المعجم: الرائد
المعجم: لسان العرب
نَشَأَ كمَنَعَ ونَشُؤَ مثل كَرُم يَنْشَأُ ويَنْشُؤُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشَاءً كسحابٍ ونَشْأَةً كحَمْزَة ونَشَاءةً بالمدّ وفي التنزيل " النَّشْأَةَ الأُخرى " أَي البَعْثة وقرأَه أبو عمرٍو بالمدّ وقال الفرَّاء في قوله تعالى " ثمَّ الله يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرة " القُرَّاءُ مُجمعون على جَزْمِ الشِّين وقصرِها إِلاَّ الحسن البصريّ فإنَّه مدَّها في كلِّ القرآن وقرأَ ابنُ كَثير وأبو عمرو : النَّشَاءةَ ممدوداً حيث وَقَعَت وقرأَ عاصمٌ ونافعٌ وابنُ عامرٍ وحمزةُ والكسائيُّ النَّشْأَةَ بوزن النَّشْعَة حيث وقعت . ونَشَأَ يَنْشَأُ : حَيِيَ زادَ شَمِرٌ : وارتفَعَ . ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونَشَاءً : رَبا وشَبَّ ونَشَأْتُ في بني فُلانٍ ومَنْشَئي فيهم نَشْأً ونُشُوءأ : شَبَبْتُ فيهم ونَشَأَت السَّحابَةُ نَشْأً ونُشُوءاً : ارتفعَت وبدَت وذلك في أوَّل ما تبدأُ ومنه قولهم نَشَأَ غَمامُ النَّصرِ وتهيَّأَ وضَعُفَ أَمرُ العَدُوِّ وتَرَهْيَأَ وسيأتي ونُشِئَ وانْتُشِئَ كذا في النسخة وفي بعضٍ وأُنْشِئ بدل انتُشِئ وهو الصواب بمعنًى واحد وقرأَ الكوفيُّونَ غيرَ أبي بكرٍ ونسبه الفرَّاءُ إلى أصحاب عبد الله : أَوَمَنْ يُنَشَّأُ في الحِلية مشدَّدة من باب التفعيل وقرأَ عاصمٌ وأَهلُ الحِجاز يَنْشَأُ من باب مَنَع أَي يُرَشَّح ويَنْبُت . والناشِئُ : فُوَيْقَ المُحْتَلِم وقيل : هو الغُلامُ والجاريَةُ وقد جاوَزوا حدَّ الصِّغَرِ وكذلك الأُنثى ناشِئٌ بغير هاءٍ أيضاً وقال ابنُ الأَعرابيّ : الناشئُ : الغُلام الحَسَنُ الشَّبابِ وعن أبي عمرٍو : غلامٌ ناشِئٌ وجاريةٌ ناشِئَةٌ . وعن أبي الهيثم : الناشِئُ : حينَ نَشَأَ أَي بلغَ قامَةَ الرجلِ ج نَشْءٌ مثل صاحِب وصَحْب ويُحرَّك نادراً مثل طالِبٍ وطَلَبٍ قال نُصَيْبٌ في المؤنَّثِ :
ولولا أَنْ يُقالَ صَبَا نُصَيْبٌ ... لقُلْتُ بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ
وفي الحديث " نَشَأٌ يتَّخِذونَ القُرآنَ مَزاميرَ " يروى بفتح الشين جَمْعٍ ناشِئ كخادِم وخَدَمٍ يريد جماعَةً أَحداثاً . وقال أبو موسى : المَحفوظ بسكون الشِّين كأنَّه تسميةٌ بالمصدر وفي الحديث " ضُمُّوا نَواشِئَكُمْ في ثَوْرَةِ العِشاءِ " أَي صِبْيانَكم وأَحْداثَكم قال ابنُ الأَثير : كذا رواه بعضهم والمحفوظ : فَواشِيَكُمْ بالفاءِ وسيأتي في المعتلّ فقول شيخنا إنَّ النَّواشِئَ عندي جمعٌ لناشئٍ بمعنى الجارية لا كما أَطلَقوا فيه نَظَرٌ نَعَمْ تَبِعَ فيه صاحبَ الأَساس فإنَّه قال : من جَوارٍ نَواشِئَ وقال الليث : النَّشْءُ : أَحْداثُ النَّاسِ يقال للواحد أيضاً هو نَشْءُ سَوْءٍ وهؤلاء نَشْءُ سَوْءٍ والناشِئُ : الشابُّ يقال : فتًى ناشِئٌ قال : ولم أَسمع هذا النَّعْتَ في الجارية قال الفرَّاء : يقولون : هؤلاءِ نَشْئُ صدقٍ ورَأَيت نَشْءَ صدقٍ ومَرَرْت بنَشْءِ صدق فإذا طَرَحوا الهمزةَ قالوا : هؤلاءِ نَشْوُ صدقٍ ورأَيت نَشَا صدقٍ ومررتُ بنَشِي صدقٍ وعن أبي الهيثم يقال للشابّ والشابَّة إذا بَلَغوا هم النَّشَأُ والناشِئون وأَنشد بيت نُصيب :
" لقُلْتُ بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ وقال بعده : فالنَّشَأُ قد ارتَفَعْنَ عن حدِّ الصِّبا إلى الإدراك أَو قَرُبْنَ منه نَشَأَتْ تنْشَأُ نَشْأً وأَنْشَأَها الله تعالى إنشاءً قال : وناشِئٌ ونَشَأٌ : جماعَةٌ مثل خادِمٍ وخَدَمٍ . والناشئُ : كلُّ ما حَدَثَ باللَّيلِ وبَدا أَي ظهرَ أَو مهموزاً بمعنى حَدَث فيكون عطفَ تفسير ج ناشِئَةٌ قال شيخُنا وهو غريبٌ لأنَّه لم يُعرف جمع فاعلٍ على فاعلَةٍ أَو هي أَي النَاشِئة مصدَرٌ جاءَ على فاعِلَة وهو بمعنى النَّشْوِ وهو القيام مثل العافية بمعنى العَفْوِ والعاقِبة بمعنى العَقْبِ والخاتمة بمعنى الخَتْمِ قاله أبو منصور في ناشِئَة الليلِ . أَو الناشِئَة : أَوَّلُ النَّهارِ والليلِ أَي أوَّل ساعاتهما أَو هي أوَّل ساعات الليلِ فقط أَو هي ما يَنْشَأُ في الليل من الطاعات أَو هي كلُّ ساعةٍ قامَها قائِمٌ بالليلِ وعن أبي عبيدة : ناشِئَةُ الليلِ : ساعاته وهي آناءُ الليلِ ناشئةٌ بعد ناشئةٍ وقال الزجّاج : ناشِئَةُ الليلِ : ساعاتُ الليلِ كلها وما نَشَأَ منه أَي ما حَدَث فهو ناشئةٌ وقال أبو منصور : ناشئَةُ الليل : قِيامُ الليلِ وقد تقدَّم أَو هي القَوْمَةُ بعدَ النَّوْمَةِ أَي إذا نِمْتَ من أوَّل الليل نَوْمَة ثمَّ قُمْتَ فمنه ناشِئَةُ الليل كالنَّشيئَةِ على فَعيلة . والنَّشْءُ بسكون الشين : صِغارُ الإبلِ حكاه كُراع ج نَشَأٌ محرَّكَةً قال شيخُنا : وهو أيضاً من غرائب الجموع والنَّشْءُ : السَّحابُ المُرتفِعُ من نَشَأَ : ارتفع أو أوَّل ما يَنْشَأُ منه ويرتفع كالنَّشيءِ على فَعيلٍ وقيل : النَّشْءُ : أن تَرى السَّحابَ كالمُلاءةِ المَنشورَةِ ولهذا السَّحابِ نَشْءٌ حَسَنٌ يعني أوَّل ظهوره وعن الأَصمعيّ : خرجَ السَّحابُ له نَشْءٌ حَسَنٌ وذلك أوَّل ما يَنْشَأُ وأَنشد :
