الرَّصَفَةُ مُحَرَّكَةً : واحِدَةُ الرَّصَفِ لِحِجَارَةٍ مَرْصُوفٍ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ في مَسِيلٍ فيَجْتَمِعُ فيها المَطَرُ وفي حدِيثِ زِيادٍ : أَنَّه بَلَغَهُ قَوْلُ المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ رَضِىَ اللهُ عنه : لَحَدِيثٌ مِن عَاقِلٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَةٍ فقالَ : أَكذا هو فلَهُوَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ رَثِيئَةٍ فُتِئَتْ بسُلاَلَةٍ مِن مَاءِ ثَغْبٍ في يَوْمٍ ذِي وَدِيقَةٍ تَرْمَضُ فيه الآجَالُ . وفي التهذيب : الرَّصَفُ : صَفاً طَوِيلٌ يتَّصِلُ بَعْضُه ببَعْضٍ كأَنَّهُ مَرْصُوفٌ وقال العَجَّاجُ :
" فَشَنَّ في الإِبْرِيقِ مِنْهَا نُزَفَا
" مِنْ رَصَفٍ نَازَعَ سَيْلاً رَصَفَاً
" حَتَّى تَناهَى في صَهَارِيجِ الصَّفَا
قالَ البَاهِلِيُّ : أَرَادَ أَنَّهُ صَب في إِبْرِيقِ الخَمْرِ مِن مَاءِ رَصَفٍ نَازَعَ سَيْلاً كان في رَصَفٍ فصارَ منه في هذا فكأَنَّهُ نَازَعَهُ إِيَّاهُ قال الجَوْهَرِىُّ : يقول : مُزِجَ هذا الشَّرَابُ مِن ماءِ رَصَفٍ نَازَعَ رَصَفاً آخَرَ لأَنَّهُ أَصْفَى له وأَرَقُّ فحذَف الماءَ وهو يُرِيدُه فجَعَلَ مَسِيلَه مِن رَصَفٍ إِلى رصَفٍ مُنَازَعَةً منه إِيَّاهُ . الرَّصَفَةُ أَيضاً : وَاحِدَةُ الرِّصَافِ لِلْعَقَبِ الذي يُلْوَى فَوْقَ الرُّعْظِ إِذا انكَسَرَ والرُّعْظُ : مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ ومنه الحديثُ : ( فنَظَرَ في رِصَافِهِ فلم يَرَ شَيْئاً ) وفي حديثٍ آخَرَ : ( أَهْدَى له يَكْسُومُ ابنُ أَخِي الأَشْرَمِ سِلاَحاً فيه سَهْمٌ لَغْبٌ وقد رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ في رُعْظِهِ فقَوَّمَ فُوقَه وقال : هو مسْتَحْكِمُ الرِّصَافِ وسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ ) وقال اللَّيْثُ : الرَّصَفَةً : عَقَبَةٌ تُلْوَى على مَوْضِعِ الفُوقِ قال الأَزْهَرِىُّ : وهذا خَطَأٌ والصَّوابُ ما قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ كَالرُّصَافَةِ والرُّصُوفَةِ بِضَمِّهِمَا هكذا في النُّسَخِ والذي قَالَهُ اللَّيْثُ : الرُّصَافَةُ والرّصَفَةُ : عَقَبَةٌ تُلْوَى علَى مَوْضِعِ الفُوقِ من الوَتَرِ وعلَى أصْلِ نَصْلِ السَّهْمِ فالصَّوَابُ : والرَّصَفَهُ . والْمَصْدَرُ : الرَّصْفُ مُسَكَّنَةً بِالْفَتْحِ هكذا في النُّسَخِ وكان أَحدُهما يُغْنِي عن الآخَرِ يُقال : رَصَفَ السَّهْمَ يَرْصُفُه رَصْفاً : شَدَّ على رُعْظِهِ عَقَبَةً نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ ومنه الحديثُ : ( أَنَّه مَضَغَ وَتَراً في رَمَضَانَ ورَصَفَ به وَتَرَ قَوْسِهِ ) وأَنْشَدَ الجَوْهَرِىُّ للرَّاجِزِ :
" وأَثْرَبِىٌّ سِنْخُهُ مَرْصُوفُ رَصَفَ الْمُصَلِّي قَدَمَيْهِ : ضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلى الأُخْرَى ولم يُقَيِّدْهُ الجَوْهَرِىُّ بالمُصَلِّى وفي العَيْنِ : يُقَال للْقائِم إِذا صَفَّ قَدَمَيْهِ : رَصَفِ قَدَمَيْهِ وذلك إِذا ضَمَّ إِحْدَاهُما إلَى الأُخْرَى . من المَجَازِ : الْمَرْصُوفَةُ : الصَّغِيرَةُ الْهَنَةِ وفي الأَسَاسِ : الهَنِ لاَ يَصِلُ إِلَيْهَا الرَّجُلُ وقيلَ : هي التي الْتَزَقَ خِتَانُهَا فلم يُوصَلْ إِلَيها أَو الضَّيِّقَتُهَا كَالرَّصُوفُ والرَّصْفاءِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ والجَوْهَرِيُّ ذَكَرَ الرَّصُوفَ فقط وقيل : الرَّصْفاءُ مِن النِّساءِ : الضَّيِّقَةُ المَلاَقِي وحكَى ابنُ بَرِّيّ : الْمِيقَابُ ضِدُّ الرُّصُوفِ . في حديثِ مُعَاذٍ : ( ضَرَبَهُ بمِرْصَافَةٍ ) الْمَرْصَافَةُ : الْمِطْرَقَةُ لأَنَّهُ يُرْصَفُ بها المَطْرُوقُ أَى : يُضَمُّ ويُلْزَقُ . مِن المَجَازِ : ذَا أَمْرٌلا يَرْصُفُ بِك أَىْ : لاَ يَلِيقُ بك وهو رَاصِفٌ بفُلانٍ : أَى لاَئِقٌ به . مِن المَجَازِ يُقَال : عَمَلٌ رَصِيفٌ بَيِّنُ الرَّصَافَةِ : أَى مُحْكَمٌ رَصِينٌ . وقد رَصُفَ كَكَرُم . قال ابنُ عَبَّادٍ : هو رَصِيفُهُ أَيْ يُعَارِضُهُ في عَمَلِهِ ويَأْلَفُهُ ولاَ يُفَارِقُه وهو مَجَازٌ . والرُّصَافَةُ كَكُنَاسَةٍ هكذا ضَبَطَهُ يَاقُوتُ والصَّاغَانِيُّ ورَدَّه شَيْخُنا فقال : اشْتَهَرَ في ضَبْطِ الرَّصَافَاتِ أَنَّهَا بالفَتْحِ وفي اللِّسَانِ : الرُّصَافةُ : كُلُّ مَنْبِتٍ بالسَّوَادِ وقد غَلَبَ علَى مَوْضِعِ بَغْدَادَ والشَّأْمِ . وقال ياقُوتُ في المُشْتَرَكِ : الرُّصَافَةُ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعاً منها : د بِالشَّأْمِ غَرْبِيَّ الرَّقَّةِ وهي رُصَافَةُ هِشَامِ بنِ عبدِ المَلِكِ منه : أَبو مَنِيعٍ عُبَيْدُ اللهِ بنِ أَبي زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ رَوَى عن الزُّهْرِيُّ عنه ابنُ ابْنِهِ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجُ بنُ يُوسفَ بنِ أَبي مَنِيعٍ نَقَلَهُ الحافِظُ وعن الحَجَّاجِ الحُسَيْنُ بنُ الحسنِ المَرْوَزِيُّ . الرُّصَافَةُ : مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ بالشَّرْقيَّةِ بها تُرَبُ أَكْثَرِ الخُلَفَاءِ وبِقُرْبِهَا مَشْهَدُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تعالَى وإِليها نُسِبَ الجامعُ وفيها يقول الشَّاعِرُ :" عُيُونُ الْمَهَا بَيْنَ الرُّصَافَةِ والجِسْرِجَلَبْنَ الْهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِى ولاَ أَدْرَى منها : محمدُ بنُ بَكَّارِ بنِ الزَّيَّاتِ أَبو عبدِ اللهِ قال ابنُ مَعينٍ : لا بَأْسَ به وجَعْفَرُ بنُ محمدِ بنِ عَلِيٍّ . الرُّصافَةُ : د بِالْبَصْرَةِ منه : مَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ بنِ مَحمدِ عن عبدِ العَزيزِ الدَّرَاوَرْدِيّ وأَبُو القاسِمِ الحسنُ بنُ عليّ بن إِبْراهِيم المُقْرِئ . الرُّصَافَةُ : د بِاْلأَنْدَلُسِ بالقُرْبِ مِن قُرْطُبَةَ منه : يُوسُفُ بنُ مَسْعُودٍ ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ صَيْفُونٍ عن أَبي سعيدِ بن الأَعْرَابِيِّ وعنه أَبو عمرَ بنُ عبد البَرِّ وغيرُه . الرُّصافَةُ : ة بِوَاسِطَ بالقُرْب مِن العِرَاقِ منها : حَسَنُ ابنُ عبدِ المَجِيدِ عن شُعَيْبِ بنِ محمدِ الكُوفِيِّ وعنه عبدَ اللهِ ابنُ محمدِ بنِ عُثْمَانَ الحافظُ . الرُّصافَةُ : ة بِنَيْسَابُورَ وهي ضَيْعَةٌ بهاْ الرُّصَافَةُ : ة بِالْكُوفَةِ أَحْدَثَهَا المنصُور . الرُّصافَةُ : د بِإِفْرِيقِيَّةَ وهي غيرُ التي في الأَنْدَلُس . الرُّصَافَةُ : قَلْعَةٌ لِلإِسْمَاعِيليَّةِ . وعَيْنُ الرُّصَافَةِ : ع بِالْحِجَازِ فيه بِئْرٌ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ يَصِفُ حماراً وأُتُنَهُ :
يَؤُمُّ بِهَا وانْتَحَتْ لِلنَّجَا ... ءِ عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذَاتَ النِّجَالِ فهؤُلاءِ الذين ذَكَرَهم المُصَنِّفِ أَحدَ عشرَ مَوْضِعاً وفَاتَهُ : رُصَافَةُ اليَمَنِ وهي : قَرْيَةٌ مِن أَعْمَالِ ذَمِارِ نَقَلَهُ ياقُوتُ والصَّاغَانِيُّ . ورُصَافَةُ أَبي العَبَّاسِ بالأَنْبَارِ نَقَلَهُ في التَّكْمِلَةِ فهي اثنا عشرَ مَوْضِعاً . قال ابنُ عَبَّادٍ : الرَّصَافُ كَكِتَابِ : الْعُصَبُ مِن الْفَرَسِ الْوَاحِدُ رَصِيفٌ كَأَمِيرٍ أَو هي عِظامُ الجَنْبِ لِتَرَاصُفِها ويُجْمَعُ أَيضاً علَى : رُصُفٍ كَكُتُبٍ . ورَصَفٌ مَحَرَّكَة وقال الجُمَحِيُّ : رُصُف بِضَمَّتَيْنِ : ع به مَاءٌ يُسَمَّى بِهِن قال أَبو خِرَاش :
نُسَاقِيهِمْ علَى رُصُفٍ وضُرٍّ ... كَدَابِغَةٍ وقَدْ نَغِلَ الأَدِيمُقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَرْصَفَ الرَّجُلُ : مَزَجَ شَرَابَهُ بِمَاءِ الرَّصَفِ وهو المُنْحَدِرُ مِن الْجِبَالِ علَى الصَّخْرِ فيَصْفُو وقد تقدَّمِ ذِكْرُ الرَّصَفِ وأَنْشَدَ بَيْتَ العَجَّاجِ الذي تقدَّم ذِكْرُه . وتَرَاصَفُوا في الصَّفِّ : تَرَاصُّوا أَى : قام بعضُهم إِلى بعضٍ فلَزِقَ ورَصَفَ ما بَيْنَ رِجْلَيْهِ : قَرَّبَهُمَا . والْمُرْتَصِفُ : الأَسَدُ عن ابن خَالَوَيْهِ . ورَجُلٌ مُرْتَصِفُ الأَسْنَانِ : مَتَقَارِبُهَا قد تَصَافَّتْ في نِبْتَتِهَا انْتَظَمَتْ واسْتَوَتْ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الرَّصْفُ : نَظْمُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ إِلى بَعْضٍ . ورَصَفَ الحَجَرَ يَرْصُفُهُ : بَنَاهُ ووَصَلَ بَعْضَه ببَعْضٍ وذلك البِنَاءُ يُسَمَّى رَصَفاً مُحرَّكةً ورَصِيفاً كأَمِيرٍ ومنه رَصِيفُ فاس ورَصِيفُ العُدْوَةِ بالقُرْبِ مِن سَبْتَةَ وعِدَّةُ رَصَفٍ بمِصْرَ . وقيل : الرَّصَفُ : السَّدُّ المَبْنِىُّ لِلْمَاءِ . وقيل : هو مَجْرَى المَصْنَعَةِ . ورَصَفٌ وأَرْصَافٌ كشَجَرٍ وأَشْجَارٍ لِعَقَبَةِ الرُّعْظِ كالرِّصَافَةِ بالكَسْرِ وجَمْعُهَا : رَصَائِفُ ورَصَافٌ . والرَّصِيفُ مِن السِّهَامِ : المَرْصُوفُ والرَّصَفَةُ والرَّصْفَةُ بالتَّحْرِيكِ والتَّسْكِينِ : عَقَبَةٌ تُشَدُّ علَى عَقَبَةٍ ثم تُشَدُّ علَى حِمَالَةِ القَوْسِ قال ابنُ سِيدَه : وأَرَى أَبا حِنِيفَةَ قد جَعَلَ الرِّصافَ وَاحِداً . وفي رُكْبَةِ الْفَرَسِ رَصَفَتَانِ وهما عَظْمَانِ فِيهِمَا مُسْتَدِيرَانِ مُنْقَطِعَانِ عن العِظَامِ كذا في المُحِيطِ واللّسَانِ وفي الأَسَاسِ : اصْطَكَّتْ رَصَفَتَاهُمَا وهما عَيْنَا الرُّكْبَتَيْنِ . والرَّصَافَةُ بالشَّيْءِ : الرِّفْقُ به . وجَوَابٌ رَصِيفٌ : مُتْقَنٌ يُقَال : أَجابَ بجَوابٍ مُرْتَضٍ حَصِيفٍ بَيِّنٍ رصِيفٍ لا سَخِيفٍ ولا خَفِيفٍ وهو مَجَازٌ . ورَصَّفَ الحِجَارَةَ تَرْصِيفاً مِثْل رَصَفَهَا رَصْفاً وتَرَاصَفُوا في القتالِ : تَرَاصُّوا يُقَال : تَرَاصَفُوا ثم تَقَاصَفُوا . ورَصِفَتِ المَرْأَةُ كفَرِحَتْ : صَارَتْ رَصُوفاً . والرِّصَافُ بالكَسْرِ : كَهَيْئَةِ المَرَاقِي على عُرْضِ الجِبَالِ جَمْعُه : الرُّصُفُ . قال ابنُ عَبَّادٍ : ورِصَاف : مَوْضِعٌ كما في اللِّسَانِ والعُبَابِ . ومَرْصَفى بالفَتْحِ : قَرْيَةٌ مِن أَعْمَالِ مَصْرَ منها : أَبو الحَسَنِ عليُّ ابنُ خَلِيلٍ المَرْصَفِيُّ أَحدُ المَشْهُورِين في الزُّهْدِ تُوُفِّيَ سنة 930 ، أَخَذَ عن العارِفِ محمدِ بنِ عبد الدَّائِمِ وعنه شيخُ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا وأَبو العّباسِ الحُرَيْثِيُّ