المعجم: لسان العرب
المعجم: القاموس المحيط
سَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُره سَجْرِاً : أَوْقَدَه وأحْماهُ وقيل : أشْبَعَ وَقُودَه . وفي حدَيِث عمرو بن العاص " فَصَلِّ حتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظِلُّه ثم اقْصُر فإنّ جَهَنَّمَ تُسْجَر وتُفْتَح أبْوابُهَا " . أَي تُوقَد كأنَّه أرادَ الإبْرادَ بالظُّهْرِ كما في حَدِيث آخَرَ . وقال الخطَّابِيُّ : قوله : تُسْجَر جَهَنَّم وبين قَرْنَيِ الشَّيْطَان وأمثالُها من الألفاظ الشَّرْعيَّة التي يَنْفَرِد الشارِعُ بمعَانِيَها ويَجِب علينا التَّصْدِيقُ بها والوقوفُ عند الإِقرار بِصحَّتها والعَمَلُ بمُوجِبِها . وَسَجَر النَّهْر يَسَجُره سَجْراً وسُجُوراً : مَلأَه كسَجَّرَه تَسْجِيراً . وسَجَرْت الماء في حَلْقِه : صَبَبْتُه . قال مُزاحِمٌ :
كما سَجَرَتْ في المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ ... بيُمْنَى يَدَيْهَا مِن قَدِيٍ مُعَسَّلٍ ويُرْوَى سَحَرتْ . والقَدِيُّ : الطَّيِّب الطَّعْمِ من الشَّرَابِ والطَّعَامِ . ومن المَجَاز : سَجَرَت النَّاقَةُ تَسْجُر سَجْراً وسُجُوراً : مَدَّت حَنِينَها فَطَربَتْ في إثْر وَلَدِهَا قاله الأَصمَعِيّ . قال أبو زُبَيْدٍ الطَّاِئُّي في الوليد بن عُثْمَانَ بن عفَّان ويُرَوى أيضاً للحَزِينِ الكِنَانِيّ :
فإلى الوَليدِ اليَوْمَ حَنَّتْ ناقَتِي ... تَهْوِىّ لِمْغُبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ
حَنَّتْ إلى بَرْكٍ فقُلْتُ لهاقُرِيِ ... بَعْضَ الحَنِينِ فإن سَجْرَك شائِقِي
كَمْ عِنْدَه من ناِئلٍ وسَمَاحَة ... وشَمَائِلٍ مَيْمُونِةٍ وخَلائِقِ قوله : قُِى من الوَقَارِ والسُّكُون . ونصب به بعض الحَنِين على معنى كُفِّي عن يعض الحَنِين فإنَّ حَنِينَك إلى وَطَنِك شائِقي لأنَّه مُذَكِّر لي أهْلِي ووَطَنِي والسَّمالِق جَمْع سَمْلَق وهي الأرضُ التي لا نَبَاتَ بها ويُرْوى : قِرِى من وَقَرَ . والسَّجُورُ كصَبُور : ما يُسْجَرُ بِهِ التَّنُّور أَي يُوقَد ويُحْمَى فهو كالوَقُود لَفْظاً ومعنىً كالْمِسْجَرِ بالكَسْر والمِسْجَرة وهي الخَشَبَة التي يُسَاطُ بها السَّجُور في التَّنُّور قاله الصاغانيّ . والمَسْجُورُ : المُوقَدُ . والمَسْجُورُ : الفَارِغُ عن أبي علي . والساِجرُ والمَسْجُور : السَّاكِنُ . وقال أبو عُبَيْد : المَسْجُور : الساكِن والمُمْتَلِئ معاً . وقال أَبو زَيْد : المَسْجورُ يكون المملوءَ ويكون الذي ليس فيه شْيءٌ ضِدّ . والمَسْجُورُ : البّحْرُ الذي ماؤُه أكثرُ منه . وقوله تعالى : " وإذَا البِحَارُ سُجِّرَت " فسَّره ثعلب فقال : مُلِئتْ . قال ابنُ سِيدَه : ولا وَجْهَ له إلاَّ أَن تكون مُلِئَتْ ناراً وجاء أَنَّ البحرَ يُسْجَر فيكُون نار جَهَنَّم كان عليٌّ رضي الله عنه يقول : مَسْجُورٌ بالنَّار أَي مَمْلوءٌ . قال : والمَسْجُور في كلام العرب : المَمْلُوءُ . وقد سَكَرْتُ الإنَاءَ وسَجَرْتُه إِذَا مَلأْتَه . قال لبيد :
" مَسْجُورةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها
وقال في قوله تعالى : " وإذَا البِحَار سُجِّرَت " أفْضَى بعضُها إلى بَعْض فصار بَحْراً واحِداً . وقال الرّبيع : سُجِّرت أَي فاضَتْ . وقال قتادةُ . ذَهَبَ مَاؤُهَا . وقال كَعْب : البَحْرُ جَهَنَّم يُسْجَر . وقال الزَّجَّاجُ : جُعِلَت مَبانِيَها نِيرانَها يُحَاطُ بها أهلُ النَّار . وقال أبو سعيد : بَحْرٌ مَسْجُورٌ ومَفْجورٌ . وقال الحَسَن البَصْريّ أَي أضْرِمَت ناراً . وقيل : غِيضَت مِيَاهُها وإنما يكون ذِلك لِتَسْجِير النَّارِ فيها وهذا الأَخيِر من البصائر وقيل : لا يَبْعُدُ الجميع تُخْلَط وتَفِيض وتَصِير ناراً قاله الأبّيّ وغيره . قال شيخُنَا : وهذا مبنِيٌّ على جَوازِ استعمال المُشْتَرَك في معانِيه وهو مَذْهَب الجمهور . ثم إنَّ قولَ المصنّف : البحرُ الذي ماؤُه أكثرُ منه لم أجِده في أمَّهات الأصولِ اللغَوَّية . وهُم صَرَّحُوا أَن المَسْجُورَ المملوءُ أو المُوقَدُ أو المفجورُ أو غيرُ ذلك وقد تقدَّم . ولعلَّه أُِخذَ من قول الفَرّاءُ ؛ فإنه قال : المَسْجُور اللّبَن الذي ماؤُه أكثرُ من لَبَنِه وهو يُشِير إلى مَعْنَى المُخَالَطَةِ فتأمَّل
وفي الصّحاح : المَسْجُور : من اللُّؤْلُؤ : المَنْظُومُ المُسْتَرْسِلُ . قال المُخَبَّل السعدي :
وإذَا ألَّمَ خَيَالُهَا طَرَفَتْ ... عَيْنِي فمَاءُ شُؤُونِهَا سَجْمُ
كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغْفِل في ... سِلْكِ النِّظَامِ فَخَانَه النَّظْمُ ويُقال : مَرَرنا بكُلِّ حاجِرٍ وسَاجِر . الساجِرُ : المَوْضِعُ الذَّيِ يأتي عليه السَّيْلُ ويَمُرْ به فيَمْلَؤُه على النَّسَبِ أَو يَكُونُ فاعِلاً بمعنَى مَفْعُول . قال الشماخ :
وأحمَى عليها ابْنَا يَزِيدَ بن مُسْهِرٍ ... ببَطْنِ المَرَاضِ كُلَّ حِسْى وساجِرِ وساجِرٌ : مَاءٌ باليَمَامَةِ لضَبَّةَ . قال ابنُ بَرِّيّ : يَجْتَمِع من السَّيْل وبه فُسِّرَ قولُ السَّفَّاح بنِ خالِدٍ التَّغْلبِيّ :
" إِنَّ الكُلاَب ماؤُنا فخَلُّوهْ
" وساجِراً واللّهِ لَنْ تَحُلُّوهْ وساجِرٌ : ع آخَرُ . قال الرَّاعي :
ظَعَنَّ ووَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلاَمَةً ... جَمَادَ قَسَا لَمَّا دَعَاهُنَّ ساجِرُ وقال سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُب :
وأَمْسَوْا حِلالاً ما يُفرَّقُ جَمْعُهُمْ ... علَى كُلِّ ماءٍ بَينَ فَيْدَ وساجِرِ ومن المَجَاز : السَّجِيرُ : الخَلِيلُ الصَّفِيُّ المُخُالِط الصَّدِيقُ من سَجَرَت النَّاقَةُ إِذَا حَنَّت لأَنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يَحِنّ إلى احبه كما في الأَساس والبصائر ج سُجَرَاءُ كأَمِيرٍ وأُمراءَ . والسّاجُورُ : خَشَبَةٌ تُعَلَّق . وقال الزَّمَخْشَرِىّ : طَوْقٌ من حَدِيد . وقال بعضهم : السَّاجُور : القِلادةُ تُجْعَل في عُنُق الكَلْب . و قد سَجَرَه إِذَا شَدَّهُ بِه وكُلُّ مَسْجُورٍ في عُنُقِه ساجُورٌ عن أَبي زَيْد كسَوْجَرَه حكاه ابنُ جِنِّي فإِنه قال : كَلْبٌ مُسَوْجَرٌ فإِن صَحَّ ذلك فشَاذٌّ نادِرٌ . وقال أَبو زَيْد . كَتبَ الحَجَّاجُ إلى عامِلٍ له أَن ابْعَثْ إِليَّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً أَي مُقَيَّداً مَغْلولاً . قلْت وزادَ الزَّمَخْشَرِىّ : سَجَّرَه تَسْجِيراً . وقال : كَلْبٌ مَسْجُورٌ ومُسَجَّرٌ ومُسَوْجَرٌ . وقد سَجَرْتُه وسَجَّرْتُه وسَوْجَرْتُه إِذَا طوَّقْتَه السَّاجورَ . والسّاجُور : نَهرٌ بمَنْبِجَ ضِفَّتَاه بَسَاتِينُ ويقال لهما : السَّوَاجِرُ أَيضاً . والسِّجَارُ ككِتَاب : ة قُربَ بُخَارَى وهي التي قال لها : ججَار بجِيمَين وقد ذَكَرها المُصَنِّف هناك . ومنها أَبو شُعَيْب الوَلِيّ العَابِد المذكور فكان يَنبغِي أََن يُنَبّه على ذلِك لئلا يَغْتَرّ المُطَالِعُ بأَنَّهما اثْنَتَانِ . والسَّوْجَرُ : شَجَرُ أَو هو شَجَرُ الخِلاَف يمانِيَةٌ أو الصَّواب بالمهملَة كما سيأْتي . والسَّجْوَرِيُّ كجَوْهَرِيّ : الرَّجُل الخَفِيفُ حكاه يَعْقُوب وأَنْشَد :
" جَاءَ يَسُوقُ العَكَرَ الهُمْهُومَا
" السَّجْوَرِيُّ لا رَعَى مُسِيمَا
" وصَادَفَ الغَضَنْفَرَ الشَّتِيمَاأَو السَّجْوَرِيُّ : الأَحْمَقُ لخِفَّة عقْلِه . وعَيْنٌ سَجْراءُ : خَالَطَت بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ أَو زُرْقَةٌ وهي بَيِّنَةُ السُّجْرَةِ بالضَّمِّ والسَّجَرِ بالتَّحْرِيك وفي التَّهْذِيب : السَّجَرُ والسُّجْرَةُ : حُمْرَةٌ في العَيْن في بَيَاضِها وقال بَعْضُهم : إِذَا خالَطَت الحُمْرَةُ الزُّرقَةَ فهي أَيضاً سَجْرَاءُ . وقال أَبو العَبَّاس : اختلَفُوا في السَّجَر في العَيْن فقال بَعْضُهُم : هي الحُمْرَة في سَوَادِ العَيْن . وقيل : هي كُدْرَةٌ في باطِنِ العَيْن من تَرْكِ الكُحْلِ . وفي صِفَةِ علِيٍّ رضي الله عَنْه " كان أَسْجَرَ العَيْنِ " وأَصلُ السَّجَرُ والسُّجْرَة الكُدرَةُ . وفي المُحْكَم : السَّجَرُ والسُّجْرَة : أَن يُشْرَب سَوادُ العَيْنِ حُمْرَةً . وقيل : أَن يَضْرِبَ سَوَادُهَا إلى الحُمْرَة . وقيل : هي حُمْرَةٌ في بياض . وقيل : حُمْرَةٌ في زُرْقَة . وقيل : حُمْرَة يَسيرةٌ تُمَازْجُ السَّوَادَ . رَجلٌ أَسْجَرُ وامرأَةٌ سَجْرَاءُ وكذلِك العَيْن . وشَعرٌ مُسَجَّرٌ ومُنْسَجِرٌ ومُسَوْجَرٌ : مُسْتَرْسِلٌ مُرْسَلٌ . وقالوا : شَعرٌ مُنْسَجِرٌ ومَسْجُورٌ : مُسْتَرسِلٌ : وشَعرٌ مُسَجَّرٌ : مُرَجَّلٌ . وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً : أَرْسَلَه . والمُسَجَّرُ : الشَّعرُ المُرْسَل . قال الشَّاعر :
" إِذَا مَا انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ وقال آخَر :
" إِذَا ثُنِي فَرْعُها المُسَجَّرْ والأَسْجَرُ : الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ . قال الحُوَيْدِرَةُ :
بِغَرِيضِ سَارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ ويقال : غَدِيرٌ أَسْجَرُ إِذَا كَان يَضْرب ماؤُه إِلى الحُمْرة وذلك إِذَا كان حَدِيثَ عَهْدٍ بالسماءِ قبْل أَن يَصْفُوَ . والأَسْجَرُ : الأَسَدُ إِمَّا للَوْنِه وإِمّا لحُمْرةِ عَيْنَيْه . وتَسْجِيرُ المَاءِ : تَفْجِيرُه حَيثُ يريد قاله أَبُو سَعِيد . وقال الزَّجَّاجُ : قُرِئَ " سُجِرَت " و " سُجِّرَت " فسُجِرَت : مُلِئَت . وسُجِّرَت : فُجِّرَت وأَفْضَى بَعْضُها إِلى بعضٍ فصارت بحْراً واحِداً نقله الصَّاغانِي . ومن المَجاز : المُسَاجَرَةُ : المُخَالَّةُ والمُصَادَقَة والمُصَاحَبَة والمُصَافَاة من سَجَرَتْ النَّاقَة سَجْراً إِذَا مَلأَت فاهَا من الحَنِين إِلى وَلدِها قاله الزَّمَخْشَرِيّ ومثلُه في البصائر قال أَبو خِرَاشٍ :
وكُنْتَ إِذَا ساجَرْتَ منهم مُسَاجِراً ... صَبَحْتَ بفَضْلٍ في المُروءَةِ والعِلْمِ وأَسْجَرَ في السَّيْرِ : تَتَابَعَ هكذا في النُّسخ والذي في الأُمّهات اللُّغويّة : انْسَجَرَتِ الإِبِلُ في السَّيْر : تَتَابَعَتْ . والسَّجْرُ : ضَرْبٌ من السَّيْر للإِبِل بين الخَبَبِ والهَمْلَجَةِ وقال ابن دُرَيْد : شَبِيهٌ بخَبَبِ الدَّوَابِّ . وقيل : الانْسِجَارُ : التَّقَدُّمُ في السَّيْرِ والنَّجَاءُ . ويقال أَيضاً بالشِّين المعجمةِ كما سَيَأْتي . والمُسْجَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ : الصُّلْبُ من كلّ شَيْءٍ عن ابن دُرَيد
ومما يُسْتَدْرك عليه : انْسَجَر الإِنَاءُ : امْتَلأَ . وسَجَر البَحْرُ : فَاضَ أو غَاضَ . وسُجِرَت الثَّمَادُ : مُلِئَتْ من المَطَر وكذلك الماءُ سُجْرَةٌ والجمْع سُجَر . والسَّاجِر : السَّيْلُ الذي يَملأُ كُلَّ شَيْءٍ . وبِئْرٌ سَجْرٌ أَي مُمْتلِئَةٌ . والمَسْجُور : اللَّبَنُ الذِي ماؤُه أَكثرُ من لَبَنِه عن الفَرَّاءِ . والمُسَجَّر : الذي غاضَ ماؤُه . ولُؤْلُؤٌ مَسْجُورٌ : انتَثَر من نِظَامِه . وقيل : لُؤلُؤَة مَسْجُورة : كَثِيرةُ المَاءِ . وسَجَّرَت النَّاقَةُ تَسْجِيراً : حَنَّتْ قاله الزَّمَخْشَرِىّ . وقد يُستعمَل السَّجْرُ في صَوْت الرَّعْدِ . وعَينُ مُسَجَّرَةٌ : مُفْعَمَةٌ . والسَّاجِر : السَّاكِن . وقَطْرَةٌ سَجْرَاءُ : كَدِرَةٌ وكذلك النُّطْفَةُ . وفي أَعْنَاقِهِم سَواجِرُ أَي أَغلالٌ وهو مَجَاز . وسَجْرٌ بالفتح : موضعٌ حِجَازِيّ