إذا همَّ بالإقْلاعِ هَمَّتْ به الصَّبا ... فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدَها وخُرُوجُوفي الحديث " إذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةٌ ثمَّ تَشاءمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ " وفي حديث آخر " كانَ إذا رأَى ناشِئاً في أُفُقِ السَّماءِ " أَي سَحاباً لم يتَكامَلَ اجتماعُه واصْطِحابُهُ ومنه : نَشَأَ الصَّبِيُّ يَنْشَأُ فهو ناشئٌ إذا كَبِرَ وشَبَّ ولم يتكامَلْ أَي فيكون مجازاً . والنَّشْءُ : ريحُ الخَمْرِ حكاه ابنُ الأَعرابيّ . وأَنْشَأَ فلانٌ يَحْكي حديثاً أَي جَعَلَ يَحكيه وهو من أَفعالِ الشُّروع . وأَنشأَ يفعلُ كذا ويقولُ كذا : ابتَدَأَ وأَقبلَ وأَنْشَأَ منه : خرجَ يقال من أينَ أَنْشَأْتَ أَي خرجْتَ وأَنْشَأَت الناقَةُ وهي مُنْشِئٌ : لَقِحَتْ لغةٌ هُذَلِيَّة رواها أبو زيدٍ وأَنْشَأَ داراً : بَدَأَ بناءها وقال ابنُ جِنّي في تأدية الأَمثال على ما وُضِعتْ عليه : يُؤدَّى ذلك في كلِّ موضعٍ على صورته التي أُنشِئَ في مبدَئِه عليها فاستعمل الإنشاءَ في العَرَضِ الذي هو الكلام . وأَنْشَأَ الله تعالى السحابَ : رفَعَه في التنزيل " ويُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ " وأَنْشَأَ فلان الحَديثَ : وضَعَه . وقال الليث : أَنْشَأَ فلانٌ حديثاً أَي ابتدَأَ حديثاً ورَفَعَه وأَنْشَأَ فلانٌ : أَقْبَل وأَنشد قول الراجز :
" مَكانَ مَنْ أَنْشَاَ على الرَّكائِبِ أَراد أَنْشَأَ فلم يسْتَقِم له الشِّعْرُ فأَبْدَل وعن ابن الأَعرابيّ : أَنْشَأَ إذا أَنشَدَ شِعْراً أَو خَطَب بخُطبةٍ فأَحسن فيهما وأَنْشَأَه الله : خَلَقَه ونشأَه . وأَنْشَأ الله الخَلْقَ أَي ابتَدَأَ خَلْقَهم . وقال الزجَّاج في قوله تعالى " وهو الذي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْروشَاتٍ " أَي ابتَدَعَها وابتدَأَ خَلْقَها . والنَّشيئَةُ هو أَوَّلُ ما يُعمل من الحَوْضِ . يقال : هو بادي النَّشيئَةِ إذا جفَّ عنه الماءُ وظهرتْ أَرضُه قال ذو الرُّمَّة :
هَرَقْناهُ في بَادي النَّشيئَةِ داثِرٍ ... قديمٍ بعَهْدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائِبُهْ الضمير للماء والمُراد ببادي النَّشيئَةِ الحوضُ والنصائب : ما نصب حوله حجارة تنصب والنصائب يأتي ذِكره والنَّشيئة : الرَّطْبُ من الطَّريفَةِ فإذا يَبِسَ فهو طَريفةٌ والنشيئة : نبتُ النَّصِيِّ كغَنِيّ والصِّلِيَّانِ بكسر الصاد المهملة واللام وتشديد الياء ذكره المصنف في المعتلّ قال ابن منظور : والقولان مُقْتَربانِ وعن أبي حنيفة . النَّشيئَةُ " التَّفِرَةُ إذا غلُظتْ قليلاً وارتفعتْ وهي رَطْبَةٌ وقال مرَّةً : أَو النَّشيئَةُ : ما نهضَ من كلِّ نباتٍ ولكنه لم يغلُظ بعد كما في المحكم كالنَّشْأَةِ في الكلِّ وأَنشد أبو حنيفة لابنِ ميَّادٍ في وصف حمير وحش :
أَرِناتٍ صُفْرِ المَناخِرِ والأَشْ ... دَاقِ يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ والنَّشيئَة : الحَجَرُ الذي يُجعل في أَسفلِ الحَوْضِ ونَشيئَةُ البئرِ : تُرابَها المُخْرَجُ منها ونَشيئَةُ الحَوْضِ : ما وراءَ النَّصائِبِ من التُّرابِ وقيل : هي أَعضادُ الحَوْضِ والنَّصائِبُ : ما نُصب حولَ الحَوْضِ لسَدِّ ما بينها من الخَصاصِ بالمدَرَةِ المعجونة واحدها نَصيبَةٌ . وروى ابن السِّكيت عن أبي عمرٍو : تَنَشَّأَ فلانٌ لحاجَتِه : نَهَضَ فيها ومَشى وأَنشد :
فلمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قامَ خِرْقٌ ... من الفِتْيانِ مُخْتَلَقٌ هَضومقال ابن الأَعرابيّ : وسمعت غيرَ واحدٍ من الأَعراب يقول : تَنَشَّأَ فلان غادِياً إذا ذهبَ لحاجته . واسْتَنْشَأَ الأَخبارَ : تَتَبَّعَها وبحث عنها وتَطَلَّبَها . وفي الأَساس : اسْتَنْشَأْتُه قصيدةً فأَنْشَأَها لي واسْتَنْشَأَ العَلَمَ : رفعه والمُسْتَنْشِئَة في حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّه خَطَبَها ودخَلَ عليها مُسْتَنْشِئَةٌ من مُوَلَّدات قريشٍ . قال ابن الأَثير : هي اسمُ تلك الكاهنة وقال غيره : هي الكاهنة سمِّيتْ بذلك لأَنَّها تَسْتَنْشِئُ الأَخبار أَي تبحث عنها من قولك : رجلٌ نَشْآنُ للخَبَرِ . ومُسْتَنْشِيَةٌ تهمز ولا تهمز وفي خطبة المحكم : وممَّا يُهمز ممَّا ليس أَصلُه الهَمْز من جهة الاشتقاق قولُهم للذئب : يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ وإنَّما هو من النَّشْوَةِ . وقال ابنُ منْظور : من نَشِيتُ الرِّيحَ إذا شَمَمْتَها . والاستنشاءُ يُهمز ولا يُهمز وقيل هو من الإنشاءِ : الابتداءِ . والكاهنة تستحدِث الأُمورَ وتُجَدِّد الأَخبارَ ويقال : من أَينَ نَشيتَ هذا الخبرَ بالكسر من غير همزٍ أَي من أَين علِمْتُه وقال الأَزهريّ مُسْتَنْشِئَةُ : اسمُ عَلَمٍ لتلك الكاهنة التي دَخَلتْ عليها ولا يُنَوَّن للتعريف والتأنيث . والمُنْشَأُ والمُسْتَنْشَأُ من أَنْشَأَ العَلَم في المَفازة والشارعِ واستنشأَه : المَرفوعُ المحدَّدُ من الأَعلامِ والصُّوَى وهو في الأَساس وبه فسّر قول الشَّمَّاخ :
عليها الدُّجَى مُسْتَنْشَآتٌ كأَنَّها ... هَوَادِجُ مَشْدودٌ عليها الجَزَائِزُ وقال الزجاج في قوله تعالى " وله الجَوَارِ المُنْشَآتُ في البَحْرِ كالأَعْلامِ " هي السُّفُن المرفوعةُ الشُّرُعِ والقُلوعِ وإذا لم يُرفع قِلْعُها فليست بمُنْشَآتٍ وقُرئ المُنْشِئآتُ أَي الرَّافِعاتُ الشُّرُع . وقال الفرَّاء : من قرأُ المُنْشِئاتُ فهن اللاتي يُقْبِلْنَ ويُدْبِرْنَ ويقال : المُنْشِئآتُ : المُبْتَدِئاتُ في الجَرْيِ قال : والمُنْشَآتُ : أُقْبِلَ بهنَّ وأُدْبِرَ . ومما يستدرك عليه : نَشُوءةُ : جبلٌ حجازيٌّ نقله ياقوت