حَمُقَ ككَرُمَ وغَنِمَ حُمْقاً بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ وحَمَاقَةً وفيه لَف ونشرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ وقد ذَكَر البابين الجَوْهَرِي والصّاغانِيُّ وغيرُهما وانْحَمقَ واستحْمَقَ فهو أَحْمَقُ وحَمِقٌ : قَليلُ العَقْل وحَقِيقَةُ الحُمْق : وَضْحُ الشَّيءَ في غيرِ مَوْضِعِه مع العِلم بقُبْحِه وهي حَمْقاءُ وقَوْم ونِسْوَة حِماقٌ بالكسر وهذِه عن ابنِ عَبّاد وحُمُقٌ بضَمَّتَيْنِ وحَمْقَى كسَكْرى وحَماقَى مثل سَكارَى ويُضَم وهذه نقَلَها الصاغانِي وأوردَ الجوهرِي ما عَدا الأولَى والأخِيرةَ وقال ابنُ سِيدَه : حَمْقَى بَنَوْهُ على فَعْلَى لأنه شيء أصِيبُوا به كما قالوا : هَلْكَى وإِنْ كانَ هالِكٌ لفظ فاعِلٍ . وفي : المَثَل عرَفَ حُمَيقٌ جَمَلَه أي عَرَفَ هذا القدْرَ وإن كانَ أحْمَقَ ويُرْوى : عَرَفَ حُمَيْقاً جَمَلُه أَي : عَرَفَه جَمَلُه فاجْتَرَأَ عليهِ يُضْرَبُ للإفْراطِ في مُؤانَسَةِ النّاسِ أو مَعْناه : عَرَفَ قَدْرَه أَو يُضْرَبُ لمَنْ يَسْتَضْعِفُ إنْساناً فيُولَعُ بإيذَائِه فلا يَزالُ يَظْلِمُه وقِيلَ : كان له جَمَلٌ يَألَفُه فصالَ عليه وحُمَيْقٌ : تَصغِيرُ أَحْمَقَ تَصْغِيرَ التَّرْخِيم أَو تَصْغِيرُ حَمِق ككَتِفٍ . والحَمِقُ ككَتِفٍ : الخَفِيفُ اللِّحْيَةِ عن ابنِ دُرَيْدٍ وبه سُمِّىَ الرّجُل . وعَمْرُو بنُ الحَمِقِ : صحابِيًّ وهو ابنُ الكاهِنِ بنِ حَبِيبِ بنِ عَمْرِو بنِ القَينِ بنِ رَزاح بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ ابنِ كَعْبٍ الخُزاعِيّ رضِي اللهُ عنه هاجَرَ بعدَ الحُدَيْبِيَةِ يقالُ : إِنّه هَرَب في زَمَنِ زياد إلى المَوْصِل فنَهَشَتْهُ حَيَّةٌ فمات وفي اللِّسان قَتَلَه أَصْحابُ مُعاوِيَةَ ورأسُه أَول رَأس حُمِلِ في الإسْلام وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ في نسَب خُزاعَةَ قَتَلَه عبدُ الرَّحْمنِ بن أمِّ الحَكَم الثَّقَفِي بالجَزِيرَةِ . قلت : رَوَى عنهُ جُبَيرُ بنُ نُفَيْرٍ وقد يُقالُ فيه : عَمْرُو بنُ الحُمَقِي بالضمّ فالفتح وقال أَبو نُعَيْم : هو تَصْحِيفٌ والصوابُ ما تَقَدم وذكرَ الحافِظُ في فَتْح البارِي الوَجْهَيْنِ وقال : إِنه يَحْتَمِلُ فتَأمل . والحُمقُ بالضمِّ : الخَمْرُ قال ابنُ عبّاد : ولعلَّه على التشبِيهِ وقال الزمخْشَرِيًّ : لأنّها سَبَبُ الحُمْقِ كما سُمَيَت إِثماً لكَوْنِها سَبَبَه وقال أَحمدُ ابنُ عُبَيد : قال أَكْثَمُ بنُ صَيْفِي في وَصِيتهِ لبَنِيه : لا تُجالسُوا السفَهاءَ على الحُمْق يُريدُ الخَمرَ
قلت وأنكره الزجاجي قال : ولم يذكر أن الحمق من أسماء الخمر كما سيأتي وقال أبو عمرو : الحمق بالتحريك البياض الذي يخرج من الفرج قال :
" عَوَّدَها معَتِّلٌ سُوءَ الخلق
" خَلِيط حَيْضٍ ومَنِى وحَمَقْ والأحموقَةُ بالضم من الحُمْقِ كالأحدُوثَةِ من الحَدِيث والأعْجوبة من العَجَب . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : رَجل حُمَّيقَة كجمَّيْزَة ووَقَعَ في التكمِلَة بتَشْدِيدِ الياءَ المكْسُورة وحمّوقةٌ ككَمُّونَةِ وهُو : الأَحْمَقُ البالِغُ في الحُمْقِ وذَكَر الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً حُمَّيْقَة . والمُحْمِقُ كمُحْسِنٍ : الضامِرُ من الخَيْلِ قالَ الأَزهريُّ : لا أَعرِف المُحْمِقَ والذي ذكَرَهُ أَبو عُبَيْدِ في كتابهِ : المُحْنق : الضامِرُ من الخَيلِ . أو المحْمِقُ من الخَيْلِ : الَّتِي نتاجها لا يسبق وأَنْكَره الأَزهَرِيّ أَيضاً . أو أَحْمَقَت المَرْأَةُ : إذا كانَت تَلد الحَمْقى وهي محْمِق ومُحْمِقَةٌ كما في الصِّحاح والأَخِيرَةُ على الفِعْلِ . وقال ابنُ دُرَيْدِ : رجُل مُحمِق : يلدُ الحمقَى وامْرأَةٌ محْمِقَة كَذلِكَ ولم يُجَوِّزْ : امرأَة مُحْمِق وأَنشدَ لبَعْضِ نساءِ العَرَب :
" لستُ أَبالِي أنْ أَكُونَ مُحْمقَهْ
" إِذا رَأَيْتُ خصْيَةً مُعَلَّقَهْتقولُ : لا أبالِي أن أَلِدَ الأحْمَقَ بعد أنْ يَكُونَ الوَلَدُ ذَكَراً لَه خُصْيَةٌ معَلَقَة . قال الجَوْهَرِيُّ : ومعتادَتُها : مِحْماق قالَ : ويُقال : أَحْمَقَهُ : إذا وَجَدَه أَحْمَقَ كأحْمَدَه : وجَدَه محْمُوداً . ومن المَجازِ : بَقْلَةُ الحَمقاءَ : سَيِّدَةُ البَقْلِ وهي بالإِضافَةِ على تَأْوِيلِ بَقْلَةِ الحَبَّةِ الحَمْقاءَ ويقالُ : البَقْلَةُ الحَمْقاءُ على النَّعْتِ قال ابنُ سِيدَه : هي التي تُسَمِّيها العامَّةُ الرِّجْلَة لأَنَّها مُلْعِبَةٌ فشُّبِّهَتْ بالأَحْمَقِ الذي يسِيلُ لعابُه وقال ابنُ دُرَيْد : زَعَمُوا أنَّها سُمِّيَتْ بها لأّنَّها تَنْبُت على طُرُقِ الناسِ فتُداسُ وعلى مَجْرَى السَّيْل فيَقْتَلِعُها وفي المَثَل : أَحْمَقُ مِنْ رِجْلَةِ وقالَ ابنُ فارِس : إِنّما سُمِّيَت بذلكَ لضَعْفِها وقالَ قومٌ يبْغِضُونَ عائِشَةَ رضِي اللّهُ عنها : بَقْلَةُ الحَمْقاءَ بقلةُ عائِشةَ لأَنّها كانَتْ تُولَع بِها وهذا مِنْ خُرافاتِهم وهي اسمُها في الجاهِلِيةِ الجَهْلاءَ نقَلَهُ الصاغانيُّ . والحُماقُ كغرابٍ وسَحابٍ الأولَى عن الجَوْهريِّ والثانيةُ عن ابْنِ سيدَه : الجُدَرِيُّ نفسُه أو شِبْهُه كما في الصِّحاح يُصِيبُ الإِنْسانَ ويتَفرَّقُ في الجَسَدِ وقالَ اللِّحْيانِيُّ : هو شيء يَخْرُجُ بالصِّبْيانِ وقد حُمِقَ وفي الصِّحاح : قال أبو عُبَيْد : يقالُ منه : رَجُلٌ مَحْمُوقٌ كالحمَيْقَى مَقصُوراً عن أَبِي زَيْد . والحُمَيْقاءُ مَمْدُوداً عن ابنِ دُرَيْد والحَمَقِيقُ كحَمَطِيطٍ والحَمِيقُ كأمِيرٍ : نَبات وقالَ الخَلِيلُ : هو الهَمَقِيقُ وهو عِنْدِي أَعجَمِيٌّ مُعَربٌ . والحَمَقِيق : طائِرٌ عن ابنِ دريْد وقال أَبُو حاتِم - في كِتابِ الطَّيْرِ - : هو الحُمَيْمِيق : طائِر لا يَصِيدُ شَيْئاً عامَّةُ صَيْدِه العَظاءُ والجَنادِبُ وما يُشْبهُ ذلِكَ من هَوامِّ الأرضِ وقال ابنُ عَبّادٍ : الحُمَيْقِيقُ : طائِرٌ أَبْيَضُ وذَكَر الحُمَيْمِيقَ أَيضاً . ومن المَجازِ : غَرَّنِي غُرُورَ المُحْمِقات وهِي : اللَّيالي الَّتِي يَطْلُعُ القَمَر في جَمِيعِها ونَص العُبابِ : فِيها لَيْلَه كُلَّه وقد يَكونُ دُونَه غَيمٌ وأَخْصرُ منه عِبارَةُ الأساسِ : هي اللَّيَالِي البيضُ ذَواتُ الغَيْم فتَظُن فيها أًنَّكَ قد أصْبَحتَ وعليكَ لَيلٌ لأنًّك تَرَى ضَوْءاً ولا تَرَى قَمَراً مُشْتَق من الحمْقِ ويُقال : سِرْنا في لَيالي مُحْمِقات لأنّه يَسِيرُ الرِّاكِبُ فيها ويَظُن أَنه قد أَصْبَحَ حَتّى يَمَلَّ قِيلَ : ومنه أخِذَ اسم الأحْمَقِ لأنّه يَغُرك في أَوّلِ مَجْلِسهِ بتَعاقُلِه فإِذا انْتَهَى إلى آخِرِ كَلامِه تَبَيَّنَ حُمْقُه فقَدْ غَرَّكَ بأَوَّلِ كَلامِه . وحَمَّقَهُ تَحْمِيقاً : نَسَبهُ إِلى الحُمْقِ وكانَ هَبَنَّقَةُ يُحَمَّقُ . ويُقال : حُمِّقَ مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ مشَدَّداً : إِذا شرَب الخَمْرَ أَو سَكِرَ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُه قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب رَضِي اللهُ عنه :
لقَيْمُ بنُ لُقْمانَ من أخْتِه ... وكانَ ابنَ أخْتٍ له وابْنَمَا
ليالِيَ حُمِّقَ فاسْتَحْضَنَتْ ... إِليه فجامعَها مُظْلِما
فأحْبَلَها رَجُلٌ نابِه ... فجاءَتْ بهِ رَجلاً مُحْكَما وقال ابنُ بَرِّيّ : وهكذا أَنْشَدَهُ ابنُ الأنْبارِيّ أَيضاً وفَسَّره بما تَقَدَّمَ وقد أنْكَره أَبو القاسِم الزَّجّاجِيُّ . وانحَمَقَ الرَّجلُ : إِذا ذَل وتواضَعَ وضَعفَ عن الأَمْرِ ومنه قولُ الشاعِرِ :
ما زالَ يَضْرِبنِي حَتّى اسْتَكَنتُ له ... والشَّيْخ يَوْماً إِذا ما خابَ يَنْحَمِقُ أَي : لضَعْفٍ قال ابنُ بَرِّيّ : وقال الكِناني :
يا كَعْبُ إِنّ أَخاكَ مُنْحَمِقٌ ... فأنشد إزار أخيك يا كعبومن المجازِ : انْحَمَقَ الثوْبُ إذا أَخْلَقَ وبَلِىَ وكذلك نامَ الثَّوْبُ في الحُمْقِ . ومن المَجازِ أيضاً : انْحَمَقَت السُّوقُ : إِذا كَسَدَتْ قيل : ومنه الأَحْمَقُ كأَنَّه فَسَدَ عقْلُه حتى كسَد . كحَمُقَت ككَرُم كذا في المُحْكَم والذي في الصحاح : حمِقتْ بالكسْرِ . وانْحمَقَ الرَّجُلُ : فَعَل فعْلَ الحَمْقَى كاسْتَحَمَق ومنه الحَدِيثُ : قال : أَرَأَيتَ إِن عَجز واستَحْمَقَ
ومما يستدرك عليه : الحَمِقُ ككَتِفٍ : الأَحْمَقُ نقلَه الجَوْهرِيَّ وغيرُه وأَنشَدَ لذِي الرمة :
" ألف شَتَى ليس بالرّاعي الحمق وكذا قَوْلُ يَزِيدَ بنِ الحَكَم اِلثَّقفي :
قَدْ يُقْتِر الحول التق ... ى ويكثر الحمق الأثيم وقالُوا : ما أَحمَقَهُ وَقع التعجب فيها بما أَفْعله وإِن كانت كالخلقِ وحَكىَ سِيبَويهِ : رجل حمقان وأَحمقَ بهِ : ذكره بحمْقٍ . وحامقه : ساعَده على حمْقِه نقله الجوهري . واستَحْمقَه : عَده أحْمَقَ أَو وَجَدَه أَحمَق فهو لازِمٌ متعَد . وتَحامَقَ : تكَلف الحَماقَةَ . والحمُوقَةُ فَعولَةٌ من الحُمْقِ وهي الخَصْلةُ ذاتُ حُمْقٍ . ووَقَع فلان في أحموقَةِ بالضمِّ مثلُ ذلكَ . وامْرَأَة حَمِقَةٌ على النَّسبِ كمُحْمِقَة . والحمَيقاءُ : الخمْرُ لأَنَّها تُعقبُُ شارِبَها الحُمْقَ . وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ : حَمَّقتهُ الهجعةُ : جعلته كالأحمق وأَنشدَ :
كُفيتُ زَمِيلاًَ حمَّقَتْه بهجْعَةٍ ... على عَجَلٍ أَضْحى بها وهو ساجِد والباءُ في بهَجْعةِ زائدةٌ وموضِعُها رفْع . وقالَ ابنُ الأعرابِي : الحُمْق أصلُه الكسادُ ويُقال للأحْمَقِ : الكاسِد العَقْلِ قال : والحمْقُ أَيْضاً : الغُرُورُ . وحَمُقتْ تِجارَتُه : بارَتْ وهو مَجازٌ كماقتْ ونامَتْ . والحُماق كغُرابٍ : نَبْتٌ نقلَه الأَزْهَرِي عن أم الهَيْثمَ . وانْحَمَقَ الطَّعامُ : رَخُصَ نقله الأزهري . والحُمَيْمِيقُ : طائِرٌ عن أَبِي حاتِمٍ . والتحَمق : الحُمقُ . والحَماقةُ كسحَابةٍ : قريةٌ بمِصر من أَعْمالِ شَرْقِيَّةِ المنْصُورة وقد دَخَلْتها . وبناء بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علي الحُمَقِىُّ بضم ففتح روى عن عَبْد الرحمنِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُرْثُمِيّ . وسُلَيمانُ بنُ داودَ الحُمْقِىُّ بالضمِّ فسكون الميم رَوَى عنه الزُّبَيْرُ بن بَكِّارٍ