وصف و معنى و تعريف كلمة وسيذعق:


وسيذعق: كلمة تتكون من ستة أحرف تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ قاف (ق) و تحتوي على واو (و) و سين (س) و ياء (ي) و ذال (ذ) و عين (ع) و قاف (ق) .




معنى و شرح وسيذعق في معاجم اللغة العربية:



وسيذعق

جذر [ذعق]

  1. الذُّعاق: (اسم)
    • صوت بطن الفرس
,
  1. ذعق
    • الذُّعاق بمنزلة الزُّعاق: المُرّ.
      ماء ذُعاقٌ: كزُعاقٍ.
      قال صاحب العين: سمعنا ذلك من عربي فلا أدري ألغة أم لُثْغة.
      وذَعَق به ذَعْقاً: صاح كَزَعَق.
      ابن دريد: وذَعقَه وزَعَقَه إذا صاح به فأَفْزعَه؛ قال الأَزهري: وهذا من أباطيل ابن دريد.

    المعجم: لسان العرب

  2. ذعق
    • ذعق - يذعق ، ذعقا
      1- ذعقه : صاح به. 2- ذعقه : خوفه.

    المعجم: الرائد



  3. ذَعَقَهُ
    • ـ ذَعَقَهُ: صاحَ به وأفْزَعَهُ.
      ـ ماءٌ ذُعاقٌ: زُعاقٌ.
      ـ داءٌ ذُعاقٌ: قاتِلٌ.

    المعجم: القاموس المحيط

  4. الذُّعاق
    • صوت بطن الفرس

    المعجم: معجم الاصوات

,
  1. وَسيجُ
    • ـ وَسيجُ : سَيْرٌ للإِبِلِ ، وسَجَ ، وسيجاً .
      ـ إبِلٌ وَسُوجٌ عَسُوجٌ ، وجَمَلٌ وسَّاجٌ عَسَّاجٌ : سَريعٌ .
      ـ أوسَجْتُهُ : حَمَلْتُهُ على الوَسيجِ .
      ـ وَسيجٌ : موضع بِتُرْكِسْتانَ .
      ـ عُقْبَةُ بنُ وسَّاجٍ : مُحَدِّثٌ .
      ـ بُكَيْرُ بنُ وسَّاجٍ : شاعِرٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. سَحْفُ
    • ـ سَحْفُ : كَشْطُكَ الشَّعَرَ عن الجِلْدِ حتى لا يَبْقَى منه شيءٌ .
      ـ سَحائفُ : طَرائِقُ الشَّحْمِ الذي بينَ طَرائِقِ الطَّفاطِفِ ، ونحو ذلك مما يُرَى من شَحْمَةٍ عَريضَةٍ مُلْزَقَةٍ بالجِلْدِ ،
      ـ جَمَلٌ وناقةٌ سَحوفٌ : كَثيرَتُها .
      ـ سَحَفَ الشَّحْمَ عن ظَهْرِها : قَشَرَها ،
      ـ سَحَفَ الشيءَ : أحْرَقَه ،
      ـ سَحَفَتِ الإِبِلُ : أكَلَتْ ما شاءَتْ ،
      ـ سَحَفَتِ الريحُ السَّحابَ : ذَهَبَتْ به ، كأَسْحَفَتْهُ ،
      ـ سَحَفَ رأسَهُ : حَلَقَه ،
      ـ سَحَفَتِ النَّخْلَةَ ، وغَيْرهَا : أحْرَقَها ،
      ـ ومنه : رجُلٌ سُحَفْنِيَةٌ : للمَحْلوق الرأسِ .
      ـ سَحوفُ من النُّوقِ : الطويلَةُ الأَخْلافِ ، والضَّيِّقَةُ الأَحاليلِ ، والتي إذا مَشَتْ جَرَّتْ فَراسِنَها على الأرض ،
      ـ سَحوفُ من الغَنَمِ : الرَّقيقَةُ صُوفِ البَطْنِ ، والمَطْرَةُ التي تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به ،
      ـ سَحوفُ من الرَّحى : صَوْتُها إذا طَحَنَتْ ، وصَوتُ الشَّخْبِ .
      ـ سُحافُ : السِّلُّ ، وهو مَسْحوفٌ : مَسْلُولٌ .
      ـ ناقَةٌ أُسْحوفُ الأَحاليلِ ، وإِسْحَوْفُ : واسِعَتُها ، أو كثيرَةُ اللَّبَنِ يُسْمَعُ لصَوْتِ شَخْبِها سَحْفَةٌ .
      ـ أُسْحُفانُ : نَبْتٌ له قُرونٌ كاللُّوبِياء لا يُؤْكَلُ ولا يُرْعَى ، يُتَداوَى به من النَّسَا .
      ـ سَيْحَفُ وسِيَحْفُ وسِيْحِفُ ،
      ـ وكحِنْفِسٍ : النَّصْلُ العَريضُ ، أو الطَّويلُ ، والرَّجُلُ الطَّويلُ .
      ـ رَجُلٌ سَيْحَفِيُّ اللِّسانِ : لَسِنٌ ،
      ـ سَيْحَفِيُّ اللِّحْيَةِ : طَويلُها ، كسَيْحَفانِيِّها .
      ـ دَلْوٌ سَحوفٌ : تَجْحَفُ ما في البِئرِ من الماءِ .
      ـ صِحافٌ فيها سِحافٌ : شُحُومٌ .
      ـ مِسْحَفَةٌ : التي يُقْشَرُ بها اللَّحْمُ .
      ـ مَسْحَفُ الحَيَّةِ : أثَرُها في الأرضِ .
      ـ سَحْفَتَانِ : جانِبا العَنْفَقَةِ .
      ـ سَحْفَةُ : الشَّحْمَةُ التي على الظَّهْرِ ،
      ـ أسْحَفَ : باعَها .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. سَيْرُ
    • ـ سَيْرُ : الذَّهابُ ، كالمَسِيرِ والتَّسْيارِ والمَسِيرَةِ والسَّيْرُورَةِ ، وسارَ يَسِيرُ وسارَهُ غيرُهُ وأسارَهُ وسارَ به وسَيَّرَهُ ، والاسمُ : السِّيرَةُ . وطريقٌ مَسُورٌ ورجلٌ مَسُورٌ به .
      ـ سَيْرَةُ : الضَّرْبُ من السَّيْرِ .
      ـ سُوَرَةُ : الكثيرُ السَّيْرِ .
      ـ سِيرَةُ : السُّنَّةُ ، والطريقةُ ، والهيْئَةُ ، والمِيرَةُ .
      ـ سَيْرُ : الذي يُقَدُّ من الجِلْدِ ، ج : سُيُورٌ ، وإليه نُسِبَ المُحَدِّثانِ : الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ ، وعبدُ المَلِكِ بنُ أحمدَ السُّيُورِيَّانِ ، وبلد شَرْقِيَّ الجَنَدِ ، منه يحيى بنُ أبي الخَيْرِ السَّيْرِيُّ العُمْرانِيُّ ، صاحبُ ‘‘ البيانِ ’‘ و ’‘ الزَّوائِد ’‘.
      ـ هَبيرُ سَيَّارٍ : رَمْلٌ نَجْدِيُّ كانتْ به وقْعَةٌ .
      ـ سَيَّارُ بنُ بَكْرٍ : صحابِيٌّ ، وفي التابعينَ والمُحَدِّثِينَ : جماعةٌ .
      ـ سَيَّارِيُّونَ : جماعةٌ ، منهم عُمَرُ بنُ يَزيدَ السَّيَّاريُّ .
      ـ سَيَّارَةُ : القافِلَةُ .
      ـ أبو سَيَّارَةَ : عُمَيْلَةُ بنُ خالدٍ العَدَوانِيُّ ، كان له حِمارٌ أسْوَدُ ، أجازَ الناسَ عليه من المُزْدَلِفةِ إلى مِنًى أرْبَعينَ سنةً ، وكان يقولُ : أشْرِقْ ثَبيرْ كَيْما نُغيرْ ، أي : كَيْ نُسْرِعَ إلى النَّحْرِ ، فقيلَ : ‘‘ أصَحُّ من عَيرِ أبي سَيَّارَةَ ’‘.
      ـ سِيَرَاءُ : نَوْعٌ من البُرُودِ فيه خُطُوطٌ صُفْرٌ ، أو يُخالِطُه حَريرٌ ، والذهبُ الخالصُ ، ونَبْتٌ يُشْبِهُ الخُلَّةَ ، والقِرْفَةُ اللازِقةُ بالنَّواةِ ، وحِجابُ القَلْبِ ، وجَريدَةُ النخلةِ .
      ـ سَيِّرانُ : موضع .
      ـ سِيرَوانُ : كُورَةُ ماسَبَذانَ ، أو كُورةٌ بِجَنْبِها ، وقرية بِمصْرَ ، منها أحمدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ مُعاذٍ ، وموضع بفارِسَ ، وموضع قُرْبَ الرَّيِّ .
      ـ سارُ الشيءِ : سائرُهُ ، وذُكِرَ في س أ ر .
      ـ سَيَّرَ الجُلَّ عن الفرسِ : نَزَعَه ،
      ـ سَيَّرَ المَثَلَ : جَعَلَهُ سائراً ،
      ـ سَيَّرَ سِيرَةً : جاءَ بأحاديثِ الأَوائِلِ ،
      ـ سَيَّرَ المرأةُ خِضابَها : خَطَّطَتْهُ .
      ـ مُسَيَّرُ : ثَوْبٌ فيه خُطوطٌ ، واسمٌ ، ( وحَلْواءُ ).
      ـ تَسَيَّرَ جِلْدُه : تَقَشَّرَ .
      ـ اسْتارَ : امْتارَ ،
      ـ اسْتارَ بِسِيرَتِهِ : اسْتَنَّ بسُنَّتِهِ .
      ـ سَيَرُ : موضع بينَ بَدْرٍ والمدينةِ ، قَسَمَ فيه النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، غَنائمَ بَدْرٍ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. وسج
    • وسج - يسج ، وسجا ووسيجا ووسجانا
      1 - وسج الجمل : أسرع

    المعجم: الرائد

  5. وسج
    • " الوَسْجُ والوَسِيجُ : ضَرْب من سير الإِبل .
      وَسَجَ البعيرُ يَسِجُ وَسْجاً ووَسِيجاً ، وقد وَسَجَتِ الناقةُ تَسِجُ وَسْجاً ووَسِيجاً ووَسَجاناً ، وهي وَسُوجٌ : أَسرعت ، وهو مشي سريع ، وأَوسَجْتُه أَنا : حَمَلْتُه على الوَسْجِ ؛ قال ذو الرمة : والعِيسُ ، من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً ، يُنْحَزْنَ من جانِبَيْها ، وهي تَنْسَلِبُ وبعير وَسَّاجٌ كذلك .
      وقوله يُنْحَزْنَ : يُركَلْنَ بالأَعْقابِ .
      والانسلابُ : المَضاءُ .
      والعَسْجُ : سَيْرٌ فوق الوَسْجِ .
      النضر والأَصمعي : أَول السير الدَّبِيبُ ثم العَنَقُ ثم التَّزَيُّدُ ثم الذَّمِيلُ ثم العَسْجُ والوَسْجُ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  6. حبط
    • " الحَبَط مثل العَرَبِ : من آثارِ الجُرْحِ .
      وقد حَبِطَ حَبَطاً وأَحْبَطَه الضرْبُ .
      الجوهري : يقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً ، بالتحريك ، أَي عَرِب ونُكس .
      ابن سيده : والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ يَسْتَوْبِلُه ، وقد حَبِطَ حَبَطاً ، فهو حَبِطٌ ، وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ ، وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ .
      قال الجوهري : الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها .
      وحَبِطتِ الشاة ، بالكسر ، حَبَطاً : انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ ، وهو الحَنْدَقُوقُ .
      الأَزهري : حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً ، فهو حَبِطٌ .
      وفي الحديث : وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ ، وذلك الدَّاء الحُباطُ ، قال : ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ ، وهو الاضْطِرابُ .
      قال الأَزهريّ : وأَما قول النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ ، فإِن أَبا عبيد فسر الحَبَطَ وترك من تفسير هذا الحديث أَشياء لا يَستغْني أَهلُ العلمِ عن مَعْرِفتها ، فذكرت الحديث على وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما يحتاجُ من تفسيره ، فقال وذَكره سنده إِلى أَبي سعيد الخدري انه ، قال : جلس رسولُ اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال : إِني أَخاف عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها ، قال : فقال : ‏ رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه ؟، قال : فسكت عنه رسولُ اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ عنه الرُّحضاء وقال : أَين هذا السائلُ ؟ وكأَنه حَمِدَه ؛ فقال : إِنه لا يأْتي الخيرُ بالشرّ ، وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ إِلاّ آكِلةَ الخَضِر ، فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ ، وإِن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ ، ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ ؛ أَو كما ، قال رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم : وإِنه مَن يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة .
      قال الأَزهري : وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ معناه ، وفيه مثلان : ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع مَنْعِ ما جمَع من حقّه ، والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال وبذْلِه في حقِّه ، فأَما قوله : صلّى اللّه عليه وسلّم : وإِنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حبَطاً ، فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع ، وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ ، كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ ، وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود فقوله ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت ، وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية فتُهْلِكه أَكلاً ، ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ ويُبْسِه ، قال : وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه ؛ قال : وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات الصيف في قوله : كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ ، إِذا أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ الرَّبيع ، والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه ، قال : وبناتُ مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف ، قال : وأَما الخُضارةُ فهي من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة ، فضرب النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها ولا يُسْرِفُ في قَمِّها (* قوله « قمها » أي جمعها كما بهامش الأصل .) والحِرص عليها ، وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر ، أَلا ترا ؟

      ‏ قال : فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت ؟ وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها ، وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها ، وقوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة الخضر .
      وأَما قول النبي ، صلّى اللّه عليه وسلّم : إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلْوة ، ههنا الناعمة الغَضّةُ ، وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه ، ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ نَعْمَتِها في دنياه وآخرته .
      والحَبطُ : أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها .
      ابن سيده : والحَبطُ في الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ ، وقيل : الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره .
      وحَبِطَ جِلدُه : وَرِمَ .
      ويقال : فرس حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كان مُنْتَفِخَ الخاصرتين ؛ ومنه قول الجعدي : فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفَيْنِ ، يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَب ؟

      ‏ قال : ولا يقولون حَبِط الفرسُ حتى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه .
      واحْبَنْطَأَ الرجلُ : انتفخ بطنه .
      والحَبَنْطَأُ ، يهمز ولا يهمز : الغَلِيظ القَصِير البطِينُ .
      قال أَبو زيد : المُحْبَنْطِئ ، مهموز وغير مهموز ، الممْتَلئ غضَباً ، والنون والهمزة والأَلف والباء زَوائدُ للإلحاق ، وقيل : الأَلف للإلحاق بسفرجل .
      ورجل حَبَنْطىً ، بالتنوين ، وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ ، وقد احْبَنْطَيْتَ ، فإِن حَقَّرْتَ فأَنت بالخيار إِن شئت حذفت النون وأَبدلت من الأَلف ياء وقلت حُبَيْطٍ ، بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف ليست للتأْنيث فيفتح ما قبلها كما نفتح في تصغير حُبْلى وبُشْرى ، وإِن بقَّيت النون وحذفت الأَلف قلت حُبَيْنِطٌ ، وكذلك كل اسم فيه زيادتان للإلحاق فاحذف أَيَّتَهما شئت ، وإِن شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ من المحذوف في الموضعين ، وإِن شئتَ لم تُعَوِّضْ ، فإِن عوَّضت في الأَوّل قلت حُبَيِّطٍ ، بتشديد الياء والطاء مكسورة ، وقلت في الثاني حُبَيْنِيطٌ ، وكذلك القول في عَفَرْنى .
      وامرأَة حَبَنْطاةٌ : قصيرة دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ .
      والحَبَنْطى : المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة .
      وحكى اللحياني عن الكسائي : رجل حَبَنْطىً ، مقصور ، وحِبَنْطىً ، مكسور مقصور ، وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غيظاً أَو بِطنة ؛

      وأَنشد ابن بري للراجز : إِني إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِي ، ولا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّ ؟

      ‏ قال وقال في المهموز : ما لك تَرْمِي بالخَنى إِلينا ، مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علينا ؟ وقد ترجم الجوهري على حَبْطَأَ .
      قال ابن بري : وصوابه أَن يذكر في ترجمة حبط لأَن الهمزة زائدة ليست بأَصلية ، وقد احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت ، وكل ذلك من الحبَطِ الذي هو الورَمُ ، ولذلك حكم على نونه وهمزته أَو يائه أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل .
      والمُحْبَنْطِئُ : اللاَّزِقُ بالأَرض .
      وفي الحديث : إِن السِّقط ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة ، فسروه مُتَغَضِّباً ، وقيل : المُحْبَنْطِي المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء ، وبالهمز العظيم البطن ، قال ابن الأَثير : المُحْبَنْطِئُ ، بالهمز وتركه ، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء ، وقيل : هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء .
      يقال : احبنطأْت واحْبَنْطَيْت ، والنون والهمزة والأَلف والياء زوائد للإلحاق .
      وحكى ابن بري المُحْبَنطِي ، بغير همز ، المتغضِّبُ ، وبالهمز المنتفخ .
      وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً : عَمِلَ عَملاً ثم أَفْسَدَه ، واللّه أَحْبَطه .
      وفي التنزيل : فأَحْبَطَ أَعمالَهم .
      الأَزهري : إِذا عمل الرجل عملاً ثم أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه ، وأَحْبَطَه صاحبُه ، وأَحْبَطَ اللّه أَعمالَ من يُشْرِكُ به .
      وقال ابن السكيت : يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً وحُبُوطاً ، فهو حَبْطٌ ، بسكون الباء ، وقال الجوهري : بطل ثوابه وأَحبطه اللّه .
      وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ : فقد حبَط عملُه ، بفتح الباء ، وقال : يَحْبِطُ حُبوطاً ، قال الأَزهري ، ولم أَسمع هذا لغيره ، والقراءة : فقد حَبِط عملُه .
      وفي الحديث : أَحْبَط اللّه عمله أَي أَبْطَلَه ، قال ابن الأَثير : وأَحْبَطه غيرُه ، قال : وهو من قولهم حَبِطَت الدابةُ حَبطاً ، بالتحريك ، إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل حتى تنتفخ فتموت .
      والحَبَطُ والحَبِطُ : الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم ، سمي بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا إليه ، وقيل : إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله ، والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ : أَبناؤه على جهة النسَب ، والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ ، وهم من تميم ، والقياس الكسر ؛ وقيل : الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو .
      وقال ابن الأَعرابي : ولقي دَغْفَلٌ رجلاً فقال له : ممن أَنت ؟، قال : من بني عمرو بن تميم ، قال : إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ ، فالحبطات عُنُقُها ، والقُلَيْبُ رأْسها ، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها ، والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها ، ومازنٌ مِخْلَبُها ، وكَعْب ذنبها ، يعني بالجثوة بدنها ورأَْسها .
      الأَزهري : الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد الحَبَطِيُّ ، يقال : فلان الحبطي ، قال : وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ ، قالوا حَبَطِيٌّ ، وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ ، وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ ، وذلك أَنهم كرهوا كثرة الكسرات ففتحوا ؛ قال الأَزهري : ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ ، وكذلك عملُ المنافق يَحْبَطُ ، غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً ، وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً ، كذلك أُثبت لنا ؛ عن ابن السكيت وغيره .
      ويقال : حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ .
      وحَبِطَتِ البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها .
      وقال أَبو عمرو : الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء الرّكيّة فلا يعود كما كان .
      "

    المعجم: لسان العرب

  7. سير
    • " السَّيْرُ : الذهاب ؛ سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وتَسْياراً يذهب بهذه الأَخيرة إِلى الكثرة ؛

      قال : فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ منها ، وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ ، بِيضٌ مَحَافِرُهْ وفي حديث حذيفة : تَسايَرَ عنه الغَضَبُ أَي سارَ وزال .
      ويقال : سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها .
      ويقال : بارك الله في مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك ؛ قال الجوهري : وهو شاذ لأَن قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ ، بالفتح ، والاسم من كل ذلك السِّيرَةُ .
      حكى اللحياني : إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ ؛ وحكى ابن جني : طريق مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به ، وقياس هذا ونحوه عند الخليل أَن يكون مما تحذف فيه الياء ، والأَخفش يعتقد أَن المحذوف من هذا ونحوه إِنما هو واو مفعول لا عينه ، وآنسَهُ بذلك : قدْ هُوبَ وسُورَ به وكُولَ .
      والتَّسْيارُ : تَفْعَالٌ من السَّيْرِ .
      وسايَرَهُ أَي جاراه فتسايرا .
      وبينهما مَسِيرَةُ يوم .
      وسَيَّرَهُ من بلده : أَخرجه وأَجلاه .
      وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة : نزعته عنه .
      وقوله في الحديث : نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ ؛ أَي المسافة التي يسار فيها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ ، أَو هو مصدر بمعنى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ من العَيْشِ والعَجْزِ .
      والسَّيَّارَةُ : القافلة .
      والسَّيَّارَةُ : القوم يسيرون أُنث على معنى الرُّفْقَةِ أَو الجماعة ، فأَما قراءَة من قَرأَ : تلتقطه بعض السَّيَّارةِ ؛ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَيَّارَةٌ .
      وقولهم : أَصَحُّ من عَيْر أَبي سَيَّارَةَ ؛ هو أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كان يدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعين سنة على حماره ؛ قال الراجز : خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَهْ ، وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ ، حَتَّى يُجِيزَ سالماً حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها ، يتعدّى ولا يتعدَّى .
      ابن بُزُرج : سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها ، وإِذا أَردت بها المَرْعَى قلت : أَسَرْتُها إِلى الكلإِ ، وهو أَن يُرْسِلُوا فيها الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ .
      والدابة مُسَيَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها والرجل سائرٌ لها ، والماشية مُسَارَةٌ ، والقوم مُسَيَّرُونَ ، والسَّيْرُ عندهم بالنهار والليل ، وأَما السُّرَى فلا يكون إِلا ليلاً ؛ وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً ؛

      قال : فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْلُ ، وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرجال ، وقد يجوز أَن يكون أَراد : وسارت إِلى الرجال بالرجال فحذف حرف الجر ونصب ، والأَول أَقوى .
      وأَسَارها وسَيَّرَها : كذلك .
      وسايَرَهُ : سار معه .
      وفلان لا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كان كذاباً .
      والسَّيْرَةُ : الضَّرْبُ من السَّيْرِ .
      والسُّيَرَةُ : الكثير السَّيْرِ ؛ هذه عن ابن جني .
      والسِّيْرَةُ : السُّنَّةُ ، وقد سَارتْ وسِرْتُها ؛ قال خالد بن زهير ؛ وقال ابن بري : هو لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب ، وكان أَبو ذؤيب يرسله إِلى محبوبته فأَفسدها عليه فعاتبه أَبو ذؤيب في أَبيات كثيرة فقال له خالد : فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا لَفِيكَ ، ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر ، وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةِ أَنْتَ سِرْتَها ، فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يقول : أَنت جعلتها سائرة في الناس .
      وقال أَبو عبيد : سارَ الشيءُ وسِرْتُه ، فَعَمَّ ؛

      وأَنشد بيت خالد بن زهير .
      والسِّيرَةُ : الطريقة .
      يقال : سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً .
      والسَّيرَةُ : الهَيْئَةُ .
      وفي التنزيل العزيز : سنعيدها سِيرَتَها الأُولى .
      وسَيَّرَ سِيرَةً : حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل .
      وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس : شاع .
      ويقال : هذا مَثَلٌ سائرٌ ؛ وقد سَيرَ فلانٌ أَمثالاً سائرة في الناس .
      وسائِرُ الناس : جَمِيعُهم .
      وسارُ الشيء : لغة في سَائِرِه .
      وسارُه ، يجوز أَن يكون من الباب لسعة باب « س ي ر » وأَن يكون من الواو لأَنها عين ، وكلاهما قد قيل ؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبية : وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا ، فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ ، وهي أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها ؛ التهذيب : وأَما قوله : وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهلَ اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمثال هذا الموضع بمعنى الباقي ، من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها .
      وقولهم : سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ ، وفيه إِضمار كأَنه ، قال : سِرْ ودَعْ عنك المِراء والشك .
      والسِّيرَةُ : المِيرَةُ .
      والاسْتِيارُ : الامْتِيار ؛ قال الراجز : أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ ، ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ ، بُعْدَ المُسْتَارْ

      ويقال : المُسْتَارُ في هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ ، والسَّيْرُ : ما يُقَدُّ من الجلد ، والجمع السُّيُورُ .
      والسَّيْرُ : ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولاً .
      والسِّيْرُ : الشِّرَاكُ ، وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ .
      وثوب مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ : مثل السُّيُورِ ؛ وفي التهذيب : إِذا كان مُخَطَّطاً .
      وسَيَّرَ الثوب والسَّهْم : جَعَلَ فيه خُطوطاً .
      وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ : مُخَطَّطَةٌ .
      والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَارُ : ضَرْبٌ من البُرُودِ ، وقيل : هو ثوب مُسَيَّرٌ فيه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّيورِ ، وقيل : بُرُودٌ يُخالِطها حرير ؛ قال الشماخ : فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ مِنَ السِّيَرَاءِ ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وقيل : هي ثياب من ثياب اليمن .
      والسِّيَرَاءُ : الذهب ، وقيل : الذهب الصافي .
      الجوهري : والسِّيَرَاءُ ، بكسر السين وفتح الياء والمدِّ : بُردٌ فيه خطوط صُفْرٌ ؛ قال النابغة : صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا ، كالغُصْنِ ، في غُلَوَائِهِ ، المُتَأَوِّدِ وفي الحديث : أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ ؛ قال ابن الأَثير : هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسُّيُورِ ، وهو فِعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ ؛ قال : هكذا روي على هذه الصفة ؛ قال : وقال بعض المتأَخرين إِنما هو على الإِضافة ، واحتج بأَن سيبويه ، قال : لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً ، وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بالحرير الصافي ومعناه حُلَّةَ حرير .
      وفي الحديث : أَعطى عليّاً بُرْداً سِيَرَاءَ ، قال : اجعله خُمُراً وفي حديث عمر : رأَى حلةً سِيَرَاء تُباعُ ؛ وحديثه الآخر : إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وعليه حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فيها خطوط من إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ .
      والسِّيَرَاءُ : ضَرْبٌ من النَّبْتِ ، وهي أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ ؛ واستعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وهو حجابه فقال : نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له ، في القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ ، نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ : الجريدة من جرائد النَّخْلِ .
      ومن أَمثالهم في اليأْسِ من الحاجة قولهم : أَسائِرَ اليومِ وقد زال الظُّهر ؟ أَي أَتطمع فيها بعد وقد تبين لك اليأْس ، لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وقد زال الظهر وجب أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منه بغروب الشمس .
      وفي حديث بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ ، هو بفتح السين (* قوله : « بفتح السين إِلخ » تبع في هذا الضبط النهاية ، وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل ، بالتحريك ) وتشديد الياء المكسورة كَثَيِّبٍ ، بين بدر والمدينة ، قَسَمَ عنده النبي ، صلى الله عليه وسلم ، غنائم بَدْرٍ .
      وسَيَّارٌ : اسم رجل ؛ وقول الشاعر : وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ وقد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ، أَراد : بثعلبة بن سَيَّارٍ فجعله سَيْراً للضرورة لأَنه لم يُمْكنه سيار لأَجل الوزن فقال سَيْرٍ ؛ قال ابن بري : البيت للمُفَضَّل النُّكْرِي يذكر أَنَّ ثعلبة بن سَيَّار كان في أَسرِه ؛ وبعده : يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا ، يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ : جمع مَذْقَة ، اللبن المخلوط بالماء .
      والزنيق : المزنوق بالحَبْلِ ، أَي هو أَسِيرٌ عندنا في شدة من الجَهْدِ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  8. حلف
    • " الحِلْفُ والحَلِفُ : القَسَمُ لغتان ، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً ، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مَفْعُولٍ مثل الـمَجْلُودِ والـمَعْقُولِ والـمَعْسُور والـمَيْسُورِ ، والواحدة حَلْفةٌ ؛ قال امْرؤُ القيس : حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ : لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي ويقولون : مَحْلُوفةً باللّه ما ، قال ذلك ، ينصبون على إضمار يَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً ، والمحلوفةُ هو القَسَمُ .
      الأَزهري عن الأَحمر : حَلَفْتُ محلوفاً مصدر .
      ابن بُزُرج : لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ ، يريد ومَحْلُوفِه فمَدَّها .
      وحَلَفَ أُحْلُوفة ؛ هذه عن اللحياني .
      ورجل حالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ : كثير الحَلِفِ .
      وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلفته بمعنًى واحد ، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه ، وقد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه وأَحْلَفَه ؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ : قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ وفي الحديث : مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها ؛ الحَلِفُ : اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته .
      وفي حديث حذيفة ، قال له جُنْدَبٌ : تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد سَمِعْته من رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، فلا تَنهاني ؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين .
      والحِلْفُ ، بالكسر ، العَهْد يكون بين القوم .
      وقد حالَفَه أَي عاهَدَه ، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا .
      وفي حديث أَنس : حالَفَ رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا مرَّتين أَي آخَى بينهم ، وفي رواية : حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام .
      وفي حديث آخر : لا حِلْف في الإسلام .
      قال ابن الأَثير : أَصل الحِلْف الـمُعاقدةُ والـمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله ، صلى اللّه عليه وسلم : لا حِلْف في الإسلام ، وما كان منه في الجاهلية على نَصْرِ الـمَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ الـمُطَيِّبِينَ وما جَرى مَجْراه فذلك الذي ، قال فيه رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : وأَيُّمَا حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً ، يريد من الـمُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ ، وبذلك يجتمع الحديثان ، وهذا هو الحِلْفُ الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والـمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام ، وقيل : الـمُحالفة كانت قبل الفتح ، وقوله لا حِلْفَ في الإسلام ، قاله زمن الفتح ؛ فكان ناسخاً وكان ، عليه السلام ، وأَبو بكر من الـمُطَيَّبينَ وكان عمر من الأَحْلافِ ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ : عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ .
      والحَلِيفُ : الـمُحالِفُ .
      الليث : يقال حالَف فلان فلاناً ، فهو حَليفه ، وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء ، فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال : فلان حَلِيفُ الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ ؛

      وأَنشد قول الأَعشى : وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما لِ ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه .
      ابن الأَعرابي : الأَحْلافُ في قريش خمس قبائل : عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب ، سُمُّوا بذلك لـمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ ، وأَبَتْ بَنُو عبد الدار ، عَقَدَ كلّ قوم على أَمـْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا ، فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مـملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد عند الكعبة ، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين ، وتَعاقَدت بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ ؛ وقال الكميت يذكرهم : نَسَباً في الـمُطَيَّبينَ وفي الأَحْلافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُور ؟

      ‏ قال : وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ ، قال : كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال : نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم ، قال : الذي كان قبلها خير منها ، كان رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين ، وكان عمر من الأَحْلافِ ، يعني إمارة عمر .
      وسمع ابن عباس نادِبة عمر ، رضي اللّه عنه ، وهي تقول : يا سيِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس : نعم والـمُحْتَلَفِ عليهم ، يعني الـمُطيبين .
      قال الأَزهري : وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن ال قُتَيْبي ذكر الـمُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة على وجهها ، قال : وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً .
      وفي حديث ابن عباس : وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية الأَحْلافيِّ ، يريد أَبا بكر وعمر ، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأَحْلاف ؛ قال ابن الأَثير : وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن ال أَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج ، والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم : أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على التَّناصُرِ ؛ قال ابن بري : والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله : تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها ، وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْل ؟

      ‏ قال : وفي قوله أَيضاً : أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً وذِبْيان : هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ ؟

      ‏ قال ابن سيده : والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم .
      ابن سيده : الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ .
      والجمع أَحلاف .
      وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً ، وهو حِلْفُه وحَليفه ؛ وقول أَبي ذؤيب : فَسَوْفَ تَقُولُ ، إنْ هِيَ لم تَجِدْني : أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الحَلِيفُ ؟ الحَلِيف : الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ ، والجمع أَحْلافٌ وحُلَفاء ، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء .
      الجوهري : والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك والأَحْلافُ ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان ، ويقال أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة .
      ابن سيده : كل شيء مُخْتَلَف فيه ، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ ، ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ ، وذلك أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل ، فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به .
      وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف .
      الأَزهري : ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا ؛ قال الكميت : أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُو مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان : أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ‏ ليس ‏ بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر ، وهو الفاجر .
      ويقال : كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته ، وكُمَيْتٌ غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ .
      وفي الصحاح : كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ ، وهو الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى ، ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ ؛ قال ابن كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه : تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ : أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ ؟ كَمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ، ولكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك ، والصِّرْفُ : شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ .
      وقال ابن الأَعرابي : معنى مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً ، والصحيح هو الأَول .
      والـمُحْلِفُ من الغِلمان : المشكوك في احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلى الحلف .
      الليث : أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم ، قال : وقال بعضهم قد أَحْلَفَ .
      قال أَبو منصور : أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنى خطأ ، إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إليه ، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك ، وقائل يقول غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله .
      وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على أَمر صحيح ، فهو مُحْلِفٌ .
      والعرب تقول للشيء الـمُخْتَلَفِ فيه : مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ .
      والحَلِيفُ : الحَديدُ من كل شيء ، وفيه حَلافةٌ ، وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ .
      وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد .
      قال الأَزهري : أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء .
      وفي حديث الحجاج أَنه ، قال ليزيد بن الـمُهَلَّب : ما أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض .
      والحَلَفُ والحَلْفاء : من نَباتِ الأَغْلاثِ ، واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة ؛ قال سيبويه : حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد ، أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة التأْنيث ، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك ، ولم يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث ، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة ، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر .
      وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ : كثيرة الحَلْفاء .
      وقال أَبو حنيفة : أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء .
      الليث : الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ .
      قال الأَزهري : الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل والخوص ، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ ، الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ .
      وقال سيبويه : الحلفاء واحد وجمع ، وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع .
      ابن الأَعرابي : الحَلْفاء الأَمـَةُ الصَّخَّابة .
      الجوهري : الحَلْفاء نبت في الماء ، وقال الأَصمعي : حَلِفة ، بكسر اللام .
      وفي حديث بدر : أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فقال : مَن أَنت ؟، قال : أَنا الذي في الحَلْفاء ؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء ، وهو نبت معروف ، وقيل : هو قصب لم يُدْرِكْ .
      والحلفاء : واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء ، وقيل : واحدته حَلْفاةٌ .
      وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ : اسْمان .
      وذو الحُلَيْفةِ : موضعٌ ؛ وقال ابن هَرْمةَ : لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ مِنْ ذي الحُلَيْفِ ، فصَبَّحُوا الـمَسْلُوقا يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ ، ويجوز أَن يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في قوله وهو كثير عَزَّةَ : لَعَمْري ، لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَحَّلَتْ وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ ، واللّه أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  9. جزي
    • " الجَزاءُ : المُكافأََة على الشيء ، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه مُجازاةً وجِزَاءً ؛ وقول الحُطَيْئة : منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَه ؟

      ‏ قال ابن سيده :، قال ابن جني : ظاهر هذا أَن تكون جَوازِيَه جمع جازٍ أَي لا يَعْدَم جَزاءً عليه ، وجاز أَن يُجْمَع جَزَاءٌ على جَوازٍ لمشابهة اسم الفاعل للمصدر ، فكما جمع سَيْلٌ على سَوائِل كذلك يجوز أَن يكون جَوَازِيَهُ جمع جَزَاءٍ .
      واجْتَزاه : طَلبَ منه الجَزاء ؛

      قال : يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما يُجْتَزَى والجازِيةُ : الجَزاءُ ، اسم للمصدر كالعافِية .
      أَبو الهيثم : الجَزاءُ يكون ثواباً ويكون عقاباَ .
      قال الله تعالى : فما جَزاؤُه إِن كنتم كاذبين ، قالوا جَزاؤُه من وُجِدَ في رَحْله فهو جَزاؤُه ؛ قال : معناه فما عُقُوبته إِنْ بان كَذِبُكم بأَنه لم يَسْرِقْ أَي ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن ظَهَر عليه ؟، قالوا : جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ في رَحْله أَي الموجود في رحله كأَنه ، قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذي يوجد في رَحْله سُنَّة ، وكانت سُنَّة آل يعقوب .
      ثم وَكَّده فقال فهو جَزاؤه .
      وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال :، قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر ، قال : وغيره يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ .
      ويقال : هذا حَسْبُك من فلان وجازِيكَ بمعنىً واحد .
      وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجل أَي حَسْبُك ؛ وأَما قوله : جَزَتْكَ عني الجَوَازي فمعناه جَزتْكَ جَوازي أَفعالِك المحمودة .
      والجَوازي : معناه الجَزاء ، جمع الجازِية مصدر على فاعِلةٍ ، كقولك سمعت رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ ؛ قال أَبو ذؤَيب : فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً ، فتلك الجَوازي عُقْبُها ونَصِيرُها أَي جُزِيتَ كما فعَلْتَ ، وذلك لأَنه اتَّهَمه في خليلتِه ؛ قال القُطاميُّ : وما دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ جَزتْكُمْ ، يا بَني جُشَمَ ، الجوازي أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم ولا مِنَّةَ لي عليكم .
      الجوهري : جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً .
      ويقال : جازَيْتُه فجَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه .
      التهذيب : ويقال فلانٌ ذو جَزاءٍ وذو غَناءٍ .
      وقوله تعالى : جَزاء سيئة بمثلها ؛ قال ابن جني : ذهب الأَخفش إِلى أَن الباء فيها زائدة ، قال : وتقديرها عنده جَزاءُ سيئة مثلُها ، وإِنما استدل على هذا بقوله : وجَزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها ؛ قال ابن جني : وهذا مذهب حسن واستدلال صحيح إِلا أَن الآية قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْويلين آخرين : أَحدهما أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر ، كأَنه ، قال جزاءُ سيئة كائنٌ بمثلها ، كما تقول إِنما أَنا بك أَي كائنٌ موجود بك ، وذلك إِذا صَغَّرت نفسك له ؛ ومثله قولك : توكلي عليك وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك ، فتخبر عن المبتدإِ بالظرف الذي فِعْلُ ذلك المصدر يتَناوَلُه نحو قولك : توكلت عليك وأَصغيت إِليك وتوجهت نحوك ، ويدل على أَنَّ هذه الظروفَ في هذا ونحوه أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها عليها ، ولو كانت المصادر قبلها واصلة إِليها ومتناولة لها لكانت من صلاتها ، ومعلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو شيءٍ منها على الموصول ، وتقدُّمُها نحوُ قولك عليك اعتمادي وإِليك توجهي وبك استعانتي ، قال : والوجه الآخر أَن تكون الباء في بمثلها متعلقة بنفس الجزاء ، ويكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء وخبرة محذوف ، كأَنه جزاءُ سيئة بمثلها كائن أَو واقع .
      التهذيب : والجَزاء القَضاء .
      وجَزَى هذا الأَمرُ أَي قَضَى ؛ ومنه قوله تعالى : واتَّقُوا يوماً لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً ؛ يعود على اليوم والليلة ذكرهما مرة بالهاء ومرة بالصفة ، فيجوز ذلك كقوله : لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً ، وتُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول لا تَجْزي فيه نفسٌ عن نفس شيئاً ، قال : وكان الكسائي لا يُجِيزُ إِضمار الصفة في الصلة .
      وروي عن أَبي العباس إِضمارُ الهاء والصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزي وتَجْزي فيه إِذا كان المعنى واحداً ؛ قال : والكسائي يضمر الهاء ، والبصريون يضمرون الصفة ؛ وقال أَبو إِسحق : معنى لا تَجْزي نفس عن نفس شيئاً أَي لا تَجْزي فيه ، وقيل : لا تَجْزيه ، وحذف في ههنا سائغٌ لأَن في مع الظروف محذوفة .
      وقد تقول : أَتيتُك اليومَ وأَتيتُك في اليوم ، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فيه ، ويجوز أَن تقول أَتَيْتُكه ؛

      وأَنشد : ويوماً شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً قَليلاً ، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ ، نَوافِلُهْ أَراد : شهدنا فيه .
      قال الأَزهري : ومعنى قوله لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً ، يعني يوم القيامة لا تَقْضِي فيه نفْسٌ شيئاً : جَزَيْتُ فلاناً حَقَّه أَي قضيته .
      وأَمرت فلاناً يَتَجازَى دَيْني أَي يتقاضاه .
      وتَجازَيْتُ دَيْني على فلان إِذا تقاضَيْتَه .
      والمُتَجازي : المُتَقاضي .
      وفي الحديث : أَن رجلاً كان يُدايِنُ الناس ، وكان له كاتبٌ ومُتَجازٍ ، وهو المُتَقاضي .
      يقال : تَجازَيْتُ دَيْني عليه أَي تقاضَيْته .
      وفسر أَبو جعفر بن جرير الطَّبَرِيُّ قوله تعالى : لا تَجْزي نفْسٌ عن نفس شيئاً ، فقال : معناه لا تُغْني ، فعلى هذا يصح أَجْزَيْتُك عنه أَي أَغنيتك .
      وتَجازَى دَيْنَه : تقاضاه .
      وفي صلاة الحائض : قد كُنَّ نساءُ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين ؟ ومنه قولهم : جَزاه الله خيراً أَي أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته .
      وفي حديث ابن عمر : إِذا أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ جَزَى عنك ، وروي بالهمز .
      وفي الحديث : الصومُ لي وأَنا أَجْزي به ؛ قال ابن الأَثير : أَكثَرَ الناسُ في تأْويل هذا الحديث وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عليه بنفسه عز وجل ، وإِن كانت العباداتُ كلها له وجَزاؤها منه ؟ وذكروا فيه وُجُوهاً مدارُها كلها على أَن الصوم سرٌّ بين الله والعبد ، لا يَطَّلِع عليه سواه ، فلا يكون العبد صائماً حقيقة إِلاَّ وهو مخلص في الطاعة ، وهذا وإِن كان كما ، قالوا ، فإِن غير الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة ، أَو في ثوب نجس ، ونحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إِلاَّ الله وصاحبها ؛ قال : وأَحْسَنُ ما سمعت في تأْويل هذا الحديث أَن جميع العبادات التي ُتقرب بها إِلى الله من صلاة وحج وصدقة واعتِكاف وتَبَتُّلٍ ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وغير ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها ما كانوا يتخذونه من دون الله أَنداداً ، ولم يُسْمَع أَن طائفة من طوائف المشركين وأَرباب النِّحَلِ في الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرَّبت إِليها به ، ولا عرف الصوم في العبادات إِلاَّ من جهة الشرائع ، فلذلك ، قال الله عزَّ وجل : الصومُ لي وأَنا أَجْزي به أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري ، فأَنا حينئذ أَجْزي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي ، لا أَكِلُه إِلى أَحد من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي ؛ قال محمد بن المكرم : قد قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن ، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن الأَثير هذا بالاستحسان دونها ، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن : فمنها أَنه أَضافه إِلى نفسه تشريفاً وتخصيصاً كإِضافة المسجد والكعبة تنبيهاً على شرفه لأَنك إِذا قلت بيت الله ، بينت بذلك شرفه على البيوت ، وهذا هو من القول الذي استحسنه ابن الأَثير ، ومنها الصوم لي أَي لا يعلمه غيري لأَن كل طاعة لا يقدر المرء أَن يخفيها ، وإِن أَخفاها عن الناس لم يخفها عن الملائكة ، والصوم يمكن أَن ينويه ولا يعلم به بشر ولا ملك ، كما روي أَن بعض الصالحين أَقام صائماً أَربعين سنة لا يعلم به أَحد ، وكان يأْخذ الخبز من بيته ويتصدق به في طريقه ، فيعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل في بيته ، ويعتقد أَهل بيته أَنه أَكل في سوقه ، ومنها الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفات ملائكتي ، فإِن العبد في حال صومه ملك لأَنه يَذْكُر ولا يأْكل ولا يشرب ولا يقضي شهوة ، ومنها ، وهو أَحسنها ، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفاتي ، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم ، فالصائم على صفة من صفات الرب ، وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم والإرادة ، ومنها الصوم لي أَي أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه إِلاَّ الصوم فإِني انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع عليه أَحداً ، وقد جاء ذلك مفسراً في حديث أَبي هريرة ، قال :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : كل عمل ابن آدم يُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلى سبعمائة ضِعْفٍ ، قال الله عز وجل : إِلاَّ الصوم فإِنه لي وأَنا أَجْزي به ، يَدَعُ شهوتَه وطعامه من أَجلي ، فقد بيَّن في هذا الحديث أَن ثواب الصيام أَكثر من ثواب غيره من الأَعمال فقال وأَنا أَجزي به ، وما أَحال سبحانه وتعالى المجازاة عنه على نفسه إِلاَّ وهو عظيم ، ومنها الصوم لي أَي يَقْمَعُ عدوِّي ، وهو الشيطان لأَن سبيل الشيطان إِلى العبد عند قضاء الشهوات ، فإِذا تركها بقي الشيطان لا حيلة له ، ومنها ، وهو أَحسنها ، أَن معنى قوله الصوم لي أَنه قد روي في بعض الآثار أَن العبد يأْتي يوم القيامة بحسناته ، ويأْتي قد ضرَب هذا وشَتَم هذا وغَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلاَّ حسنات الصيام ، يقول الله تعالى : الصوم لي ليس لكم إِليه سبيل .
      ابن سيده : وجَزَى الشيءُ يَجْزِي كَفَى ، وجَزَى عنك الشيءُ قضَى ، وهو من ذلك .
      وفي الحديث : أَنه ، صلى الله عليه وسلم ، قال لأَبي بُرْدة بن نِيَارٍ حين ضَحَّى بالجَذَعة : تَجْزِي عنك ولا تَجْزِي عن أَحد بعدَك أَي تَقْضِي ؛ قال الأَصمعي : هو مأْخوذ من قولك قد جَزَى عني هذا الأَمرُ يَجْزِي عني ، ولا همز فيه ، قال : ومعناه لا تَقْضِي عن أَحد بعدك .
      ويقال : جَزَتْ عنك شاةٌ أَي قَضَتْ ، وبنو تميم يقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَي قَضَت .
      وقال الزجاج في كتاب فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ : أَجْزَيْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه .
      وقال بعضهم : جَزَيْتُ عنك فلاناً كافأْته ، وجَزَتْ عنك شاةٌ وأَجْزَتْ بمعنىً .
      قال : وتأْتي جَزَى بمعنى أَغْنَى .
      ويقال : جَزَيْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً ، وقَضَيْت فلاناً قَرْضَه ، وجَزَيْتُه قرضَه .
      وتقول : إِن وضعتَ صدقَتك في آل فلان جَزَتْ عنك وهي جازِية عنك .
      قال الأَزهري : وبعض الفقهاء يقول أَجْزَى بمعنى قَضَى .
      ابن الأَعرابي : يَجْزِي قليلٌ من كثير ويَجْزِي هذا من هذا أَي كلُّ واحد منهما يقوم مقام صاحبه .
      وأَجْزَى الشيءُ عن الشيء : قام مقامه ولم يكف .
      ويقال : اللحمُ السمين أَجْزَى من المهزول ؛ ومنه يقال : ما يُجْزِيني هذا الثوبُ أَي ما يكفيني .
      ويقال : هذه إِبلٌ مَجازٍ يا هذا أَي تَكْفِي ، الجَملُ الواحد مُجْزٍ .
      وفلان بارع مَجْزىً لأَمره أَي كاف أَمره ؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لبعض بني عمرو بن تميم : ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً ، جَزاءَ العُطاسِ ، لا يموت المُعاقِ ؟

      ‏ قال : يقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بين التشميت والعُطاس ، والمُعاقِبُ الذي أَدرك ثَأْره ، لا يموت المُعاقِب لأَنه لا يموت ذكر ذلك بعد موته ، لا يَمُوت من أَثْأَرَ أَي لا يَمُوت ذِكْرُهُ .
      وأَجْزَى عنه مُجْزَى فلان ومُجْزاته ومَجْزاه ومَجْزاته ؛ الأَخيرة على توهم طرح الزائد أَعني لغة في أَجْزَأَ .
      وفي الحديث : البَقَرَةُ تُجْزِي عن سبعة ، بضم التاء ؛ عن ثعلب ، أَي تكون جَزَاءً عن سبعة .
      ورجلٌ ذو جَزَاءٍ أَي غَناء ، تكون من اللغتين جميعاً .
      والجِزْيَةُ : خَراجُ الأَرض ، والجمع جِزىً وجِزْيٌ .
      وقال أَبو علي : الجِزَى والجِزْيُ واحد كالمِعَى والمِعْيِ لواحد الأَمْعاء ، والإِلَى والإِلْيِ لواحد الآلاءِ ، والجمع جِزاءٌ ؛ قال أَبو كبير : وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى ، تَذَرُ البِكارةَ في الجِزَاءِ المُضْعَفِ وجِزْيَةُ الذِّمِّي منه .
      الجوهري : والجِزْيةُ ما يؤخذ من أَهل الذمة ، والجمع الجِزَى مثل لِحْيةٍ ولِحىً .
      وقد تكرر في الحديث ذكر الجِزْية في غير موضع ، وهي عبارة عن المال الذي يَعْقِد الكتابيُّ عليه الذمة ، وهي فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه ؛ ومنه الحديث : ليس على مسلم جِزْية ؛ أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وقد مر بعضُ الحول لم يُطالَبْ من الجِزْية بِحِصَّةِ ما مضى من السَّنة ؛ وقيل : أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وكان في يده أَرض صُولح عليها بخراج ، توضع عن رقبته الجِزْيةُ وعن أَرضه الخراج ؛ ومنه الحديث : من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي يُؤَدَّى عنها ، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ ؛ قال ابن الأَثير ؛ هكذا ، قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج ، فتُرْفَعُ عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ ؛ ومنه حديث علي ، رضوان الله عليه : أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له : إِن قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك ، وإِن تحوّلت عنها فنحن أَحق بها .
      وحديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، أَنه اشترى من دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها ؛ قيل : اشترَى ههنا بمعنى اكْتَرَى ؛ قال ا بن الأَثير : وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة ، قال : وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً ، وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم بخَراجها .
      وأَجْزَى السِّكِّينَ : لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ ، اللهم إِلا أَن يكون نادراً .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. سود
    • " السَّواد : نقيضُ البياض ؛ سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً واسْوادّ اسْوِيداداً ، ويجوز في الشعر اسْوَأَدَّ ، تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين ساكنين ؛ وهو أَسودُ ، والجمع سُودٌ وسُودانٌ .
      وسَوَّده : جعله أَسودَ ، والأَمر منه اسْوادَدْ ، وإِن شئت أَدغمْتَ ، وتصغيرُ الأَسود أُسَيِّدٌ ، وإِن شئت أُسَيْوِدٌ أَي قد قارب السَّوادَ ، والنسْبَةُ إِليه أُسَيْدِيٌّ ، بحذف الياء المتحركة ، وتَصغير الترخيم سُوَيْدٌ .
      وساوَدْتُ فلاناً فَسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بالسواد من سواد اللونِ والسُّودَدِ جميعاً .
      وسَوِدَ الرجلُ : كما تقول عَوِرَت عَيْنُه وَسَوِدْتُ أَنا ؛ قال نُصَيْبٌ : سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادي ، وتحتَه قميص من القُوهِيِّ ، بيضٌ بَنائقُهْ ويُرْوَى : سَوِدْتُ فلم أَملك وتحتَ سَوادِه وبعضهم يقول : سُدْتُ ؛ قال أَبو منصور : وأَنشد أَعرابي لِعنترةَ يَصِفُ نفسَه بأَنه أَبيضُ الخُلُق وإِن كان أَسودَ الجلدِ : عليّ قميصٌ من سَوادٍ وتحتَه قميصُ بَياضٍ ،.. ‏ .
      ‏ بنَائقُه (* لم نجد هذا البيت في ما لدينا من شعر عنترة المطبوع .) وكان عنترةُ أَسْوَدَ اللون ، وأَراد بقميصِ البياضِ قَلْبَه .
      وسَوَّدْتُ الشيءَ إِذا غَيَّرْتَ بَياضَه سَوَاداً .
      وأَسوَدَ الرجُلُ وأَسأَدَ : وُلِدَ له ولد أَسود .
      وساوَدَه سِواداً : لَقِيَه في سَوادِ الليلِ .
      وسَوادُ القومِ : مُعْظَمُهم .
      وسوادُ الناسِ : عَوامُّهُم وكلُّ عددٍ كثير .
      ويقال : أَتاني القومُ أَسوَدُهم وأَحمرُهم أَي عَرَبُهم وعَجَمُهم .
      ويقال : كَلَّمُتُه فما رَدَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاءَ أَي كلمةً قبيحةً ولا حَسَنَةً أَي ما رَدَّ عليّ شيئاً .
      والسواد : جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه ؛ وقيل : إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ .
      وسوادُ كلِّ شيءٍ : كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتيق .
      والسَّوادُ : ما حَوالَي الكوفةِ من القُرَى والرَّساتيقِ وقد يقال كُورةُ كذا وكذا وسوادُها إِلى ما حَوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطاطِها من قُراها ورَساتيقِها .
      وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة : قُراهُما .
      والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ : جَماعةٌ من الناس ، وقيل : هُم الضُّروبُ المتفرِّقُون .
      وفي الحديث : أَنه ، قال لعمر ، رضي الله عنه : انظر إِلى هؤلاء الأَساوِدِ حولك أَي الجماعاتِ المتفرقة .
      ويقال : مرّت بنا أَساودُ من الناسِ وأَسْوِداتٌ كأَنها جمع أَسْوِدَةٍ ، وهي جمعُ قِلَّةٍ لسَوادٍ ، وهو الشخص لأَنه يُرَى من بعيدٍ أَسْوَدَ .
      والسوادُ : الشخص ؛ وصرح أَبو عبيد بأَنه شخص كلِّ شيء من متاع وغيره ، والجمع أَسْودةٌ ، وأَساوِدُ جمعُ الجمعِ .
      ويقال : رأَيتُ سَوادَ القومِ أَي مُعْظَمَهم .
      وسوادُ العسكرِ : ما يَشتملُ عليه من المضاربِ والآلات والدوابِّ وغيرِها .
      ويقال : مرت بنا أَسْوِداتٌ من الناس وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ .
      والسَّوادُ الأَعظمُ من الناس : هُمُ الجمهورُ الأَعْظمُ والعدد الكثير من المسلمين الذين تَجمعوا على طاعة الإِمام وهو السلطان .
      وسَوادُ الأَمر : ثَقَلُه .
      ولفلانٍ سَوادٌ أَي مال كثيرٌ .
      والسَّوادُ : السِّرارُ ، وسادَ الرجلُ سَوْداً وساوَدَه سِواداً ، كلاهما : سارَّه فأَدْنى سوادَه من سَوادِه ، والاسم السِّوادُ والسُّوادُ ؛ قال ابن سيده : كذلك أَطلقه أَبو عبيد ، قال : والذي عندي أَن السِّوادَ مصدر ساوَد وأَن السُّوادَ الاسم كما تقدّم القول في مِزاحٍ ومُزاحٍ .
      وفي حديث ابن مسعود : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : أُذُنَكَ على أَن تَرْفَعَ الحجاب وتَسْمَعَ سِوادِي حتى أَنهاك ؛ قال الأَصمَعي : السِّوادُ ، بكسر السين ، السِّرارُ ، يقال منه : ساوَدْتُه مُساودَة وسِواداً إِذا سارَرْتَه ، قال : ولم نَعْرِفْها بِرَفْع السين سُواداً ؛ قال أَبو عبيدة : ويجوز الرفع وهو بمنزلة جِوارٍ وجُوارٍ ، فالجُوارُ الاسمُ والجِوارُ المصدرُ .
      قال : وقال الأَحمر : هو من إِدْناء سَوادِكَ من سَوادِه وهو الشخْص أَي شخْصِكَ من شخصه ؛ قال أَبو عبيد : فهذا من السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لا يكون إِلا من إِدْناءِ السَّوادِ ؛

      وأَنشد الأَحمر : مَن يَكُنْ في السِّوادِ والدَّدِ والإِعْرامِ زيراً ، فإِنني غيرُ زِيرِ وقال ابن الأَعرابي في قولهم لا يُزايِلُ سَوادي بَياضَكَ :، قال الأَصمعي معناه لا يُزايِلُ شخصي شخصَكَ .
      السَّوادُ عند العرب : الشخصُ ، وكذلك البياضُ .
      وقيل لابنَةِ الخُسِّ : ما أَزناكِ ؟ أَو قيل لها : لِمَ حَمَلْتِ ؟ أَو قيل لها : لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سيَّدَةُ قَوْمِكِ ؟ فقالت : قُرْبُ الوِساد ، وطُولُ السِّواد ؛ قال اللحياني : السِّوادُ هنا المُسارَّةُ ، وقيل : المُراوَدَةُ ، وقيل : الجِماعُ بعينه ، وكله من السَّوادِ الذي هو ضدّ البياض .
      وفي حديث سلمان الفارسي حين دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول : لا أَبكي خوفاً من الموت أَو حزناً على الدنيا ، فقال : ما يُبْكِيك ؟ فقال : عَهِد إِلينا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ليَكْف أَحدَكم مثلُ زاد الراكب وهذه الأَساوِدُ حَوْلي ؛ قال : وما حَوْلَه إِلاَّ مِطْهَرَةٌ وإِجَّانَةٌ وجَفْنَةٌ ؛ قال أَبو عبيد : أَراد بالأَساودِ الشخوصَ من المتاع الذي كان عنده ، وكلُّ شخص من متاع أَو إِنسان أَو غيرِه : سوادٌ ، قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يُريدَ بالأَساودِ الحياتِ ، جَمْعَ أَسودَ ، شَبَّهَها بها لاسْتضرارِه بمكانها .
      وفي الحديث : إِذا رأَى أَحدكم سواداً بليل فلا يكن أَجْبنَ السَّوادَينِ فإِنه يخافُك كما تخافُه أَي شخصاً .
      قال : وجمع السَّوادِ أَسوِدةٌ ثم الأَساودُ جمع الجمع ؛

      وأَنشد الأَعشى : تناهَيْتُمُ عنا ، وقد كان فيكُمُ أَساوِدُ صَرْعَى ، لم يُسَوَّدْ قَتِيلها يعني بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلى .
      وفي الحديث : فجاء بعُودٍ وجاءَ بِبَعرةٍ حتى زعموا فصار سواداً أَي شخصاً ؛ ومنه الحديث : وجعلوا سَواداً حَيْساً أَي شيئاً مجتمعاً يعني الأَزْوِدَة .
      وفي الحديث : إِذا رأَيتم الاختلاف فعليكم بالسَّواد الأَعظم ؛ قيل : السواد الأَعظمُ جُمْلَة الناس ومُعْظَمُهم التي اجْتَمَعَتْ على طاعة السلطان وسلوك المنهج القويم ؛ وقيل : التي اجتمعت على طاعة السلطان وبَخِعَت لها ، بَرّاً كان أَو فاجراً ، ما أَقام الصلاةَ ؛ وقيل لأَنَس : أَين الجماعة ؟ فقال : مع أُمرائكم .
      والأَسْوَدُ : العظيمُ من الحيَّات وفيه سوادٌ ، والجمع أَسْوَدات وأَساوِدُ وأَساويدُ ، غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء ، والأُنثى أَسْوَدَة نادرٌ ؛ قال الجوهري في جمع الأَسود أَساوِد ، قال : لأَنه اسم ولو كان صفة لَجُمِِع على فُعْلٍ .
      يقال : أَسْوَدُ سالِخٌ غير مضاف ، والأُنثى أَسْوَدَة ولا توصف بسالخةٍ .
      وقوله ، صلى الله عليه وسلم ، حين ذكر الفِتَنَ : لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يَضِربُ بعضكم رقاب بعض ؛ قال الزهري : الأَساودُ الحياتُ ؛ يقول : يَنْصَبُّ بالسيف على رأْس صاحِبِه كما تفعلُ الحيةُ إِذا ارتفعت فَلَسعت من فَوْقُ ، وإِنما قيل للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه في كلِّ عام ؛ وأَما الأَرقم فهو الذي فيه سواد وبياض ، وذو الطُّفُيَتَيْنِ الذي له خَطَّان أَسودان .
      قال شَمِير : الأَسودُ أَخْبثُ الحيات وأَعظمها وأَنكاها وهي من الصفة الغالبة حتى استُعْمِل استِعْمال الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها ، وليس شيءٌ من الحيات أَجْرَأَ منه ، وربما عارض الرُّفْقَةَ وتَبَِعَ الصَّوْتَ ، وهو الذي يطلُبُ بالذَّحْلِ ولا يَنْجُو سَلِيمُه ، ويقال : هذا أَسود غير مُجْرًى ؛ وقال ابن الأَعرابي : أَراد بقوله لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يعني جماعاتٍ ، وهي جمع سوادٍ من الناس أَي جماعة ثم أَسْوِدَة ، ثم أَساوِدُ جمع الجمع .
      وفي الحديث : أَنه أَمر بقتل الأَسوَدَين في الصلاة ؛ قال شَمِر : أَراد بالأَسْوَدَينِ الحيةَ والعقربَ .
      والأَسْوَدان : التمر والماء ، وقيل : الماء واللبن وجعلهما بعض الرُّجَّاز الماءَ والفَثَّ ، وهو ضرب من البقل يُختَبَزُ فيؤكل ؛

      قال : الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامي ، الماءُ والفَثُّ دَوا أَسقامي والأَسْودانِ : الحَرَّةُ والليل لاسْوِدادهما ، وضافَ مُزَبِّداً المَدَنيَّ قومٌ فقال لهم : ما لكم عندنا إِلا الأَسْوَدانِ فقالوا : إِن في ذلك لمَقْنَعا التمر والماءِ ، فقال : ما ذاك عَنَيْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ والليل .
      فأَما قول عائشة ، رضي الله عنها : لقد رأَيْتُنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ما لنا طعام إِلا الأَسْودان ؛ ففسره أَهل اللغة بأَنه التمر والماءُ ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنها إِنما أَرادت الحرة والليلَ ، وذلك أَن وجود التمر والماء عندهم شِبَعٌ ورِيٌّ وخِصْبٌ لا شِصْبٌ ، وإِنما أَرادت عائشة ، رضي الله عنها ، أَن تبالغ في شدة الحال وتَنْتَهيَ في ذلك بأَن لا يكون معها إِلا الحرة والليل أَذْهَبَ في سوء الحال من وجود التمر والماء ؛ قال طرفة : أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً ، أَلا بَجَلي من الشرابِ ، أَلا بَجَل ؟

      ‏ قال : أَراد الماء ؛ قال شَمِرٌ : وقيل أَراد سُقِيتُ سُمَّ أَسوَدَ .
      قال الأَصمعي والأَحمر : الأَسودان الماء والتمر ، وإِنما الأَسود التمر دون الماءِ وهو الغالب على تمر المدينة ، فأُضيف الماءُ إِليه ونعتا جميعاً بنعت واحد إِتباعاً ، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان يُسَمَّيان معاً بالاسم الأَشهر منهما كما ، قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر ، والقمران للشمس والقمر .
      والوَطْأَة السَّوْداءُ : الدارسة ، والحمراء : الجديدة .
      وما ذقت عنده من سُوَيْدٍ قَطْرَةً ، وما سقاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً ، وهو الماءُ نفسه لا يستعمل كذا إِلا في النفي .
      ويقال للأَعداءِ : سُودُ الأَكباد ؛

      قال : فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم ، هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ

      ويقال للأَعداء : صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد ، وإِن لم يكونوا كذلك فكذلك يقال لهم .
      وسَواد القلب وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه : حَبَّتُه ، وقيل : دمه .
      يقال : رميته فأَصبت سواد قلبه ؛ وإِذا صَغَّروه ردّوه إِلى سُوَيْداء ، ولا يقولون سَوْداء قَلْبه ، كما يقولون حَلَّق الطائر في كبد السماء وفي كُبَيْد السماء .
      وفي الحديث : فأَمر بسواد البَطن فشُوِيَ له الكبد .
      والسُّوَيْداءُ : الاسْت .
      والسَّوَيْداء : حبة الشُّونيز ؛ قال ابن الأَعرابي : الصواب الشِّينِيز .
      قال : كذلك تقول العرب .
      وقال بعضهم : عنى به الحبة الخضراء لأَن العرب تسمي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود .
      وفي الحديث : ما من داءٍ إِلا في الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام ؛ أَراد به الشونيز .
      والسَّوْدُ : سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ في الأَرض خَشِنٌ أَسود ، والجمع أَسوادٌ ، والقِطْعَةُ منه سَوْدةٌ وبها سميت المرأَة سَوْدَةَ .
      الليث : السَّوْدُ سَفْحٌ مستو بالأَرض كثير الحجارة خشنها ، والغالب عليها أَلوان السواد وقلما يكون إِلا عند جبل فيه مَعْدِن ؛ والسَّود ، بفتح السين وسكون الواو ، في شعر خداش بن زهير : لهم حَبَقٌ ، والسَّوْدُ بيني وبينهم ، يدي لكُمُ ، والزائراتِ المُحَصَّبا هو جبال قيس ؛ قال ابن بري : رواه الجرميُّ يدي لكم ، بإِسكان الياءِ على الإِفراد وقال : معناه يدي لكم رهن بالوفاءِ ، ورواه غيرهُ يُديَّ لكم جمع يد ، كما ، قال الشاعر : فلن أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بصالح ، فإِن له عندي يُدِيّاً وأَنعُما ورواه أَبو شريك وغيره : يَديّ بكم مثنى بالياءِ بدل اللام ، قال : وهو الأَكثر في الرواية أَي أَوقع الله يديّ بكم .
      وفي حديث أَبي مجلز : وخرج إِلى الجمعة وفي الطريق عَذِرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول : ما هذه الأَسْوَدات ؟ هي جمع سَوْداتٍ ، وسَوْداتٌ جمع سودةٍ ، وهي القِطعة من الأَرض فيها حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ ، شَبَّهَ العَذِرةَ اليابسة بالحجارة السود .
      والسَّوادِيُّ : السُّهْريزُ .
      والسُّوادُ : وجَع يأْخُذُ الكبد من أَكل التمر وربما قَتل ، وقد سُئِدَ .
      وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عليه السُّوادُ ، وقد سادَ يسودُ : شرب المَسْوَدَةَ .
      وسَوَّدَ الإِبل تسويداً إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَر فداوى به أَدْبارَها ، يعني جمع دَبَر ؛ عن أَبي عبيد .
      والسُّودَدُ : الشرف ، معروف ، وقد يُهْمَز وتُضم الدال ، طائية .
      الأَزهري : السُّؤدُدُ ، بضم الدال الأُولى ، لغة طيء ؛ وقد سادهم سُوداً وسُودُداً وسِيادةً وسَيْدُودة ، واستادهم كسادهم وسوَّدهم هو .
      والمسُودُ : الذي ساده غيره .
      والمُسَوَّدُ : السَّيّدُ .
      وفي حديث قيس بن عاصم : اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم .
      وفي حديث ابن عمر : ما رأَيت بعد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَسْوَدَ من معاوية ؛ قيل : ولا عُمَر ؟، قال : كان عمر خيراً منه ، وكان هو أَسودَ من عمر ؛ قيل : أَراد أَسخى وأَعطى للمال ، وقيل : أَحلم منه .
      قال : والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم ، وأَصله من سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد ، فقلبت الواو ياءً لأَجل الياءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت .
      وفي الحديث : لا تقولوا للمنافق سَيِّداً ، فهو إِن كان سَيِّدَكم وهو منافق ، فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم ذلك .
      أَبو زيد : اسْتادَ القومُ اسْتِياداً إِذا قتلوا سيدهم أَو خطبوا إِليه .
      ابن الأَعرابي : استاد فلان في بني فلان إِذا تزوّج سيدة من عقائلهم .
      واستاد القوم بني فلان : قتلوا سيدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِليه .
      واستادَ القومَ واستاد فيهم : خطب فيهم سيدة ؛

      قال : تَمنَّى ابنُ كُوزٍ ، والسَّفاهةُ كاسْمِها ، لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا أَي أَراد يتزوجُ منا سيدة لأَن أَصابتنا سنة .
      وفي حديث عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا ؛ قال شَمِر : معناه تعلَّموا الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصيروا أَرباب بيوت فَتُشْغَلوا بالزواج عن العلم ، من قولهم استاد الرجلُ ، يقول : إِذا تَزوّج في سادة ؛ وقال أَبو عبيد : يقول تعلموا العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصيروا سادَةً رُؤَساءَ منظوراً إِليهم ، فإِن لم تَعَلَّموا قبل ذلك استحيتم أَن تَعَلَّموا بعد الكبر ، فبقِيتم جُهَّالاً تأْخذونه من الأَصاغر ، فيزري ذلك بكم ؛ وهذا شبيه بحديث عبدالله بن عمر ، رضي الله عنهما : لا يزال الناس بخير ما أَخذوا العلم عن أَكابرهم ، فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا ، والأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث ؛ وقيل : الأَكابر أَصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعين ؛ وقيل : الأَكابر أَهل السنة والأَصاغر أَهل البدع ؛ قال أَبو عبيد : ولا أُرى عبدالله أَراد إِلا هذا .
      والسَّيِّدُ : الرئيس ؛ وقال كُراع : وجمعه سادةٌ ، ونظَّره بقَيِّم وقامة وعَيِّل وعالةٍ ؛ قال ابن سيده : وعندي أَن سادةً جمع سائد على ما يكثر في هذا النحو ، وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قائم وعائل لا جمعُ قَيِّمٍ وعيِّلٍ كما زعم هو ، وذلك لأَنَّ فَعِلاً لا يُجْمَع على فَعَلةٍ إِنما بابه الواو والنون ، وربما كُسِّر منه شيء على غير فَعَلة كأَموات وأَهْوِناء ؛ واستعمل بعض الشعراء السيد للجن فقال : جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ ، يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّه ؟

      ‏ قال الأَخفش : هذا البيت معروف من شعر العرب وزعم بعضهم أَنه من شعر الوليد والذي زعم ذلك أَيضاً .. ‏ .
      ‏ . ‏ .
      ‏ (* بياض بالأصل المعول عليه قبل ابن شميل بقدر ثلاث كلمات ) ابن شميل : السيد الذي فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع ، المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه ، فذلك السيد .
      وقال عكرمة : السيد الذي لا يغلبه غَضَبه .
      وقال قتادة : هو العابد الوَرِع الحليم .
      وقال أَبو خيرة : سمي سيداً لأَنه يسود سواد الناس أَي عُظْمهم .
      الأَصمعي : العرب تقول : السيد كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه ، وقيل : السيد الكريم .
      وروى مطرّف عن أَبيه ، قال : جاءَ رجل إِلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : أَنت سيد قريش ؟ فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : السيدُ الله ، فقال : أَنت أَفضلُها قولاً وأَعْظَمُها فيها طَوْلاً ، فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : لِيَقُلْ أَحدكم بقوله ولا يَسْتَجْرِئَنَّكُم ؛ معناهُ هو الله الذي يَحِقُّ له السيادة ، قال أَبو منصور : كره النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يُمْدَحَ في وجهه وأَحَبَّ التَّواضع لله تعالى ، وجَعَلَ السيادة للذي ساد الخلق أَجمعين ، وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين ، قال لقومه الأَنصار : قوموا إِلى سيدكم ، أَراد أَنه أَفضلكم رجلاً وأَكرمكم ، وأَما صفة الله ، جل ذكره ، بالسيد فمعناه أَنه مالك الخلق والخلق كلهم عبيده ، وكذلك قوله : أَنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة ولا فَخْرَ ، أَراد أَنه أَوَّل شفيع وأَول من يُفتح له باب الجنة ، قال ذلك إِخباراً عما أَكرمه الله به من الفضل والسودد ، وتحدُّثاً بنعمة الله عنده ، وإِعلاماً منه ليكون إِيمانهم به على حَسَبهِ ومُوجَبهِ ، ولهذا أَتبعه بقوله ولا فخر أَي أَن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله ، لم أَنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوَّتي ، فليس لي أَن أَفْتَخِرَ بها ؛ وقيل في معنى قوله لهم لما ، قالوا له أَنت سَيِّدُنا : قولوا بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله ، ولا تُسَمُّوني سَيِّداً كما تُسَمُّونَ رؤُساءكم ، فإِني لست كأَحدهم ممن يسودكم في أَسباب الدنيا .
      وفي الحديث : يا رسولَ الله مَنِ السيِّد ؟، قال : يوسفُ بن إِسحقَ بن يعقوبَ بن إِبراهيم ، عليه السلام ، قالوا : فما في أُمَّتِك من سَيِّدٍ ؟، قال : بلى من آتاه الله مالاً ورُزِقَ سَماحَةً ، فأَدّى شكره وقلَّتْ شِكايَتهُ في النَّاس .
      وفي الحديث : كل بني آدم سَيِّدٌ ، فالرجل سيد أَهل بيته ، والمرأَة سيدة أَهل بيتها .
      وفي حديثه للأَنصار ، قال : من سيدكم ؟، قالوا : الجَدُّ بنُ قَيس على أَنا نُبَخِّلُه ، قال : وأَي داءٍ أَدْوى من البخل ؟ وفي الحديث أَنه ، قال للحسن بن علي ، رضي الله عنهما : إِن ابْني هذا سيدٌ ؛ قيل : أَراد به الحَليم لأَنه ، قال في تمامه : وإِن الله يُصْلِحُ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين .
      وفي حديث :، قال لسعد بن عبادة : انظروا إِلى سيدنا هذا ما يقول ؛ قال ابن الأَثير : كذا رواه الخطابي .
      وقيل : انظروا إِلى من سَوَّدْناه على قومه ورأْسْناه عليهم كما يقول السلطانُ الأَعظم : فلان أَميرُنا قائدُنا أَي من أَمَّرناه على الناس ورتبناه لقَوْد الجيوش .
      وفي رواية : انظروا إِلى سيدكم أَي مُقَدَّمِكُم .
      وسمى الله تعالى يحيى سيداً وحصوراً ؛ أَراد أَنه فاق غيره عِفَّة ونزاهة عن الذنوب .
      الفراء : السَّيِّدُ الملك والسيد الرئيس والسيد السخيُّ وسيد العبد مولاه ، والأُنثى من كل ذلك بالهاء .
      وسيد المرأَة : زوجها .
      وفي التنزيل : وأَلْفَيَا سيدها لدى الباب ؛ قال اللحياني : ونظنّ ذلك مما أَحدثه الناس ، قال ابن سيده : وهذا عندي فاحش ، كيف يكون في القرآن ثم يقول اللحياني : ونظنه مما أَحدثه الناس ؛ إِلا أَن تكون مُراوِدَةُ يوسف مَمْلُوكَةً ؛ فإِن قلت : كيف يكون ذلك وهو يقول : وقال نسوة في المدينة امرأَة العزيز ؟ فهي إِذاً حرّة ، فإِنه (* قوله « فإنه إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف قلت لا ورود فانه إلخ أو نحو ذلك والخطب سهل ).
      قد يجوز أَن تكون مملوكة ثم يُعْتِقُها ويتزوّجها بعد كما نفعل نحن ذلك كثيراً بأُمهات الأَولاد ؛ قال الأَعشى : فكنتَ الخليفةَ من بَعْلِها ، وسَيِّدَتِيَّا ، ومُسْتادَها أَي من بعلها ، فكيف يقول الأَعشى هذا ويقول اللحياني بعد : إِنَّا نظنه مما أَحدثه الناس ؟ التهذيب : وأَلفيا سيدها معناه أَلفيا زوجها ، يقال : هو سيدها وبعلها أَي زوجها .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها ، أَن امرأَة سأَلتها عن الخضاب فقالت : كان سيدي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يكره ريحه ؛ أَرادت معنى السيادة تعظيماً له أَو ملك الزوجية ، وهو من قوله : وأَلفيا سيدها لدى الباب ؛ ومنه حديث أُم الدرداء : حدثني سيدي أَبو الدرداء .
      أَبو مالك : السَّوادُ المال والسَّوادُ الحديث والسواد صفرة في اللون وخضرة في الظفر تصيب القوم من الماء الملح ؛

      وأَنشد : فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا وتسَوِّدوا ، فكونوا نَعَايَا في الأَكُفِّ عِيابُها (* قوله « فكونوا نعايا » هذا ما في الأَصل المعوّل عليه وفي شرح القاموس بغايا ) يعني عيبة الثياب ؛ قال : تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا .
      وسيِّد كلِّ شيء : أَشرفُه وأَرفَعُه ؛ واستعمل أَبو إِسحق الزجاج ذلك في القرآن فقال : لأَنه سيد الكلام نتلوه ، وقيل في قوله عز وجل : وسيداً وحصوراً ، السيد : الذي يفوق في الخير .
      قال ابن الأَنباري : إِن ، قال قائل : كيف سمى الله ، عز وجل ، يحيى سيداً وحصوراً ، والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك لهم سواه ؟ قيل له : لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ والإِمامَ في الخير ، كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه ؛ وأَنشد أَبو زيد : سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا ، صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً ، فهو سيِّدٌ ، وهم سادَةٌ ، تقديره فَعَلَةٌ ، بالتحريك ، لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ ، وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما ، يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ ، بالهمز ، مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ ؛ وقال أَهل البصرة : تقدير سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً ، مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ ؛ وقالوا : إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ ، بالهمز على غير قياس ، لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بلا همز ، والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ ، مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ .
      وتقول : سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه :، قال الفراء : يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم ، فإِذا أَخبرت أَنه عن قليل يكون سيدَهم قلت : هو سائدُ قومِه عن قليل .
      وسيد (* هنا بياض بالأصل المعوّل عليه .).. ‏ .
      ‏ وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً سيداً ؛ وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون .
      والسَّيِّد من المعز : المُسِنُّ ؛ عن الكسائي .
      قال : ومنه الحديث : ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز ؛ قال الشاعر : سواء عليه : شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِيَذْبَحَها للضيف ، أَم شاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو علي عنه ؛ المُسِنُّ من المعز ، وقيل : هو المسنّ ، وقيل : هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً .
      والحديث الذي جاء عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَن جبريل ، قال لي : اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد من الإِبل والبقر ، يدل على أَنه معموم به .
      قال : وعند أَبي علي فَعْيِل من « س و د »، قال : ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ لا معنى له ههنا .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أُتِيَ بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به ؛ قوله : ينظر في سواد ، أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها ؛ قال كثير : وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ ، إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ قوله : تدمع في بياض وتنظر في سواد ، يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض ونظرها من حدقة سوداء ، يريد أَنه أَسوَدُ القوائم (* قوله « يريد أنه أسود القوائم » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ في سواد كما هو واضح )، ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ ؛ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر .
      الأَصمعيُّ : يقال جاءَ فلان بغنمه سُودَ البطون ، وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى ؛ معناهما مهازِيل .
      والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته ، والعرب تقول : إِذا كثر البياض قلَّ السواد ؛ يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر ؛ وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ فيه التمر .
      وفي المثل :، قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر .
      وأُمُّ سُويْدٍ : هي الطِّبِّيجَةُ .
      والمِسْأَدُ : نِحْيُ السمن أَو العسل ، يُهْمَز ولا يُهمز ، فيقال مِسادٌ ، فإِذا همز ، فهو مِفْعَلٌ ، وإِذا لم يُهْمَز ، فهو فِعَالٌ ؛ ويقال : رمى فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به ؛ قال الشاعر :، قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها : هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ ؟

      ‏ قال بعضهم : أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ ، وقيل : هي سهام القَنَا ؛ قال أَبو سعيد : الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه ، وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد ، فقالت له امرأَته : أَين النبل الذي كنتَ ترمي به ؟ فقال هذا البيت :، قالت خُلَيْدَةُ .
      والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ : طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد ،
      ، قال : وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ .
      ابن الأَعرابي : المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل .
      وأَسْوَدُ : اسم جبل .
      وأَسْوَدَةُ : اسم جبل آخر .
      والأَسودُ : عَلَمٌ في رأْس جبل ؛ وقول الأَعشى : كَلاَّ ، يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا ، من رأْس شاهقةٍ إِلينا ، الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ : جبل ؛

      قال : إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً ، وأَنتم ما أَقامَ أَلائِم ؟

      ‏ قال الهَجَرِيُّ : أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى .
      وأَسْوَدَةُ : بِئر .
      وأَسوَدُ والسَّودُ : موضعان .
      والسُّوَيْداء : موضعٌ بالحِجاز .
      وأَسْوَدُ الدَّم : موضع ؛ قال النابغةُ الجعدي : تَبَصَّرْ خَلِيلِي ، هل تَرَى من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف الليلِ ، من أَسْوَدِ الدَّمِ ؟ والسُّوَيْداءُ : طائرٌ .
      وأَسْودانُ : أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ .
      وسُوَيْدٌ وسَوادةُ : اسمان .
      والأَسْوَدُ : رجل .
      "

    المعجم: لسان العرب

  11. جنب
    • " الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ : شِقُّ الإِنْسانِ وغيره .
      تقول : قعَدْتُ إِلى جَنْب فلان وإِلى جانِبه ، بمعنى ، والجمع جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ ، الأَخيرة نادرة .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي اللّه عنه ، في الرجل الذي أَصابَتْه الفاقةُ : فخرج إِلى البَرِّية ، فدَعا ، فإِذا الرَّحى تَطْحَنُ ، والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ ؛ هي جمع جَنْبٍ ، يريد جَنْبَ الشاةِ أَي إِنه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كثيرة لا جَنْبٌ واحد .
      وحكى اللحياني : إِنه لـمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ .
      قال : وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً .
      وجُنِب الرَّجُلُ : شَكا جانِبَه .
      وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه .
      ورجل جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً ، عن ابن الأَعرابي ، وأَنشد : رَبا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ ، حتَّى كأَنـَّه * جَنِيبٌ به ، إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ أَي جاعَ حتى كأَنـَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً .
      وقالوا : الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي في ناحِيَتَيْه ، وهو أَشَدُّ الحَرِّ .
      وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً : صار إِلى جَنْبِه .
      وفي التنزيل العزيز : أَنْ تقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ .
      قال الفرَّاءُ : الجَنْبُ : القُرْبُ .
      وقوله : على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ أَي في قُرْبِ اللّهِ وجِوارِه .
      والجَنْبُ : مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ ، ومنه قولهم : هذا قَليل في جَنْبِ مَوَدّتِكَ .
      وقال ابن الأَعرابي في قوله في جنبِ اللّهِ : في قُرْبِ اللّهِ منَ الجَنةِ .
      وقال الزجاج : معناه على ما فَرَّطْتُ في الطَّريقِ الذي هو طَريقُ اللّهِ الذي دعاني إِليه ، وهو توحيدُ اللّهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ رسوله وهو محمدٌ ، صلى اللّه عليه وسلم .
      وقولهم : اتَّقِ اللّهَ في جَنْبِ أَخِيك ، ولا تَقْدَحْ في ساقِه ، معناه : لا تَقْتُلْه .
      (* قوله « لا تقتله » كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل ، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال .) ولا تَفْتِنْه ، وهو على الـمَثَل .
      قال : وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ .
      وأَنشد ابن الأَعرابي : خَلِيليَّ كُفَّا ، واذكُرا اللّهَ في جَنْبي أَي في الوَقِيعة فيَّ .
      وقوله تعالى : والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ السَّبِيلِ ، يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِك .
      وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللاَّزِقُ بك إِلى جَنْبِك .
      وقيل : الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر ، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ .
      قال سيبويه وقالوا : هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها ، يعني الخَطَّينِ اللَّذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيةِ .
      قال : كذا وقع في كتاب سيبويه .
      ووقع في الفرخ : جَنْبَيْ أَنـْفِها .
      والـمُجَنِّبتانِ من الجَيْش : الـمَيْمَنةُ والـمَيْسَرَةُ .
      والمُجَنَّبةُ ، بالفتح : الـمُقَدَّمةُ .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضِي اللّه عنه : أَنَّ النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ يومَ الفَتْح على الـمُجَنِّبةِ اليُمْنى ، والزُّبَيرَ على الـمُجَنِّبةِ اليُسْرَى ، واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ ، وهُمُ الحُسَّرُ .
      وجَنَبَتا الوادي : ناحِيَتاهُ ، وكذلك جانِباهُ .
      ابن الأَعرابي يقال : أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ .
      والـمُجَنِّبةُ اليُمْنى : هي مَيْمَنةُ العسكر ، والـمُجَنِّبةُ اليُسْرى : هي الـمَيْسَرةُ ، وهما مُجَنِّبَتانِ ، والنون مكسورة .
      وقيل : هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إِحْدَى ناحِيَتي الطَّريق .
      قال : والأَوَّل أَصح .
      والحُسَّرُ : الرَّجَّالةُ .
      ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ : هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ .
      وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً .
      بالتحريك ، فهو مَجْنُوبٌ وجَنِيبٌ : قادَه إلى جَنْبِه .
      وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ ، عن الفارسي .
      وقيل : مُجَنَّبةٌ .
      شُدِّدَ للكثرة .
      وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ ، بكسر الجيم ، وطَوْعُ الجَنَبِ ، إِذا كان سَلِسَ القِيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً .
      وقولُ مَرْوانَ .
      (* قوله « وقول مروان إلخ » أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب .) بن الحَكَم : ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا ، لم يفسره ثعلب .
      قال : وأُراه من هذا ، وهو اسم للجمع .
      وقوله : جُنُوح ، تُباريها ظِلالٌ ، كأَنـَّها ، * مَعَ الرَّكْبِ ، حَفَّانُ النَّعامِ الـمُجَنَّب (* قوله « جنوح » كذا في بعض نسخ المحكم ، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب .) الـمُجَنَّبُ : الـمَجْنُوبُ أَي الـمَقُودُ .
      ويقال جُنِبَ فلان وذلك إِذا ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ .
      والجَنِيبَة : الدَّابَّةُ تُقادُ ، واحدة الجَنائِبِ ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ .
      والأَجْنَبُ : الذي لا يَنْقادُ .
      وجُنَّابُ الرَّجلِ : الذي يَسِير معه إِلى جَنْبِه .
      وجَنِيبَتا البَعِير : ما حُمِلَ على جَنْبَيهِ .
      وجَنْبَتُه : طائِفةٌ من جَنْبِه .
      والجَنْبةُ : جِلْدة من جَنْبِ البَعير يُعْمل منها عُلْبةٌ ، وهي فوق المِعْلَقِ من العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ .
      يقال : أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً .
      وفي التهذيب : أَعْطِني جَنْبةً ، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة . والجَنَبُ ، بالتحريك : الذي نُهِيَ عنه أَن يُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ فَرَسٌ ، فإِذا بَلَغَ قُرْبَ الغايةِ رُكِبَ .
      وفي حديث الزَّكاةِ والسِّباقِ : لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ، وهذا في سِباقِ الخَيْل .
      والجَنَبُ في السباق ، بالتحريك : أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً عند الرِّهانِ إِلى فَرَسِه الذي يُسابِقُ عَلَيْهِ ، فإِذا فَتَر الـمَرْكُوبُ تحَوَّلَ إِلى الـمَجْنُوبِ ، وذلك إِذا خاف أَن يُسْبَقَ على الأَوَّلِ ؛ وهو في الزكاة : أَن يَنزِل العامِلُ بأَقْصَى مواضع أَصحاب الصدقة ثم يأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ إِليه أَي تُحْضَرَ فَنُهُوا عن ذلك .
      وقيل : هو أَن يُجْنِبَ رَبُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَه عن موضِعه ، حتى يَحْتاجَ العامِلُ إِلى الإِبْعاد في اتِّباعِه وطَلَبِه .
      وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ : كانَ اللّهُ قد قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركين .
      أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشيءِ .
      يقال : ما فَعَلْتَ في جَنْبِ حاجَتي أَي في أَمْرِها .
      والجَنْبُ : القِطْعة من الشيءِ تكون مُعْظَمَه أَو شيئاً كَثِيراً منه .
      وجَنَبَ الرَّجلَ : دَفَعَه .
      ورَجل جانِبٌ وجُنُبٌ : غَرِيبٌ ، والجمع أَجْنابٌ .
      وفي حديث مُجاهد في تفسير السيارة ، قال : هم أَجْنابُ الناس ، يعني الغُرَباءَ ، جمع جُنُبٍ ، وهو الغَرِيبُ ، وقد يفرد في الجميع ولا يؤَنث .
      وكذلك الجانِبُ والأَجْنَبيُّ والأَجْنَبُ .
      أَنشد ابن الأَعرابي : هل في القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ * وأَمِنْتُمُ ، فأَنا البعِيدُ الأَجْنَبُ وفي الحديث : الجانِبُ الـمُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَتِه الجانبُ الغَرِيبُ أَي إِنَّ الغَرِيبَ الطالِبَ ، إِذا أَهْدَى لك هَدِيَّةً ليَطْلُبَ أَكثرَ منها ، فأَعْطِه في مُقابَلة هدِيَّتِه .
      ومعنى الـمُسْتَغْزِر : الذي يَطْلُب أَكثر مـما أَعْطَى .
      ورجل أَجْنَبُ وأَجْنَبيٌّ وهو البعيد منك في القَرابةِ ، والاسم الجَنْبةُ والجَنابةُ .
      قال : إِذا ما رَأَوْني مُقْبِلاً ، عن جَنابةٍ ، * يَقُولُونَ : مَن هذا ، وقد عَرَفُوني وقوله أَنشده ثعلب : جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ فسره ، فقال : يعني الأَجْنَبيَّ .
      والجَنِيبُ : الغَرِيبُ .
      وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابةً ويَجْنِبُ إِذا نَزَلَ فيهم غَرِيباً ، فهو جانِبٌ ، والجمع جُنَّابٌ ، ومن ثَمَّ قيل : رجلٌ جانِبٌ أَي غرِيبٌ ، ورجل جُنُبٌ بمعنى غريب ، والجمع أَجْنابٌ .
      وفي حديث الضَّحَّاك أَنه ، قال لجارِية : هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ ؟، قال : على جانِبٍ الخَبَرُ أَي على الغَرِيبِ القادِمِ .
      ويقال : نِعْم القَوْمُ هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَي لِجارِ الغُرْبةِ .
      والجَنابةُ : ضِدّ القَرابةِ ، وقول عَلْقَمَة بن عَبَدةَ : وفي كلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ ، * فَحُقَّ لشأْسٍ ، مِن نَداكَ ، ذَنُوبُ فلا تَحْرِمَنِّي نائِلاً عن جَنابةٍ ، * فإِني امْرُؤٌ ، وَسْطَ القِبابِ ، غرِيبُ عن جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُربة .
      قاله يُخاطِبُ به الحَرِثَ ابنَ جَبَلةَ يمدحه ، وكان قد أَسَرَ أَخاه شَأْساً .
      معناه : لا تَحْرِمَنِّي بعدَ غُرْبةٍ وبُعْدٍ عن دِياري .
      وعن ، في قوله عن جنابةِ ، بمعنى بَعْدَ ، وأَراد بالنائلِ إِطْلاقَ أَخِيهِ شَأْسٍ من سِجْنِه ، فأَطْلَقَ له أَخاه شأْساً ومَن أُسِرَ معه من بني تميم .
      وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ : بَعُد عنه .
      وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إِيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه : نَحَّاهُ عنه .
      وفي التنزيل العزيز إِخباراً عن إِبراهيم ، على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام : واجْنُبْني وبَنيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنام ؛ أَي نَجِّني .
      وقد قُرئَ : وأَجْنِبْني وبَنيَّ ، بالقَطْع .
      ويقال : جَنَبْتُه الشَّرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه ، بمعنى واحد ، قاله الفرّاءُ والزجاج .
      ويقال : لَجَّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ إِذا لَجَّ في مُجانَبَةِ أَهلِه .
      ورجل جَنِبٌ : يَتَجنَّبُ قارِعةَ الطريق مَخافةَ الأَضْياف .
      والجَنْبة ، بسكون النون : الناحية .
      ورَجُل ذو جَنْبة أَي اعْتزالٍ عن الناس مُتَجَنِّبٌ لهم .
      وقَعَدَ جَنْبَةً أَي ناحِيةً واعْتَزَل الناسَ .
      ونزل فلان جَنْبةً أَي ناحِيةً .
      وفي حديث عمر ، رضي اللّه عنه : عليكم بالجَنْبةِ فإِنها عَفافٌ .
      قال الهروي : يقول اجْتَنِبُوا النساءَ والجُلُوسَ إِلَيْهنَّ ، ولا تَقْرَبُوا ناحِيَتَهنَّ .
      وفي حديث رقيقة : اسْتَكَفُّوا جَنابَيْه أَي حَوالَيْه ، تثنية جَناب ، وهي الناحِيةُ .
      وحديث الشعبي : أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ .
      والجَنْبُ : الناحِيةُ .
      وأَنشد الأَخفش : الناسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ كأَنه عَدَلَه بجميع الناس .
      ورجل لَيِّنُ الجانِبِ والجَنْبِ أَي سَهْلُ القُرْب .
      والجانِبُ : الناحِيةُ ، وكذلك الجَنَبةُ .
      تقول : فلان لا يَطُورُ بِجَنَبَتِنا .
      قال ابن بري : هكذا ، قال أَبو عبيدة وغيره بتحريك النون .
      قال ، وكذا رَوَوْه في الحديث : وعلى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحةٌ .
      وقال عثمان بن جني : قد غَرِيَ الناسُ بقولهم أَنا في ذَراكَ وجَنَبَتِك بفتح النون .
      قال : والصواب إِسكانُ النون ، واستشهد على ذلك بقول أَبي صَعْتَرةَ البُولانيِّ : فما نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ * به جَنْبَتا الجُوديِّ ، والليلُ دامِسُ وخبر ما في البيت الذي بعده ، وهو : بأَطْيَبَ مِنْ فِيها ، وما ذُقْتُ طَعْمَها ، * ولكِنَّني ، فيما تَرَى العينُ ، فارِسُ أَي مُتَفَرِّسٌ .
      ومعناه : اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته وصفَائِه على عُذوبَتِه وبَرْدِه .
      وتقول : مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنابَيْه وجَنابَتَيْه وجَنْبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْهِ .
      والجانِبُ الـمُجْتَنَبُ : الـمَحْقُورُ .
      وجارٌ جُنُبٌ : ذو جَنابةٍ مِن قوم آخَرِينَ لا قَرابةَ لهم ، ويُضافُ فيقال : جارُ الجُنُبِ .
      التهذيب : الجارُ الجُنُب هو الذي جاوَرَك ، ونسبُه في قوم آخَرِينَ .
      والمُجانِبُ : الـمُباعِدُ .
      قال : وإِني ، لِما قد كان بَيْني وبيْنَها ، * لـمُوفٍ ، وإِنْ شَطَّ الـمَزارُ الـمُجانِبُ وفرَسٌ مُجَنَّبٌ : بَعِيدُ ما بين الرِّجْلَين من غير فَحَجٍ ، وهو مدح .
      والتَّجْنِيبُ : انحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَس ، وهو مُسْتَحَبٌّ .
      قال أَبو دُواد : وفي اليَدَيْنِ ، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها ، ثَنْيٌ قَلِيلٌ ، وفي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ .
      (* قوله « أسهلها » في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً .
      والماء أراد به العرق .
      وأسهله أي أساله .
      وثني أي يثني يديه .)
      ، قال أَبو عبيدة : التَّجْنِيبُ : أَن يُنَحِّيَ يديه في الرَّفْعِ والوَضْعِ .
      وقال الأَصمعي : التَّجْنِيبُ ، بالجيم ، في الرجلين ، والتحنيب ، بالحاء في الصلب واليدين .
      وأَجْنَبَ الرجلُ : تَباعَدَ .
      والجَنابةُ : الـمَنِيُّ .
      وفي التنزيل العزيز : وإِن كُنْتم جُنُباً فاطَّهَّروا .
      وقد أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً ، بالضم ، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ .
      قال ابن بري في أَماليه على قوله جَنُبَ ، بالضم ، قال : المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون ، وأَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ .
      ومنه قول ابن عباس ، رضي اللّه عنهما : الإِنسان لا يُجْنِبُ ، والثوبُ لا يُجْنِبُ ، والماءُ لا يُجْنِبُ ، والأَرضُ لا تُجْنِبُ .
      وقد فسر ذلك الفقهاءُ وقالوا أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إِيَّاه ، وكذلك الثوبُ إِذا لَبِسَه الجُنُب لم يَنْجُسْ ، وكذلك الأَرضُ إِذا أَفْضَى إِليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ ، وكذلك الماءُ إِذا غَمَس الجُنُبُ فيه يدَه لم يَنْجُسْ .
      يقول : إِنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يحتاج إلى الغَسْلِ لمُلامَسةٍ الجُنُبِ إِيَّاها .
      قال الأَزهري : إِنما قيل له جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ ، فتَجَنَّبَها وأَجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها ؛ وقيل : لـمُجانَبَتِه الناسَ ما لم يَغْتَسِلْ .
      والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث ، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً ، وإِنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إِليه .
      ومن العرب من يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل .
      وحكى الجوهري : أَجْنَبَ وجَنُبَ ، بالضم .
      وقالوا : جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ .
      قال سيبويه : كُسِّرَ (* قوله « وكفراً إلخ » كذا هو في التهذيب أيضاً .) وطَعامٌ مَجْنَبٌ : كثير .
      والمِجْنَبُ : شَبَحَةٌ مِثْلُ الـمُشْطِ إِلاّ أَنها ليست لها أَسْنانٌ ، وطَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ يُرْفَعُ بها التُّرابُ على الأَعْضادِ والفِلْجانِ .
      وقد جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ .
      والجَنَبُ : مصدر قولك جَنِبَ البعير ، بالكسر ، يَجْنَبُ جَنَباً إِذا ظَلَعَ من جَنْبِه .
      والجَنَبُ : أَن يَعطَشَ البعِيرُ عَطَشاً شديداً حتى تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه من شدَّة العَطَشِ ، وقد جَنِب جَنَباً .
      قال ابن السكيت ، قالت الأَعراب : هو أَن يَلْتَوِيَ من شِدّة العطش .
      قال ذوالرمة يصف حماراً : وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ ، * كأَنـَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ ، أَو جَنِبُ والمُسَحَّجُ : حِمارُ الوَحْشِ ، والهاءُ في كأَنه تَعُود على حِمار وحْشٍ تقدم ذكره .
      يقول : كأَنه من نَشاطِه ظالِعٌ ، أَو جَنِبٌ ، فهو يَمشي في شِقٍّ وذلك من النَّشاطِ .
      يُشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بهذا الحمار .
      وقال أَيضاً : هاجَتْ به جُوَّعٌ ، غُضْفٌ ، مُخَصَّرةٌ ، * شَوازِبٌ ، لاحَها التَّغْرِيثُ والجَنَبُ وقيل الجَنَبُ في الدابة : شِبْهُ الظَّلَعِ ، وليس بِظَلَعٍ ، يقال : حِمارٌ جَنِبٌ .
      وجَنِبَ البعير : أَصابه وجعٌ في جَنْبِه من شِدَّةِ العَطَش .
      والجَنِبُ : الذئْبُ لتَظالُعِه كَيْداً ومَكْراً من ذلك .
      والجُنابُ : ذاتُ الجَنْبِ في أَيِّ الشِّقَّينِ كان ، عن الهَجَرِيِّ .
      وزعَم أَنه إِذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه .
      قال : مَريضٍ ، لا يَصِحُّ ، ولا أُبالي ، * كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ وجُنِبَ ، بالضم : أَصابه ذاتُ الجَنْبِ .
      والمَجْنُوبُ : الذي به ذاتُ الجَنْب ، تقول منه : رَجُلٌ مَجْنُوب ؛ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه ، وهي عِلَّة صَعْبة تأْخُذُ في الجَنْب .
      وقال ابن شميل : ذاتُ الجَنْب هي الدُّبَيْلةُ ، وهي على تَثْقُبُ البطن ورُبَّما كَنَوْا عنها فقالوا : ذاتُ الجَنْب .
      وفي الحديث : الـمَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللّهِ شَهِيدٌ .
      قيل : الـمَجْنُوبُ الذي به ذاتُ الجَنْبِ .
      يقال : جُنِبَ فهو مَجْنُوب ، وصُدِرَ فهو مَصْدُورٌ .
      ويقال : جَنِبَ جَنَباً إِذا اشْتَكَى جَنْبَه ، فهو جَنِبٌ ، كما يقال رَجُلٌ فَقِرٌ وظَهِرٌ إِذا اشْتَكَى ظَهْرَه وفَقارَه .
      وقيل : أَراد بالـمَجْنُوبِ الذي يَشْتَكِي جَنْبَه مُطْلَقاً .
      وفي حديث الشُّهَداءِ : ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ .
      وفي حديث آخر : ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ ؛ هو الدُّبَيْلةُ والدُّمَّل الكبيرة التي تَظْهَر في باطن الجَنْب وتَنْفَجِر إِلى داخل ، وقَلَّما يَسْلَمُ صاحِبُها .
      وذُو الجَنْبِ : الذي يَشْتَكي جَنْبَه بسبب الدُّبيلة ، إِلاّ أَنَّ ذو للمذكر وذات للمؤَنث ، وصارت ذات الجنب علماً لها ، وإِن كانت في الأَصل صفة مضافة .
      والمُجْنَب ، بالضم ، والمِجْنَبُ ، بالكسر : التُّرْس ، وليست واحدة منهما على الفعل .
      قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ : صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ ، * تُنْبي العُقابَ ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ عَنَى باللَّهِيفِ المُشْتارَ .
      وسُبُوبُه : حِبالُه التي يَتَدلَّى بها إِلى العَسَلِ .
      والطَّغْيةُ : الصَّفاةُ الـمَلْساءُ .
      والجَنْبةُ : عامَّة الشَّجَر الذي يَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ .
      وقال أَبو حنيفة : الجَنْبةُ ما كان في نِبْتَتِه بين البَقْل والشَّجر ، وهما مـما يبقى أَصله في الشتاءِ ويَبِيد فَرْعه .
      ويقال : مُطِرْنا مَطَراً كَثُرتْ منه الجَنْبةُ .
      وفي التهذيب : نَبَتَتْ عنه الجَنْبةُ ، والجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصَّيف .
      الأَزهري : الجَنْبةُ اسم واحد لنُبُوتٍ كثيرة ، وهي كلها عُرْوةٌ ، سُميت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار وارْتَفَعَتْ عن التي أَرُومَة لها في الأَرض ؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ والحَماطُ والـمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْماءُ صَغُرت عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُول .
      قال : وهذا كله مسموع من العرب .
      وفي حديث الحجاج : أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبَةِ ؛ الجَنْبَةُ ، بفتح الجيم وسكون النون : رَطْبُ الصِّلِّيانِ من النبات ، وقيل : هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودُون الشجر .
      وقيل : هو كلُّ نبْت يُورِقُ في الصَّيف من غير مطر .
      والجَنُوبُ : ريح تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتي عن يمِين القِبْلة .
      وقال ثعلب : الجَنُوبُ مِن الرِّياحِ : ما اسْتَقْبَلَكَ عن شِمالك إِذا وقَفْت في القِبْلةِ .
      وقال ابن الأَعرابي : مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَيلٍ إِلى مَطْلَعِ الثُرَيَّا .
      الأَصمعي : مَجِيءُ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلَعِ الشمس في الشتاءِ .
      وقال عُمارةُ : مَهَبُّ الجَنُوبِ ما بين مَطلع سُهَيْل إِلى مَغْرِبه .
      وقال الأَصمعي : إِذا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ معها خَيْرٌ وتَلْقِيح ، وإِذا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ .
      وتقول العرب للاثنين ، إِذا كانا مُتصافِيَيْنِ : رِيحُهما جَنُوبٌ ، وإِذا تفرَّقا قيل : شَمَلَتْرِيحُهما ، ولذلك ، قال الشاعر : لَعَمْري ، لَئِنْ رِيحُ الـمَودَّةِ أَصبَحَتْ * شَمالاً ، لقد بُدِّلْتُ ، وهي جَنُوبُ وقول أَبي وجزة : مَجْنُوبةُ الأُنْسِ ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها ، * مِن الهِجانِ ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ يعني : أَن أُنسَها على مَحَبَّتِه ، فإِن التَمَس منها إِنْجازَ مَوْعِدٍ لم يَجِدْ شيئاً .
      وقال ابن الأَعرابي : يريد أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنـْسُها مع الشَّمالِ .
      وتقول : جَنَبَتِ الرِّيحُ إِذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً .
      وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إِذا هَبَّتْ بها الجَنُوب .
      التهذيب : والجَنُوبُ من الرياحِ حارَّةٌ ، وهي تَهُبُّ في كلِّ وَقْتٍ ، ومَهَبُّها ما بين مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ .
      وجَمْعُ الجَنُوبِ : أَجْنُبٌ .
      وفي الصحاح : الجَنُوبُ الريح التي تُقابِلُ الشَّمال .
      وحُكي عن ابن الأَعرابي أَيضاً أَنه ، قال : الجَنُوب في كل موضع حارَّة إِلا بنجْدٍ فإِنها باردة ، وبيتُ كثير عَزَّةَ حُجَّة له : جَنُوبٌ ، تُسامِي أَوْجُهَ القَوْمِ ، مَسُّها * لَذِيذٌ ، ومَسْراها ، من الأَرضِ ، طَيِّبُ وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه ، وأَنشد : رَيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ ، وتارةً * رِهَمُ الرَّبِيعِ ، وصائبُ التَّهْتانِ وهَبَّتْ جَنُوباً : دليل على الصفة عند أَبي عثمان .
      قال الفارسي : ليس بدليل ، أَلا ترى إِلى قول سيبويه : إِنه قد يكون حالاً ما لا يكون صفة كالقَفِيز والدِّرهم .
      والجمع : جَنائبُ .
      وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً ، وأَجْنَبَتْ أَيضاً ، وجُنِبَ القومُ : أَصابَتْهم الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم في أَمـْوالِهِمْ .
      قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ : سادٍ ، تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً ، * يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ ، ويُجْنَبُ أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ .
      وأَجْنَبُوا : دَخلوا في الجَنُوبِ .
      وجُنِبُوا : أَصابَهُم الجَنُوبُ ، فهم مَجْنُوبُونَ ، وكذلك القول في الصَّبا والدَّبُورِ والشَّمالِ .
      وجَنَبَ إِلى لِقائِه وجَنِبَ : قَلِقَ ، الكسر عن ثعلب ، والفتح عن ابن الأَعرابي .
      تقول : جَنِبْتُ إِلى لِقائكَ ، وغَرِضْتُ إِلى لِقائكَ جَنَباً وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إِليك .
      وقوله في الحديث : بِعِ الجَمْعَ بالدَّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِيباً ، هو نوع جَيِّد مَعْروف من أَنواع التمر ، وقد تكرَّر في الحديث .
      وجَنَّبَ القومُ ، فهم مُجَنِّبُونَ ، إِذا قلَّتْ أَلبانُ إِبلهم ؛ وقيل : إِذا لم يكن في إِبلهم لَبَنٌ .
      وجَنَّبَ الرَّجلُ إِذا لم يكن في إِبله ولا غنمه دَرٌّ : وجَنَّبَ الناسُ : انْقَطَعَتْ أَلبانُهم ، وهو عام تَجْنِيب .
      قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يذكر امرأَته : لَـمَّا رَأَتْ إِبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها ، * وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ يقُول : كلُّ عامٍ يَمُرُّ بها ، فهو عامُ تَجْنِيبٍ .
      قال أَبو زيد : جَنَّبَتِ الإِبلُ إِذا لم تُنْتَجْ منها إِلا الناقةُ والناقَتانِ .
      وجَنَّبها هو ، بشدِّ النون أَيضاً .
      وفي حديث الحَرِثِ بن عَوْف : إِن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لم تَلْقَحْ ، فيكون لها أَلبان .
      وجنَّب إِبلَه وغَنَمه : لم يُرْسِلْ فيها فحلاً .
      والجَأْنـَبُ ، بالهمز : الرجل القَصِيرُ الجافي الخِلْقةِ . وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كان قَبِيحاً كَزّاً .
      وقال امرؤُ القيس : ولا ذاتُ خَلْقٍ ، إِنْ تَأَمَّلْتَ ، جَأْنَبِ والجَنَبُ : القَصِيرُ ؛ وبه فُسِّرَ بيت أَبي العيال : فَتًى ، ما غادَرَ الأَقْوامُ ، * لا نِكْسٌ ولا جَنَبُ وجَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إِذا انْقَطَعَتْ منها وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ .
      فمالَتْ .
      والجَناباءُ والجُنابى : لُعْبةٌ للصِّبْيانِ يَتَجانَبُ الغُلامانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخر .
      وجَنُوبُ : اسم امرأَة .
      قال القَتَّالُ الكِلابِيُّ : أَباكِيَةٌ ، بَعْدي ، جَنُوبُ ، صَبابةً ، * عَليَّ ، وأُخْتاها ، بماءِ عُيُونِ ؟ وجَنْبٌ : بَطْن من العرب ليس بأَبٍ ولا حَيٍّ ، ولكنه لَقَبٌ ، أَو هو حَيٌّ من اليمن .
      قال مُهَلْهِلٌ : زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في * جَنْبٍ ، وكانَ الحِباءُ من أَدَمِ وقيل : هي قَبِيلةٌ من قَبائِل اليَمَن .
      والجَنابُ : موضع .
      والمِجْنَبُ : أَقْصَى أَرضِ العَجَم إِلى أَرض العَرَبِ ، وأَدنى أَرضِ العَرَب إِلى أَرض العجم .
      قال الكميت : وشَجْو لِنَفْسِيَ ، لم أَنـْسَه ، * بِمُعْتَرَك الطَّفِّ والمِجْنَبِ ومُعْتَرَكُ الطَّفِّ : هو الموضع الذي قُتِلَ فيه الحُسَين بن عليّ ، رضي اللّه عنهما .
      التهذيب : والجِنابُ ، بكسر الجيم : أَرض معروفة بِنَجْد .
      وفي حديث ذي المِعْشارِ : وأَهلِ جِنابِ الهَضْبِ هو ، بالكسر ، اسم موضع .
      "


    المعجم: لسان العرب



معنى وسيذعق في قاموس معاجم اللغة

تاج العروس

ذَعَقَه كمَنَعَه أَهْمَلَه الجَوهرِي وقّالَ ابنُ درَيدٍ : أَي : صاحَ به وأَفْزَعَه وهو لغَةٌ في زَعَقَه زَعْقَةً وقالَ الأزْهَرِي : وهذا مِن أباطِيل بنِ دُرَيْد . وماءٌ ذعاقٌ كغُرابٍ : مثلُ زُعاق . قالَ الخَلِيلُ : سَمِعْنا ذلِكَ مِنْ عَرَبيّ فلا أَدرِي ألُغَةٌ أَم لُثغَة . وقالَ ابنُ عَبّاد : داءٌ ذُعاقٌ أَي : قاتِلٌ



لسان العرب
الذُّعاق بمنزلة الزُّعاق المُرّ ماء ذُعاقٌ كزُعاقٍ قال صاحب العين سمعنا ذلك من عربي فلا أدري ألغة أم لُثْغة وذَعَق به ذَعْقاً صاح كَزَعَق ابن دريد وذَعقَه وزَعَقَه إذا صاح به فأَفْزعَه قال الأَزهري وهذا من أباطيل ابن دريد
الرائد
* ذعق يذعق: ذعقا. 1-ه: صاح به. 2-ه: خوفه.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: