" الوَشِيجَةُ : عِرْقُ الشَّجَرِةِ " قال عَبِيدُ بن الأَبرصِ في قَوْمٍ خَرَجُوا من عُقْرِ دارِهم لحرْبِ بني أَسَدٍ فاستقبَلهم تَيْسٌ من الظِّباءِ :
ولد جَرَى لهمُ فلم يَتَعيَّفُوا ... تَيْسٌ قَعيدٌ كالوَشيجةِ أَعْضَبُ
الأَعضَبُ : المكسورُ أَحدِ قَرْنَيه . لم يَتعَيَّفُوا : لم يَزْجُروا فيَعْلَمُوا أَنّ الدَّائرةَ عليهم لأَن التَّيْسَ أَتاهُم من خَلْفِهم يَسوقُهم ويَطْرُدهم . والقَعيدُ : ما مَرّ من الوَحْش مِن وَرائك فإِن جاءَ من قُدَّامك فهو النَّطِيحُ . شَبَّهَ هذا التَّيْسَ بعِرْقِ الشَّجَرةِ لضُمْرِه . الوَشِيجةُ " : لِيفٌ يُفْتَل ويُشَدّ " وفي الصّحاح " ثم يُشَدّ " وفي بعض الأُمَّهات : ثم يُشْبَك " بين خَشَبتينِ يُنْقَلُ فيها " - هكذا بتأَنيث الضَّميرِ في النُّسخ وفي الصّحاح : " بها " وفي اللسان : " بهما " - البُرُّ " المَحْصود " وكذلك ما أَشبَهها مِن شَبَكةٍ بين خَشبتَيْنِ . فعلى ما في نُسختنا والصّحاح فإِنّ الضَّميرَ راجعٌ إِلى الوَشيجة وعلى ما اللِّسان فإِنه راجعٌ إِلى الخَشبتَيْنِ . الوَشيجةُ " : ع بعَقيقِ المَدينةِ " ومثلُه في المعجم . يقال " هُم وَشِيجةُ القَوْمِ " : أَي " حَشْوُهم " وهو قولُ الكسائيِّ . ونَصُّه : لهم وَشِيجةٌ في قَوْمهم ووَليجةٌ أَي حَشْوٌ . من المجاز : تَطاعَنوا بالوَشِيج : و " الوَشِيجُ : شَجَرُ الرِّماحِ " . وقيل : هو ما نَبَتَ مِن القَنَا والقَصَبِ مُعْترِضاً . وفي المحكم : مُلْتَفّاً دَخَل بعضُه بعضاً . وقيل : سُمِّيتْ بذلك لأَنّه تَنبت عُروقُها تحت لأَرضِ . وقيل : هي عامَّةُ الرِّماحِ واحِدتُها وَشِيجَةٌ . وقيل : هو من القَنَا أَصْلَبُه . من المَجاز : بينهم واشِجةُ رَحِمٍ . ووَشائِجُ النَّسَبِ الوَشائجُ : جمْع الوَشِيجِ وهو " اشْتِباكُ القَرَابةِ " والْتفافُها . " والواشِجَةُ " والوَشِيجَةُ : " الرَّحِمُ المُشْتبِكَةُ " المُتَّصلة الأَخيرةُ عن يَعقوبَ . وأَنشد :
نَمُتُّ بأَرْحامٍ إِليكَ وَشِيجَةٍ ... ولا قُرْبَ بالأَرْحامِ ما بمْ تُقرَّبِ " وقد وَشَجَتْ بك قَرَابتُه تَشِجَ " بالكسر : أَي اشتبكَتْ والْتفَّتْ كاشْتباكِ العُروقِ والأَغصانِ . والاسمُ الوَشيجُ . قد " وَشَّجَها اللهُ تعالى " ويقال أَيضاً : وَشَّجَ اللهُ بينَهم " تَوْشيجاً : " أَي أَلَّفَ وخَلَطَ . عن النَّضر : " وَشَجَ مَحْمِلَه " إِذا " شَبَّكَه بِقِدٍ " بالكسر " ونَحْوِه " كالشَّريط " لِئلاَّ يَسقُطَ منه شَيْءٌ " . ومما يستدرك عليه : وَشَجَتِ العُروقُ والأَغصانُ : اشتبكَتْ . وكلُّ شيءٍ يَشتبِك فقد وَشضجَ يَشِجُ وَشْجاً ووَشيجاً فهو واشِجٌ : تَدَاخَلَ وتَشابَكَ والْتَفَّ . قال امرُؤ القيس :
إِلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُروقِي ... وهذا المَوتُ يَسْلُبَني شَبابِي وفي حديث خُزَيْمةَ : " وأَفْنَتْ " أَصولَ " الوَشيجِ " قيل : هو ما الْتَفَّ من الشَّجر أَرادَ أَنّ السَّنَةَ أَفنَتْ أُصولهَا إِذْ لمْ يَبْقَ في الأَرض ثَرىً . وأَمرٌ مُوشَّجٌ : مُداخَلٌ بعضُه في بعضٍ مُشْتَبِك . والوَشيجُ : عُروقُ القَصَبِ . وعليه أَوْشَاجُ غُزُولٍ : أَي أَلْوَانٌ داخِلَةٌ بعضُها في بعض يعني البُرودَ فيها أَلوانُ الغُزولِ . والوَشيج : ضَرْب من النبات وهو من الجَنْبَة . قال رُؤبةُ :
" ومَلّ مَرْعاها الوشيجَ البَرْوَقَا ومن المَجاز : وَشَجَتْ في قَلْبه أُمورٌ وهُمومٌ . ووَشِيجٌ : موضعٌ في بلاد العَرب قُرْبَ المَطالِي . وقد ذكره شبيب بن البَرصاءِ في شعره . ووَشْجَى كسَكْرَى : رَكِيّ معروف هكذا بالجيم . ومِشيجان بالكسر : من قُرى أَسْفَرايِينَ . والمَوْشِجُ كمَجْلِس : قَريةٌ من اليَمن ما بين زَبِيدَ والمُخَا وبها مقَامٌ يُنْسَب إلى سيِّدنا عليٍّ رضي الله عنه يُزار ويُتبرَّك به