النَّاطِرُ والنّاطور : حافظ الكَرْمِ والنَّخْل والزَّرْع أعجمِيٌّ من كلام أهلِ السَّوادِ ليستْ بعربيّة مَحْضَة . وقال أبو حنيفة : هي عربيّة قال الشاعر :
ألا يا جارَتا بإباضَ إنّي ... رأيتُ الريحَ خَيْرَاً منكِ جارا
تُغَذِّينا إذا هَبَّتْ عَلَيْنا ... وتَمْلأُ وَجْهَ ناطِرِكم غُبارا قال : الناطر : الحافظ ويروى : إذا هبَّت جَنوباً . قال الأَزْهَرِيّ : ولا أدري أأخذه الشاعرُ من كلام السَّوادِيِّين أو هو عربيّ ؟ ج نُطَّار كرُمَّان ونُطَراء ككُرَماء ونَواطيرُ وَنَطَرةٌ الأخير محرَّكة . الأوَّلان والأخير جمع ناطِر والثالث جمع ناطور . قال الأَزْهَرِيّ : ورأيت بالبيضاءِ من بلاد بني جَذِيمةَ عَرازيلَ سُوِّيَت لمَنْ يَحْفَظُ ثَمَرَ النَّخيل وَقْتَ الصِّرام فسألتُ رجلاً عنها فقال : هي مَظالُّ النَّواطير كأنّه جمع النّاطور . وقال ابنُ أَحْمَر في الناطور :
وبُستان ذي ثَوْرَيْن لا لِينَ عِندَه ... إذا ما طغى ناطورُه وَتَغَشْمرا وفي الأساس : عن ابن دريد هو بالظاء من النَّظَر لكن النَّبَط يقلبونها طاءً . والفِعلُ النَّطْرُ بالفتح والنِّطارَة بالكسر الأخير عن الصَّاغانِيّ وقد نَطَرَ يَنْطُر وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النَّطْرَة : الحِفْظُ بالعَيْنَيْن بالطاء قال : ومنه أُخِذَ النّاطور . وابنُ النّاطورِ : صاحبُ إيليا الحاكمُ عليها هو صاحبُ هِرَقْلَ ملكِ الرُّوم كان مُنَجِّماً نظرَ في علمِ النُّجوم سُقِّفَ على نَصارى الشامِ أي جُعل أُسْقُفَّاً عليهم ويُروى فيه بالظاءِ من النَّظَر . وهو الأصل كما تقدّم عن ابنِ دُرَيْد . والنَّطْرون بالفتح : البَوْرَق الأَرْمَنِيّ وهو نوعٌ منه كما ذكره صاحبُ المِنْهاج وغيرُه وقالوا : أَجْوَدُه الإرْمِنيّ الهشّ الخفيف الأبْيَض ثم الوَرْدِيّ وأقواها الإفريقيّ قلتُ : ومنه نوعٌ يوجد في الدِّيار المِصريَّة في مَعْدَنَيْن : أحدهما في البرّ الغربيّ بما يُظاهِرُ ناحيةً يقال لها الطرَّانة وهو شِقافٌ أخضرُ وأحمرُ وأكثر ما تدعو الحاجة إليه الأخضر والآخر بالفاقوسيّة وليس يَلْحَق في الجَوْدَة بالأوّل . والنِّيطِرُ كزِبْرِج : الدَّاهيَةُ هكذا بالياءِ بعد النون في سائر النسخ وَضَبَطه الصَّاغانِيّ بخطِّه بالهمزة بدل الياء . والنُّطَّار كرُمَّان : الخَيالُ المَنْصوب بين الزَّرْع قاله الصَّاغانِيّ . وغَلِطَ الجَوْهَرِيّ في قولِه ناطِرون ع بالشام وإنّما هو ماطِرون بالميم وقد تقدّم البحث في ذلك وأشرْنا هناك أنّ المُصَنِّف مسبوقٌ في ذلك فقد صحَّحَ الأَزْهَرِيّ أن الموضِع بالميم دون النون . قال الجَوْهَرِيّ : والقول في إعرابه كالقول في نَصِيبِين ويُنشَِد هذا البيتُ بكَسْرِ النون :
ولها بالنَّاطِرونِ إذا ... أَكَلَ النَّمْلُ الذي جَمَعَا ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رؤوس النَّواطير : إحدى منازلِ حاجّ مصرَ بينها وبين عَقَبَةِ أَيْلَةَ . والمُنَيْطِرَة مصغَّراً : حِصنٌ بالشام قريبٌ من طرابلس ذكره ياقوت