الشَّذْْرُ بالفَتْح : قِطَعٌ من الذَّهَب تُلْقَطُ مِنْ مَعْدِنِه بلا إذَابَة الحِجَارة : ومما يُصاغُ من الذَّهبِ فَرَائِدُ يُفَصَّلُ بِها اللؤّلُؤُ والجَوْهَرُ . أو خَرَزٌُ يُفَضَّلُ بِهَا وفي بعض الأُصول : بهِ النَّظْمُ أو هُوَ اللُّؤْلُؤُ الصِّغَارُ على التَّشْبِيه بالشَّذْرِ لبياضِها . وقال شَمِرٌ : الشَّذْرُ : هَنَاتٌ صِغَارٌ كأنّها رُؤُوس النَّمْل من الذَّهب يُجْعَل في الخَوْقِ الواحِدةُ شَذْرَةٌ بِهَاءِ وأنشَدَ شَمِرٌ للمَرّارِ الأسَدِيّ يصف ظَبْياً :
أتَيْنَ على اليَمِينِ كأَنَّ شَذْراً ... تَتابَعَ في النِّظام له زَليلُ
وأبوُ شَذْرَةَ : كُنْيَةُ الزِّبْرقان بن بَدْرٍ نقله الصاغاني . أبو العَلاءِ : شَذْرَةُ بنُ مُحمدِ ابن أحْمَدَ بنِ شَذْرَةَ الخَطِيب : مُحدِّثٌ عن أبن المقرِي الأصْبَهَاني وغيره . وأبو الرَّجاءِ مُحَمد وأبو المُرَجَّى أحْمَد ابنا إبراهيم بنِ أحْمَدَ بنِ شَذْرَةَ الأصْبَهانِيّانِ حدَّثَا عن ابن رَيْدَة وعنهما السِّلَفِيُّ . من أمْثَاِلِهم : تَفَرَّقُوا شَذَرَ مذَرَ بالتَّحْرِيك فيهما ويُكْسَرُ أوَّلُهُمَا وقد تُبدَل الميم من مذَر باءً موحّدةً وقال بعضُهم : هو الأصْلُ لأنّه من التَّبْذِيرِ وهو التَّفْرِيقُ قاله شيخُنَا قلت : والذي يَظْهَرَ أنَّ الميم هو الأصل لأن المقصود منه إنّما هو الإتْباعُ فقط لا ملاحظَةُ معنَى التَّفْرِيقِ كأخَواته الآتِيَة فتأمّل أي ذَهَبُوا في كُلِّ وَجْهٍ . وزاد الميْدانيّ فقال : ويُقَال : ذَهَبُوا شَغَرَ بَغَر وشَذَرَ مَذَرَ وجِذَعَ مِذَعَ أي تَفَرَّقوا في كُلِّ وجْهٍ . وزاد في اللِّسان : ولا يُقَال ذلك في الإقْبَالِ وفي حديث عائِشَةَ رضِيَ اللُه عنها : " إنَّ عُمَرَ رضِيَ الُله عنهُ شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذرَ مَذَرَ أي فَرَّقَه وبَدَّدَه في كُلّ وَجْه . ورجُلٌ شِذَارَةٌ بالكَسْرِ : غَيُورٌ ويقال أيضاً : شِنْذَارَة بالنّون وشِبْذَارَةٌ بالموحَّدة وقد تَقَدَّمت الإشارة إلى ذلك . والشَّيْذَرُ كحَيْدرٍ : د أوفَقِيرُ ماءٍ والفَقِيرُ : هو المكانُ السَّهْل تحْفَر فيه رَكَايَا مُتَناسِبَةٌ والذي نَصَّ عليه الصاغانيّ في التَّكْمِلة : الشَّوْذَرُ : بلدٌ وقيل : فَقِيرُ ماءٍ ولم يذْكُره صاحبُ اللِّسَان . والشَّوْذَرُ : المِلْحَفَةُ مُعَّربٌ فارسيَّته جادر ومن سَجَعاتِ الحريريّ : بَرزَ على جوذَر عليه شَوْذَر . الشَّوْذَرُ : الإتْبُ وهو بُرْدٌ يُشَقُّ ثم تُلْقِيه المرأةُ في عُنُقها من غير كُمِّيْنِ ولا جَيْب قال :
" مُنضَرِجٌ عَنْ جانِبَيْه الشَّوْذَرُ وقال الفَرّاء : الشَّوْذَرُ : هو الذي تَلْبَسهُ المرأةُ تحتَ ثوبِها . وقال اللَّيْثُ : الشَّوْذَرُ : ثَوْبٌ تَجْتَابُه المرأةُ والجاريةُ إلى طَرَفِ عَضُدِها . شوْذَرٌ : ع بالبَادِيَةِ . اسم د بالأَنْدَلُسِ هذا الذي أشارَ إليه الصّاغانيّ . عن ابن الأعرابيّ : تَشَذَرَ فلانٌ وتَقَتَّرَ إذا تَشَمَّرَ وتَهَيَّأ للقِتَالِ والحَمْلَةِ وفي حديث حُنَيْن : " كأنَّهُم قد تَشَذَّروا " أي تَهَيَّئوا لها وتأهَّبُوا . تَشَذَّرَ الرجلُ : تَوَعَّدَ وتَهَدَّدَ وتَغَضَّبَ ومنه قول سُلَيمَان بنِ صُرد بَلَغَني عن أميرِ المُؤمِنِين ذَرْءٌ من قَوْلٍ تَشَذَّرَ لي فيه بشَتْم وإيعاد فَسِرْتُ إليه جَوَاداً أي مُسْرِعاً قال أبو عُبيدٍ : لستُ أشُكّ فيها بالذال قال : وقال بعضُهُم : تَشَزَّرَ بالزاي كأنَّه في النَّظرِ الشَّزْرِ وهو نَظَرُ المُغْضَبِ . تَشَذَّرَ : نَشِطَ . تَشَذَّرَ : تَسَرَّع في الأمْرِ وفي التكملة : إلى الأمر . تَشَذَّرَ : تَهَدَّدَ ولو ذَكَرهِ عند تَوَعَّدَ كان أجْمَع كما فعلَه صاحِبُ اللِّسَان وغيره . تَشَذَّرَت النّاقَةُ إذا رَأتْ رِعْياً يَسُرُّهَا فحَرَّكَتْ رَأْسَها فَرَحاً ومَرَحاً . تَشَذَّرَ السَّوْطُ : مالَ وتَحَرَّك قال :
وكانَ ابْن أجْمَالٍ إذَا ما تَشَذَّرَتْ ... صُدُورُ السِّيَاطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ . تَشَذَّر القَوْمُ والجَمْعُ : تَفَرَّقُوا وذَهَبُوا كُلَّ مَذْهَب في كلِّ وَجْه وكذلك تَشَذَّرَتْ غَنَمُك . تَشَذَّرُوا في الحَرْبِ : تَطَاوَلُوا . تَشَذَّر بالثَّوْبِ وبالذَّنَبِ اسْتَثْفَرََ . من ذلك تَشذَّرَ فَرسَهَ إذا رَكِبَهَ منْ وَرائهِ . والمُتَشَذِّرُ : الأسَدُ لنشاطه أو تَسَرُّعِه إلى الأمور أو تهيُّئهِ للوُثوُب . ومما يستدرك عليه : شَذَّرْتُ النَّظْمَ تَشْذِيراً إذا فَصَّلْته بالخَرَز . قال الصاغاني : فأما قولهم : شذرَ كلامه بشعر فمولد وهو على المثل . وشذرَ به إذا نددَ به وسمعَ وكذلك شتر به . وتشذرت الناقةُ : جمعت قُطريها وشالتْ بذنبها . والشذيورُ كسفرجل : قصرٌ بقومس كان الخوارجُ التجئوا إليه يقال بالسينِ أيضاً كذا في التكلمة للصاغاني