المعجم الوسيط
الحرف السابع والعشرون من حروف الهجاء، وهو مجهور وأشبه بالحروف المتوسطة، ومخرجه من بين أوّل اللسان ووسط الحنك الأعلى وأصلها وَيَوٌ فألفها مبدلة من ياء على الأرجح، تقول: ويَّيْت واواً حسنة: كتبتها. وتكون في الكلام أصلاً كما في وَعَد، وزائدة كما في منصور، وبدلاً كما في واو يوذّن، المبدلة من همزة يؤذّن.والواو المفردة تأتي على أوجه:( 1 ) العاطفة، ومعناها: مطلق الجمع، فتعطف الشيء على مصاحبه. نحو: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}، وعلى سَابِقه، نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ}، وعلى لاحِقِه، نحو: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ}. ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقاربٌ أو تراخٍ، مثل: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.( 2 ) واو الاستئناف: نحو: {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ}.( 3 ) واو الحال، الدّاخلة على الجملة الاسمية، نحو: جاء فلان والشمس طالعة، أو الداخلة على الجملة الفعلية، نحو: جاء فلان وقد طلعت الشمس.( 4 ) واو المفعول معه، وينصب الاسم بعدها، نحو: سرت والنِّيلَ.( 5 ) الواو الداخلة على المضارع المنصوب لعطفه على اسم صريح، نحو: ولُبْسُ عباءَة وتَقَرَّ عينيأو مؤوَّل، نحو: لا تنهَ عن خُلقٍ وتأْتيَ مثلَه ولا بدّ في هذا أن يتقدّم الواو نفيٌ أو طلب.( 6 ) واو القَسَم ولا تدخل إلاَّ على مُظهر، ولا تتعلّق إلاَّ بمحذوف، نحو: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.( 7 ) واوٌ دخولها كخروجها، وهي ( الزائدة ) نحو: {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}؛ أثبتها جماعة من النحويين. وتزاد أيضاً بعد إلاَّ لتأكيد الحكم المطلوب إثباته، نحو: ما من أَحَدٍ إلاَّ وله طمعٌ أو حَسَدٌ. ( 8 ) واو الثمانِية، ذكرها جماعة من الأدباء، ومن النحويِّين، ومن المفسِّرين. زعموا أن العرب إذا عَدُّوا، قالوا: ستة، سبعة، وثمانية؛ إيذاناً بأنّ السبعة عدد تامّ، وأن ما بعدها عدد مستأنف. واستدلُّوا على ذلك بقوله تعالى في التنزيل العزيز: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}، إلى قوله تعالى: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}.( 9 ) الواو الداخلة على الجملة الموصوف بها، لتأكيد لصوقها بموصوفها نحو: {عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}. وقيل: هي واو الحال.( 10 ) واو ضمير الذكور، نحو: الرجال قاموا.( 11 ) واو الفصل، وهي واو كتابيّة فحسب، كواو عمرو في الرّفع والجرّ، لتفرق بينه وبين عُمَر. والواو الفارقة، كواو: أولئك، وأولي.وتنفرد الواو العاطفة عن سائر أحرف العطف بخمسة عشر حكماً، هي:( 1 ) احتمال معطوفها معانيَ ثلاثة، هي عطف الشيء على مصاحبه، وعلى سابقه، وعلى لاحقه.( 2 ) اقترانها بإمَّا، نحو: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}.( 3 ) اقترانها بلا، إن سبقت بنفي ولم يقصد المعية، نحو: ما قام زيد ولا عَمْرٌو.( 4 ) اقترانها بلكن، نحو: قام زيد ولكن عمرو جالس.( 5 ) عطف المفرد السَّببيّ على الأجنبيّ، عند الاحتياج إلى الربط، نحو: مررت برجل قائمٍ زيدٌ وأخوه.( 6 ) عطف العَقْد على النَّيِّف، نحو: أحدٌ وعشرون.( 7 ) عطف الصفات المفرَّقة، مع اجتماع منعوتها، كقول الشاعر: بكيت وما بُكَى رجل حزينٍ على رَبعينِ مسلوبٍ وبالِ.( 8 ) عطف ما حقُّه التثنية والجمع، كقول الفرزدق: إن الرزيَّة لا رزيةَ مثلُها فِقدانُ مثل محمّدٍ ومحمّدِ. ( 9 ) عطف ما لا يُستغنى عنه، نحو: جلست بين زيدٍ وعمرو.( 10 ) عطف العامّ على الخاصّ، نحو: {اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}.( 11 ) عطف الخاصّ على العامّ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}.( 12 ) عطف عامل حُذف وبقي معموله، على عامل آخر، يجمعهما معنًى واحد، نحو: وزجَّجْن الحواجبَ والعيونا أي: وكَحَّلن العيونَ.( 13 ) عطف الشّيء على مرادفه، نحو: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}، و: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}.( 14 ) عطف المقدَّم على متبوعه للضَّرورة، مثل: ألا يا نخلةً من ذاتِ عِرق عليكِ ورحمةُ الله السلامُ.( 15 ) عطف المخفوض على الجوار، نحو: {وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، فيمن خفض الأرجل.