذكرُها . قال : والفُرْقانُ أبلَغُ من الفَرْقِ ؛ لأنّه يُستَعْمَلُ في الفَرْقِ بين الحقِّ والباطِل والحُجّة والشُبْهة كما سيأتي بيانُها . وظاهرُ المُصنِّف كالجوهري والصاغانيّ الاقتِصار فيه على أنّه من حدِّ نصَر . ونقلَ صاحبُ المِصباح فرَقَ كضَرَب قال : وبه قُرِئَ : ( فافْرِقْ بيْنَنا وبيْن القوْمِ الفاسِقين ) قُلت : وهذه قد ذكَرها اللِّحْياني نَقْلاً عن عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ اللّيْثيّ أنّه قرأ فافْرِق بيْننا بكسرِ الرّاء . وقولُه تَعالَى : ( فيها يُفْرَق كُلُّ أمْرٍ حكيم ) . قال قَتادةُ أي : يُقْضَى وقيل : أي يُفصَلُ ونقَلَه اللّيْثُ . وقولُه تَعالَى : ( وقُرآناً فَرَقْناه ) أي : فصّلْناه وأحْكَمْناه وبيّنّا فيه الأحكامَ هذا على قِراءَةِ من خفّف . ومن شدّد قال : معناهُ أنزلْناه مُفرَّقاً في أيّامٍ ورُوِي عن ابنِ عبّاس بالوَجْهين . وقولُه تعالى ( وإذ فَرَقْنا بكُم البَحْر ) أي : فلَقْناه . وقد تقدّم الفَرْق بين الفَلْق والفَرْق . وقوله تَعالى ( فالفارِقاتِ فَرْقاً ) قال الفرّاءُ : هم المَلائِكةُ تَنْزِلُ بالفَرْقِ بين الحقِّ والباطِل وقال ثعلبٌ : تُزَيِّلُ بين الحلالِ والحَرام . وفي المُفردات : الذينَ يَفصِلون بيْن الأشياءِ حسَب ما أمَرَهُم الله تعالى . والفَرْقُ : الطّريقُ في شَعَرِ الرّأس . ومنه الحديثُ عن عائِشةَ رضيَ الله عنها : كُنتُ إذا أردْتُ أن أفْرُِقَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم صدَمْتُ الفَرْق على يافوخِه وأرْسَلْتُ ناصِيَته بين عيْنَيه . وقد فَرَق الشّعرَ بالمُشْطِ يَفرُِقُه - من حَدّي نصَر وضَرَب - فرْقاً : سرّحه . ويُقال : الفَرْقُ من الرّأس : ما بينَ الجَبين الى الدّائرةِ . قال أبو ذؤيْب :
ومَتْلَفٍ مثلِ فرْقِ الرّأْسِ تخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأسِ في ضيقِه ومَفْرَقه . ومَفْرِقُه كذلك : وسْط رأْسه . والفَرْق : طائِرٌ ولم يذكُره أبو حاتِم في كِتابِ الطّير . والفَرْق : الكَتّان . ومنه قولُ الشاعِر :
وأعلاطُ النّجومِ مُعَلَّقاتٌ ... كحبْلِ الفَرْقِ ليسَ له انتِصابُ والفَرْقُ : مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالمَدينة اختُلِف فيه . فقيل : يَسَعُ ستّة عَشَر مُدّاً وذلك ثَلاثَة آصُعٍ . وفي حديثِ عائشةَ رضي الله عنها : كنتُ أغْتَسِلُ من إناءٍ يقال له الفَرْق . قال الأزهريّ : يقولُه المحدِّثون بالتّسكين ويُحَرَّك وهو كلامُ العَرَب أو هوَ أفصَحُ . قال ذلك أحمد بنُ يحيى وخالِدُ بنُ يَزيدَ أو يَسَع سِتّةَ عشَر رِطْلاً وهي اثْنا عشَر مُدّاً وثلاثة آصُعٍ عند أهلِ الحِجاز نقَلَه ابنُ الأثير وهو قولُ أبي الهَيْثم . أو هو أرْبَعة أرْباعٍ وهو قولُ أبي حاتِم . قال ابنُ الأثير : وقيلَ : الفَرَق : خمْسةُ أقْساط والقِسْطُ : نِصفُ صاعٍ . فأما الفَرْق بالسّكون فمائَة وعِشْرون رِطْلاً . ومنه الحديث : ما أسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحَسْوَةُ منه حَرامٌ . وقال خِداشُ بنُ زُهَيْر :
يأْخُذونَ الأرْشَ في إخْوَتِهم ... فَرَقَ السّمْنِ وشاةً في الغَنَمْ ج : فُرْقانٌ وهو قدْ يكون للسّاكنِ والمتحرِّك جَميعاً كبُطْنانٍ وبَطْن وحُمْلان وحَمَل . وأنشَدَ أبو زيْد :
" تَرفِدُ بعدَ الصّفِّ في فُرْقان كما في الصحاح . وسِياقُ المصنف يقتَضي أنه جمْع للسّاكِن فقط وفيه قُصور وقد تقدّم معْنى الصّفِّ في موضِعِه . والفاروقُ : ما فَرَق بين الشّيئَيْن . ورجلٌ فاروقٌ : يُفرِّقُ بين الحَقِّ والباطِل . والفاروقُ : اسمُ سيّدِنا أميرِ المؤمنين ثاني الخُلَفاءِ عُمَر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه ؛ لأنّه فرَقَ بيْن الحقّ والباطِل . وقال إبراهيمُ الحَرْبيّ : لأنه فَرَق به بين الحقِّ والباطل . وأنشدَ لعُويْفِ القَوافِي :" يا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقّى وَفْقَه
" سُمِّيت بالفاروق فافرُق فرْقَه أو لأنّه أظهَر الإسلامَ بمكّةَ ففَرَق بيْن الإيمان والكُفْر قاله ابنُ دريدٍ . وقال الليْثُ : لأنه ضرَبَ بالحق على لسانِه في حديثٍ طويل ذكَره فيه أن الله تعالَى سمّاه الفاروقَ وقيل : جِبْريلُ عليه السّلامُ وهذا يومِئُ إليه كلامُ الكشّافِ أو النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وصحّحوه أو أهلُ الكِتاب . قال شيخُنا : وقد يُقال : لا مُنافاةَ . وقال الفَرَزْدَق يمدَحُ عُمَر بنَ عبدِ العَزيز :
أشْبَهْتَ من عُمَر الفاروقِ سيرَتَه ... فاقَ البَريّةَ وائْتَمّتع به الأُمَمُ وقال عُتبةُ بنُ شمّاس يمدَحُه أيضاً :
إنّ أوْلَى بالحَقِّ في كلِّ حَقٍّ ... ثم أحْرَى بأن يكون حَقيقا
مَنْ أبوه عبدُ العَزيز بنُ مَرْوا ... نَ ومَنْ كان جدُّه الفارُوقا والتِّرْياقُ الفاروقُ . وفي العُباب : تِرْياقُ فاروق : أحمَدُ التّرايِيق وأجَلّ المُرَكّباتِ لأنّه يَفْرِقُ بين المَرَض والصّحّة وقد مرّ تركيبُه في ت ر ق والعامة تقول : تِرْياقٌ فاروقيّ . وفَرِق الرجلُ منه كفَرِح : جَزِع وحَكَى سيبَويه . فرِقَه على حذْفِ من قال حين مثّل نصْبَ قولِهم : أو فَرَقاً خيْراً من حُبٍّ أي : أو أفرَقَك فَرَقاً . وفَرِقَ عليه : فَزِع وأشفَقَ هذه عن اللِّحْيانيّ . ورجُلٌ وامرأةٌ فاروقةٌ وفروقةٌ . قال ابنُ دُريد : رجلٌ فَروقة وكذلك المَرْأَةُ أُخْرِجَ مخرَجَ عَلاّمةٍ ونَسّابةٍ وبَصيرة وما أشْبَهَ ذلك وأنْشَد :
" ولقد حَلَلْتُ وكُنتُ جِدَّ فَروقَة بَلَداً يَمُرُّ به الشُجاعُ فيَفْزَعُ قال : ولا جمعَ للفَروقَةِ . وفي المَثَل : رُبَّ فَروقة يُدْعَى لَيْثاً ورُبَّ عجَلَةٍ تهَبُ رَيْثا ورُبَّ غيْث لم يكن غيْثا في المُحيط قالَه مالكُ بنُ عَمْرو بن مُحَلِّم حين شامَ ليثٌ أخوه الغَيثَ فهَمّ بانْتِجاعِه فقال مالك : لا تَفْعَلْ فإنّي أخْشى عليكَ بعضَ مقانِبِ العَرب فعصاه وسار بأهْلِه فلم يَلْبَثْ يَسيرا حتى جاءَ وقد أُخِذَ أهْلُه . ويُشَدَّد أي : الأخيرة وهذه عن ابنِ عبّاد ونَقَله صاحبُ اللّسان أيضاً . أو رجُلٌ فَرِقٌ ككَتِف ونَدُسٍ وصَبور ومَلولَة وفرّوج وفاروق وفاروقَة : فَزِعٌ شَديدُ الفَزَع الهاءُ في كلِّ ذلِك ليست لتأنيثِ المَوصوفِ بما هي فيه إنّما هي إشْعارٌ بما أُريدَ من تأْنيثِ الغايَةِ والمُبالَغَة . أو رَجُلٌ فَرُقٌ كَنَدُس : إذا كان الفَرَقُ منه جِبِلّةً وطَبْعاً . ورجُلٌ فَرِقٌ ككَتِف : إذا فَزِعَ من الشّيْء . وقال ابنُ بَرّي : شاهِدُ رجُلٍ فَروقة للكَثير الفَزَع قولُ الشاعِر :
بعَثْتَ غُلاماً من قُرَيْش فَروقةً ... وتترُك ذا الرأْي الأصيلِ المُهَلَّبا قال وشاهدُ امرأة فَروق قولُ حُمَيْدِ بنِ ثوْر :
رأَتْني مُجَلّيها فصَدّتْ مَخافَةً ... وفي الخيلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَروقُ والمَفْرِقُ كمَقْعَد ومجْلِس : وسَطُ الرّأْسِ وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشَّعر . يُقال : الشّيْبُ في مَفرِقِه وفَرْقِه . ورأيتُ وَبيصَ المِسْكِ في مَفارِقِهم . والمَفْرَقُ من الطّريق : المَوْضِعُ الذي يتشعّبُ منه طريقٌ آخَر يُرْوَى أيضاً بالوَجْهَيْن بفَتْح الرّاءِ وبكَسْرِها ج : مَفارِقُ . وقولُهم للمَفْرِق مَفارِق كأنّهم جعَلوا كلَّ موضِع منه مَفْرِقاً فجمَعوه على ذلك . ومِنْ ذلِك حديثُ عائِشَةَ رضيَ الله عنها : كأنّي أنْظُر الى وَبيصِ الطِّيبِ في مَفارِقِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم وهو مُحرِمٌ . وقال كعْبُ بنُ زُهَيْر - رضي الله عنه - :
" نَفَى شعَرَ الرّأْسِ القَديمَ حوالِقُهْ
" ولاحَ بشَيْبٍ في السّوادِ مَفارِقُهْومن المَجاز قولهم : وقّفْتُه على مَفارِقِ الحَديثِ أي على وُجوهِه الواضحة . وفَرَقَ له الطّريقُ فُروقاً بالضّمِّ أي : اتّجَه له طَريقان كذا في العُبابِ والصّحاح واللّسان أو اتّجَه له أمْر فعَرَفَ وجْهَه . ومنه حديثُ ابنِ عبّاس : فرَقَ لي رأيٌ أي بَدا وظَهَر . وفرَقت النّاقَةُ أو الأتانُ تفرُق فُروقاً بالضمِّ : أخذَها المَخاضُ فندّتْ أي ذهبَت نادّةً في الأرْضِ فهِي فارِقٌ كما في الصّحاح وفارِقَةٌ أيضاً كما في المُفْردات . وقيل : الفارِقُ من الإبل : التي تُفارِق إلْفَها فتنتج وَحْدَها . وأنشدَ الأصْمَعي لعُمارةَ بنِ طارِقٍ كما في الصِّحاح . وكذا أنشدَه الرِّياشيّ له وقال الزّياديّ هو عُمارةُ بنُ أرْطاةَ :
" اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غرْبِ طارِقِ
" ومَنْجَنونٍ كالأتانِ الفارِقِ
" من أثْلِ ذاتِ العَرْضِ والمَضايقِ وقال ابنُ الأعرابيّ : الفارِقُ من الإبِل : التي تشْتَدُّ ثم تُلْقِي ولَدَها من شِدّةِ ما يَمرّ بها من الوَجَع . ج : فوارقُ وفُرَّق كرُكَّع وفُرُق مِثْل : كُتُب وتُشَبَّه بهذهِ ونصّ الجوهَري : ورُبّما شبّهوا السحابَة المُنْفَرِدة عن السّحابِ بهذه النّاقة فيقال : فارِقٌ . وأنشَد الصّاغانيُّ لِذي الرُمّة يصِف غزالاً :
أو مُزْنةٌ فارِقٌ يجْلو غوارِبَها ... تبوُّجُ البَرْقِ والظلماءُ عُلجومُ والجمْع كالجَمْع . وقال غيرُه : الفارِقُ : هي السّحابةُ المُنفَردة لا تُخْلِفُ وربّما كان قَبْلَها رَعْدٌ وبَرْقٌ . وقال ابنُ سيدَه : سحابَةٌ فارِقٌ : منقطعة من مُعظَمِ السّحاب تُشبَّهُ بالفارِقِ من الإبِل . قال عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف سَحاباً :
له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حولَه ... يُفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِماثِ السّوابِيا قال الجوهَريّ : فجعَل له سَوابيَ كسَوابي الإبِل اتِّساعاً في الكَلام . والفَرَق مُحَرَّكة : الصُّبْحُ نفْسُه أو فَلَقُه . قال الشاعرُ ذو الرُمّة :
حتى إذا انْشَقّ عن إنسانِه فَرَقٌ ... هادِيه في أُخرَياتِ اللّيْلِ مُنْتَصِبُ ويُرْوَى فَلَق : ويُرْوَى : عنْ أنْسائِه . وقيلَ : الفَرَقُ : هو ما انْفَلَق من عَمودِ الصُبْح لأنّه فارقَ سَوادَ اللّيل . وقد انْفَرقَ وعلى هذا أضافوا فقالوا : أبْيَنُ منْ فَرَقِ الصُبحِ لُغَةٌ في فَلَقِ الصُبْحِ . والفَرَق : تباعُدُ ما بيْن الثّنِيّتَيْنِ يُقال : رجلٌ أفرَقُ : إذا كان في ثَنيَّتِه انْفِراجٌ نقله ابنُ خالَوَيْه في كتاب ليْس . والفَرَق : تباعُدُ ما بيْنَ المُنسِمَيْن . يُقال : بَعيرٌ أفرَقُ : بعيدُ ما بيْنَ المَنْسِمَيْن عن يعقوبَ . والفَرَق في الخَيْل : إشْرافُ إحْدى الوَرِكَيْنِ على الأخْرَى . وقيل : نقْصُ إحْدَى فخِذَيْهِ عن الأخْرى . وقيل : هو نقْصُ إحدَى الوَرِكَيْن وهو مكْروهٌ . يُقال من ذلك : فرَسٌ أفرَقُ . وفي التّهذيب : الأفرَقُ من الدّوابِّ : الذي إحدى حُرْقُفَتَيْهِ شاخِصةٌ والأخْرى مُطْمَئنّة . وديكٌ أفرَقُ بيِّنُ الفَرَقِ : ذو عُرْفَيْنِ للّذي عُرفُه مَفْروقٌ وذلك لانْفِراجِ ما بينَهُما . وقال ابنُ خالَوَيه : ديكٌ أفْرَقُ : انفرَقَت قُنْزُعَتُه . ورجُلٌ أفْرَقُ : كأنّ ناصِيتَه أو لِحْيَتَه كأنّها مَفْروقَةٌ بيِّنُ الفَرَق نقلَه ابنُ سيدَه . وأرْضٌ فَرِقَة كفَرِحة : في نبْتِها فرَقٌ بالتّحْريك على النّسَب لأنّه لا فِعْلَ له إذا كان النّبْتُ متَفَرِّقاً . ونصُّ اللّسان : إذا لم تكُن واصبةً متّصِلَة النّبات . أو نبْتٌ فَرِق ككَتِف : صَغيرٌ لم يُغَطّ الأرضَ عن أبي حَنيفةَ . والأفرَقُ : الدّيكُ الأبيضُ عن اللّيْثِ . والأفْرقُ من ذُكور الشّاءِ : البَعيدُ ما بيْن خُصْيَيْه عن اللّيْثِ ج : فُرْقٌ بالضم . والأفْرَقُ من الخَيْلِ : ذو خُصيَةٍ واحِدَة والجمعُ فُرْقٌ أيضاً . ومنه قولُ الشاعر :
" ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ والأفْرقُ : الأفْلَج . وقال اللّيثُ : شِبْه الأفلج إلا أن الأفلَج زَعَموا ما يُفَلَّجُ والأفْرقُ خِلْقةً . والفَرْقاءُ : الشّاةُ البَعيدَةُ ما بيْن الطُّبْيَيْن عن اللّيْثِ . وفارِقِينُ : أشهر بَلْدة بدِيار بكْر سُمِّيت بمَيّا بنت أُدٍّ ؛ لأنّها بَنَتْها قال كُثَيِّر :فإن لاّ تَكُن بالشّامِ داري مُقيمةً ... فإنّ بأجْنادينَ منّي ومَسْكِنِ
مَشاهِدَ لم يعْفُ التّنائِي قَديمَها ... وأخْرى بمَيّافارِقينَ فمَوْزَنِ وقال ابنُ عبّاد : فارِقين : اسمُ مَدينة . ويُقال : هذه فارِقون ودخَلْتُ فارِقينَ على هَجائِنَ . وسيُذكَر في م ي ي . والأفْراقُ : ع مِن أموالِ المَدينة على ساكنِهاأفضلُ الصلاة والسلام . قال ياقوت : وضَبَطه بعضُهم بكَسْرِ الهَمْزة . وفُرَيْقات كجُهَيْنات : ع بعَقيقِها نقَله الصاغانيّ . قال : وفُرَيْق كزُبَيْر : موضع بتِهامة أو جبل . قال غيرُه : وفُرَيِّق كصُغَيِّر أي بالتّصْغير مشدّداً : فَلاةٌ قُرْبَ البَحْرَيْن . وفُروقٌ بالضّم . وفي التّهذيب : الفُروق : ع بدِيار بَني سعْد . قال : أنشَدَني رجُلٌ منهم وهو أبو صَبْرةَ السّعْديّ :
" لا بارَكَ اللهُ علَى الفُروقِ
" ولا سَقاها صائبُ البُروقِ ومَفْروقٌ : اسم جبَلٍ قال رؤبة :
" ورَعْنُ مَفْروقٍ تَسامَى أُرَمُهْ ومَفْروقٌ : أبو عبْدِ المَسيحِ وفي اللّسان : مفْروقٌ : لقَبُ النّعمانِ بنِ عَمْرو وهو أيضاً اسمٌ . وفَروق كصَبور : عَقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد بين هَجَرَ ومَهبِّ الشَّمال . وفَروقُ : لقَبُ قُسْطَنطينية دارِ مَلِك الرّومِ . والفَروقُ : ع آخَرُ في قوْل عَنتَرة :
ونحن منَعْنا بالفَروقِ نساءَكم ... نُطَرِّفُ عنها مُبْسِلاتٍ غَواشِيا وقال ذو الرُمّة أيضاً :
كأنّها أخْدَريٌّ بالفَروقِ له ... على جواذِبَ كالأدْراكِ تغْريدُ وقال شمر : بلَغَني أنّ الفَروقَةَ بهاءٍ : الحُرْمَةُ وأنشد :
" مازالَ عنه حُمْقُه وموقُهْ
" واللّؤْمُ حتّى انتُهِكَت فَروقُهْ وقال أبو عُبَيْد عن الأموي : الفَروقَة : شحْم الكُلْيَتَيْن وأنشَد :
فبتْنا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزّةٍ ... يُضيءُ لنا شحْمُ الفَروقَةِ والكُلَى وأنْكَر شَمِر الفَروقَة بهذا المَعْنى ولم يعرِفْه . ويومُ الفَروقَيْن : من أيّامِهم . والفِرْقُ بالكَسْر : القَطيعُ من الغَنَم العَظيمُ كما في الصِّحاح . ومنه حَديثُ أبي ذرٍّ رضِيَ الله عنه وقد سُئلَ عن مالِه فقال : فِرْقٌ لنا وذَوْد . وقيلَ : منَ البَقَر أو مِنَ الظِّباءِ أو مِنَ الغَنَمِ فقط أو مِنَ الغَنَمِ الضّالّة كالفَريق كأميرٍ والفَريقَة كسَفينة أو ما دونَ المائَة من الغَنَم . وأنشدَ الجوهريُّ للرّاعي يهْجو رجُلاً من بَني نُمَيرٍ يُلَقَّبُ بالحَلال وكان عيّره بإبِلِه فهجاه وعيّره بأنّه صاحِبُ غَنَم :
وعيّرني الإبْلَ الحَلالُ ولم يكن ... ليَجْعَلَها لابْنِ الخَبيثَةِ خالِقُهْ
ولكنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّه ... بفِرْقٍ يُخَشّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ والفِرْق : القِسْم من كلّ شيءٍ إذا انْفَرَق والجَمْعُ أفْراقٌ . قال ابنُ جِنّي : وقِراءَة من قَرَأ ( فرّقْنا بِكُمُ البَحْرَ ) بتَشْديد الرّاءِ شاذّة من ذلِك أي : جعَلْناه فِرَقاً وأقْساماً . والفِرْقُ : الطّائِفةُ من الصِّبْيان . قال أعرابيٌّ لصِبيان رآهُم : هؤلاءِ فِرْقُ سوءٍ . والفِرْقُ : قِطعةٌ من النوَى يعْلَفُ بها البَعير . ويُقال : فرَقَ الرجلُ : إذا ملَكَه . هكذا في النُسَخ . والذي في العُباب . وفَرَقَ : إذا ملَكَ الفِرْقَ من الغَنَم وهو الصّوابُ . والفِرْقُ : الفِلْقُ من الشّيءِ : المُنْفَلِق . ونَصُّ الصِّحاح : الفِلْقُ من كُلِّ شيءٍ : إذا انْفَلَقَ ومنه قولُه تَعالى : ( فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ العظيم ) يريدُ الفِرْق من الماء . وقال ابنُ الأعرابي : الفِرْقُ : الجبَل . وأيضً الهَضْبَة . وأيضاً : المَوْجَة . ويُقال : فَرِقَ الرّجلُ كفَرِح : إذا دخَل فيها وغاص . وفَرِقَ : شرِبَ بالفَرَق مُحرّكةً وهو المِكْيالُ . وسياقُ الصاغانيّ يقْتضي أنّه كنَصَر . قال : وفرَقَ كنَصَر : ذَرَقَ . وأفْرَقَه إفْراقاً أذْرَقَه . وذاتُ فِرْقَيْن أو ذاتُ فِرْقٍ ويُفْتَحان : هَضْبَة ببِلاد تَميم بين البَصْرَةِ والكوفَة ومنه قوْلُ عَبيدِ بن الأبْرَصِ :
فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ ... فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُوالفِرْقَةُ بالكسْر : السِّقاءُ المُمْتَلئُ الذي لا يُستَطاعُ أن يُمْخضَ حتّى يُفْرَقَ أي : يُذْرَقَ . والفِرْقة : الطّائِفة من الناس كما في الصِّحاح ج : فِرَقٌ بكَسْر ففتْح : وجُمِع في الشّعْرِ على أفارِق بحذْفِ الياء قال :
ما فِيهِم نازِعُ يُرْوي أفارِقَهُ ... بذي رِشاءٍ يُواري دَلْوَه لَجَفُ جج جمْع الجَمْع أفْراقٌ كعِنَب وأعْناب . وقيل : هو جمْع فِرقَة ججج ثم جمع جمع الجمع أفاريق ومثلُه : فِيقَة وفِيَق وأفْواق وأفاوِيق . وفي حديث عثمان رضي اللهُ عنه قال لخَيْفانَ بنِ عَرانَة : كيفَ تركْتَ أفاريقَ العرَبِ في ذي اليَمَن ويجوزُ أن تكونَ من بابِ الأباطيلِ أي : جمْعاً على غيرِ واحِدِه . والفَريقُ كأميرٍ : أكثَرُ منْها وفي الصّحاح : منْهُم وفي المُحْكَمِ منه ج : أفْرِقاءُ وأفْرِقَة وفُروقٌ بالضّمِّ . قال شيخُنا : كلامُ المصنِّف يدُل على أنه يُجْمَع . وفي نهْرِ أبي حيّان - أثناء البَقَرة - أنه اسمُ جمْع لا واحِدَ له يُطْلَق على القَليلِ والكَثير . وفي حواشي عبدِ الحَكيم : أنّ الفَريق يَجيءُ بمعنى الطائِفَة وبمعنى الرّجُلِ الواحِد انتهى . وفي اللِّسان : الفِرْقَة والفِرْقُ والفَريقُ : الطائِفَةُ من الشيءِ المتفرِّق . وقال ابنُ بَرّي : الفَريقُ من الناس وغيرِهم : فِرقَةٌ منه . والفَريقُ : المُفارِق قال جرير :
أتَجْمَعُ قولاً بالعِراق فَريقُه ... ومنه بأطلالِ الأراكِ فريقُ وقال الأصْبهانيّ : الفَريقُ : الجَماعة المُنفردَةُ عن آخَرين . قال الله عزّ وجلّ : ( وإنّ منْهُم لَفَريقاً يَلْوونَ ألْسِنَتَهم بالكِتاب ) ( ففَريقاً كذّبْتُم وفَريقاً تَقْتُلون ) ( فَريقٌ في الجنّة وفَريقٌ في السّعير ) ( إنّه كانَ فريقٌ من عِبادي يقولون ) ( فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ ) ( وتُخْرِجون فَريقاً منْكُم من دِيارِهم ) ( وإنّ فَريقاً منْهُم ليَكْتُمونَ الحَقّ ) . والفُرْقان بالضمِّ : القُرآن لفَرْقِه بينَ الحقِّ والباطل والحَلال والحَرام كالفُرْقِ بالضّم كالخُسْرِ والخُسْران . قال الراجز :
" ومُشركِيٍّ كافِرٍ بالفُرْقِ وكلُّ ما فُرِقَ به بيْن الحقِّ والباطِل فهو فُرقانٌ ولهذا قال الله تعالى : ( ولقدْ آتيْنا موسَى وهارونَ الفُرْقان ) . والفُرقان : النّصْرُ عن ابنِ دُرَيد وبه فُسِّر يومُ الفُرْقان . والفُرْقان : البُرْهان والحُجّة . والفُرْقان : الصُّبْح أو السَّحَر عن أبي عمْرو . ومنه قولُهم : قد سطَع الفُرْقانُ وهذا أبيضُ من الفُرقانِ . وقال صالحٌ :
فيها منازِلُها ووَكْرا جَوْزلٍ ... زَجِلِ الغِناءِ يَصيحُ بالفُرْقانِ وكان القُدَماءُ يُشْهِدونَ الفُرْقانَ أي : الصِبْيان ويقولون : هؤلاء يعيشُون ويشْهَدون . والفُرْقان : التّوْراة ومنه قولُه تعالى : ( وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقانَ لعلّكُم تهْتَدون ) . قال الأزهريُّ : يجوزُ أن يكونَ الفُرقان الكِتابَ بعَيْنِه وهو التّوْراةُ إلاّ أنّه أُعيدَ ذِكرُه باسمٍ غيرِ الأوّل وعَنَى به أنّه يفرِقُ بين الحقِّ والباطِل . وذكره الله تعالى لموسى عليه السلام في غير هذا الموضِع فقال تَعالى : ( ولقد آتَيْنا موسى وهارونَ الفُرْقانَ وضِياءً ) أراد التّوراةَ فسمّى جَلّ ثناؤُه الكِتابَ المُنزَّلَ على محمّد صلى الله عليه وسلّم فُرْقاناً وسمّى الكتابَ المنزَّلَ على موسى صلّى الله عليه وسلّم فُرقاناً . والمَعْنى أنه تَعالَى فرَقَ بكُلِّ واحِدٍ منهما بيْن الحقِّ والباطِل . وقيلَ : الفُرْقان : انْفِلاقُ البَحْرِ قيلَ : ومنه قولُه تعالى : ( وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقان ) وقولُه تعالى : ( يوْمَ الفُرْقان يوْمَ الْتَقَى الجَمْعان ) قيل : إنّه أُريدَ به يوم بدْرٍ فإنّه أوّل يوم فُرِق فيه بينَ الحقِّ والباطِلِ . وقيل : الفُرقان... نقلَه الأصبَهاني . والفَريقَة ككَنيسة : تمْرٌ يُطْبَخ بحُلْبَةٍ للنُّفَساءِ . وأنشدَ الجوهريّ لأبي كبير الهُذَليّ :
ولَقَدْ ورَدْتُ الماءَ لونُ جِمامِهِ ... لونُ الفَريقَة صُفِّيَتْ للمُدنَفِأو حُلْبَةٌ تُطْبَخ مع الحُبوب . كالمَحْلَبِ والبُرِّ وغيرِهما وهو طَعامٌ يُعْمَل لها . وقال ابنُ خالَويْه : الفَريقة : حَساءٌ يُعمَل للعَليلِ المُدْنَفِ . وفَرَقَها فَرْقاً : أطْعَمَها ذلِك كأفرَقَها إفراقاً . والفَريقَةُ : قِطعَةٌ من الغَنَم شاةٌ أو شاتان أو ثلاثُ شِياهٍ تتفرّقُ عنْها . وفي كتاب ليس : عن سائِرِها بشيءٍ يسُدّ بينَها وبين الغَنَم بجَبَلٍ أو رمْلٍ أو غير ذلك فتَذْهَبُ . وفي كتاب ليس : فتضِلّ تحتَ اللّيلِ عن جَماعَتِها فتلكَ المتفرِّقةُ فَريقة ولا تُسمّى فَريقةً حتى تضِلّ وأنْشدَ الجوهريُّ لكُثيِّر :
بذِفْرَى ككاهِلِ ذيخِ الخَليفِ ... أصابَ فريقَةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث : ما ذِئْبانِ عادِيان أصابا فَريقَةَ غنم أضاعَها ربُّها بأفسدَ فيها من حُبِّ المَرْء السّرَفَ لدِينِه . والفِراق كسَحابٍ وكِتاب : الفُرْقَة وأكثرُ ما تكون بالأبدانِ . وقُرِئَ قوله تعالى : ( هذا فَراقُ بَيْني وبيْنِك ) بالفَتْح . قرأَ بها مُسلمُ بن بَشّار . وقولُه تعالى : ( وظنّ أنّه الفِراقُ ) أي : غلَب على قلْبِه أنّه حينَ مُفارَقَة الدُنْيا بالموت . وإفريقِيّةُ بالكَسْر وإنما أهملَه عن الضّبْطِ لشُهْرَتِه : بلادٌ واسِعة قُبالَةَ جَزيرةِ الأندَلُس كذا في العباب . والصّحيحُ أنه قُبالَة جزيرة صِقِلّيّة ومُنتَهى آخرِها الى قُبالَةِ جزيرةِ الأندَلُس . والجَزيرتان في شَمالِيّها فصِقِليّة منحرفةٌ الى الشّرْقِ والأندلسُ منحرفةٌ عنها الى جهةِ الغَرْب . وسُمِّيت بإفريقِش بن أبْرَهَةَ الرّائِش . وقيل : بإفْريقِش بنِ قيْس بن صَيْفيّ بن سَبَأ . وقال القُضاعيُّ : سُمّيتْ بفارِق بن بيصر بن حام . وقيلَ : لأنّها فرَقَت بين مِصْر والمَغْرِب وحَدُّه من طَرابُلُس الغربِ من جهة بَرْقَة الإسكندرية والى بِجايَة . وقيلَ : الى مِلْيانةَ فتكونُ مسافةُ طولِها نحو شهْرين ونصف . وقال أبو عبيد البَكْريّ الأندلسيّ : حدُّ طولِها من برقة شرقاً الى طَنْجَة الخضراءِ غرباً وعرضُها من البحرِ الى الرِّمال التي فيها أولُ بلادِ السّودانِ وهي مُخفَّفَةُ الياءِ . وقد جمَعَها الأحوصُ على أفاريقَ فقال :
أينَ ابنُ حرْبٍ ورَهْطٌ لا أحُسُّهُمُ ... كانوا علَيْنا حديثاً من بَني الحَكَمِ
يجْبونَ ما الصينُ تحوِيهِ مَقانِبُهم ... الى الأفاريقِ من فُصْحٍ ومن عَجَمِوقد نُسِبَ إليها جملةٌ من العُلماءِ والمُحدِّثين منهم أبو خالدٍ عبدُ الرحمنِ بنِ زيادِ بن أنْعُمْ الإفْريقيّ قاضِيها وهو أوّلُ مولودٍ ولِدَ في الإسلام بإفْريقيّةَ رَوى عنه سُفيانُ الثّوريّ وابن لَهيعةَ وقد ضُعِّفَ . وسُحْنون بن سعيد الإفْريقيّ : من أصْحابِ مالِك وهو الذي قدِمَ بمذْهَبِه الى إفْريقيّةَ وتُوفِّيَ سنة إحْدى وأربعين ومائتين . وأفرَقَ المريضُ من مرَضِه والمَحْمومُ من حُمّاه أي : أقْبَلَ نقَله الجوهَريُّ عن الأصمعيّ . وقال الأزهريّ : وكُلُّ عَليلٍ أفاقَ من عِلّته فقد أفْرَقَ أو المَطْعون إذا بَرئَ قيلَ : أفْرَقَ . نقله اللّيثُ زادَ ابنُ خالَويهِ : بسُرعةٍ . قال في كِتابِ ليس : اعتلّ أبو عُمَرَ الزاهدُ ليلةً واحِدةً ثم أفْرَقَ فسألْناه عن ذلِك فقال : عَرفَ ضَعْفي فرَفَقَ بي . أو لا يكونُ الإفْراقُ إلا فيما لا يُصيبُك من الأمراضِ غير مرّة واحدةٍ كالجُدَريّ والحَصْبةِ وما أشْبَههما . وقال اللّحيانيُّ : كل مُفيقٍ من مرَضِه مُفرِقٌ فعمّ بذلك . قال أعْرابيٌّ لآخر : ما أمارُ إفراقِ الموْرودِ ؟ فقال : الرُّحَضاءُ . يقول : ما عَلامة بُرْءِ المحْموم ؟ فقال : العرَق . وأفرقَتِ النّاقَةُ : رجَع إليها بعضُ لبَنِها فهي مُفرِقٌ . وقال ابنُ الأعرابي : أفرَقَ القومُ إبلَهم : إذا خلّوْها في المرْعَى والكلأ لم يُنتِجوها ولم يُلْقِحوها . وقال غيرُه : وناقة مُفْرِق كمُحْسِن تمْكُث سنَتَيْن أو ثلاثاً لا تَلْقَحُ . وقيلَ : هي التي فارَقَها ولَدُها . وقيل : فارقَها بمَوْت نقلَه الجوهريّ . والجمعُ : مَفاريق . وفرّقَه تفْريقاً وتَفْرِقَةً كما في الصِّحاح : بدّدَه . وقال الأصبهانيّ : التّفريقُ : أصلُه التّكْثيرُ . قال : ويُقال ذلك في تشتيتِ الشّمْلِ والكلِمة نحو : ( يفَرِّقون به بيْن المرْءِ وزوْجِه ) وقال عزّ وجلّ : ( فرّقْت بيْن بَني إسرائيلَ ولمْ تَرْقُبْ قوْلي ) . وقوله عزّ وجلّ : ( لا نُفَرِّقُ بيْن أحَدٍ منْهُم ) وإنّما جازَ أن يجعلَ التّفريق منْسوباً الى أحَد من حيثُ إنّ لفظَ أحد يُفيد الجمْع ويُقال : الفَرْق بينَ الفَرْقِ والتّفْريق أنّ الفَرْق للإصلاح والتّفْريق للإفْساد . وقال ابن جِنّي في كتابِ الشّواذِّ في قوله تعالى : ( الذين فرّقوا دينَهم ) أي : فرّقوه وعَضَوْه أعضاءً فخالَفوا بينَ بعضٍ وبعض . وقُرِئَ بالتّخفيف وهي قراءَة النّخَعيّ وابنِ صالِح مولَى أبي هانئٍ وتروى أيضاً عن الأعمَش ويَحْيى وتأْويلُه أنّهُم مازُوهُ عن غيرِه من سائِرِ الأدْيان . قال : وقد يُحتَمل أن يكون معْناه معنى القَراءَة بالتّثْقيل ؛ وذلِك أنّ فَعَل بالتّخفيفِ قد يكون فيها مَعنَى التّثقيل . ووجهُ هذا أنّ الفِعلَ عندنا موضوعٌ على اغْتِراقِ جِنْسِه ألا ترى أنّ معْنى قامَ زيدٌ : كان منه القِيام وقعَدَ : كان منه القُعود . والقيامُ - كما نعلم - والقُعودُ جِنسان فالفعلُ إذنْ على اغتِراقِ جنسِه يدُلُّ على ذلك عملُه عندَنا في جميع أجزاءِ ذلِك الجِنْسِ من مُفردِه ومُثنّاه ومجموعِه ونَكِرته ومَعرِفته وما كان في معْناه ثم ذَكَر كلاماً طويلاً وقال : وذه اواضح مُتناهٍ في البَيان . وإذا كان كذلك عُلِم منه وبه أنّ جَميعَ الأفعالِ ماضيها وحاضِرها ومُتَلَقّاها مجاز لا حقيقة ألا تراك تقول : قُمتُ قومةً وقمتُ - علي ما مضَى - دالٌّ على الجنْس فوضْعُك القَوْمَة الواحِدَةَ موضع جِنْسِ القيامِ وهو فيما مضَى وفيما هو حاضِرٌ وفيما هو مَلَقًّى مُستَقْبَل من أذْهبِ شيء في كونه مَجازاً ثم قال بعدَ كلام : وهذا موضِعٌ يسمَعُه الناس منّي ويتَناقَلونه دائِماً عني فيُكْبِرونه ويُكْثِرون العَجَب به فإذا أوضحتُه لمَنْ يسألُ عنه استَحَى وكان يستغفِرُ الله لاستيحاشِه كان مني . ويُقال : أخذَ حقَّه منه بالتّفاريقِ كما في الصِّحاح أي : مرّات متفرِّقة . وقولُ غَنيّةَ الأعْرابيّة لابنِها :
" إنّك خيْرٌ منْ تَفارِيقِ العَصايُضرَبُ به المثَلُ وإنّما قالَت ذلك لأنّه كان عارِماً كثيرَ الإساءَةِ الى النّاس مع ضَعْفِ بدَنِه ودِقّةِ عظْمِه فواثَبَ يوماً فتىً فقَطَع الفَتى أنفَه فأخذَتْ أمُّه دِيَتَه أي : دِيَة أنفِه فحَسُنَت حالُها بعدَ فقْرٍ مُدْقِعٍ ثمّ واثَبَ آخرَ فقطَع أُذُنَه ثمّ واثَبَ آخرَ فقطَع شفَتَه فأخذَت ديَتَهما فلمّا رأتْ حُسْنَ حالِها وما صارَ عندَها من إبِلٍ وغَنم ومَتاع حَسُن رأيُها فيه ومدَحَتْه وذكَرتْهُ في أُرجوزَتِها فقالتْ :
" أحلِفُ بالمَرْوةِ حقّاً والصَّفا
" إنّك خيرٌ من تَفاريقِ العَصا وقيلَ لأعْرابيٍّ : ما تَفاريقُ العَصا ؟ قال : العَصا تُقْطَعُ ساجوراً والسّواجيرُ تكون للكِلابِ والأسْرى من الناس ثم تُقْطَع عَصا السّاجورِ فتَصيرُ أوتاداً ويُفرَّقُ الوَتِدُ ثم تَصيرُ كلُّ قِطْعَة شِظاظاً : فإذا جُعِل لرأسِ الشِّظاظِ كالفَلْكة صار عِراناً للبَخاتيِّ ومِهاراً وهو العودُ الذي يُدْخَلُ في أنفِ البُخْتيِّ ثم إذا فُرِّقَ المِهارُ يُؤخَذُ منها تَوادِي وهي الخشَبَة التي تُصَرُّ بها الأخْلافُ هذا إذا كانت عصا . فإذا كانت العَصا قنىً فكُلُّ شِقٍّ منها قوْسٌ بُنْدُقٍ فإن فُرِّقَت الشِّقّة صارَتْ سِهاماً ثم إذا فُرِّقَت السِّهام صارَتْ حِظاءً ثم صارَت مَغازِلَ ثم يَشْعَبُ بها الشَّعّابُ أقْداحَه المَصْدوعة وقِصاعَه المَشْقوقَة على أنّه لا يجِدُ لها أصْلَح منها وألْيَق به يُضرَبُ فيمن نفْعُه أعمُّ من نفْعِ غيره . والتّفْريقُ : التّخويف . ومنه قولُ أبي بكْرٍ رضيَ الله عنه : أبِالله تُفرِّقْني ؟ أي : تخوِّفني . ومُفَرِّقُ النِّعَم هو الظَّرِبان ؛ لأنه إذا فَسَا بينَها وهي مُجتمِعة تفرّقَت المالُ . ويُقال : هو مُفرِق الجِسْم كمُحْسِن . وسِياقُ الصاغانيّ يقتَضي أنه كمُعَظّم أي : قَليلُ اللّحْمِ أو سَمينٌ وهو ضِدٌّ . وتفرّق القومُ تفَرُّقاً وتِفِرّاقاً بكسرتين . ونَصُّ اللِّحْيانيّ في النّوادِر تفْريقاً : ضدّ تجمَّعَ كافْتَرَق وانْفَرَق وكلُّ من الثّلاثةِ مُطاوع فرَّقتُه تَفريقاً . ومنهم من يجْعَلُ التّفرُّق للأبْدانِ والافْتِراق في الكَلام . يُقال : فرّقتُ بين الكَلامين فافْتَرقا . وفرّقْت بين الرّجُلَيْنِ فتفرَّقا . وفي حديث الزّكاة : لا يُفرَّق بين مُجْتَمِع ولا يُجمَع بين مُتفَرِّق وفي حديث آخر : البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا واختُلِفَ فيه فقيل : بالأبْدانِ وبه قال الشافعيُّ وأحمدُ . وقال أبو حنيفَة ومالكٌ وغيرُهما : إذا تعاقَدا صحّ البيْعُ وإن لم يفْتَرِقا . وظاهرُ الحديث يشْهَدُ للقَوْل الأوّل . ويُقال : تفرّقَت بهم الطُّرُق أي : ذهَبَ كُلٌّ منهم الى مذْهَبٍ . وقال مُتَمِّم بنُ نُوَيرةَ رضيَ الله عنه يرْثي أخاه مالِكاً :
فلمّا تفَرَّقْنا كأنّي ومالِكاً ... لطولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ ليلةً مَعا وانْفَرَق : انْفَصَل ومنه قولُه تَعالى : ( فانْفَلَقَ فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ العظيم ) . والمُنْفَرَقُ يكون موضِعاً ويكون مصْدَراً . قال رؤبَة يصِفُ الحُمُر :
" ترْمي بأيدِيها ثَنايا المُنْفَرَقْ أي : حيث ينْفَرِقُ الطّريقُ ويُرْوى : المُنْفَهَقْ . والتّركيبُ يدُلُّ على تميّزٍ وتزيُّلٍ بين شَيْئَيْن وقد شذّ عن هذا التركيب الفَرَقُ للمِكْيال والفَريقة للنُّفَساءِ والفَروقَةُ للشّحْم والفُروق : موضِعٌ . ومما يُستَدْرَك عليه : الفُرْقَة بالضّمِّ : مصْدَرُ الافْتِراقِ . وهو اسمٌ يوضَعُ موضِعَ المصْدَرِ الحقيقي من الافْتِراقِ . وفارَقَ الشيءَ مُفارَقةً : بايَنَهُ والاسمُ : الفُرْقة . وتَفارَقَ القوْمُ : فارَقَ بعضُهم بعضاً . وفارَقَ فلانٌ امرأتَه مُفارَقَةً وفِراقاً : بايَنَها . وهو أسرَعُ من فَريقِ الخيْلِ لسابِقِها فَعيلٌ بمعنى مُفاعِل ؛ لأنّه إذا سبَقها فارَقَها . ونِيّةٌ فَريقٌ : مُفرِّقَةٌ قال :
أحقّاً أنّ جِيرَتَنا اسْتَقَلّوا ... فنيّتُنا ونيّتُهم فَريقُ ؟قال سيبَوَيْه : قال : فريقٌ كما يقال للجماعة : صَديق . وفرّق رأسَه بالمُشْطِ تفْريقاً : سرّحَه . وفي صفَته صلّى الله عليه وسلّم : إن انفَرقَتْ عَقيقَتُه فرَق وإلا فلا يبلُغُ شعْرُه شَحمةَ أُذُنِه إذا هو وفّره أراد أنّه كان لا يُفرِّقُ شعرَه إلا أن ينفَرِقَ هو وهكذا كان في أولِ الأمرِ ثم فَرَق . ويُقال للماشِطَةِ تمشُط كذا وكذا فَرْقاً أي : كذا وكذا ضَرْباً . وفَرَقَ له عن الشّيْء : بيّنه له عن ابنِ جِنّي . وجَمْع الفَرَق من اللّحْية مُحرَّكة : أفْراقٌ . قال الراجز :
" يَنفُض عُثْنوناً كثيرَ الأفْراقْ
" تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمِثْلِ الدِّرْياقْ والأفْرَقُ : البَعيدُ ما بينَ الألْيَتَيْن . وتَيْسٌ أفرقُ : بَعيدُ ما بين قَرنَيْه وهذه عن ابنِ خالَوَيْه . والمَفْروقان من الأسْباب : هما اللّذانِ يقوم كُلُّ واحدٍ منهُما بنَفْسِه أي : يكونُ حرْفٌ مُتحرِّكٌ وحرْفٌ ساكن ويتْلوه حرفٌ متحرّك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلن وعِيلُن من مَفاعيلن . وانْفَرَقَ الفَجْرُ : انفَلَق . والفُرّاق كرُمّان : جمعُ فارِقٍ للنّاقَةِ تشتدّ ثم تُلْقِي ولَدَها من شدّةِ ما يَمُرّ بها من الوَجَع . قال الأعشى :
أخْرَجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ ... قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرَّاقُ وأفرقَ فلانٌ غَنَمَه : أضَلّها وأضاعَها . وقال ابنُ خالَوَيْهِ : أفْرَقَ زيدٌ : ضاعَتْ قِطعةٌ من غَنَمه . وحَكَى اللّحْيانيّ : فرَقْتُ الصّبيّ : إذا رُعْتَه وأفزَعْتَه قال ابنُ سِيدَه : وأُراها فرّقْتُ بتشديدِ الراءِ ؛ لأنّ مثل هذا يأتي على فعّلْتُ كثيراً كقولِك فزّعْت وروّعتُ وخوّفْتُ . وفارَقَني ففَرَقْتُه أفْرُقه : كُنتُ أشدَّ فَرَقاً منه هذه عن اللّحياني حكاهُ عن الكِسائيّ . وأفْرَقَ الرّجُل والطائرُ والسّبُعُ والثّعلبُ : سَلَح أنْشَدَ اللّحيانيُّ :
ألا تِلْكَ الثّعالبُ قد تَوالتْ ... عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا
لتأْكُلَني فمَرَّ لهُنّ لَحْمي ... فأفْرَقَ من حِذارِي أو أتاعا قال : ويُروى فأذْرَق . والمُفْرِقُ كمُحْسِن : الغاوي على التّشْبيه بذلك أو لأنّه فارَق الرُّشْدَ والأولُ أصحُّ . قال رؤبَة :
" حتّى انْتَهى شيطانُ كُلِّ مفْرِقِ ويفجمَع الفَرَق للمِكْيال على أفرُقٍ كجَبَلٍ وأجْبُل . ومنه الحديث : في كلِّ عَشْرَةِ أفرُقِ عسَلٍ فرَقٌ . والفُرْقُ بالضّمِّ : إناءٌ يُكْتالُ به . والفُرْقان : قدَحان مُفْتَرِقان . وفُرْقان من طَيْرٍ صوافَّ أي : قطْعَتان . وفارَقْتُ فلاناً من حِسابي علَى كذا وكذا : إذا قطعْتَ الأمرَ بينَك وبينَه على أمر وقَع عليه اتَّفاقُكُما . وكذلِك صادَرْتُه على كَذا وكَذا . وفرسٌ فَروقٌ : أفْرقُ عن الصاغانيّ . والفَريقُ : النخْلَةُ يكونُ فيها أُخْرى عن أبي حَنيفَة وأبي عَمْرو . ومن أسمائِه صلّى الله عليه وسلم في الكُتُبِ السالِفة فارِقْ ليطا أي يفرُقُ بينَ الحقِّ والباطِلِ . ونقلَ الشِّهابُ أحمدُ بن إدريس القَرافِيُّ في كتابٍ له في الرّدِّ على اليَهودِ والنَّصارَى ما نصُّه في إنْجيلِ يوحَنّا : قال يَسوعُ المسيحُ عليه السلام في الفصْلِ الخامِس عشَر : إن الفارِقْلِيط روحُ الحَقِّ الذي يُرْسِلُه أي : هو الذي يُعلِّمكم كُلَّ شيءٍ والفارِقْلِيط عندَهُم الحَمّاد وقيل : الحامِد . وجُمهورُهم أنّه المُخَلِّصُ صلّى الله عليه وسلم . وأفرقَ الرّجُلُ : صارَت غَنَمُه فريقَةً نقلَه ابنُ خالَوَيْه . وجمَلٌ أفْرَقُ : ذو سَنامَيْنِ . ونوقٌ مَفاريقُ أي : فَوارِق . وطَريقٌ أفْرَقُ : بَيِّنٌ . وضمّ تفاريقَ مَتاعِه أي : ما تفرّقَ . ويُقال : سَبيلٌ أفرقُ كأنّه الفَرَق . وبانَتْ في قَذالِه فُروقٌ من الشّيْبِ أي : أوضاحٌ منه . والفاروق : لقَبُ جَبَلَةَ بنِ أساف بنِ كلْبٍ كذا في الأنْسابِ لأبي عُبَيدٍ . ومَيّافارِقين : سيأْتي في م ي ي
التفروق كعصفور أهمله الجماعة وقال ابن عباد هو قمع التمرة لغة في الثفروق بالمثلثة والجمع بالتفريق . قلت : وأما قول العامة التفاريق لمن ثمن من المتاع فغلط صوابه التفاريج