الوَتْدُ بالفتح والسكون على التخفيف في لغَةِ نَجْدٍ يقال الوَتَدُ بالتحريكِ لغة فيه ككَتِفٍ في لغة الحجاز وهي الفُصْحَى كما في المصباح والوّدُّ بِقَلْب التاءِ دالاً وإِدْغَامها في اللام كما حكاه الجوهريّ والفيّوميّ وهي لغةُ نَجْدٍ فهي أَربعُ لُغاتٍ : ما رُزَّ في الأَرْضِ أَو الحائطِ من خَشَبٍ . وأِنشد المُصَنّف في البَصائرِ
ولا يُقِيمُ بِدَارِ الذُّلِّ يَعْرِفُها ... إِلاَّ الأَذَلاّنِ عَيْرُ الأَهْلِ والوَتِدُ
وفي المثل : أَذَلُّ مِن وَتِدٍ بِقَاعٍ لأَنّه يُدَقُّ أَبَداً . الوَتِدُ أَيضاً : ما كانَ في العَرُوضِ على ثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ وهو على ضَرْبَيْنِ أَحدُهما حرفانِ مُتحرِّكَانِ والثالثُ ساكن كعَلُنْ وفَعُو وهذا هو الوَتِدُ المقرون لأَن الحركةَ قد قَرَنَت الحرفينِ والآخر ثلاثة أَحْرُف مُتَحَرِّك ثم ساكن ثم متحرّك وذلك لاَتُ من مَفْعُولاَتُ وهو الوتِدُ المَفْرُوقُ لأَن الحرف قد فَرق بين المُتَحَرِّكينِ ولا يَقَعُ في الأَوْتاد زِحَافٌ لأَن اعتمادَ الجُزْءِ إِنما هو عَلَيْهَا إِنما يَقَعُ في الأَسبابِ لأَنّ الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عليها . الوَتِدُ والوَتِدَةُ : الهُنَيَّةُ الناشِزَةُ في مُقَدَّمِ الأُذُنِ مثل الثَّؤْلُولِ تَلِى أَعْلَى العارِض مِن اللِّحْيَةِ وقيل : هو المُنْتَبِرُ ممَّا يَلِي الصُّدْغَ وهو مَجازٌ وفي الصّحاح : والوَتِدَانِ في الأُذُنَيْنِ اللذانِ في باطِنهما كأَنَّهُمَا وَتِدٌ وهما العَيْرَانِ أَيضاً . الكُلّ أَوْتَادٌ . ووَتِدٌ واتِدٌ تأْكيدٌ أَي ثابتٌ رَأْس مُنْتَصِبٌ قال أَبو عُبَيْد : هو من بابِ شِعْرٌ شاَعِرٌ على النَّسَب . من المَجاز أَوتَادُ الأَرْضِ : جِبالُها لأَنها تُثَبِّتُها قال الله تعالى " وَالجِبَالَ أَوْتَاداً " وقد وَتَدَ اللهُ الأَرْضَ بالجِبَالِ وأَوْتَدَها وَوَتَّدَها الأَوْتَادُ من البِلاَدِ : رُؤَسَاؤُهَا الأَوْتَادُ من الفَمِ : أَسْنَانُه على التشبيه قال :
" والفَرّ حَتَّى نَقِدَتْ أَوْتَادُهَا استَعَارَ النَّقَدَ للمَوتِ وإِنما هو للأَسنانِ كما في اللسان . وَتَدَ الوَتِدَ يَتِدُهُ وَتَداً بفتح فسكون وتِدَةً كعِدَة : ثَبَّتَه كأَوْتَدَه وهذه عن الصاغانيّ ووَتَّدَه تَوْتِيداً قال ساعدةُ بن جُؤْيَّةَ يصف أَسداً :
يُقَضِّمُ أَعْنَاقَ المَخَاضِ كأَنَّمَا ... بِمَفْرَجِ لَحْيَيْهِ الرِّيَاجُ المُوَتَّدُ ووَتَدَ هو ووَتَّدَ كلاهما : ثَبَتَ والأَمْرُ منه : تِدْ كعِدْ ويقال : تِدِ الوَتِدَ ياوَاتِدُ وأَوْتِدْهُ والوَتِدُ مَوْتُودٌ . والمِيتَدَةُ : المِرْزَبَّةُ التي يُضْرَب بها الوَتِدُ وبِلا هاءٍ مُسْتَدْرَك على الجوهَريِّ من المجاز : تَوْتِيدُ الذَّكَرِ : إِنْعَاظُه على التشبيهِ بالوَتِد حالَة تَصَلُّبِه . عن الأَصمعيّ : وبأَعْلَى مُبْهِلِ المُجَيمِرِ الوَتِدَاتُ وهي جِبالٌ لبني عبدِ الله بنِ غَطَفَانَ وبأَعالِيه أَسْفَلَ من الوَتِدَاتِ أَبَارِقُ إِلى سَنَدِهَا تُسَمَّى الأَثْوَارَ ويَوْمُهَا أَي معروفٌ بين نَهْشَلٍ وهلال بن عامر . وواتِدَةُ ماءة . والوَتِدَةُ واحدةُ الوَتِدَات : بنَجْدٍ أَو بالدَّهْنَاءِ منها ولَيْلَتُهَا مَعروفَةٌ وهي لبني تَمِيمٍ على بني عامرِ بن صَعْصَعَةَ قَتَلُوا ثمانينَ رجُلاً من بني هِلاَلٍ قال ياقوت : وما أَظنّها إِلاّ التي قبْلَها وإِنما تلك جُمِعَتْ . ومما يستدرك عليه : ذُو الأَوْتَادِ لَقَبُ فِرْعَوْنَ وقد جاءَ في التفسير أَنه كانت له جِبَالٌ وأَوْتَادٌ يُلْعَبُ له بها ونقلَ شيخُنَا عن الثعالِبِيّ في المُضَاف والمنسوبِ أَنه كانَ لِظُلْمِه وبَغْيِه يأْمُر بمن يَغْضَب عليه فيُوتَدُ في الأَرضِ بأَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ . والواتِدُ : الثابِتُ قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ :
لاَقَتْ عَلَى المَاءِ جُذَيْلاً وَاتِدَا ... وَلَمْ يَكُنْ يُخْلِفُهَا المَوَاعِدَا ويقال : وَتَّدَ فُلانٌ رِجْلَه في الأَرْضِ إِذا ثَبَّتَهَا قال بَشَّارٌ :
ولَقَدْ قُلْتُ حِينَ وَتَّدَ فِي الأَرْ ... ضِ ثَبِيرٌ أَرْبَى عَلَى ثَهْلاَنِ وَوَتَّدَ الرجُلُ في بَيْتِه : أَقَامَ وثَبَتَ . ووَتَّدَ الزَّرْعُ : طَلَعَ نَبَاتُه فثَبَتَ وقَوِيَ . ووَتَدُ النَّعْلِ : النَّاتِيءُ مِنْ أُذُنِها . وانْتَصَبَ كأَنَّه وَتِدٌ . وهو أَذَلُّ مِن الوَتَدِ . ومِنَ المَجاز : قَرْنٌ وَاتِدٌ : مُنْتَصِبٌ وقيل لأَعْرَابيٍّ : ما النَّطْشَانُ ؟ قال : يُوَتّدُ العَطْشَان ورُوِيَ : شَيْءٌ نَتِدُ به كَلاَمَنَا كما في الأَساس