وصف و معنى و تعريف كلمة وبنشا:


وبنشا: كلمة تتكون من خمس أحرف تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على واو (و) و باء (ب) و نون (ن) و شين (ش) و ألف (ا) .




معنى و شرح وبنشا في معاجم اللغة العربية:



وبنشا

جذر [بنش]

  1. إِنشاء : (اسم)
    • الجمع : إنشاءات
    • الإِنْشَاءُ (عند الأُدباء) : فن يُعْلم به جَمْع المعاني والتأْليف بينها وتنسيقها ثم التعبير عنها بعباراتٍ أَدبيّة بليغة
    • مصدر أنشأَ
    • الهندسة الإنشائيّة: هندسة البناء
    • علم الإنشاء: (آداب) فن تأليف المعاني وتنسيقها والتعبير عنها وفقًا لمقتضى الحال حصُل على درجة مرتفعة في الإنشاء،
    • إِنْشاءٌ أَدَبِيٌّ : تَأْليفُ تَعابِيرَ لُغَوِيَّةٍ تُعَبِّرُ عَنْ شُعورِ كاتِبِها
    • إِنْشاءُ الْمَبانِي : تَشْيِيدُها
    • أَشْرَفَ على الإِنْشاءاتِ الجَديدَةِ بِالْمَدينَةِ : تَجْهيزاتٍ وَمُؤَسَّساتٍ وَمُنْشَآتٍ ثَقافِيَّةٍ اقْتِصادِيَّةٍ وَاجْتِماعِيَّةٍ
  2. إِنشاء : (اسم)
    • إنشاء : مصدر أَنشأَ
  3. نَشْء : (اسم)
    • نَشْء : جمع ناشِىءُ
  4. نَشْء : (اسم)
    • نَشْء : جمع ناشِئ


  5. نَشء : (اسم)
    • الجمع : نَشَأَ
    • مصدر نَشَأَ
    • النَّشْءُ : أَوّل ما ينشأُ من السَّحاب
    • النَّشْءُ: الصِّغار من الحيوان والإِنسان ما داموا في طَور التعليم
    • النَّشْءُ: النَّسْلُ
    • هُوَ مِنْ نَشْءِ سُوءٍ : مِنْ نَسْلِ سُوءٍ
  6. نَشا : (اسم)
    • النَّشَا : : مَادَّةٌ تُسْتَخْرَجُ مِنَ الحِنْطَةِ إِذَا أُنْقِعَتْ وَصُفِّيَتْ وَجُفِّفَتْ
    • النَّشَا : : نَشَاءٌ، هِدْرَاتُ كَرْبُونٍ عَلَى شَكْلِ مَسْحُوقٍ أَبْيَضَ يَكْثُرُ فِي الْحُبُوبِ وَفِي النَّبَاتَاتِ الغَنِيَّةِ بِالسُّكَّرِ كَالبَطَاطَا
    • نَشا الذرة: نشا مُحَضَّر من حُبوب الذُرَة يُستعمل صناعيًّا ومُكَثِّفًا في الطّبْخ
    • النَّشَا :: نَسِيمُ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ
    • النَّشَا : : الرَّائِحَةُ عَامَّةً
  7. نَشاً : (اسم)
    • نَشاً : جمع نَشاة
  8. نَشيَ : (فعل)
    • نشِيَ / نشِيَ بـ يَنشَى ، انْشَ ، نَشْوًا ونَشْوَةً ونُشْوَةً ونِشْوَةً ، فهو ناشٍ ونشوانُ / نشوانٌ ، والمفعول مَنْشِيّ به
    • نَشِيَ الرَّائِحَةَ : شَمَّهَا
    • نَشِيَ بِالشَّيْءِ : أَحَبَّهُ وعَاوَدَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى
    • نَشِيَ الْخَبَرَ : تَعَرَّفَهُ ، أَيْ عَرَفَ مَصَادِرَهُ، تَخَبَّرَهُ
    • نَشِيَ السِّكِّيرُ : سَكِرَ أَوَّلَ السُّكْر
    • نشي بسماع الموسيقى: طَرِب
  9. نَوْش : (اسم)
    • نَوْش : مصدر ناشَ
  10. نَوش : (اسم)


    • مصدر ناشَ
  11. ناشِئ : (اسم)
    • الجمع : نَشْءٌ ، و نَشَأٌ ، ناشئون ، المؤنث : ناشئة ، الجمع للمؤنث : ناشئات و نواشِئُ
    • اسم فاعل من نشَأَ
    • النَّاشِئُ : الغلامُ جاوز حدَّ الصِّغَرِ وشَبَّ
    • مبتدئ، حديث العهد
    • كَاتِبٌ نَاشِىءٌ : كَاتِبٌ مُتَطَلِّعٌ بَدَأَ يَخُوضُ غِمَارَ الكِتَابَةِ
    • نَاشِىءٌ مِنَ الْحَرَارَةِ : نَاتِجٌ
    • يَرْعَى النَّاشِئَةَ : جِيلُ الشَّبَابِ
    • النَّشء: النَّسل
    • النشء الجديد: الجيل الجديد،
  12. ناشئ : (اسم)
    • ناشئ : فاعل من نشَأَ
,
  1. بَنَشَ
    • ـ بَنَشَ في الأمْرِ وبَنَّشَ تَبْنِيشاً، وهذه أكثَرُ: اسْتَرْخَى فيه.
      ـ عبدُ المُنْعِمِ البُنَّشِيُّ: شامِيٌّ مُتَأَخِّرٌ.

    المعجم: القاموس المحيط

  2. بنش
    • "بَنِّشْ أَي اقْعُدْ؛ عن كراع، كذلك حكاه بالأَمْر، والسين لغة،وهو مذكور في موضعه: وأَنشد اللحياني: إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّ؟

      ‏قال: ويروى فبَنِّس أَي اقعد.
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. بَنْيُ
    • ـ بَنْيُ : نقيضُ الهَدْمِ ، بَناهُ يَبْنِيهِ بَنْياً وبِناءً وبُنْياناً وبِنْيَةً وبِنايَةً ، وابْتَنَاهُ وبَنَّاهُ .
      ـ بِناءُ : المَبْنِيُّ , ج : أبْنِيَةٌ , جج : أبْنِياتٌ .
      ـ بُنْيَةُ ، وبِنْيَةُ : ما بَنَيْتَه , ج : البِنَى والبُنَى . وتكونُ البنايةُ في الشَّرَفِ .
      ـ أبْنَيْتُه : أعْطَيْتُه بِناءً ، أو ما يَبْنِي به داراً .
      ـ بِناءُ الكَلِمَةِ : لُزومُ آخِرِها ضَرْباً واحِداً من سُكونٍ أو حَرَكَةٍ ، لا لِعامِلٍ .
      ـ محمدُ بن إسحاقَ بانِسَمِعَ قالونَ .
      ـ بَنِيَّةُ : الكَعْبَةُ لشَرَفِهَا .
      ـ بَنَى الرجُلَ : اصْطَنَعَه ،
      ـ بَنَى على أهْلِه ، وبَنَى بِها : زَفَّها ، كابْتَنَى ،
      ـ بَنَى الطعامُ بَدَنَهُ : سَمَّنَه ،
      ـ بَنَى لَحْمَه : أنْبَتَه ،
      ـ بَنَى القَوْسُ على وتَرِها : لَصِقَتْ ، فهي بانِيَةٌ وباناةٌ .
      ـ رجُلٌ باناةٌ : مُنْحَنٍ على وَتَرِهِ إذا رَمَى .
      ـ مَبْناةُ ، ومِبْناةُ : النِّطَعُ ، والسِّتْرُ ، والعَيْبَةُ .
      ـ بَوانِأضْلاعُ الزَّوْرِ ، وقَوائِمُ الناقَةِ .
      ـ ألْقَى بَوانِيَهُ : أقامَ ، وثَبَتَ .
      ـ جارِيَةٌ بَناةُ اللَّحْمِ : مَبْنِيَّتُه .
      ـ بَنا : بلد بِمصْرَ .
      ـ تُبْنى : موضع بالشَّامِ .
      ـ ابنُ : الوَلَدُ ، أصْلُهُ : بَنَيٌ أو بَنَوٌ , ج : أبْناءٌ ، والاسْمُ : البُنُوَّةُ .
      ـ يا بُنَيَّ ، وبُنَيِّ : لُغَتانِ ، كَيَا أبَتِ ويا أبَتَ .
      ـ أَبْناءُ : قَوْمٌ من العَجَمِ ، سَكَنُوا اليَمَنَ ، والنِّسْبَةُ : أَبْناوِيٌّ وبَنَويٌّ ، محرَّكةً رَدّاً له إلى الواحِدِ ، وألْحَقُوا ابْناً الهاءَ ، فقالوا : ابْنَةٌ . وأمَّا : بِنْتٌ ، فَلَيْسَ على ابنٍ ، وانَّما هي صِفَةٌ على حِدَةٍ ، ألْحَقُوها الياءَ للإِلْحَاقِ ، ثم أبْدَلُوا التاءَ منها ، والنِّسْبَةُ : بِنتيٌّ وبَنَوِيٌّ .
      ـ قولُ حَسَّانَ ، رضي الله تعالى عنه : فأكْرِمْ بِنا خالاً وأكْرِمْ بِنَا ابْنَما : أي ابْناً .
      ـ في حديثِ بِنْتِ غَيْلان : وإنْ جَلَسَتْ تَبَنَّتْ ، أيْ : صارَتْ كالبَيْتِ المَبْنِيِّ .
      ـ بَناتُ : التَّماثيلُ الصِّغارُ يُلْعَبُ بِها .
      ـ بُنَيَّاتُ الطَّريقِ : التُّرَّهاتُ .
      ـ تَبَنَّاهُ : اتَّخَذَهُ ابْناً .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. بُنْكُ
    • ـ بُنْكُ : أصْلُ الشيءِ ، أو خالِصُهُ ، والساعَةُ من الليلِ ، وطَيبٌ معروف .
      ـ تَبَنَّكَ به : أقامَ ،
      ـ تَبَنَّكَ فِي عِزِّه : تَمَكَّنَ .
      ـ بانَكُ : قرية ، وجَدُّ سعيدِ بنِ مُسْلِمٍ شيخِ القَعْنَبِيِّ .
      ـ بُنْبُكُ ، وبَنْبَكُ : دابةٌ كالدُّلْفِينِ ، أَو سَمَكٌ يَقْطَعُ الرجُلَ نِصْفَيْنِ فَيَبْلَعُهُ .
      ـ بابونَكُ : الأُقحُوانُ .
      ـ تَبْنيكُ : أن تَخْرُجَ الجاريتانِ كلٌّ من حَيِّها ، فَتُخْبِرَ كُلٌّ صاحِبَتَها بأَخْبَارِ أهْلِها .
      ـ اذْهَبِي فَبَنِّكي حاجَتَنا : اقْضِيها .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. بَنَشَ
    • ـ بَنَشَ في الأمْرِ وبَنَّشَ تَبْنِيشاً ، وهذه أكثَرُ : اسْتَرْخَى فيه .
      ـ عبدُ المُنْعِمِ البُنَّشِيُّ : شامِيٌّ مُتَأَخِّرٌ .

    المعجم: القاموس المحيط



  4. بَنيقَةُ
    • ـ بَنيقَةُ : لَبِنَةُ القَمِيصِ وجُرُبَّانُهُ ، كالْبِنَقَة ، ودائِرَتانِ في نَحْرِ الفَرَسِ ، وزَمْعَةُ الكَرْمِ ، والشَّعَرُ المُخْتَلِفُ وَسَطَ المَوْقِفِ من الشاكِلَةِ .
      ـ بَنَقَ : وَصَلَ ، وغَرَسَ شِراكاً واحِداً من الوَدِيِّ ، كأَبْنَقَ وبَنَّقَ .
      ـ بانوقَةُ : امْرَأَةٌ .
      ـ بَنَّقَ بالمكانِ تَبْنيقاً : أقامَ ،
      ـ بَنَّقَ كلامَهُ : جَمَعَهُ وسَوَّاهُ ،
      ـ بَنَّقَ كِذْبَةً : صَنَعَها وزَوَّقَها ،
      ـ بَنَّقَ ظَهْرَهُ بالسَّوْطِ : قَطَعَهُ ،
      ـ بَنَّقَ الشيءَ : قَلَّدَهُ ،
      ـ بَنَّقَ القَميصَ : جَعَلَ له بَنيقَةً ،
      ـ بَنَّقَ الجَعْبَةَ : فَرَّجَ أعْلاها وضَيَّقَ أسْفَلَها .

    المعجم: القاموس المحيط

  5. وَبْنَةُ
    • ـ وَبْنَةُ : الأَذَى ، والجَوْعَةُ .
      ـ ما في الدارِ وابِنٌ : أحدٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  6. وبنة
    • وبنة
      1 - وبنة : أذى . 2 - وبنة : جوعة .

    المعجم: الرائد

  7. وبن


    • " اللحياني : يقال ما في الدار وابِرٌ ولا وابِنٌ أَي ما فيها أَحدٌ .
      ابن الأَعرابي : الوَبْنَةُ الأَذى ، والوَبْنة الجَوْعَةُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  8. نعم
    • " النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة ، كله : الخَفْض والدَّعةُ والمالُ ، وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى .
      وقوله عز وجل : ومَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءته ؛ يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله الدالَّةَ على أَمر النبي ، صلى الله عليه وسلم .
      وقوله تعالى : ثم لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم ؛ أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا ، وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأََنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ ؛ حكاه سيبويه ؛ وقال النابغة : فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ ، فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما والنُّعْم ، بالضم : خلافُ البُؤْس .
      يقال : يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤُْْسٌ ، والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ .
      ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً ، وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر ، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما : نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ ، ولغة رابعة : نَعِمَ يَنْعِم ، بالكسر فيهما ، وهو شاذ .
      والتنَعُّم : الترفُّه ، والاسم النِّعْمة .
      ونَعِمَ الرجل يَنْعَم نَعْمةً ، فهو نَعِمٌ بيّن المَنْعَم ، ويجوز تَنَعَّم ، فهو ناعِمٌ ، ونَعِمَ يَنْعُم ؛ قال ابن جني : نَعِمَ في الأصل ماضي يَنْعَمُ ، ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم ، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَعِمَ لغة من يقول يَنْعُم ، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة ، فإن قلت : فكان يجب ، على هذا ، أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة وهي نَعُم يَنْعَم ، قيل : منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً ، وليس كذلك نَعِمَ ، فإن نَعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم ، فاحتمل خِلاف مضارعِه ، وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ ، فإن قلت : فما بالهُم كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل ؟ قيل : هذا طريقُه غير طريق ما قبله ، فإما أن يكون يَنْعِم ، بكسر العين ، جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم ، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن وَذَرَ ووَدَعَ ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ ، أَو يكون فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل ، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل ، وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه .
      ونَعَّمَ أَولادَه : رَفَّهَهم .
      والنَّعْمةُ ، بالفتح : التَّنْعِيمُ .
      يقال : نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم .
      وفي الحديث : كيف أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قد الْتَقَمه ؟ أي كيف أَتَنَعَّم ، من النَّعْمة ، بالفتح ، وهي المسرّة والفرح والترفُّه .
      وفي حديث أَبي مريم : دخلتُ على معاوية فقال : ما أَنْعَمَنا بك ؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا ، وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه ، كأنه ، قال : ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك .
      والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ : الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ ؛ ومنه الحديث : إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ ؛ قال وقوله : ما أَنْعَمَ العَيْشَ ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ ، تنْبُو الحوادِثُ عنه ، وهو مَلْمومُ إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم ، قالوا نَعِم العيشُ ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم : هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل منه فعل التعجب ، وإن لم يك منه فِعْلٌ ، فتَفهَّمْ .
      ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ .
      ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء ؛ قال الأَعشى : وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا ، كأَنه ذرى أُقْحُوانٍ ، نَبْتُه مُتناعِمُ والتَّنْعيمةُ : شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق ، ولا تنبت إلى على ماء ، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ .
      وثوبٌ ناعِمٌ : ليِّنٌ ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف : وعليهم الثيابُ الناعمةُ ؛

      وقال : ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً ، عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك .
      والنِّعْمةُ : اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما أُنْعِم به عليك .
      ونِعْمةُ الله ، بكسر النون : مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر ، والجمعُ منهما نِعَمٌ وأَنْعُمٌ ؛ قال ابن جني : جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع ، ومثله كثير ، ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ ، الإتباعُ لأَهل الحجاز ، وحكاه اللحياني ، قال : وقرأَ بعضهم : أَن الفُلْكَ تجرِي في البَحْرِ بنِعَمات الله ، بفتح العين وكسرِها ، قال : ويجوز بِنِعْمات الله ، بإسكان العين ، فأَما الكسرُ (* قوله « فأما الكسر إلخ » عبارة التهذيب : فأما الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات ، ومن أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع الكسرة كسات ومن قرأ إلخ ) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات ، ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات ، وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله ، بالكسر .
      وقوله عز وجل : وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً (* قوله « قرأها ابن عباس إلخ » كذا بالأصل ) نِعَمَه ، وهو وَجْهٌ جيِّد لأَنه قد ، قال شاكراً لأَنعُمِه ، فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن نِعَمَه جائز ، ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده ؛ هذا قول الزجاج ، وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم بها عليه ؛ قال ابن عباس : النِّعمةُ الظاهرةُ الإسلامُ ، والباطنةُ سَتْرُ الذنوب .
      وقوله تعالى : وإذْ تقولُ للذي أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك ؛ قال الزجاج : معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام ، ومعنى إنْعام النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ .
      وقوله تعالى : وأَمّا بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ ؛ فسره ثعلب فقال : اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ به ربُّك .
      وقوله تعالى : ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ ؛ يقول : ما أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون .
      وقوله تعالى : يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم يُنْكِرونها ؛ قال الزجاج : معناه يعرفون أَن أمرَ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك .
      والنِّعمةُ ، بالكسر : اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً ونِعْمةً ، أُقيم الاسمُ مُقامَ الإنْعام ، كقولك : أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى واحد .
      وأَنْعَم : أَفْضل وزاد .
      وفي الحديث : إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء ، وإنَّ أبا بكر وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا ، رضي الله عنهما .
      ويقال : قد أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ ، وقيل : معناه صارا إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ ، ومعنى قولهم : أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِعْمةً .
      وتقول : أَنْعَم اللهُ عليك ، من النِّعْمة .
      وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك ، من النُّعُومةِ .
      وقولهُم : عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ ، كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم ، بالكسر ، كما تقول : كُلْ من أَكلَ يأْكلُ ، فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً .
      ونَعِمَ اللهُ بك عَيْناً ، ونَعَم ، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً ، وأَنْعَم اللهُ بك عَيْناً : أَقرَّ بك عينَ من تحبّه ، وفي الصحاح : أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن تحبُّه ؛

      أَنشد ثعلب : أَنْعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ سِلِ ، والحاملِ الرسالَة عَيْنا الرسولُ هنا : الرسالةُ ، ولا يكون الرسولَ لأَنه قد ، قال والحامل الرسالة ، وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ ، فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ ، وهو عيب .
      قال الجوهري : ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ نُزْهةً .
      وفي حديث مطرّف : لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً ، ولكن ، قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً ؛ قال الزمخشري : الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم ، وعَيْناً نصبٌ على التمييز من الكاف ، والباء للتعدية ، والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم عينَك وأَقَرَّها ، وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك اللهُ عَيْناً ، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن ال همزة كافية في التعدية ، تقول : نَعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً ، ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء ، قال : ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن الفاعل فاستعظمه ، تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً ، كما يقولون نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً ، والباء للتعدية ، فحَسِبَ أن الأَمر في نَعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك ، ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى واحد ؛ عن ثعلب ، أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه ، وزاد اللحياني : ويَنْعُمُهم عيناً ، وزاد الأَزهري : ويُنْعمُهم ، وقال أَربع لغات .
      ونُعْمةُ العين : قُرَّتُها ، والعرب تقول : نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما أَشبهه ؛ قال سيبويه : نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ .
      وفي الحديث : إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه ، فإن وافقَ قولٌ عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه ، فلا تَعْجَلْ حتى تختبر فعلَه ، فإن رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ ، وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي قُرَّةَ عينٍ ، يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك واتّباع أمرك .
      ونَعِمَ العُودُ : اخضرَّ ونَضَرَ ؛ أنشد سيبويه : واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ ، لا يَنْعَمُ العُودُ حتى يَنْعَم الورَقُ (* قوله « من لحو » في المحكم : من لحق ، واللحق الضمر ).
      وقال الفرزدق : وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً ، وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ ، فمن ، قال الأَضيافُ ، بالرفع ، أراد تَنْعَم الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها ، ومن ، قال تَنْعَم الأَضيافَ ، فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً ، فحذفَ وأَوصل فنَصب الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها ، لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة ، وقيل : إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان ، فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر ، ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ والنحر .
      وحكى اللحياني : يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني ؛ وأَنشد عن الكسائي : صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ ، بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ
      ، قال : ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه ، والمذكر منه نَعْمٌ ، ويجمع أَنْعُماً .
      والنَّعامةُ : معروفةٌ ، هذا الطائرُ ، تكون للذكر والأُنثى ، والجمع نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ ، وقد يقع النَّعامُ على الواحد ؛ قال أبو كَثْوة : ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ زَوْزَأَةً ، لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا والنَّعامُ أَيضاً ، بغير هاء ، الذكرُ منها الظليمُ ، والنعامةُ الأُنثى .
      قال الأَزهري : وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء ، وقيل النَّعام اسمُ جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ ، والعرب تقول : أَصَمُّ مِن نَعامةٍ ، وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت ، ويقولون : أَشمُّ مِن هَيْق لأَنه يَشُمّ الريح ؛ قال الراجز : أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ ويقولون : أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ ؛ ومُوقها : تركُها بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها ، ويقولون : أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من نَعامةٍ .
      ويقال : ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره .
      ويقال للمُنْهزِمين : أَضْحَوْا نَعاماً ؛ ومنه قول بشر : فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار فكانوا ، غَداةَ لَقُونا ، نَعامَا وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين : خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ نَعامَتُهم ، وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ .
      ويقال للعَذارَى : كأنهن بَيْضُ نَعامٍ .
      ويقال للفَرَس : له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه ، وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها .
      ومن أَمثالهم : مَن يَجْمع بين الأَرْوَى والنَّعام ؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام السُّهولةُ ، فهما لا يجتمعان أَبداً .
      ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك : ما أَنت إلا نَعامةٌ ؛ يَعْنون قوله : ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً ، تُعاظِمُه إذا ما قيل : طِيري وإنْ قيل : احْمِلي ، قالت : فإنِّي من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور ويقولون للذي يَرْجِع خائباً : جاء كالنَّعامة ، لأَن الأَعراب يقولون إن النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين ؛ وفي ذلك يقول بعضهم : أو كالنَّعامةِ ، إذ غَدَتْ من بَيْتِها لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها ، فانْتَهَتْ هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ ومن أَمثالهم : أنْتَ كصاحبة النَّعامة ، وكان من قصتها أَنها وجَدتْ نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة ، ثم دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ : من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ ، فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ ، وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ ؛ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير الثِّقةِ .
      والنَّعامة : الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما القامة ، وهي البَكَرة ، فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ ؛ وقال أَبو الوليد الكِلابي : إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان ، قال : والمعترضة عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها ، قال الأزهري : وتكون النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في الأرض ، أحدهما من هذا الجانب ، والآخر من ذاك الجنب ، يُصْقَعان بحَبْل يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين ، وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين ، والنَّعامتانِ : المَنارتانِ اللتان عليهما الخشبة المعترِضة ؛ وقال اللحياني : النَّعامتان الخشبتان اللتان على زُرْنوقَي البئر ، الواحدة نَعامة ، وقيل : النَّعامة خشبة تجعل على فم البئر تَقوم عليها السَّواقي .
      والنَّعامة : صخرة ناشزة في البئر .
      والنَّعامة : كلُّ بناء كالظُّلَّة ، أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز ، وقيل : كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم ، والجمع نَعامٌ ؛ قال أَبو ذؤيب يصف طرق المفازة : بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجا لُ ، تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا (* قوله « بناها » هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا ، والذي في مادة نفض تذكيره ، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك ).
      وروى الجوهري عجزه : تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا
      ، قال : والنَّفائضُ من الإبل ؛ وقال آخر : لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها ، منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي والمشهور من شعره : لا ظِلَّ في رَيْدِها وشرحه ابن بري فقال : النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة ، والهَزيم : المتكسر ؛ وبعد هذا البيت : بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي ، وما كَسِلوا حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق والنَّعامة : الجِلْدة التي تغطي الدماغ ، والنَّعامة من الفرس : دماغُه .
      والنَّعامة : باطن القدم .
      والنَّعامة : الطريق .
      والنَّعامة : جماعة القوم .
      وشالَتْ نَعامَتُهم : تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم وولَّوْا ، وقيل : تَحَوَّلوا عن دارهم ، وقيل : قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ أُمورُهم ؛ قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ : أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا ، فخالني دونه بل خِلْتُه دوني ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا : قد شالت نعامتهم .
      وفي حديث ابن ذي يَزَنَ : أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم : النعامة الجماعة أَي تفرقوا ؛ وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ : اشْرَبْ هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم ، وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا وأَنشد لآخر : إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ ، لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه ، وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ والنَّعامة : الظُّلْمة .
      والنَّعامة : الجهل ، يقال : سكَنَتْ نَعامتُه ؛ قال المَرّار الفَقْعَسِيّ : ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ نَعامتُه ، وأَبْغَضَ ما أَقولُ اللحياني : يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل .
      وأَراكةٌ نَعامةٌ : طويلة .
      وابن النعامة : الطريق ، وقيل : عِرْقٌ في الرِّجْل ؛ قال الأَزهري :، قال الفراء سمعته من العرب ، وقيل : ابن النَّعامة عَظْم الساق ، وقيل : صدر القدم ، وقيل : ما تحت القدم ؛ قال عنترة : فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه ، وابنُ النَّعامةِ ، عند ذلك ، مَرْكَبِي فُسِّر بكل ذلك ، وقيل : ابن النَّعامة فَرَسُه ، وقيل : رِجْلاه ؛ قال الأزهري : زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله : وابن النعامة ، يوم ذلك ، مَرْكَبي وابن النَعامة : الساقي الذي يكون على البئر .
      والنعامة : الرجْل .
      والنعامة : الساق .
      والنَّعامة : الفَيْجُ المستعجِل .
      والنَّعامة : الفَرَح .
      والنَّعامة : الإكرام .
      والنَّعامة : المحَجَّة الواضحة .
      قال أَبو عبيدة في قوله : وابن النعامة ، عند ذلك ، مركبي
      ، قال : هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة ، وإنما ذلك كقولهم : به داء الظَّبْي ، وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم ، وليس ثم داء ولا بَكرة .
      قال ابن بري : وهذا البيت ، أَعني فيكون مركبكِ ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ ؛ وقبله : كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ ، إنْ كنتِ شائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطعَمْتُه ، فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي : هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ ، إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي ويكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ ، وابنُ النَّعامة ، يوم ذلك ، مَرْكَبِي وقال : هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود ، وقال : ابنُ النَّعامة فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي ، والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد ،
      ، قال : وتروى الأبيات أَيضا لعنترة ، قال : والنَّعامة خَطٌّ في باطن الرِّجْل ، ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه (* قوله « في كتابه » هو الأغاني كما بهامش الأصل )، وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه ، قال : إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك ، ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل والقَعود وأَسَروني أَنا ، فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي أَنا ، وقال : ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه ، وهذا أَقرب إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس ، اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً ، وليس في ذلك من الفخر ما يقوله عن نفسه ، فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها راكباً أو راجلاً ؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله .
      والنَّعَم : واحد الأَنعْام وهي المال الراعية ؛ قال ابن سيده : النَّعَم الإبل والشاء ، يذكر ويؤنث ، والنَّعْم لغة فيه ؛ عن ثعلب ؛ وأَنشد : وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ ، وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول والجمع أَنعامٌ ، وأَناعيمُ جمع الجمع ؛ قال ذو الرمة : دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْهِ ، وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ وقال ابن الأَعرابي : النعم الإبل خاصة ، والأَنعام الإبل والبقر والغنم .
      وقوله تعالى : فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ منكم ؛ قال : ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها ؛ قال الأَزهري : دخل في النعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم .
      وقوله عز وجل : والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ ؛ قال ثعلب : لا يذكرون الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك ، وأما قول الله عز وجَل : وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في بطونه ؛ فإن الفراء ، قال : الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم ، والنَّعَم تذكر وتؤنث ، ولذلك ، قال الله عز وجل : مما في بطونه ، وقال في موضع آخر : مما في بطونها ، وقال الفراء : النَّعَم ذكر لا يؤَنث ، ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل وحُمْلانٍ ، والعرب إذا أَفردت النَّعَم لم يريدوا بها إلا الإبل ، فإذا ، قالوا الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم ، قال الله عز وجل : ومن الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله (* قوله « إذا ذكرت » الذي في التهذيب : كثرت ) الأَنعام والأَناعيم .
      والنُّعامى ، بالضم على فُعالى : من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ الرياح وأَرْطَبُها ؛ قال أَبو ذؤيب : مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ ، خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ ، ريحا وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان ، قال : هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا .
      والنَّعامُ والنَّعائمُ : من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ : أَربعة صادرٌ ، وأَربعة واردٌ ؛ قال الجوهري : كأنها سرير مُعْوجّ ؛ قال ابن سيده : أَربعةٌ في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ .
      قال الأَزهري : النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر ، والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ ، وهي أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة ، ويقال لها النَّعام ؛

      أَنشد ثعلب : باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه ، إلا المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ النَّعامُ ههنا : النَّعائمُ من النجوم ، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض .
      ونُعاماكَ : بمعنى قُصاراكَ .
      وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ : زاد .
      وأَنْعَم فيه : بالَغ ؛ قال : سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه ، لَيْلةً ، وأَنْعَمَ ، أبكارُ الهُمومِ وعُونُها الضَّواحي : ما بدا من جَسدِه ، لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم وعُونُها ، وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة ، وأَبكار الهموم : ما فجَأَك ، وعُونُها : ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ ، وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت قبلها .
      وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد .
      وفي حديث صلاة الظهر : فأَبردَ بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة ؛ ومنه قولهم : أَنْعَمَ النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه ؛ وقوله : فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع .
      ونِعْمَ : ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام ، وهو مع ذلك دالٌّ على معنى الجنس .
      قال أَبو إسحق : إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ ، فقد قلتَ : استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه ، فلم يجُزْ إذا كانت تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ .
      وحكى سيبويه : أَن من العرب من يقول نَعْمَ الرجلُ في نِعْمَ ، كان أصله نَعِم ثم خفَّف بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل ، ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً ، كقولك نِعْم الرجل زيد فهذا هو المُظهَر ، ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر .
      وقال ثعلب حكايةً عن العرب : نِعْم بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً ، وحكى أَيضاً : مررْت بقومٍ نِعْم قوماً ، ونِعْمَ بهم قوماً ، ونَعِمُوا قوماً ، ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين ، ولا الزيدون نِعْموا رجالاً ؛ قال الأزهري : إذا كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ أَبداً ، وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً ، وذلك قولك نِعْم رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ ، ونَصَبتَ رجلاً على التمييز ، ولا تَعْملُ نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ ، إنما تَعْمَلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على جنس ، أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس .
      الجوهري : نِعْم وبئس فِعْلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنى الماضي ، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ ، وفيهما أَربع لغات : نَعِمَ بفتح أَوله وكسر ثانيه ، ثم تقول : نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ ، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول : نِعْمَ بكسر النون وسكون العين ، ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول : نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين ، وتقول : نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم المرأَةُ هندٌ ، وإن شئت قلت : نِعْمتِ المرأَةُ هند ، فالرجل فاعلُ نِعْمَ ، وزيدٌ يرتفع من وجهين : أَحدهما أَن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبرُه ، والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ ، وذلك أَنَّك لمّا قلت نِعْم الرجل ، قيل لك : مَنْ هو ؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت : هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ ، والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد ، وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً ، لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام ، ويراد به تعريف الجنس لا تعريفُ العهد ، أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا يتصل بهما الضميرُ ، لا تقول نِعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِعْموا ، وإن أَدخلت على نِعْم ما قلت : نِعْمَّا يَعِظكم به ، تجمع بين الساكنين ، وإن شئت حركت العين بالكسر ، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين ، وتقول غَسَلْت غَسْلاً نِعِمّا ، تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته ، وقالوا : إن فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء تأْنيث ، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة .
      وفي الحديث : مَن توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَت ، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل ؛ قال ابن الأثير : أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي ، فحذف المخصوص بالمدح ، والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة ، يعني الوضوءَ ، يُنالُ الفضلُ ، وقيل : هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذلك .
      قال الجوهري : تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في الوقف ؛ قال ذو الرمة : أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة دَعائمَ الزَّوْرِ ، نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ وقالوا : نَعِم القومُ ، كقولك نِعْم القومُ ؛ قال طرفة : ما أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ نَعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ هكذا أَنشدوه نَعِمَ ، بفتم النون وكسر العين ، جاؤوا به على الأَصل ولم يكثر استعماله عليه ، وقد روي نِعِمَ ، بكسرتين على الإتباع .
      ودقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ .
      قال الأَزهري : ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت دَقَّه أي بالَغْت وزِدت .
      ويقال : ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه .
      ويقال : إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ .
      وتَنَعَّمَه بالمكان : طلَبه .
      ويقال : أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي وافقتني وأَقمتُ بها .
      وتَنَعَّمَ : مَشَى حافياً ، قيل : هو مشتق من النَّعامة التي هي الطريق وليس بقويّ .
      وقال اللحياني : تَنَعَّمَ الرجلُ قدميه أي ابتذَلَهما .
      وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم : أتاهم مُتَنَعِّماً على قدميه حافياً على غير دابّة ؛ قال : تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ ، فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات .
      وقوله تعالى : إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي ، ومثلُه : إنَّ الله نِعِمّا يَعِظكم به ؛ قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا ، بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم ، وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا ، بفتح النون وكسر العين ، وذكر أَبو عبيدة (* قوله « وذكر أَبو عبيدة » هكذا في الأصل بالتاء ، وفي التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها ) حديث النبي ، صلى عليه وسلم ، حين ، قال لعمرو بن العاص : نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح ، وأَنه يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية ؛ قال ابن الأَثير : أَصله نِعْمَ ما فأَدْغم وشدَّد ، وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه ، قال نِعْمَ شيئاً المالُ ، والباء زائدة مثل زيادتها في : كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه الحديث : نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح ؛ قال ابن الأثير : وفي نِعْمَ لغاتٌ ، أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين ، ثم فتح النون وكسر العين ، ثم كسرُهما ؛ وقال الزجاج : النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين ويقولون إن هذه الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة ، وروي عن عاصم أَنه قرأَ فنِعِمَّا ، بكسر النون والعين ، وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ خفيفةٌ مُخْتَلَسة ، والأصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات ، وما في تأْويل الشيء في نِعِمّا ، المعنى نِعْمَ الشيءُ ؛ قال الأزهري : إذا قلت نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل ، فالمعنى نِعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل ، وكذلك قوله : إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به ؛ معناه نِعْمَ شيئاً يَعِظكم به .
      والنُّعْمان : الدم ، ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان .
      وشقائقُ النُّعْمانِ : نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم .
      ونُعْمانُ بنُ المنذر : مَلكُ العرب نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه ؛ قال أَبو عبيدة : إن العرب كانت تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم .
      أَبو عمرو : من أَسماء الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ .
      الفراء :، قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها (* قوله « ونعمتها » كذا بالأصل بالتخفيف ، وفي الصاغاني بالتشديد ) ومَصَلْتها (* قوله « ومصلتها » كذا بالأصل والتهذيب ، ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد والمصول ) أي كَنسْتها ، وهي المِحْوَقةُ .
      والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ : المِكْنَسة .
      وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ ، كلها : مواضع ؛ قال ابن بري : وقول الراعي : صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ ، وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ الأَنْعَمين : اسم موضع .
      قال ابن سيده : والأَنْعمان موضعٌ ؛ قال أَبو ذؤيب ، وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي : صبا صبوةً بَلْ لجَّ ، وهو لجوجُ ، وزالت له بالأَنعمين حدوجُ وهما نَعْمانانِ : نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو وادي عرفة ، ونَعْمانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ .
      ونَعْمانُ : اسم جبل بين مكة والطائف .
      وفي حديث ابن جبير : خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ ، عليه السلام ، بِنَعْمان السَّحابِ ؛ نَعْمانُ : جبل بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه .
      ونَعْمانُ ، بالفتح : وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات ؛ قال عبد الله ابن نُمَير الثَّقَفِيّ : تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ ، أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطرات ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ ؛ وقال خُلَيْد : أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ ، ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ والتَّنْعيمُ : مكانٌ بين مكة والمدينة ، وفي التهذيب : بقرب من مكة .
      ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير : من شُعرائهم ؛ حكاه ابن الأَعرابي .
      وناعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ (* قوله « ومنعم » هكذا ضبط في الأصل والمحكم ، وقال القاموس كمحدّث ، وضبط في الصاغاني كمكرم .
      وقوله « وأنعم »
      ، قال في القاموس بضم العين ، وضبط في المحكم بفتحها .
      وقوله « ونعمى »، قال في القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي ) ونُعْمانُ ونُعَيمانُ وتَنْعُمُ ، كلهن : أَسماءٌ .
      والتَّناعِمُ : بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن عَتِيك .
      وبَنو نَعامٍ : بطنٌ .
      ونَعامٌ : موضع .
      يقال : فلانٌ من أَهل بِرْكٍ ونَعامٍ ، وهما موضعان من أطراف اليَمن .
      والنَّعامةُ : فرسٌ مشهورة فارسُها الحرث بن عبّاد ؛ وفيها يقول : قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي ، لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ أي بَعْدَ حِيالٍ .
      والنَّعامةُ أَيضاً : فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى .
      وناعِمةُ : اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها ، فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار ناعِمةَ ؛ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة .
      ويَنْعَمُ : حَيٌّ من اليمن .
      ونَعَمْ ونَعِمْ : كقولك بَلى ، إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب ، وهي موقوفة الآخِر لأنها حرف جاء لمعنى ، وفي التنزيل : هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً ، قالوا نَعَمْ ؛ قال الأزهري : إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه ،
      ، قال : وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً ، وربما ناقَضَ بَلى إذا ، قال : ليس لك عندي ودِيعةٌ ، فتقول : نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ .
      وفي حديث قتادة عن رجل من خثْعَم ، قال : دَفَعتُ إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو بِمِنىً فقلت : أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ ؟ فقال : نَعِمْ ، وكسر العين ؛ هي لغة في نَعَمْ ، وكسر العين ؛ وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب ، وقد قرئَ بهما .
      وقال أَبو عثمان النَّهْديّ : أمرَنا أميرُ المؤمنين عمرُ ، رضي الله عنه ، بأمر فقلنا : نَعَمْ ، فقال : لا تقولوا نَعَمْ وقولوا نَعِمْ ، بكسر العين .
      وقال بعضُ ولد الزبير : ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون إلاَّ نَعِمْ ، بكسر العين .
      وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد : كتبَ على سَهمٍ نَعَمْ ، وعلى آخر لا ، وأَجالهما عند هُبَل ، فخرج سهمُ نَعَمْ فخرج إلى أُحُد ، فلما ، قال لِعُمر : أُعْلُ هُبَلُ ، وقال عمر : اللهُ أَعلى وأَجلُّ ، قال أَبو سفيان : أنعَمتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد صدقت في فَتْواها ، وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمُْ ؛ وقول الطائي : تقول إنْ قلتُمُ لا : لا مُسَلِّمةً لأَمرِكُمْ ، ونَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما
      ، قال ابن جني : لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على مكانها من الحرفية ، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها ، فيكون على حد قولك قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً ، ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من الحرفية ، فيفتح للإطلاق ، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح ، فقال : قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ ؛ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ من النِّعْمة ، وذلك أن نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد ، ولا بضِدِّها ؛ ألا ترى إلى قوله : وإذا قلتَ نَعَمْ ، فاصْبِرْ لها بنَجاحِ الوَعْد ، إنَّ الخُلْف ذَمّْ وقول الآخر أَنشده الفارسي : أبى جُودُه لا البُخْلِ واسْتَعْجَلتْ به نَعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله (* قوله « لا يمنع الجوع قاتله » هكذا في الأصل والصحاح ، وفي المحكم : الجوس قاتله ، والجوس الجوع .
      والذي في مغني اللبيب : لا يمنع الجود قاتله ، وكتب عليه الدسوقي ما نصه : قوله لا يمنع الجود ، فاعل يمنع عائد على الممدوح ؛ والجود مفعول ثان ؛ وقاتله مفعول أول ، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله اهـ .
      تقرير دردير ).
      يروى بنصب البخل وجرِّه ، فمن نصبه فعلى ضربين : أحدهما أن يكون بدلاً من لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه ، قال أَبى جودُه البخلَ ، والآخر أن تكون لا زائدة ، والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن ، لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ ، ونَعمْ لا تزاد ، فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة ، والوجه الآخر على الزيادة صحيح ، ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه ، لأَنَّ لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً ، ألا ترى أَنه لو ، قال لك الإنسان : لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ ، فقلتَ أَنت : لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود ، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين .
      ونَعَّم الرجلَ :، قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً ، كما ، قالوا بَجَّلْتُه أي قلت له بَجَلْ أي حَسْبُك ؛ حكاه ابن جني .
      وأَنعَم له أي ، قال له نعَمْ .
      ونَعامة : لَقَبُ بَيْهَسٍ ؛ والنعامةُ : اسم فرس في قول لبيد : تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها ، وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ (* قوله « وتحجل والخبال » هكذا في الأصل والصحاح ، وفي القاموس في مادة خبل بالموحدة ، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله : تكاثر قرزل والجون فيها * وعجلى والنعامة والخيال فبالمثناة التحتية ، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل ).
      وأَبو نَعامة : كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ ، ويكنى أَبا محمد أَيضاً ؛ قال ابن بري : أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب ، وأَبو محمد كُنيته في السِّلم .
      ونُعْم ، بالضم : اسم امرأَة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. بني
    • " بَنَا في الشرف يَبْنُو ؛ وعلى هذا تُؤُوِّلَ قول الحطيئة : أُولَئِكَ قومٌ إنْ بَنَوا أَحْسنُوا البُن ؟

      ‏ قال ابن سيده :، قالوا إنه جمعُ بُنوَة أَو بِنْوَة ؛ قال الأَصمعي : أَنشدت أَعرابيّاً هذا البيت أَحسنوا البِنا ، فقال : أَي بُنا أَحسنوا البُنَا ، أَراد بالأَول أَي بُنَيّ .
      والابنُ : الولد ، ولامه في الأَصل منقلبة عن واو عند بعضهم كأَنه من هذا .
      وقال في معتل الياء : الابنُ الولد ، فَعَلٌ محذوفة اللام مجتلب لها أَلف الوصل ، قال : وإنما قضى أَنه من الياء لأَن بَنَى يَبْنِي أَكثر في كلامهم من يَبْنُو ، والجمع أَبناء .
      وحكى اللحياني : أَبناءُ أَبنائهم .
      قال ابن سيده : والأُنثى ابنة وبنتٌ ؛ الأَخيرة على غير بناء مذكرها ، ولامِ بِنْت واو ، والتاء بدل منها ؛ قال أَبو حنيفة ؛ أَصله بِنْوَة ووزنها فعلٌ ، فأُلحقتها التاءُ المبدلة من لامها بوزن حِلْسٍ فقالوا بِنْتٌ ، وليست التاء فيها بعلامة تأَنيث كما ظن من لا خِبْرَة له بهذا اللسان ، وذلك لسكون ما قبلها ، هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح ، وقد نص عليه في باب ما لا ينصرف فقال : لو سميت بها رجلاً لصرفتها معرفة ، ولو كانت للتأْنيث لما انصرف الاسم ، على أَن سيبويه قد تسمَّح في بعض أَلفاظه في الكتاب فقال في بِنْت : هي علامة تأْنيث ، وإنما ذلك تجوّز منه في اللفظ لأَنه أَرسله غُفْلاً ، وقد قيده وعلله في باب ما لا ينصرف ، والأَخذ بقوله المُعَلَّل أَقوى من القول بقوله المُغْفَل المُرْسَل ، ووَجهُ تجوُّزه أَنه لما كانت التاء لا تبدل من الواو فيها إلا مع المؤنث صارت كأَنها علامة تأْنيث ، قال : وأَعني بالصيغة فيها بناءها على فِعْل وأَصلها فَعَلٌ بدلالة تكسيرهم إياها على أَفعال ، وإبدالُ الواو فيها لازمٌ لأَنه عمل اختص به المؤنث ، ويدل أَيضاً على ذلك إقامتهم إياه مقام العلامة الصريحة وتعاقُبُها فيها على الكلمة الواحدة ، وذلك نحو ابنةٍ وبنتٍ ، فالصيغة في بنت قائمة مقام الهاء في ابنةٍ ، فكما أَن الهاء علامة تأْنيث فكذلك صيغة بنتٍ علامة تأْنيثها ، وليست بنتٌٌ من ابنةٍ كصَعب من صَعْبة ، إنما نظيرُ صعبة من صعب ابنَةٌ من ابن ، ولا دلالة لك في البُنُوَّة على أَن الذاهب من بنت واو ، لكن إبدال التاء من حرف العلة يدل على أَنه من الواو ، لأَن إبدال التاء من الواو أَضعف من إبدالها من الياء .
      وقال ابن سيده في موضع آخر :، قال سيبويه وأَلحقوا ابْناً الهاء فقالوا ابْنة ، قال : وأَما بِنتٌ فليس على ابْنٍ ، وإنما هي صيغة على حدة ، أَلحقوها الياء للإلحاق ثم أَبدلوا التاء منها ، وقيل : إنها مُبدلة من واو ، قال سيبويه : وإنما بِنْتٌ كعِدْل ، والنسب إلى بِنْت بَنَوِيٌّ ، وقال يونس : بِنْتِيٌّ وأُخْتِيٌّ ؛ قال ابن سيده : وهو مردود عند سيبويه .
      وقال ثعلب : العرب تقول هذه بنت فلان وهذه ابنةُ فلان ، بتاء ثابتة في الوقف والوصل ، وهما لغتان جيدتان ، قال : ومن ، قال إبنةٌ فهو خطأٌ ولحن .
      قال الجوهري : لا تقل ابِنة لأَن الأَلف إنما اجتلبت لسكون الباء ، فإذا حركتها سقطت ، والجمعُ بَناتٌ لا غير .
      قال الزجاج : ابنٌ كان في الأَصل بِنْوٌ أَو بِنَوٌ ، والأَلف أَلف وصل في الابن ، يقال ابنٌ بيِّنُ البُنُوَّة ، قال : ويحتمل أَن يكون أَصله بَنَياً ، قال : والذين ، قالوا بَنُونَ كأَنهم جمعوا بَنَياً بَنُونَ ، وأَبْنَاء جمْعَ فِعْل أَو فَعَل ، قال : وبنت تدل على أَنه يستقيم أَن يكون فِعْلاً ، ويجوز أَن يكون فَعَلاً ، نقلت إلى فعْلٍ كما نقلت أُخْت من فَعَل إلى فُعْلٍ ، فأَما بناتٌ فليس بجمع بنت على لفظها ، إنما ردّت إلى أَصلها فجمعت بَناتٍ ، على أَن أَصل بِنْت فَعَلة مما حذفت لامه .
      قال : والأَخفش يختار أَن يكون المحذوف من ابن الواو ، قال : لأَنه أَكثر ما يحذف لثقله والياء تحذف أَيضاً لأَنها تثقل ، قال : والدليل على ذلك أَن يداً قد أَجمعوا على أَن المحذوف منه الياء ، ولهم دليل قاطع مع الإجماع يقال يَدَيْتُ إليه يَداً ، ودمٌ محذوف منه الياء ، والبُنُوَّة ليس بشاهد قاطع للواو لأَنهم يقولون الفُتُوَّة والتثنية فتيان ، فابن يجوز أَن يكون المحذوف منه الواو أَو الياء ، وهما عندنا متساويان .
      قال الجوهري : والابن أَصله بَنَوٌ ، والذاهب منه واو كما ذهب من أَبٍ وأَخ لأَنك تقول في مؤنثه بنتٌ وأُخت ، ولم نر هذه الهاء تلحق مؤنثاً إلا ومذكره محذوف الواو ، يدلك على ذلك أَخَوات وهنوات فيمن ردّ ، وتقديره من الفعل فَعَلٌ ، بالتحريك ، لأَن جمعه أَبناء مثل جَمَلٍ وأَجمال ، ولا يجوز أَن يكون فعلاً أَو فُعْلاً اللذين جمعهما أَيضاً أَفعال مثل جِذْع وقُفْل ، لأَنك تقول في جمعه بَنُون ، بفتح الباء ، ولا يجوز أَيضاً أَن يكون فعلاً ، ساكنة العين ، لأَن الباب في جمعه إنما هو أَفْعُل مثل كَلْب وأَكْلُب أَو فعول مثل فَلْس وفُلوس .
      وحكى الفراء عن العرب : هذا من ابْناوَاتِ الشِّعْبِ ، وهم حيّ من كَلْب .
      وفي التنزيل العزيز : هؤلاء بناتي هنَّ أَطْهَرُ لكم ؛ كنى ببناتِه عن نسائهم ، ونساء أُمةِ كل نبيّ بمنزلة بناته وأَزواجُه بمنزلة أُمهاتهم ؛ قال ابن سيده : هذا قول الزجاج .
      قال سيبويه : وقالوا ابْنُمٌ ، فزادوا الميم كما زيدت في فُسْحُمٍ ودِلْقِمٍ ، وكأَنها في ابنم أَمثَلُ قليلاً لأَن الاسم محذوف اللام ، فكأَنها عوض منها ، وليس في فسحم ونحوه حذف ؛ فأَما قول رؤبة : بُكاءَ ثَكْلى فَقَدَتْ حَميما ، فهي تَرَنَّى بأَبا وابناما فإنما أَراد : وابْنِيما ، لكن حكى نُدْبَتها ، واحتُمِل الجمع بين الياء والأَلف ههنا لأَنه أَراد الحكاية ، كأَنَّ النادبة آثرت وا ابْنا على وا ابْني ، لأَن الأَلف ههنا أَمْتَع ندباً وأَمَدُّ للصوت ، إذ في الأَلف من ذلك ما ليس في الياء ، ولذلك ، قال بأَبا ولم يقل بأَبي ، والحكاية قد يُحْتَمل فيها ما لا يحتمل في غيرها ، أَلا ترى أَنهم قد ، قالوا مَن زيداً في جواب من ، قال رأَيت زيداً ، ومَنْ زيدٍ في جواب من ، قال مررت بزيد ؟ ويروى : فهي تُنادي بأَبي وابنِيما فإذا كان ذلك فهو على وجه وما في كل ذلك زائدة ، وجمع البِنْتِ بَناتٌ ، وجمع الابن أَبناء ، وقالوا في تصغيره أُبَيْنُون ؛ قال ابن شميل : أَنشدني ابن الأَعرابي لرجل من بني يربوع ، قال ابن بري : هو السفاح بن بُكير اليربوعي : مَنْ يَكُ لا ساءَ ، فقد ساءَني تَرْكُ أُبَيْنِيك إلى غير راع إلى أَبي طَلحةَ ، أَو واقدٍ عمري فاعلمي للضياع (* قوله « عمري فاعلمي إلخ » كذا بالأصل بهذه الصورة ، ولم نجده في كتب اللغة التي بأيدينا ).
      قال : أُبَيْني تصغير بَنِينَ ، كأَنَّ واحده إبن مقطوع الأَلف ، فصغره فقال أُبين ، ثم جمعه فقال أُبَيْنُون ؛ قال ابن بري عند قول الجوهري كأَنَّ واحده إبن ، قال : صوابه كأَنَّ واحده أَبْنى مثل أَعْمَى ليصح فيه أَنه معتل اللام ، وأَن واوه لام لا نون بدليل البُنُوَّة ، أَو أَبْنٍ بفتح الهمزة على ميل الفراء أَنه مثل أَجْرٍ ، وأَصله أَبْنِوٌ ، قال : وقوله فصغره فقال أُبَيْنٌ إنما يجيء تصغيره عند سيبويه أُبَيْنٍ مثل أُعَيْمٍ .
      وقال ابن عباس :، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أُبَيْنى لا ترموا جَمْرة العَقَبة حتى تَطْلُعَ الشمس .
      قال ابن الأَثير : الهمزة زائدة وقد اختلف في صيغتها ومعناها ، فقيل إنه تصغير أَبْنى كأَعْمَى وأُعَيْمٍ ، وهو اسم مفرد يدل على الجمع ، وقيل : إن ابْناً يجمع على أَبْنَا مقصوراً وممدوداً ، وقيل : هو تصغير ابن ، وفيه نظر .
      وقال أَبو عبيد : هو تصغير بَنِيَّ جمع ابْنٍ مضافاً إلى النفس ، قال : وهذا يوجب أَن يكون صيغة اللفظة في الحديث أُبَيْنِيَّ بوزن سُرَيْجيّ ، وهذه التقديرات على اختلاف الروايات (* قوله « وابن النخلة الدنيء » وقوله فيما بعد « وابن الحرام السلا » كذا بالأصل ).
      وابن البَحْنَة السَّوْط ، والبَحْنة النخلة الطويلة ، وابنُ الأَسد الشَّيْعُ والحَفْصُ ، وابنُ القِرْد الحَوْدَلُ والرُّبَّاحُ ، وابن البَراء أَوَّلُ يوم من الشهر ، وابنُ المازِنِ النَّمْل ، وابن الغراب البُجُّ ، وابن الفَوالي الجانُّ ، يعني الحيةَ ، وابن القاوِيَّةِ فَرْخُ الحمام ، وابنُ الفاسِياء القَرَنْبَى ، وابن الحرام السلا ، وابن الكَرْمِ القِطْفُ ، وابن المَسَرَّة غُصْنُ الريحان ، وابن جَلا السَّيِّدُ ، وابن دأْيةَ الغُراب ، وابن أَوْبَرَ الكَمْأةُ ، وابن قِتْرةَ الحَيَّة ، وابن ذُكاءَ الصُّبْح ، وابن فَرْتَنَى وابن تُرْنَى ابنُ البَغِيَّةِ ، وابن أَحْذارٍ الرجلُ الحَذِرُ ، وابن أَقْوالٍ الرجُل الكثير الكلام ، وابن الفَلاةِ الحِرباءُ ، وابن الطَّودِ الحَجَر ، وابنُ جَمِير الليلةُ التي لا يُرى فيها الهِلالُ ، وابنُ آوَى سَبُغٌ ، وابن مخاضٍ وابن لَبُونٍ من أَولادِ الإبل .
      ويقال للسِّقاء : ابنُ الأَدِيم ، فإذا كان أَكبر فهو ابن أَدِيمَين وابنُ ثلاثةِ آدِمَةٍ .
      وروي عن أَبي الهَيْثَم أنه ، قال : يقال هذا ابْنُكَ ، ويزاد فيه الميم فيقال هذا ابْنُمك ، فإذا زيدت الميم فيه أُعرب من مكانين فقيل هذا ابْنُمُكَ ، فضمت النون والميم ، وأُعرب بضم النون وضم الميم ، ومررت بابْنِمِك ورأَيت ابنْمَك ، تتبع النون الميم في الإعراب ، والأَلف مكسورة على كل حال ، ومنهم من يعربه من مكان واحد فيعرب الميم لأَنها صارت آخر الاسم ، ويدع النون مفتوحة على كل حال فيقول هذا ابْنَمُكَ ، ومررت بابْنَمِك ، ورأَيت ابْنَمَكَ ، وهذا ابْنَمُ زيدٍ ، ومررت بابْنَمِ زيدٍ ، ورأَيت ابْنَمَ زيدٍ ؛ وأَنشد لحسان : وَلَدْنا بَني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحَرِّقٍ ، فأَكْرِم بنا خالاً ، وأَكْرِم بنا ابْنَما وزيادة الميم فيه كما زادوها في شَدْقَمٍ وزُرْقُمٍ وشَجْعَمٍ لنوع من الحيات ؛ وأَما قول الشاعر : ولم يَحْمِ أَنْفاً عند عِرْسٍ ولا ابْنِمِ فإنه يريد الابن ، والميم زائدة .
      ويقال فيما يعرف ببنات : بناتُ الدَّمِ بنات أَحْمَرَ ، وبناتُ المُسْنَدِ صُروفُ الدَّهْر ، وبناتُ معًى البَعَرُ ، وبناتُ اللَّبَن ما صَغرَ منها ، وبناتُ النَّقا هي الحُلْكة تُشبَّهُ بِهنَّ بَنانُ العَذارَى ؛ قال ذو الرمة : بناتُ النَّقا تَخْفَى مِراراً وتَظْهَرُ وبنات مَخْرٍ وبناتُ بَخْرٍ سحائبُ يأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصباتٍ ، وبناتُ غَيرٍ الكَذِبُ ، وبناتُ بِئْسَ الدواهي ، وكذلك بناتُ طَبَقٍ وبناتُ بَرْحٍ وبناتُ أَوْدَكَ وابْنةُ الجَبَل الصَّدَى ، وبناتُ أَعْنَقَ النساءُ ، ويقال : خيل نسبت إلى فَحل يقال له أَعنَقُ ، وبناتُ صَهَّالٍ الخَيلُ ، وبنات شَحَّاجٍ البِغالُ ، وبناتُ الأَخْدَرِيّ الأُتُنُ ، وبناتُ نَعْش من الكواكب الشَّمالِيَّة ، وبناتُ الأَرض الأَنهارُ الصِّغارُ ، وبناتُ المُنى اللَّيْلُ ، وبناتُ الصَّدْر الهُموم ، وبناتُ المِثالِ النِّساء ، والمِثالُ الفِراش ، وبناتُ طارِقٍ بناتُ المُلوك ، وبنات الدَّوِّ حمير الوَحْشِ ، وهي بناتُ صَعْدَة أَيضاً ، وبناتُ عُرْجُونٍ الشَّماريخُ ، وبناتُ عُرْهُونٍ الفُطُرُ ، وبنتُ الأَرضِ وابنُ الأَرضِ ضَرْبٌ من البَقْلِ ، والبناتُ التَّماثيلُ التي تلعب بها الجَواري .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كنت أَلعب مع الجواري بالبَناتِ أَي التماثيل التي تَلْعَبُ بها الصبايا .
      وذُكِرَ لرؤبة رجلٌ فقال : كان إحدَى بَناتِ مَساجد الله ، كأَنه جعله حَصاةً من حَصَى المسجد .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، أَنه سأَل رجلاً قَدِمَ من الثَّغْر فقال : هل شَرِبَ الجيشُ في البُنَيَّاتِ الصِّغار ؟

      ‏ قال : لا ، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتَداولوه حتى يشربوه كلُّهم ؛ البُنَيَّاتُ ههنا : الأَقْداح الصِّغار ، وبناتُ الليلِ الهُمومُ ؛ أَنشد ثعلب : تَظَلُّ بَناتُ الليلِ حَوْليَ عُكَّفاً عُكُوفَ البَواكي ، بينَهُنَّ قَتِيلُ وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهُذَليّ : فسَبَتْ بَناتِ القَلْبِ ، فهي رَهائِنٌ بِخِبائِها كالطَّيْر في الأَقْفاصِ إنما عنى ببناته طوائفه ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : يا سَعْدُ يا ابنَ عمَلي يا سَعْدُ أَراد : من يَعْملُ عَمَلي أَو مِثْلَ عمَلي ، قال : والعرب تقول الرِّفْقُ بُنَيُّ الحِلْمِ أَي مثله .
      والبَنْيُ : نَقيضُ الهَدْم ، بَنى البَنَّاءُ البِناءَ بَنْياً وبِنَاءً وبِنًى ، مقصور ، وبُنياناً وبِنْيَةً وبِنايةً وابتَناه وبَنَّاه ؛ قال : وأَصْغَر من قَعْبِ الوَليدِ ، تَرَى به بُيوتاً مُبَنَّاةً وأَودِيةً خُضْرا يعني العين ، وقول الأَعْوَرِ الشَّنِّيِّ في صفة بعير أَكراه : لما رَأَيْتُ مَحْمِلَيْهِ أَنَّا مُخَدَّرَيْنِ ، كِدْتُ أَن أُجَنَّا قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ المُبَنَّى شبه البعير بالعَلَمِ لعِظَمِه وضِخَمِه ؛ وعَنى بالعَلَمِ القَصْرَ ، يعني أَنه شبهه بالقصر المَبْنيّ المُشيَّدِ كما ، قال الراجز : كَرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ والبِناءُ : المَبْنيُّ ، والجمع أَبْنِيةٌ ، وأَبْنِياتٌ جمعُ الجمع ، واستعمل أَبو حنيفة البِنَاءَ في السُّفُنِ فقال يصف لوحاً يجعله أَصحاب المراكب في بناء السُّفُن : وإنه أَصلُ البِناء فيما لا ينمي كالحجر والطين ونحوه .
      والبَنَّاءُ : مُدَبِّرُ البُنْيان وصانعه ، فأَما قولهم في المثل : أَبناؤُها أَجْناؤُها ، فزعم أَبو عبيد أَن أَبْناءً جمع بانٍ كشاهدٍ وأَشهاد ، وكذلك أَجْناؤُها جمع جانٍ .
      والبِنْيَةُ والبُنْيَةُ : ما بَنَيْتَهُ ، وهو البِنَى والبُنَى ؛ وأَنشد الفارسي عن أَبي الحسن : أُولئك قومٌ ، إن بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنى ، وإن عاهَدُوا أَوْفَوْا ، وإن عَقَدُوا شَدُّوا ويروى : أَحْسَنُوا البِنَى ؛ قال أَبو إسحق : إنما أَراد بالبِنى جمع بِنْيَةٍ ، وإن أَراد البِناءَ الذي هو ممدود جاز قصره في الشعر ، وقد تكون البِنايةُ في الشَّرَف ، والفعل كالفعل ؛ قال يَزيدُ بن الحَكَم : والناسُ مُبْتَنيانِ : مَحْـ مودُ البِنايَةِ ، أَو ذَمِيمُ وقال لبيد : فبَنى لنا بَيْتاً رفيعاً سَمْكُه ، فَسَما إليه كَهْلُها وغُلامُها ابن الأَعرابي : البِنى الأَبْنِيةُ من المَدَر أَو الصوف ، وكذلك البِنى من الكَرَم ؛ وأَنشد بيت الحطيئة : أُولئك قوم إن بنوا أَحسنوا البِنى وقال غيره : يقال بِنْيَةٌ ، وهي مثل رِشْوَةٍ ورِشاً كأَنَّ البِنْيةَ الهيئة التي بُنِيَ عليها مثل المِشْيَة والرِّكْبةِ .
      وبَنى فلانٌ بيتاً بناءً وبَنَّى ، مقصوراً ، شدّد للكثرة .
      وابْتَنى داراً وبَنى بمعنىً .
      والبُنْيانُ : الحائطُ .
      الجوهري : والبُنَى ، بالضم مقصور ، مثل البِنَى .
      يقال : بُنْيَةٌ وبُنًى وبِنْيَةٌ وبِنًى ، بكسر الباء مقصور ، مثل جِزْيةٍ وجِزًى ، وفلان صحيح البِنْيةِ أَي الفِطْرة .
      وأَبنَيْتُ الرجلَ : أَعطيتُه بِناءً أَو ما يَبْتَني به داره ؛ وقولُ البَوْلانيِّ : يَسْتَوقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ ، ويَصْطادُ نُفوساً بُنَتْ على الكرَمِ أَي بُنِيَتْ ، يعني إذا أَخطأَ يُورِي النارَ .
      التهذيب : أَبنَيْتُ فلاناً بَيْتاً إذا أَعطيته بيتاً يَبْنِيه أَو جعلته يَبْني بيتاً ؛ ومنه قول الشاعر : لو وصَلَ الغيثُ أَبنَيْنَ امْرَأً ، كانت له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجاد ؟

      ‏ قال ابن السكيت : قوله لو وصل الغيث أَي لو اتصل الغيث لأَبنَيْنَ امرأً سَحْقَ بجادٍ بعد أَن كانت له قبة ، يقول : يُغِرْنَ عليه فيُخَرِّبْنَه فيتخذ بناء من سَحْقِ بِجادٍ بعد أَن كانت له قبة .
      وقال غيره يصف الخيل فيقول : لو سَمَّنَها الغيثُ بما ينبت لها لأَغَرْتُ بها على ذوي القِبابِ فأَخذت قِبابَهم حتى تكون البُجُدُ لهم أَبْنيةً بعدها .
      والبِناءُ : يكون من الخِباء ، والجمع أَبْنيةٌ .
      والبِناءُ : لزوم آخر الكلمة ضرباً واحداً من السكون أَو الحركة لا لشيء أَحدث ذلك من العوامل ، وكأَنهم إنما سموه بناء لأَنه لما لزم ضرباً واحداً فلم يتغير تغير الإعراب ، سمي بناء من حيث كان البناء لازماً موضعاً لا يزول من مكان إلى غيره ، وليس كذلك سائر الآلات المنقولة المبتذلة كالخَيْمة والمِظَلَّة والفُسْطاطِ والسُّرادِقِ ونحو ذلك ، وعلى أَنه مذ أَوقِع على هذا الضرب من المستعملات المُزالة من مكان إلى مكان لفظُ البناء تشبيهاً بذلك من حيث كان مسكوناً وحاجزاً ومظلاًّ بالبناء من الآجر والطين والجص .
      والعرب تقول في المَثَل : إنَّ المِعْزى تُبْهي ولا تُبْنى أَي لا تُعْطِي من الثَّلَّة ما يُبْنى منها بَيْتٌ ، المعنى أَنها لا ثَلَّة لها حتى تُتَّخذ منها الأَبنيةُ أَي لا تجعل منها الأَبنية لأَن أَبينة العرب طِرافٌ وأَخْبيَةٌ ، فالطِّرافُ من أَدَم ، والخِباءُ من صوف أَو أَدَمٍ ولا يكون من شَعَر ، وقيل : المعنى أَنها تَخْرِق البيوت بوَثْبِها عليها ولا تُعينُ على الأَبنيةِ ، ومِعزَى الأَعراب جُرْدٌ لا يطُول شعرها فيُغْزَلَ ، وأَما مِعْزَى بلاد الصَّرْدِ وأَهل الريف فإنها تكون وافية الشُّعور والأَكْرادُ يُسَوُّون بيوتَهم من شعرها .
      وفي حديث الاعتكاف : فأَمَر ببنائه فقُوِّضَ ؛ البناءُ واحد الأَبنية ، وهي البيوت التي تسكنها العرب في الصحراء ، فمنها الطِّراف والخِباء والبناءُ والقُبَّة المِضْرَبُ .
      وفي حديث سليمان ، عليه السلام : من هَدَمَ بِناءَ ربِّه تبارك وتعالى فهو ملعون ، يعني من قتل نفساً بغير حق لأَن الجسم بُنْيانٌ خلقه الله وركَّبه .
      والبَنِيَّةُ ، على فَعِيلة : الكعْبة لشرفها إذ هي أَشرف مبْنِيٍّ .
      يقال : لا وربِّ هذه البَنِيَّة ما كان كذا وكذا .
      وفي حديث البراء بن مَعْرورٍ : رأَيتُ أَن لا أَجْعَلَ هذه البَنِيَّة مني بظَهْرٍ ؛ يريد الكعبة ، وكانت تُدْعَى بَنيَّةَ إبراهيم ، عليه السلام ، لأَنه بناها ، وقد كثر قَسَمُهم برب هذه البَنِيَّة .
      وبَنَى الرجلَ : اصْطَنَعَه ؛ قال بعض المُوَلَّدين : يَبْني الرجالَ ، وغيرهُ يَبْني القُرَى ، شَتَّانَ بين قُرًى وبينَ رِجالِ وكذلك ابْتناه .
      وبَنَى الطعامُ لَحْمَه يَبنِيه بِناءً : أَنْبَتَه وعَظُمَ من الأَكل ؛ وأَنشد : بَنَى السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ ، كما بَنَى بُخْتَ العِراقِ القَتّ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وأَنشد ثعلب : مُظاهِرة شَحْماً عَتِيقاً وعُوطَطاً ، فقد بَنَيا لحماً لها مُتبانِيا ورواه سيبويه : أَنْبَتا .
      وروى شَمِر : أَن مُخَنثاً ، قال لعبد الله بن أَبي أَميَّةَ : إن فتح الله عليكم الطائفَ فلا تُفْلِتَنَّ منك باديةُ بنتُ غَيْلانَ ، فإنها إذا جلستْ تَبَنَّتْ ، وإذا تكلمت تَغَنَّتْ ، وإذا اضطجعت تَمنَّتْ ، وبَيْنَ رجلَيها مثلُ الإناء المُكْفَإ ، يعني ضِخَم رَكَبِها ونُهُودَه كأَنه إناء مكبوب ، فإذا قعدت فرّجت رجليها لضِخَم رَكَبها ؛ قال أَبو منصور : ويحتمل أَن يكون قول المخنث إذا قعدت تَبَنَّتْ أَي صارت كالمَبْناةِ من سمنها وعظمها ، من قولهم : بَنَى لَحْمَ فلان طعامُه إذا سمَّنه وعَظَّمه ؛ قال ابن الأَثير : كأَنه شبهها بالقُبَّة من الأدَم ، وهي المَبْناة ، لسمنها وكثرة لحمها ، وقيل : شبهها بأَنها إذا ضُرِبَتْ وطُنِّبَت انْفَرَجَتْ ، وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها .
      وتَبَنَّى السَّنامُ : سَمِنَ ؛ قال يزيد بن الأَعْوَر الشَّنِّيُّ : مُسْتَجمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى وقول الأَخفش في كتاب القوافي : أَما غُلامي إذا أَردتَ الإضافة مع غلامٍ في غير الإضافة فليس بإيطاء ، لأَن هذه الياء أَلزمت الميم الكسرة وصيرته إلى أَن يُبْنَى عليه ، وقولُك لرجل ليس هذا الكسر الذي فيه ببناء ؛ قال ابن جني ؛ المعتبر الآن في باب غلامي مع غلام هو ثلاثة أَشياء : وهو أَن غلام نكرة وغلامي معرفة ، وأَيضاً فإن في لفظ غلامي ياء ثابتة وليس غلام بلا ياء كذلك ، والثالث أَن كسرة غلامي بناء عنده كما ذكر وكسرة ميم مررت بغلام إعراب لا بناء ، وإذا جاز رجل مع رجل وأَحدهما معرفة والآخر نكرة ليس بينهما أَكثر من هذا ، فما اجتمع فيه ثلاثة أَشياء من الخلاف أَجْدَرُ بالجواز ، قال : وعلى أَن أَبا الحسن الأَخفش قد يمكن أَن يكون أَراد بقوله إن حركة ميم غلامي بناء أَنه قد اقْتُصِر بالميم على الكسرة ، ومنعت اختلافَ الحركات التي تكون مع غير الياء نحو غلامه وغلامك ، ولا يريد البناء الذي يُعاقب الإعرابَ نحو حيث وأَين وأمس .
      والمِبْناة والمَبْناةُ : كهيئة السِّتْرِ والنِّطْعِ .
      والمَبْناة والمِبْناة أَيضاً : العَيْبةُ .
      وقال شريح بن هانئ : سأَلت عائشة ، رضي الله عنها ، عن صلاة سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقالت : لم يكن من الصلاةِ شيءٌ أَحْرَى أَن يؤخرها من صلاة العشاء ، قالت : وما رأَيته مُتَّقِياً الأَرض بشيء قَطُّ إلا أَني أَذكرُ يومَ مطَرٍ فإنَّا بَسَطْنا له بناءً ؛
      ، قال شمر : قوله بناءً أَي نِطَعاً ، وهو مُتَّصل بالحديث ؛ قال ابن الأَثير : هكذا جاء تفسيره في الحديث ، ويقال له المَبْناةُ والمِبْناة أَيضاً .
      وقال أَبو عَدْنان : يقال للبيتِ هذا بِناءُ آخرته ؛ عن الهوازني ، قال : المَبْناةُ من أَدَم كهيئة القبة تجعلها المرأَة في كِسْر بيتها فتسكن فيها ، وعسى أَن يكون لها غنم فتقتصر بها دون الغنم لنفسها وثيابها ، ولها إزار في وسط البيت من داخل يُكِنُّها من الحرِّ ومن واكِفِ المطر فلا تُبَلَّلُ هي وثيابُها ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنابغة : على ظَهْرِ مَبْناةٍ جديدٍ سُيُورُها ، يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطيمة بائع ؟

      ‏ قال : المَبْناة قبة من أَدَم .
      وقال الأَصمعي : المَبْناة حصير أَو نطع يبسطه التاجر على بيعه ، وكانوا يجعلون الحُصُرَ على الأَنْطاع يطوفون بها ، وإنما سميت مَبناة لأَنها تتخذ من أَدم يُوصَلُ بعضُها ببعض ؛ وقال جرير : رَجَعَتْ وُفُودُهُمُ بتَيْمٍ بعدَما خَرَزُوا المَبانيَ في بَني زَدْهامِ وأَبْنَيْتُه بَيْتاً أَي أَعطيته ما يَبْني بَيْتاً .
      والبانِيَةُ من القُسِيّ : التي لَصِقَ وتَرُها بكَبدها حتى كاد ينقطع وترها في بطنها من لصوقه بها ، وهو عيب ، وهي الباناةُ ، طائِيَّةٌ .
      غيره : وقوسٌ بانِيَةٌ بَنَتْ على وترها إذا لَصِقَتْ به حتى يكاد ينقطع .
      وقوسٌ باناةٌ : فَجَّاءُ ، وهي التي يَنْتَحِي عنها الوتر .
      ورجل باناةٌ : مُنحنٍ على وتره عند الرَّمْي ؛ قال امرؤ القيس : عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ ، غَيْرَ باناةٍ على وَتَرِهْ وأَما البائِنَةُ فهي التي بانَتْ عن وتَرها ، وكلاهما عيب .
      والبَواني : أَضْلاعُ الزَّوْرِ .
      والبَواني : قوائمُ الناقة .
      وأَلْقَى بوانِيَه : أَقام بالمكان واطمأَنّ وثبت كأَلْقى عصاه وأَلْقى أَرْواقَه ، والأَرواق جمع رَوْقِ البيت ، وهو رِواقُه .
      والبَواني : عِظامُ الصَّدْر ؛ قال العجاج بن رؤبة : فإنْ يكنْ أَمْسَى شَبابي قد حَسَرْ ، وفَتَرَتْ مِنِّي البَواني وفَتَر وفي حديث خالد : فلما أَلقى الشامُ بَوانِيَهُ عَزَلَني واستَعْمَلَ غيري ، أَي خَيرَه وما فيه من السَّعةِ والنَّعْمةِ .
      قال ابن الأَثير : والبَواني في الأَصل أَضلاعُ الصَّدْر ، وقيل : الأَكتافُ والقوائمُ ، الواحدة بانِيةٌ .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام : أَلْقَت السماءُ بَرْكَ بَوانيها ؛ يريد ما فيها من المطر ، وقيل في قوله أَلقى الشامُ بَوانِيَه ، قال : فإن ابن حبلة (* قوله « ابن حبلة » هو هكذا في الأصل ).
      رواه هكذا عن أَبي عبيد ، بالنون قبل الياء ، ولو قيل بَوائنه ، الياء قبل النون ، كان جائزاً .
      والبَوائِنُ جمع البُوانِ ، وهو اسم كل عمود في البيت ما خَلا وَسَط البيت الذي له ثلاث طَرائق .
      وبَنَيتُ عن حالِ الرّكِيَّة : نَحَّيْتُ الرِّشاء عنه لئلا يقع الترابُ على الحافر .
      والباني : العَرُوس الذي يَبْني على أَهله ؛ قال الشاعر : يَلُوحُ كأَنه مِصْباحُ باني وبَنَى فلانٌ على أَهله بِناءً ، ولا يقال بأَهله ، هذا قول أَهل اللغة ، وحكى ابن جني : بَنى فلان بأَهله وابْتَنَى بها ، عَدَّاهما جميعاً بالباء .
      وقد زَفَّها وازْدَفَّها ، قال : والعامة تقول بَنَى بأَهله ، وهو خطأٌ ، وليس من كلام العرب ، وكأَنَّ الأَصلَ فيه أَن الداخل بأَهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله ليدخل بها فيها فيقال : بَنَى الرجلُ على أَهله ، فقيل لكل داخل بأَهله بانٍ ، وقد ورد بَنَى بأَهله في شعر جِرَانِ العَوْدِ ، قال : بَنَيْتُ بها قَبْلَ المِحَاقِ بليلةٍ ، فكانَ مِحَاقاً كُلُّه ذلك الشَّهْر ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : وقد جاءَ بَنى بأَهله في غير موضع من الحديث وغير الحديث .
      وقال الجوهري : لا يقال بني بأَهله ؛ وعادَ فاستعمله في كتابه .
      وفي حديث أَنس : كان أَوَّلُ ما أُنْزِلَ من الحجاب في مُبْتَنى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بزينب ؛ الابْتِناءُ والبِناء : الدخولُ بالزَّوْجةِ ، والمُبْتَنَى ههنا يُراد به الابْتِناءُ فأَقامه مُقَام المصدر .
      وفي حديث عليّ ، عليه السلام ، قال : يا نبيّ الله مَتَى تُبْنِيني أَي تُدْخِلُني على زوجتي ؛ قال ابن الأَثير : حقيقته متى تجعلني أَبْتَني بزوجتي .
      قال الشيخ أَبو محمد بن بري : وجاريةٌ بَناةُ اللَّحْمِ أَي مَبْنِيَّةُ اللحم ؛ قال الشاعر : سَبَتْه مُعْصِرٌ ، من حَضْرَمَوْتٍ ، بَنَاةُ اللحمِ جَمَّاءُ العِظامِ ورأَيت حاشية هنا ، قال : بَناةُ اللحم في هذا البيت بمعنى طَيِّبةُ الريح أَي طيبة رائحة اللحم ؛ قال : وهذا من أَوهام الشيخ ابن بري ، رحمه الله .
      وقوله في الحديث : من بَنَى في دِيارِ العَجَمِ يَعْمَلُ نَيْرُوزَهُمْ ومَهْرَجانَهم حُشِرَ معهم ؛ قال أَبو موسى : هكذا رواه بعضهم ، والصواب تَنَأ أَي أَقام ، وسيأْتي ذكره .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى وبنشا في قاموس معاجم اللغة



تاج العروس

بَنَشَ في الأَمْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وقال أبو تُرَابٍ بَنَشَ في الأَمْرِ وكَذا بَنَّشَ تَبْنِيشاً - وهذِه أَكْثَرُ - اسْتَرْخَى فيه وكَذلكَ فَنَّشَ فيه وأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيّ : إن كُنْتَ غَيْر صَائدِي فبَنِّشِ . ويُرْوَى : فبَنِّسِ أَي اقْعُدْ وهكذا حَكَاه كُرَاع بالأَمْرِ قال والسِّينُ لُغَةٌ فيه وقد تَقَدَّم ما فِيه من الكَلاَمِ هنُاَك . وعَبْدُ المُنْعِم البُنَّشِيُّ كسُكَّرِىّ : شامِيُّ مُتَأخِّرٌ حَدَّثَ عنه الحَافِظُ الذَّهَبِيّ رَحِمَهما اللهُ تَعَالَى

لسان العرب
بَنِّشْ أَي اقْعُدْ عن كراع كذلك حكاه بالأَمْر والسين لغة وهو مذكور في موضعه وأَنشد اللحياني إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش قال ويروى فبَنِّس أَي اقعد


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: