وصف و معنى و تعريف كلمة والظبة:


والظبة: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ تاء المربوطة (ة) و تحتوي على واو (و) و ألف (ا) و لام (ل) و ظاء (ظ) و باء (ب) و تاء المربوطة (ة) .




معنى و شرح والظبة في معاجم اللغة العربية:



والظبة

جذر [ظبة]

  1. ظُبة: (اسم)
    • الجمع : ظُبًا ، و ظُبَاتٌ ، و ظُبُونَ
    • الظُّبَةُ : حَدُّ السَّيْفِ والسِّنَانِ والخَنْجَرِ وما أشْبَهَهَا
    • أُغْمدت ظُبا الكلام: سكتت الألسنةُ
  2. أُغْمدت ظُبا الكلام :
    • سكتت الألسنةُ.
  3. ظُبَاء : (اسم)
    • ظُبَاء :جمع ظُّبَة
,
  1. ظُبَة
    • ظُبَة :-
      جمع ظُبَات وظُبًا: حَدُّ السِّنان والسّيف والخنجر ونحوها :-يموت الشّجاعُ بظُبة السّيف لا على فراشه، - تسيل على حدّ الظُّبات سيوفنا ... وليست على غير الظُّبات تسيلُ:-
      • أُغْمدت ظُبا الكلام: سكتت الألسنةُ.


    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  2. ظُبة
    • ظبة
      1-حد السيف والسنان والسكين ونحوها، جمع : ظبات وظبا وظبون وظبون وأظب

    المعجم: الرائد

  3. ظُبَةُ
    • ـ ظُبَةُ: حَدُّ سَيْفٍ أو سِنانٍ ونحوِه، ج: أظْبٍ وظُباتٌ وظُـبُونَ، بالضم والكسر، وظُباً.

    المعجم: القاموس المحيط

  4. الظُّبَةُ
    • الظُّبَةُ : حَدُّ السَّيْفِ والسِّنَانِ والخَنْجَرِ (بفتح الخاء وكسرها) وما أشْبَهَهَا. والجمع : ظُبًا، وظُبَاتٌ، وظُبُونَ (بضم الظاء وكسرها) .


    المعجم: المعجم الوسيط

,
  1. طيَرَانُ
    • ـ طيَرَانُ : حركةُ ذي الجَناحِ في الهَواءِ بِجَناحَيهِ ، كالطَّيْرِ والطَّيْرُورَةِ . وأطارَهُ وطَيَّرهُ وطَيَّرَ به وطايَرَه .
      ـ طَيْرُ : جمعُ طائرٍ ، وقد يَقَعُ على الواحدِ ، ج : طُيورٌ وأطْيارٌ .
      ـ تَطايَرَ : تَفَرَّقَ ، كاسْتَطارَ ، وطالَ ، كطارَ ،
      ـ تَطايَرَ السحابُ في السماءِ : عَمَّها .
      ـ هو ساكنُ الطائِرِ : وَقُورٌ .
      ـ طائِرُ : الدِّماغُ ، وما تَيَمَّنْتَ به أو تَشاءَمْتَ ، والحَظُّ ، وعَمَلُ الإِنسانِ الذي قُلِّدَهُ ، ورِزْقُهُ .
      ـ طِيَرَةُ وطِيْرَةُ وطُوْرَةُ : ما يُتَشاءَمُ به من الفأْلِ الرَّدِيءِ ، وتَطَيَّرَ به وتَطَيَّرَ منه .
      ـ أرضٌ مَطارَةٌ : كثيرَةُ الطَّيْرِ ،
      ـ بِئْرٌ مَطارَةٌ : واسعةُ الفَمِ .
      ـ هو طَيُّورٌ فَيُّورٌ : حديدٌ سريعُ الفَيْئَةِ .
      ـ فرسٌ مُطارٌ وطَيَّارٌ : حديدُ الفُؤادِ ماضٍ .
      ـ مُسْتَطِيرُ : الساطِعُ المُنْتَشِرُ ، والهائِجُ من الكلابِ ومن الإِبِلِ .
      ـ اسْتَطَارَ الفَجْرُ : انْتَشَرَ ،
      ـ اسْتَطَارَ السُّوقُ : ارْتَفَعَ ،
      ـ اسْتَطَارَ الحائِطُ : انْصَدَعَ ،
      ـ اسْتَطَارَ السَّيْفَ : سَلَّه مُسْرِعاً ،
      ـ اسْتَطَارَتِ الكَلْبَةُ : أرادتِ الفَحْلَ .
      ـ اسْتُطيرَ : طُيِّرَ ،
      ـ اسْتُطيرَ فلان : ذُعِرَ ،
      ـ اسْتُطيرَ الفرسُ : أسْرَعَ في الجَرْيِ ، فهو مُسْتَطارٌ .
      ـ مُطَيَّرُ : العُودُ ، أو المُطَرَّى منه ، والمَشْقوقُ المكسورُ ، وضَرْبٌ من البُرُودِ .
      ـ انْطِيارُ : الانْشِقاقُ .
      ـ طارَ طائرهُ : غَضِبَ .
      ـ مَطِيرَةُ : بلد قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأى .
      ـ طِيْرَةُ : قرية بِدِمَشْقَ ،
      ـ طِيْرُ : موضع .
      ـ طِيْرَى : قرية بأصْفَهانَ ، وهو طِيْرانِيٌّ .
      ـ أطارَ المالَ وطَيَّرَهُ : قَسَمَهُ .
      ـ طائرُ : فرسُ قَتادَةَ بنِ جَريرٍ السَّدُوسِيِّ .
      ـ طَيَّارُ : فَرَسُ رَيْسانَ الخَوْلانِيِّ .
      ـ طَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ : ألقَحَها كلَّها .
      ـ فيه طَيْرَةٌ وطَيرورَةٌ : خِفَّةٌ وطَيْشٌ .
      ـ كأن على رُؤُوسِهِم الطَّيْرَ : ساكنونَ هَيْبَةً ، وأصلهُ أن الغُرابَ يَقَعُ على رأسِ البَعيرِ ، فَيَلْقُطُ منه القُرادَ ، فلا يَتَحَرَّكُ البَعيرُ لئلاَّ يَنْفِرَ عنه الغُرابُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. ظَرْفُ
    • ـ ظَرْفُ : الوعاءُ ، ج : ظُروفٌ ، والكِياسة ، ظَرُفَ ظَرْفاً وظَرافةً ، قليلةٌ ، فهو ظَريفٌ من ظُرَفاءَ وظُرُفٍ وظِرافٍ وظَريفينَ وظُروفٍ ، كأنهم جَمَعوهُ بعد حَذْفِ الزائِدِ ، أو هو كالمَذاكِيرِ ، أو الظَّرْفُ إنما هو في اللسان ، أو هو حُسْنُ الوَجْهِ والهَيْئَةِ ، أو يكونُ في الوَجْهِ واللسانِ ، أو البزَاعَةُ وذَكاءُ القَلْبِ ، أو الحِذْقُ ، أو لا يوصَفُ به إِلاَّ الفتيانُ الأَزْوالُ ، والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ ، لا الشُّيوخُ ولا السَّادَةُ .
      ـ تَظَرَّفَ : تَكَلَّفَهُ .
      ـ ظُرافُ والظُّرَّافُ : الظَّريفُ ، جَمْعُ الأَوَّلِ : ظُرَفاءُ ، والثاني : ظُرَّافونَ .
      ـ هو نَقِيُّ الظَّرْفِ : أمينٌ غيرُ خائِنٍ ،
      ـ رَأيْتُهُ بظَرْفِهِ : بنَفْسِهِ .
      ـ أظْرَفَ : ولَدَ بَنينَ ظُرَفاءَ ،
      ـ أظْرَفَ فُلاناً : جَعَلَ له ظَرْفاً .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. ظلم
    • " الظُّلْمُ : وَضْع الشيء في غير موضِعه .
      ومن أمثال العرب في الشَّبه : مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم ؛ قال الأصمعي : ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل : من اسْترْعَى الذِّئْبَ فقد ظلمَ .
      وفي حديث ابن زِمْلٍ : لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم يَعْدِلوا عنه ؛ ‏

      يقال : ‏ أَخَذَ في طريقٍ فما ظَلَم يَمِيناً ولا شِمالاً ؛ ومنه حديث أُمِّ سَلمَة : أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه أي لم يَعْدِلا عنه ؛ وأصل الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ ، ومنه حديث الوُضُوء : فمن زاد أو نَقَصَ فقد أساء وظَلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ ، وظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب بتَرْدادِ المَرّات في الوُضوء .
      وفي التنزيل العزيز : الذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُلْمٍ ؛ قال ابن عباس وجماعةُ أهل التفسير : لم يَخْلِطوا إيمانهم بِشِرْكٍ ، ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَلمانَ ، وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل : إن الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيم .
      والظُّلْم : المَيْلُ عن القَصد ، والعرب تَقُول : الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْلِمْ عنه أي لا تَجُرْ عنه .
      وقوله عزَّ وجل : إنَّ الشِّرْكَ لَظُلم عَظِيم ؛ يعني أن الله تعالى هو المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شريك له ، فإذا أُشْرِك به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ ، لأنه جَعل النعمةَ لغير ربِّها .
      يقال : ظَلَمَه يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً ، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ ، والظُّلمُ الاسمُ يقوم مَقام المصدر ، وهو ظالمٌ وظَلوم ؛ قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ : إذا هُوَ لمْ يَخَفْني في ابن عَمِّي ، وإنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ وقوله عز وجل : إن الله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ؛ أرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ ، وعَدَّاه إلى مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم ، وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المصدر أي ظُلْماً حقيراً كمِثْقال الذرّة ؛

      وقوله عز وجل : فَظَلَمُوا بها ؛ أي بالآيات التي جاءَتهم ، وعدّاه بالباء لأنه في معنى كَفَرُوا بها ، والظُّلمُ الاسمُ ، وظَلَمه حقَّه وتَظَلَّمه إياه ؛ قال أبو زُبَيْد الطائيّ : وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ ، وأَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا وقال : تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي ، لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ وتَظَلَّم منه : شَكا مِنْ ظُلْمِه .
      وتَظَلَّم الرجلُ : أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه ؛ حكاه ابن الأعرابي ؛ وأنشد : كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ ، وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَل ؟

      ‏ قال ابن سيده : هذا قولُ ابن الأعرابي ، قال : ولا أَدْري كيف ذلك ، إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّلْم منه ، لأنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها .
      والمُتَظَلِّمُ : الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَهُ .
      والمُتَظَلِّمُ أيضاً : الظالِمُ ؛ ومنه قول الشاعر : نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم .
      وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي ؛ قال ابن بري : شاهده قول الجعدي : وما يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّم ؟

      ‏ قال : وقال رافِعُ بن هُرَيْم ، وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع ، والأول أَصح : فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ ، إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا أي ظالِمِينَ .
      ويقال : تَظَلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عليه ؛ ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشد عنه : إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه ، تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّم ؟

      ‏ قال : أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه .
      قال أبو منصور : جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَلَمَهم ؛

      قال : وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ : وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّم ؟

      ‏ قال أبو منصور : يريد نَخْوةَ الظالم .
      والظَّلَمةُ : المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم ؛ يقال : ما ظَلَمَك عن كذا ، أي ما مَنَعك ، وقيل : الظَّلَمةُ في المُعامَلة .
      قال المُؤَرِّجُ : سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه : أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا .
      ويقال : ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم ؛ قال كُثَيْر : مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها يَدَاكَ ، وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم : احْتَملَ الظُّلْمَ .
      وظَلَّمه : أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم ؛

      قال : أَمْسَتْ تُظَلِّمُني ، ولَسْتُ بِظالمٍ ، وتُنْبِهُني نَبْهاً ، ولَسْتُ بِنائمِ والظُّلامةُ : ما تُظْلَمُهُ ، وهي المَظْلِمَةُ .
      قال سيبويه : أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك .
      وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أي ظُلمه ؛

      قال : ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاًّ ، وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ : ما تَطْلُبه عند الظّالم ، وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك .
      التهذيب : الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم ؛ يقال : أَخَذَها مِنه ظُلامةً .
      ويقال : ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم ، معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع منه ، وهو افتعال ، وأَصله اظْتَلم فقُِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فيها ؛

      وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم : مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً وأَنْفاً حَمِيّاً ، تَجَتْنِبْك المَظَالِمُ وتَظالَمَ القومُ : ظلَمَ بعضُهم بعضاً .
      ويقال : أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه .
      ويقولون : ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ ؛ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ : أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه ، فقال أَبو الجَرَّاحِ : ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ ؛ وقول الشاعر :، قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَمْ : ألا تَزُورُنا ، إنِ الشِّعْبُ أَلَمّْ ؟

      ‏ قالَ : بَلى يا مَيُّ ، واليَوْمُ ظَلَم ؟

      ‏ قال الفرّاء : هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً ، وهو مَثَلٌ ؛ قال : ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع .
      قال أبو منصور : وكان ابن الأعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً ، قال : وأُراه قولَ المُفَضَّل ، قال : وهو شبيه بقول من ، قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين ، وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم : عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك ، وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك ، وقوله عز وجل : آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً ؛ أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً .
      وقال الفراء في قوله عز وجل : وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون ، قال : ما نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم .
      والظِّلِّيمُ ، بالتشديد : الكثيرُ الظُّلْم .
      وتَظَالَمتِ المِعْزَى : تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ ؛ ومنه قول السّاجع : وتَظالَمَتْ مِعْزاها .
      ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع .
      والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ : اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه ؛

      قال : وقائِلةٍ : ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّلِيمُ ؟ وفي المثل : أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ ؛ وأنشد ثعلب : وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه ظَلَمْتُ ، وفي ظَلْمِي له عامِداً أَجْر ؟

      ‏ قال : هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه .
      وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه .
      وظَلَمْتُ سِقائِي : سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ ؛ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب : ظَلَمْتُ ، وفي ظَلْمِي له عامداً أَجْر ؟

      ‏ قال الأزهري : هكذا سمعت العرب تنشده : وفي ظَلْمِي ، بِنَصْب الظاء ، قال : والظُّلْمُ الاسم والظُّلْمُ العملُ .
      وظَلَمَ القوْمَ : سَقاهم الظَّلِيمةَ .
      وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء ، ظَلومٌ للسِّقاء ، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء .
      التهذيب : العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه ؛ وقال أبو عبيد : إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ والظَّلِيمةُ ، قال : ويقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ ؛ قال أَبو منصور : هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ ، وهو وَهَمٌ .
      وروى المنذري عن أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما ، قالا : يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه .
      وقال ابن السكيت : ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه .
      والمَظْلُوم : اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ .
      الفراء : يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك ؛ قال : وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً : يَكادُ يَطْلُع ظُلْماً ثم يَمْنَعُه عن الشَّواهِقِ ، فالوادي به شَرِقُ وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً : إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ، والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَد ؟

      ‏ قال : النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب ، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة ، يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ .
      يقال : ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض .
      قال : وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه ؛ ومنه قول ابن مقبل : عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ ، وكانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ ، ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ أي وَضَعوا النحر في غير موضعه .
      وظُلِمَت الناقةُ : نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ .
      وكُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ ، وأنشد بيت ابن مقبل : هُرْتُ الشَّقاشِقِ ، ظَلاَّمُون للجُزُر وظَلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ ، فهو يَظْلِمُها ظَلْماً ؛

      وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً : أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً إباءً ، وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وظَلَم الأَرضَ : حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك ، وقيل : هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ ؛ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ : ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ ، حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ أي الموضع المظلوم .
      وظَلَم السَّيلُ الأرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ ؛

      وأَنشد للحُوَيْدِرَة : ظَلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِىصَةٍ ، فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنى الإقْلاعِ ، مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ ، قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإقامةِ .
      وقال الباهلي في كتابه : وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ .
      وفي الحديث : إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ .
      قال أبو منصور : المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ ، والإغْذاذُ الإسْراعُ .
      والأرضُ المَظْلومة : التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ ، وذلك الترابُ الظَّلِيمُ ، وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى ؛

      وأَنشد : فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ ، على العَيْشِ ، مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ تُرابها عليه بعد دفن الميت فيها .
      وقالوا : لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فَتَظْلِمَه .
      والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما في طَوْقِهِ ، أَوطُلِبَ منه ما لا يجدُه ، أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه ، فهو مُظَّلِمٌ وهو يَظَّلِمُ وينظلم ؛ أَنشد سيبويه قول زهير : هو الجَوادُ الذي يُعْطِيكَ نائِله عَفْواً ، ويُظْلَمُ أَحْياناً فيَظَّلِمُ أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع الطَّلَب ، وهو عنده يَفْتعِلُ ، ويروى يَظْطَلِمُ ، ورواه الأَصمعي يَنْظَلِمُ .
      الجوهري : ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احتمل الظُّلْم ؛

      وأَنشد بيت زهير : ويُظْلَم أَحياناً فَيَنْظَلِمُ ويروى فيَظَّلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ ، وفي افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ : من العرب من يقلب التاء طاء ثم يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول اظْطَلَمَ ، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطَّلَمَ وهو أَكثر اللغات ، ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول اظَّلَم ، قال : وأَما اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما .
      قال ابن بري : جَعْلُ الجوهري انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ ، بالتشديد ، وَهَمٌ ، وإنما انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه ، بالتخفيف كما ، قال زهير : ويُظْلَم أَحْياناً فيَنْظَلِم ؟

      ‏ قال : وأَما ظَلَّمْتُه ، بالتشديد ، فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ ، وظَلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد ، وإنما يتعدّى إلى مفعولين في مثل ظَلَمني حَقَِّي حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي ؛ ومثله قوله تعالى : ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ؛ ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ .
      وبيتٌ مُظَلَّمٌ : كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير مواضعها .
      وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ مُظَلَّمٌ فانصرف ، صلى الله عليه وسلم ، ولم يدخل ؛ حكاه الهروي في الغريبين ؛
      ، قال ابن الأَثير : هو المُزَوَّقُ ، وقيل : هو المُمَوَّهُ بالذهب والفضة ،
      ، قال : وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المعنى ، وقال الزمخشري : هو من الظَّلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب ، ومنه قيل للماء الجاري على الثَّغْرِ ظَلْمٌ .
      ويقال : أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالماء الرقيق من شدَّة بَرِيقه ؛ ومنه قول الشاعر : إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وأَظْلَم ؟

      ‏ قال : أَضاء أَي أَصاب ضوءاً ، أَظْلَم أصاب ظَلْماً .
      والظُّلْمَة والظُّلُمَة ، بضم اللام : ذهاب النور ، وهي خلاف النور ، وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات ؛ قال الراجز : يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّلُمات ؟

      ‏ قال ابن بري : ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة ، بإسكان اللام ، فأَما ظُلُمة فإنما يكون جمعها بالألف والتاء ، ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله ، قال :، قال الخطيب أَِبو زكريا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ ، ويقال في جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ ، ويجوز مُهَجات ، بالفتح ، ومُهْجاتٌ ، بالتسكين ، وهو أَضعفها ؛ قال : والناس يأْلَفُون مُهَجات ، بالفتح ، كأَنهم يجعلونه جمع مُهَجٍ ، فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم .
      والظَّلْماءُ : الظُّلْمة ربما وصف بها فيقال ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة .
      والظَّلامُ : إسم يَجْمَع ذلك كالسَّوادِ ولا يُجْمعُ ، يَجْري مجرى المصدر ، كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض ، وتجمع الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات .
      ابن سيده : وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن كان مُقْمِراً ، يقال : أَتيته ظَلاماً أي ليلاً ؛ قال سيبويه : لا يستعمل إلا ظرفاً .
      وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل .
      وليلةٌ ظَلْمةٌ ، على طرحِ الزائد ، وظَلْماءُ كلتاهما : شديدة الظُّلْمة .
      وحكى ابن الأَعرابي : ليلٌ ظَلْماءُ ؛ وقال ابن سيده : وهو غريب وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة ، كما حكي ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة ، قال : وظَلْماءُ أَسْهلُ من قَمْراء .
      وأَظْلَم الليلُ : اسْوَدَّ .
      وقالوا : ما أَظْلَمه وما أَضوأَه ، وهو شاذ .
      وظَلِمَ الليلُ ، بالكسر ، وأَظْلَم بمعنىً ؛ عن الفراء .
      وفي التنزيل العزيز : وإذا أَظْلَمَ عليهم قاموا .
      وظَلِمَ وأَظْلَمَ ؛ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء : فيه لغتان أَظْلَم وظَلِمَ ، بغير أَلِف .
      والثلاثُ الظُّلَمُ : أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي الدُّرَعِ ؛ قال أَبو عبيد : في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ ظُلَمٌ ، قال : والواحدة من الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ .
      وقال أَبو الهيثم وأَبو العباس المبرد : واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة ؛ قال أَبو منصور : وهذا الذي ، قالاه هو القياس الصحيح .
      الجوهري : يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإظْلامِها على غير قياس ، لأَن قياسه ظُلْمٌ ، بالتسكين ، لأَنَّ واحدتها ظَلْماء .
      وأَظْلَم القومُ : دخلوا في الظَّلام ، وفي التنزيل العزيز : فإذا هم مُظْلِمُونَ .
      وقوله عزَّ وجل : يُخْرجُهم من الظُّلُمات إلى النور ؛ أَي يخرجهم من ظُلُمات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غير بَيِّنٍ .
      وليلة ظَلْماءُ ، ويوم مُظْلِمٌ : شديد الشَّرِّ ؛ أَنشد سيبويه : فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا وأَنتمُ ، لكان لكم يومٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ وأَمْرٌ مُظْلِم : لا يُدرَى من أَينَ يُؤْتَى له ؛ عن أَبي زيد .
      وحكى اللحياني : أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المعنى ؛

      وأَنشد : أُولِمْتَ ، يا خِنَّوْتُ ، شَرَّ إيلام في يومِ نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ ، حتى إنهم ليقولون يومٌ ذو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حتى صار كالليل ؛

      قال : بَني أَسَدٍ ، هل تَعْلَمونَ بَلاءَنا ، إذا كان يومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ ؟ وظُلُماتُ البحر : شدائِدُه .
      وشَعرٌ مُظْلِم : شديدُ السَّوادِ .
      ونَبْتٌ مُظلِمٌ : ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه ؛

      قال : فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ، ومُظلِماً ليسَ على دَمالِ وتكلَّمَ فأَظْلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه ، وفي التهذيب : وأَظْلَم فلانٌ علنيا البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه .
      قال أَبو منصور : أَظْلمَ يكون لازماً وواقِعاً ، قال : وكذلك أَضاءَ يكون بالمعنيين : أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً ، وأَضاء للناسِ بمعنى ضاءَ ، وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ .
      ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ ، بالتحريك ، يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ ، وقيل : معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء ، وقيل : أَدنَى ظَلَمٍ القريبُ ، وقال ثعلب : هو منك أَدنَى ذي ظَلَمٍ ، ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ ، قال : وإنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار ،
      ، قال : ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ ؛ الجوهري : لقِيتُه أَوّلَ ذي ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية ، قال : ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ .
      والظَّلَمُ : الجَبَل ، وجمعه ظُلُومٌ ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ : تَعامَسُ حتى يَحْسبَ الناسُ أَنَّها ، إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ ، ظُلُومُ وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَلَم ؛ عن كراع ، أَي قدِمَ حقّاً ؛

      قال : إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَلَمْ وقيل : معناه واليومُ ظَلَمنا ، وقيل : ظَلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير موضعه .
      والظَّلْمُ : الثَّلْج .
      والظَّلْمُ : الماءُ الذي يجري ويَظهَرُ على الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّيقِ كالفِرِنْد ، حتى يُتَخيَّلَ لك فيه سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء ؛ قال كعب بن زهير : تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ ، إذا ابتسمَتْ ، كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ وقال الآخر : إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ الظَّلْمِ ، طَيِّبَةِ الرُّضاب ؟

      ‏ قال : يحتمل أَن يكون المعنى بماء الثَّلْج .
      قال شمر : الظَّلْمُ بياضُ الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ ، والغُروبُ ماءُ الأَسنان .
      الجوهري : الظَّلْمُ ، بالفتح ، ماءُ الأَسْنان وبَريقُها ، وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البياض كفِرِنْد السَّيْف ؛ قال يزيد ابن ضَبَّةَ : بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ ، وثغْرٍ نائرِ الظلْمِ وقيل : الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها ، والجمع ظُلُوم ؛

      قال : إذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ ، وتبسَّمَتْ ثنايا لها كالبَرْقِ ، غُرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم : نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ ؛

      قال : إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه غُرُوبَ ثناياها ، أَنارَ وأَظْلَما (* أضاء بدل أنار ).
      والظَّلِيمُ : الذكَرُ من النعامِ ، والجمع أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ ، قيل : سمي به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير موضع تَدْحِيَةٍ ؛ حكاه ابن دريد ، قال : وهذا ما لا يُؤْخذُ .
      وفي حديث قُسٍّ : ومَهْمَهٍ فيه ظُلْمانٌ ؛ هو جمع ظَلِيم .
      والظَّلِيمانِ : نجمان .
      والمُظَلَّمُ من الطير : الرَّخَمُ والغِرْبانُ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
      وأَنشد : حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم ، من الطيرِ ، حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ والظِّلاَّمُ : عُشْبة تُرْعَى ؛ أَنشد أَبو حنيفة : رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً ، عَمِيماً من الظِّلاَّمِ ، والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابن الأعرابي : ومن غريب الشجر الظِّلَمُ ، واحدتها ظِلَمةٌ ، وهو الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ ؛ قال الأَصمعي : هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سميت ظِلاماً .
      وأَظْلَمُ : موضع ؛ قال ابن بري : أَظْلمُ اسم جبل ؛ قال أَبو وجزة : يَزِيفُ يمانِيه لأجْراعِ بِيشَةٍ ، ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْلَما وكَهْفُ الظُّلم : رجل معروف من العرب .
      وظَلِيمٌ ونَعامَةُ : موضعان بنَجْدٍ .
      وظَلَمٌ : موضع .
      والظَّلِيمُ : فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ ، وفيه يقول : نصَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر "



    المعجم: لسان العرب

  4. طيب
    • " الطِّيبُ ، على بناء فِعْل ، والطَّيِّب ، نعت .
      وفي الصحاح : الطَّيِّبُ خلاف الخَبيث ؛ قال ابن بري : الأَمر كما ذكر ، إِلا أَنه قد تتسع معانيه ، فيقال : أَرضٌ طَيِّـبة للتي تَصْلُح للنبات ؛ ورِيحٌ طَيِّـبَةٌ إِذا كانت لَيِّنةً ليست بشديدة ؛ وطُعْمة طَيِّبة إِذا كانت حلالاً ؛ وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كانت حَصاناً عفيفةً ، ومنه قوله تعالى : الطيباتُ للطَّيِّـبين ؛ وكلمةٌ طَيِّبة إِذا لم يكن فيها مكروه ؛ وبَلْدَة طَيِّبة أَي آمنةٌ كثيرةُ الخير ، ومنه قوله تعالى : بَلْدَة طَيِّبة ورَبٌّ غَفُور ؛ ونَكْهة طَيِّبة إِذا لم يكن فيها نَتْنٌ ، وإِن لم يكن فيها ريح طَيِّبة كرائحةِ العُود والنَّدِّ وغيرهما ؛ ونَفْسٌ طَيِّبة بما قُدِّرَ لها أَي راضية ؛ وحِنْطة طَيِّبة أَي مُتَوَسِّطَة في الجَوْدَةِ ؛ وتُرْبة طَيِّبة أَي طاهرة ، ومنه قوله تعالى : فَتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً ؛ وزَبُونٌ طَيِّبٌ أَي سَهْل في مُبايعَته ؛ وسَبْيٌ طَيِّبٌ إِذا لم يكن عن غَدْر ولا نَقْض عَهْدٍ ؛ وطعامٌ طَيِّب للذي يَسْتَلِذُّ الآكلُ طَعْمه .
      ابن سيده : طَابَ الشيءُ طِـيباً وطَاباً : لذَّ وزكَا .
      وطابَ الشيءُ أَيضاً يَطِـيبُ طِـيباً وطِـيَبَةً وتَطْياباً ؛ قال عَلْقَمة : يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً ، نَضْخُ العَبيرِ بها ، * كَـأَنَّ تَطْيابَها ، في الأَنْفِ ، مَشْمومُ وقوله عز وجل : طِبْتم فادخُلوها خالِدين ؛ معناه كنتم طَيِّبين في الدنيا فادخُلوها .
      والطَّابُ : الطَّيِّبُ والطِّيبُ أَيضاً ، يُقالان جميعاً .
      وشيءٌ طابٌ أَي طَيِّبٌ ، إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ، وإِما أَن يكون فِعْلاً ؛

      وقوله : يا عُمَرَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابْ ، * مُقابِلَ الأَعْراقِ في الطَّابِ الطَّابْ بَينَ أَبي العاصِ وآلِ الخَطَّابْ ، * إِنَّ وقُوفاً بفِناءِ الأَبْوابْ ، يَدْفَعُني الحاجِبُ بعْدَ البَوَّابْ ، * يَعْدِلُ عندَ الـحُرِّ قَلْعَ الأَنْياب ؟

      ‏ قال ابن سيده : إِنما ذهب به إِلى التأْكيد والمبالغة .
      ويروى : في الطيِّب الطَّاب .
      وهو طَيِّبٌ وطابٌ والأُنثى طَيِّبَةٌ وطابَـةٌ .
      وهذا الشعر يقوله كُثَيِّر ابنُ كُثَيِّر النَّوفَليُّ يمدحُ به عمر بن عبدالعزيز .
      ومعنى قوله مُقابِلَ الأَعْراقِ أَي هو شريفٌ من قِبَل أَبيه وأُمه ، فقد تَقَابلا في الشَّرَفِ والجلالة ، لأَنَّ عمر هو ابن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أَبي العاص ، وأُمه أُم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، فَجَدُّه من قِـبل أَبيه أَبو العاص جَدُّ جَدِّه ، وجَدُّه من قِـبل أُمه عُمَرُ بن الخطاب ؛ وقولُ جَنْدَلِ بن المثنى : هَزَّتْ بَراعيمَ طِـيابِ البُسْرِ إِنما جمع طِـيباً أَو طَيِّباً .
      والكلمةُ الطَّيِّبةُ : شهادةُ أَنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ ، وأَنَّ محمداً رسول اللّه .
      قال ابن الأَثير : وقد تكرر في الحديث ذكر الطَّيِّبِ والطَّيِّبات ، وأَكثر ما يرد بمعنى الحلال ، كما أَن الخبيث كناية عن الحرام .
      وقد يَرِدُ الطَّيِّبُ بمعنى الطاهر ، ومنه الحديث : انه ، قال لِعَمَّار مَرحباً بالطَّيِّبِ الـمُطَيَّبِ أَي الطاهر الـمُطَهَّرِ ؛ ومنه حديث عليّ .
      (* قوله « ومنه حديث علي الخ » المشهور حديث أبي بكر كذا هو في الصحيح آه .
      من هامش النهاية .)، كرم اللّه وجهه ، لما مات رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، قال : بأَبي أَنتَ وأُمي ، طِبْتَ حَيّاً ، وطِبْتَ مَيِّتاً أَي طَهُرتَ .
      والطَّيِّباتُ في التحيات أَي الطَّيِّباتُ من الصلاة والدعاءِ والكلام مصروفاتٌ إِلى اللّه تعالى .
      وفلانٌ طَيِّبُ الإِزار إِذا كان عفيفاً ؛ قال النابغة : رِقاقُ النِّعالِ ، طَيِّبٌ حُجُزاتُهم أَراد أَنهم أَعِفَّاءُ عن المحارم .
      وقوله تعالى : وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القول ؛ قال ثعلب : هو الحسن .
      وكذلك قولُه تعالى : إِليه يَصْعَدُ الكَلِم الطَّيِّب ، والعملُ الصالِـحُ يَرْفَعُه ؛ إِنما هو الكَلِمُ الـحَسَنُ أَيضاً كالدعاء ونحوه ، ولم يفسر ثعلب هذه الأَخيرة .
      وقال الزجاج : الكَلِمُ الطَّيِّبُ توحيدُ اللّه ، وقول لا إِله إِلاَّ اللّه ، والعملُ الصالح يَرْفَعُه أَي يرفع الكَلِمَ الطَّيِّبَ الذي هو التوحيدُ ، حتى يكون مُثبِتاً للموحد حقيقةَ التوحيد .
      والضمير في يرفعه على هذا راجع إِلى التوحيد .
      ويجوز أَن يكون ضمير العملِ الصالِح أَي العملُ الصالحُ يرفعه الكَلِمُ الطَّيِّبُ أَي لا يُقْبَلُ عملٌ صالحٌ إِلاَّ من موحد .
      ويجوز أَن يكون اللّهُ تعالى يرفعه .
      وقوله تعالى : الطَّيِّباتُ للطَّيِّبين ، والطيِّبون للطيِّبات ؛ قال الفراء : الطَّيِّبات من الكلام ، للطيبين من الرجال ؛ وقال غيره : الطيِّبات من النساءِ ، للطيِّبين من الرجال .
      وأَما قوله تعالى : يسأَلونك ماذا أُحِلَّ لهم ؟ قل : أُحِلَّ لكم الطَّيِّباتُ ؛ الخطاب للنبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، والمراد به العرب .
      وكانت العرب تستقذر أَشياء كثيرة فلا تأْكلها ، وتستطيب أَشياءَ فتأْكلها ، فأَحلَّ اللّه لهم ما استطابوه ، مما لم ينزل بتحريمه تِلاوةٌ مِثْل لحوم الأَنعام كلها وأَلبانها ، ومثل الدواب التي كانوا يأْكلونها ، من الضِّباب والأَرانب واليرابيع وغيرها .
      وفلانٌ في بيتٍ طَيِّبٍ : يكنى به عن شرفه وصلاحه وطِـيبِ أَعْراقِه .
      وفي حديث طاووس : أَنه أَشْرَفَ على عليِّ بن الـحُسَين ساجداً في الـحِجْر ، فقلتُ : رجلٌ صالح من بَيْتٍ طَيِّبٍ .
      والطُّوبى : جماعة الطَّيِّبة ، عن كراع ؛ قال : ولا نظير له إِلاَّ الكُوسى في جمع كَيِّسَة ، والضُّوقى في جمع ضَيِّقة .
      قال ابن سيده : وعندي في كل ذلك أَنه تأْنيثُ الأَطْيَبِ والأَضْيَقِ والأَكْيَسِ ، لأَنَّ عْلى ليسَت من أَبنية الجموع .
      وقال كراع : ولم يقولوا الطِّيبى ، كما ، قالوا الكِـيسَى في الكوسى ، والضِّيقَى في الضُّوقى .
      والطُّوبى : الطيِّبُ ، عن السيرافي .
      وطُوبى : فُعْلى من الطِّيبِ ؛ كأَن أَصله طُيْبَـى ، فقلبوا الياء واواً للضمة قبلها ؛ ويقال : طُوبى لَك وطُوبَاك ، بالإِضافة .
      قال يعقوب : ولا تَقُل طُوبِـيكَ ، بالياءِ .
      التهذيب : والعرب تقول طُوبى لك ، ولا تقل طُوبَاك .
      وهذا قول أَكثر النحويين إِلا الأَخفش فإِنه ، قال : من العرب من يُضيفها فيقول : طُوباك .
      وقال أَبو بكر : طُوباكَ إِن فعلت كذا ، قال : هذا مما يلحن فيه العوام ، والصواب طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا .
      وطُوبى : شجرة في الجنة ، وفي التنزيل العزيز : طُوبى لهم وحُسْن مآبٍ .
      وذهب سيبويه بالآية مَذْهبَ الدُّعاء ، قال : هو في موضع رفع يدلّك على رفعه رفعُ : وحُسْنُ مآبٍ .
      قال ثعلب : وقرئَ طُوبى لهم وحُسْنَ مآبٍ ، فجعل طُوبى مصدراً كقولك : سَقْياً له .
      ونظيره من المصادر الرُّجْعَى ، واستدل على أَن موضعه نصب بقوله وحُسْنَ مآبٍ .
      قال ابن جني : وحكى أَبو حاتم سهلُ بن محمد السِّجِسْتاني ، في كتابه الكبير في القراءَات ، قال : قرأَ عليَّ أَعرابي بالحرم : طِـيبَى لهم ، فأَعَدْتُ فقلتُ : طُوبى ، فقال : طِـيبى ، فأَعَدْتُ فقلت : طُوبى ، فقال : طِـيبَـى .
      فلما طال عليَّ قلت : طُوطُو ، فقال : طِـي طِـي .
      قال الزجاج : جاءَ في التفسير عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أَن طُوبى شجرة في الجنة .
      وقيل : طُوبى لهم حُسْنَى لهم ، وقيل : خَيْر لهم ، وقيل : خِـيرَةٌ لهم .
      وقيل : طُوبى اسم الجنة بالـهِنْدية .
      (* قوله « بالهندية »، قال الصاغاني فعلى هذا يكون أصلها توبى بالتاء فعربت فإنه ليس في كلام أهل الهند طاء .).
      وفي الصحاح : طُوبى اسم شجرة في الجنة .
      قال أَبو إِسحق : طُوبى فُعْلى من الطِّيبِ ، والمعنى أَن العيشَ الطَّيِّبَ لهم ، وكلُّ ما قيل من التفسير يُسَدِّد قولَ النحويين إِنها فُعْلى من الطِّيبِ .
      وروي عن سعيد بن جبير أَنه ، قال : طُوبى اسم الجنة بالحبشية .
      وقال عكرمة : طُوبى لهم معناه الـحُسْنَى لهم .
      وقال قتادة : طُوبى كلمة عربية ، تقول العرب : طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا ؛

      وأَنشد : طُوبى لمن يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى ، * ورِسْلاً بيَقْطِـينِ العِراقِ وفُومها الرِّسْلُ : اللبن .
      والطَّوْدُ الجَبلُ .
      واليَقْطِـينُ : القَرْعُ ؛ أَبو عبيدة : كل ورقة اتَّسَعَتْ وسَتَرَتْ فهي يَقطِـينٌ .
      والفُوم : الخُبْزُ والـحِنْطَةُ ؛ ويقال : هو الثُّومُ .
      وفي الحديث : إِن الإِسلام بَدأَ غريباً ، وسَيَعُود غريباً كما بدأَ ، فطُوبى للغُرباءِ ؛ طُوبى : اسم الجنة ، وقيل : شجرة فيها ، وأَصلها فُعْلى من الطيب ، فلما ضمت الطاء ، انقلبت الياء واواً .
      وفي الحديث : طُوبى للشَّـأْمِ لأَن الملائكة باسطةٌ أَجنحتَها عليها ؛ المراد بها ههنا : فُعْلى من الطيب ، لا الجنة ولا الشجرة .
      واسْتَطَابَ الشيءَ : وجَدَه طَيِّباً .
      وقولهم : ما أَطْيَبَه ، وما أَيْطَبه ، مقلوبٌ منه .
      وأَطْيِـبْ به وأَيْطِبْ به ، كله جائز .
      وحكى سيبويه : اسْتَطْيَبَه ، قال : جاءَ على الأَصل ، كما جاءَ اسْتَحْوَذَ ؛ وكان فعلهما قبل الزيادة صحيحاً ، وإِن لم يُلفظ به قبلها إِلا معتلاً .
      وأَطَابَ الشيءَ وطَيَّبَه واسْتَطَابه : وجَدَه طَيِّباً .
      والطِّيبُ : ما يُتَطَيَّبُ به ، وقد تَطَيَّبَ بالشيءِ ، وطَيَّبَ الثوبَ وطابَهُ ، عن ابن الأَعرابي ؛

