وصف و معنى و تعريف كلمة منتأى:


منتأى: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ ميم (م) و تنتهي بـ الألف المقصورة (ى) و تحتوي على ميم (م) و نون (ن) و تاء (ت) و ألف همزة (أ) و الألف المقصورة (ى) .




معنى و شرح منتأى في معاجم اللغة العربية:



منتأى

جذر [نأى]

  1. تَنَتَّى : (فعل)
    • تَنَتَّى عليه: وثب
  2. اِنتأى : (فعل)
    • انتأى ينتئي ، انتئ ، انتِئاءً ، فهو مُنْتإٍ
    • انتأى الشَّخصُ نأى؛ بَعُد انتَأى عن عائلته،
    • انْتأى : ابتعد
    • انْتأى نُؤيًا: اتخذه
  3. أَنتَى : (فعل)
    • أنْتَى فلانٌ فلانًا: وافق شكلَه وخلُقَه
  4. نَتا : (فعل)
    • نَتَا، يَنْتُو، مصدر نُتُوٌّ
    • نَتَا الْعُضْوُ : وَرِمَ
    • نَتَا الصَّخْرُ : نَتَأَ، أَيْ خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ، بَرَزَ


  5. آتَى : (فعل)
    • آتَيْتُ، أُؤَاتِي، آتِ، مصدر مُؤَاتَاةٌ
    • آتاه على الأمر: وافقه، جاراه، طاوعه
    • آتَتْهُ الفُرْصَةُ : وَافَقَتْهُ، سَنَحَتْ لَهُ
    • آتَتْه الفرصةُ: سنحت له،
  6. آتَى : (فعل)
    • آتَيْتُ، أُؤْتِي، يُؤْتِي، آتِ، مصدر إيتَاءٌ
    • آتَاهُ اللَّهُ رِزْقاً عَمِيماً: أعْطَاهُ
    • آتَاهُ النِّعَمَ : سَاقَهَا إلَيْهِ
    • آتَاهُ غَداءهُ : أَتَى بِهِ إِلَيْهِ
    • آتَى الزَّكَاةَ : أدَّاهَا
  7. تَوَى : (فعل)
    • تَوَى البعيرَ: وَسَمه بالتِّوَى
  8. تَويَ : (فعل)
    • تَوِيَ، يَتْوَى، مصدر تَوىً
    • تَوِيَ المالُ : ذَهَبَ فَلَمْ يُرْجَ
    • تَوِيَ الإِنْسانُ : هَلَكَ
  9. نَأتَ : (فعل)
    • نَأتَ نَأتًا، ونَئيتًا
    • نَأتَ : أنَّ
    • نَأتَ فلانٌ: سعى سعيًا بطيئًا
  10. نَتَّ : (فعل)


    • نَتَّ نَتًّا، ونَتِيتًا
    • نَتَّتِ الْقِدْرُ : غَلَتْ
    • نَتَّ الرَّجُلُ مِنَ الْغَضَبِ : هَاجَ، ثَارَ
    • نَتَّ الْمَرِيضُ مِنَ الْمَرَضِ : أَنَّ، تَوَجَّعَ
    • نَتَّتِ القِدْرُ ونحوُها : غَلَت
  11. نتَأَ : (فعل)
    • نتَأَ يَنتَأ ، نُتُوءًا ونَتْئًا ، فهو ناتئ
    • نتَأ الشّيءُ: برز في مكانه من غير أن ينفصل عن محيطه
    • نَتَأت القَرْحَةُ: تورّمَتْ
    • نَتَأت الثَّدْيُ: نَهَدَ
    • نَتَأَتِ الفَتَاةُ : بَلَغَتْ
    • نَتَأَ عَلَى الْقَوْمِ : طَلَعَ عَلَيْهِمْ
,
  1. منتأى
    • منتأى
      1-مكان بعيد

    المعجم: الرائد

,
  1. مَنَّ
    • ـ مَنَّ عليه مَنًّا ومِنِّينَى : أَنْعَمَ ، واصْطَنَعَ عندَهُ صَنِيعَةً ومِنَّةً ، امْتَنَّ ،
      ـ مَنَّ الحَبْلَ : قَطَعَهُ ،
      ـ مَنَّ الناقةَ : حَسَرَها ،
      ـ مَنَّ السَّيْرُ فُلاناً : أضْعَفَه وأَعْياهُ .
      ـ ذَهَبَ بمُنَّتِه : بقُوَّتِهِ ، كأَمَنَّهُ وتَمَنَّنَهُ ،
      ـ مَنَّ الشيءُ : نَقَصَ .
      ـ مَنُّ : كُلُّ طَلٍّ يَنْزِلُ من السَّماءِ على شَجَرٍ أو حجرٍ ، ويَحْلُو ، ويَنْعَقِدُ عَسَلاً ، ويَجِفُّ جَفافَ الصَّمْغِ كالشِّرَخُشْت والتَّرَنْجَبِينِ .
      ـ المَعْرُوفُ بالمَنِّ : ما وقَعَ على شجرِ البَلُّوطِ ، مُعْتَدِلٌ نافِعٌ للسُّعالِ الرَّطْبِ ، والصَّدْرِ ، والرِّئَةِ .
      ـ مَنُّ أيضاً : مَنْ لم يَدَّعِهِ أحَدٌ ، وكَيْلٌ معروف ، أَو مِيزانٌ ، أَو رِطْلانِ ، كالمَنَا , ج : أمْنانٌ ، وجَمْعُ المَنَا : أمْناء .
      ـ مُنَّةُ : القُوَّةُ ،
      ـ مَنَّةُ : من أسْمائِهِنَّ .
      ـ مَنُونُ : الدَّهْرُ ، والمَوْتُ ، والكثيرُ الامْتِنانِ ، كالمَنُونَةِ ، والتي زُوِّجَتْ لِمالِها ، فهيَ تَمُنُّ على زَوْجِها ، كالمَنَّانَةِ .
      ـ مَنينٌ : الغُبارُ ، والحَبْلُ الضَّعيفُ ، والرجلُ الضَّعِيفُ ، والقَوِيُّ ، ضِدٌّ ، كالمَمْنُونِ ، وقرية في جَبَلِ سَنِيرٍ .
      ـ مِنَنَةُ : العَنْكَبُوتُ ، كالمَنُونةِ ، وأُنْثَى القَنافِذِ .
      ـ ما نَنْتُه : تَرَدَّدْتُ في قَضاءِ حاجتِهِ .
      ـ امْتَنَنْتُهُ : بَلَغْتُ
      ـ مَمْنُونَهُ : وهو أقْصَى ما عِنْدَه .
      ـ مُمِنَّانِ : اللَّيْلُ والنَّهارُ .
      ـ مُنَيْنُ ومَنَّانُ : اسْمانِ .
      ـ أبُو عبد الله بنُ مَنِّي : لُغَوِيٌّ .
      ـ مَنِينَا : لَقَبٌ .
      ـ مَنَّانُ : من أسْماءِ الله تعالى ، أي : المُعْطِي ابْتِداءً ،
      ـ { أجْرٌ غيرُ مَمْنُونٍ }: غيرُ مَحْسوبٍ ولا مَقْطوعٍ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. نُّبْهُ

    • ـ النُّبْهُ : الفِطْنَةُ ، والقيامُ من النَّوْمِ . وأنْبَهْتُهُ ونَبَّهْتُهُ فَتَنَبَّهَ وانْتَبَهَ .
      ـ هذا مَنْبَهَةٌ على كذا : ط مُشْعِرٌ به ط ،
      ـ مَنْبَهَةٌ لفُلانٍ : مُشْعِرٌ بقَدْرِهِ ، ومُعْلٍ له .
      ـ ما نَبِهَ له : ما فَطِنَ ، والاسمُ : النُّبْهُ .
      ـ نَّبَهُ : الضالَّةُ تُوجَدُ عن غَفْلَةٍ ، والشيءُ المَوْجودُ ، ضِدٌّ ، والمَشْهورُ ، كالنَّبِهِ .
      ـ نَبُـهَ ، ونُبُهَ ونِبُهَ : شَرُفَ ، فهو نابِهٌ ونَبِيهٌ ونَبَهٌ ، وقَوْمٌ نَبَهٌ أيضاً .
      ـ نَبَّهَ باسْمِه تَنبيهاً : نَوَّهَ .
      ـ مَنْبُوهُ الاسمِ : مَعْرُوفُهُ .
      ـ أمرٌ نابِهٌ : عظيمٌ .
      ـ أنْبَهَ حاجَتَه : نَسِيهَا ، فهي مُنْبِهَةٌ .
      ـ نَّباهُ : المُشْرِفُ الرَّفِيعُ .
      ـ نَبْهانُ : أبو حَيٍّ ، وسَمَّوْا : نابِهاً ونُبَيْهٌ ومُنَبِّهٌ ونَبيهُ ومُنْبِهٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. انتأى
    • انتأى ينتئي ، انتئ ، انتِئاءً ، فهو مُنْتإٍ :-
      انتأى الشَّخصُ نأى ؛ بَعُد :- انتَأى عن عائلته ، - انتأى عن بلدته طلبًا لعيش أفضل .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  4. المُنْتَابُ
    • المُنْتَابُ : الزَّائر .
      و المُنْتَابُ المُباحُ يُؤْخَذ بالنَّوْبَة .

    المعجم: المعجم الوسيط

  5. نبَلَ
    • نبَلَ يَنبُل ، نَبْلاً ، فهو نابِل ، والمفعول مَنْبول :-
      نبَل الهدفَ رماه بالسِّهام .


    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  6. انتابَ
    • انتابَ يَنتاب ، انْتَبْ ، انتيابًا ، فهو مُنتاب ، والمفعول مُنتاب :-
      • انتابه أمرٌ أصابه وألمّ به :- انتابه الفزعُ / الاكتئابُ / الضَّحكُ / المرضُ .
      انتاب صديقَه : قصده مرَّةً بعد مَرَّة :- فلانٌ ينتابُنا ، - تنتاب السِّباعُ المنهلَ .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  7. نبَعَ
    • نبَعَ من يَنبَع ويَنبُع ويَنبِع ، نبْعًا ونُبُوعًا ونَبَعانًا ، فهو نابِع ، والمفعول منبوع منه :-
      نبَع الماءُ ونحوُه من الأرض خرج منها يتدفَّق :- نبع النّفطُ ، - مياه نابعة ، - يَنبع العرقُ من الجبين :-
      نابع من القلب : صادر عنه .
      نبَع العرَقُ من البدَن : نضَح ، ورشَح .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  8. أنبى
    • أنبى يُنبي ، أنْبِ ، إنباءً ، فهو مُنبٍ ، والمفعول مُنْبًى :-
      • أنبيتُ الأذى ونحوَه عنه دفعته :- الصدق يُنبي عنك لا الوعيد [ مثل ]: الصدق يدفع عنك الغائلَة في الحرب لا التهديد .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  9. منبوه
    • منبوه
      1 -« رجل منبوه الاسم » : معروفه

    المعجم: الرائد

  10. المَنْبُوهُ
    • المَنْبُوهُ المَنْبُوهُ يقال : رجلٌ مَنْبُوهُ الاسم : معروفُهُ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  11. نبِهَ
    • نبِهَ لـ / نبِهَ من يَنبَه ، نَبَهًا ، فهو نبِه ، والمفعول منبوه له :-
      نبِه للأمر نبُه ، فطِن له :- نبِهت رَّبةُ البيت لتَسرُّب الغاز .
      نبِه من نومه : استيقظ .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  12. مُنَّةٌ

    • جمع : مُنَنٌ . [ م ن ن ]. :- مُنَّةُ الإِنْسَانِ :- : قُوَّتُهُ . :- لَيْسَ لِقَلْبِهِ مُنَّةٌ .

    المعجم: الغني

  13. مِنَّةٌ
    • جمع : مِنَنٌ . [ م ن ن ]. ( مصدر مَنَّ ).
      1 . :- تَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِمِنَّةٍ :- : بِالإِحْسَانِ .
      2 . :- أَهِيَ مِنَّةٌ أَمْ إِحْسَانٌ :- : مَنُّ الْمَرْءِ بِإِحْسَانِهِ وَالقَرْعُ بِهِ اِفْتِخَاراً . :- وَقَالَ الْمُخْتَارُ بِشَيْءٍ مِنْ مِنَّةٍ وَحَسَدٍ : كُلُوا وتَنَعَّمُوا ، الْمُلْكُ لَنَا والْخَيْرَاتُ لَكُمْ . ( حنا مينه ).

    المعجم: الغني

  14. مِنَّة
    • مِنَّة :-
      جمع مِنَّات ومِنن :
      1 - إحسان وإنعام :- مِنَّةُ الله على عباده .
      2 - استكثار المرء إحسانَه وفخرُه به حتى يُفسِدَه :- المِنّة تهدم الصَّنيعة : التّحذير من المَنّ بالمعروف .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  15. نبُهَ
    • نبُهَ / نبُهَ لـ يَنبُه ، نبَاهةً ، فهو نبِيه ونابِه ، والمفعول منبوه له :-
      نبُه الشّخصُ
      1 - شرُف :- نبُه بجُدوده .
      2 - اشتَهَر ، وعلا ذِكْرُه وعُرِف :- نبُه العالِمُ .
      نبُه الشّخصُ للأمر : فطِن له :- نبُه لواجبه ، - برهن عن نباهة ، - طبيب نبيه : ذكيّ .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  16. المُنَّةُ
    • المُنَّةُ : القُوَّةُ .
      يقال : ليس لقلبه مُنَّة . والجمع : مُنَنٌ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  17. المِنَّةُ
    • المِنَّةُ : الإحسانُ والإِنعام .
      و المِنَّةُ استكثارُ الإحسان والفخر به حتَّى يفسده .
      ومنه قولهم : :- المِنَّةُ تهدم الصَّنيعة . والجمع : مِنَنٌ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  18. مُنّة
    • منة - جمع من ن
      1 - منة : قوة . 2 - منة : ضعف .

    المعجم: الرائد

  19. مِنّة
    • منة - ج ، منن
      1 - مصدر من . 2 - إحسان . 3 - فخر بالإحسان على من أحسن إليه .

    المعجم: الرائد

  20. من
    • من - يمن ، منا ومنة
      1 - من عليه بما صنع : عدد له ما فعله له من الخير وفخر به

    المعجم: الرائد

  21. نبأ
    • " النَّبَأُ : الخبر ، والجمع أَنْبَاءٌ ، وإِنَّ لفلان نَبَأً أَي خبراً .
      وقوله عز وجل : عَمَّ يَتساءَلُون عن النَّبَإِ العظيم .
      قيل عن القرآن ، وقيل عن البَعْث ، وقيل عن أَمْرِ النبي ، صلى اللّه عليه وسلم .
      وقد أَنْبَأَه إِيّاه وبه ، وكذلك نَبَّأَه ، متعدية بحرف وغير حرف ، أَي أَخبر .
      وحكى سيبويه : أَنا أَنْبُؤُك ، على الإِتباع .
      وقوله : إِلى هِنْدٍ مَتَى تَسَلِي تُنْبَيْ أَبدل همزة تُنْبَئِي إِبدالاً صحيحاً حتى صارت الهمزة حرف علة ، فقوله تُنْبَيْ كقوله تُقْضَيْ .
      قال ابن سيده : والبيت هكذا وجد ، وهو لا محالة ناقص .
      واسْتَنْبأَ النَّبَأَ : بحَث عنه .
      ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي : أَنْبَأْته وأَنْبأَنِي .
      قال ذو الرمة يهجو قوماً : زُرْقُ العُيُونِ ، إِذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا * ما يَسْرِقُ العَبْدُ ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا وقيل : نَابَأْتَهم : تركْتَ جِوارَهم وتَباعَدْت عنهم .
      وقوله عز وجل : فَعمِيَتْ عليهم الأَنْبَاءُ يومئذٍ فهم لا يَتَساءَلون .
      قال الفرَّاءُ : يقول القائل ، قال اللّه تعالى : وأَقْبَلَ بَعضُهم على بعض يَتَساءَلون ؛ كيف ، قال ههنا : فهم لا يتساءَلُون ؟، قال أَهل التفسير : انه يقول عَمِيَتْ عليهم الحُجَجُ يومئذٍ ، فسكتوا ، فذلك قوله تعالى فهم لا يَتَساءَلون .
      قال أَبو منصور : سمَّى الحُجَج أَنـْبَاءً ، وهي جمع النَّبَإِ ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عن اللّه ، عز وجل .
      الجوهري : والنَبِيءُ : الـمُخْبِر عن اللّه ، عز وجل ، مَكِّيَّةٌ ، لأَنه أَنْبَأَ عنه ، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ .
      قال ابن بري : صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ .
      وفي النهاية : فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر ، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ .
      قال : ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه .
      يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنـْبَأَ .
      قال سيبويه : ليس أَحد من العرب إِلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة ، بالهمز ، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ ، إِلاّ أَهلَ مكة ، فإِنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون غيرها ، ويُخالِفون العرب في ذلك .
      قال : والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة ، يعني لقلة استعمالها ، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك .
      أَلا ترى إِلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه ، فقال له : لا تَنْبِر باسْمي ، فإِنما أَنا نَبِيُّ اللّه .
      وفي رواية : فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّهِ ولكنِّي نبيُّ اللّه .
      وذلك أَنه ، عليه السلام ، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه ، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك ، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع ، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ .
      والجمع : أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ .
      قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ : يا خاتِمَ النُّبَآءِ ، إِنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا إِنَّ الإِلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً * في خَلْقِه ، ومُحَمَّداً سَمَّاك ؟

      ‏ قال الجوهري : يُجْمع أَنْبِيَاء ، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف العلة كَعِيد وأَعْياد ، على ما نذكره في المعتل .
      قال الفرَّاءُ : النبيُّ : هو من أَنـْبَأَ عن اللّه ، فَتُرِك هَمزه .
      قال : وإِن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ ، وهي الارتفاع عن الأَرض ، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق ، فأَصله غير الهمز .
      وقال الزجاج : القِرَاءة المجمع عليها ، في الـنَّبِيِّين والأَنـْبِياء ، طرح الهمز ، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا .
      واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر .
      قال : والأَجود ترك الهمز ؛ وسيأْتي في المعتل .
      ومن غير المهموز : حديث البَراءِ .
      قلت : ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ ، فردَّ عَليَّ وقال : ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ .
      قال ابن الأَثير : انما ردَّ عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة ، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن ، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على الوجهين .
      والرَّسولُ أَخصُّ من النبي ، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً .
      ويقال : تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعَى النُّبُوّةَ .
      وتَنَبَّى كما تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه من الدجّالين الـمُتَنَبِّينَ .
      وتصغير النَّبِيءِ : نُبَيِّئٌ ، مثالُ نُبَيِّعٍ .
      وتصغير النُّبُوءة : نُبَيِّئَةٌ ، مثال نُبَيِّعةٍ .
      قال ابن بري : ذكر الجوهري في تصغير النَّبِيءِ نُبَيِّئٌ ، بالهمز على القطع بذلك .
      قال : وليس الأَمر كما ذَكر ، لأَن سيبويه ، قال : من جمع نَبِيئاً على نُبَآء ، قال في تصغيره نُبَيِّئ ، بالهمز ، ومن جمع نَبيئاً على أَنْبِياء ، قال في تصغيره نُبَيٌّ ، بغير همز .
      يريد : من لزم الهمز في الجمع لزمه في التصغير ، ومن ترك الهمز في الجمع تركه في التصغير .
      وقيل : الـنَّبيُّ مشتق من الـنَّبَاوةِ ، وهي الشيءُ الـمُرْتَفِعُ .
      وتقول العرب في التصغير : كانت نُبَيِّئةُ مُسَيْلِمَة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ .
      قال ابن بري الذي ذكره سيبوبه : كانت نُبُوّةُ مسيلمة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ ، فذكر الأَول غير مصغر ولا مهموز ليبين أَنهم قد همزوه في التصغير ، وإِن لم يكن مهموزاً في التكبير .
      وقوله عز وجل : وإِذ أَخذنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنْكَ ومِن نُوح .
      فقدّمه ، عليه الصلاة والسلام ، على نوح ، عليه الصلاة والسلام ، في أَخذ المِيثاق ، فانما ذلك لإِنّ الواو معناها الاجْتِماعُ ، وليس فيها دليلٌ أَن المذكور أَوّلاً لا يستقيم أَن يكون معناه التأْخير ، فالمعنى على مذهب أَهل اللغة : ومن نُوح وإِبراهيم ومُوسَى وعيسى بنِ مريمَ ومِنْكَ .
      وجاء في التفسير : إِنّي خُلِقْتُ قبل الأَنبياء وبُعِثْتُ بعدَهم .
      فعلى هذا لا تقديم ولا تأْخير في الكلام ، وهو على نَسَقِه .
      وأَخْذُ المِيثاقِ حين أُخْرِجوا من صُلْب آدمَ كالذَّرّ ، وهي النُّبُوءة .
      وتَنَبَّأَ الرَّجل : ادّعَى النُّبُوءة .
      ورَمَى فأَنْبَأَ أَي لم يَشْرِمْ ولم يَخْدِشْ .
      ونَبَأْتُ على القوم أَنْبَأُ نَبْأً إِذا طلعت عليهم .
      ويقال نَبَأْتُ من الأَرض إِلى أَرض أُخرى إِذا خرجتَ منها إليها .
      ونَبَأَ من بلد كذا يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً : طَرأَ .
      والنابِئُ : الثور الذي يَنْبَأُ من أَرض إِلى أَرض أَي يَخْرُج .
      قال عديّ بن زيد يصف فرساً : ولَهُ النَّعْجةُ الـمَرِيُّ تُجاهَ الرَّكْـ * ـبِ ، عِدْلاً بالنَّابِئِ المِخْراقِ أَرادَ بالنَّابِئِ : الثَّوْرَ خَرَج من بلد إِلى بلد ، يقال : نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ إِذا خَرج من بلد إِلى بلد .
      ونَبَأْتُ من أَرض إِلى أَرض إِذا خَرَجْتَ منها إِلى أُخرى .
      وسَيْلٌ نابِئٌ : جاء من بلد آخَر .
      ورجل نا بِئٌ .
      كذلك ، قال الأَخطل : أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عَنِّيَ القَذَى ، * فليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الخَمْرِ وليسَ قَذاها بالَّذِي قَدْ يَريبُها ، * ولا بِذُبابٍ ، نَزْعُه أَيْسَرُ الأَمْرِ .
      ( « وليس قذاها إلخ » سيأتي هذا الشعر في ق ذ ي على غير هذا الوجه .) ولكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ ، * أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْري ‏

      ويروى : ‏ قداها ، بالدال المهملة .
      قال : وصوابه بالذال المعجمة .
      ومن هنا ، قال الأَعرابي له ، صلى اللّه عليه وسلم ، يا نَبِيءَ اللّه ، فهَمز ، أَي يا مَن خَرَج من مكةَ إِلى المدينة ، فأَنكر عليه الهمز ، لأَنه ليس من لغة قريش .
      ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً : هَجَم وطَلَع ، وكذلك نَبَهَ ونَبَع ، كلاهما على البدل .
      ونَبَأَتْ به الأَرضُ : جاءَت به ، قال حنش بن مالك : فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ ، فإِنَّ الحُتُو * فَ يَنْبَأْنَ بالـمَرْءِ في كلِّ واد ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءاً : ارْتَفَعَ .
      والنَّبْأَةُ : النَّشْزُ ، والنَبِيءُ : الطَّرِيقُ الواضِحُ .
      والنَّبْأَةُ : صوتُ الكِلاب ، وقيل هي الجَرْسُ أَيّاً كان .
      وقد نَبَأَ نَبْأً .
      والنَّبْأَةُ : الصوتُ الخَفِيُّ .
      قال ذو الرمة : وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ ، نَدُسٌ ، * بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ ، ما في سَمْعِه كَذِبُ الرِّكْزُ : الصوتُ .
      والـمُقْفِرُ : أَخُو القَفْرةِ ، يريد الصائد .
      والنَّدُسُ : الفَطِنُ .
      التهذيب : النَّبْأَةُ : الصوتُ ليس بالشديد .
      قال الشاعر : آنَسَتْ نَبْأَةً ، وأَفْزَعَها القَنَّاصُ * قَصْراً ، وقَدْ دَنا الإِمْساءُ أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  22. نبع
    • " نَبَعَ الماءُ ونبِعَ ونَبْعَ ؛ عن اللحياني ، يَنْبِعُ وينْبَعُ ويَنْبُع ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، نَبْعاً ونُبُوعاً : تَفعَّر ، وقيل : خرج من العين ، ولذلك سميت العين يَنْبُوعاً ؛ قال الأَزهري : هو يفعول من نَبَعَ الماء إِذا جرى من العين وجمعه يَنابِيعُ ، وبناحية الحجاز عين ماء يقال لها يَنْبُعُ تَسْقِي نخيلاً لآلِ عليّ بن أَبي طالب ، رضي الله عنه ؛ فأَمّا قول عنترة : يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَيّافةٍ ، مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ فإِنما أَراد ينْبَع فأَشْبع فتحة الباء للضرورة فنشأَت بعدها أَلف ، فإِن سأَل سائل فقال : إِذا كان يَنْباعُ إِنما هو إِشباع فتحة باء يَنْبَعُ فما تقول في ينباع هذه اللفظة إِذا سميت بها رجلاً أَتصرفه معرفة أَم لا ؟ فالجواب أَن سبيله أَن لا يُصرف معرفة ، وذلك أَنه وإِن كان أَصله يَنْبَعُ فنقل إِلى يَنْباعُ فإِنه بعد النقل قد أَشبه مثالاً آخر من الفعل ، وهو يَنْفَعِلُ مثل يَنْقادُ ويَنْحازُ ، فكما أَنك لو سميت رجلاً يَنْقادُ أَو يَنْحازُ لما صرفته فكذلك ينباع ، وإِن كان قد فُقِدُ لفظ يَنْبَعُ وهو يَفْعَلُ فقد صار إِلى ينباع الذي هو بوزن ينحاز ، فإِن قلت : إِنْ ينباع يَفْعالُ ويَنْحازُ يَنْفَعِلُ ، وأَصله يَنْحَوِزُ ، فكيف يجوز أَن يشبه أَلف يَفْعالُ بعين يَنْفَعِلُ ؟ فالجواب أَنه إِنما شبهناه بها تشبيهاً لفظيّاً فساغ لنا ذلك ولم نشبهه تشبيهاً معنوياً فبفسد علينا ذلك ، على أَن الأصمعي قد ذهب في ينباع إِلى أَنه ينفعل ، قال : ويقال انْباعَ الشجاعُ يَنباعُ انبياعاً إِذا تحرك من الصف ماضياً ، فهذا ينفعل لا محالة لأَجل ماضيه ومصدره لأَن انْباعَ لا يكون إِلا انْفَعَلَ ، والانْبِياعُ لا يكون إِلاَّ انْفِعالاً ؛ أَنشد الأَصمعي : يُطْرِقُ حِلْماً وأَناةً مَعاً ، ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشُّجاع ويَنْبُوعُه : مُفَجَّرُه .
      والينْبُوعُ : الجَدْوَلُ الكثير الماء ، وكذلك العين ؛ ومنه قوله تعالى : حتى تَفْجُرَ لنا من الأَرض يَنْبوعاً ، والجمع اليَنابِيعُ ؛ وقول أَبي ذؤيب : ذَكَرَ الوُرُود بها ، وساقى أَمرُه سَوْماً ، وأَقْبَل حَيْنُه يَتَنَبَّعُ والنَّبْعُ : شجر ، زاد الأَزهريّ : من أَشجار الجبالِ تتخذ منه القِسِيُّ .
      وفي الحديث ذكر النَّبْعِ ، قيل : كان شجراً يطول ويَعْلُو فدَعا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا أَطالَك أَللهُ من عُودٍ فلم يَطُلْ بَعْدُ ؛ قال الشماخ : كأَنَّها ، وقد بَراها الإِخْماسْ ودَلَجُ الليْلِ وهادٍ قَيّاسْ ، شَرائِجُ النَّبْعِ بَراها القَوّاس ؟

      ‏ قال : وربما اقْتُدِحَ به ، الواحدة نَبْعة ؛ قال الأَعشى : ولو رُمْت في ظُلْمةٍ قادِحاً حَصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْت نارا يعني أَنه مُؤَتًّى له حتى لو قَدَحَ حصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَى له ، وذلك ما لا يتأَتّى لأَحد ، وجعل النبْعَ مثلاً في قِلّة النار ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛ وقال مرة : النبْعُ شجر أَصفرُ العُود رَزِينُه ثقيلُه في اليد وإِذا تقادم احْمَرَّ ، قال : وكل القِسِيِّ إِذا ضُمَّت إِلى قوس النْبعِ كَرَمَتْها قوْسُ النبعِ لأَنها أَجمع القِسِيِّ للأَرْزِ واللِّين ، يعين بالأَرْزِ الشدّةَ ، قال : ولا يكون العود كريماً حتى يكون كذلك ، ومن أَغصانه تتخذ السِّهامُ ؛ قال دريد بن الصمّة : وأَصْفَر من قِداحِ النبْعِ فرْع ، به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ يقول : إِنه بُرِيَ من فرْعِ الغُصْنِ ليس بِفِلْقٍ .
      المبرد : النبْعُ والشَّوْحَطُ والشَّرْيانُ شجرة واحدة ولكنها تختلف أَسماؤها لاختلاف منابِتها وتكرم على ذلك ، فما كان منها في قُلّةِ الجبَلِ فهو النبْعُ ، وما كان في سَفْحه فهو الشَّرْيان ، وما كان في الحَضِيضِ فهو الشَّوْحَطُ ، والنبع لا نار فيه ولذلك يضرب به المثل فيقال : لو اقْتَدَحَ فلان بالنبْعِ لأَوْرَى ناراً إِذا وصف بجَوْدةِ الرأْي والحِذْق بالأُمور ؛ وقال الشاعر يفضل قوس النبع على قوس الشوحط والشريان : وكيفَ تَخافُ القومَ ، أُمُّكَ هابِلٌ ، وعِنْدَكَ قوْسٌ فارِجٌ وجَفِيرُ من النبْعِ لا شَرْيانةٌ مُسْتَحِيلةٌ ، ولا شَوْحَطٌ عند اللِّقاءِ غَرُورُ والنَّبَّاعةُ : الرّمّاعةُ من رأْسِ الصبيِّ قبل أَن تَشْتَدَّ ، فإِذا اشْتَدَّت فهي اليافُوخُ .
      ويَنْبُع : موضع بين مكةَ والمدينةِ ؛ قال كثيِّر : ومَرَّ فأَرْوَى يَنْبُعاً فجُنُوبَه ، وقد جِيدَ منه جَيْدَةٌ فَعَباثِرُ ونُبايِعُ : اسم مكانٍ أَو جَبل أَوْ وادٍ في بلاد هذيل ؛ ذكره أَبو ذؤيب فقال : وكأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِعٍ ، وأُولاتِ ذِي العَرْجاءِ ، نَهْبٌ مُجْمَعُ ويجمع على نُبايِعاتٍ .
      قال ابن بري : حكى المفضل فيه الياء قبل النون ، وروى غيره نُبايِع كما ذهب إِليه ابن القطاع .
      ويُنابِعا مضموم الأَوّل مقصور : مكانٌ ، فإِذا فتح أَوّله مُدّ ، هذا قول كراع ، وحكى غيره فيه المدّ مع الضم .
      ونَبايِعات : اسم مكان .
      ويُنابِعات أَيضاً ، بضم أَوَّله ، قال أَبو بكر : وهو مثال لم يذكره سيبويه ، وأَما ابن جني فجعله رباعيّاً ، وقال : ما أَظرَفَ بأَبي بكر أَنْ أَوْرَدَه على أَنه أَحد الفوائت ، أَلا يَعْلَمُ أَن سيبويه ، قال : ويكون على يَفاعِلَ نحو اليَحامِدِ واليَرامِعِ ؟ فأَما إِلْحاق عَلَمِ التأْنيث والجمع به فزائِدٌ على المثال غير مُحْتَسَبٍ به ، وإِن رواه راوٍ نُبايِعات فنُبايِعُ نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونُقاتِلُ ، نُقِلَ وجُمِعَ وكذلك يُنابِعاوات .
      ونَوابِعُ البعير : المواضعُ التي يَسِيلُ منها عَرَقُه .
      قال ابن بري : والنَّبِيعُ أَيضاً العَرَقُ ؛ قال المرار : تَرى بِلِحَى جَماجِمها نَبِيعا وذكر الجوهري في هذه الترجمة عن الأَصمعي ، قال : يقال قد انْباعَ فلان علينا بالكلام أَي انْبَعَثَ .
      وفي المثل : مُخْرَنْبِقٌ ليَنباعَ أَي ساكِتٌ ليَنْبَعِثَ ومُطْرِقٌ ليَنْثالَ .
      قال الشيخ ابن بري : انْباعَ حقه أَن يذكره في فصل بوعَ لأَنه انفعل من باعَ الفرسُ يَبُوعُ إِذا انْبَسَطَ في جَرْيِه ، وقد ذكرناه نحن في موضعه من ترجمة بوع .
      والنَّبَّاعةُ : الاسْتُ ، يقال : كَذَبَتْ نَبّاعَتُك إِذا رَدَمَ ، ويقال بالغين المعجمة أَيضاً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  23. نبه
    • " النُّبْه : القيامُ والانْتِباهُ من النوم ، وقد نَبَّهَهُ وأَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه وانْتَبَه ، وانْتَبَهَ من نومه : استَيقَظ ، والتنبية مثله ؛

      قال : أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ ، مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ ، حتى يقالَ سَيِّدٌ ، ولستُ بِهْ وكان حكمه أَن يقول أَتَنَبَّه لأَنه ، قال أُنَبَّه ، ومطاوع فعَّلَ إنما هو تَفَعَّلَ ، لكن لما كان أُنَبَّه في معنى أُنْبَه جاء بالمطاوع عليه ، فافهم ، وقوله ثم أُنَزِّ معطوف على قوله أَنْتَبِهْ ، احْتَمَلَ الخَبْنَ في قوله زِ حَوْلَهُ ، لأَن الأَعرابي البدويّ لا يبالي الزِّحافَ ، ول ؟

      ‏ قال زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ ولم يكن هناك زِحافٌ ، إلا أَنه من باب الضرورة ، ولا يجوز القطعُ في أُنَزِّي في باب السَّعَةِ والاختيار لأَن بعده مجزوماً ، وهو قوله وأَحْتَبِهْ ، ومحال أَن تقطع أَحد الفعلين ثم ترجع في الفعل الثاني إلى العطف ، لا يجوز إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عليك برفع أُكْرِمك وجزم أُفضل ، فَتَفَهَّم .
      وفي حديث الغازي : فإن نومه ونَبَهَه خيرٌ كلُّه ؛ النبه : الانتباه من النوم .
      أَبو زيد : نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ ، وهو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له .
      ونَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّهَ : أَيقظه .
      وتَنَبَّه على الأَمر : شَعَرَ به .
      وهذ الأَمر مَنْبَهَهٌ على هذا أَي مُشْعِرٌ به ، ومَنْبَهَةٌ له أَي مشعر بقدره ومُعْلٍ له ؛ ومنه قوله : المال مَنْبَهَةٌ للكريم ، ويُسْتَغْنى به عن اللئيم .
      ونَبَّهْتُهُ على الشيء : وَقَّفْتُهُ عليه فَتَنَبَّه هو عليه .
      وما نَبِهَ له نَبَهاً أَي ما فَطِنَ ، والاسم النُّبْهُ .
      والنَّبَهُ : الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب .
      يقال : وجدت الضالة نَبَهاً عن غير طلب ، وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متى ضَلَّ .
      الأَصمعي : يقال أَضَلُّوه نَبَهاً لا يدرون متى ضَلَّ حتى انْتَبَهوا له ؛ قال ذو الرُّمَّةِ يصف ظَبْياً قد انْحَنى في نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ : كأَنه دُمْلُجٌ ، من فِضَّةٍ ، نَبَهٌ ، في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحَيّ ، مَفْصومُ إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام ، ونَبَهٌ هنا بدل من دُمْلُجٍ .
      وأَضَلَّهُ نَبَهاً : لم يدر متى ضَلَّ .
      قال ابن بري : وهذا البيت شاهد على النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ ، قال : شَبَّه ولد الظَّبْيَةِ حين انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كما كان ولد الظَّبيةِ كذلك ، وقال في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيّ لأَن مَلْعَب الحيّ قد عُدِلَ به عن الطريق المسلوك ، كما أَن الظبية قد عَدَلَت بولدها عن طريق الصَّيَّادِ ، وقوله مَفْصوم ولم يقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الكسر والتَّبَرِّي ، وإنما يريد أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلى فخذه واستدار كان كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَي مصدوع من غير انفراج .
      وأَنْبَه حاجتَه : نسيها .
      قال الأَصمعي : وسمعت من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتي نسيتُها ، فهي مُنْبَهَةٌ .
      ويقال للقوم ذهَب لهمُ الشيء لا يدرون مَتى ذهَب : قد أَنْبَهوه إنْباهاً .
      والنَّبَه : الضالة لا يُدْرى متى ضَلَّتْ وأَين هي .
      يقال : فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً أَي لا علم لي كيف أَضللته ؛ قال : وقول ذي الرمة : كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ وضعه في غير موضعه ، كان ينبغي له أَن يقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً .
      وقال شمر : النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقط الضالُّ .
      وشيء نَبَهٌ ونَبِهٌ أَي مشهور .
      ورجل نَبِيهٌ : شَريف .
      ونَبُهَ الرجلُ ، بالضم : شرُفَ واشتهر نَباهَةً فهو نَبِيهٌ ونابِهٌ ، وهو خلاف الخامل .
      ونَبَّهْتُه أَنا : رفعته من الخمول .
      يقال : أَشِيعوا بالكُنى فإنها مَنْبَهَةٌ .
      وفي الحديث : فإنه مَنْبَهةٌ للكريم أَي مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةُ .
      يقال : نَبُهَ يَنْبُه إذا صار نَبِيهاً شريفاً .
      والنَّباهَةُ : ضد الخُمُولِ ، وهو نَبَهٌ .
      وقوم نَبَهٌ كالواحد ؛ عن ابن الأَعرابي ، كأَنه اسم للجمع .
      ورجل نَبَهٌ ونَبِيهٌ إذا كان معروفاً شريفاً ؛ ومنه قول طَرَفَة يمدح رجلاً : كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى ، نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ ونَبَّه باسمه : جعله مذكوراً .
      وإنه لمَنْبوه الاسم : معروفُهُ ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وأَمرٌ نابهٌ : عظيمٌ جليل .
      أَبو زيد : نَبِهْتُ للأَمر ، بالكسر ، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً ، وهو الأَمر تنساه ثم تتنَبَّهُ له .
      ونابِهٌ ونُبَيْهٌ ومُنَبِّه : أَسماء .
      ونَبْهانُ : أَبو حَيٍّ من طَيٍّ ، وهو نَبْهانُ بن عمرو .
      "

    المعجم: لسان العرب

  24. منن
    • " مَنَّهُ يَمُنُّه مَنّاً : قطعه .
      والمَنِينُ : الحبل الضعيف .
      وحَبل مَنينٌ : مقطوع ، وفي التهذيب : حبل مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع ، والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ .
      وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِينٌ ، ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ .
      والمَنِينُ الغبار ، وقيل : الغبار الضعيف المنقطع ، ويقال للثوب الخَلَقِ .
      والمَنُّ : الإعْياء والفَتْرَةُ .
      ومََنَنْتُ الناقة : حَسَرْتُها .
      ومَنَّ الناقة يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بها : هزلها من السفر ، وقد يكون ذلك في الإنسان .
      وفي الخبر : أَن أَبا كبير غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه .
      والمُنَّةُ ، بالضم : القوَّة ، وخص بعضهم به قوة القلب .
      يقال : هو ضعيف المُنَّة ، ويقال : هو طويل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوي المُنّة ؛ الأُمة : القامة ، والسُّنّة : الوجه ، والمُنّة : القوة .
      ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف ، كأنَّ الدهر مَنَّه أَي ذهب بمُنَّته أَي بقوته ؛ قال ذو الرمة : مَنَّهُ السير أَحْمقُ أَي أَضعفه السير .
      والمَنينُ : القوي .
      وَالمَنِينُ : الضعيف ؛ عن ابن الأَعرابي ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد : يا ريَّها ، إن سَلِمَتْ يَميني ، وَسَلِمَ الساقي الذي يَلِيني ، ولم تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السر يَمُنُّه مَنّاً : أَضعفه وأَعياه .
      ومَنَّه يَمُنُّه مَنّاً : نقصه .
      أَبو عمرو : المَمْنون الضعيف ، والمَمْنون القويّ .
      وقال ثعلب : المَنينُ الحبل القوي ؛

      وأَنشد لأَبي محمد الأَسدي : إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلى اثنتين في مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ ، والاثنتان عرْقُوتا الدلو .
      والمَنينُ : الحبل القويّ الذي له مُنَّةٌ .
      والمَنِينُ أَيضاً : الضعيف ، وشَرْجَعٌ : طويل .
      والمَنُونُ : الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء يضعفه وينقصه ويقطعه ، وقيل : المَنُون الدهر ؛ وجعله عَدِيُّ بن زيد جمعاً فقال : مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَيْه من أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وهو يذكر ويؤنث ، فمن أَنث حمل على المنية ، ومن ذَكَّرَ حمل على الموت ؛ قال أَبو ذؤيب : أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ ، والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وقد روي ورَيْبها ، حملاً على المنِيَّة ، قال : ويحتمل أَن يكون التأْنيث راجعاً إلى معنى الجنسية والكثرة ، وذلك لأَن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار ؛ قال الفارسي : إنما ذكّره لأَنه ذهب به إلى معنى الجنس .
      التهذيب : من ذكّر المنون أَراد به الدهر ؛

      وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً : أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الجوهري للأَعشى : أَأَن رأَتْ رجلاً أَعْشى أَضرَّ به رَيْبُ المَنُونِ ، ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابي :، قال الشَّرْقِيّ بن القُطامِيِّ المَنايا الأحداث ، والحمام الأَجَلُ ، والحَتْفُ القَدَرُ ، والمَنُون الزمان .
      قال أَبو العباس : والمَنُونُ يُحْمَلُ معناه على المَنايا فيعبر بها عن الجمع ؛

      وأَنشد بيت عَدِيّ بن زيد : مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد المنايا فلذلك جمع الفعل .
      والمَنُونُ : المنية لأَنها تقطع المَدَدَ وتنقص العَدَد .
      قال الفراء : والمَنُون مؤنثة ، وتكون واحدة وجمعاً .
      قال ابن بري : المَنُون الدهر ، وهواسم مفرد ، وعليه قوله تعالى : نَتَرَبَّصُ به رَيْبَ المَنُونِ ؛ أَي حوادث الدهر ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب : أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّع ؟

      ‏ قال : أَي من الدهر وريبه ؛ ويدل على صحة ذلك قوله : والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ فأَما من ، قال : وريبها فإنه أَنث على معنى الدهور ، ورده على عموم الجنس كقوله تعالى : أَو الطِّفْل الذين لم يظهروا ؛ وكقول أَبي ذؤيب : فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وكقوله عز وجل : ثم اسْتَوى إلى السماء فسَوَّاهُنَّ ؛ وكقول الهُذَليِّ : تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْس ؟

      ‏ قال : ويدلك على أَن المَنُون يرادُ بها الدُّهور قول الجَعْديّ : وعِشْتِ تعيشين إنَّ المَنُو نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساس ؟

      ‏ قال ابن بري : فسر الأَصمعي المَنُون هنا بالزمان وأَراد به الأَزمنة ؛ قال : ويدُلّك على ذلك قوله بعد البيت : فَحِيناً أُصادِفُ غِرَّاتها ، وحيناً أُصادِفُ فيها شِماسا أَي أُصادف في هذه الأَزمنة ؛ قال : ومثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي : غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى ، فخان بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فإن على الفَتى الإقْدامَ فيها ، وليس عليه ما جنت المَنُون ؟

      ‏ قال : والمَنُون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله : فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُون ؟

      ‏ قال : ومن هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاري : أَنسيتمُ عَهْدَ النبيّ إليكمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْرى المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا أَي إِلى آخر الدهر ؛ قال : وأَما قول النابغة : وكل فَتىً ، وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى ، سَتَخْلِجُه عن الدنيا المَنُون ؟

      ‏ قال : فالظاهر أَنه المنية ؛ قال : وكذلك قول أَبي طالب : أَيّ شيء دهاكَ أَو غال مَرْعا ك ، وهل أَقْدَمَتْ عليك المَنُون ؟

      ‏ قال : المَنُونُ هنا المنية لا غير ؛ وكذلك قول عمرو ابن حَسَّان : تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ، ولكلّ حاملةٍ تَمامُ وكذلك قول ابن أَحمر : لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم اللُّهَيمِ : اسم للمنية ، والمنونُ هنا : المنية ؛ ومنه قول أَبي دُوَادٍ : سُلِّطَ الموتُ والمَنُونُ عليهم ، فَهُمُ في صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عليه يَمُنُّ مَنّاً : أَحسن وأَنعم ، والاسم المِنَّةُ .
      ومَنَّ عليه وامْتَنَّ وتمَنَّنَ : قَرَّعَه بِمِنَّةٍ ؛ أَنشد ثعلب : أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي يُعْطي النِّعَمْ ، من غيرِ ما تمَنُّنٍ ولا عَدَمْ ، بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم وفي المثل : كَمَنِّ الغيثِ على العَرْفَجةِ ، وذلك أَنها سريعة الانتفاع بالغيث ، فإِذا أَصابها يابسةً اخضرَّت ؛ يقول : أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ على العرفجةِ ؟ وقالوا : مَنَّ خَيْرَهُ َيمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه ؛

      قال : كأَني ، إِذْ مَنَنْتُ عليك خَيري ، مَنَنْتُ على مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً : اعتقد عليه مَنّاً وحسَبَهُ عليه .
      وقوله عز وجل : وإِنَّ لكَ لأَجْراً غيرَ مَمْنونِ ؛ جاء في التفسير : غير محسوب ، وقيل : معناهُ أَي لا يَمُنُّ الله عليهم (* قوله « أي لا يمن الله عليهم إلخ » المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب ، وكأنه انتقال نظر من تفسير آية : وإن لك لأجراً ، إلى تفسير آية : لهم أجر غير ممنون ، هذه العبارة من التهذيب ‏ أو ‏ المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا للمراجعة ).
      به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما يفعل بخلاءُِ المُنْعِمِين ، وقيل : غير مقطوع من قولهم حبل مَنِين إِذا انقطع وخَلَقَ ، وقيل : أَي لا يُمَنُّ به عليهم .
      الجوهري : والمَنُّ القطع ، ويقال النقص ؛ قال لبيد : غُبْساً كَوَاسبَ لا يُمَنُّ طَعامُه ؟

      ‏ قال ابن بري : وهذا الشعر في نسخة ابن القطاع من الصحاح : حتى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ ، وأَرْسَلوا غُبْساً كَواسِبَ لا يُمَنُّ طعامُه ؟

      ‏ قال : وهو غلط ، وإِنما هو في نسخة الجوهري عجز البيت لا غير ، قال : وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجُزَه ، وإِنما عجُزُهُ : حتى إِذا يَئسَ الرُّماةُ ، وأَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُه ؟

      ‏ قال : وأَما صدر البيت الذي ذكره الجوهري فهو قوله : لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كوَاسِبُ لا يُمَنُّ طعامُه ؟

      ‏ قال : وهكذا هو في شعر لبيد ، وإِنما غلط الجوهري في نصب قوله غُبْساً ، والله أَعلم .
      والمِنِّينَى : من المَنِّ الذي هو اعتقاد المَنِّ على الرجل .
      وقال أَبو عبيد في بعض النسخ : المِنَّينى من المَنِّ والامْتنانِ .
      ورجل مَنُونَةٌ ومَنُونٌ : كثير الامتنان ؛ الأَخيرة عن اللحياني .
      وقال أَبو بكر في قوله تعالى : مَنَّ اللهُ علينا ؛ يحتمل المَنُّ تأْويلين : أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان ، يقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْْه نعمةٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه ، والثاني مَنَّ فلانٌ على فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان وفخَرَ به وأَبدأَ فيه وأَعاد حتى يُفْسده ويُبَغِّضه ، فالأَول حسن ، والثاني قبيح .
      وفي أَسماء الله تعالى : الحَنّانُ المَنّانُ أَي الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام ؛

      وأَنشد : إِن الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهِمْ زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ وقال في موضع آخر في شرح المَنَّانِ ، قال : معناه المُعْطِي ابتداء ، ولله المِنَّة على عباده ، ولا مِنَّة لأَحد منهم عليه ، تعالى الله علوّاً كبيراً .
      وقال ابن الأَثير : هو المنعم المُعْطي من المَنِّ في كلامهم بمعنى الإِحسان إِلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه .
      والمَنّانُ : من أَبنية المبالغة كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ ، والمِنِّينى منه كالخِصَّيصَى ؛ وأَنشد ابن بري للقُطاميّ : وما دَهْري بمِنِّينَى ، ولكنْ جَزَتْكم ، يا بَني جُشَمَ ، الجَوَازي ومَنَّ عليه مِنَّةً أَي امْتَنَّ عليه .
      يقال : المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنيعة .
      وفي الحديث : ما أَحدٌ أَمَنَّ علينا من ابن أَبي قُحافَةَ أَي ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله وذات يده ، وقد تكرر في الحديث .
      وقوله عز وجل : لا تُبْطِلُوا صدقاتكم بالمَنِّ والأَذى ؛ المَنُّ ههنا : أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به كأَنك إِنما تقصد به الاعتداد ، والأَذى : أَن تُوَبِّخَ المعطَى ، فأَعلم الله أَن المَنَّ والأَذى يُبْطِلان الصدقة .
      وقوله عز وجل : ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ ؛ أَي لا تُعْطِ شيئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه .
      وفي الحديث : ثلاثة يشْنَؤُهُمُ الله ، منهم البخيل المَنّانُ .
      وقد يقع المَنَّانُ على الذي لا يعطي شيئاً إِلاَّ مَنَّه واعتَدّ به على من أَعطاه ، وهو مذموم ، لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ .
      والمَنُون من النساء : التي تُزَوَّجُ لمالها فهي أَبداً تَمُنُّ على زوجها .
      والمَنَّانةُ : كالمَنُونِ .
      وقال بعض العرب : لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً .
      الجوهري : المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ .
      وفي الحديث : الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤها شفاء للعين .
      ابن سيده : المَنُّ طَلٌّ ينزل من السماء ، وقيل : هو شبه العسل كان ينزل على بني إِسرائيل .
      وفي التنزيل العزيز : وأَنزلنا عليهم المَنَّ والسَّلْوَى ؛ قال الليث : المَنُّ كان يسقط على بني إِسرائيل من السماء إِذْ هُمْ في التِّيه ، وكان كالعسل الحامِسِ حلاوةً .
      وقال الزجاج : جملة المَنِّ في اللغة ما يَمُنُّ الله عز وجل به مما لا تعب فيه ولا نَصَبَ ، قال : وأَهل التفسير يقولون إِن المَنَّ شيء كان يسقط على الشجر حُلْوٌ يُشرب ، ويقال : إِنه التَّرَنْجَبينُ ، وقيل في قوله ، صلى الله عليه وسلم ، الكَمْأَةُ من المَنِّ : إِنما شبهها بالمَنِّ الذي كان يسقط على بني إِسرائيل ، لأَنه كان ينزل عليهم من السماء عفواً بلا علاج ، إِنما يصبحون وهو بأَفْنِيَتهم فيتناولونه ، وكذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فيها بَبَذْرٍ ولا سقي ، وقيل : أَي هي مما منَّ الله به على عباده .
      قال أَبو منصور : فالمَنُّ الذي يسقط من السماء ، والمَنُّ الاعتداد ، والمَنُّ العطاء ، والمَنُّ القطع ، والمِنَّةُ العطية ، والمِنَّةُ الاعتدادُ ، والمَنُّ لغة في المَنَا الذي يوزن به .
      الجوهري : والمَنُّ المَنَا ، وهو رطلان ، والجمع أَمْنانٌ ، وجمع المَنا أَمْناءٌ .
      ابن سيده : المَنُّ كيل أَو ميزان ، والجمع أَمْنانٌ .
      والمُمَنُّ : الذي لم يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ : القنفذ .
      التهذيب : والمِنَنةُ العَنْكبوت ، ويقال له مَنُونةٌ .
      قال ابن بري : والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ ؛ قال : قد يَنْشَطُ الفِتْيانُ بعد المَنِّ التهذيب عن الكسائي ، قال : مَنْ تكون اسماً ، وتكون جَحْداً ، وتكون استفهاماً ، وتكون شرْطاً ، وتكون معرفة ، وتكون نكرة ، وتكون للواحد والاثنين والجمع ، وتكون خصوصاً ، وتكون للإِنْسِ والملائكة والجِنِّ ، وتكون للبهائم إِذا خلطتها بغيرها ؛

      وأَنشد الفراء فيمن جعلها اسماً هذا البيت : فَضَلُوا الأَنامَ ، ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ ، وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيم ؟

      ‏ قال : موضع مَنْ خفض ، لأَنه قسم كأَنه ، قال : فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس والله الذي برأ عُبْدانَهُم .
      قال أَبو منصور : وهذه الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير مَنْ موجودة في الكتاب ؛ أَما الاسم المعرفة فكقولك : والسماء ومَنْ بناها ؛ معناه والذي بناها ، والجَحْدُ كقوله : ومَنْ يَقْنَطُ من رحمة ربه إِلاَّ الضالُّون ؛ المعنى لا يَقْنَطُ .
      والاستفهام كثير وهو كقولك : من تَعْني بما تقول ؟ والشرط كقوله : من يَعْمَلْ مثقال ذَرَّةٍ خيراً يره ، فهذا شرط وهو عام .
      ومَنْ للجماعة كقوله تعالى : ومَنْ عَمِلَ صالحاً فلأَنفسهم يَمْهدون ؛ وكقوله : ومن الشياطين مَنْ يَغُوصون له .
      وأَما في الواحد فكقوله تعالى : ومنهم مَنْ يَسْتمِعُ إِليك ، فوَحَّدَ ؛ والاثنين كقوله : تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني ، نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصْطحبان ؟

      ‏ قال الفراء : ثنَّى يَصْطَحِبان وهو فعل لمَنْ لأَنه نواه ونَفْسَه .
      وقال في جمع النساء : ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله ورسوله .
      الجوهري : مَنْ اسم لمن يصلح أَن يخاطَبَ ، وهو مبهم غير متمكن ، وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة ؛ قال الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله على المعنى لا على اللفظ ، قال : والبيت رديء لأَنه أَبدل من قبل أَن يتم الاسم ، قال : ولها أَربعة مواضع : الاستفهام نحو مَنْ عندك ؟ والخبر نحو رأَيت مَنْ عندك ، والجزاء نحو مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ ، وتكون نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان محسن ؛ قال بشير بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك الأَنصاري : وكفَى بنا فَضْلاً ، على مَنْ غَيرِنا ، حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ إِيّانا خفض غير على الإِتباع لمَنْ ، ويجوز فيه الرفع على أَن تجعل مَنْ صلة بإِضمار هو ، وتحكى بها الأَعلام والكُنَى والنكرات في لغة أَهل الحجاز إِذ ؟

      ‏ قال رأَيت زيداً قلت مَنْ زيداً ، وإِذا ، قال رأَيت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نكرة ، وإِن ، قال جاءني رجل قلت مَنُو ، وإِن ، قال مررت برجل قلت مَنِي ، وإِ ؟

      ‏ قال جاءني رجلان قلت مَنَانْ ، وإِن ، قال مررت برجلين قلت مَنَينْ ، بتسكين النون فيهما ؛ وكذلك في الجمع إِن ، قال جاءني رجال قلت مَنُونْ ، ومَنِينْ في النصب والجرّ ، ولا يحكى بها غير ذلك ، لو ، قال رأَيت الرجل قلت مَنِ الرجلُ ، بالرفع ، لأَنه ليس بعلم ، وإِن ، قال مررت بالأَمير قلت مَنِ الأَمِيرُ ، وإِن ، قال رأَيت ابن أَخيك قلت مَنِ ابنُ أَخيك ، بالرفع لا غير ، قال : وكذلك إِن أَدخلت حرف العطف على مَنْ رفعت لا غير قلت فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ ، وإِن وصلت حذفت الزيادات قلت مَنْ يا هذا ، قال : وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل ؛ قال الشاعر : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا : الجِنُّ قلتُ : عِمُوا ظَلاما وتقول في المرأَة : مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ ، كله بالتسكين ، وإِن وصلت قلت مَنَةً يا هذا ومناتٍ يا هؤلاء .
      قال ابن بري :، قال الجوهري وإِن وصلت قلت مَنةً يا هذا ، بالتنوين ، ومَناتٍ ؛ قال : صوابه وإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث ، وإِن ، قال : رأَيت رجلاً وحماراً ، قلت مَنْ وأَيَّا ، حذفت الزيادة من الأَول لأَنك وصلته ، وإِن ، قال مررت بحمار ورجل قلت أَيٍّ ومَنِي ، فقس عليه ، قال : وغير أَهل الحجاز لا يرون الحكاية في شيء منه ويرفعون المعرفة بعد مَنْ ، اسماً كان أَو كنية أَو غير ذلك .
      قال الجوهري : والناس اليوم في ذلك على لغة أَهل الحجاز ؛ قال : وإِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه على حرفين كقول خِطامٍ المُجاشِعيّ : فرَحلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ ، حتى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي أَبْرَكْناها إِلى رجل وأَيّ رجل ، يريد بذلك تعظيم شأْنه ، وإِذا سميت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ ومررت بمَنٍ ، قال ابن بري : وإِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّيُّ ، وإِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّيُّ ؛ وفي حديث سَطِيح : يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَن ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : هذا كما يقال أَعيا هذا الأَمر فلاناً وفلاناً عند المبالغة والتعظيم أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف ، يعني أَن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم : بعد اللَّتَيّا والتي ، استعظاماً لشأْن المخلوق .
      وقوله في الحديث : مَنْ غَشَّنا فليس منا أَي ليس على سيرتنا ومذهبنا والتمسك بسُنَّتنا ، كما يقول الرجل أَنا منْك وإِليك ، يريد المتابعة و الموافقة ؛ ومنه الحديث : ليس منّا من حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ ، وقد تكرر أَمثاله في الحديث بهذا المعنى ، وذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد به النفي عن دين الإِسلام ، ولا يصح .
      قال ابن سيده : مَنْ اسم بمعنى الذي ، وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في البِعادِ والطُّولِ ، وذلك أَنك إِذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جميع الناس ، ولولا هو لاحتجت أَن تقول إِن يَقُمْ زيد أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم ونحو ذلك ، ثم تقف حسيراً مبهوراً ولَمّا تَجِدْ إِلى غرضك سبيلاً ، فإِذا قلت مَنْ عندك أَغناك ذلك عن ذكر الناس ، وتكون للاستفهام المحض ، وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك : مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ ، فإِذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر ؛ وأَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّيِّ : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ ؟، قالوا : سَرَاةُ الجِنِّ قلت : عِمُوا ظَلام ؟

      ‏ قال : فمن رواه هكذا فإِنه أَجرى الوصل مُجْرَى الوقف ، فإِن قلت فإِنه في الوقف إِنما يكون مَنُونْ ساكن النون ، وأَنت في البيت قد حركته ، فهو إِذاً ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف ؟ فالجواب أَنه لما أَجراه في الوصل على حده في الوقف فأَثبت الواو والنون التقيا ساكنين ، فاضطر حينئذ إِلى أَن حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن ، فهذه الحركة إِذاً إِنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف ، وإِنما اضطر إِليها للوصل ؛ قال : فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل ، وذلك أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فقال مَنُونَ أَنتم على قوله أَيُّونَ أَنتم ، وكما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ منهما ، أَلا ترى أَن حكاية يونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلاً ؟ فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أَنشدناه من قوله الآخر : وأَسْماءُ ، ما أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ ، وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فجعل أَيّاً اسماً للجهة ، فلما اجتمع فيها التعريف والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ ، وإِن شئت قلت كان تقديره مَنُون كالقول الأَول ، ثم ، قال أَنتم أَي أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات ، كقول عَدِيٍّ : أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ ، فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ ، وكذلك أَراد لأَي ذيْنِك .
      وقولهم في جواب مَنْ ، قال رأَيت زيداً المَنِّيُّ يا هذا ، فالمَنِّيُّ صفة غير مفيدة ، وإِنما معناه الإِضافة إِلى مَنْ ، لا يُخَصُّ بذلك قبيلةٌ معروفة كما أَن مَن لا يَخُصُّ عيناً ، وكذلك تقول المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات ، فإِذا وصلت أَفردت على ما بينه سيبويه ، قال : وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التَّعَجُّب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب : سبحان الله مَنْ هو وما هو ؛ وأَما قوله : جادَتْ بكَفَّيْ كان مِنْ أَرْمى البَشَرْْ فقد روي مَنْ أَرمى البَشر ، بفتح ميم مَنْ ، أَي بكفَّيْ مَنْ هو أَرْمى البشرِ ، وكان على هذا زائدة ، ولو لم تكن فيه هذه الرواية لَمَا جاز القياس عليه لفُرُوده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع ، أَلا تراك لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ ولا نظرت إِلى غلامُهُ سعيدٌ ؟، قال : هذا قول ابن جني ، وروايتنا كان مِنْ أَرْمى البشر أَي بكفَّيْ رجلٍ كان .
      الفراء : تكون مِنْ ابتداءَ غاية ، وتكون بعضاً ، وتكون صِلةً ؛ قال الله عز وجل : وما يَعْزُبُ عن ربك من مثقال ذَرَّةٍ ؛ أَي ما يَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ ؛ ولداية الأَحنف فيه : والله لولا حَنَفٌ برجْلِهِ ، ما كان في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِه ؟

      ‏ قال : مِنْ صِلةٌ ههنا ، قال : والعرب تُدْخِلُ مِنْ على جمع المَحالّ إِلا على اللام والباء ، وتدخل مِنْ على عن ولا تُدْخِلُ عن عليها ، لأَن عن اسم ومن من الحروف ؛ قال القطامي : مِنْ عَنْ يمين الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَل ؟

      ‏ قال أَبو عبيد : والعرب تضَعُ مِن موضع مُذْ ، يقال : ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي مُذْ سنةٍ ؛ قال زهير : لِمَنِ الدِّيارُ ، بقُنَّةِ الحِجْرِ ، أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ .
      الجوهري : تقول العرب ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سنة .
      وفي التنزيل العزيز : أُسِّسَ على التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يوم ؛ قال : وتكون مِنْ بمعنى على كقوله تعالى : ونصرناه مِنَ القوم ؛ أَي على القوم ؛ قال ابن بري : يقال نصرته مِنْ فلان أَي منعته منه لأَن الناصر لك مانع عدوّك ، فلما كان نصرته بمعنى منعته جاز أَن يتعدّى بمن ، ومثله فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفون عن أَمره ، فعدّى الفعل بمعَنْ حَمْلاً على معنى يَخْرُجون عن أَمره ، لأَن المخالفة خروج عن الطاعة ، وتكن مِنْ بعَنْ البدل كقول الله تعالى : ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم مَلائكةً ؛ معناه : ولو نشاء لجعلنا بَدَلَكُم ، وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله : أَمِنْ آلِ ليلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عرفت الديارا .
      ومِنْ ، بالكسر : حرف خافض لابتداء الغاية في الأَماكن ، وذلك قولك مِنْ مكان كذا وكذا إِلى مكان كذا وكذا ، وخرجت من بَغْداد إِلى الكوفة ، و تقول إِذا كتبت : مِنْ فلانٍ إِلى فلان ، فهذه الأَسماء التي هي سوى الأَماكن بمنزلتها ؛ وتكون أَيضاً للتبعيض ، تقول : هذا من الثوب ، وهذا الدِّرْهم من الدراهم ، وهذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم ؛ وتكون للجنس كقوله تعالى : فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نَفْساً .
      فإن قيل : كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما ، قال منه ؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما ، قال تعالى : فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوثان ، ولم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان ، ولكن المعنى فاجتنبوا الرِّجْسَ الذي هو وَثَنٌ ، وكُلُوا الشيء الذي هو مَهْرٌ ، وكذلك قوله عز وجل : وعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مَغْفرةً وأَجراً عظيماً .
      قال : وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلام مستقيماً ولكنها توكيد بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافة ، وذلك قولك : ما أَتاني مِنْ رجلٍ ، وما رأَيت من أَحد ، لو أَخرجت مِنْ كان الكلام مستقيماً ، ولكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعيض ، فأَراد أَنه لم يأْته بعض الرجال ، وكذلك : ويْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن جعل التعجب من بعض ، وكذلك : لي مِلْؤُهُ من عَسَل ، وهو أَفضل من زيد ، إِنما أَراد أَن يفضله على بعض ولا يعم ، وكذلك إِذا قلت أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هذا وقولَكَ أَفضل منك لا يستغنى عن مِنْ فيهما ، لأَنها توصل الأَمر إِلى ما بعدها .
      قال الجوهري : وقد تدخل منْ توكيداً لَغْواً ، قال :، قال الأَخفش ومنه قوله تعالى : وتَرَى الملائكةَ خافِّينَ من حَوْلِ العرش ؛ وقال : ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قلبين في جوفه ، إِنما أَدْخلَ مِنْ توكيداً كما تقول رأَيت زيداً نفسه .
      وقال ابن بري في استشهاده بقوله تعالى : فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوْثانِ ،
      ، قال : مِنْ للبيان والتفسير وليست زائدة للتوكيد لأَنه لا يجوز إسقاطها بخلاف وَيْحَهُ من رجلٍ .
      قال الجوهري : وقد تكون مِنْ للبيان والتفسير كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ ، فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِيِّ في قولك دَرُّك وتَرْجَمةٌ عنه .
      وقوله تعالى : ويُنَزِّلُ من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ ؛ فالأُولى لابتداء الغاية ، والثانية للتبعيض ، والثالثة للبيان .
      ابن سيده : قا ل سيبويه وأَما قولك رأَيته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غاية رؤْيتك كما جعلته غاية حيث أَردت الابتداء والمُنْتَهى .
      قال اللحياني : فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابْنِكَ .
      وحكي عن طَيِّءٍ وكَلْبٍ : اطْلُبُوا مِنِ الرحمن ، وبعضهم يفتح النون عند اللام وأَلف الوصل فيقول مِنَ القوم ومِنَ ابْنِكَ ، قال : وأُراهم إِنما ذهبوا في فتحها إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا ، فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف وبقيت النون مفتوحة ، قال : وهي في قُضَاعَةَ ؛

      وأَنشد الكسائي عن بعض قُضاعَةَ : بَذَلْنا مارِنَ الخَطِِّّيِّ فيهِمْ ، وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظلام ؟

      ‏ قال ابن جني :، قال الكسائي أَراد مِنْ ، وأَصلُها عندهم مِنَا ، واحتاج إِليها فأَظهرها على الصحة هنا .
      قال ابن جني : يحتمل عندي أَن كون منَا فِعْلاً من مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كقوله : حتى تُلاقي الذي يَمْني لك الماني أَي يُقَدِّرُ لك المُقَدِّرُ ، فكأَنه تقدير ذلك الوقتِ وموازنته أَي من أَول النهار لا يزيد ولا ينقص .
      قال سيبويه :، قال مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤْمنين ففتحوا ، وشبَّهوها بأَيْنَ وكَيْفَ ، عني أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنين ، لكن فتحوا لما ذكر ، قال : وزعموا أَن ناساً يقولون مِنِ اللهِ فيكسرونه ويُجْرُونه على القياس ، يعني أَن الأَصل في كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنين ؛ قال : وقد اختلفت العرب في مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غير الأَلف واللام ، فكسره قوم على القياس ، وهي أَكثر في كلامهم وهي الجيدة ، ولم يَكْسِروا في أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر ، إِذ الأَلف واللام كثيرة في الكلام تدخل في كل اسم نكرة ، ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزلة الشاذ ، وكذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امْرِئٍ ، قال : وقد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قولك مِنَ المسلمين ، قال أَبو إِسحق : ويجوز حذف النون من مِنْ وعَنْ عند الأَلف واللام لالتقاء الساكنين ، وحذفها من مِنْ أَكثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن في الكلام أَكثر من دخول عَنْ ؛

      وأَنشد : أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَيْر الذي قَدْ يقال م الكَذِب ؟

      ‏ قال ابن بري : أَبو دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بنته .
      ابن الأَعرابي : يقال مِنَ الآن ومِ الآن ، يحذفون ؛

      وأَنشد : أَلا أَبْلغَ بَني عَوْفٍ رَسولاً ، فَمَامِ الآنَ في الطَّيْرِ اعتذارُ يقول لا أََعتذر بالتَّطَيُّرِ ، أَنا أُفارقكم على كل حال .
      وقولهم في القَسَم : مِنْ رَبِّي ما فعلت ، فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء ههنا ، لأَن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض إِذا لم يلتبس المعنى .
      "

    المعجم: لسان العرب

  25. نبل
    • " النُّبْل ، بالضم : الذَّكاءُ والنَّجابة ، وقد نَبُلَ نُبْلاً ونَبالة وتَنَبَّل ، وهو نَبِيلٌ ونَبْلٌ ، والأُنثى نَبْلة ، والجمع نِبالٌ ، بالكسر ، ونَبَلٌ ، بالتحريك ، ونَبَلة .
      والنَّبِيلة : الفَضِيلة (* قوله « ونبل بالتحريك ونبلة والنبيلة الفضيلة » هكذا في الأصل المعول عليه مصلحاً بخط السيد مرتضى لتقطيع في الورق ، وفي بعض النسخ : ونبل بالتحريك مثل كريم وكرم ، الليث : النبل في الفضل والفضيلة إلى آخر ما هنا )، وأَما النَّبالة فهي أَعمّ تجري مَجْرَى النُّبْل ، وتكون مصدراً للشيء النَّبيل الجسيم ؛

      وأَنشد : ‏ كَعْثَبُها نَبِيل ؟

      ‏ قال : وهو يَعيبها بهذا ، قال : والنَّبَلُ في معنى جماعة النَّبيل ، كما أَن الأَدَم جماعة الأَدِيم ، والكَرَم قد يجيء جماعة الكريم .
      وفي بعض القول : رجل نَبْل وامرأَة نَبْلة وقوم نِبالٌ ، وفي المعنى الأَول قوم نُبَلاء .
      الجوهري : النُّبْل والنَّبالة الفَضْل ، وامرأَة نَبِيلة في الحسن بَيِّنة النَّبالة ؛

      وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة امرأَة : ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ ، إِلاَّ لِحُسنِ الخَلْق والنَّبالَهْ وكذلك الناقة في حسن الخَلْق .
      وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم : حَسَنه مع غلظ ؛ قال عنترة : وَحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْل الشَّوَى ، مهدٍ مراكِلُهُ ، نَبِيلِ المَحْزِمِ وكذلك الرجل ؛

      أَنشد ثعلب في صفة رجل : فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ ، لم يَلْقَ بُؤْساً لحمه ولا دَمُهْ

      ويقال : ما انتَبَلَ نَبْلَهُ إِلاَّ بأَخَرةٍ ، ونُبْلَه ونَبَالَه كذلك أَي لم يَنْتَبِه له وما بالي به ؛ قال يعقوب : وفيها أَربع لغات : نُبْلَه ونَبالَهُ ونَبالتَه ونُبالَتَه ؛ قال ابن بري : اللغات الأَربع التي ذكرها يعقوب إِنما هي نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبالَتَه لا غير .
      وأَتاني فلانٌ وأَتاني هذا الأَمر وما نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي ما شعَرْت به ولا أَردته ؛ وقال اللحياني : أَتاني ذلك الأَمر وما انتَبَلْت نُبْلَه ونُبْلَتَه ؛ قال : وهي لغة القَناني ، ونَبالَه ونَبالَته أَي ما علمت به ، قال : وقال بعضهم معناه ما شَعرْت به ولا تهيَّأْت له ولا أَخذت أُهْبَتَه ، يقال ذلك للرجل يغْفُل عن الأَمر في وقته ثم ينتبه له بعد إِدْباره .
      وفي حديث النضر بن كَلْدة : والله يا معْشَر قريش لقد نزل بكم أَمر ما ابْتَلْتم بَتْلَه ؛ قال الخطابي : هذا خطأ والصواب ما انتَبَلْتم نُبْله أَي ما انتبهتم له ولم تعلموا علمه ، تقول العرب : أَنذرتك الأَمر فلم تَنْتَبِل نَبْله أَي ما انتبهت له ، والله أَعلم .
      ابن الأَعرابي : النُّبْلة اللُّقْمة الصغيرة وهي المَدَرَة الصغيرة .
      الجوهري : والنُّبْلة العطيَّة .
      والنَّبَل : الكِبارُ ؛ قال بشر : نَبِيلة موضع الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ ، وفي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار والنَّبَلُ أَيضاً : الصِّغار ، وهو من الأَضداد .
      والنَّبَل : عِظام الحجارة والمَدَر ونحوهما وصغارها ضدّ ، واحدتها نَبَلة ، وقيل : النَّبَل العِظام والصِّغار من الحجارة والإِبل والناس وغيرهم .
      والنَّبَلُ : الحجارة التي يُسْتنجى بها ؛ ومنه الحديث : اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل ؛ قال أَبو عبيد : وبعضهم يقول النُّبَل ؛ قال ابن الأَثير : واحدتها نُبْلة كغُرْفة وغُرَف ، والمحدثون يفتحون النون والباء كأَنه جمع نبيل في التقدير ؛ والنَّبَل ، بالفتح ، في غير هذا الكِبار من الإِبل والصغار ، وهو من الأَضداد .
      ونبَّلَه نُبَلاً : أَعطاه إِياها يستنجي بها ، وتَنَبَّلَ بها : اسْتَنْجى ؛ قال الأَصمعي : أَراها هكذا بضم النون وفتح الباء .
      يقال : نَبِّلْني أَحجاراً للاستنجاء أَي أَعطنيها ، ونَبِّلني عَرْقاً أَي أَعطنيه .
      قال أَبو عبيد : المحدثون يقولون النَّبَل ، بفتح النون ، قال : ونراها سميت نَبَلاً لصغرها ، وهذا من الأَضداد في كلام العرب أَن يقال للعِظام نَبَل وللصغار نَبَل .
      وحكى ابن بري عن ابن خالويه : النَّبَل جمع نابِل وهي الحذَّاق بعمَل السلاح .
      والنَّبَل : حجارة الاستنجاء ، قال : ويقال النُّبَل ، بضم النون ؛ قال محمد بن إِسحق بن عيسى : سمعت القاسم بن معن يقول : إِن رجلاً من العرب توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بموت أَخيه لمَّا ورثه فقال الرجل : أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ ، وأَنْ أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا ؟ إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً ، جَزْءُ ، فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا يقول : أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وقد رُزِئْت بكِبار الكِرام ؟، قال : وبعضهم يَرْويه نُبَلا ، يريد جمع نُبْلة ، وهي العظيمة ؛ قال ابن بري : الشعر لحضْرَميِّ بني عامر ، والنَّبَل في الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام ، قال : فنَرى أَن حجارة الاستنجاء سُمِّيت نَبَلاً لصَغارتها .
      وقال أَبو سعيد : كلما ناولْت شيئاً ورَميته فهو نَبَل ، قال : وفي هذا طريق آخر : يقال ما كانت نُبْلَتك من فلان فيما صنعْت أَي ما كان جَزاؤُك وثوابُك منه ، قال : وأَما ما روي شَصائصاً نَبَلا ، بفتح النون ، فهو خطأ والصحيح نُبَلا ، بضم النون .
      والنُّبَلُ ههنا : عِوَضٌ مما أُصِبْت به ، وهو مردود إِلى قولنا ما كانت نُبْلَتُك من فلان أَي ما كان ثوابُك .
      وقال أَبو حاتم فيما أَلَّفه من الأَضداد : يقال ضَبٌّ نَبَلٌ وهو الضخم ، وقالوا : النَّبَل الخسيسُ ؛ قاله أَبو عبيد وأَنشد : أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا بفتح النون ؛ قال أَبو منصور : أَما الذي في الحديث وأَعِدُّوا النُّبَل ، فهو بضم النون ، جمع النُّبْلة وهو ما تَناولْته من مَدَرٍ أَو حجَر ، وأَما النَّبَل فقد جاء بمعنى النَّبيل الجسيم وجاء بمعنى الخسيس ، ومن هذا قيل للرجل القصير تِنْبَل وتِنْبال ؛

      وأَنشد أَبو الهيثم بيت طرفة : وهو بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ (* قوله « وهو بسمل المعضلات نبيل » هكذا في الأصل بالنون والباء والياء التحتية في الشطر وتفسيره ، والذي في شرح القاموس فيهما تنبل كدرهم بالمثناة الفوقية والنون والباء ويشهد له ما يأْتي ).
      فقال :، قال بعضهم نَبيل أَي عاقل ، وقيل : حاذِق ، وهو نبيلُ الرأْي أَي جيِّده ، وقيل : نبيل أَي رفيق بإِصلاح عِظام الأُمور .
      واسْتَنْبَل المالَ : أَخذ خِيارَه .
      ونُبْلة كل شيء : خِيارُه ، والجمع نُبُلات مثل حُجْرة وحُجُرات ؛ وقال الكميت : لآلئ ، من نُبُلاتِ الصِّوا رِ ، كحْلَ المَدامِع لا تَكْتَحِل أَي خِيار الصِّوار ، شبَّه البقر الوَحْشِيَّ باللآلئ ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَل ؟

      ‏ قال ابن سيده : لم يفسره إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ من ذلك لما قدَّمته من أَن النَّبَل الصغارُ ، أَو أَكبرَ لما قدَّمت من أَن النَّبَل الكِبارُ ، وإِن كان ذلك ليس له فعل .
      والتِّنْبالُ والتِّنْبالةُ ؛ القصير بَيِّن التِّنْبالة ، ذهب ثعلب إِلى أَنه من النَّبَل ، وجعله سيبويه رباعيّاً .
      والنَّبْلُ : السهام ، وقيل : السِّهامُ العربية ، وهي مؤنثة لا واحد له من لفظه ، فلا يقال نَبْلة وإِنما يقال سهم ونشَّابة ؛ قال أَبو حنيفة : وقال بعضهم واحدتها نَبْلة ، والصحيح أَنه لا واحد له إِلا السَّهْم ؛ التهذيب : إِذا رجعوا إِلى واحدة قيل سهم ؛

      وأَنشد : لا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بكسره (* قوله « لا تجفواني » هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه ).
      وحكي نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال ؛ قال الشاعر : وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ بأَنْبالٍ ، مَرَقْنَ من السَّوادِ وأَنشد ابن بري على نِبال قولَ أَبي النجم : واحْبِسْنَ في الجَعْبةِ من نِبالها وقول اللَّعِين : ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبال (* قوله « لفتك إلخ » مع بعد كرك لأمين إلخ هكذا في الأصل ).
      فقال : حدّثني أَبي عن أَبيه ، قال : حدثتني عمتي وكانت في بني دارِمٍ فقالت : سأَلت امرأَ القيس وهو يشرب طِلاءً مع علقمة بن عَبَدة ما معنى : كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ فقال : مررت بنابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الريش لُؤاماً وظُهاراً فما رأَيت أَسرع منه ولا أَحسن فشبَّهت به .
      التهذيب : النابِل الذي يرمي بالنَّبْل في قول امرئ القيس : كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ وقيل : هو الذي يُسَوِّي النِّبال .
      وهو من أَنْبَلِ الناس أَي أَعلمهم بالنَّبْل ؛ قال : تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا وفلان نابِل أَي حاذِق بما يُمارِسُه من عمل ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب يصف عسلاً أَو نبعة : تَدَلَّى عليها ، بالحِبال مُوَثَّقاً شديدَ الوَصاةِ ، نابِلٌ وابنُ نابِلِ (* قوله « لا تأويا إلخ » المشاطير الثلاث الاول اوردها الجوهري ، وفي الصاغاني وصواب انشاده : لا تأويا للعيس وانبلاها * لبئسما بطء ولا نرعاها فانها ان سلمت قواها * نائية المرفق عن رحاها بعيدة المصبح من ممساها * إذا الاكام لمعت صواها ) أَبو زيد (* قوله « ابو زيد إلخ » عبارة الصاغاني : أبو زيد يقال انبل بقومك اي ارفق بهم ، قال صخر الغيّ : فانبل بقومك اما كنت حاشرهم * وكل جامع محشور له نبل اي كل سيد جماعة يحشرهم اي يجمعهم اهـ .
      وضبط لفظ نبل بفتحتين وضمتين وكتب عليه لفظ معاً ، وبهذه العبارة يعلم ما في الأصل ).
      انبُل بقومك أَي ارْفُقْ بقومك ، وكل جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ يحشُرهم أَي يجمَعُهم له نُبُلٌ أَي رِفْق .
      قال : والنَّبْلُ في الحِذْق ، والنَّبالةُ والنَّبْلُ في الرجال .
      ويقال : ثَمَرة نَبِيلة وقَدِح نَبِيل .
      وتَنَبَّل الرجلُ والبعيرُ : مات ؛

      وأَنشد ابن بري قول الشاعر : فقلت له : يَا با جُعادةَ إِنْ تَمُتْ ، أَدَعْك ولا أَدْفِنْك حتى تَنَبَّل والنَّبِيلة : الجِيفةُ .
      والنَّبِيلةُ : المَيْتةُ .
      ابن الأَعرابي : انْتَبَل إِذا مات أَو قَتَل ونحو ذلك .
      وأَنْبَله عُرْفاً : أَعطاه إِيَّاه .
      والتِّنْبال : القصير .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى منتأى في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**نَأَى** \- [ن أ ي]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف).** نَأَيْتُ**،** أَنْأَى**،** اِنْأَ**، مص. نَأْيٌ. 1. "نَأَى عَنْ مَقَرِّ سُكْنَاهُ" : بَعُدَ عَنْهُ. 2. "نَأَى الرَّجُلُ بِجَانِبِهِ" : تَكَبَّرَ، أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ.**![الإسراء آية 83]**** وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ**! (قرآن). 3. "نَأَى الدَّمْعَ عَنْ خَدِّهِ بِخِرْقَةٍ" : مَسَحَهُ.
معجم اللغة العربية المعاصرة
أنأى يُنئي، أَنْئِ، إنئاءً، فهو مُنْءٍ، والمفعول مُنأًى • أنأى الشَّيءَ: أبعده "ينئي العلمُ صاحبَه عن الجهالة".
معجم اللغة العربية المعاصرة
انتأى ينتئي، انتئ، انتِئاءً، فهو مُنْتإٍ • انتأى الشَّخصُ: نأى؛ بَعُد "انتَأى عن عائلته- انتأى عن بلدته طلبًا لعيش أفضل".
مختار الصحاح
ن أ ى : نآهُ و نَآى عنه يَنْأَى بالفتح نَأْياً بوزن فلس أي بعُد و أَنْآهُ فانْتَأَى أي أبعده فبعُد و تَنَاؤَوْا تباعدوا و المُنْتَأَى الموضع البعيدنائِبةٌ في ن و ب
الصحاح في اللغة
نَأيْتُهُ ونَأيْتُ عنه نَأياً بمعنى، أي بعدت. وأنْأَيْتُهُ فانْتَأَى، أي أبعدته فبعُد. وتَناءَوا، أي تباعدوا. والمُنْتَأَى: الموضع البعيد. قال النابغة: فإنَّكَ كالليل الذي هو مُـدْرِكـي   وإن خِلتُ أنّ المُنْتَأى عنكَ واسعُ والنُؤْيُ: حَفيرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر، والجمع نَئيٌّ على فُعولٍ، ونِئِيٌّ تتبع الكسرة، وأنآءٌ، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آناءٌ على القلب مثل أبآرٍ وآبارٍ. تقول منه: نَأيْتُ نُؤْياً. وأنشد الخليل: إذا ما التقَينا سالَ من عَبَراتنا   شآبيبُ يُنأى سيلُها بالأصابعِ وكذلك انْتَأيْتُ نُؤْياً. والمُنْتَأَى مثله. والنُؤَى بفتح الهمزة: لغة في النُؤي. قال: ومُوقَدُ فِتيةٍ ونُؤَى رمادٍ   وأشذابُ الخيامِ وقد بَلينا تقول إذا أمرت منه: نَ نُؤْيَكَ، أي أصْلِحهُ. فإذا وقفت عليه قلت: نَهْ، مثل رَ زَيْداً فإذا وقفت عليه قلت: رَهْ.
الرائد
* منتأى. (نأي) مكان بعيد.
الرائد
* نأى ينأى: نأيا. (نأي) 1-ه أو عنه: بعد عنه. 2-نؤي، وهو حفرة حول الخيمة تمنع السيل: عمله للخيمة.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: