" الهَزْل : نقيض الجِدّ ، هَزَل يَهْزِلُ هَزْلاً ؛ قال الكميت : أَرانا على حُبِّ الحياةِ وطُولِها تَجِدُّ بنا في كل يوم ونَهْزِل ؟
قال ابن بري : الذي في شعره . يُجَدُّ بنا ؛ قال : وهو الصحيح . وهَزِل في اللعب هَزَلاً ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وهَزَل الرجلُ في الأَمر إِذا لم يجدَّ ، وهازَلني ؛
قال : ذو الجِدِّ ، إِنْ جدَّ الرجال به ، ومُهازِلٌ ، إِن كان في هَزْل ورجل هِزِّيلٌ : كثير الهَزْل . وأَهْزلهُ : وجَدَه لَعَّاباً . حكى ابن بري عن ابن خالويه ، قال : كلُّ الناس يقولون هَزَل يَهْزِل مثل ضرَب يضرِب ، إِلا أَن أَبا الجراح العقيلي ، قال : هَزِل يَهْزَل من الهَزْل ضدّ الجِدّ . وفي الحديث : كان تحت الهَيْزَلةِ ؛ قيل : هي الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بها كأَنها تَهْزِل معها ، والهَزْل واللَّعِب من وادٍ واحِد ، والياء زائدة . وفي حديث عُمر وأَهل خيبر : إِنما كانت هُزَيْلة من أَبي القاسم ؛ تصغير هَزْلة ، وهي المرَّة الواحدة من الهَزْل ضد الجِدّ . وقولٌ هَزْل : هُذاءٌ . وفي التنزيل : وما هو بالهَزْل ؛ قال ثعلب : أَي ليس بِهَذَيان ، وفي التهذيب : أَي ما هو باللَّعِب . وفلان يَهْزِل في كلامه إِذا لم يكن جادًّا ؛ تقول : أَجادٌّ أَنت أَم هازِل ؟ والمُشَعْوِذُ إِذا خفَّت يداه بالتَّخاييل الكاذبة ففِعْله يقال له الهُزَيْلى (* قوله « يقال له الهزيلى » هكذا ضبط في الأصل ، وفي التهذيب ضبط بتشديد الزاي كقبيطي ) لأَنها هَزْل لا جِدَّ فيها . والهُزَالة : الفُكاهة . ابن الأَعرابي : الهَزْل استرخاء الكلام وتَفْنينه . والهُزال : نقيض السِّمَن ، وقد هُزِل الرجل والدابَّة هزالاً ، على ما لم يُسمَّ فاعله ، وهَزَل هو هَزْلاً وهُزْلاً ؛ وقوله أَنشده أَبو إِسحق : واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِه ، ودِقَّةٌ في ساقِه من هُزْلِه ، ما كان في فِتْيانِكم مِنْ مِثْله وهَزَلَتْه أَنا أَهْزِلُه هَزْلاً فهو مَهْزُول ، قال ابن بري : كل ضُرٍّ هُزال ؛ قال الشاعر : أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً ؟ وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُزال ابن الأَعرابي ، قال : والهَزْل يكون لازماً ومتعدياً ، يقال : هَزَل الفرسُ وهَزَله صاحبه وأَهْزَله وهَزَّله . وهَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً : مَوَّتَتْ ماشِيَتُه ، وأَهْزَل يُهْزِل إِذا هُزِلت ماشيته ، زاد ابن سيده : ولم تَمُت ؛
قال : يا أُمَّ عبدِ الله ، لا تَسْتَعْجِلي ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ ، إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل ومن لا يُهْزَلِ يَعِهْ ، وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلي يُهْزِل موضعه رَفْعٌ ولكنه أُسكن للضرورة وهو فعل للزمان ، ويَعِهْ كان في الأَصل يَعِيه فلما سقطت الياء انجزمت الهاء ، ويَعِه : تُصِبْ ماشِيَتَه العاهةُ . وأَهزَل القومُ : أَصابتْ مَواشيهم سَنة فهُزِلتْ . وأَهزَل الرجلُ إِذا هُزلتْ دابَّته . وتقول : هَزَلْتها فعَجِفَت . وفي حديث مازِن : فأَذهَبْنا الأَموالَ وأَهزَلْنا الذَّراريّ والعِيالَ أَي أَضعفناهم ، وهي لغة في هَزَل وليست بالعالية . والهَزْل : موت مواشي الرجل ، وإِذا ماتت قيل : هَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً فهو هازِل أَي افتقر ، وفي الهُزال يقال : هُزِل الرجل يُهْزَل فهو مَهْزول ؛ وقال اللحياني : يقال هَزَلْت الدابة أَهْزُلُها هَزْلاً وهُزالاً ، وهَزَلهم الزمان يَهْزِلهم . وقال بعضهم : هَزَل القومُ وأَهزَلوا هُزِلت أَموالهم . والهَزيلة : اسم مشتق من الهُزال كالشَّتِيمة من الشتْم ثم فَشَتِ الهَزيلة في الإِبل ؛
قال : حتى إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ عنها هَزيلَتُها ، والفحلُ قد ضَرَبا والجمع هَزائِل وهَزْلى . والهَزْل : الفَقْر . والمَهازل : الجُدُوب . وأَهزَل القومُ : حبَسوا أَموالهم عن شدة وتضييق . واستعمل أَبو حنيفة الهَزْل في الجَراد فقال : يجيء في الشتاء أَحمر هَزْلاً لا يَدَع رطْباً ولا يابساً إِلاَّ أَكله ؛ وأَرض مَهْزولة : رقيقة ؛ عنه أَيضاً ؛ واستعمل الأَخفش المَهْزول في الشعر فقال : الرَّمَل كل شِعر مَهْزُول ليس بمؤتلف البناء كقوله : أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَبِيَّات فالذَّنُوبُ (* قوله « فالقطبيات » هكذا ضبط في الأصل والمحكم ويوافقه ما في القاموس في مادة قطب ، وضبطه ياقوت بتشديد الطاء والياء في عدة مواضع واستشهد بالبيت على المشدد ). وهذا نادر . الأَزهري : العرب تقول للحيَّات الهَزْلى على فَعْلى جاء في أَشعارهم ولا يعرَف لها واحد ؛