وصف و معنى و تعريف كلمة وباهلوكما:


وباهلوكما: كلمة تتكون من تسع أحرف تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على واو (و) و باء (ب) و ألف (ا) و هاء (ه) و لام (ل) و واو (و) و كاف (ك) و ميم (م) و ألف (ا) .




معنى و شرح وباهلوكما في معاجم اللغة العربية:



وباهلوكما

جذر [هلو]

  1. الأهل : (اسم)
    • صوت الحجاج بالتكبير
  2. أَهَلَ : (فعل)
    • أهَلَ يَأهُل ، اؤهُل / هُلْ ، أَهْلاً وأُهولاً ، فهو آهل ، والمفعول مأهول - للمتعدِّي
    • أهَلَ المكانُ أُهُولاً: عمِر بأَهله
    • أهَلَ فلانةَ: تَزَوَّجَها
    • أهَل فلانٌ : تزوَّج ،أهَل الشابُّ بعد أن أنهى دراسته
    • أهَل المكانُ: عَمِر بأهله مكان آهِلٌ بالسُّكّان،
    • أهَل المرأةَ: تزوَّجها أهَل زميلتَه في الجامعة
  3. أَهِلَ : (فعل)
    • أُهِلَ يُؤهَل ، أُهولاً ، والمفعول مَأْهول
    • أُهِلَ البَلَدُ: عُمِّرَ، أيْ كَثُرَ سُكَّانُهُ
    • أُهِلَ الطَّعامُ: وُضِعَت فيه الإهالة ؛ ثَريدة مأْهولة
    • أهِل بفلان: أنِس به، أهِل بصديقه،
    • أهِلَ بِالجَبَلِ : اِعْتَادَهُ وَأَلِفَهُ
  4. أَهْل : (اسم)
    • أَهْل : مصدر أَهَلَ


  5. أَهَّلَ : (فعل)
    • أهَّلَ / أهَّلَ بـ يؤهِّل ، تأهيلاً ، فهو مُؤهِّل ، والمفعول مُؤهَّل
    • أهَّلَ وَلَدَهُ: زَوَّجَهُ
    • أهَّلَ بِأَصْدِقَائِهِ: اِسْتَقْبَلَهُمْ بِتَرْحَابٍ
    • أَهَّلَهُ لِمِهْنَةٍ : جَعَلَهُ مُؤَهَّلاً لَهَا قَادِراً عَلَى مُزَاوَلَتِهَا
    • أهَّلَهُ لِعَملٍ : رَآهُ أهْلاً لَهُ
  6. أَهلَّ : (فعل)
    • أهلَّ / أهلَّ بـ يُهِلّ ، أهْلِلْ / أهِلَّ ، إهلالاً ، فهو مُهِلّ ، والمفعول مُهَلّ - للمتعدِّي
    • أهَلَّ الشَّهْرُ : ظَهَرَ هِلاَلُهُ مُنْذُ لَحْظَةٍ
    • أهلَّ الرَّجلُ: نظر إلى الهلال
    • أهلَّ الرَّجلُ الهلالَ: رآه ،رفع صوته عند رؤيته
    • أهَلَّ الهِلاَلُ : ظَهَرَ، بَانَ
    • أهلَّ اللهُ السَّحابَ: جعله ينهمر
    • أهلَّ الشَّخصُ بذكر الله: رفع صوته بذكر الله عند رؤية شيء يعجبه أهلّ المحرِمُ/ المعتمرُ: رفع صوته بالتلبية
    • أهلَّ الذَّابحُ بالضَّحيَّة: رفع صوته ذاكرًا اسم مَنْ تقدّم الضحية قربانًا له
    • الْمُصَلِّي يُهِلُّ : يُنَادِي القَوْمَ صَوْبَهُ
    • أهَلَّ العَطْشَانُ : رَفَعَ لِسَانَهُ إلَى لَهاتِهِ لِيجْمَعَ الرِّيقَ أ
    • أَهَلَّ الكلْبُ بالصَّيد إِذا أَمسكه: أَخرج من حَلْقه صوتًا بين العواء والأَنين حرصًا على فريسته
    • هَلَّ الوَلَدُ : رَفَعَ صَوْتَهُ بِالبُكَاءِ
    • أهَلَّ السَّيْفَ : قَطَعَ مِنْهُ
  7. أهِل : (اسم)
    • أهِل : فاعل من أَهِلَ
  8. أهل : (اسم)
    • الجمع : أهْلُونَ ، أهَالٍ ، الأهَالِي
    • مصدر أهَلَ
    • زوجة الرّجل، أسرته وأقاربه وصَل أهلَه،
    • أهل الكتاب: اليهود والنصارى الذين لهم كتاب مُنزَّل
    • ظَلَّ مُرْتَبِطاً بِأهْلِهِ: بِأقْرِبَائِهِ ¨زَاروا أَهْلَنا، وَزُرْنا أَهْلَهُمْ، أَهْلُكُمْ أَهْلُنا
    • دَخَلَ عَلَى أهْلِهِ ليْلَةَ الزِّفَافِ : عَلَى زَوْجَتِهِ
    • أهْلُ الوَبَرِ :الأعْرَابُ، البَدْوُ الرُّحَّلُ، أيْ سُكَّانُ الخِيَامِ
    • أهْلُ الْمَدَرِ أوِ الحَضَرِ : سُكَّانُ الحَاضِرَةِ
    • هُوَ أهْلٌ لِهَذَا الْمَنْصِبِ : صَالِحٌ لَهُ
,
  1. وبب
    • " التهذيب : الوَبُّ : التَّهَيُّـؤُ للـحَمْلة في الحرب ، يقال : هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّـأَ للـحَمْلَة ؛ قال الأَزهري : الأَصل فيه أَبَّ ، فقُلِـبَت الهمزة واواً ، وقد مضى . "



    المعجم: لسان العرب

  2. يوم
    • " اليَوْمُ : معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها ، والجمع أَيّامٌ ، لا يكسَّر إِلا على ذلك ، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه جمعَ الكثرة .
      وقوله عز وجل : وذكِّرْهم بأَيامِ الله ؛ المعنى ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها من نوحٍ وعادٍ وثمودَ .
      وقال الفراء : معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين ، وهو في المعنى كقولك : خُذْهُم بالشدّة واللِّين .
      وقال مجاهد في قوله : لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله ، قال : نِعَمَه ، وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله ، قال : أَيامُه نِعَمُه ؛ وقال شمر في قولهم : يَوْماهُ : يومُ نَدىً ، ويومُ طِعان ويَوْماه : يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ ، فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك .
      والأَيّام في أَصلِ البِناء أَيْوامٌ ، ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع .
      والأُولى منهما ساكنةٌ ، أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء هي الغالبةَ ، كانت قبلَ الواو أَو بعدَها ، إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة والهُوّة .
      وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ : لمَ ذهبَت الواوُ ؟ فأَجاب : أَن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع ، وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى ، من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ ، ومثلُها سيّدٌ وميّت ، الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت ، فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة ، ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة ، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً ، والأَصل شَوْياً ولَوْياً .
      وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم ، فقال : يريدون اليَوْم اليَوِمَ ، ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم ، وقالوا : أَنا اليومَ أَفعلُ كذا ، لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ ؛ حكاه سيبويه ؛ ومنه قوله عز وجل : اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم ؛ وقيل : معنى اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم ، وذلك حسَنٌ جائز ، فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ كامل فلا .
      وقالوا : اليومُ يومُك ، يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة ، يعني يُراد بهما ثوابُ ذلك اليوم .
      وفي حديث عبد المَلِك :، قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ النوم طويل اليوم ؛ يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه ، وقد يُرادُ باليوم الوقتُ مطلقاً ؛ ومنه الحديث : تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه ، ولا يختص بالنهارِ دون الليل .
      واليومُ الأَيْوَمُ : آخرُ يوم في الشهر .
      ويومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ ؛ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً ، كلُّه : طويلٌ شديدٌ هائلٌ .
      ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك ؛ وقوله : مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي ورواه ابن جني : مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي وقال : أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ الصعبُ ، فقال : يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث ، فقُلب فصار يَمِو ، فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً ، ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ اليومُ ، فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده أَبو زيد من قوله : عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا ، مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا يريد خَمْسون ، فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي ؛ قال ابن جني : ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به ، وهو أَن يكون أَصله على ما قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ ، ثم نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر ، فصار اليَمُو ، فلما وقعت الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً ، ثم من الواو ياءً فصارت اليَمِي كأَحْقٍ وأَدْلٍ ، وقال غيره : هو فَعِلٌ أَي الشديد ؛ وقيل : أَراد اليَوْم اليَوْم كقوله : إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا "" Z "

    المعجم: لسان العرب

  3. ليل
    • " اللَّيْلُ : عقيب النهار ومَبْدَؤُه من غروب الشمس .
      التهذيب : اللَّيْلُ ضد النهار واللَّيْلُ ظلام الليل والنهارُ الضِّياءُ ، فإِذا أَفرَدْت أَحدهما من الآخر قلت ليلة يوم ، وتصغير ليلةٍ لُيَيْلِيَةٌ ، أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها في الليالي ، يقول بعضهم : إِنما كان أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلاً مقصور ، وقال الفراء : ليلة كانت في الأَصل لَيْلِية ، ولذلك صغِّرت لُيَيْلِيَة ، ومثلها الكَيْكَةُ البَيْضة كانت في الأَصل كَيْكِية ، وجمعها الكَياكي .
      أَبو الهيثم : النَّهار اسم وهو ضدُّ الليل ، والنهارُ اسم لكل يوم ، واللَّيْل اسم لكل ليلة ، لا يقال نَهار ونَهاران ولا ليل ولَيْلان ، إِنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان وجمعه أَيام ، وضدّ اليوم ليلة وجمعها لَيال ، وكان الواحد لَيْلاة في الأَصل ، يدلُّ على ذلك جمعهم إِياها اللَّيالي وتصغيرهم إِياها لُيَيْلِيَة ، قال : وربما وضعت العرب النهار في موضع اليوم فيجمعونه حينئذ نُهُر ؛ وقال دُرَيْد بن الصِّمَّة : وَغارة بين اليوم والليلِ فَلْتَةً ، تَدارَكْتُها وَحْدي بسِيدٍ عَمَرَّد فقال : بين اليوم والليلِ ، وكان حقُّه بين اليوم والليلة لأَن الليلة ضدّ اليوم واليوم ضد الليلة ، وإِنما الليلة ضد النهار كأَنه ، قال بين النهار وبين الليل ، والعرب تستَجِيز في كلامها : تعالى النهارُ ، في معنى تعالى اليوم .
      قال ابن سيده : فأَما ما حكاه سيبويه من قولهم سير عليه لَيْلٌ ، وهم يريدون ليل طويل ، فإِنما حذف الصفة لما دل من الحال على موضعها ، واحدته لَيلة والجمع لَيالٍ على غير قياس ، توهَّموا واحدته لَيْلاة ، ونظيره مَلامِح ونحوها مما حكاه سيبويه ، وتصغيرها لُيَيْلِيَة ، شذّ التحقير كما شذّ التكسير ؛ هذا مذهب سيبويه في كل ذلك ، وحكى ابن الأَعرابي لَيْلاة ؛ وأَنشد : في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ : يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ وحكى الكسائي : لَيايِل جمع لَيْلة ، وهو شاذ ؛

      وأَنشد ابن بري للكميت : جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الجوهري : الليل واحد بمعنى جمع ، وواحده ليلة مثل تَمْرة وتَمْر ، وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس ، قال : ونظيره أَهل وأَهالٍ ، ويقال : كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت .
      واللَّيْنُ : اللَّيْل على البدل ؛ حكاه يعقوب ؛

      وأَنشد : بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ ، لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ، ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن ؟

      ‏ قال ابن سيده : هكذا أَنشده يعقوب في البدل ورواه غيره : بَناتُ وُطّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى : طويلة شديدة صعبة ، وقيل : هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة ، وبه سميت المرأَة ليلى ، وقيل : اللَّيْلاء ليلة ثلاثين ، ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك ، قال : وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل أَي ضُعِّف ليالي ؛ قال عمرو بن شَأْس : وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما مَضى نصفُ لَيْلٍ ، بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ (* قوله « وكان مجود » هكذا في الأصل ).
      التهذيب : الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها ، ولَيْلٌ أَلْيَل .
      وأَنشد للكُميت : ولَيْلهم الأَليَل ؛ قال : وهذا في ضرورة الشعر وأَما في الكلام فلَيْلاء .
      وليلٌ أَلْيَلُ : شديد الظلمة ؛ قال الفرزدق :، قالوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ عليهمُ ، والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ : مثل يَوْم أَيْوَمُ .
      وأَلالَ القومُ وأَليَلوا : دخلوا في الليل .
      ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً : استأْجرته لليلة ؛ عن اللحياني .
      وعامَله مُلايَلةً : من الليل ، كما تقول مُياوَمة من اليوم .
      النضر : أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل ؛ وقال في قوله : لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ يقول : أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل .
      قال : وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ الليلةَ ، وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت .
      أَبو زيد : العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس ، فإِذا زالت ، قالوا رأَيت البارحةَ في منامي ، قال : ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك ، وهي الليلةُ التي تليه .
      وقال أَبو مالك : الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها ، يُتَكَلَّم بهذا في النهار .
      ابن السكيت : يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ ، ولليلة تسعٍ وعشرين الدَّهماءُ ، ولليلة الثلاثين اللَّيْلاءُ ، وذلك أَظلمها ، وليلةٌ ليْلاءُ ؛ أَنشد ابن بري : كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب واللَّيْلُ : الذكَر والأُنثى جميعاً من الحُبارَى ، ويقال : هو فَرْخُهما ، وكذلك فَرْخ الكَرَوان ؛ وقول الفرزدق : والشَّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ ، كأَنه لَيْلٌ يَصِيحُ بِجانِبَيْهِ نَهارُ قيل : عنى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى ، وبالنَّهار فرخ القَطاة ، فحُكِيَ ذلك ليونس فقال : اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هذا .
      الجوهري : وذكر قوم أَن اللَّيْل ولد الكَروان ، والنَّهار ولد الحُبارى ، قال : وقد جاء في ذلك في بعض الأَشعار ، قال : وذكر الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر الليلَ ؛ قال ابن بري : الشعر الذي عَناه الجوهريُّ بقوله وقد جاء ذلك في بعض الأَشعار هو قول الشاعر : أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار ، ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم وأُمُّ لَيْلى : الخمرُ السَّوْداء ؛ عن أَبي حنيفة .
      التهذيب : وأُم ليلى الخمر ، ولم يقيِّدها بلون ، قال : وليلى هي النَّشْوَةُ ، وهو ابتداءُ السُّكْر .
      وحَرَّةُ لَيْلى : معروفة في البادية وهي إِحْدَى الحِرَار .
      ولَيْلى : من أَسماء النساء ؛ قال الجوهري : هو اسم امرأَة ، والجمع لَيَالي ؛ قال الراجز : لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ ، اللاَّبِساتِ البُدَّنِ الحَوَالي ، شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَال ؟