      قال : فكأَنـَّها تُفَّاحةٌ مَطْيُوبة جاءَت على الأَصل كـمَخْيُوطٍ ، وهذا مُطَّرِدٌ .
      وفي الحديث : شَهِدْتُ ، غلاماً ، مع عُمومتي ، حِلْفَ الـمُطَيَّبِـين .
      اجتمَع بنو هاشم ، وبنو زُهْرَة ، وتَيْمٌ في دارِ ابن جُدْعانَ في الجاهلية ، وجعلوا طِـيباً في جَفْنةٍ ، وغَمَسُوا أَيديَهم فيه ، وتَحالَفُوا على التناصر والأَخذ للمظلوم من الظالم ، فسُمُّوا الـمُطَيَّبين ؛ وسنذكره مُسْتَوْفىً في حلف .
      ويقال : طَيَّبَ فلانٌ فلاناً بالطِّيب ، وطَيَّبَ صَبِـيَّه إِذا قارَبه وناغاه بكلام يوافقه .
      والطِّيبُ والطِّيبَةُ : الحِلُّ .
      وقول أَبي هريرة ، رضي اللّه عنه ، حين دخل على عثمان ، وهو محصور : الآن طَابَ القِتالُ أَي حَلَّ ؛ وفي رواية أُخرى ، فقال : الآن طابَ امْضَرْبُ ؛ يريد طابَ الضَّربُ والقتلُ أَي حَلَّ القتالُ ، فأَبدل لام التعريف ميماً ، وهي لغة معروفة .
      وفي التنزيل العزيز : يا أَيها الرُّسُل كُـلُوا من الطَّيِّباتِ أَي كلوا من الحلال ، وكلُّ مأْكولٍ حلالٍ مُسْتَطابٌ ؛ فهو داخل في هذا .
      وإِنما خُوطب بهذا سيدنا رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، وقال : يا أَيها الرُّسُلُ ؛ فتَضَمَّنَ الخطابُ أَن الرسل جميعاً كذا أُمِرُوا .
      قال الزجاج : ورُوي أَن عيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، كان يأْكل من غَزْلِ أُمـِّه .
      وأَطْيَبُ الطَّيِّبات : الغَنائمُ .
      وفي حديث هَوازِنَ : من أَحَبَّ أَن يُطَيِّبَ ذلك منكم أَي يُحَلِّله ويُبِـيحَه .
      وسَبْيٌ طِـيَبةٌ ، بكسر الطاءِ وفتح الياءِ : طَيِّبٌ حِلٌّ صحيحُ السِّبَاءِ ، وهو سَبْيُ مَنْ يجوز حَرْبُه من الكفّار ، لم يكن عن غَدْرٍ ولا نَقْضِ عَهْدٍ .
      الأَصمعي : سَبْـيٌ طِـيَبة أَي سَبْيٌ طَيِّبٌ ، يَحِلُّ سَبْيُه ، لم يُسْبَوْا ولهم عَهْدٌ أَو ذمة ؛ وهو فِعَلَة من الطِّيبِ ، بوزن خِـيَرةٍ وتِوَلةٍ ؛ وقد ورد في الحديث كذلك .
      والطيِّبُ من كل شيءٍ : أَفضَلُه .
      والطَّيِّباتُ من الكلام : أَفضَلُه وأَحسنُه .
      وطِـيَبَةُ الكَلإِ : أَخْصَبُه .
      وطِـيَبَةُ الشَّرابِ : أَجمُّه وأَصْفاه .
      وطابَت الأَرضُ طِـيباً : أَخْصَبَتْ وأَكْـلأَتْ .
      والأَطْيَبانِ : الطعامُ والنكاحُ ، وقيل : الفَمُ والفَرْجُ ؛ وقيل : هما الشَّحْمُ والشَّبابُ ، عن ابن الأَعرابي .
      وذهَبَ أَطْيَباه : أَكْلُه ونِكاحُه ؛ وقيل : هما النَّوم والنكاحُ .
      وطايَبه : مازَحَه .
      وشَرابٌ مَطْيَبةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِـيبُ النفسُ إِذا شربته .
      وطعام مَطْيَبةٌ للنفس أَي تَطِـيبُ عليه وبه .
      وقولهم : طِبْتُ به نفساً أَي طابَتْ نفسي به .
      وطابت نَفْسُه بالشيءِ إِذا سَمَحَت به من غير كراهة ولا غَضَب .
      وقد طابَتْ نفسي عن ذلك تَرْكاً ، وطابَتْ عليه إِذا وافقَها ؛ وطِـبْتُ نَفْساً عنه وعليه وبه .
      وفي التنزيل العزيز : فإِنْ طِـبْنَ لكم عن شيءٍ منه نفساً .
      وفَعَلْتُ ذلك بِطِـيبةِ نفسي إِذا لم يُكْرِهْك أَحدٌ عليه .
      وتقول : ما به من الطِّيبِ ، ولا تقل : من الطِّيبَةِ .
      وماءٌ طُيَّابٌ أَي طَيِّبٌ ، وشيءٌ طُيَّابٌ ، بالضم ، أَي طَيِّبٌ جِدًّا ؛ قال الشاعر : نحنُ أَجَدْنا دُونَها الضِّرَابا ، * إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُيَّابا واسْتَطَبْناهم : سأَلْناهُم ماءً عذباً ؛ وقوله : فلما اسْتَطابُوا ، صَبَّ في الصَّحْنِ نِصْفَه ؟

      ‏ قال ابن سيده : يجوز أَن يكون معناه ذاقُوا الخمر فاسْتَطابوها ، ويجوز أَن يكون من قولهم : اسْتَطَبْناهم أَي سأَلْناهم ماء عذباً ؛ قال : وبذلك فسره ابن الأَعرابي .
      وماءٌ طَيِّبٌ إِذا كان عذباً ، وطَعامٌ طَيِّبٌ إِذا كان سائغاً في الـحَلْق ، وفلانٌ طَيِّبُ الأَخْلاق إِذا كان سَهْلَ الـمُعاشرة ، وبلدٌ طَيِّبٌ لا سِـباخَ فيه ، وماءٌ طَيِّبٌ أَي طاهر .
      ومَطايِـبُ اللحْم وغيره : خِـيارُه وأَطْيَبُه ؛ لا يفرد ، ولا واحد له من لفظه ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِـحَ ؛ وقيل : واحدها مَطابٌ ومَطابةٌ ؛ وقال ابن الأَعرابي : هي من مَطايِـبِ الرُّطَبِ ، وأَطَايِـبِ الجَزُور .
      وقال يعقوب : أَطْعِمنا من مَطايِـبِ الجَزُور ، ولا يقال من أَطايِـبِ .
      وحكى السيرافي : أَنه سأَل بعض العرب عن مَطَايِـبِ الجَزُور ، ما واحدها ؟ فقال : مَطْيَبٌ ، وضَحِكَ الأَعرابي من نفسه كيف تكلف لهم ذلك من كلامه .
      وفي الصحاح : أَطْعَمَنا فلانٌ من أَطايِـبِ الجَزُور ، جمع أَطْيَبَ ، ولا تَقُلْ : من مَطايِـبِ الجَزُور ؛ وهذا عكس ما في المحكم .
      قال الشيخ ابن بري : قد ذكر الجَرْمِـيُّ في كتابه المعروف بالفَرْق ، في بابِ ما جاءَ جَمْعُه على غير واحده المستعمل ، أَنه يقال : مَطايِـبُ وأَطايِـبُ ، فمن (* قوله « على مطلوب » كذا بالتهذيب أيضاً ورواه في التكملة على ينخوب .) وفي الحديث : ابْغِني حَديدَةً أَسْتَطِـيبُ بها ؛ يريد حَلْقَ العانة ، لأَنه تنظيف وإِزالة أَذىً .
      ابن الأَعرابي : أَطابَ الرجلُ واسْتَطابَ إِذا استنجى ، وأَزالَ الأَذى .
      وأَطابَ إِذا تكلم بكلام طَيِّب .
      وأَطابَ : قَدَّمَ طعاماً طَيِّباً .
      وأَطابَ : ولَدَ بنين طَيِّبِـين .
      وأَطابَ : تزَوَّجَ حَلالاً ؛

      وأَنشدت امرأَة : لـمَا ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً ، * ولا زُرْتَنا ، إِلا وأَنتَ مُطِـيبُ أَي متزوّج ؛ هذا ، قالته امرأَة لخِدْنِها .
      قال : والحرام عند العُشَّاق أَطْيَب ؛ ولذلك ، قالت : ولا زرتنا ، إِلا وأَنت مُطِـيب وطِـيبٌ وطَيْبةٌ : موضعان .
      وقيل : طَيْبةُ وطَابةُ المدينة ، سماها به النبي ، صلى اللّه عليه وسلم .
      قال ابن بري :، قال ابن خالويه : سماها النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، بعدّةِ أَسماء وهي : طَيْبة ، وطَيِّبَّةُ ، وطابَةُ ، والـمُطَيَّبة ، والجابِرةُ ، والـمَجْبورة ، والـحَبِـيبة ، والـمُحَبَّبة ؛ قال الشاعر : فأَصْبحَ مَيْموناً بطَيْبةَ راضِـيا ولم يذكر الجوهري من أَسمائها سوى طَيْبة ، بوزن شَيْبة .
      قال ابن الأَثير في الحديث : أَنه أَمر أن تُسَمّى المدينة طَيْبةَ وطابَة ، هما من الطِّيبِ لأَن المدينة كان اسمها يَثْرِبَ ، والثَّرْبُ الفساد ، فنَهى أَن تسمى به ، وسماها طابةَ وطَيْبةَ ، وهما تأْنيثُ طَيْبٍ وطاب ، بمعنى الطِّيبِ ؛ قال : وقيل هو من الطَّيِّبِ الطاهر ، لخلوصها من الشرك ، وتطهيرها منه .
      ومنه : جُعِلَتْ لي الأَرضُ طَيِّبةً طَهُوراً أَي نظيفة غير خبيثة .
      وعِذْقُ ابن طابٍ : نخلةٌ بالمدينة ؛ وقيل : ابنُ طابٍ : ضَرْبٌ من الرُّطَبِ هنالك .
      وفي الصحاح : وتمر بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ ، ورُطَبُ ابن طابٍ .
      قال : وعِذْقُ ابن طابٍ ، وعِذْقُ ابن زَيْدٍ ضَرْبانِ من التمر .
      وفي حديث الرُّؤْيا : رأَيتُ كأَننا في دارِ ابنِ زَيْدٍ ، وأُتِـينَا بِرُطَبِ ابنِ طاب ؛ قال ابن الأَثير : هو نوعٌ من تمر المدينة ، منسوبٌ إِلى ابن طابٍ ، رجلٍ من أَهلها .
      وفي حديث جابر : وفي يده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ .
      والطِّيَابُ : نخلة بالبصرة إِذا أَرْطَبَتْ ، فَتُؤخّر عن اخْتِرافِها ، تَساقَطَ عن نَواه فبَقِـيتِ الكِـباسَةُ ليس فيها إِلا نَـوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق ، وهو مع ذلك كِـبارٌ .
      قال : وكذلك إِذا اخْتُرِفَتْ وهي مُنْسَبتَة لم تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  5. طير
    • " الطَّيَرانُ : حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ ، طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة ؛ عن اللحياني وكراع وابن قتيبة ، وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه ، يُعَدى بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر .
      الصحاح : وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى .
      والطَّيرُ : معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ ، مؤنث ، والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ ، وهي قليلة ؛ التهذيب : وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى ؛ فاَّما قوله أَنشده الفارسي : هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ ، وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ ؛

      قال : ونحنُ كَشَفْنا ، عن مُعاوِيةَ ، التي هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ كما قلنا .
      وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول : ومثله قولُ ابن مقبل : كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ ، بَيْنهُمُ ، نَزْوُ القُلاتِ ، زَهاها ، قالُ ، قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ : كَثيرةُ الطَّيْرِ .
      فأَما قوله تعالى : إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله ؛ فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً ؛ وقوله : فأَنفخ فيه ، الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ ، ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة لوجهين : أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر ، والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ ، والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه ، وإِنما يقع النَّفْخُ في الجَوْهَر ؛ قال : وجميع هذا قول الفارسي ، قال : وقد يجوز أَن يكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل والباقر ، وجمعُ الطائر أَطْيارٌ ، وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ؛ فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ ، وقد تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع ، وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ ، وقرئ : فيكون طَيْراً بإِذْنِ الله ، وقال ثعلب : الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم ، ثم انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور ، قال الأَزهري : وهو ثِقَةٌ .
      الجوهري : الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مثل فَرْخ وأَفْراخ .
      وفي الحديث : الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ ؛ قال : كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي ، فهو طائرٌ مَجازاً ، أَرادَ : على رِجْل قَدَرٍ جار ، وقضاءٍ ماضٍ ، من خيرٍ أَو شرٍّ ، وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها ، أَي أَنها إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها ، وقَعَتْ على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل ؛ وفي رواية أُخرى : الرُّؤْيا على رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر ؛ يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر أَحوالِه ، فكيف ما يكون على رِجْلِه ؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة : فمنكم شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي سيِّدِنا رسول الله ، « صلى الله عليه وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ .
      وفي حديث أَبي ذَرٍّ : تَرَكَنَا رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ ، يعني أَنه استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ ، فضَرَبَ ذلك مَثَلاً ، وقيل : أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ ، وما الذي يفْدِي منه المُحْرِمُ إِذا أَصابه ، وأَشْباه ذلك ، ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ الجاهلية .
      وقوله عز وجل : ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه ؛ قال ابن جني : هو من التطوع المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ ، وقد يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً ، وذلك أَنه قد ، قالوا : طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها وقال العنبري : طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا ومن أَبيات الكتاب : وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح .
      فقوله تعالى : ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه ؛ على هذا مُفِيدٌ ، أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ .
      والتَّطايُرُ : التَّفَرُّقُ والذهابُ ، ومنه حديث عائشة ، رضي الله عنها : سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ .
      وفي حديث عُرْوة : حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً .
      وفي حديث ابن مسعود : فَقَدْنا رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ .
      والاسْتِطارَةُ والتَّطايُرُ : التفرُّقُ والذهابُ .
      وفي حديث علي ، كرّم الله تعالى وجهه : فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن .
      قال ابن الأَثير : وقيل الهمزة أَصلية ، وقد تقدم .
      وتطايَرَ الشيءُ : طارَ وتفرَّقَ .
      ويقال للقوم إِذا كانوا هادئينَ ساكِنينَ : كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ ؛ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه .
      وقال الجوهري : كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ ، إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ ، وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة ، فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ .
      ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير قولهم : هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه .
      ويقال : أُطِيرَ الغُرابُ ، فهو مُطارٌ ؛ قال النابغة : ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ في المَجْدِ ، ليس غرابُها بمُطارِ وفلان ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه ، حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ ، وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن ؛ ومنه قول بعض أَصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم : إِنّا كنا مع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيْرِ .
      والطَّيْرُ : الاسمُ من التَّطَيّر ، ومنه قولهم : لا طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُ اللهِ ، كما ‏

      يقال : ‏ لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله ؛

      وأَنشد الأَصمعي ، قال : أَنشدناه الأَحْمر : تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ على مُتَطيِّرٍ ، وهو الثُّبورُ بلى شَيءٌ يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ ، أَحايِيناً ، وباطلُه كَثِيرُ وفي صفة الصحابة ، رضوان الله عليهم : كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ ؛ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ .
      وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ ؛ قال الكميت : وحِلْمُك عِزٌّ ، إِذا ما حَلُمْت ، وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ ومنه قولهم : ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك .
      والطائرُ : ما تيمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت ، وأَصله في ذي الجناح .
      وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه .
      طائرُ اللهِ لا طائرُك ، فرَفَعُوه على إِرادة : هذا طائرُ الله ، وفيه معنى الدعاء ، وإِن شئت نَصَبْتَ أَيضاً ؛ وقال ابن الأَنباري : معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتخوّفُه ؛ وقال اللحياني : يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك ، قال : يقولون هذا كلَّه إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ ، النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله ، وقيل بنصبهما على معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك ؛ قال : والمصدرُ منه الطِّيَرَة ؛ وجَرَى له الطائرُ بأَمرِ كذا ؛ وجاء في الشر ؛ قال الله عز وجل : أَلا إِنَّما طائرُهم عند الله ؛ المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا ، وقال بعضهم : طائرُهم حَظُّهم ، قال الأَعشى : جَرَتْ لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وقال أَبو ذؤيب : زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ ، فإِن تَكُن هَواكَ الذي تَهْوى ، يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به ، والاسم الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ .
      وقال أَبو عبيد : الطائرُ عند العرب الحَظُّ ، وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ .
      وقال الفراء : الطائرُ معناه عندهم العمَلُ ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي قُلِّدَه ، وقيل رِزْقُه ، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر .
      وفي حديث أُمّ العَلاء الأَنصارية : اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ ؛ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ : إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح ؛ معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه .
      وطائرُ الإِنسانِ : ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له .
      ومنه الحديث : بالمَيْمونِ طائِرُه ؛ أَي بالمُبارَكِ حَظُّه ؛ ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ .
      وقوله عز وجل : وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه ؛ قيل حَظُّه ، وقيل عَمَلُه ، وقال المفسرون : ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً ، والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر : أَن لكل امرئ الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه ، وإِنما قيل للحظِّ من الخير والشرّ طائرٌ لقول العرب : جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر ، على طريق الفَأْلِ والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً ، فخاطَبَهُم اللهُ بما يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه ؛ وقرئ طائرَه وطَيْرَه ، والمعنى فيهما قيل : عملُه خيرُه وشرُّه ، وقيل : شَقاؤه وسَعادتُه ؛ قال أَبو منصور : والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته ، وعَلِم المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه ، فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً ، وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً ، فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه ، فذلك قولُه عز وجل : وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه ؛ أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب ، والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون ، وهو غيرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم .
      والعرب تقول : أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه ؛ ومنه قول لبيد يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه : تَطيرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً ووَتْراً ، والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ : الأَنْصباءُ ، واحدُها شِرْكٌ .
      وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ ، وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده .
      وقوله عز وجل في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ ، عليه السلام :، قالوا اطَّيَّرنا بك وبِمَنْ معك ، قال طائركم عند الله ؛ معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله ، وقيل : معنى قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا ، وهو في الأَصل تَطَيَّرنا ، فأَجابَهم الله تعالى فقال : طائرُكُم مَعَكم ؛ أَي شُؤْمُكم معَكم ، وهو كُفْرُهم ، وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها ، والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها ، فسمّوا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها ، ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على لسان رسوله ، صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ .
      وقال : لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هامةَ ؛ وكان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ ، وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم ، وهو عَليل ، فأَوْهَمَه سلامَتَه من عِلّته ، وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته ؛ والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ ، وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عنها .
      والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت ، ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ .
      الجوهري تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء ، والاسم منه الطِّيَرَةُ ، بكسر الطاء وفتح الياء ، مثال العِنَبةِ ، وقد تُسَكَّنُ الياءُ ، وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء .
      وفي الحديث : أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ ؛ قال ابن الأَثير : وهو مصدرُ تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً ، قال : ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما ،
      ، قال : وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما ، وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ ؛ ومنه الحديث : ثلاثة لا يَسْلَم منها أَحَدٌ : الطِّيَرَةُ والحَسَدُ : والظنُّ ، قيل : فما نصْنعُ ؟، قال : إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ ، وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ ، وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ .
      وقوله تعالى :، قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك ؛ أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها .
      وفي الحديث : الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وما مِنّا إِلاَّ

      .
      .
      . ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ ، فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع ؛ وهذا كحديثه الآخر : ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا ، فأَظْهَر المستثنى ، وقيل : إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث ، وإِنما جَعَل الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه ، فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك ، وقولُه : ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به .
      وفي الحديث : أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب ؛ أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم ؛ جمع طِيرَة .
      ويقال للرجل الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ : إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ .
      وفرس مُطارٌ : حديدُ الفُؤاد ماضٍ .
      والتَّطايُر والاسْتِطارةُ : التفرُّق .
      واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في الهواء .
      وغُبار طيّار ومُسْتَطِير : مُنْتَشر .
      وصُبْحٌ مُسْتَطِير .
      ساطِعٌ منتشر ، وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ .
      وفي التنزيل العزيز : ويَخافُون يوماً كان شَرُّه مُسْتَطِيراً .
      واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ ، فهو مُسْتَطِير ، وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ والجماعَ ، وبه تحلّ صلاة الفجر ، وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز ، وأَما الفجر المستطيل ، باللام ، فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان ، وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً ، وهو الصبح الكاذب عند العرب .
      وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير ، هو الذي انتشر ضوءه واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل ؛ وفي حديث بني قريظة : وهانَ على سَراةِ بني لُؤَيٍّ حَرِيقٌ ، بالبُوَيْرةِ ، مُسْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها .
      ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه : ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه .
      وقد اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة : تَبَيّن في أَجزائهما .
      واسْتَطارَت الزُّجاجةُ : تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها .
      واسْتطارَ الحائطُ : انْصدَع من أَوله إِلى آخره ؛ واسْتطارَ فيه الشَّقّ : ارتفع .
      ويقال : اسْتطارَ فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً ؛

      وأَنشد : إِذا اسْتُطِيرَتْ من جُفون الأَغْمادْ ، فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في الحائط إِذا انتشر فيه .
      واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر في أُفُقِ السماء .
      يقال : اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً ، فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ ؛ وقال عنترة : متى ما تَلْقَني ، فَرْدَينِ ، تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير الفرسُ ، فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ ؛ وقول عدي : كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ غادِيةٍ ، لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قيل : أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء ، كما ، قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت .
      وتَطايَرَ الشيءُ : طال .
      وفي الحديث : خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرِك ؛ وفي رواية : من شَعرِ رأْسِك ؛ أَي طال وتفرق .
      واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر ؛ قال الراجز : إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ .
      ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ .
      وبئر مَطارةٌ : واسعةُ الغَمِ ؛ قال الشاعر : كأَنّ حَفِيفَها ، إِذ بَرّكوها ، هُوِيّ الرِّيحِ في جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ : أَلْقَحها كلَّها ، وقيل : إِنما ذلك إِذا أَعْجَلت اللَّقَحَ ؛ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح ، وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ ، وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل ، فهي ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ ، والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح ؛ وأَنشد : طَيّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح ، في الهَيْجِ ، قبل كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا .
      ومَطارِ ومُطارٌ ، كلاهما : موضع ؛ واختار ابن حمزة مُطاراً ، بضم الميم ، وهكذا أَنشد ، هذا البيت : حتى إِذا كان على مُطار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار ، وسنذكر ذلك في مطر .
      وقال أَبو حنيفة : مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف .
      والمُسْطارُ من الخمر : أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم .
      وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها .
      والمُطَيَّرُ : ضَرْبٌ من البُرود ؛ وقول العُجَير السلولي : إِذا ما مَشَتْ ، نادى بما في ثِيابها ، ذَكِيٌّ الشَّذا ، والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ
      ، قال أَبو حنيفة : المُطَيَّر هنا ضربٌ من صنعته ، وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود ، فإِذا كان كذلك كان بدلاً من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً ، وقيل : هو مقلوب عن المُطَرَّى ؛ قال ابن سيده : ولا يُعْجِبني ؛ وقيل : المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر ، قال ابن بري : المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود ؛ قال ابن هَرْمَة : أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى ، إِذا نِمْنا ، أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ ، إِذ طَرَقَتْكَ ، باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً : موضع بالهند يجلب منه العُود .
      وطارَ الشعر : طالَ ؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي : طِيرِي بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي اعْلَقي به .
      ومِخْراق : كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف ، أَي لم يَتزوّج لئيمةً قط .
      سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة .
      والطائرُ : فرس قتادة بن جرير .
      وذو المَطارة : جبل .
      وقوله في الحديث : رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في سبيل الله يَطِير على مَتْنِه ؛ أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ .
      وفي حديث وابِصَة : فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها وتعلّق بها .
      والمَطارُ : موضع الطيَرانِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. ظهر
    • " الظَّهْر من كل شيء : خِلافُ البَطْن .
      والظَّهْر من الإِنسان : من لَدُن مُؤخَّرِ الكاهل إِلى أَدنى العجز عند آخره ، مذكر لا غير ، صرح بذلك اللحياني ، وهو من الأَسماء التي وُضِعَت مَوْضِعَ الظروف ، والجمع أَظْهُرٌ وظُهور وظُهْرانٌ .
      أَبو الهيثم : الظَّهْرُ سِتُّ فقارات ، والكاهلُ والكَتَِدُ ستُّ فقارات ، وهما بين الكتفين ، وفي الرَّقبَة ست فقارات ؛ قال أَبو الهيثم : الظَّهْر الذي هو ست فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ ، قال الأَزهري : هذا في البعير ؛ وفي حديث الخيل : ولم يَنْسَ حقَّ الله في رِقابِها ولا ظُهورها ؛ قال ابن الأَثير : حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عليها مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عليها ؛ ومنه الحديث الآخر : ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ ظَهْرِها .
      وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ : أَنْعَمَ تَدْبِيرَه ، وكذلك يقول المُدَبِّرُ للأَمر .
      وقَلَّبَ فلان أَمْره ظهراً لِبَطْنٍ وظهرَه لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ ؛ قال الفرزدق : كيف تراني ، قالباً مِجَنّي ، أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ وإِنما اختار الفرزدق ههنا لِلْبَطْنِ على قوله لِبَطْنٍ لأَن قوله ظَهْرَه معرفة ، فأَراد أَن يعطف عليه معرفة مثله ، وإِن اختلف وجه التعريف ؛ قال سيبويه : هذا باب من الفعل يُبْدَل فيه الآخر من الأَول يَجْرِي على الاسم كما يَجْرِي أَجْمعون على الاسم ، ويُنْصَبُ بالفعل لأَنه مفعول ، فالبدل أَن يقول : ضُرب عبدُالله ظَهرهُ وبَطنُه ، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ والبطنُ ، وقُلِبَ عمرو ظَهْرُه وبطنُه ، فهذا كله على البدل ؛ قال : وإِن شئت كان على الاسم بمنزلة أَجمعين ، يقول : يصير الظهر والبطن توكيداً لعبدالله كما يصير أَجمعون توكيداً للقوم ، كأَنك قلت : ضُرِبَ كُلّه ؛ قال : وإِن شئت نصبت فقلت ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ ، قال : ولكنهم أَجازوا هذا كما أَجازوا دخلت البيتَ ، وإِنما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل ، قال : وليس المنتصبُ ههنا بمنزلة الظروف لأَنك لو قلت : هو ظَهْرَه وبطَنْهَ وأَنت تعني شيئاً على ظهره لم يجز ، ولم يجيزوه في غير الظَّهْر والبَطْن والسَّهْل والجَبَلِ ، كما لم يجز دخلتُ عبدَالله ، وكما لم يجز حذف حرف الجر إِلاَّ في أَماكن مثل دخلت البيتَ ، واختص قولهم الظهرَ والبطنَ والسهلَ والجبلَ بهذا ، كما أَن لَدُنْ مع غُدْوَةٍ لها حال ليست في غيرها من الأَسماء .
      وقوله ، صلى الله عليه وسلم : ما نزول من القرآن آية إِلاَّ لها ظَهْرٌ بَطْنٌ ولكل حَرْفٍ حَدٌّ ولكل حَدّ مُطَّلَعٌ ؛ قال أَبو عبيد :، قال بعضهم الظهر لفظ القرآن والبطن تأْويله ، وقيل : الظهر الحديث والخبر ، والبطن ما فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه ، والمُطَّلَعُ مَأْتى الحد ومَصْعَدُه ، أَي قد عمل بها قوم أَو سيعملون ؛ وقيل في تفسير قوله لها ظَهْرٌ وبَطْن قيل : ظهرها لفظها وبطنها معناها وقيل : أَراد بالظهر ما ظهر تأْويله وعرف معناه ، وبالبطن ما بَطَنَ تفسيره ، وقيل : قِصَصُه في الظاهر أَخبار وفي الباطن عَبْرَةٌ وتنبيه وتحذير ، وقيل : أَراد بالظهر التلاوة وبالبطن التفهم والتعلم .
      والمُظَهَّرُ ، بفتح الهاء مشددة : الرجل الشديد الظهر .
      وظَهَره يَطْهَرُه ظَهْراً : ضرب ظَهْره .
      وظَهِرَ ظَهَراً : اشتكى ظَهْره .
      ورجل ظَهِيرٌ : يشتكي ظَهْرَه .
      والظَّهَرُ : مصدر قولك ظَهِرَ الرجل ، بالكسر ، إِذا اشتكى ظَهْره .
      الأَزهري : الظُّهارُ وجع الظَّهْرِ ، ورجل مَظْهُورٌ .
      وظَهَرْتُ فلاناً : أَصبت ظَهْره .
      وبعير ظَهِير : لا يُنْتَفَع بظَهْره من الدَّبَرِ ، وقيل : هو الفاسد الظَّهْر من دَبَرٍ أَو غيره ؛ قال ابن سيده : رواه ثعلب .
      ورجل ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ : قويُّ الظَّهْرِ ورجل مُصَدَّر : شديد الصَّدْر ، ومَصْدُور : يشتكي صَدْرَه ؛ وقيل : هو الصُّلْبُ الشديد من غير أَن يُعَيَّن منه ظَهْرٌ ولا غيره ، وقد ظَهَرَ ظَهَارَةً .
      ورجل خفيف الظَّهْر : قليل العيال ، وثقيل الظهر كثير العيال ، وكلاهما على المَثَل .
      وأَكَل الرجُل أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سَمِنَ منها .
      قال : وأَكل أَكْلَةً إِن أَصبح منها لناتياً ، ولقد نَتَوْتُ من أَكلة أَكلتها ؛ يقول : سَمِنْتُ منها .
      وفي الحديث : خَيْرُ الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنى أَي ما كان عَفْواً قد فَضَلَ عن غنًى ، وقيل : أَراد ما فَضَلَ عن العِيَال ؛ والظَّهْرُ قد يزاد في مثل هذا إِشباعاً للكلام وتمكيناً كأَنَّ صدقته إِلى ظَهْرٍ قَويٍّ من المال .
      قال مَعْمَرٌ : قلتُ لأَيُّوبَ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى ، ما ظَهْرُ غِنًى ؟، قال أَيوب : ما كان عن فَضْلِ عيال .
      وفي حديث طلحة : ما رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يَدٍ من طَلْحَةَ ، قيل : عن ظهر يَدٍ ابْتدَاءً من غير مكافأَة .
      وفلانٌ يأْكل عن ظَهْرِ يد فُلانٍ إِذا كان هو يُنْفِقُ عليه .
      والفُقَراء يأْكلون عن ظَهْرِ أَيدي الناس .
      قال الفراء : العرب تقول : هذا ظَهْرُ السماء وهذا بَطْنُ السَّمَاءِ لظاهرها الذي تراه .
      قال الأَزهري : وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظَهْرُه كَبَطْنه ، كالحائط القائم لما وَلِيَك يقال بطنُه ، ولما وَلِيَ غَيْرَك ظَهْرُه .
      فأَما ظِهارَة الثوب وبِطانَتُه ، فالبطانَةُ ما وَلِيَ منه الجسدَ وكان داخلاً ، والظِّهارَةُ ما علا وظَهَرَ ولم يَل الجسدَ ؛ وكذلك ظِهارَة البِسَاطِ ؛ وبطانته مما يلي الأَرضَ .
      ويقال : ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا جعلتَ له ظِهَارَة وبَطَنْتُه إذا جعلتَ له بِطانَةً ، وجمع الظِّهارَة ظَهَائِر ، وجمع البِطَانَةَ بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ ، بالكسر : نقيض البِطانة .
      وَظَهَرْتُ البيت : عَلَوْتُه .
      وأَظْهَرْتُ بفلان : أَعليت به .
      وتظاهر القومُ : تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ واحد منهم ظَهْرَه إِلى صاحبه .
      وأَقْرانُ الظَّهْرِ : الذين يجيئونك من ورائك أَو من وراء ظَهْرِك في الحرب ، مأْخوذ من الظَّهْرِ ؛ قال أَبو خِراشٍ : لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً ، ولكنّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مَقاتِلُ الأَصمعي : فلان قِرْنُ الظَّهْر ، وهو الذي يأْتيه من ورائه ولا يعلم ؛ قال ذلك ابن الأَعرابي ، وأَنشد : فلو كان قِرْني واحداً لكُفِيتُه ، ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مِقاتِلُ وروي ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده : فلو أَنَّهُمْ كانوا لقُونا بِمثْلِنَا ، ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِب ؟

      ‏ قال : أَقران الظهور أَن يتظاهروا عليه ، إِذا جاء اثنان وأَنت واحد غلباك .
      وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف ، وهو من الظَّهْر .
      ابن بُزُرج .
      أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه .
      والظَّهْرُ : الرِّكابُ التي تحمل الأَثقال في السفر لحملها إِياها على ظُهُورها .
      وبنو فلان مُظْهِرون إِذا كان لهم ظَهْر يَنْقُلُون عليه ، كما يقال مُنْجِبُون إِذا كانوا أَصحاب نَجائِبَ .
      وفي حديث عَرْفَجَة : فتناول السيف من الظَّهْر فَحذَفَهُ به ؛ الظَّهْر : الإِبل التي يحمل عليها ويركب .
      يقال : عند فلان ظَهْر أَي إِبل ؛ ومنه الحديث : أَتأْذن لنا في نَحْر ظَهْرنا ؟ أَي إبلنا التي نركبها ؛ وتُجْمَعُ على ظُهْران ، بالضم ؛ ومنه الحديث : فجعل رجالٌ يستأْذنونه في ظُهْرانهم في عُلْوِ المدينة .
      وفلانٌ على ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ للسفر غير مطمئن كأَنه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك ؛ قال يصف أَمواتاً : ولو يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ ، تَرَوَّحُوا معي ، أَو غَدَوْا في المُصْبِحِين على ظَهْرِ والبعير الظَّهْرِيُّ ، بالكسر : هو العُدَّة للحاجة إِن احتيج إِليه ، نسب إِلى الظَّهْر نَسَباً على غير قياس .
      يقال : اتَّخِذْ معك بعيراً أَو بعيرين ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً ، والجمع ظَهارِيُّ وظَهَارِيُّ ، وفي الصحاح : ظَهِارِيُّ غير مصروف لأَن ياء النسبة ثابتة في الواحد .
      وبَعير ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كان شديداً قويّاً ، وناقة ظهيره .
      وقال الليث : الظَّهِيرُ من الإِبل القوي الظَّهْر صحيحه ، والفعل ظَهَرَ ظَهارَةً .
      وفي الحديث : فَعَمَدَ إِلى بعير ظَهِير فأَمَرَ به فَرُحِلَ ، يعني شديد الظهر قويّاً على الرِّحْلَةِ ، وهو منسوب إِلى الظَّهْرِ ؛ وقد ظَهَّر به واسْتَظَهْرَهُ .
      وظَهَرَ بحاجةِ وظَهَرَّها وأَظْهَرها : جعلها بظَهْرٍ واستخف بها ولم يَخِفَّ لها ، ومعنى هذا الكلام أَنه جعل حاجته وراء ظَهْرِه تهاوناً بها كأَنه أَزالها ولم يلتفت إِليها .
      وجعلها ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر ، كقوله تعالى : فَنَبذُوه ورَاء ظُهُورِهم ، بخلاف قولهم وَاجَهَ إِرادَتَهُ إِذا أَقْبَلَ عليها بقضائها ، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كذلك ؛ قال الفرزدق : تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي بظَهْرٍ ، فلا يَعْيا عَليَّ جَوابُها والظِّهْرِيُّ : الذي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تنساه .
      والظِّهْرِيُّ : الذي تَنْساه وتَغْفُلُ عنه ؛ ومنه قوله : واتَّخَذْتَمُوه وراءكم ظِهْرِيّاً ؛ أَي لم تَلْتَفِتوا إِليه .
      ابن سيده : واتخذ حاجته ظِهْرِيّاً اسْتَهان بها كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر ، على غير قياس ، كم ؟

      ‏ قالوا في النسب إِلى البَصْرَة بِصْريُّ .
      وفي حديث علي ، عليه السلام : اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حت شُنَّتْ عليكم الغاراتُ أَي جعلتموه وراء ظهوركم ، قال : وكسر الظاء من تغييرات النَّسَب ؛ وقال ثعلب في قوله تعالى : واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً : نَبَذْتُمْ ذكر الله وراء ظهوركم ؛ وقال الفراء : يقول تركتم أَمر الله وراء ظهوركم ، يقول شعيب ، عليه السلام : عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وتركتم تعظيم الله وخوفه .
      وقال في أَثناء الترجمة : أَي واتخذتم الرهط وراءكم ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بع عليَّ ، وذلك لا ينجيكم من الله تعالى .
      يقال : اتخذ بعيراً ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً .
      ويقال للشيء الذي لا يُعْنَى به : قد جعلت هذا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ .
      وقولهم .
      ولا تجعل حاجتي بظَهْر أَي لا تَنْسَها .
      وحاجتُه عندك ظاهرةٌ أَي مُطَّرَحَة وراء الظَّهْرِ .
      وأَظْهَرَ بحاجته واظَّهَرَ : جعلها وراء ظَهْرِه ، أَصله اظْتَهر .
      أَبو عبيدة : جعلت حاجته بظَهْرٍ أَي يظَهْرِي خَلْفِي ؛ ومنه قوله : واتخذتموه وراءكم ظِهْرِيّاً ، وهو استهانتك بحاجة الرجل .
      وجعلني بظَهْرٍ أَي طرحني .
      وظَهَرَ به وعليه يَظْهَرُ : قَوِيَ .
      وفي التنزيل العزيز : أَو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء ؛ أَي لم يبلغوا أَن يطيقوا إِتيانَ النساء ؛ وقوله : خَلَّفْتَنا بين قَوْمَ يَظْهَرُون بنا ، أَموالُهُمْ عازِبٌ عنا ومَشْغُولُ هو من ذلك ؛ قال ابن سيده : وقد يكون من قولك ظَهَرَ به إِذا جعله وراءه ،
      ، قال : وليس بقوي ، وأَراد منها عازب ومنها مشغول ، وكل ذلك راجع إِلى معنى الظَّهْر .
      وأَما قوله عز وجل : ولا يُبْدِينَ زِينتهنَّ إِلاَّ ما ظهر منها ؛ روي الأَزهري عن ابن عباس ، قال : الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ ، وقالت عائشة : الزينة الظاهرة القُلْبُ والفَتَخة ، وقال ابن مسعود : الزينة الظاهرة الثياب .
      والظَّهْرُ : طريق البَرِّ .
      ابن سيده : وطريق الظَّهْره طريق البَرِّ ، وذلك حين يكون فيه مَسْلَك في البر ومسلك في البحر .
      والظَّهْرُ من الأَرض : ما غلظ وارتفع ، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ .
      وسال الوادي ظَهْراً إذا سال بمَطَرِ نفسه ، فإن سال بمطر غيره قيل : سال دُرْأً ؛ وقال مرة : سال الوادي ظُهْراً كقولك ظَهْراً ؛ قال الأَزهري : وأَحْسِبُ الظُّهْر ، بالضم ، أَجْودَ لأَنه أَنشد : ولو دَرَى أَنَّ ما جاهَرتَني ظُهُراً ، ما عُدْتُ ما لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ وظَهَرت الطيرُ من بلد كذا إِلى بلد كذا : انحدرت منه إِليه ، وخص أَبو حنيفة به النَّسْرَ فقال يَذْكُر النُّسُورَ : إِذا كان آخر الشتاء ظَهَرَتْ إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الغنم فتأْكل أَشْلاءَها .
      وفي كتاب عمر ، رضي الله عنه ، إِلى أَبي عُبيدة : فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إِليها يعني إِلى أَرض ذكرها ، أَي أَخْرُجُ بهم إِلى ظاهرها وأَبْرِزْهم .
      وفي حديث عائشة : كان يصلي العَصْر في حُجْرتي قبل أَن تظهر ، تعني الشمس ، أَي تعلو السَّطْحَ ، وفي رواية : ولم تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ من حُجْرتها أَي لم ترتفع ولم تخرج إِلى ظَهْرها ؛ ومنه قوله : وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا يعني مَصْعَداً .
      والظاهِرُ : خلاف الباطن ؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً ، فهو ظاهر وظهِير ؛ قال أَبو ذؤيب : فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم ، ثَناهُمْ ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ ، ظَهِيرُ ويروى طهير ، بالطاء المهملة .
      وقوله تعالى : وذَروا ظاهِرَ الإِثم وباطِنَه ؛ قيل : ظاهره المُخالَّةُ على جهة الرِّيبَةِ ، وباطنه الزنا ؛ قال الزجاج : والذي يدل عليه الكلام ، والله أَعلم ، أَن المعنى اتركوا الإِثم ظَهْراً وبَطْناً أَي لا تَقْرَبُوا ما حرم الله جَهْراً ولا سرّاً .
      والظاهرُ : من أَسماء الله عز وجل ؛ وفي التنزيل العزيز : هو الأَوّل والآخر والظاهر والباطن ؛ قال ابن الأَثير : هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه ؛ وقيل : عُرِفَ بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه .
      وهو نازل بين ظَهْرٍيْهم وظَهْرانَيْهِم ، بفتح النون ولا يكسر : بين أَظْهُرِهم .
      وفي الحديث : فأَقاموا بين ظَهْرانيهم وبين أَظْهرهم ؛ قال ابن الأَثير : تكررت هذه اللفظة في الحديث والمراد بها أَنهم أَقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد لهم ، وزيدت فيه أَلف ونون مفتوحة تأْكيداً ، ومعناه أَن ظَهْراً منهم قدامه وظهراً وراءه فهو مَكْنُوف من جانبيه ، ومن جوانبه إِذا قيل بين أَظْهُرِهم ، ثم كثر حتى استعمل في الإِقامة بين القوم مطلقاً .
      ولقيته بين الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي في اليومين أَو الثلاثة أَو في الأَيام ، وهو من ذلك .
      وكل ما كان في وسط شيء ومُعْظَمِه ، فهو بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه .
      وهو على ظَهْرِ الإِناء أَي ممكن لك لا يحال بينكما ؛ عن ابن الأَعرابي .
      الأَزهري عن الفراء : فلانٌ بين ظَهْرَيْنا وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بنعنى واحد ، قال : ولا يجوز بين ظَهْرانِينا ، بكسر النون .
      ويقال : رأَيته بين ظَهْرانَي الليل أَي بين العشاء إِلى الفجر .
      قال الفراء : أَتيته مرة بين الظَّهْرَيْنِ يوماً في الأَيام .
      قال : وقال أَبو فَقْعَسٍ إِنما هو يوم بين عامين .
      ويقال للشيء إِذا كان في وسط شيء : هو بين ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه ؛ وأَنشد : أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا والظَّواهِرُ : أَشراف الأَرض .
      الأَصمعي : يقال هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض وذلك ما ارتفع منها ، ومعنى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها .
      ويقال : هاجَتْ ظَواهِرُ الأَرض .
      ابن شميل : ظاهر الجبل أَعلاه ، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه ، استوى أَو لم يستو ظاهره ، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته ؛ قال مُهَلْهِلٌ : وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين ، كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِره وقال الكميت : فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا حِ ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِر ؟

      ‏ قال خالد بن كُلْثُوم : مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة والبطحاء الرمل ، وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم نزول بظواهر جبالها ؛ ويقال : أَراد بالظواهر أَعلى مكة .
      وفي الحديث ذِكر قريشِ الظَّواهِرِ ، وقال ابن الأَعرابي : قُرَيْشُ الظواهرِ الذين نزلوا بظُهور جبال مكة ، قال : وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف من قريش الظواهر ، وقريش البطاح هم الذين نزلوا بطاح مكة .
      والظُّهارُ : الرّيشُ .
      قال ابن سيده : الظُّهْرانُ الريش الذي يلي الشمس والمَطَرَ من الجَناح ، وقيل : الظُّهار ، بالضم ، والظُّهْران من ريش السهم ما جعل من ظَهْر عَسِيبِ الريشة ، هو الشَّقُّ الأَقْصَرُ ، وهو أَجود الريش ، الواحد ظَهْرٌ ، فأَما ظُهْرانٌ فعلى القياس ، وأَما ظُهار فنادر ؛ قال : ونظيره عَرْقٌ وعُراقٌ ويوصف به فيقال رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ ، والبُطْنانُ ما كان من تحت العَسِيب ، واللُّؤَامُ أَن يلتقي بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ أُخْرَى ، وهو أَجود ما يكون ، فإِذا التقى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ ، فهو لُغابٌ ولَغْبٌ .
      وقال الليث : الظُّهارُ من الريش هو الذي يظهر من ريش الطائر وهو في الجناح ، قال : ويقال : الظُّهارُ جماعة واحدها ظَهْرٌ ، ويجمع على الظُّهْرانِ ، وهو أَفضل ما يُراشُ به السهم فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فهو عَيْبٌ ، والظَّهْرُ الجانب القصير من الريش ، والجمع الظُّهْرانُ ، والبُطْنان الجانب الطويل ، الواحد بَطْنٌ ؛ يقال : رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ ولا تَرِشْهُ ببُطْنانٍ ، واحدهما ظَهْر وبَطْنٌ ، مثل عَبْد وعُبْدانٍ ؛ وقد ظَهَّرت الريش السهمَ .
      والظَّهْرانِ : جناحا الجرادة الأَعْلَيانِ الغليظان ؛ عن أَبي حنيفة .
      وقال أَبو حنيفة :، قال أَبو زياد : للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ ، فالبطن ما يلي منها الوَتَر ، وظَهْرُها الآخرُ الذي ليس فيه وتَرٌ .
      وظاهَرَ بين نَعْلين وثوبين : لبس أَحدهما على الآخر وذلك إِذا طارق بينهما وطابقَ ، وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن ، وقيل : ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ بعضها على بعض .
      وفي الحديث : أَنه ظاهرَ بين دِرْعَيْن يوم أُحُد أَي جمع ولبس إِحداهما فوق الأُخرى ، وكأَنه من التظاهر لتعاون والتساعد ؛ وقول وَرْقاء بن زُهَير : رَأَيَتُ زُهَيْراً تحت كَلْكَلِ خالِدٍ ، فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ فَشُلَّتْ يميني يَوْمَ أَضْرِبُ خالداً ، ويَمْنَعهُ مِنَّي الحديدُ المُظاهرُ إِنما عنى بالحديد هنا الدرع ، فسمى النوع الذي هو الدرع باسم الجنس الذي هو الحديد ؛ وقال أَبو النجم : سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عليها ، ثم اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها ، وظاهِري بِجَلِفٍ عليه ؟

      ‏ قال ابن سيده : هو من هذا ، وقد قيل : معناه اسْتَظْهِري ، قال : وليس بقوي .
      واسْتَظَهْرَ به أَي استعان .
      وظَهَرْتُ عليه : أَعنته .
      وظَهَرَ عَليَّ : أَعانني ؛ كلاهما عن ثعلب .
      وتَظاهرُوا عليه : تعاونوا ، وأَظهره الله على عَدُوِّه .
      وفي التنزيل العزيز : وإن تَظَاهَرَا عليه .
      وظاهَرَ بعضهم بعضاً : أَعانه ، والتَّظاهُرُ : التعاوُن .
      وظاهَرَ فلان فلاناً : عاونه .
      والمُظاهَرَة : المعاونة ، وفي حديث علي ، عليه السلام : أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان .
      والظَّهِيرُ : العَوْنُ ، الواحد والجمع في ذلك سواء ، وإِنما لم يجمع ظَهِير لأَن فَعيلاً وفَعُولاً قد يستوي فيهما المذكر والمؤُنث والجمغ ، كما ، قال الله عز وجل : إِنَّا رسولُ رب العالمين .
      وفي التنزيل العزيز : وكان الكافرُ على ربه ظَهيراً ؛ يعني بالكافر الجِنْسَ ، ولذلك أَفرد ؛ وفيه أَيضاً : والملائكة بعد ذلك ظهير ؛ قال ابن سيده : وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة : هم صَدِيقٌ وهم فَرِيقٌ ؛ والظَّهِيرُ : المُعِين .
      وقال الفراء في قوله عز وجل : والملائكة بعد ذلك ظهير ، قال : يريد أَعواناً فقال ظَهِير ولم يقل ظُهَراء .
      قال ابن سيده : ولو ، قال قائل إِن الظَّهير لجبريل وصالح المؤمنين والملائكة كان صواباً ، ولكن حَسُنَ أَن يُجعَلَ الظهير للملائكة خاصة لقوله : والملائكة بعد ذلك ، أَي مع نصرة هؤلاء ، ظَهيرٌ .
      وقال الزجاج : والملائكة بعد ذلك ظهير ، في معنى ظُهَراء ، أَراد : والملائكة أَيضاً نُصَّارٌ للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَي أَعوان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كما ، قال : وحَسُنَ أُولئك رفيقاً ؛ أَي رُفَقاء ، فهو مثل ظَهِير في معنى ظُهَراء ، أَفرد في موضع الجمع كما أَفرده الشاعر في قوله : يا عاذِلاتي لا تَزِدْنَ مَلامَتِي ، إِن العَواذِلَ لَسْنَ لي بأَمِيرِ يعني لَسْنَ لي بأُمَراء .
      وأَما قوله عز وجل : وكان الكافر على ربه ظَهيراً ؛ قال ابن عَرفة : أَي مُظاهِراً لأَعداء الله تعالى .
      وقوله عز وجل : وظاهَرُوا على إِخراجكم ؛ أَي عاوَنُوا .
      وقوله : تَظَاهَرُونَ عليهم ؛ أَي تَتَعاونُونَ .
      والظِّهْرَةُ : الأَعْوانُ ؛ قال تميم : أَلَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ ، وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ : الكسر عن كراع : كالظَّهْرِ .
      وهم ظِهْرَةٌ واحدة أَي يَتَظَاهرون على الأَعداء وجاءنا في ظُهْرَته وظَهَرَتِه وظاهِرَتِهِ أَي في عشيرته وقومه وناهِضَتَهِ لذين يعينونه .
      وظَاهرَ عليه : أَعان .
      واسْتَظَهَره عليه : استعانه .
      واسْتَظَهْرَ عليه بالأَمر : استعان .
      وفي حديث علي ، كرّم الله وجهه : يُسْتَظْهَرُ بحُجَج الله وبنعمته على كتابه .
      وفلان ظِهْرَتي على فلان وأَنا ظِهْرَتُكَ على هذا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي : هو ابن عمه دِنْياً فإِذا تباعد فهو ابن عمه ظَهْراً ، بجزم الهاء ، وأَما الظِّهْرَةُ فهم ظَهْرُ الرجل وأَنْصاره ، بكسر الظاء .
      الليث : رجل ظِهْرِيٌّ من أَهل الظَّهْرِ ، ولو نسبت رجلاً إِلى ظَهْرِ الكوفة لقلت ظِهْريٌّ ، وكذلك لو نسبت جِلْداً إِلى الظَّهْر لقالت جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ .
      والظُّهُور : الظَّفَرُ بالسّيء والإِطلاع عليه .
      ابن سيده : الظُّهور الظفر ؛ ظَهَر عليه يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره الله عليه .
      وله ظَهْرٌ أَي مال من إِبل وغنم .
      وظَهَر بالشيء ظَهْراً : فَخَرَ ؛ وقوله : واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ أَي افْخَرْ به على غيره .
      وظَهَرْتُ به : افتخرت به وظَهَرْتُ عليه : يقال : ظَهَر فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه .
      وفلان ظاهِرٌ على فلان أَي غالب عليه .
      وظَهَرْتُ على الرجل : غلبته .
      وفي الحديث : فظَهَر الذين كان بينهم وبين رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، عَهْدٌ فَقَنَتَ شهراً بعد الركوع يدعو عليهم ؛ أَي غَلَبُوهم ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء في رواية ، قالوا : والأَشبه أَن يكون مُغَيَّراً كما جاء في الرواية الأُخرى : فَغَدَرُوا بهم .
      وفلان من وَلَدِ الظَّهْر أَي ليس منا ، وقيل : معناه أَنه لا يلتفت إِليهم ؛ قال أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة : فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ من وَلَدِ الظَّهْرِ ؟ أَي من الذين يَظْهَرُون بهم ولا يلتفتون إِلى أَرحامهم .
      وفلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّم .
      والظَّهَرَةُ ، بالتحريك : ما في البيت من المتاع والثياب .
      وقال ثعلب : بيت حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة ، فالظَّهَرَةُ ما ظَهَر منه ، والأَهَرَةُ ما بَطَنَ منه .
      ابن الأَعرابي : بيت حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ والعَقارِ بمعنى واحد .
      وظَهَرَةُ المال : كَثْرَتُه .
      وأَظْهَرَنَا الله على الأَمر : أَطْلَعَ .
      وقوله في التنزيل العزيز : فما استطاعُوا أَن يَظْهَرُوه ؛ أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عليه لارتفاعه .
      يقال : ظَهَرَ على الحائط وعلى السَّطْح صار فوقه .
      وظَهَرَ على الشيء إِذا غلبه وعلاه .
      ويقال : ظَهَرَ فلانٌ الجَبَلَ إِذا علاه .
      وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً : علاه .
      وقوله تعالى : ومَعَارِجَ عليها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون ، والمعارج الدَّرَجُ .
      وقوله عز وجل : فأَصْبَحُوا ظاهِرين ؛ أَي غالبين عالين ، من قولك : ظَهَرْتُ على فلان أَي عَلَوْتُه وغلبته .
      يقال : أَظْهَر الله المسلمين على الكافرين أَي أَعلاهم عليهم .
      والظَّهْرُ : ما غاب عنك .
      يقال : تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْبِ ، والظَّهْر فيما غاب عنك ؛ وقال لبيد : عن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها ويقال : حَمَلَ فلانٌ القرآنَ على ظَهْرِ لسانه ، كما يقال : حَفِظَه عن ظَهْر قلبه .
      وفي الحديث : من قرأَ القرآن فاسْتَظْهره ؛ أَي حفظه ؛ تقول : قرأْت القرآن عن ظَهْرِ قلبي أَي قرأْته من حفظي .
      وظَهْرُ القَلْب : حِفْظُه عن غير كتاب .
      وقد قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حفظه وقرأَه ظاهِراً .
      والظاهرةُ : العَين الجاحِظَةُ .
      النضر : لعين الظَّاهرَةُ التي ملأَت نُقْرَة العَيْن ، وهي خلاف الغائرة ؛ وقال غيره : العين الظاهرة هي الجاحظة الوَحْشَةُ .
      وقِدْرٌ ظَهْرٌ : قديمة كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ لِقِدَمِها ؛ قال حُمَيْدُ بن ثور : فَتَغَيَّرَتْ إِلاَّ دَعائِمَها ، ومُعَرَّساً من جَوفه ظَهْرُ وتَظَاهر القومُ ؛ تَدابَرُوا ، وقد تقدم أَنه التعاوُنُ ، فهو ضدّ .
      وقتله ظَهْراً أَي غِيْلَةً ؛ عن ابن الأَعرابي .
      وظَهَر الشيءُ بالفتح ، ظُهُوراً : تَبَيَّن .
      وأَظْهَرْتُ الشيء : بَيَّنْته .
      والظُّهور : بُدُوّ الشيء الخفيّ .
      يقال : أَظْهَرني الله على ما سُرِقَ مني أَي أَطلعني عليه .
      ويقال : فلان لا يَظْهَرُ عليه أَحد أَي لا يُسَلِّمُ عليه أَحد .
      وقوله : إِن يَظْهَرُوا عليكم ؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثروُا .
      يقال : ظَهَرْت على الأَمر .
      وقوله تعالى : يَعْلَمون ظاهِراً من الحياة الدنيا ؛ أَي ما يتصرفون من معاشهم .
      الأَزهري : والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة .
      ابن شميل : الظُّهَارِيَّة أَن يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه .
      يقال : أَخذه الظُّهارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى .
      والظُّهْرُ : ساعة الزوال ، ولذلك قيل : صلاة الظهر ، وقد يحذفون على السَّعَة فيقولون : هذه الظُّهْر ، يريدون صلاة الظهر .
      الجوهري : الظهر ، بالضم ، بعد الزوال ، ومنه صلاة الظهر .
      والظَّهِيرةُ : الهاجرة .
      يقال : أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وحين قامَ قائم الظَّهِيرة .
      وفي الحديث ذكر صلاة الظُّهْر ؛ قال ابن الأَثير : هو اسم لنصف النهار ، سمي به من ظَهِيرة الشمس ، وهو شدّة حرها ، وقيل : أُضيفت إِليه لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصلوات للأَبْصارِ ، وقيل : أَظْهَرُها حَرّاً ، وقيل : لأَنها أَوَّل صلاة أُظهرت وصليت .
      وقد تكرر ذكر الظَّهِيرة في الحديث ، وهو شدّة الحرّ نصف النهار ، قال : ولا يقال في الشتاء ظهيرة .
      ابن سيده : الظهيرة حدّ انتصاف النهار ، وقال الأَزهري : هما واحد ، وقيل : إِنما ذلك في القَيْظِ مشتق .
      وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي في الظهيرة ، قال : ومُظْهِراً ، بالتخفيف ، هو الوجه ، وبه سمي الرجل مُظْهِراً .
      قال الأَصمعي : يقال أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بمعنى .
      ويقال : أَظْهَرْتَ يا رَجُلُ إِذا دخلت في حدّ الظُّهْر .
      وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا في وقت الظُّهْر .
      وأَظْهر القومُ : دخلوا في الظَّهِيرة .
      وأَظْهَرْنا .
      دخلنا في وقت الظُّهْر كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا في الصَّباح والمَساء ، ونجمع الظَّهيرة على ظَهائِرَ .
      وفي حديث عمر : أَتاه رجل يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال : كَذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي في الظَّهائِر في حَرِّ الهواجر .
      وفي التنزيل العزيز : وحين تُظْهِرونَ ؛ قال ابن مقبل : وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ ، وسَيْلُه عَلاجِيمُ ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ يعني أَن السحاب أَتى هذا الموضع ظُهْراً ؛ أَلا ترى أَن قبل هذا : فأَضْحَى له جِلْبٌ ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ ، أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ ويقال : هذا أَمرٌ ظاهرٌ عنك عارُه أَي زائل ، وقيل : ظاهرٌ عنك أَي ليس بلازم لك عَيْبُه ؛ قال أَبو ذؤيب : أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو ، فأَصْبَحتْ تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها ، وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها ومعنى تحرَّق ناري بالشكاة أَي قد شاعَ خبرِي وخبرُها وانتشر بالشَّكاة والذكرِ القبيح .
      ويقال : ظهرَ عني هذا العيبُ إِذا لم يَعْلَق بي ونبا عَنِّي ، وفي النهاية : إِذا ارتفع عنك ولم يَنَلْك منه شيء ؛ وقيل لابن الزبير : يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً له بها ؛ فقال متمثلاً : وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن نِطاقَها لا يَغُصُّ منها ولا منه فيُعَيَّرا به ولكنه يرفعه فيَزيدُه نُبْلاً .
      وهذا أَمْرء أَنت به ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عليه .
      وهذا أَمر ظاهرٌ بك أَي غالب عليك .
      والظِّهارُ من النساء ، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته ، ومنها ، مُظاهَرَةً وظِهاراً إِذا ، قال : هي عليّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ ، وقد تَظَهَّر منها وتَظاهَر ، وظَهَّرَ من امرأَته تَظْهِيراً كله بمعنى .
      وقوله عز وجل : والذين يَظَّهَّرُون من نِسائهم ؛ قُرئ : يظاهِرُون ، وقرئ : يَظَّهَّرُون ، والأَصل يَتَظَهَّرُون ، والمعنى واحد ، وهو أَن يقول الرجل لامرأَته : أَنتِ عليّ كظَهْر أُمِّي .
      وكانت العرب تُطلِّق نسارها في الجاهلية بهذه الكلمة ، وكان الظِّهارُ في الجاهلية طلاقاً فلما جاء الإِسلام نُهوا عنه وأُوجبَت الكفَّارةُ على من ظاهَرَ من امرأَته ، وهو الظِّهارُ ، وأَصله مأْخوذ من الظَّهْر ، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دون البطن والفَخذِ والفرج ، وهذه أَولى بالتحريم ، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الركوب ، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت ، فكأَنه إِذا ، قال : أَنت عليّ كظَهْر أُمِّي ، أَراد : رُكوبُكِ للنكاح عليّ حرام كركُوب أُمي للنكاح ، فأَقام الظهر مُقامَ الركوب لأَنه مركوب ، وأَقام الركوبَ مُقام النكاح لأَن الناكح راكب ، وهذا من لَطِيف الاستعارات للكناية ؛ قال ابن الأَثير : قيل أَرادوا أَنتِ عليّ كبطن أُمي أَي كجماعها ، فكَنَوْا بالظهر عن البطن للمُجاورة ، قال : وقيل إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها إِلى السماء كان حراماً عندهم ، وكان أَهلُ المدينة يقولون : إِذا أُتِيت المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جاء الولدُ أَحْولَ ، فلِقَصْدِ الرجل المُطَلِّق منهم إِلى التغليظ في تحريم امرأَته عليه شبَّهها بالظهر ، ثم لم يَقْنَعْ بذلك حتى جعلها كظَهْر أُمه ؛ قال : وإِنما عُدِّي الظهارُ بمن لأَنهم كانوا إِذا ظاهروا المرأَةَ تجَنّبُوها كما يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ ويحترزون منها ، فكان قوله ظاهَرَ من امرأَته أَي بعُد واحترز منها ، كما قيل : آلى من امرأَته ، لمَّا ضُمِّنَ معنى التباعد عدي بمن .
      وفي كلام بعض فقهاء أَهل المدينة : إِذا استُحيضت المرأَةُ واستمرّ بها الدم فإِنها تقعد أَيامها للحيض ، فإِذا انقضت أَيَّامُها اسْتَظْهَرت بثلاثة أَيام تقعد فيها للحيض ولا تُصلي ثم تغتسل وتصلي ؛ قال الأَزهري : ومعنى الاستظهار في قولهم هذا الاحتياطُ والاستيثاق ، وهو مأْخوذ من الظِّهْرِيّ ، وهو ما جَعَلْتَه عُدَّةً لحاجتك ، قال الأَزهري : واتخاذُ الظِّهْرِيّ من الدواب عُدَّةً للحاجة إِليه احتياطٌ لأَنه زيادة على قدر حاجة صاحبِه إِليه ، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يكون معه حاجتُه من الرِّكاب لحمولته ، فيَحْتاطُ لسفره ويُعِدُّ بَعيراً أَو بعيرين أَو أَكثر فُرَّغاً تكون مُعدَّةً لاحتمال ما انقَطَع من ركابه أَو ظَلَع أَو أَصابته آفة ، ثم يقال : استَظْهَر ببعيرين ظِهْرِيّيْنِ محتاطاً بهما ثم أُقيم الاستظهارُ مُقامَ الاحتياط في كل شيء ، وقيل : سمي ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه جعلَه وراء ظَهْرِه فلم يركبه ولم يحمل عليه وتركه عُدّةً لحاجته إِن مَسَّت إِليه ؛ ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب : واتَّخَذْتُمُوه وراءَكم ظِهْرِيّاً .
      وفي الحديث : أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النخل أَن يَسْتَظْهِرُوا ؛ أَي يحتاطوا لأَرْبابها ويدَعُوا لهم قدرَ ما ينُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأَضْياف وأَبناءِ السبيل .
      والظاهِرةُ من الوِرْدِ : أَن تَرِدَ الإِبلُ كلّ يوم نِصف النهار .
      ويقال : إِبِلُ فلان تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يوم نصف النهار .
      وقال شمر : الظاهرة التي تَرِدُ كلَّ يوم نصف النهار وتَصْدُرُ عند العصر ؛ يقال : شاؤُهم ظَواهِرُ ، والظاهرةُ : أَن تَردَ كل يوم ظُهْراً .
      وظاهرةُ الغِبِّ : هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل ، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ قليلاً .
      وظُهَيْرٌ : اسم .
      والمُظْهِرُ ، بكسر الهاء : اسمُ رجل .
      ابن سيده : ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم .
      والظَّهْرانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ : موضع من منازل مكة ؛ قال كثير : ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً بالله ، عند مَحارِم الرحمنِ بالراقِصات على الكلال عشيّة ، تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ العَرْمَضُ ههنا : صغارُ الأَراك ؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة : وروى ابن سيرين : أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً ومُعَقَّداً ؛ قال النضر : الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ ، وقيل : هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين .
      والمُعَقَّدُ : بُرْدٌ من بُرود هَجَر ، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران ، وهو واد بين مكة وعُسْفان ، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ ، بفتح الميم وتشديد الراء ؛ وفي حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده ، صلى الله عليه وسلم : بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا ، وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا فغَضِبَ وقال : إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى ؟، قال : إِلى الجنة يا رسول الله ، قال : أَجَلْ إِن شاء الله .
      المَظْهَرُ : المَصْعَدُ .
      والظواهر : موضع ؛ قال كثير عزة : عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ ، فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت ، فالأَصافِرُ "

    المعجم: لسان العرب





معنى والظبة في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط
حَدُّ السَّيْف والسِّنَان والخَنْجَر وما أشبهها. ( ج ) ظُباً، وظُبَات، وظُِبُون.


الصحاح في اللغة
ظُبَةُ السيف وظُبَةُ السهم: طرَفه. قال بَشامة بن حريّ النهشليّ: إذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أنْ يَنالَهُـمْ   حدُّ الظُباتِ وَصَلناها بأيدينا والجمع أُظْبٍ، وظباتٌ وظُبونَ. قال كعب: تَعاوَرَ أيْمانُهُمْ بـينـهـم   كُؤُوسِ المنايا

بحدِّ الظُبينَا


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: