واتر - مواترة ووتارا 1 - واتر بين الأشياء : تابعها بعد فترة تقع بينها . 2 - واتر الرسائل : أرسل بعضها في أثر بعضها الآخر . 3 - واتر الصوم : صام يوما وأفطر يوما أو يومين .
المعجم: الرائد
وتر
وتر - ج ، أوتار ووتار 1 - وتر : شبه عرق أو خيط غليظ يشد بين طرفي القوس . 2 - وتر : شبه عرق أو خيط غليظ يشد على بعض آلات الموسيقى كالعود أو الكمان ، ويضرب عليه بريشة أو نحوها فينبعث منه النغم .
المعجم: الرائد
وتح
" طعام وَتْحٌ : لا خير فيه كَوَحْتٍ . والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتِيحُ : القليل من كل شيء . وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ أَي قليل تافِهٌ . وقد وَتُحَ ، بالضم ، يَوْتُحُ وَتاحةً . ويقال : أَعْطَى عطاءً وَتْحاً ؛ ووَتُحَ عطاؤُه ، وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً ووُتُوحة ووَتْحَةً . وأَوْتَحَ الرجلُ : قلَّ مالُه . وتَوَتَّحَ الشرابَ : شربه قليلاً قليلاً . وما أَغْنى عني وَتَحَةً ، بفتح التاء ، كقولك ما أَغنى عني عَبَكَةً ، وقيل : معناه ما أَغنى عني شيئاً . وأَوتَحَ الرجلَ : جَهَدَه وبَلَغ منه ؛
قال : معها كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا دَرادِقاً ، وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا ، قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا هذه رواية ثعلب ، ورواه ابن الأَعرابي : أَوْتَخا ، وفسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا ؛ واحتمل ابن الأَعرابي الخاء مع الحاء لاقترابهما في المخرج ، وقال الأَزهري في تفسير هذا الشعر أَي يأْكلون أَكل الكبار وهم صغار . قال : وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ منهم . وأَوتَحْتَ مني : بَلَغْتَ مني وكأَنه أَبدل الحاء من الخاء . وشيء وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَي نَزْرٌ قليل . ووَتِحٌ ووَعِرٌ ، وهي الوُتُوحةُ والوُعُورةُ ، ورجل وَتِحٌ : بكسر التاء ، أَي خسيس . وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها ، وكذلك التَّوْتِيحُ . وأَوْتَحَ له الشيءَ إِذا قلله . وتَوَتَّحْتُ من الشراب : شربت شيئاً قليلاً . "
المعجم: لسان العرب
وتر
" الوِتْرُ والوَتْرُ : الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ . وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ . قال اللحياني : أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ الوَتْرَ ، وأَهل نجد يكسرون الواو ، وهي صلاة الوِتْرِ ، والوَتْرِ لأَهل الحجاز ، ويقرؤُون : والشَّفْعِ والوتْر ، والكسر لتميم ، وأَهل نجد يقرؤُون : والشفع والوَتْرِ ، وأَوْتَرَ : صَلَّى الوتر . وقال اللحياني : أَوتر في الصلاة فعدّاه بفي . وقرأَ حمزة والكسائي : والوتِر ، بالكسر . وقرأَ عاصم ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر : والوَتر ، بالفتح ، وهما لغتان معروفتان . وروي عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أَنه ، قال : الوتر آدم ، عليه السلام ، والشَّفْع شُفِعَ بزوجته ، وقيل : الشع يوم النحر والوتر يوم عرفة ، وقيل : الأَعداد كلها شفع ووتر ، كثرت أَو قلت ، وقيل : الوتر الله الواحد والشفع جميع الخلق خلقوا أَزواجاً ، وهو قول عطاء ؛ كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم . ابن سيده : وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل شفعهم وتراً . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً ، معناه استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو سبعة ، ولا تستنج بالشفع ، وكذلك يُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّى ؛ وأَوْتَر صلاته . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : إِن الله وِتْرٌ يحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يا أَهل القرآن . وقد ، قال : الوتر ركعة واحدة . والوتر : الفرد ، تكسر واوه وتفتح ، وقوله : أَوتروا ، أَمر بصلاة الوتر ، وهو أَن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة ويضيفها إِلى ما قبلها من الركعات . والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ : الظلم في الذَّحْل ، وقيل : عو الذَّحْلُ عامةً . قال اللحياني : أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ ، وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ ، وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً . وكلُّ من أَدركته بمكروه ، فقد وَتَرْتَه . والمَوْتُورُ : الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ؛ تقول منه : وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً . وفي حديث محمد بن مسلمة : أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر ، والموتور المفعول . ابن السكيت :، قال يونس أَهل العالية يقولون : الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ ، قال : وتميم تقول وِتر ، بالكسر ، في العدد والذحل سواد . الجوهري : الوتر ، بالكسر ، الفرد ، والوتر ، بالفتح : الذَّحْلُ ، هذه لغة أَهل العالية ، فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم ، وأَما تميم فبالكسر فيهما . وفي حديث عبد الرحمن في الشورى : لا تَغْمِدُوا السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم . قال الأَزهري : هو من الوَتْرِ ؛ يقال : وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك ، قال : والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر ؛ المعنى لا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم . ووَتَرْتُ الرجلَ : أَفزعتُه ؛ عن الفراء . ووَترَهُ حَقَّه وماله : نَقَصَه إِياه . وفي التنزيل العزيز : ولن يَتِرَكُمْ أَعمالكم . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله وماله ؛ أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً ؛ يقال : وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً ، وقيل : هو من الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي ، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وماله ؛ ويروى بنصب الأَهل ورفعه ، فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً لوُتِرَ وأَضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً إِلى الذي فاتته الصلاة ، ومن رفع لم يضمر وأَقام الأَهل مقام ما لم يسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون ، فمن ردَّ النقص إِلى الرجل نصبهما ، ومن ردّه إِلى الأَهل والمال رفعهما وذهب إِلى قوله : ولم يَتِرَكُمْ أَعمالَكم ، يقول : لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شيئاً . وقال الجوهري : أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم ، كما تقول : دخلت البيت ، وأَنت تريد في البيت ، وتقول : قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه ، وأَحد القولين قريب من الآخر . وفي الحديث : اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك . وفي الحديث : من جلس مجلساً لم يَذْكُرِ الله فيه كان عليه تِرَةً أَي نقصاً ، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً ، ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان وخبرها ، وقيل : أَراد بالتِّرَةِ ههنا التَّبِعَةَ . الفراء : يقال وَتَرْتُ الرجل إِذا قتلت له قتيلاً وأَخذت له مالاً ، ويقال : وَتَرَه في الذَّحْلِ يَتِرُه وَتْراً ، والفعل من الوِتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ ، ومن الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ ، بالأَلف . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : قَلِّدوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ ؛ هي جمع وِتر ، بالكسر ، وهي الجناية ؛ قال ابن شميل : معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتارَ والذُّحُولَ التي وُتِرْتُمْ عليها في الجاهلية . قال : ومنه حديث عَلِيٍّ يصف أَبا بكر : فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا . وفي الحديث : إِنها لَخَيْلٌ لو كانوا يضربونها على الأَوْتارِ . قال أَبو عبيد في تفسير وقوله : ولا تُقلدوها الأَوتار ، قال : غير هذا الوجه أَشبه عندي بالصواب ، قال : سمعت محمد بن الحسن يقول : معنى الأَوتار ههنا أَوتار القِسِيِّ ، وكانوا يقلدونها أَوتار القِسِيِّ فتختنق ، فقال : لا تقلدوها . وروي : عن جابر : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخيل . قال أَبو عبيد : وبلغني أَن مالك بن أَنس ، قال : كانوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ لئلا تصيبها العين فأَمرهم بقطعها يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من أَمر الله شيئاً ؛ قال : وهذا شبيه بما كره من التمائم ؛ ومنه الحديث : من عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً ، كانوا يزعمون أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ ويدفع عنهم المكاره ، فنهوا عن ذلك . والتَّواتُرُ : التتابُعُ ، وقيل : هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ . وقال اللحياني : تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً ؛ وقال حميد بن ثور : قَرِينَةُ سَبْعٍ ، وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً ، ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة . وقال مرة : المُتَواتِرُ الشيء يكون هُنَيْهَةً ثم يجيء الآخر ، فإِذا تتابعت فليست مُتَواتِرَةً ، وإِنما هي مُتَدارِكة ومتتابعة على ما تقدّم . ابن الأَعرابي : تَرى يَتْري إِذا تَراخى في العمل فعمل شيئاً بعد شيء . الأَصمعي : واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وبين الخبرين هُنَيْهَةٌ . وقال غيره : المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ ، وأَصل هذا كله من الوَتِرْ ، وهو الفَرْدُ ، وهو أَني جعلت كل واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً . والمُتَواتِرُ : كل قافية فيها حرف متحرّك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَلْ ؛ وإِياه عنى أَبو الأَسود بقوله : وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ، كَسَرْدِ الصَّنَاعِ ، ليس فيها تواتُرُ أَي ليس فيها توقف ولا فتور . وأَوْتَرَ بين أَخباره وكُتُبه وواتَرَها مُواتَرَةً ووِتاراً : تابَعَ وبين كل كتابين فَتْرَةٌ قليلة . والخَبَرُ المُتَواتِرُ : أَن يحدِّثه واحد عن واحد ، وكذلك خبر الواحد مثل المُتواتِرِ . والمُواتَرَةُ : المتابعة ، ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأَشياء إِلا إِذا وقعت بينها فترة ، وإِلا فهي مُدارَكَة ومُواصَلة . ومُواتَرَةُ الصوم : أَن يصوم يوماً ويفطر يوماً أَو يومين ، ويأْتي به وِتْراً ؛ قال : ولا يراد به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ ، وكذلك واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَي جاءت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع . وناقة مُواتِرَةٌ : تضع إِحدى ركبتيها أَوّلاً في البُرُوكِ ثم تضع الأُخرى ولا تضعهما معاً فتشق على الراكب . الأَصمعي : المُواتِرَةُ من النوق هي التي لا ترفع يداً حتى تستمكن من الأُخرى ، وإِذا بركت وضعت إِحدى يديها ، فإِذا اطمأَنت وضعت الأُخرى فإِذا اطمأَنت وضعتهما جميعاً ثم تضع وركيها قليلاً قليلاً ؛ والتي لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق على راكبها عند البروك . وفي كتاب هشام إِلى عامله : أَن أَصِبْ لي ناقة مُواتِرَةً ؛ هي التي تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك ولا تَزُجُّ نفسها زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها ، وكان بهشام فَتْقٌ . وفي حديث الدعاء : أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة . وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين ، التاء مبدلة من الواو ؛ قال ابن سيده : وليس هذا البدل قياساً إِنما هو في أَشياء معلومة ، أَلا ترى أَنك لا تقول في وَزِير يَزِيرٌ ؟ إِنما تَقِيسُ على إِبدال التاء من الواو في افْتَعَل وما تصرف منها ، إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء وتدغم في تاء افتعل التي بعدها ، وذلك نحو اتَّزَنَ ؛ وقوه تعالى : ثم أَرسلنا رسلنا تَتْرى ؛ من تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بين كل رسولين فَتْرَةً ، ومن العرب من ينوّنها فيجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة أَرْطى ومِعْزى ، ومنهم من لا يصرف ، يجعل أَلفها للتأْنيث بمنزلة أَلف سَكْرى وغَضْبى ؛ الأَزهري : قرأَ أَبو عمرو وابن كثير : تَتْرًى منوّنة ووقفا بالأَلف ، وقرأَ سائر القراء : تَتْرى غير منوّنة ؛ قال الفراء : وأَكثر العرب على ترك تنوين تترى لأَنها بمنزلة تَقْوى ، ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلها أَلفاً كأَلف الإِعراب ؛ قال أَبو العباس : من قرأَ تَتْرى فهو مثل شَكَوْتُ شَكْوى ، غير منوّنة لأَن فِعْلى وفَعْلى لا ينوّن ، ونحو ذلك ، قال الزجاج ؛، قال : ومن قرأَها بالتنوين فمعناه وَتْراً ، فأَبدل التاء من الواو ، كما ، قالوا تَوْلَج من وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كما ، قال العجاج : فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُورِي أَرادَ وَيْقُورِي ، وهو فَيْعُول من الوَقار ، ومن قرأَ تَتْرى فهو أَلف التأْنيث ، قال : وتَتْرى من المواترة . قال محمد بن سلام : سأَلت يونس عن قوله تعالى : ثم أَرسلنا رسلنا تترى ، قال : مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً . وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة ؛ وكذلك الأَنبياء : بين كل نبيين دهر طويل . الجوهري : تَتْرى فيها لغتن : تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى ، فمن ترك صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث ، وهو أَجود ، وأَصلها وَتْرى من الوِتْرِ وهو الفرد ، وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد ، ومن نونها جعلها ملحقة . وقال أَبو هريرة : لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً . وفي حديث أَبي هريرة : لا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رمضان أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يوماً ويُفْطِرَ يوماً ولا يلزمه التتابع فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً . والوتيرة : الطريقة ، قال ثعلب : هي من التَّواتُرِ أَي التتابع ، وما زال على وَتِيرةٍ واحدة أَي على صفة . وفي حديث العباس بن عبد المطلب ، قال : كان عمر بن الخطاب لي جاراً فكان يصوم النهار ويقوم الليل ، فلما وَلِيَ قلت : لأَنظرنّ اليوم إِلى عمله ، فلم يزل على وَتِيرَةٍ واحدة حتى مات أَي على طريقة واحدة مطردة يدوم عليها . قال أَبو عبيدة : الوَتِيرَةُ المداومة على الشيء ، وهو مأْخوذ من التَّواتُرِ والتتابُع . والوَتِيرَةُ في غير هذا : الفَتْرَةُ عن الشيء والعمل ؛ قال زهير يصف بقرة في سيرها : نَجَأٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتِيرَةٌ ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ يعني القَرْنَ . ويقال : ما في عمله وَتِيرَةٌ ، وسَيْرٌ ليست فيه وَتِيرَةٌ أَي فتور . والوَتِيرَةُ : الفَتْرَةُ في الأَمر والغَمِيزَةُ والتواني . والوَتِيرَةُ : الحَبْسُ والإِبطاء . ووَتَرَهُ الفخِذِ : عَصَبَةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفنِ . والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ في الأَنف : صِلَةُ ما بين المنخرين ، وقيل : الوَتَرَةُ حرف المنخر ، وقيل : الوَتِيرَةُ الحاجز بين المنخرين من مقدّم الأَنف دون الغُرْضُوف . ويقال للحاجز الذي بين المنخرين : غرضوف ، والمنخران : خرقا الأَنف ، ووَتَرَةُ الأَنف : حِجابُ ما بين المنخرين ، وكذلك الوَتِيرَة . وفي حديث زيد : في الوَتَرَةِ ثلث الدية ؛ هي وَتَرَةُ الأَنف الحاجزة بين المنخرين . اللحياني : الوَترَةُ ما بين الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ . وقال الأَصمعي : خِتارُ كل شيء وَتَرُه . ابن سيده : والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ في أَعلى الأُذن يأْخُذُ من أَعلى الصِّماخ . وقال أَبو زيد : الوتيرة غريضيف في جوف الأُذن يأْخذ من أَعلى الصماخ قبل الفَرْع . والوَتَرَةُ من الفَرَسِ : ما بين الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ . والوَتَرَتان : هَنَتانِ كأَنهما حلقتان في أُذني الفرس ، وقيل : الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ ، ويقال : تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه . والوَتَرَة من الذَّكر : العِرْقُ الذي في باطن الحَشَفَة ، وقال اللحياني : هو الذي بين الذكر والأُنثيين . والوترتان : عصبتان بين المأْبضين وبين رؤوس العُرقوبين . والوَتَرَةُ أَيضاً : العَصَبَةُ التي تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس . الجوهري : والوَتَرَةُ العرق الذي في باطن الكَمَرَة ، وهو جُلَيْدَةٌ . ووَتَرَةُ كل شيء : حِتارُه ، وهو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر والمُنْخُلِ والدُّبُر وما أَشبهه . والوَتَرَةُ : عَقَبَة المَتْنِ ، وجمعها وَتَرٌ . ووَتَرَةُ اليد ووَتِيرَتُها : ما بين الأَصابع ، وقال اللحياني : ما بين كل إِصبعين وَتَرَةٌ ، فلم يخص اليد دون الرجل . والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ : جُلَيْدَة بين السبابة والإِبهام . والوَتَرَةُ : عصبة تحت اللسان . والوتِيرَةُ : حَلْقَةٌ يتعلم عليها الطعن ، وقيل : هي حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ على طَرَفِ قَناةٍ يتعلم عليها الرمي تكون من وَتَرٍ ومن خيط ؛ فأَما قول أُم سلمة زوج النبي ، صلى الله عليه وسلم : حامي الحقيقةِ ماجِدٌ ، يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ ، قال ابن الأَعرابي : فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ ، وهو غلط منه ، إِنما الوتيرة هنا الذَّحْلُ أَو الظلم في الذحلِ . وقال اللحياني : الوَتِيرة التي يتعلم الطعن عليها ، ولم يخص الحَلْقَةَ . والوَتِيرة : قطعة تستكن وتَغْلُظ وتنقاد من الأَرض ؛ قال : لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بوجهها مَنازِلَ ما بين الوَتائِرِ والنَّقْعِ وربما شبهت القبور بها ؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف ضَبُعاً نبشت قبراً : فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ يديها عند جانبها ، تَهِيلُ ذَاحَتْ : يعني ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتيل . وقال الجوهري : ذاحت مَشَتْ ؛ قال ابن بري : ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سريعاً ؛ قال : والوَتائِرُ جمع وَتِيرَةٍ الطريقة من الأَرض ؛ قال : وهذا تفسير الأَصمعي ؛ وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ : الوتائر ههنا ما بين أَصابع الضبع ، يريد أَنها فَرَّجَتْ بين أَصابعها ، ومعنى بَدَّتْ يديها أَي فرّقت بين أَصابع يديها فحذف المضاف . وتَهِيل : تَحْثُو الترابَ . الأَصمعي : الوَتِيرَةُ من الأَرض ، ولم يَحُدَّها . الجوهري : الوَتِيرَةُ من الأَرض الطريقة . والوَتِيرَةُ : الأَرض البيضاء . قال أَبو حنيفة : الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ ، واحدته وَتِيرَةٌ . والوَتِيرَةُ : الوَرْدَةُ البيضاء . والوتِيرَةُ : الغُرّة الصغيرة . ابن سيده : الوَتِيرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة ، فإِذا طالت فهي الشَّادِخَة . قال أَبو منصور : شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة بالحلقة التي يتعلم عليها الطعن يقال لها الوتيرة . الجوهري : الوتيرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ يتعلم فيها الطعن ، وهي الدَّرِيئَةُ أَيضاً ؛ قال الشاعر يصف فرساً : تُبارِي قُرْحَةً مثل الْوَتِيرَةِ لم تكن مَغْدَا المَغْدُ : النَّتْفُ ، أَي مَمْغُودَةً ، وضع المصدر موضع الصفة ؛ يقول : هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيضَّ . والوتر ، بالتحريك : واحد أَوتار القوس . ابن سيده : الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس ومُعَلَّقُها ، والجمع أَوتارٌ . وأَوْتَرَ القوسَ : جعل لها وَتَراً . وَوتَرَها وَوتَّرها : شدَّ تَرَها . وقال اللحياني : وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها . وفي المثل : إِنْباضٌ بغير تَوْتِير . ابن سيده : ومن أَمثالهم : لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل التَّوتِيرِ ؛ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه . قال : وقال بعضهم وَتَرَها ، خفيفة ، عَلَّق عليها وترها . والوَتَرَةُ : مجرى السهم من القوس العربية عنها يزل السهم إِذا أَراد الرامي أَن يرمي . وتَوَتَّرَ عَصَبُه : اشتدّ فصار مثل الوَتَر . وتَوَتَّرَتْ عروقه : كذلك . كلُّ وَتَرَة في هذا الباب ، فجمعها وتَرٌ ؛ وقول ساعدة بن جؤية : فِيمَ نِساءُ الحَيِّ من وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ ؟ قيل : هجا امرأَة نسبها إِلى الوتائر ، وهي مساكن الذين هجا ، وقيل : وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ . والوَتِيرُ : موضع ؛ قال أُسامة الهذلي : ولم يَدَعُوا ، بين عَرْضِ الوَتِير وبين المناقِب ، إِلا الذِّئابا "
المعجم: لسان العرب
وتن
" الوَتِينُ عِرْقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه ؛ ومنه حديث غسل النبي ، صلى الله عليه وسلم : والفَضْل يقول أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى شيئاً يَنْزِلُ عليَّ ؛ ابن سيده : الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب من باطنه أَجمع ، يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي اللَّحْمَ وهو نَهْرُ الجَسد ، وقيل : هو عرق أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار ، وقيل : الوتين يَستَقي من الفُؤاد ، وفيه الدم . والوَتينُ : الخِلْبُ ، وقيل : هو نياطُ القلب ، وقيل : هو عرق أَبيض غليظ كأَنه قصبة ، والجمع أوْتِنَةٌ ووُتْنٌ . ووَتَنَه وتْناً : أَصاب وَتِينَه ؛ قال حُميدٌ الأَرْقطُ : شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ ، وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنينِ ، من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ ووُتِنَ : شكا وَتِينَه . وفي التنزيل العزيز : ثم لَقَطعْنا منه الوَتينَ ؛ قال أَبو إسحق : عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يجتمع إليه البَطْنُ ، وإليه تضم العروق ( قوله « وإليه تضم العروق » الذي في التهذيب : وإليه تضرب العروق ). ووَتَنَ بالمكانَ وتْناً ووُتُوناً : ثبت وأَقام به . والواتِنُ : الماءُ المَعينُ الدائم الذي لا يذهب ؛ عن أَبي زيد . وفي الحديث : أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ ، وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ أَي دائم . والواتِنُ : الثابت . والماءُ الواتِن : الدائم أَعني الذي لا يجري ، وقيل : الذي لا ينقطع . أَبو زيد : الواتِنُ من المياه الدائمُ المَعينُ الذي لا يذهب . الليث : الواتِنُ والواثِنُ لغتان ، وهو الشيء المقيم الدائم الراكد في مكانه ، قال رؤبة : أَمْطَرَ ، في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ ، على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُتَّن ؟
قال : يروى بالثاء والتاء ، ومعناهما الدَّوْمُ على العَهْد ؛
وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير : وهو التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ ، فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِن ؟
قال ابن بري : وقال أَبو عمرو يقال وَتَنَ وأَتَنَ إذا ثَبَتَ في المكان ؛ وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي : أَتَنْتُ لها ، فلم أَزَلْ في خِبائِها مقيماً إلى أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد . قال أَبو منصور : المعروف وَتَنَ يَتِنُ ، بالتاء ، وُتُوناً ، والوَتِينُ منه مأْخوذ . والمُواتَنة : المُلازمة ؛ وفي الصحاح : المُلازَمة في قلة التفرّق . قال أَبو منصور : ولم أَسمع وَثَنَ ، بالثاء ، بهذا المعنى لغير الليث ، قال : ولا أَدري أَحفِظَه عن العرب أَم لا . الجوهري : وَتَنَ الماءُ وغيره وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ ولم ينقطع . ووَاتَنَ القومُ دارَهم : أَطالوا الإقامة فيها . ووَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً ووِتاناً : فعل ما يفعل ، وهي أَيضاً المُطاولة والمُماطلة . والوَتْنُ : أَن تَخْرُجَ رجلا المولود قَبْل رأْسه ، لغة في اليَتْنِ ، وقيل : الوَتْنُ الذي وُلِدَ منكوساً ، فهو مَرَّةً اسم للوِلادِ ، ومَرَّةً اسم للولد . وأُوْتَنَتِ المرأَةُ : ولدت وَتْناً كأَيْتَنَتْ إذا ولدت يَتْناً . ابن الأَعرابي : امرأَة مَوْتُونة إذا كانت أَدِيبةً ، وإن لم تكن حَسْناء . والوَتْنَةُ : مُلازمةُ الغريم . والوَتْنَة : المخالفة ، هاتان بالتاء . والوَثْنة ، بالثاء : الكَفْرَةُ . "
المعجم: لسان العرب
أله
" الإلَهُ : الله عز وجل ، وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه ، والجمع آلِهَةٌ . والآلِهَةُ : الأَصنام ، سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها ، وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه ، وهو بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانيَّةِ : وفي حديث وُهَيْب ابن الوَرْد : إذا وقع العبد في أُلْهانيَّة الرَّبِّ ، ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين ، ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لم يَجِدْ أَحداً يأْخذ بقلبه أَي لم يجد أَحداً ولم يُحِبَّ إلاَّ الله سبحانه ؛ قال ابن الأَثير : هو مأْخوذ من إلَهٍ ، وتقديرها فُعْلانِيَّة ، بالضم ، تقول إلَهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّة والأُلْهانِيَّة ، وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر ، يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصَرَفَ وَهْمَه إليها ، أَبْغَضَ الناس حتى لا يميل قلبه إلى أَحد . الأَزهري :، قال الليث بلغنا أَن اسم الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده (* قوله « إلا هو وحده » كذا في الأصل المعوّل عليه ، وفي نسخة التهذيب : الله لا إله إلا هو والله وحده . ولعله إلا الله وحده ):، قال : وتقول العرب للهِ ما فعلت ذاك ، يريدون والله ما فعلت . وقال الخليل : الله لا تطرح الأَلف من الاسم إنما هو الله عز ذكره على التمام ؛ قال : وليس هو من الأَسماء التي يجوز منها اشْتقاق فِعْلٍ كما يجوز في الرحمن والرحيم . وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال : كان حقه إلاهٌ ، أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً ، فقيل أَلإلاهُ ، ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها ، فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف ، وذهبت الهمزة أَصلاً فقالوا أَلِلاهٌ ، فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة ، ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية ، فقالوا الله ، كما ، قال الله عز وجل : لكنا هو الله ربي ؛ معناه لكنْ أَنا ، ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف واللام من الله كان الباقي لاه ، فقالوا لاهُمَّ ؛
وأَنشد لذي الإِصبع : لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخا فُ الحادثاتِ من العواقِب ؟
قال أَبو الهيثم : وقد ، قالت العرب بسم الله ، بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ ؛
وأَنشد : أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ ، يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه وأَنشد : لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ ، على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها إنما هو للهِ إنَّكِ ، فحذف الأَلف واللام فقال لاهِ : إنك ، ثم ترك همزة إنك فقال لَهِنَّك ؛ وقال الآخر : أَبائِنةٌ سُعْدَى ، نَعَمْ وتُماضِرُ ، لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ علينا التَّهاجُرُ يقول : لاهِ إنَّا ، فحذف مَدَّةِ لاهِ وترك همزة إنا كقوله : لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى يَعْدُو وقال الفراء في قول الشاعر لَهِنَّك : أَرادَ لإنَّك ، فأبدل الهمزة هاء مثل هَراقَ الماءَ وأَراق ، وأَدخل اللام في إن لليمين ، ولذلك أَجابها باللام في لوسيمة . قال أَبو زيد :، قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له : أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين ؟ فقال : لا ، فقلت : اسمَعْها . قال الأَزهري : ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام ، وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن . قال أَبو الهيثم : فالله أَصله إلاهٌ ، قال الله عز وجل : ما اتَّخذ اللهُ من وَلَدٍ وما كان معه من إلَهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بما خَلَقَ . قال : ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً ، وحتى يكونَ لعابده خالقاً ورازقاً ومُدبِّراً ، وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله ، وإِن عُبِدَ ظُلْماً ، بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد . قال : وأَصل إلَهٍ وِلاهٌ ، فقلبت الواو همزة كما ، قالوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ وهو السِّتْر إِجاحٌ ، ومعنى ولاهٍ أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إليه في حوائجهم ، ويَضْرَعُون إليه فيما يصيبهم ، ويَفْزَعون إليه في كل ما ينوبهم ، كم يَوْلَهُ كل طِفْل إلى أُمه . وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً . والأُلَهةُ : الشمسُ الحارَّةُ ؛ حكي عن ثعلب ، والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ ، كلُّه : الشمسُ اسم لها ؛ الضم في أَوَّلها عن ابن الأَعرابي ؛ قالت مَيَّةُ بنت أُمّ عُتْبَة (* قوله « ام عتبة » كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً ) بن الحرث كما ، قال ابن بري : تروَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً ، فأَعْجَلْنا الإلَهةَ أَن تَؤُوبا (* قوله « عصراً والالهة » هكذا رواية التهذيب ، ورواية المحكم : قسراً والهة ) . على مثْل ابن مَيَّة ، فانْعَياه ، تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوب ؟
قال ابن بري : وقيل هو لبنت عبد الحرث اليَرْبوعي ، ويقال لنائحة عُتَيْبة بن الحرث ؛ قال : وقال أَبو عبيدة هو لأُمِّ البنين بنت عُتيبة بن الحرث ترثيه ؛ قال ابن سيده : ورواه ابن الأَعرابي أُلاهَةَ ، قال : ورواه بعضهم فأَعجلنا الأَلاهَةَ يصرف ولا يصرف . غيره : وتدخلها الأَلف واللام ولا تدخلها ، وقد جاء على هذا غير شيء من دخول لام المعرفة الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى . قالوا : لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى ، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بعد الفَيْنة ، ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صنم ، فكأَنهم سَمَّوْها الإلَهة لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها ، فإنهم كانوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها ، وقد أَوْجَدَنا اللهُ عز وجل ذلك في كتابه حين ، قال : ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تَسْجُدُوا للشمس ولا للقمر واسجُدُوا لله الذي خَلَقَهُنَّ إن كنتم إياه تعبدون . ابن سيده : والإلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ العبادة . وقد قرئ : ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ ، وقرأَ ابن عباس : ويَذَرَك وإِلاهَتَك ، بكسر الهمزة ، أَي وعبادتك ؛ وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها هي المختارة ، قال : لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ ، فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهة ، والقراءة الأُولى أَكثر والقُرّاء عليها . قال ابن بري : يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته : ويذرك وإِلاهَتَك ، قولُ فرعون : أَنا ربكم الأَعلى ، وقوله : ما علمتُ لكم من إله غيري ؛ ولهذا ، قال سبحانه : فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى ؛ وهو الذي أَشار إِليه الجوهري بقوله عن ابن عباس : إن فرعون كان يُعْبَدُ . ويقال : إلَه بَيِّنُ الإلَهةِ والأُلْهانِيَّة . وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً ، وهي جمع إلاهة ؛ قال الله عز وجل : ويَذَرَك والِهَتَك ، وهي أَصنام عَبَدَها قوم فرعون معه . والله : أَصله إلاهٌ ، على فِعالٍ بمعنى مفعول ، لأَنه مأَلُوه أَي معبود ، كقولنا إمامٌ فِعَالٌ بمعنى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ به ، فلما أُدخلت عليه الأَلف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام ، ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم الإلاهُ ، وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً لهذا الاسم . قال الجوهري : وسمعت أَبا علي النحوي يقول إِن الأَلف واللام عوض منها ، قال : ويدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء ، وذلك قولهم : أَفأَللهِ لَتفْعَلَنّ ويا الله اغفر لي ، أَلا ترى أَنها لو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم ؟، قال : ولا يجوز أَيضاً أَن يكون للزوم الحرف لأَن ذلك يوجب أَن تقطع همزة الذي والتي ، ولا يجوز أَيضاً أَن يكون لأَنها همزة مفتوحة وإن كانت موصولة كما لم يجز في ايْمُ الله وايْمُن الله التي هي همزة وصل ، فإنها مفتوحة ، قال : ولا يجوز أَيضاً أَن يكون ذلك لكثرة الاستعمال ، لأَن ذلك يوجب أَن تقطع الهمزة أَيضاً في غير هذا مما يكثر استعمالهم له ، فعلمنا أَن ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ، ولا شيء أَولى بذلك المعنى من أَن يكون المُعَوَّضَ من الحرف المحذوف الذي هو الفاء ، وجوّز سيبويه أَن يكون أَصله لاهاً على ما نذكره . قال ابن بري عند قول الجوهري : ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوَّض عنه في قولهم الإلَهُ ، قال : هذا رد على أَبي علي الفارسي لأَنه كان يجعل الأَلف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة ، ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الإلَهُ ، لأَن اسم الله لا يجوز فيه الإلَهُ ، ولا يكون إلا محذوف الهمزة ، تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره ، فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام ، وإذا قلت الله لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى ، ولهذا جاز أَن ينادي اسم الله ، وفيه لام التعريف وتقطع همزته ، فيقال يا ألله ، ولا يجوز يالإلهُ على وجه من الوجوه ، مقطوعة همزته ولا موصولة ، قال : وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا تحير ، لأَن العقول تَأْلَهُ في عظمته . وأَلِهَ أَلَهاً أَي تحير ، وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً . وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه ، مثل وَلِهْتُ ، وقيل : هو مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر ؛ قال الشاعر : أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ وقال آخر : أَلِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقَّف والتَّأَلُّهُ : التَّنَسُّك والتَّعَبُّد . والتأْليهُ : التَّعْبيد ؛
قال : لله دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهِي ابن سيده : وقالوا يا أَلله فقَطَعُوا ، قال : حكاه سيبويه ، وهذا نادر . وحكى ثعلب أَنهم يقولون : يا الله ، فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل ؛ وقول الشاعر : إنِّي إذا ما حَدَثٌ أَلَمَّا دَعَوْت : يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا فإن الميم المشددة بدل من يا ، فجمع بين البدل والمبدل منه ؛ وقد خففها الأعشى فقال : كحَلْفَةٍ من أَبي رَباحٍ يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ (* قوله « من أبي رباح » كذا بالأصل بفتح الراء والباء الموحدة ومثله في البيضاوي ، إلا أن فيه حلقة بالقاف ، والذي في المحكم والتهذيب كحلفة من أبي رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية ، وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة ) . وإنشاد العامة : يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبار ؟
قال : وأَنشده الكسائي : يَسْمَعُها الله والله كبار (* قوله « واسمه صريم بن معشر » أي ابن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب ، سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه يموت بمكان يقال له ألاهة ، وكان افنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال : خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الالاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق . فلما سمع افنون ذكر الالاهة تطير وقال لأصحابه : إني ميت ، قالوا : ما عليك بأس ، قال : لست بارحاً . فنهش حماره ونهق فسقط فقال : اني ميت ، قالوا : ما عليك بأس ، قال : ولم ركض الحمار ؟ فأرسلها مثلاً ثم ، قال يرثي نفسه وهو يجود بها : ألا لست في شيء فروحاً معاويا * ولا المشفقات يتقين الجواريا فلا خير فيما يكذب المرء نفسه * وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا لعمرك إلخ . كذا في ياقوت لكن قوله وهي قارة مخالف للاصل في قوله وهي مغارة )؛ وقبله : لَعَمْرُكَ ، ما يَدْري الفَتى كيف يَتَّقي ، إِذا هو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيَا "