" النَّثُّ : نَشْرُ الحديثِ ؛ وقيل : هو نشر الحديث الذي كَتْمُه أَحَقُّ من نَشْرِه . نَثَّه يَنُثُّه وينِثُّه نَثًّا إِذا أَفشاه ؛ ويروى قول قيسَ بن الخطيم الأَنصاري : إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ ، فَإِنه ، بِنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ ، قَمِينُ ورجل نَثَّاثٌ ومِنَثٌّ ، عن ثعلب . أَبو عمرو : النُّثَّاث المغتابون للمسلمين . ونَثَّ العظمُ نَثًّا : سال وَدَكُهُ . ونَثَّ يَنِثُّ نَثِيثاً ، ومَثَّ يَمِثُّ : عَرِقَ من سِمَنِه فرأَيْتَ على سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْن . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : ان رجلاً أَتاه يسأَله فقال : هَلَكْتُ ، فقال عمر : اسكتْ أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَنِثُّ نَثَّ الحَميتِ ؟ ويُروى نَثِيثَ الحَمِيت . نَثَّ الزِّقُّ ينِث ، بالكسر ، نَثِيثاً ونَثّاً إِذا رَشَحَ بما فيه من السَّمْن ؛ أَراد : أَتَهْلِك وجسدُك كأَنه يَقْطُر دَسَماً ؟
قال أَبو عبيد : النَّثِّيثُ أَنْ يَعْرَقَ ويَرْشَحَ من عِظَمِهِ وكثرة لحمه . وقال غيره : نَثَّ الحَمِيتُ ومَثَّ ، بالنون والميم ، إِذا رشح ما فيه من السَّمن . يَنِثُّ ويَمِثُّ نَثًّا ونَثِيثاً . الأَزهري : ثَنْثَنَ إِذا رَعَى الثَّنَّ ، ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرَقَاً كثيراً . وفي التهذيب : أَما قولك نثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا ، فهو بضم النون لا غير ، وذلك إِذا أَذاعَه . وفي حديث أُم زرع : لا تَنُثُّ حديثنا تَنْثِيثاً ، النَّثُّ : كالبَثِّ ؛ تقول لا تُفْشِي أَسرارَنا ولا تُطْلِعُ الناسَ على أَحوالنا . والتَّنْثيثُ : مصدر يُنَثِّثُ ، فأَجراه على يَنُثُّ ، ويروى بالباء الموحدة . والنَّثِيثَة : رشح الزِّقِّ أَو السِّقاءِ . والنَّثُّ : الحائط النَّدِيُّ المُسْتَرْخي . قال ابن سيده : أَظنه فَعِلاً ، كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ وبَرٍّ . وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ : إِتباع . "
المعجم: لسان العرب
نثا
" نَثا الحَديثَ والخَبر نَثْواً : حَدَّث به وأَشاعَه وأَظْهَره ؛ وأَنشد ابن بري للخنساء : قامَ يَنْثُو رَجْعَ أَخْباري وفي حديث أَبي ذر : فجاءَ خالُنا فنَثا علينا الذي قيل له أَي أَظْهَرَه إِلينا وحَدَّثَنا به ؛ وفي حديث مازِنٍ : وكُلُّكُمْ حين يُنثى عَيْبُنا فَطِن وفي حديث الدُّعاء : يا مَن تُنْثى عنده بَواطِنُ الأَخبار . والنَّثا : ما أَخْبَرْتَ به عن الرجل من حَسَن أَو سَيِّء ، وتَثْنِيتُه نَثَوانِ ونَثَيانِ ، يقال : فلان حسن النَّثا وقَبيح النِّثا ، ولا يشتق من النَّثا فعل ؛ قال أَبو منصور : الذي ، قال إِنه لا يشتق من النَّثا فعل لم نعرفه . وفي حديث ابن أَبي هالة في صفة مجلس رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : ولا تُنْثى فَلَتاتُه أَي لا تُشاعُ ولا تُذاعُ ؛ قال أَبو عبيد : معناه لا يُتَحدَّث بتلك الفَلَتات ، يقال منه : نَثَوْتُ الحديث أَنْثُوه نَثْواً ، والاسم منه النَّثا ؛ وقال أَحمد بن جَبَلة فيما أَخبر عنه ابن هاجَك : معناه أَنه لم يكن لمجلسه فَلَتات فَتُنْثى ؛ قال : والفَلَتاتُ السَّقَطات والزَّلاَّت . ونَثا عليه قولاً : أَخْبَر به عنه . قال سيبويه : نَثا يَنْثُو نَثاء ونَثاً كما ، قالوا بذا يَبْذُو بذاء وبَذاً ، ونَثَوْتُ الحديث ونَثَيْتُه . والنَّثْوة : الوَقِيعة في الناس . والنَّثا في الكلام يُطْلق على القَبيح والحَسن ، يقال : ما أَقبح نَثاه وما أَحسن نَثاه ابن الأَعرابي : يقال أَنْثى إِذا ، قال خيراً أَو شرّاً ، وأَنثى إِذا اغْتاب . والنَّاثي : المُغْتابُ ، وقد نَثا يَنْثُو . قال ابن الأَنباري : سمعت أَبا العباس يقول النَّثا يكون للخير والشر ، يقال : هو يَنْثو عليه ذُنُوبه ، ويكتب بالأَلف ؛ وأَنشد : فاضِلٌ كامِلٌ جَمِيلٌ نَثاهُ ، أَرْيَحِيٌّ مُهَذَّبٌ مَنْصُورُ شمر : يقال ما أَقْبَح نَثاه ؛ وقال :، قال ذلك ابن الأَعرابي . ويقال : هم يَتَناثَوْنَ الأَخبار أَي يُشِيعُونها ويَذْكُرونها . ويقال : القوم يَتَناثَوْن أَيامهم الماضِيةَ أَي يذكرونها . وتَناثى القومُ قَبائحَهم أَي تَذاكَرُوها ؛ قال الفرزدق : بما قد أَرى لَيْلى ، ولَيْلى مُقِيمَةٌ ، بهِ في جَمِيعٍ لا تُناثَى جَرائرُهْ الجوهري : النَّثا ، مقصور ، مثل الثَّنا إِلا أَنه في الخير والشر والثَّنا في الخير خاصة . وأَنْثَى الرجلُ إِذا أَنِفَ من الشيء إِنْثاءً . ونَثا الشيءَ يَنْثُوه ، فهو نَثِيٌّ ومَنْثِيٌّ : أَعادَه . والنَّثِيُّ والنَّفِيُّ : ما نَثاه الرِّشاء من الماء عند الاستقاء ، وليس أَحدهما بدلاً عن الآخر ، بل هما أَصلان لأَنَّا نَجِد لكل واحد منهما أَصلاً نردّه إِليه واشتقاقاً نحمله عليه ، فأَما نَثِيٌّ فَفَعِيل من نَثا الشيءَ يَنْثُوه إِذا أَذاعَه وفَرَّقَه لأَن الرِّشاء يُفَرِّقه ويَنْشُره ، قال : ولام الفعل واو لأَنها لام نَثَوْتُ بمنزلة سَرِيٍّ وقَصِيٍّ ، والنَّفِيُّ فَعِيل من نَفَيْتُ لأَنَّ الرِّشاء يَنْفِيه ، ولامه ياء بمنزلة رَمِيٍّ وعَصِيٍّ ؛ قال ابن جني : وقد يجوز أَن تكون الفاء بدلاً من الثاء ؛ ويؤنسك لنحو ذلك إِجْماعُهم في بيت امْرئ القيس : ومَرَّ على القَنانِ منْ نَفَيانِه ، فأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كلِّ مَنْزِلِ فإِنهم أَجمعوا على الفاءِ ، قال : ولم نسمعهم ، قالوا نَثَيانِه . والنُّثاءَة ، ممدود : موضع بعينه ؛ قال ابن سيده : وإِنما قضينا بأَنها ياء لأَنها لام ولم نجعله من الهمز لعدم ن ث ء ، والله أَعلم . "