      ‏ قال ابن بري : يقال لَيْلى من أَسماء الخمرة ، وبها سميت المرأَة ؛

      قال : وقال الجوهري وجمعه ليالي ، قال : وصوابه والجمع لَيالٍ .
      ويقال للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ : أَبو لَيْلى .
      قال الأَخفش علي بن سليمان : الذي صح عنده أَن معاوية بن يزيد كان يُكْنى أَبا لَيْلى ؛ وقد ، قال ابن همام السَّلُولِيّ : إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها ، والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لمن غَلَب ؟

      ‏ قال : ويحكى أَن معاوية هذا لما دُفِن قام مَرْوان بن الحَكَم على قبره ثم ، قال : أَتَدْرُون مَن دفنتم ؟، قالوا : معاوية فقال : هذا أَبو ليلى ؛ فقال : ‏ أَزْنَمُ الفَزَارِي : لا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها ، فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلى لمن غَلَبا وقال المدايني : يقال إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلى ، وإِنما ضعف معاوية لأَنَّ وِلايته كانت ثلاثة أَشهر ؛ قال : وأَما عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، فيقال له أَبو لَيْلى لأَنَّ له ابنة يقال لها لَيْلى ، ولما قتل ، قال بعض الناس : إِنِّي أَرَى فتنةً تَغْلي مَراجِلُها ، والمُلْكُ بعد أَبي لَيْلى لِمن غَلَب ؟

      ‏ قال : ويقال أَبو لَيْلى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر ؛ قال نوفل بن ضمرة الضَّمْري : إِذا ما لَيْلِي ادْجَوْجَى ، رَماني أَبو لَيْلى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلى : موضعان ؛ وقول النابغة : ما اضْطَرَّك الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَد تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيارِ (* قوله « وقول النابغة ما اضطرك إلخ » كذا بالأصل هنا ، وفي مادة جشش وفي ياقوت هنا ومادة برد :، قال بدر بن حزان ).
      يروى : من لَيْلٍ ومن لَيْلى .
      "

    المعجم: لسان العرب

  4. نجم
    • " نَجَمَ الشيءُ يَنْجُم ، بالضم ، نُجوماً : طَلَعَ وظهر .
      ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذلك : طلَعَ .
      قال الله تعالى : والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ .
      وفي الحديث : هذا إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِِه ، يعني النبيّ ، صلى الله عليه وسلم .
      يقال : نَجَم النبتُ يَنْجُم إِذا طلع .
      وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم .
      وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يقوم على ساقٍ ، كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر .
      وفي حديث حُذَيفة : سِراجٌ من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم .
      والنَّجْمُ من النباتِ : كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض ، والشجرُ كلُّ ما له ساقٌ : ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما .
      قال أَبو إِسحق : قد قيل إِن النَّجْمَ يُراد به النجومُ ، قال : وجائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء .
      ويقال لكل ما طلع : قد نَجمَ ، والنَّجِيمُ منه الطَّرِيُّ حين نَجمَ فنبَت ؛ قال ذو الرمة : يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا ، منها نَجِيمٌ وعارِدُ والنُّجومُ : ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع ، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً .
      ابن الأَعرابي : النَّجْمةُ شجرةٌ ، والنَّجْمةُ الكَلِمةُ ، والنَّجْمةُ نَبْتةٌ صغيرة ، وجمعها نَجْمٌ ، فما كان له ساقٌ فهو شجر ، وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ .
      أَبو عبيد : السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ ، قال : والنَّجَمة شجرة تنبت ممتدة على وجه الأَرض ، وقال شمر : النَّجَمة ههنا ، بالفتح (* قوله « بالفتح » هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك ، وعبارة الصاغاني : بفتح الجيم )، قال : وقد رأَيتها في البادية وفسرها غير واحد منهم ، وهي الثَّيِّلةُ ، وهي شجرة خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حين يخرج صِغاراً ، قال : وأَما ا لنَّجْمةُ فهو شيءٌ ينبت في أُصول النخلة ، وفي الصحاح : ضرْبٌ من النبت ؛

      وأَنشد للحرث بن ظالم المُرّيّ يهجو النعمان : أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً ، أَتُؤْكَلُ جاراتي وجارُك سالمْ ؟ والنَّجْمُ هنا : نَبْتٌ بعينه ، واحدُه نَجْمةٌ (* قوله « واحده نجمة وهو الثيل » تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط ما ينبت في أصول النخل بالفتح .
      ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما ) وهو الثَّيِّلُ .
      قال أَبو عمرو الشيباني : الثَّيِّل يقال له النَّجْم ، الواحدة نَجْمة .
      وقال أَبو حنيفة : الثَّيِّلُ والنَّجْمة والعكْرِشُ كله شيءٌ واحد .
      قال : وإِنما ، قال ذلك لأَن الحمارَ إِذا أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ من الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه .
      قال الأَزهري : النَّجْمةُ لها قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً .
      وقال أَبو نصر : الثَّيِّلُ الذي ينبت على شُطُوطِ الأَنهارِ وجمعه نَجْمٌ ؛ ومثلُ البيت في كون النَّجْم فيه هو الثَّيِّل قولُ زهير : مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه ريحُ خَرِيقٌ ، لِضاحي مائة حُبُكُ وفي حديث جرير : بينَ نَخْلةٍ وضالةٍ ونَجْمةٍ وأَثْلةٍ ؛ النَّجْمةُ : أَخصُّ من النجم وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ ونَبْت .
      وفي التنزيل العزيز : والنَّجْمِ إِذا هَوَى ؛ قال أَبو إِسحق : أَقْسَمَ الله تعالى بالنجم ، وجاء في التفسير أَنه الثُّرَيّا ، وكذلك سمتها العرب .
      ومنه قول ساجعهم : طَلَع النجم غُدَيَّهْ ، وابْتَغَى الراعي شُكَيَّهْ ؛

      وقال : فباتت تَعُدُّ النَّجْم في مُسْتَحِيرة ، سريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها أَراد الثُّرَيا .
      قال : وجاء في التفسير أَيضاً أَن النجم نُزول القرآن نَجْماً بعد نَجْمٍ ، وكان تَنزل منه الآيةُ والآيتان ، وقال أَهل اللغة : النجمُ بمعنى النُّجوم ، والنُّجوم تَجمع الكواكب كلها .
      ابن سيده : والنَّجْمُ الكوكب ، وقد خصّ الثرَيا فصار لها علماً ، وهو من باب الصَّعِق ، وكذل ؟

      ‏ قال سيبويه في ترجمة هذا الباب : هذا باب يكون فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ ، يكون لكل مَنْ كان من أُمَّتِه أَو كان في صِفتِه من الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام ، وتكون نَكِرتُه الجامعةَ لما ذكرتْ من المعاني ثم مثَّل بالصَّعِق والنَّجمِ ، والجمع أَنْجُمٌ وأَنْجامٌ ؛ قال الطرماح : وتجْتَلي غُرَّة مَجْهولِها بالرَّأْيِ منه ، قبلَ أَنْجامِها ونُجومٌ ونُجُمٌ ، ومن الشاذ قراءَةُ مَنْ قرأَ : وعلاماتٍ وبالنُّجُم ؛ وقال الراجز : إِن الفَقيرَ بينَنا قاضٍ حَكَمْ ، أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ النُّجُمْ وقال الأَخطل : كلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبةٍ ، يَنْدُبْنَ ضَرْس بَناتِ الدَّهرِ والخُطُبِ وذهب ابن جني إِلى أَنه جمع فَعْلاً على فُعْل ثم ثَقَّل ، وقد يجوز أَن يكون حذف الواو تخفيفاً ، فقد قرئَ : وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون ، قال : وهي قراءة الحسن وهي تحتمل التوجيهين .
      والنَّجْمُ : الثُّرَيَّا ، وهو اسم لها علم مثل زيد وعمرو ، فإِذا ، قالوا طلع النَّجْمُ يريدون الثرَيا ، وإِن أَخرجت منه الأَلف واللام تنَكَّرَ ؛ قال ابن بري : ومنه قول المرار : ويومٌ ، مِن النَّجْم ، مُسْتَوْقِد يَسوقُ إِلى الموت نُورَ الظُّبا أَراد بالنَّجْم الثرَيا ؛ وقال ابن يعفر : وُلِدْتُ بِحادِي النَّجْمِ يَتْلُو قَرِينَه ، وبالقَلْبِ قَلْبِ العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ وقال أَبو ذؤيب : فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ ، خَلْفَ النَّجْمِ ، لا يَتَتلَّع وقال الأَخطل : فهلاَّ زَجَرْتِ الطيرَ لَيْلةَ جِئتِه بضِيقةَ ، بين النَّجْمِ والدَّبَرانِ وقال الراعي : فباتت تَعُدُّ النَّجْمَ في مُسْتَحيرةٍ ، سَريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها قوله : تعدّ النَّجْم ، يريد الثريَّا لأَن فيها ستة أَنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية .
      وفي الحديث : إِذا طلع النَّجْمُ ارتفعت العاهةُ ، وفي رواية : ما طلعَ النَّجْمُ وفي الأَرض من العاهة شيءٌ ، وفي رواية : ما طلعَ النجمِ قَط وفي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت ؛ النَّجْمُ في الأَصل : اسمٌ لكل واحد من كواكب السماء ، وهو بالثريَّا أَخصُّ ، فإِذا أُطلق فإِنما يراد به هي ، وهي المرادة في هذا الحديث ، وأَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح ، وذلك في العَشْرِ الأَوْسَط من أَيَّارَ ، وسقوطُها مع الصبح في العَشْر الأَوسط من تِشْرِينَ الآخِرِ ، والعرب تزعم أَن بين طلوعها وغروبها أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ في الناس والإِبلِ والثِّمارِ ، ومُدَّةُ مغيبِها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً لأَنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها ، فإِذا بعدت عنها ظهرت في الشَّرْق وقت الصبح ؛ قال الحربي : إِنما أَراد بهذا الحديث أَرضَ الحجاز لأَن في أَيَّارَ يقع الحَصادُ بها وتُدْرِك الثمارُ ، وحينئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ عليها من العاهة ؛ قال القتيبي : أَحْسَبُ أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خاصة .
      والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ : الذي ينظر في النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها وسيرَها .
      قال ابن سيده : فأَما قول بعض أَهل اللغة : يقوله النَّجَّامون ، فأُراه مُولَّداً .
      قال ابن بري : وابنُ خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجَّامون ولا يقول المُنَجِّمون ، قال : وهذا يدل على أَن فعله ثلاثي .
      وتَنَجَّمَ : رعى النُّجومَ من سَهَرٍ .
      ونُجومُ الأَشياء : وظائفُها .
      التهذيب : والنُّجومُ وظائفُ الأَشياء ، وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ .
      والنَّجْمُ : الوقتُ المضروب ، وبه سمي المُنَجِّم .
      ونَجَّمْتُ المالَ إِذا أَدَّيته نُجوماً ؛ قال زهير في دياتٍ جُعِلت نُجوماً على العاقلة : يُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً ، ولم يُهَرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ وفي حديث سعد : واللهِ لا أَزيدُك على أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ ؛ تَنْجِيمُ الدَّينِ : هو أَن يُقَدَّرَ عطاؤه في أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً ، ومنه تَنْجِيمُ المُكاتَب ونجومُ الكتابةِ ، وأَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وغيرها ، فتقول إِذا طلع النَّجْمُ : حلَّ عليك مالي أَي الثريّا ، وكذلك باقي المنازل ، فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالى الأَهِلّةَ مَواقيتَ لِمَا يحتاجون إِليه من معرفة أَوقات الحج والصوم ومَحِلِّ الدُّيون ، وسَمَّوْها نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القديم الذي عرفوه واحْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه وكتبوا في ذُكورِ حقوقِهم على الناس مُؤَجَّلة .
      وقوله عز وجل : فلا أُقْسِمُ بمواقع النُّجوم ؛ عنَى نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم أُنزل على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، آيةً آيةً ، وكان بين أَول ما نزل منه وآخره عشرون سنةً .
      ونَجَّمَ عليه الدّيةَ : قطَّعها عليه نَجْماً نجماً ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : ولا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم

      ويقال : جعلت مالي على فلان نُجوماً مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا ، وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً ، وقد نَجَّمها عليه تَنْجيماً .
      نظر في النُّجوم : فَكَّر في أَمر ينظر كيف يُدَبِّره .
      وقوله عز وجل مُخْبِراً عن إِبراهيم ، عليه السلام : فنظَر نَظْرَةً في النُّجوم فقال إِنِّي سَقِيمٌ ؛ قيل : معناه فيما نَجَمَ له من الرأْي .
      وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى : النُّجومُ جمع نَجْم وهو ما نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن يخرج معهم إِلى عِيدِهم ، ونَظَرَ ههنا : تَفكّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فقال : إِنِّي سَقِيم ، أَي منْ كُفْرِكم .
      وقال أَبو إِسحق : إِنه ، قال لقومه وقد رأَى نَجْماً إِني سقيم ، أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه مُدْبِرين فِراراً من عَدْوَى الطاعون .
      قال الليث : يقال للإِنسان إِذا تفكر في أَمر لينظر كيف يُدبِّره : نظر في النُّجوم ، قال : وهكذا جاء عن الحسن في تفسير هذه الآية أَي تفكّر ما الذي يَصْرِفُهم عنه إِذا كلَّفوه الخروج معهم .
      والمِنْجَم : الكعب والعرقوبُ وكل ما نَتأَ .
      والمِنْجَم أَيضاً : الذي يُدَقّ به الوتد .
      ويقال : ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ مما يطلبون أَي مَخْرج .
      وليس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ ، وليس لهذا الحديث نَجْم أَي ليس له أَصلٌ .
      والمَنْجَمُ : الطريق الواضح ؛ قال البعيث : لها في أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ وقول ابن لَجَإٍ : فصَبَّحَتْ ، والشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَم ؟

      ‏ قال : معناه لم تُرِدْ أن تبلغ الجُدّة ، وهي جُدّة الصبح طريقتُه الحمراء .
      والمَنْجَمُ : مَنْجَمُ النهار حين يَنْجُمُ .
      ونَجَمَ الخارجيّ ، ونجمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَي نَبَعت .
      وفلانٌ مَنْجَمُ الباطل والضلالة أَي معدنُه .
      والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ : عظمان شاخِصان في بواطن الكعبين يُقْبِل أَحدُهما على الآخر إِذا صُفَّت القدمان .
      ومِنْجَما الرجْل : كَعْباها .
      والمِنْجَم ، بكسر الميم ، من الميزان : الحديدة المعترضة التي فيها اللسان .
      وأَنْجَمَ المطرُ : أَقْلَع ، وأَنْجَمَت عنه الحُمّى كذلك ، وكذلك أَفْصَمَ وأَفْصَى .
      وأَنْجَمت السماءُ : أَقْشَعت ، وأَنْجَم البَرْد ؛ وقال : أَنْجَمَت قُرَّةُ السماء ، وكانت قد أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ وضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتى قتله أَي ما أَقْلَع ، وقيل : كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ .
      والنِّجامُ : موضع ؛ قال معقل بن خُويلِد : نَزِيعاً مُحْلِباً من أَهلِ لِفْتٍ لِحَيٍّ بين أَثْلةَ والنِّجامِ نحم : النَّحِيمُ : الزَّحِيرُ والتنحْنُح .
      وفي الحديث : دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي صوتاً .
      والنَّحِيمُ : صوتٌ يخرج من الجوف ، ورجل نَحِمٌ ، وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ .
      نَحَمَ يَنْحِمُ ، بالكسر ، نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً ، فهو نَحَّام ، وهو فوق الزَّحير ، وقيل : هو مثل الزحير :، قال رؤبة : من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له ؛ وقال ساعدة بن جؤية : وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه ، يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم وأَنشد ابن بري : ما لَك لا تَنْحِمُ يا فلاحُ ، إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عمرو : ما لك لا تنحم يا فلاحه ، إِن النحيم للسُّقاة راحه (* قوله « يا فلاحه » في التهذيب : يا رواحه ).
      وفَلاحة : اسم رجل .
      ورجل نَحّام : بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حاجة كثر سُعالُه عندها ؛ قال طرفة : أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بماله ، كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِد وقد نَحَمَ نَحِيماً .
      ابن الأَعرابي : النَّحْمة السَّعْلة ، وتكون الزحيرةَ .
      والنَّحِيمُ : صوتُ الفَهْدِ ونحوه من السباع ، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ، ونَحَمَ الفَهْدُ يَنحِم نَحِيماً ونحوه من السباع كذلك ، وكذلك النَّئِيمُ ، وهو صوت شديد .
      ونَحَم السَّوَّاقُ (* قوله « نحم السواق » في التهذيب : الساقي ) والعاملُ يَنْحَم ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا استراح إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه من صدره .
      والنَّحِيمُ : صوت من صَدْر الفرس .
      والنُّحامُ : طائر أَحمر على خلقة الإِوَزِّ ، واحدته نُحامة ، وقيل : يقال له بالفارسية سُرْخ آوى ؛ قال ابن بري : ذكره ابن خالويه النُّحام الطائر ، بضم النون .
      والنَّحَّامُ : فرس لبعض فُرْسان العرب ؛ قال ابن سيده : أُراه السُلَيْكَ بن السُّلَكة السَّعْديّ عن الأَصمعي في كتاب الفرس ؛ قال : كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ ، لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلاً ، مَحارُ والنَّحَّامُ : اسمُ فارس من فرسانهم .
      "

    المعجم: لسان العرب



  5. ولد
    • " الوَلِيدُ : الصبي حين يُولَدُ ، وقال بعضهم : تدعى الصبية أَيضاً وليداً ، وقال بعضهم : بل هو للذكر دون الأُنثى ، وقال ابن شميل : يقال غلامٌ مَوْلُودٌ وجارية مَوْلودةٌ أَي حين ولدته أُمُّه ، والولد اسم يجمع الواحد والكثير والذكر والأُنثى .
      ابن سيده : ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً وإِلادةً على البدل ، فهي والِدةٌ على الفعل ، ووالِدٌ على النسب ؛ حكاه ثعلب في المرأَة .
      وكل حامل تَلِدُ ، ويقال لأُم الرجل : هذه والدة .
      وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ : حان وِلادُها .
      والوالدُ : الأَب .
      والوالدةُ : الأُم ، وهما الولدان ؛ والوَلدُ يكون واحداً وجمعاً .
      ابن سيده : الوَلَدُ والوُلْدُ ، بالضم : ما وُلِدَ أَيًّا كان ، وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأُنثى ، وقد جمعوا فقالوا أَولادٌ ووِلْدةٌ وإِلْدةٌ ، وقد يجوز أَن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ ، فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المثال لاعتِقاب المِثالين على الكلمة .
      والوِلْد ، بالكسر : كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْل .
      والوَلَد أَيضاً : الرَّهْطُ على التشبيه بولد الظهر .
      ووَلَدُ الرجل : ولده في معْنًى .
      ووَلَدُه : رهطه في معنى .
      وتَوالَدُوا أَي كثروا ، ووَلَد بعضهم بعضاً .
      ويقال في تفسير قوله تعالى : مالُه وولَدُه إِلا خَساراً ؛ أَي رهْطُه .
      ويقال : وُلْدُه ، والوِلْدَةُ جمع الأَولاد (* قوله « والولدة جمع الأولاد » عبارة القاموس الولد ، محركة ، وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم )؛ قال رؤْبة : سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِل ؟

      ‏ قال الفراء :، قال إِبراهيم : مالُه ووُلْدُه ، وهو اختيار أَبي عمرو ، وكذلك قرأَ ابن كثير وحمزة ، وروى خارجة عن نافع ووُلْدُه أَيضاً ، وقرأَ ابن إِسحق مالُه وَوِلْدُه ، وقال هما لغتان : وُلْد ووِلْد .
      وقال الزجاج : الوَلَدُ والوُلْدُ واحد ، مثل العَرَب والعُرْب ، والعَجَم والعُجْم ونحو ذلك ؛ قال الفراء وأَنشد : ولقد رَأَيْتُ مَعاشِراً قد ثَمَّرُوا مالاً ووُلْد ؟

      ‏ قال : ومن أَمثال العرب ، وفي الصحاح : من أَمثال بني أَسَد : وُلْدُكَ مَنْ دَمَّى (* قوله « ولدك من دمى إلخ » هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط نسخ الصحاح ، قال ، قال شيخنا : والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى ؛ أَي من نفست به ، وصير عقبيك ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك ).
      عَقِبَيْكَ ؛

      وأَنشد : فَلَيْتَ فلاناً كان في بَطْنِ أُمِّه ، ولَيْتَ فلاناً وُلْدَ حِمارِ فهذا واحد .
      قال : وقَيْس تجعل الوُلدْ جمعاً والوَلَد واحداً .
      ابن السكيت : يقال في الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ .
      قال : ويكون الوُلْدُ واحداً وجمعاً .
      قال : وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد وأُسْد ، ويقال : ما أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هو أَيْ الناسِ هو .
      والوَليدُ : المولود حين يُولَدُ ، والجمع وِلْدانٌ والاسم الوِلادةُ والوُليدِيَّْةُ ؛ عن ابن الأَعرابي .
      قال ثعلب : الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه بناه على لفظ الوَلِيد ، وهي من المصادر التي لا أَفعالَ لها ، والأُنثى وليدة ، والجمعِ ولْدانٌ وولائِدُ .
      وفي الحديث : واقِيةً كَواقِيَةِ الوليد ؛ هو الطِّفْل فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول ، أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ ؛ وقيل : أَراد بالوليد موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، لقوله تعالى : أَلم نُرَبِّك فينا وَلِيداً ؛ أَي كما وَقَيْتَ موسى شرّ فرعون وهو في حِجْرِه فقني شرّ قومي وأَنا بين أَظهرهم .
      وفي الحديث : الوليدُ في الجنة ؛ أَي الذي مات وهو طفل أَو سقْطٌ .
      وفي الحديث : لا تقتلوا وليداً يعني في الغَزْو .
      قال : وقد تطلق الوليدةُ على الجارية والأَمة ، وإِن كانت كبيرة .
      وفي الحديث : تَصَدَّقَتْ أُمِّي عليّ بِوَليدة يعني جارية .
      ومَوْلِدُ الرجل : وقتُ وِلادِه .
      ومَوْلِدُه : الموضع الذي يُولَدُ فيه .
      وولَدته الأُم تَلِدُه مَوْلِداً .
      ومِيلادُ الرجل : اسم الوقت الذي وُلِدَ فيه .
      وفي حديث الاستعاذة : ومن شرِّ والِدٍ وما وَلَد ؛ يعني إِبليس والشياطين ، هكذا فسر .
      وقولهم في المثل : هم في أَمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه ؛ قال ابن سيده : نُرَى أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتى كانت الأُمُّ تنسى ولِيدَها فلا تناديه ولا تذْكُره مما هم فيه ، ثم صار مثلاً لكل شِدّة ، وقيل : هو أَمر عظيم لا ينادى فيه الصِّغار بل الجِلَّةُ ، وقد يقال في موضع الكثرة والسَّعة أَي متى أَهوى الوليد بيده إِلى شيء لم يُزْجَرْ عنه لكثرة الشيء عندهم ؛ وقال ابن السكيت في قول مُزَرِّدٍ الثعلبي : تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ إِلى اللَّهِ مِنِّي ، لا يُنادَى ولِيدُه ؟

      ‏ قال : هذا مثل ضربه معناه أَي لا أَرْجِعُ ولا أُكَلَّمُ فيها كما لا يُكَلَّمُ الولِيدُ في الشيء الذي يُضْرَبُ له فيه المَثلُ .
      وقال الأَصمعي وأَبو عبيدة في قولهم : هو أَمرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه ، قال أَحدهما : أَي هو أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لا يُنادَى فيه الوَليدُ ولكن تنادى فيه الجِلَّةُ ، وقال آخر : أَصله من الغادة أَي تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِيَه وتَضُمَّه ولكنها تَهْرُبُ عنه ، ويقال : أَصله من جري الخيل لأَن الفرس إِذا كان جواداً أَعْطَى من غير أَن يُصاحَ به لاستزادته ، كما ، قال النابغة الجعدي يصف فرساً : وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه ، وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا أَمامَ هَوِيٍّ لا يُنادَى وَلِيدُه ، وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا ثم قيل ذلك لكل أَمر عظيم ولكل شيء كثير .
      وقوله : أَمامَ يريد قُدّام ، والهَوِيُّ : شدة السرعة .
      ابن السكيت : ويقال جاؤوا بطَعامٍ لا يُنادَى وليدُه ، وفي الأَرض عشبٌ لا يُنادى وليدُه أَي إِن كان الوليد في ماشية لم يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها في عُشْب ، فلا يقال له : اصرفها إِلى موضع كذا لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة ، وإِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا يبالي كيف أَفسَدَ فيه ، ولا متى أَكَل ، ولا متى أَكَل ، ولا متى شرِب ، وفي أَيِّ نواحيهِ أَهْوَى .
      ورجل فيه وُلُودِيَّةٌ ؛ والولوديَّة : الجفاء وقلة الرّفْق والعلم بالأُمور ، وهي الأُمّية .
      وفعل ذلك في وَلِيدِيَّتِه أَي في الحالة التي كان فيها وليداً .
      وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ : بَيِّنةُ الوِلادِ ، ووالدٌ ، والجمع وُلْدٌ .
      وقد وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هي ، وهي مُولِدٌ ، من غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ .
      ويقال : ولَّد الرجل غَنَمه توليداً كما يقال : نَتَّجَ إِبله .
      وفي حديث لَقِيطٍ : ما وَلَّدْتَ يا راعي ؟ يقال : وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حين يبين الولد منها .
      وأَصحاب الحديث يقولون : ما ولَدَت ؟ يعنون الشاة ؛ والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي ؛ ومنه حديث الأَبْرصِ والأَقْرَعِ : فأَنتج هذا ووَلَّد هذا .
      الليث : شاة والِدٌ وهي الحامل وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ .
      وفي الحديث : فأَعطَى شاة والداً أَي عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ .
      وأَما الوِلادَةُ ، فهي وضع الوالِدة ولَدها .
      والمُوَلِّدَة : القابلةُ ؛ وفي حديث مُسافِعٍ : حدثتني امرأَة من بني سُلَيْم ، قالت : أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كنت لهم قابلةً ؛ وتَوَلَّدَ الشيء من الشيء .
      واللِّدةُ : التِّرْبُ ، والجمع لِداتٌ ولِدُون ؛ قال الفرزدق : رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ ، وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ الجوهري : وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه ، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله لأَنه من الولادة ، وهما لِدان .
      ابن سيده : والولِيدةُ والمُوَلَّدَةُ الجارية المولودةُ بين العرب ؛ غيره : وعربية مُولَّدَةٌ ، ورجل مُوَلَّدٌ إِذا كان عربيّاً غير محض .
      ابن شميل : المُوَلَّدة التي وُلِدَتْ بأَرض وليس بها إِلا أَبوها أَو أُمها .
      والتَّلِيدَةُ : التي أَبوها وأَهلُ بيتِها وجميع من هو بسبيل منها بأَرْض وهي بأَرْض أُخرى .
      قال : والقِنّ من العبيد التَّلِيدُ الذي وُلِدَ عندك .
      وجارية مُوَلَّدةٌ : تولد بين العرب وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذونها غذاء الوَلَد ويُعلّمُونها من الأَدب مثل ما يُعَلِّمون أَولادَهم ؛ وكذلك المُوَلَّد من العبيد ؛ وإِن سمي المُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى .
      وفي حديث شريح : أَن رجلاً اشترى جارية وشرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِيدةً ؛ المولدة : التي ولدت بين العرب ونشأَت مع أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم .
      والتليد : التي ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأَت ببلاد العرب .
      والتَّليدةُ من الجواري : هي التي تُولَدُ في ملك قوم وعندهم أَبواها .
      والوَلِيدةُ : المولودة بين العرب ، وغلام وَلِيدٌ كذلك .
      والوليد : الصبي والعبد .
      والوليد : الغلام حين يُسْتَوصَف قبل أَن يَحْتَلِمَ ، الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ ؛ وجارية وَلِيدةٌ .
      وجاءنا بِبيِّنة مُوَلَّدة : ليست بمحققة .
      وجاءنا بكتاب مُوَلَّد أَي مُفْتَعَل .
      والمُوَلَّد : المُحْدَثُ من كل شيء ومنه المُوَلَّدُونَ من الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم .
      والوَليدةُ : الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ ؛ والوَلِيدِيَّة ، والجمع الولائِدُ .
      ويقال للأَمَة : وليدة ، وإِن كانت مُسِنَّة .
      قال أَبو الهيثم : الوَلِيدُ الشابُّ ، والولائِدُ الشوابُّ من الجواري ، والوَلِيدُ الخادم الشاب يسمى ولِيداً من حين يولد إِلى أَن يبلغ .
      قال الله تعالى : أَلم نُرَبِّك فينا وليداً .
      قال : والخادم إِذا كان شابّاً وَصيفٌ .
      والوَصِيفةُ : وليدة ؛ وأَمْلَحُ الخَدمِ والوُصَفاءُ والوَصائِفُ .
      وخادِمُ أَهلِ الجنة : وَلِيدٌ أَبداً لا يتغير عن سنه .
      وحكى أَبو عمرو عن ثعلب ، قال : ومما حرفته النصارى أَن في الإِنجيل يقول الله تعالى مخاطباً لعيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك ، فقال : ‏ النَّصارَى : أَنْتَ بُنَِيِّي وانا وَلَدْتْك ، وخَفَّفوه وجعلوا له ولداً ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً .
      الأُمويُّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضها بعد بعض قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ ، ممدود ، ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً ؛ وقول الشاعر : إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا : أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ ؟

      ‏ قال ابن الأَعرابي في قوله : وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم يأْتون البهائم .
      قال أَبو منصور : والعرب تقول : نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها وهو يلي ذلك منها ، فهي مَنتُوجَةٌ ، والناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة إِذا ولدت ، ويقال في الشاءِ : وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها ، ويقال لذوات الأَظْلاف والشَّاءِ والبقر : وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة ، مضمومة الواو مكسورة اللام مشددة .
      ويقال أَيضاً : وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ .
      ومد : الوَمَدُ : نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح ، وقيل : هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح .
      قال الكسائي : إِذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ .
      وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان : أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ ؛ الوَمَدةُ : نَدًى من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح .
      الليث : الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً .
      قال أَبو منصور : وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً .
      قال : والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا ، فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء ، وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته .
      قال : وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ ، فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ .
      وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ ، وليلةٌ وَمِدةٌ ، وأَكثر ما يقال في الليل ، وقد وَمِدَت الليلةُ ، بالكسر ، تَوْمَدُ وَمَداً .
      ويقال : ليلة ومِدٌ بغير هاء ؛ ومنه قول الراعي يصف امرأَة : كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها ، إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ ، بالتحريك : شدّة حر الليل .
      ووَمِدَ عليه وَمَداً : غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. أمن
    • " الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى ‏ .
      ‏ وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان ‏ .
      ‏ والأَمْنُ : ضدُّ الخوف ‏ .
      ‏ والأَمانةُ : ضدُّ الخِيانة ‏ .
      ‏ والإيمانُ : ضدُّ الكفر ‏ .
      ‏ والإيمان : بمعنى التصديق ، ضدُّه التكذيب ‏ .
      ‏ يقال : آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وآمَنَهم من خوف ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَمْنُ نقيض الخوف ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً ؛ حكى هذه الزجاج ، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ ‏ .
      ‏ والأَمَنةُ : الأَمْنُ ؛ ومنه : أَمَنةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه ، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر ؛ قال ذلك الزجاج ‏ .
      ‏ وفي حديث نزول المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان ‏ .
      ‏ وفي الحديث : النُّجومُ أَمَنةُ السماء ، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون ، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة ‏ .
      ‏ وذهابُ النجومُ : تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها ، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن ، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة ، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير ، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء ، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال ، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم ؛ قال ابن الأَثير : والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً ؛ قال أَبو إسحق : أَراد ذا أَمْنٍ ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين ؛ عن اللحياني ، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وهذا البَلد الأَمين ؛ أَي الآمِن ، يعني مكة ، وهو من الأَمْنِ ؛ وقوله : أَلم تعْلمِي ، يا أَسْمَ ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَمين ؟

      ‏ قال ابن سيده : إنما يريد آمنِي ‏ .
      ‏ ابن السكيت : والأَمينُ المؤتمِن ‏ .
      ‏ والأَمين : المؤتَمَن ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد ابن الليث أَيضاً : لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني ‏ .
      ‏ الجوهري : وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما ، قال الشاعر : لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ ‏ .
      ‏ وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح ‏ .
      ‏ وقال أَبو زياد : أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ ‏ .
      ‏ ورجل أُمَنَةٌ : يأْمَنُ كلَّ أَحد ، وقيل : يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته ؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً : موثوقٌ به مأْمونٌ ، وكان قياسُه أُمْنةً ، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني : يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت ، والإيمانُ عنده الثِّقةُ ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ ، بالفتح : للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد ، وكذلك الأُمَنَةُ ، مثال الهُمَزة ‏ .
      ‏ ويقال : آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً ، فأَمِنَ يأْمَنُ ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً ، وقرئ : ما لَك لا تأَمَننا على يوسف ، بين الإدغامِ والإظهارِ ؛ قال الأَخفش : والإدغامُ أَحسنُ ‏ .
      ‏ وتقول : اؤتُمِن فلانٌ ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه ، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً ، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة ، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة ، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه ، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ ‏ .
      ‏ وحديث ابن عمر : أَنه دخل عليه ابنُه فقال : إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم ، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها ‏ .
      ‏ واسْتأْمَنَ إليه : دخل في أَمانِه ، وقد أَمَّنَه وآمَنَه ‏ .
      ‏ وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ : لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك ‏ .
      ‏ والمَأْمَنُ : موضعُ الأَمْنِ ‏ .
      ‏ والأمنُ : المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أَعطُوه ما يَكْفيه ، وقرئَ في سورة براءة : إنهم لا إِيمانَ لهم ؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا ، والإيمانُ ههنا الإجارةُ ‏ .
      ‏ والأَمانةُ والأَمَنةُ : نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه ، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه ؛ عن ثعلب ، وهي نادرة ، وعُذْرُ مَن ، قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين ، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء ، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة ، كأَن تقول ائتمن ، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ ، واسْتَأْمَنه كذلك ‏ .
      ‏ وتقول : اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ القوم : الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً ، تقول : اؤتُمِنَ الرجل ، فهو مُؤْتَمَن ، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه ، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان ، وقد جاء في كل منها حديث ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَشْراطِ الساعة : والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك ‏ .
      ‏ ويقال : ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً ‏ .
      ‏ ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ ، وقيل : مأْمونٌ به ثِقَةٌ ؛ قال الأَعشى : ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ، بالضم والتشديد : هو الأَمينُ ، وقيل : هو ذو الدِّين والفضل ، وقال بعضهم : الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ ، وقال بعضهم : الأُمّان الزرّاع ؛ وقول ابن السكيت : شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري : قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ، ولم يفسّر ؛ قال أَبو منصور : كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي ‏ .
      ‏ ابن سيده : ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ ‏ .
      ‏ وآمَنَ بالشيء : صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره ‏ .
      ‏ الجوهري : أَصل آمَنَ أَأْمَنََ ، بهمزتين ، لُيِّنَت الثانية ، ومنه المُهَيْمِن ، وأَصله مُؤَأْمِن ، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء ، قال ابن بري : قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية ، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية ؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ ، لأَنها ساكنة ، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير ، قال : فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير ‏ .
      ‏ وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال : الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب ، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ ‏ .
      ‏ والإيمانُ : التصديقُ ‏ .
      ‏ التهذيب : وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً ، فهو مُؤْمِنٌ ‏ .
      ‏ واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق ‏ .
      ‏ قال الله تعالى :، قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا ( الآية )، قال : وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب ، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً ، كما ، قال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ أَي أُولئك الذين ، قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون ، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن ال إيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً ، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله ، أَو ، قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت ، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال : ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم ؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها ، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة ، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين ‏ .
      ‏ وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم : ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين ؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا ، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها ، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها ، وهو مُنافِقٌ ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم ، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم ، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه ‏ .
      ‏ وفي قول الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة ، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه ، ولا قوّةَ إلا بالله ‏ .
      ‏ وأَما قوله عز وجل : إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً ؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما ، قالا : الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده ؛ وقال ابن عمر : عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية ، قال : والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر ، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه ، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ ، والإنسان في قوله : وحملها الإنسان ؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ ، يَدُلُّك على ذلك قوله : ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عبا ؟

      ‏ قال ، صلى الله عليه وسلم : الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين ؛ قال ثعلب : المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان ، قال الزجاج : صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ قال ثعلب : يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين ، وأَدخل اللام للإضافة ، فأَما قول بعضهم : لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَنس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه ، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَتى رجلٌ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : مَنِ المُهاجرُ ؟ فقال : مَنْ هجَر السيئاتِ ، قال : فمَن المؤمنُ ؟، قال : من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم ، قال : فَمَن المُسلِم ؟، قال : مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده ، قال : فمَن المجاهدُ ؟، قال : مَنْ جاهدَ نفسَه ‏ .
      ‏ قال النضر : وقالوا للخليل ما الإيمانُ ؟، قال : الطُّمأْنينةُ ، قال : وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ ، قال : لا أَقوله ، وهذا تزكية ‏ .
      ‏ ابن الأَنباري : رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله ‏ .
      ‏ وآمَنْت بالشيء إذا صَدَّقْت به ؛ وقال الشاعر : ومِنْ قَبْل آمَنَّا ، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه ، قال : والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل في قصة موسى ، عليه السلام : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا ‏ .
      ‏ وفي الحديث : نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ : أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ ؛ قيل : معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر ، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين ، وقيل : هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع ، كقوله عليه السلام : لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه ، وقيل : معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ ، وقيل : معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة ، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم ، قال : وقال ابن عباس ، رضي الله عنهما : الإيمانُ نَزِهٌ ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ ومنه الحديث : إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ ، قال : وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه ‏ .
      ‏ وفي حديث الجارية : أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها : أَين الله ؟ وإشارَتِها إلى السماء ، وبقوله لها : مَنْ أَنا ؟ فأَشارت إليه وإلى السماء ، يعني أنْتَ رسولُ الله ، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان ، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم ، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك ، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه ، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه ، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى ، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً ‏ .
      ‏ وفي حديث عُقْبة بن عامر : أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص ؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه ، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات ، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به ، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن ‏ .
      ‏ وفي الحديث : مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه ، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه ، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله ، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم ‏ .
      ‏ وإذا ، قال الحالفُ : وأَمانةِ الله ، كانت يميناً عند أَبي حنيفة ، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم ، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ ‏ .
      ‏ والأَمينُ : القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه ‏ .
      ‏ وناقةٌ أَمون : أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً ، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ ، والجمع أُمُنٌ ، قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ ، كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ ‏ .
      ‏ وآمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ ، عنَى بالمال الإبلَ ، وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل ؛ قال الحُوَيْدرة : ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا ، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي ‏ .
      ‏ قولُه : ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله « ونقي بآمن مالنا » ضبط في الأصل بكسر الميم ، وعليه جرى شارح القاموس حيث ، قال هو كصاحب ، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم ) ‏ .
      ‏ أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا ، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب ‏ .
      ‏ وآمِنُ الحِلْم : وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله ؛ قال : والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ ، ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى : تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه ‏ .
      ‏ التهذيب : والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله : وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ ، وبقوله : شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو ، وقيل : المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه ، وقيل : المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه ، قال :، قال ابن الأَعرابي ، قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول : المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم ، فيقولون : ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير ، ويكذِّبون أَنبياءَهم ، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله ، ويصدِّقهم النبيُّ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله تعالى : فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً ، وقوله : ويُؤْمِنُ للمؤْمنين ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين ؛ وقيل : المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه ، ما وَعَدَهم ، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به ، والنارِ لمن كفرَ به ، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف ‏ .
      ‏ المحكم : المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه ، وهو المهيمن ؛ قال الفارسي : الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج ؛ وقال ثعلب : هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه ، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه ‏ .
      ‏ والإيمانُ : الثِّقَةُ ‏ .
      ‏ وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ ، وقيل : معناه ما كادَ ‏ .
      ‏ والمأْمونةُ من النساء : المُسْتراد لمثلها ‏ .
      ‏ قال ثعلب : في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه ‏ .
      ‏ وآمينَ وأَمينَ : كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء ؛ قال الفارسي : هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم ، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي ، قال : ودليلُ ذلك أَن موسى ، عليه السلام ، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال : رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم ، قال هرون ، عليه السلام : آمِينَ ، فطبَّق الجملة بالجملة ، وقيل : معنى آمينَ كذلك يكونُ ، ويقال : أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا ، قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً ‏ .
      ‏ الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ : فيه لغتان : تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف ، وآمينَ بالمد ، والمدُّ أَكثرُ ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر : تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ ، إذ سأَلتُه أَمينَ ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل ، بضم الفاء والحاء ، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى ، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ : يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً ، قال : آمِين ؟

      ‏ قال : ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ ، وقيل : هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ ، قال : وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ ، قال : وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء ، كما فتحوا أَينَ وكيفَ ، وتشديدُ الميم خطأٌ ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين ‏ .
      ‏ قال ابن جني :، قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة ، ونشأَت بعدها أَلفٌ ، قال : فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع ، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن ، رحمه الله ، أَنه ، قال : آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل ، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير ؟ وقال مجاهد : آمين اسم من أَسماء الله ؛ قال الأَزهري : وليس يصح كما ، قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي ، قال : ولو كان كما ، قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً ‏ .
      ‏ وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى : واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ ، قالت : غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها ، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ ، فلما أَفاقَ ، قال : أَغُشِيَ عليَّ ؟، قالوا : نعمْ ، قال : صدَقْتُمْ ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا : انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين ، قال : فانطَلَقا بي ، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال : وأَين تُرِيدانِ به ؟، قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، قال : فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم ، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله ، قال : فعاش شهراً ثم ماتَ ‏ .
      ‏ والتَّأْمينُ : قولُ آمينَ ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين ؛
      ، قال أَبو بكر : معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا ، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه ‏ .
      ‏ وعن أَبي هريرة أَن ؟

      ‏ قال : آمينَ درجةٌ في الجنَّة ؛ قال أَبو بكر : معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة ‏ .
      ‏ وفي حديث بلال : لا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد فرَغ من قراءتِها ، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى وباهلوكما في قاموس معاجم اللغة

المعجم الوسيط


البارع في نوع من الأَلعاب، كالمشي على الحبل. ( مع ).
المعجم الوسيط
جنس نبات من الفصيلة الزنبقيّة، فيه نوع زراعيّ مشهور يؤكل، وتسميه العامة: ( كشك ألماس ) في مصر، وفيه أنواع للتزيين، وأنواع بريّة يتبقَّلونها ويستعملونها، كالهِلْيَون الزّراعيّ.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: