العَتَبَةُ مُحَرَّكَةً كَذَا في نُسْخَتِنَا وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخِنَا : أُسْكُفَّة البَابِ الَّتِي تُوطَأُ أَو العَتَبَةُ العُلْيَا مِنْهُمَا والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى : الحَاجِبُ والأُسْكُفَّةُ السُّفْلَى والعَارِضَتَان العُضَادَتَانِ وقَد تقدمت الإِشَارَةُ إِلَيْه في ح ج ب والجَمْعُ عَتَبٌ وعَتَبَاتٌ . والعَتَبُ أَيْضَاً الدَّرَجُ وَعَتَّب عَتَبَةً : اتَّخَذَهَا . وَعَتَبُ الدَّرَجِ . مَرَاقِيهَا إِذَا كَانَت مِنْ خَشَبٍ وكُلُّ مِرْقَاةِ منْها عَتَبَةٌ . وفي حَدِيثِ ابن النَّحَّام قَالَ لِكعْب بن مُرَّةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِدَرَجَاتِ المُجَاهِدِين : ما الدَّرَجَةُ ؟ : فَقَال : أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ كَعَتَبَةٍ أُمِّك . أَيْ أَنَّهَا لَيْسَت بِالدَّرَجَة الَّتِي تَعْرِفُهَا فِي بَيْتِ أُمِّكَ فَقَدْ رُوِي أَنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْن كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ وتَقُولُ : عَتِّب لِي عَتَبَةً فِي هَذَا المَوْضِعِ إِذَا أَردْتَ أَنْ تَرْقَى بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ تَصْعَدُ فِيهِ . والعَتَبَةُ : الشِّدَّةُ والأَمْرُ الكَرِيهُ كالعَتَبِ محركة أَي فِيهِمَا . وحُمِلَ عَلَى عَتَبٍ من الشَّرِّ وَعَتَبَة أَي شِدَّة . . ويُقَالُ : مَا فِي هَذَا الأَمْرِ رَتَبٌ ولا عَتَبٌ أَي شِدَّةٌ . وفي حَدِيثِ عَائِشَة إِنَّ عَتَبَاتِ المَوْتِ تَأْخُذُها أَي شَدَائِده . وحُمِل فُلاَنٌ على عَتَبَةِ كَرِيهَةٍ وعلى عَتَبٍ كَرِيهٍ منَ البَلاَءِ والشَّرِّ . قَال الشَّاعِر :
" يُعْلَى عَلَى العَتَبِ الكَرِيه ويُوبَسُ
العَرَبُ تَكْنِي عَنِ المَرْأَة بالعَتَبة والنَّعْلِ والقَارُورَةِ والبَيْتِ والدُّمْيَةِ والغُلِّ والقَيْدِ والرَّيْحَانَةِ والقَوْصَرَّةِ والشَّاةِ والنَّعْجَةِ . ومِنْه حَدِيثُ إِبرَاهِيمَ الخليل عَلَيْهِ السَّلاَم : غَيِّر عَتَبَة بَابِك . والعَتَبُ أَي مُحَرَّكَةً أَطْلقَه لاسْتِغْنَائِه عَنْ ضَبْطِهِ بِمَا قَبْلَه كَمَا هُوَ عَادتُه : مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى أَوْ مَا بَيْنَ الوُسْطَى والبِنْصرِ . والعَتَبُ : مَا بَيْنَ الجَبَلَيْنِ : وعَتَبَةُ الوَادِي : جَانِبُه الأَقْصَى الَّذِي يَلِي الجَبَلَ . العَتَب : ما دَخَلَ في الأَمْرِ من الفَسَادِ . والعَتَبُ في العَظْم : النَّقْصُ وَهُوَ إِذَا لم يُحْسَنْ جَبْرُه وَبَقِيَ فِيهِ وَرَمٌ لاَزِم أَو عَرَجٌ . وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب كُلُّ عَظْمٍ كُسِرَ ثَمَّ جُبِر غَيْرَ مَنْقُوصٍ وَلاَ مُعْتَبٍ فَلَيْسَ فِيهِ إِلاَّ إِعْطَاء المُدَاوِي فإِنْ جُبِرَ وبِهِ عَتَبٌ فإِنَّهُ يُقَدَّر عَتَبُهِ بِقيمَةِ أَهْلِ البَصَرِ قَالَ :
فَمَا فِي حُسْنِ طَاعَتِنَا ... وَلاَ فِي سَمْعِنَا عَتَبُ وَعَتَبُ السَّيْفِ : الْتِوَاؤُه عِنْدَ الضَّرِيبَة ونَبْوَتُه قَالَ :
أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صَارماً ذَكَراً ... مُجَرَّبَ الوَقْعِ غَيْرَ ذِي عَتَبِ ويُقَالُ : مَا فِي طَاعَةِ فُلاَنٍ عَتَبٌ أَي الْتِوَاءٌ ولا نَبْوَةٌ . ومَا فِي مَوَدَّتِه عَتَبٌ إِذَا كانَتْ خَالِصَةً لا يَشُوبُها فَسَاد . والعَتَبُ : العَيْبُ : قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة :
" لاَ فِي شَظَاهَا ولا أَرْسَاغِهَا عَتَبٌ أَي عَيْبٌ وهو مِنْ قَوْلِكَ لا يُتَعَيَّبُ عَلَيْه فِي شَيْء قَالَهُ ابنُ السِّكِّيت . عَتَبُ العُودِ : مَا عَلَيْه أَطْرَافُ الأَوْتَارِ مِنْ مُقَدَّمِهِ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَى :
وثَنَى الكَفَّ عَلَى ذِي عَتَبٍ ... يَصِلُ الصَّوْتَ بِذي زِيرٍ أَبحّْ العَتَبُ : الدَّسْتَانَاتُ قَالَه أَبُو سَعِيد وقيل : العَتَبُ : العِيدَانُ المَعْرُوضَةُ عَلَى وَجْهِ العُودِ مِنْهَا تُمَدُّ الأَوْتَارُ إِلَى طَرَفِ العُودِ . العَتَب : الغِلَظُ مِنَ الأَرْضِ وَعَتَبُ الجِبَالِ والحُزُونِ : مَرَاقِيها العَتَبُ جَمْعُ العَتَبَة أَي عَتَبَةِ البَابِ كالعَتَبَاتِ وقد تَقَدَّم . والعَتْبُ أَي بفَتْح فَسُكُونٍ : المَوْجِدَةُ بِكَسْرِ الجيمِ وهو الغَضَب الَّذِي يَحْصُل مِنْ صَدِيق كالعَتَبَانِ مُحَرَّكَة هَكَذَا في نُسْخَتِنَا وضَبْطَه شَيْخُنَا بالضَّمِّ وَهُوَ في بَعْضِ الأَمَّهَاتِ بالكَسْرِ . والمَعْتَبُ كمَقْعَدٍ والمَعْتَبَةُ بِزِيَادَةِ الهَاء والمَعْتِبَةُ بكَسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ لا المِيم كَمَا وَهِم فِيهِ بَعْضُهُم وبِهِمَا رُوِي في الحَدِيث : كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَة : مَالَه تَرِبَتْ يَمِينُه . يقال : عَتَبَ عَلَيْه إِذَا وَجَدَ عَلَيْهِ قَال الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ وهُوَ مِنْ بَنِي شَقِرَة بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ابْنِ ضَبَّةَ :
" أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ لعَيْنِيَ عَبْرَةٌأَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى والأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ
" أَخِلاَّيَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمعَتَبْتُ وَلكِنْ مَا عَلَى الدَّهْرِ مَعْتَبُ عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ أَيْ لو أُصِبْتُم في حَرْبٍ لأَدْرَكْنَا بثَأْركمْ وانْتَصَرْنَا ولَكِنّ الدَّهْرَ لا يُنْتَصَرُ مِنْهُ . العَتْبُ : المَلاَمَة كالعِتَابِ والمُعَاتَبَة . عَاتبَه مُعَاتَبَة وعِتَاباً : لامَهُ . قَالَ :
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِنْ صَدِيقٍ ... إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَابُ
إِذَا ذَهَبَ العِتَابُ فَلَيْسَ وُدٌّ ... وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِي العِتَابُوالعِتِّيبَى بالكَسْر كخِلِّيفى . ويُقَالُ : مَا وَجَدْتُ ي قَوْله عُتْبَاناً وذَلِكَ إِذَا ذَكَر أَنَّه أَعْتَبَك ولم تَرَ لِذلِك بَيَاناً . وقَال بَعْضُهم : ما وَجَدْتُ عِنْدَه عَتْباً ولا عِتَاباً . قَالَ الأَزْهَرِيُّ : لَمْ أَسْمَع العَتْبَ والعُتْبَانَ والعِتَابَ بِمَعْنَى الإِعْتَابِ إِنَّمَا العَتْبُ والعُتْبَانُ : لَوْمُكَ الرَّجلَ عَلَى إِسَاءَةٍ كَانَتْ لَهُ إِلَيْكَ فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يَخْلُص للعَاتِب فإِذَا اشْتَرَكَا فِي ذَلِك وذَكَّر كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِلَيْه من الإِسَاءَةِ فَهُوَ العِتَابُ والمُعَاتَبَةُ . وسَيَأْتِي مَعْنَى الإِعْتَابِ والاسْتِعْتَاب . العَتْبُ في الفَحْلِ : الظَّلَعُ أَوِ العَقْلُ أَو العُقْرُ . العَتْبُ فِيهُ أَيْضاً : المَشْيُ على ثَلاثِ قَوَائِمَ مِنَ العُقْرِ أَو العَقْل كأَنه يَقْفِز قَفْزاً . العَتْب فِيكَ : أَنْ تَثِبَ بِرِجْلٍ وَاحِدَة وتَرْفَعَ الأُخْرَى وكَذَلِكَ الأَقْطَعُ إِذَا مَشَى عَلَى خَشَبَة وَهَذَا كُلُّه تَشْبِيهٌ كأَنَّه يَمْشِي عَلَى عَتَبِ دَرَجٍ أَوْ جَبَلٍ أَو حَزْنِ فَيَنْزُو مِنْ عَتَبَةٍ إِلَى أُخْرَى . وِفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ في رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّة رَجُلٍ فَعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ ويُرْوَى عَنِنَتْ بالنُّونِ وسَيَأْتِي في مَوْضِعِه كَالعَتَبَانِ مُحَرَّكة وَهُوَ عَرَجُ الرِّجْلِ . والتَّعْتَابُ أَي بالفَتْح كتَذْكَار وَهُوَ أَيْضاً إِعْتَابُ العَظْم بَعْدَ الجَبْرِ كما سَيَأْتي . وَعَتَبَ البَرْقُ عَتَبَاناً مُحَرَّكةً إِذَا بَرَقَ بَرْقاً وِلاَءً يَعْتُبُ ويَعْتِبُ بالضَّمِّ والكَسْرِ في الكُلِّ أَي فِي كُلّ مِمَّا ذُكِرَ مِنْ مَعْنَى العَتَبَة والعَرَجِ والمَوْجِدَة والظَّلَع والوُثُوبِ والبَرْقِ وإِن أُغْفِل عَنِ الأَخِيرِ وَفِي عَتَبَ مِنْ مَكَانٍ إلى مكان ومن قَوْلٍ إِلَى قَوْل إِذَا اجْتَازَ فالمَنْصُوصُ في مُضَارِعه الكَسْرُ وهَذَا أَيْضاً مِمَّا أَغْفَلَهُ . والتَّعَتُّبُ : التَّجَنِّي . تَعَتَّب عَلَيْه وتَجَنَّى عَلَيْه بِمَعْنىً وَاحِدٍ . وتَعَتَّب عَلَيْه : وَجَدَ عَلَيْهِ . والتَّعَاتُبُ والمُعَاتَبَةُ وكَذَلِك التَّعَتُّبُ : الثَّلاَثَةُ بِمَعْنَى تَوَاصُف المَوْجِدَةِ أَي مُذَاكَرَتهَا . قال الأَزْهَرِيّ : التَّعَتُّبُ والمُعَاتَبَةُ والعِتَابُ كُلُّ ذَلِكَ مُخَاطَبَةُ الإِدْلاَلِ وكَلاَمُ المُدِلِّينَ أَخِلاَّءَهم طَالِبينَ حُسْنَ مُرَاجَعَتِهِم ومذاكرة بَعْضِهِم بَعْضاً ما كَرِهُوه مِمَّا كَسَبَهُم المَوْجِدَةَ . قُلْتُ : وَهُوَ كَلاَمُ الخَلِيل وكذَا فِي الصِّحَاح والمِصْبَاح والاقْتِطَافِ . والعِتْبُ بالكَسْرِ المُعَاتِبُ : صَاحبَه أَوْ صَدِيقَه كَثِيراً في كُلِّ شَيْءٍ إِشْفَاقاً عليه ونَصِيحَةً لَه . والأُعْتُوبَةُ بالضّم : مَا تُعُوتِبَ بِه . يُقَالُ : بَيْنهُم أُعْتُوبَةٌ يَتَعَاتَبُونَ بِهَا وذَلِكَ إِذَا تَعَاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُم العِتَابُ . والمُعَاتَبَةُ : التّأْدِيبُ والتَّرْوِيضُ . ومِنْهُ الحَدِيثُ عَاتِبُوا الخَيْلَ فإِنَّهَا تُعْتِبُ أَي أَدِّبُوهَا وَرَوّضُوهَا لِلْحَرْبِ والرُّكُوب فإِنَّهَا تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتَابَ . والعُتْبَى بالضَّمِّ : الرِّضَا يُوضَع مَوْضِعَ الإِعْتَابِ وَهُوَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِسَاءَة إِلَى ما يُرْضِي العَاتِبَ . واستَعْتَبَه : أَعْطَاهُ العُتْبَى كأَعْتَبه يقال : أَعْتَبَه : أَعْطَاه العُتْبَى ورَجَع إِلى مَسَرَّتِهِ . قَالَ سَاعدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُكَ تَارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُكَ يُعْتَبُأَي لا يُسْتَقْبَل بِعُتْبَى . وَتَقُولُ : قد أَعْتَبَنِي فُلاَنٌ أَي تَرَكَ ما كُنْتُ أَجِدُ عَلَيْهِ من أَجْلِه وَرَجَع إِلَى مَا أَرْضَانِي عَنْهُ بَعْد إِسْخَاطِه إِيَّايَ عَلَيْه . ورُوِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : فإِنِ اسْتُعْتِبَ الأَخُ فلم يُعْتِب فإِنَّ مَثَلَهُم فِيهِ كَقَوْلِهِم : لك العُتْبَى بأَنْ لاَ رَضِيتَ . قال الجوهريّ : هَذَا إِذَا لَمْ تُرِدِ الإِعْتَابَ قال : وهَذَا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن مَوْضِعِه لأَنَّ أَصْلَ العُتْبَى رُجُوعُ المُسْتَعْتِبِ إِلَى مَحَبَّةِ صَاحِبِه وَهَذَا عَلَى ضِدِّه . ومِنْهُ قَوْلُ بِشْرِ بْنِ أَبي خَازِم :
غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ ... يومَ النِّسَارِ فأَعتِبُوا بالصَّيْلَمِ أَي أَعتَبْنَاهم بالسَّيْفِ يَعْنِي أَرضَيْنَاهم بالقَتْل . وَقَالَ شَاعِرٌ :
فدَعِ العتَابَ فَرُبَّ شَرٍّ ... هَاجَ أَوَّلُه العِتَابُ وفي الحَدِيث لا يُعَاتَبُونُ في أَنْفُسِهم يَعْنِي لعِظَم ذُنُوبهِم وإِصْرَارِهم عَلَيْهَا وإِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ تُرْجَى عِنْدَه العُتْبَى أَي الرُّجُوعُ عَنِ الذَّنْبِ والإِسَاءَة وَفِي المَثَلِ ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ . استَعْتَبَه : طَلَبَ إِلَيْه العُتْبَى أَوْ طَلَب مِنْه . تَقُولُ : استَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي استَرْضَيْتُه فأَرْضَانِي واسْتَعْتَبْتُه فَمَا أَقَالِنِي . والاستِعْتَابُ : الاستْقَالَة . واستَعْتَبَ فُلاَنٌ إِذَا طَلَب أَنْ يُعْتَبَ أَي يُرْضَى . والمُعْتَبُ : المُرْضَى ضِدّ وَفِي الحَدِيثِ ولا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ أَي اسْتِرْضَاءٍ ؛ لأَنَّ الأَعْمَالَ بَطَلَت وانْقَضَى زمَانُهَا ومَا بَعْدَ المَوْتِ دَارُ جَزَاءٍ لا دَارُ عَمَل . والاستِعْتَابُ : الرُّجُوعُ عَن الإِسَاءَة وتَطَلُّبُ الرِّضَا . وبِالوَجْهَيْن فُسِّر قَوْلُ أَبِي الأَسْوَد :
فأَلفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ ... ولا ذَاكِرَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاَ وأَعْتَبَ عَنِ الشَّيْءِ : انْصَرَفَ كاعْتَتَبَ . قَال الفَرَّاءُ : اعتَتَبَ فُلاَنٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ فِيهِ إِلَى غَيْره منْ قَوْلِهم : لَكَ العُتْبَى أَي الرُّجُوعُ ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبّ . ويُقَالُ في العَظْمِ المَجْبُور : أُعْتِبَ فهو مُعْتَب كأُعْنِتَ وهو التَّعْتَابُ وأَصْلُ العَتْبِ الشِّدَّةُ كَمَا تَقَدَّم . العِتْبَانُ أَي بِالكَسْرِ : الذَّكَرُ مِنَ الضِّبَاعِ عن كُرَاع . وأُمُّ عِتَاب كَكِتَابٍ وأُمُّ عِتْبَان بالكَسْرِ كِلْتَاهُمَا الضَّبُعُ وقيل إِنَّمَا سُمِّيَت بِذَلِك لعَرَجِهَا . وقَال ابنُ سِيدَه : ولا أَحُقُّه . وعَتِيبٌ كأَمِير : قَبِيلَة وفي أَنْسَابِ ابْنِ الكَلْبِيّ حَيٌّ مِنَ اليَمَن ولا مُنَافَاةَ وَهُوَ عَتِيبُ بْنُ أَسْلَمَ بْن مَالِك بْنِ شَنُوءَة بنِ تَدِيل وهم حَيٌّ كَانُوا في دِين مَالِكٍ أَغَارَ عَلَيْهِم مَلِكُ مِنَ المُلُوك فَسَبَى الرِّجَالَ وأَسَرَهُم استعْبَدَهم فكَانُوا يَقُولُون إِذَا كَبِر كفَرِح صِبْيَانُنَا لَم يَتْركُونَا حَتَّى يَفْتَكُّونَا أَي يُخَلِّصُونَا من الأَسْرِ فلم يَزَالُوا عِنْدَه كَذَلِك حَتَّى هَلَكُوا وضُرِبَ بِهِم المَثلُ لِمَنْ مَاتَ وَهُوَ مَغْلُوب فَقِيلَ : أَودَى عَتِيبٌ وهَكَذَا في المُسْتَقْصَى ومَجْمَعِ الأَمْثَالِ ومِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْد :
تَرَجِّيهَا وقد وَقَعَتْ بِقُرٍّ ... كَمَا تَرْجُو أَصَاغِرَها عَتِيبُوعِتْبَانُ بالكَسْرِ ومُعَتِّبٌ كمُحَدِّث وعُتْبَةُ بالضَّمّ وعُتَيْبَة كجُهَيْنة وعَتَّابٌ كشَدَّادٍ أَسْمَاءٌ للصَّحَابَةِ والتَّابِعِين والشُّعَرَاء وَمَنْ بَعْدَهم . فَمِنَ الصَّحَابَةِ عَتَّابُ بْنُ أَسيد الأُمَوِيّ وعَتَّاب بْنُ سُليم القُرَشِيّ وَعَتّاب بن شُمير الضَّبيّ وعِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ السَّالِمِي . وأَبُو نُصَيْر عُتْبَةُ الثَّقَفِيّ وعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة وعُتْبَةُ بْنُ سَاعِدَة وعُتْبَةُ بْنُ سَالم وعُتْبَةُ بْنُ طُوَيْع المَازِنّي وعُتْبَةُ بنُ عَائِذ وعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخَزْرَجِيّ وعُتْبَة بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيّ وعُتْبَةُ بْنُ عَمْرو الأَنْصَارِيّ وعُتِبَة بن عَمْرِو الرُّعَيْنِيّ وعُتْبَةُ بنُ غَزْوَان وعُتْبَة بْنُ فَرْقَد وعُتْبَة ومُعْتِّب ابْنَا أَبِي لَهَب وعُتْبَة ابْنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِيّ وعُتْبَةُ بْنُ النُّدَّر السُّلَمِيّ وعُتْبَةُ بْنُ نِيَار . وعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاص وعُتَيْبَةُ البَلَوِيّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ . ومُعْتِّبٌ كمُحَدِّث وقيل كمُكْرَم أَبُو مَرْوَان الأَسْلمِيّ ومُعَتِّبُ بْنُ الْحَمْرَاءِ ومُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْد البَلَوِيّ ومُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْر فَهؤُلاَءِ صَحَابِيُّون . وَعُتَيْبَةُ كجُهَيْنَة بْنُ الحَارِث بْنِ شِهَابٍ المُلَقَّبُ بسُمِّ الفُرْسَانِ فَارِسُ بَنِي تَميم ويُلَقَّبُ أَيْضَاً بصَيَّادِ الفَوَارِسِ . ويَقُولُ العَرَبُ : لو أَنَّ القَمَرَ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ ما الْتَقَفَه غَيرُ عُتَيْبَةَ لثَقَافَتِه . وقَالَ ذو الغَلْصَمَة العِجْليّ يَرْثِيه :
عُتَيْبَةُ صَيَّادُ الفَوَارِسِ عُرِّيَتْ ... ظُهُورُ جِيَادِ بَعْدَه ورِكَابِ
أَلاَ أَيُّهَا الحَيُّ المُؤَمِّل عَيْشَه ... أَلاَ كُلُّ حَيٍّ بَعْدَهُ لِذَهَاب وفيه يَقُولُ العَرَبُ : أَفْرَسُ مِنْ سُمِّ الفُرْسَانِ وأَغْدَرُ من عُتَيْبَةَ وذَلِكَ أَنَّه نَزَلَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مِرْدَاس السُّلَمِيّ في صِرْم مِنْ بَنِي سُلَيْم فشَدَّ عَلَى أَمْوَالِهم ورَبَطَهُم حَتَّى افْتَدَوْا بالفِدَاءِ الغَالِي . قال العَبّاس بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيّ :
كَثُرَ الخَنَاءُ فَمَا سَمِعْتُ بغَادِرٍ ... كعُتَيْبَةَ بْنِ الحارث بْنِ شِهَابِ
جَلَّلْتَ حَنْظَلَةَ الدنَاءَةَ كُلَّهَا ... وَدَنَسْت آخر هذه الأَحْقَابِ كُلُّ ذَلِكَ في المُسْتَقْصَى للزَّمْخَشَرِيّ . وعُتْبَةُ بالضم وَالِدُ عُرْوة الرَّحَّال الكِلاَبِيّ الوَفَّاد عَلَى المُلُوك وهو الذي أَجَازَ لَطِيمَةَ المَلِك النُّعْمَان إِلَى عُكَاظَ وتَبعه البَرَّاض بنُ قَيْسٍ الكِنَانِيّ فَفَتكَ به واستَاق العِيرَ وبسببه هَاجَت حَرْبُ الفِجَار . وَعتَّابٌ كشَدَّادٍ جَدُّ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم الشَّاعر صَاحِبُ الفِتْكَة بعَمْرِو ابْنِ هِنْد . وأَبُو العَبَّاس عُتْبَةُ بنُ حَكِيم الهَمْدَانِيُّ الأُرْدنّيُّ ثم الطَّبَرَانِيُّ سَمِعَ مَكْحُولاً وابنَ أَبِي لَيْلَى . قال أَبو زُرْعَة : ثِقَة توفى سنة 447 كذا في معجم ياقوت . وأَبُو عَليٍّ الحَسَنُ بْنُ سَعِيد بْنِ أَحْمَد العُتْبِيّ القُرَشِيّ إِلَى عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مُحَدِّثٌ توفي سنة 544 . وعُتَيْبَةُ ابْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ تَمِيم عُرِفَ بابْنِ فَسْوَةَ شَاعِرٌ مُقِلٌّ تَرْجَمَه صَاحِبُ الأَغَانِي وغَيْرُه . وجُفْرَةُ عَتِيبِ كأَمِيرٍ : مَحَلَّة بالبَصْرَة مَنْسُوبَةٌ إِلَى عَتِيبِ بْن عَمْرٍو أَحَدِ بَنِي قَاسِط بْنِ هِنْب وعِدَادُه في بَنِي شَيْبَانَ وله عَدَدٌ بالبَصْرَة . والعَتُوبُ كَصَبُورٍ : مَنْ لاَ يَعْمَلُ فِيهِ العِتَابُ . والعَتُوبُ : الطَّرِيقُ . و يقال : قَريَةٌ عَتِيبَةٌ كسَفِينَةٍ إِذَا كَانَتْ قَلِيلَةَ الخَيْرِ . قال الفراء : اعْتَتَبَ فلانٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَان فِيهِ إِلَى غَيْرِه مِنْ قَوْلِهم : لَكَ العُتْبَى أَي الرُّجُوع ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبُّ . قال الكُمِيْتُ :
فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ مِنْ فُؤَادِيَ وال ... شِّعْرُ إِلَى مَنْ إِلَيْه مُعْتَتَبُقال الحُطَيْئَةُ :
إِذَا مَخَارِمُ أَحْنَاءٍ عَرَضْنَ لَهُ ... لم يَنْبُ عَنْهَا وخَافَ الجَوْرَ فاعْتَتَبا مَعْنَاه : اعْتَتَبَ من الجَبَلِ أَي رَكِبَه ولَمْ يَنْبُ عَنْه . يَقُولُ : لم يَنْبُ عَنْهَا ولَمَّا يَخَفِ الجَوْرَ . ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا مَضَى سَاعَةً ثم رَجَعَ : قدِ اعْتَتَبَ في طَرِيقِه اعْتِتَاباً كأَنَّه عَرَض عَتَبٌ فَتَرَاجَعَ . اعتَتَبَ الطَّرِيقَ : تَرَكَ سَهْلَه وأَخَذَ في وَعْرِهِ و اعْتَتَبَ : قَصَدَ فِي الأَمْرِ . عَن ابْنِ الأَثِيرِ : التَّعْتِيبُ : أَن تَجْمَعَ الحُجْزَةَ بالضَّمِّ وتَطْوِيَهَا مِنْ قُدَّام . وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الثُّبْتَةُ ما عَتَّبْتَه من قُدَّامِ السَّرَاويلِ . وفي حَدِيثِ سَلْمَان أَنَّه عَتَّبَ سَرَاوِيلَه فتَشَمَّرَ
تَعْتِيبُ الْبَابِ : أَنْ تَتَّخِذَ لَهُ عَتَبَةً . وَعَتَّبَ الرجلُ : أَبْطَأَ . قال ابْنُ سِيدَه : وأَرَى البَاء بَدَلاً مِنْ مِيمِ عتم وفُلاَنٌ لاَ يَتَعَتَّبُ بِشَيْءٍ ونَصُّ التَّكْمِلَة : لا يُتَعَتَّبُ عَلَيْه في شَيْء أَي لاَ يُعَابٌ كأَنَّهُ يعني لا يُعَاتَبُ ولا يُلاَمُ . في التَّنْزِيلِ العَزِيز : وإِنْ يُسْتَعْتَبُوا فَمَا هُمْ مِن المُعْتِبِينَ . مَعْنَاهُ إِنْ أَقَالَهُم اللهُ وردَّهُم إِلَى الدُّنْيَا لم يُعْتِبُوا . يَقُولُ : لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللهِ لِمَا سَبَقَ لَهُمْ في عِلْم اللهِ مِنَ الشَّقَاءِ وَهُوَ قَوْلُه تَعَالَى : ولو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه وإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ ومن قَرَأَ بالمَبْنِيِّ للمَعْلُوم فمَعْنَاه أَي إِنْ يَسْتقِيلُوا رَبَّهم لَمْ يُقِلْهم أَيْ لَمْ يَرُدَّهُم إِلَى الدُّنِيَا ؛ لأَنَّهُ سَبَقَ في عَلْم اللهِ أَنَّهُم لَوُ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه . عُتَيْبَةُ وعَتَّابَةُ : مِنْ أَسْمَائِهن أَي النِّسَاءِ . يُقَالُ : ما عَتَبْتُ بَابَه ولا سَكَفْتُه أَي لَمْ أَطَأْ عَتَبَتَه وَكَذلك مَا تَسَكَّفْته ولا تَعْتَّبْتُه . ويُقَالُ : تَعَتَّبَ : لَزِمَ عَتَبَةَ الْبَابِ . والعِتَابُ : مَاءٌ لِبَنِي أَسَد في طَرِيق المَدِينَةِ . قال الأَفْوَهُ :
فأَبْلِغْ بالجَنَابَةِ جَمْعَ قَوْمِي ... ومَنْ حَلَّ الهِضَابَ عَلَى العِتَابِ والعَتَبَتَانِ الدَّاخِلَةُ والخَارِجَةُ مِن أَشْكَالِ الرَّمْلِ مَعْرُوفَتَانِ . وبَنُو عُتَيْبَةَ كَجُهَيْنَة : قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَب . وَجَزِيرَة العَتَّابِ كَكَتَّابِ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ . وَعَتَبَةُ محركةً : لَقَبُ عُبَيْد بْنِ صَالِح حَدَّث عَنْه ابْنُ أَخِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عليِّ بنِ صَالِح . وعُتَيْبَةُ بالتصغير : مُحَدِّث يروى عن يَزِيدَ بْنِ أَصْرَمَ وعَنْهُ جَعْفَر بْن سُلَيْمَانَ وعُمَر بْن عُتَيْبَة الضَّبِّيّ شَيْخ لشَيْخ الإِسْلاَم الأَنْصَارِيّ ومُحَمَّد بْنُ عُتَيْبَة الدِّمَشْقِيّ أَدْرَكَه الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيّ