العُذْرُ بالضَّمّ : م معروفٌ وهو الحُجَّةُ التي يُعْتَذَرُ بها . وفي البَصَائِرِ للمُصَنِّفِ : العُذْرُ : تَحَرِّى الإِنسانِ ما يَمْحُو بِه ذُنُوبَه وذلك ثلاثةُ أَضْربُ : أَن تقولَ : لم أَفْعَل . أَو تقولَ : فعَلْتُ لأَجَلِ كذا فيَذْكُر ما يُخْرِجُه عن كونِه مُذْنِباً أَو تقولَ : فعَلْتُ ولا أَعودُ ونحو ذلك وهذا الثالثُ هو التَّوْبةُ فكلُّ تَوبة عُذْرٌ وليس كلُّ عُذْؤ تَوبةً . ج أَعْذارٌ . يُقَال : عَذَرَهُ يَعْذِرُهُ بالكسر فيما صَنَعَ عُذْراً بالضَّم وعُذُراً بضمتَين وبهما قُرِيَْ قوله تعالى " فالمُلْقِياتِ ذِكْراً . عُذْراً أَو نُذْراً " فسره ثَعْلَبٌ فقال : العُذْرُ والنُّذْرُ واحد قال اللّحْيَانِيّ : وبعضُهُم يُثَقَّلُ " قال أَبو جعفر : من ثَقَّلَ أَرادَ عُذُراً أَو نُذُراً كما تقول : رُسُل في رُسْل . وقال الأَزْهَرِيّ : وهما اسمانِ يَقُومَانِ مَقَامَ الإعْذارِ والإنْذَارِ ويَجُوز تَخفيفُهما وتَثقيلُهما معاً وعُذْرَي بضمٍّ مقصوراً قال الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ :
قالتْ أُمَامَةُ لمّأ جِئْتُ زَائِرَهَا ... هَلاّ رَمَيْتَ بِبَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ
للهِ دَرُّكِ إِني قد رَمَيْتُهُمُ ... لَوْلاَ حُدِدْتُ ولا عُذْرَي لمَحْدُودِ قيل : أَرادَ بالأَسهُمِ السُّودِ : الأَسْطُرَ المكتوبَةَ . ومَعْذِرَةً بكسر الذَّال ومَعْذُرَةً بضمِّها جمعهما مَعَاذِيِرُ . وأَعْذَرَهُ كعَذَرَه قال الأَخْطَلُ :
فإِن تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَار تَواضَعَتْ ... فقَدْ أَعْذَرَتْنَا في طلابِكُمُ العُذْرُ والاسْمُ المَعْذرَةُ مثلَّثَةَ الذال والعِذْرَةُ بالكسر قال النّابِغَةُ :
ها إِنَّ تاعِذْرَةٌ إِلا تَكُنْ نَفَعَتْ ... فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ
يقال : اعْتَذَرَ فلانٌ اعْتِذَاراً وعِذْرَةً ومَعْذِرَةً من ذَنْبِه فعَذَرْتُه . وأَعْذَرَ إِعْذاراً وعُذْراً : أَبْدَي عُذْراً عن اللِّحْيَانِيّ وهو مَجَاز . والعَرَبُ تقول : أَعْذَرَ فلانٌ أَي كانَ منهُ ما يُعْذَرُ به . والصَّحِيح أَنَّ العُذْرَ الاسمُ والإِعْذَارُ المَصْدَرُ وفي المَثَلِ : " أَعْذَرَ من أَنْذَرَ " . أَعْذَرَ الرجُلُ : أَحْدَثَ . يقال : عَذَّرَ الرّجُلُ : لم يَثْبُتْ له عُذْرٌ وأَعْذَرَ : ثَبَتَ له عُذْرٌ وبه فَسّرَ من قرأَ قوله عزّوجلّ " وجَاءَ المُعَذَّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ " كما يأْتِي في آخر المادة . أَعْذَرَ : قصَّرَ ولَمْ يُبَالِغْ وهو يُرِى أَنه مُبَالِغٌ . أَعْذَرَ فيه : بالَغَ وجَدَّ كأَنَّهُ ضِدٌّ وفي الحديثِ " لقَدْ أَعْذَرَ اللهُ مَنْ بَلَغَ مِنَ العُمْرِ سِتِّينَ سَنَةً " أَي لم يُبْقِ فيه مَوْضعاً للاعْتِذَارِ حيثُ أَمْهَلَهُ طُول هذِه المُدَّةِ ولم يَعْتَذِرْ . يقال : أَعْذَرَ الرَّجُلُ إِذا بَلَغ أَقْصَى الغَايَةِ في العُذْرِ وفي حديثِ المِقْدادِ " لقد أَعْذَرَ اللهُ إِليك " أَي عَذَرَك وجَعَلَكَ مَوْضِيعَ العُذْرِ فأَسقَطَ عنك الجِهَادَ ورَخَّصَ لك في تَرْكه لأَنّه كان قد تَنَاهَى في السِّمَنِ وعَجَز عن القِتَال . وفي حديثِ ابنِ عُمَرَ " إِذا وُضِعَت المائِدَةُ فلْيَأْكل الرّجُلُ مّما عنْدَه ولا يَرْفَعْ يَده وإِن شَبِعَ وليُعْذِرْ فإِن ذلك يُخَجَّلُ جَلِيسَه " الإِعذار : المُبَالَغَةُ في الأَمْرِ أَي لِيُبَالغْ في الأَكل مثْل الحَدِيثِ الآخر " أَنّه كانَ إِذَا أَكَلَ مع قَوْمٍ كان آخِرَهُم أَكْلاً " أَعْذَرَ الرَّجلُ إِعْذاراً إِذا كَثُرَتْ ذُنُوبُه وعُيُوبُه صار ذا عَيْب وفَسادِ كعَذَرَ يَعْذِرُ وهما لُغَتَان نقلَ الأَزْهَرِيُّ الثانِيَةَ عن بعضِهِم قال : ولم يَعْرِفْهَا الأَصْمَعِيُّ قال : ومنه قولُ الأَخْطَلِ :
فإِن تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَارٍ تَواضَعَتْ ... فقد عَذَرَتْنَا في كِلابٍ وفي كَعْبِ . ويُرْوَى " أَعْذَرَتْنَا " أَي جَعَلَتْ لنا عُذْراً فيما صنَعْناهُ ومنه قولُه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم " لَنْ يَهْلِكَ النّاسُ حتّى يُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِمْ " يقال : أَعْذَرَ من نَفْسِهِ إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا يَعْنِي أَنّهم لا يَهْلِكُون حتى تكثُرَ ذُنُوبُهم وعُيُوبُهم فيَعْذِرُوا من أَنْفُسِهِمْ ويسْتَوْجِبُوا العُقُوبَة ويكون لمن يُعَذِّبُهُم عُذْرٌ كأَنَّهُم قامُوا بِعُذْرِهِ في ذلك ويُرْوَى بفتح الياءِ من عَذَرْتُه وهو بمعناه وحقيقةُ عَذَرْتُ : مَحَوْتُ الإِسَاءَةَ وطَمَسْتُهَا وهذا كالحَدِيث الآخَر : " لنْ يَهْلِكَ علَى اللهِ إِلا هَالِكٌ " وقد جَمَعَ بينَ الرِّوايتَين ابنُ القَطّاعِ في التَّهْذِيب فقال : وفي حَدِيثِ " لا يَهْلِكُ النّاسُ حَتّى يُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِم " ويَعْذِرُوا . أَعْذَرَ الفَرَسَ إِعْذَاراً : أَلْجَمَهُ كعَذَره وعَذَّرَه . عَذَّرَه : جَعَلَ له عِذَاراً لاغير وأَعْذَر اللَّجَامَ : جَعَلَ له عِذَاراً . أَعْذَرَ الغُلاَمَ إِعْذَاراً : خَتَنَه وكذلك الجارِيَةَ كَعَذَرَهُ يَعْذِرُه عَذْراً وهو مَجاز قال الشاعرُ :
في فِتْيَة جَعَلُوا الصَّلِيبَ إِلاَهَهُمْ ... حاشَايَ إِنّي مُسْلِمٌ مَعْذُورُ والأَكْثَرُ خَفَضْتُ الجَارِيَةَ قال الرّاجِزُ :
" تَلْوِيَةَ الخَاتِنِ زُبَّ المَعْذُوروفي الحديثِ " وُلِدَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم مَعْذُوراً مَسْرُراً " أَي مَخْتُوناً مَقْطُوعَ السُّرَّةِ وفي حديث آخَرَ " كُنَّ إِعْذَارَ عامٍ واحدِ " أَي خُتِّنَا في عام واحد وكانوا يُخْتَنُونَ لِسِنٍّ معلومَةٍ فيما بين عَشْرِ سِنين وخَمْسَ عَشْرَةَ . ومنَ المَجَاز : أَعْذَرَ للقَوْمِ إِذا عَمِلَ لهُمْ طَعَامَ الخِتَانِ وأَعَدّه وفي الحَدِيثِ " الوَلِيمَةُ في الإِعْذَارِ حَقٌّ " . وذلك الطَّعامُ هو العِذَارُ والإِعْذَارُ والعَذِيرَةُ والعَذِيرُ كما سيأْتي وأَصْل الإِعْذَارِ : الخِتَانُ ثم استُعْمِل في الطَّعَامِ الذي يُصْنَع في الخِتَانِ . أَعْذَرَ : أَنْصَفَ يقال : أَمَا تُعْذِرُنِي مِنْ هذا ؟ بمعْنَى أَمَا تُنْصِفُنِي منه ويقال : أَعْذِرْنِي من هذا أَي أَنْصِفْنَي منه قاله خالدُ بنُ جَنْبَة . يُقَال : أَعْذَرَ فُلاناً في ظَهْرِهِ بالسِّيَاطِ إِذا ضَرَبَه فَأَّثرَفيهِ قال الأَخْطَلُ :
يُبَصْبِصُ والقَنَا زُورٌ إِلَيْهِ ... وقَدْ أَعْذَرْنَ في وَضَحِ العِجَانِ . أَعْذَرَتِ الدّارُ : كَثُرَتْ فيهِ هكذا في النُّسخ والصواب كثُرَ فِيهَا العَذِرَةُ وهي الغَائطُ الذي هو السَّلْحُ هكذا في التكملة وقال البَدْرُ القَرَافِيُّ في حاشِيَتِه : أَرادَ بالدَّارِ المَوْضِعَ فذكَّرَ الضَّمِيرَ . وعَذَّرَ الرَّجُلُ تَعْذِيراً فهو مُعَذِّرٌ : إِذا اعْتَذَرَ ولم يأْتِ بعُذْرٍ . وعَذَّرَ : لم يَثْبُتْ له عُذْرٌ وبه فُسِّر قوله عزّوجلّ " وجَاءَ المُعَذِّرُونَ من الأَعْرَابِ ليِؤْذَنَ لَهُمْ " بالتَّثْقِيل هم الذيِن لا عُذْرَ لهُمْ ولكن يَتَكَلَّفُونَ عُذْراً وسيأْتِي البحثُ فيه قريباً كعَاذَرَ مُعَاذَرَةً . عَذَّرَ الغُلامُ : نَبَتَ شَعرُ عِذَارِه يعني خَدَّه . عَذَّرَ الشَّيْءَ تَعْذِيراً : لَطَخَه بالعَذِرَةِ . عَذَّرَ الدَّارَ تَعْذِيراً : طَمَسَ آثَارَهَا . وأَعْذَرْتُهَا وأَعْذَرْتُ فيها : أَثَّرَتُ فيها كما نقله الصّاغانيّ . عذَّرَ تَعْذِيراً : اتَّخَذَ طَعَامَ العِذَارِ وأَعَدَّهُ للقَوْمِ عَذَّرَ تَعْذِيراً : دعَا إِليه . وتَعَذَّرَ : تأَخَّرَ قال امرُؤُ القَيْسِ :
" بسَيْرٍ يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ يَمُنُّهُأَخو الجَهْدِ لا يَلْوِي علَى مَنْ تَعَذَّرَا . تَعَذَّرَ علَيْه الأَمْرُ : لم يَسْتَقِمْ وذلك إِذا صَعُبَ وتَعَسَّرَ . تَعَذَّرَ : الرَّسْمُ : تغَّيرَ ودَرَسَ قال أَوسٌ :
فبَطْنُ السُلَىِّ فالسِّجَالُ تَعَذَّرَتْ ... فمَعْقُلَةٌ إِلى مُطَارٍ فوَاحِفُ . وقال ابنُ مَيَادَةَ واسمُه الرِّماحُ بنُ أَبْرَدَ يَمدحُ بها عبدَ الواحِدِ بنَ سُلَيْمَانَ بنِ عبدِ المَلكِ :
ما هاجَ قَلْبَكَ من مَعَارِفِ دِمْنَة ... بالبَرْقِ بينَ أَصالِفٍ وفَدَافِدِ
لَعِبَتْ بها هُوجُ الرّياحِ فأَصْبَحَتْ ... قَفْراً تَعَذَّرَ غَيْرَ أَوْرَقَ هامِدِ . ومنها :
منْ كانَ أَخْطَأَهُ الرَّبِيعُ فإِنهُ ... نُصِرَ الحِجَازُ بغَيْثِ عبدِ الوَاحِدِ
سَبَقَتْ أَوائِلُه أَواخِرَه ... بمُشَرَّعٍ عَذْب ونَبْتٍ وَاعِدِ . كاعْتَذَرَ يقال : اعْتَذَرَت المَنَازِلُ إِذا درَسَتْ . ومَرَرْتُ بمَنْزِلِ مُعْتَذِر : بالٍ وقال ابنُ أَحْمَرَ :
بانَ الشًّبابُ وأَفْنَى ضِعْفَه العُمُرُ ... للهِ دَرُّكَ أَي العَيْشِ تَنْتَظِرُ
هلْ أَنْتَ طالِبُ مَجْدٍ لَسْتَ مُدْرِكَهُ ... أَم هَلْ لِقَلْبَكَ عن الاّفِه وَطَرُ
أَم كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فَقَدْ جَعَلَتْ ... أَطْلالُ إِلْفِكَ بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ . قيل : ومنه أُخِذَ الاعتذارُ من الذَّنْبِ وهو مَحْوُ أَثَرِ المَوْجِدَةِ . تَعَذَّرَ الرَّجلُ : تَلَطَّخَ بالعَذرَةِ . تَعَذَّرَ : اعْتَذَرَ واحْتَجَّ لنَفْسِه قال الشاعِر :
كأَنَّ يَدَيْها حِينَ يُفْلَقُ ضَفْرُها ... يَدَا نَصَفٍ غَيْرَي تَعَذَّرُ مِنْ جُرْمِ . يُقال : تَعَذَّرُوا عليه أَي فَرّ وا عنه وخَذَلُوه . والعَذِيرُ : العَاذِرُ قال ذُو الإِصبَعِ . العَدْوَانَيّ :عَذِيِرَ الحَيِّ من عَدْوَا ... نَ كانُوا حَيَّةَ الأَرضِ
بَغَي بَعْضٌ على بَعْضٍ ... فلَمْ يُرْعُوا على بَعْضِ
فقَدْ أَضْحَوْا أَحادِيثَ ... بِرَفْعِ القَوْلِ والخَفْضِ . يقول : هاتِ عُذْراً فيما فَعَلَ بعضُهُم ببعْضٍ من التّبَاغُضِ والقَتْلِ ولم يُرْعِ بعضُهم على بعْضِ بعدما كانوا حيَّةَ الأَرْضِ التي يَحْذَرُهَا كلُّ أَحَد وقيل : معناه هاتِ مَن يَعْذِرُنِي ومنه قولُ عليِّ بنِ أَبي طالبٍ رضي الله عنه وهو يَنْظُرُ إِلى ابن مُلْجِم :
أُرِيدُ حَيَاتَه ويُريدُ قَتْلِي ... عَذِيرَكَ من خَلِيلِك من مُرَادِ . يقال : عَذِيرَك من فُلان بالنَّصْبِ أَي هَات مَنْ يَعْذِرُك فَعِيلٌ بمعَنى فاعلِ . ويُقال : لا يُعْذِرُك من هذا الرّجُلِ أَحدٌ معناها : لا يُلْزِمُه الذَّنبَ فيما يُضِيف إِليه ويَشْكُوه منه . وفي حديثِ الإِفْكِ " مَن يَعْذِرُنِي من رَجُل قد بَلَغَني عنه كذا وكذا ؟ فقال سَعدٌ : أَنا أَعْذِرُكَ منه " أَي مَن يَقُومُ بعُذْري إِن كافَأْتُه على سُوءِ صَنِيعه فلا يَلُومُني وفي حديث أَبي الدَّرْدَاءِ " مَنْ يَعْذِرُني من مُعَاويةَ ؟ أَنا أُخْبِرُه عن رَسُولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم وهو يُخْبِرُنِي عن نَفْسِه " وفي حديث عليٍّ : مَنْ يَعْذِرُني من هؤلاءِ الضَّيَاطِرَةِ " . عَذيرُك : الحَالُ التي تُحَاولُها وتَرُومُها مما تُعْذَرُ عَلَيْهَا إِذا فَعَلْتَ قال العَجّاجُ يُخاطِبُ امرأَتَه :
" جارِيَ لا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي
" سَيْرِي وإِشْفاقي على البَعِيرِ . يريد : يا جارِيَةُ فرَخّم وذلك أَنه عَزَمَ عَلى السَّفَرِ فكان يَرُمُّ رَحْلَ ناقَتِه لسَفَرِه فقالت له امرأَتُه : ما هذا الذي تَرُمُّ ؟ فخاطَبها بهذا الشعرِ أَي لا تُنْكِرِي ما أَحَاوِلُ . وجَمْعُه عُذُرٌ مثْل : سَرِيرِ وسُرُر وإِنما خُفِّف فقيل عُذْرٌ وقال حاتِمٌ :
أَمَاوي قد طَالَ التَّجَنُّبُ والهَجْرُ ... وقد عَذَرَتْنِي في طِلابِكُمُ العُذْرُ
أَماوِيَّ إِنَّ المالَ غادٍ ورائِحٌ ... ويَبْقَى مِنَ المالِ الأَحادِيثُ والذَّكْرُ
وقد عَلِمَ الأَقْوَامُ لو أَن حاتِماً ... أَرادَ ثراءَ المالِ كان له وَفْرُ العَذِيِرُ : النَّصِيرُ يقال : مَن عَذِيِرِي من فُلانٍ ؟ أَي مَنْ نَصِيرِي ؟ والعِذَارُ من اللِّجامِ بالكسرِ : ما سَالَ على خَدَّ الفَرَسِ هو نَصُّ المُحْكَمِ . وفي التَّهْذِيبِ : وعِذَارُ اللِّجامِ : ما وَقَعَ منه على خَدَّيِ الدَّابَّةِ . قيل : عِذَارُ اللَّجَامِ : السَّيْرَانِ اللّذَانِ يَجْتَمِعَانِ عند القَفَا يقال : عَذَرَ الفَرَسَ بهِ أَي بالعِذَارِ يَعْذِرُه بالكَسْر ويَعْذُرُهُ بالضم شّدَّ عِذَارَهُ كأَعْذَرَهُ إِْعذاراً . وقيل : عَذَّرَه : جَعَلَ له عِذَاراً لا غَيْر وأَعْذَرَ اللِّجَامَ : جَعَلَ له عِذَاراً وفي الحَديثِ " لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ للمُؤْمِنِ من عِذَارٍ حَسَنٍ على خَدَّ فَرَسٍ " قالوا : العِذَاراَنِ من الفَرَسِ كالعَارِضَيْنِ مِنْ وَجْهِ الإِنْسَانِ ثم سُمِّيَ السَّيْرُ الذي يكونُ عليه من اللِّجامِ عِذَاراً باسم موضِعِه ج : عُذُرٌ ككِتابٍ وكُتُب . العِذَارَنِ : جانِبَا اللِّحْيَةِ لأَن ذلك مَوضعُ العِذَارِ من الدَّابَّة قال رؤبةُ :
" حَتّى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذَا التَّلَهْوُقِ
" يَغْشَى عِذَارَيْ لِحْيَتِي ويَرْتَقِي . وعِذَارُ الرَّجُلِ : شَعرُه النَّابِتُ في مَوْضِعِ العِذَارِ . والعِذَارُ : اسِتوَاءُ شَعْرِ الغُلامِ يقال : ما أَحْسَنَ عِذَارَهُ : أَي خَطَّ لِحْيَتِه . العِذَارُ طَعَامُ البِنَاءِ . العِذَارُ : طَعَام الخِتَانِ . العِذَارُ : أَنْ تَسْتَفِيدَ شَيْئاً جَدِيداً فتتَّخِذَ طَعَاماً تَدْعُو إِليه إِخْوَانَكَ كالإِعْذارِ والعَذِيرِ والعَذِيرَةِ فِيهِمَا أَي في البناءِ والخِتانِ كما هو الأَظْهَرُ أَو الجِتَان وما بَعْدَه كما هو المُتَبَادِرُ وهذه اللُّغَاتُ في الخِتَانِ أَكْثَرُ استعمالً عنَدَهُم كما صَرَّحَ بذلك غيرُ واحدِ . وقالَ أَبو زَيْد : ما صُنِعَ عندَ الخِتَان : الإِعْذارُ وقد أَعْذَرْت وأنشد :" كُلُّ الطَّعَامِ تَشْتَهي رَبِيعَهْ
" الخُرْسُ والإِعْذَارُ والنَّقِيعَهْ من المَجاز : العِذَارُ : غِلَظٌ مِنَ الأَرْضِ يَعْتَرِضُ في فَضَاءٍ وَاسِع وكذلِك هو من الرَّملِ والجَمْعُ عُذُرٌ . العِذَارُ منَ العِراقِ : ما انْفَسَحَ هكذا بالحَاءِ المهملة في بعض الأُصول ومثله في التَّكْمِلَةِ ونَسَبه إِلى ابنِ دُرَيْد وفي بعضها بالمعجمة ومثله في اللّسَان عن الطَّفِّ . وعِذارَيْن الواقعُ في قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ الشّاعِر فيما أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ :
ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَرَاتُهَا ... عِذَارَيْنِ مِنْ جَرْدَاءَ وَعْثِ خُصُورُها . حَبْلاَنِ مُسْتَطِيلانِ من الرَّمْلِ أَو طَرِيَقانِ هذا يصفُ ناقَةً يقول : كمْ جاوَزَتْ هذِهِ الناقةُ من رَمْلَة عاقِرٍ لا تُنْبِتُ شيئاً ولذلك جَعلَها عاقِراً كالمرأَةِ العاقرِ والأَلاَءُ : شَجرٌ يَنْبُتُ في الرَّمْلِ وإِنّمَا يَنْبُتُ في جانَبِيِ الرَّمْلَةِ وهما العِذَارَانِ اللَّذانِ ذَكَرَهُما وجَرْدَاءُ : مُنْجَرِدَةٌ من النَّبْتِ الذي تَرْعَاه الإِبل والوَعْثُ : السَّهْلُ وخُصُورُهَا : جَوَانِبُهاَ . من المَجَاز : خلَعَ العذَارَ أَي الحَيَاء يضرُب للشَّابِّ المُنْهَمِكِ في غَيَّه يقال : أَلقَي عنه جِلْبَابَ الحَياءِ كما خَلَعَ الفَرَسُ العِذَارَ فجَمَّحَ وطَمَّحَ . وفي كِتابِ عبد الملك إِلى الحَجّاجِ اسْتَعْمَلْتُكَ على العِراَاقَيْنِ فاخْرُجْ إِليِهمِا كَمِيشَ الإِزارِ شَدِيد العِذَارِ " يقالُ للرَّجُلِ إِذا عَزَم علَى الأَمْرِ : هو شَديدُ العِذَارِ كما يُقال في خِلاَفِه : فُلانٌ خَلِيعُ العِذَارِ كالفرس الذي لا لِجَامَ عليه فهو يَعِيرُ على وَجْهِه لأَنّ اللّجَامَ يًمْسِكُه ومنه قَولهم : خَلَعَ عِذَارَه أَي خَرَج عن الطاعَةِ وانهَمَكَ في الغَيِّ
والعِذَارُ : سِمَةٌ في مَوْضِع العذَارِ وقال أَبو عليٍّ في التَّذْكَرَة : العِذَارُ : سِمَةٌ على القَفَا إِلى الصُّدْغَيْن والأَوّلُ أَعرَفُ كالعُذْرَةِ بالضَّمّ . وقال الأَحمر : من السِّمَاتِ العُذْرُ وقد عُذِرَ البَعِيرُ فهو مَعْذُورٌ . من المَجَاز : العِذارَانِ من النَّصْلِ : شَفْرَتاهُ . العِذَارُ : الخَدُّ كالمُعَذَّرِ كمُعظَّم وهو مَحلُّ العِذَارِ يقال فلانٌ طَويلُ المُعَذَّرِ . وقال الأَصْمَعِيّ : يُقَال : خلعَ فلانٌ مُعَذَّرَهُ إِذا لم يُطِعْ مُرْشِداً . وأَرادَ بالمُعَذَّرِ : الرَّسَنَ ذَا العِذَارَيْنِ . العِذَارُ ما يَضُمُّ حَبْلَ الخِطَامِ إِلى رَأْسِ البَعِيرِ والنّاقَةِ . والعُذْرُ بالضّمّ : النُّجْحُ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد لمِسْكِينٍ الدّارِمِيِّ :
ومُخَاصمٍ خاصَمْتُ في كَبَدٍ ... مِثْل الدِّهانِ فكانَ لِي العُذْرُ أَي قَاوَمْتُه في مَزَلَّة فثَبَتَتْ قَدَمي ولم تَثْبُت قَدَمُه فكانَ النَّجْحُ لي ويقال في الحَرْبِ : لمَن العُذْرُ ؟ أَي لِمَنْ النُّجْحُ والغَلَبَةُ . العُذْرَةُ بهاءٍ : الناّصِيَةُ قيل : هي الخُصْلَةُ من الشَّعرِ وقيل : عُرفُ الفَرَسِ والجَمْعُ عُذَرُ قال أَبو النجْمِ :
" مَشْيَ العَذَارَى الشُّعْثِ يَنْفُضْنَ العُذَرْ . العُذرَةُ : قُلْفَةُ الصَّبيِّ قاله اللَّحْيَانِيّ ولم يَقُل إِنَّ ذلِك اسمٌ لها قَبْلَ القَطعِ أَو بَعْدَه وقال غَيرُه : هي الجِلْدَةُ يَقْطَعُهَا الخاتِنُ . قِيلَ : العُذْرَةُ الشَّعرُ الذي على كاهلِ الفَرَسِ وقيل : عُذْرَةُ الفَرَسِ : ما عَلَى المِنْسَجِ من الشَّعرِ وقيل : العُذَرُ : شَعَراتٌ من القفَا إِلى وَسَطِ العُنُقِ . العُذْرَةُ : البَظْرُ قال :
تَبْتَلُّ عُذْرَتُهَا في كُلِّ هاجِرَةٍ ... كمَا تَنَزَّلَ بالصَّفْوانَهِ الوَشَلُالعُذْرَةُ : الخِتَانُ . العُذْرَةُ : البَكَارَةُ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : العُذْرَةُ : ما لِلْبِكْرِ من الالْتِحَام قبلَ الافِتْضاضِ . العُذْرَةُ : خَمْسَةُ كَواكِبَ في آخِرِ المَجَرَّةِ ذكرهُ الجوهَريُّ والصاغانيُّ ويُقال : تحتَ الشِّعْرَي العَبُورِ وتُسَمَّى أَيضاً العَذَارَى وتَطَلُع في وَسَطِ الحَرِّ . العُذْرَةُ : افْتَضاضُ الجَارِيَةِ والاعْتِذَارُ : الافْتِضاضُ ومُفْتَضُّها يقال له : هو أَبُو عُذْرِهَا وأَبو عُذْرَتِهَا إِذا كان افْتَرَعَهَا وافْتَضَّها وهو مَجاز . وقال اللحيْانِيُّ : للجَارِيَةِ عُذْرَتَانِ إِحْدَاهُما التي تَكُونُ بها بِكْراً والأُخْرَى : فِعْلُهَا . ونَقَلَ الأَزهَرِيُّ عن اللِّحْيَانِيّ : لها عُذْرَتَان إِحْدَاهُمَا مَخْفِضُها وهو مَوْضِعُ الخَفْضِ من الجارِيَةِ والعُذْرَةُ الثَانِيَةُ قِضَّتُها سُمِّيَت عُذْرَةً بالعَذْرِ وهو القَطْعُ لأَنهَا إِذا خُفِضَتْ قُطِعَتْ نَوَاتُها إِذا افْتُرِعَتْ انقطَعَ خَاتَمُ عُذْرَتِهَا . قيل : العُذْرَةُ : نَجمٌ إِذا طَلَعَ اشْتَدَّ غَمُّ الحَرّ وهي تَطْلُعُ بعدَ الشِّعْرَي ولها وَقْدَةٌ ولا رِيحَ لهَا وتَأْخُذ بالنَّفَسِ ثم يَطْلُع سُهَيْلٌ بعدَهَا . العُذْرَةُ : العَلاَمَةُ كالعُذْرِ ويقال : أَعْذِرْ على نَصِيبِك أَي أَعْلِمْ عليه . العُذْرَةُ : وجَعٌ في الحَلْق يَهِيجُ من الدَّمِ كالعَاذُورِ . أَو العُذْرَةُ وَجَعُه أَي الحَلْقِ من الدَّمِ وقيلَ : هي قُرْحَة تَخْرُجُ في الحَزْم الذي بَيْن الحَلق والأَنْف يَعْرِضُ للصِّبْيَانِ عند طُلُوعِ العُذْرَة فتَعْمِدُ المَرْأَةُ إِلى خِرْقَةٍ فتَفْتِلُهَا فَتْلاً شديداً وتُدْخِلُهَا في أَنفِه فتَطْعَنُ ذلك المَوضِعَ فيَنْفَجِرُ منه دَمٌ أَسودُ وربما أَقْرَحَ وذلك الطَّعْنُ يُسَمِّي : الدّغْر وقوله : عند طُلُوعِ العُذْرَةِ " المرادُ به النَّجْمُ الذي يَطْلع بعدَ الشِّعْرَي وقد تقدم . وعَذَرَه أَي الصَّبيَّ فعُذِرَ كعُنِيَ عَذْراً بالفَتْح وعُذْرَةً بالضّمّ ذَكَرَهما ابنُ القَطّاعِ في الأَبْنِيَة وهو مَعْذُورٌ : أَصابَه ذلك أَو هاجَ به وَجَعُ الحَلْقِ قال جَرير :
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها ... غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغَانغَ المَعْذُورِ وقد غَمَزَت المرأَةُ الصَّبِيَّ إِذا كانَت به العُذْرَةُ فَغَمَزَتْهُ وكانُوا بعد ذلك يُعَلِّقُون عليه عِلاَقاً كالعُوذَةِ . العُذْرَةُ : اسمُ ذلك المَوْضِع أَيضاً وهو قَريبٌ من اللَّهَاةِ . عُذْرَةُ بلا لام : قَبِيلَةٌ في اليَمَنِ وهُمْ بنو عُذْرَةَ بنِ سَعْدِ هُذَيْم بن زَيْدِ بنِ لَيثِ بنِ سَوْد بن أَسْلُمَ بنِ الحاف بن قُضاعَةَ وإِخوتُه الحارِثُ ومُعَاوِيَةُ ووَائِلٌ وصَعْب بنو سَعْدِ هُذَيْم بطونٌ كُلُّهُم في عُذْرَة وأُمُّهم عائد بنتُ مُرّ بنِ أُودٍّ وسَلاَمانُ ابنُ سَعْدِ في عُذْرَةَ أَيضاً كذا قاله أَبو عُبَيْدٍ قلْت : وهُم مَشْهُورُونَ في العَشْق والعِفَّةِ ومنهُم : جَمِيلُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن مَعْمَر وصاحبتُه بُثَيْنَةُ بنْت الحياءِ وعُرْوَةُ بن حِزامِ بنِ مالِكٍ صاحِبُ عَفْرَاءَ بنتِ مُهَاصِرِ بنِ مالِك وهي بنتُ عَمَّه مات من حُبّها . والعَذْرَاءُ : البِكْرُ يقال : جارِيَةٌ عَذْراءُ : بِكْرٌ لم يَمَسَّها رَجُلٌ . وقال ابنُ الأَعرابيُّ وَحْدَه : سُمِّيت البِكْرُ عَذْرَاءَ لِضيقِهَا من قَوْلك : تَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ وفي الحديث وفي صِفَةِ الجَنّة " إِن الرَّجُلَ لَيُفْضِي في الغَدَاةِ الوَاحِدَة إِلى مائَةِ عَذْراءِ " . وفي حديث الاستسقاءِ :
" أَتَيْنَاكَ والعَذْرَاءُ يَدْمَي لَبَانُهَا أي يَدْمَى صَدْرُهَا من شِدّةِ الجَدْبِ وفي حديث النَّخَعِيّ في الرجل يقولُ : إنّه لم يَجد امرأتَه عَذْراءَ قال : لا شَيءَ عليه لأنّ العُذْرَةَ قد يُذْهِبُهَا الحَيضَةُ والوثْبَةُ وطُولُ التَّعْنِيِسج : العَذَارَى والعَذَارِى بفتح الراءِ وكسرهَا وعَذَارٍ بحذف الياءِ والعَذْرَاوَاتُ كما تقدّم في صَحَارَى وفي حديث جابِرِ بنِ مالِكٍ " وللعَذَارَى ولِعَابهنَّ " أي مُلاعَبَتَهنّ . والعَذْرَاءُ : جامِعَةٌ تُوضَعُ في حَلْقِ الإنسانِ لم تُوضَعْ في عُنُقِ أحدٍ قبلَه . وقيل : هو شَيْءٌ مِنْ حَدِيدٍ يُعَذَّبُ به الإنسانُ لإقرارٍ بأَمْرٍ ونَحْوِه كاستِخْراجِ مالٍ وغير ذلك . وقال الأزْهَرِيّ : والعَذَارَى هي الجَوَامِعُ كالأغْلالِ تُجْمَعُ بها الأيْديِ إلى الأعْنَاقِ . ومن المَجَاز : العَذْرَاءُ : رَمْلَةٌ لَمْ تُوطَأْ ولم يَرْكَبْهَا أحدٌ لارْتِفَاعِها . ومن المَجَاز : دُرَّةٌ عَذْرَاءُ : لَمْ تُثْقَبْ . والعَذْراءُ : من بُرُوجِ السّمَاءِ قال المُنَجِّمُون : بُرْجُ السُّنُبْلَةِ أو الجَوْزَاءِ . و العَذْراءُ : اسمُ مَدِينَة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعَالى عليه وَسَلَمَ تَسْلِيماً أراها سُمِّيَتْ بذلك لأَنّهَا لم تَذِلَّ . وعَذْرَاءُ بلا لامٍ : ع على بَريدٍ من دِمَشْقَ قُتِلَ به مُعَاوِيَةُ بنُ حُجْرِ بنِ عَدِيِّ بنِ الأدْبَرِ . أو هي : ة بالشّامِ م أي معروفة قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :
عَفَتْ ذاتُ الأَصابِعِ فالْجِوَاءُ ... إلى عَذْرَاءَ مَنْزِلُها خَلاَءُ وقال ابنُ سِيدَه : أُرَاهَا سُمِّيَتْ بذلك لأنّها لم تُنَلْ بِمَكْرُوهٍ ولا أُصيب سُكّانُها بأَذاةِ عَدُوٍّ قال الأَخْطَلُ :
" ويَا مَنَّ عن نَجْدِ العُقَابِ ويَا سَرَتْبِنَا العِيسُ عن عَذْرَاءَ دارِ بَنِي الشَّجْبِ والعَاذِرُ : عِرْقُ الاسْتِحَاضَةِ والمَحْفُوظُ العاذِلُ باللاّم . والعاذِرُ : أثَرُ الجُرْحِ قال ابنُ أحْمَرَ :
أزاحِمُهُم بالْبَابِ إذْ يَدْفَعُونَنِي ... وبالظَّهْرِ مِنِّي مِنْ قَرَا البَابِ عاذِرُ تَقول منه : أعْذَرَ بهِ أي تَرَكَ به عاذِراً والعَذِيرُ مثلُه . وقال ابنُ الأعْرَابِيّ : العَذْرُ : جمع العاذِرِ وهو الإِبداءُ يُقال : قد ظَهَرَ عاذِرُه وهو دَبُوقاؤُه هكذا في اللّسان والتَّكْلَة . العاذِرُ : الغائِطُ الذي هو السَّلْحُ والرَّجِيعُ عن ابن دُرَيْدٍ كالعاذِرَةِ بالهاءِ والعَذِرَةِ بكسر الذالِ المعجمةِ ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ " أَنّه كَرِه السُّلْتَ الذي يُزْرَعُ بالعَذِرَةِ " يريد غائِطَ الإِنْسَانِ الذي يُلْقِيه . والعَذِرَةُ : فِنَاءُ الدَّارِ والجَمْعُ العَذِرَاتُ ومنه حديثُ عِليّ " أَنه عاتَبَ قَوْماً فقال : مالَكُمْ لا تُنَظِّفُونَ عَذِرَاتِكُم " أَي أَفْنِيتَكُم وفي الحديث " إِنّ اللهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ فنَظِّفُوا عَذِارِتكمُ ولا تَشَبَّهُوا باليَهُودِ " . وفي حديث رُقَيْقَةَ " وهذه عِبِدَّاؤُكَ بعَذِرَاتِ حَرَمِكَ " . قال أَبو عُبَيْد : وإِنما سُمِّيَت عَذِرَاتُ النّاسِ بهذا لأَنّها كانت تُلْقَي بالأَفْنِيَة فكُنِيَ عنها باسمِ الفِنَاءِ كما كُنِيَ بالغَائِطِ الذي هي الأَرْضُ المُطْمَئنَّة عنها . وفي الحديث " اليَهُودُ أَنْتَنُ خَلْقِ اللهِ عَذِرَةً " يجوز أَنْ يَعْنِيَ به الفِناءَ وأَن يَعْنيَ به ذا بُطُونِهِمْ وهو مَجَاز . ومن أَمثالهِمِ " إِنّه لبَرِيءُ العَذِرِةَ " كقولهم : بَرِيءُ السّاحَةِ
العَذِرَةُ أَيضاً : مَجْلِسُ القَوْمِ في فِنَاءِ الدَّارِ . العَذِرَةُ : أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطَّعَامِ فيُرْمَي به قال اللَّحْيَانِيُّ : هي العَذِرَةُ والعَذِبَة . قوله عَزَّ وجَلَّ " بَل الإِنْسَانُ على نَفْسِه بَصِيرَةٌ . ولَوْ أَلْقَي مَعَاذِيَرَهُ " . قيل " المَعَاذِيرُ هنا : السُّتُورُ بلُغَةِ اليَمَنِ قيل : الحُجَجُ أَي لو جادَلَ عنها بكلِّ حُجَّةٍ يَعْتَذِرُ بها الواحِدُ مِعْذَارٌ وهو السِّتْرُ أَورَدَه الصّاغنِيُّ وصاحِبُ اللسان . والعَذَوَّرُ كعَمَلَّس . والواسِعُ الجَوْف الفَحّاشُ من الحَمِير " . من المَجَاز : العَذَرَّوُ أَيضاً : السَّيِّيْءُ الخُلُقِ الشّدِيدُالنَّفْسِ قالت زَيْنَبُ بنتُ الطَّثَرِيَّةِ تَرِثي أَخاها يَزِيدَ :
يُعِنيُكَ مَظْلُوماً ويُنْجِيكَ ظالمِاً ... وكُلُّ الذي حَمَّلْتَه فهو حامِلُهْإِذا نَزَلَ الأَضيافُ كانَ عَذَوَّراً ... على الحَيِّ حتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ . وإِنما جَعَلَتْه عَذَوَّراً لشِدَّةِ تَهَمُّمِه بأَمرِ الأَضيافِ وحِرْصِه على تَعْجِيلِ قِراهُم . العَذَوَّرُ : المُلْكُ بضمِّ فسكون هذا هو الصّوابُ وفي سائر النسخ ككَتِفٍ وهو غَلَطٌ الشَّدِيدُ الواسِعُ العَريضُ يقال : مُلْكٌ عَذَوَّرٌ قال كُثَيِّرُ بن سَعْد :
أَرَى خالِيَ اللَّخْمِيَّ نُوحاً يَسُرُّنِي ... كَرِيماً إِذا ما ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرَا ذاحَ وحَاذَ : جَمَعَ وأَصْلُ ذلِك في الإبِل وقد تقدمّ . واعْتَذَرَ : اشْتَكَى أَورَدَه الصاغانِيُّ . اعْتَذَرَ العِمَامَةَ : أَرْخَي لها عَذَبَتَيْن من خَلْفٍ أَورَدَه الصاغانِيُّ أَيضاً . يقال : اعْتَذَرَت المِيَاهُ إِذا انْقَطَعَتْ والمنازِلُ : دَرَسَتْ . وأَصْلُ الاعْتِذَار : قَطْعُ الرَّجُلِ عن حاجَتِه وقَطْعُه عمّا أَمْسَكَ في قَلْبه . وعَذَرٌ كحَسَنٍ ابنُ وائِل بن ناجِيَةَ بنِ الجُمَاهِرِ بنِ الأَشْعَرِ : جَدٌّ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ الصّحابيّ رضي الله عنه . عُذَرُ كزُفَرَ ابنُ سَعدٍ رجلٌ من هَمْدانَ قاله ابنُ حَبِيبٍ . قَال أَبو مالكٍ عَمْرُو بن كِرْكِرَةَ : يقال : ضَرَبُوه فأَعْذَرُوه أَي فأَثْقَلُوه وضُرِبَ زَيدٌ فأُعْذِرَ أَي أُشْرِفَ به على الهَلاكِ هكذا مَبْنِيًّا للمجهول في الفِعْلَيْن في سائر النُّسخ وفي تهذيبِ ابنِ الَقطّاع : فأَعْذَرَ مبنِيّا للمعلوم هكذا رأَيتُه مضبوطاً . وقوله عزّوجَلّ وتَعَالى " وجَاءَ المُعَذِّرُونَ " منَ الأَعْرَابِ ليُؤْذَنَ لَهُم " . بتَشْدِيدِ الذّالِ المكسورِة وفتح العين المهملة أَي المُعْتَذِرُونَ : الذينَ لَهُم عُذْرٌ به قرأَ سائِرُ قراءِ الأَمْصَارِ والمُعَذِّرُونَ في الأَصْلِ المُعْتَذِرُونَ فأَدْغِمَت التاءُ في الذّال لقُرْبِ المَخْرجَيْنِ ومَعْنى " المُعْتَذِرُونَ الذين يَعْتَذِرُونَ كانَ لهم عُذْر أَو لمِ يكن وهو ها هُنَا شَبِيهٌ بأَن يكونَ لهم عُذْرٌ ويجوز في كلام العرب المُعِذِّرُونَ بكسر العين المهملة لأَن الأَصل المعْتَذِرونَ فأُسْكنت التّاءُ وأَبْدِل منها ذالٌ وأُدغِمت في الذال ونُقِلت حَركتُها إِلى العين فصار الفتْح في العين أَوْلَى الأَشْيَاءِ ومن كسَرَ العينَ جَرَّه لالْتِقَاءِ السَّاكِنِيْن قال ولم يُقْرَأْ بهذا قال : ويجوزُ أَن يكون المُعَذِّرونَ الذين يُعَذِّرُون يوُهِمُون أَن لهم عُذْراً ولا عُذْرَ لهمقال أَبو بَكْر : ففي المُعَذِّرِينَ وَجْهَانِ : إِذا كان المُعَذِّرُونَ من عَذَّرَ الرَّجلُ فهو مُعَذِّرٌ فهم لا عُذْرَ لهم وإِذا كان المُعَذِّرُونً أَصلُه المُعْتَذِرُون فأُلْقِيتْ فتحةُ التاءِ على العَيْنِ وأُبدِلَ منها ذالٌ وأُدْغِمَتْ في الذال التي بعدها فلهم عُذْرٌ . وقال أَبو الهَيْثَمِ في تَفْسِيرِ هذه الآيَةِ قال : معناه المُعْتَذِرُونَ يقال : عَذَّرَ يَعَذِّرُ عِذَّاراً في معَنى اعْتَذَرَ ويَجُوزُ عِذَّرَ الرَّجلُ يَعِذِّرُ فهو مُعِذَّرٌ واللُّغَةُ الأَولى أَجوَدُهما قال : ومَثْلُه هدَّي يَهَدِّى هِدَّاءً إِذا اهْتَدَى وهِدَّي يَهِدِّي قال الله عزّو جل " أَمْنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى " ومِثْلُه قِرَاءَة مَن قَرَأَ " يَخَصِّمون " . بفتح الخاءِ . قال الأَزْهَرِي : وقد يَكُونُ المُعَذِّرُ بالتشديد غيرَ مُحِقٍّ وهم الذين يَعْتَذِرُونَ بلا عُذْرٍ . فالمَعْنى : المُقَصِّرُونَ بغير عُذْرٍ فهو على جِهَة المُفَعِّل لأَنّه المُمَرِّضُ والمُقَصِّرُ يَعْتَذِرُ بغير عَذْرٍ . وقَرَأَها ابنُ عَبّاسٍ رضي الله عنهُما " المُعْذِرُونَ بالتَّخْفيف قال الأَزْهَريّ : وقَرأَهَا كذلك يَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ وحْدَه مِنْ أَعْذَرَ يُعْذِرُ إِعْذَاراً وكان يَقُولُ : واللهِ لهكذَا وفي اللّسَان : لكَذَا أُنْزِلَتْ وكان يقول : لَعَنَ اللهُ المُعَذِّرِينَ بالتَّشْدِيد قال الأَزْهَرِيّ كأَنَّ المُعَذِّر عندَه إِنما هو غَيْرُ المُحِقِّ وهو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتِلالاً من غير حَقِيقَةٍ له في العُذْرِ وبالتَّخْفِيفِ مَنْ له عُذْرٌ . وقال محمّدُ بنُ سَلام الجُمَحِيُّ : سأَلتُ يونُسَ عن قوله وجاءَ المُعَذِّرُون فقلت له : المُعْذِرُونَ مخَفَّفَة كأَنَّهَا أَقيَسُ لأَنّ المُعْذِرَ : الذِي له عُذْرٌ والمُعْذَِرُ : الذي يَعْتَذِرُ ولا عُذْرَ له فقال يونُسُ : قال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : كلاَ الفَرِيقَيْنِ كان مُسِيئاً جاءَ قومٌ فعَذَّرُوا وجَلَّحَ آخَرُونَ فقَعَدُوا . ومما يستدرك عليه : أَعْذَرَ فلانٌ أَي كانَ مِنْهُ ما يُعْذَرُ بهِ . وأَعْذَرَ إِعْذَاراً بمعنى اعْتَذَرَ اععْتِذَاراً يُعْذَرُ بهِ وصَارَ ذا عُذْرٍ ومنه قَولُ لَبِيدٍ يُخاطِبُ بِنْيتْه ويقول : إِذا مِتُّ فنُوحَا وابْكِيَا علَّى حَوْلاً :
" فَقُومَا فقُولاَ بالَّذِي قد عَلِمْتُمَاولا تَخْمِشَا وَجْهاً ولا تَحْلِقَا الشَّعَرْ
وقُولاَ هُو المَرْءُ الذي لا خَلِيلَه ... أَضاعَ ولا خَانَ الصّدِيقَ ولا غَدَرْ
" إِلى الحَوْلِ ثم اسمُ السَّلامِ عَليْكُمَاومَنْ يَبْكِ حَولاً كامِلاً فَقَد اعْتَذَرْ . أَي أَتى بعُذْرٍ فَجَعَل الاعِتذَارَ بمعنى الإِعْذَارِ والمُعْتَذِرُ يكونُ مُحِقاًّ ويكونُ غيرَ مُحِقٍّ . قال الفراءُ : اعْتَذَرَ الرَّجلُ إِذا أَتى بعُذْرٍ واعْتَذَرَ : إِذا لم يَأْتِ بعُذْرٍ . وعَذَرَه : قَبِلَ عُذْرَه . واعْتَذَرَ مِنْ ذَنْبِه وتَعَذَّرَ : تَنَصَّلَ قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
فإِنّكَ مِنْهَا والتَّعَذُّرَ بعْدَمَا ... لَجَجْتَ وشَطَّتْ مِنْ فُطَيْمَةَ دَارُهَا . والتَّعْذِيرُ : التقْصِيرُ يقال : قام فلانٌ قِيَامَ تَعْذِيرٍ فيما اسْتَكْفَيْته إِذا لم يُبَالِغْ وقَصَّرَفيما اعتُمِدَ عَلَيه وفي الحَديث " إِنّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كانُوا إِذا عُمِلَ فيهم بالمَعَاصِي نَهَاهُم أَحْبَارُهُم تَعْذِيراً فعَمّهم اللهُ بالعِقَابِ " وذلِكَ إِذْ لم يُبَالِغُوا في نَهْيِهِم عن المَعَاصِي وداهَنُوهُم ولم يُنْكِرُوا أَعمالُهم بالمعاصي حقَّ الإِنْكَارِ أَي نَهَوْهُمِ نَهْياً قَصَّرُوا فيه ولم يُبَالغُوا وضعَ المصدر موضِعَ اسمِ الفاعِلِ حالاً كقولهم جاءَ مَشْياً ومنه حيثُ الدّعاءِ " وتَعَاطَي ما نَهَيْتُ عنه تَعْذِيِراً " . وقال أَبو زيد : سَمِعْتُ أَعرابِيَّيْن : تَمِيمِياًّ وقَيْسِياًّ يقولان : تَعَذَّرْتُ إِلى الرَّجلِ تَعَذُّراً في معنى اعْتَذَرْتُ اعْتِذَاراً قال الأَحْوَصُ بنُ محَمّدٍ الأَنْصَارِيّ :
طَرِيد تَلافاهُ يَزِيدُ بِرَحْمَةٍ ... فلم يُلْفَ من نَعْمَائِهِ يَتَعَذَّرُأَي يَعْتَذِر يقول : أَنْعَم عليه نِعْمةً لم يَحْتَجْ إِلى أَن يَعْتَذِرَ منها ويجوز أَن يكون معنى قولِه : يتَعَذَّرُ أَي يذْهب عنها . وعَذَرْتُه من فُلانٍ أَي لُمْتُ فلاناً ولم أَلمْهُ . وعَذِيرَكَ إِيايَ منه أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتَكَ إِيايّ . وفي حديثِ الإِفْكِ " فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلَم من عبدِ اللهِ بنِ أُبَيّ " . أَي قال : مَن عَذِيِرِي منه وطَلَبَ من الناسِ العُذْرَ أَن يَبْطِشَ به وفي حديثٍ آخَرَ " اسْتَعْذَرَ أَبا بَكْرِ من عائِشَةَ كانَ عَتَبَ عليها في شَيْءٍ فقال لأَبي بَكْرٍ : أَعْذِرْنِي منها إِنْ أَدَّبْتُها " أَي قُم بِعُذْرِي في ذلك . وأَعْذَرَ فلانٌ من نَفْسِه أَي أُتِيَ من قِبلِ نَفْسِه قال يُونسُ : هي لُغَةُ العَرَبِ . وتَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ : لم يَسْتَقِمْ . وتَعذَّرَ عليه الأَمْرُ إِذا صَعُبَ وتَعَسَّر وفي الحديث " أَنه كان يَتَعَذَّرُ في مَرَضِه " أَي يَتَمَنَّعُ ويَتَعَسَّرُ . والعِذَارُ بكسر العين : الامتناعُ من التَّعَذُّر وبه فَسَّرَ بعضهم قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فإِني إِذا ما خُلَّةٌ رَثَّ وَصْلُها ... وجَدَّتْ لِصَرْمٍ واسْتَمَرَّ عِذارُهَا والعَاذُورَة : سِمَةٌ كالخَطِّ والجَمْعُ العَوَاذِيرُ قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ :
وذُو حَلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بَيَنَه ... يَلُوح بأَخطارٍ عِظَامِ اللَّقائِحِ . والعَجَبُ من المَصِّنف كيف تَرَكَهُ وهو في الصّحاحِ . ويقال : عَذِّرْ عنِّي بَعِيرَك أَي سِمْهُ بغَيْرِ سِمَةِ بَعيرِي لتَتارَفَ إِبِلُنَا . وعِذَاراَ الحائِطِ : جانِبَاهُ وعِذَاراَ الوَادِي : عُدْوَتَاه . وهو مَجاز . واتَّخَذَ فلانٌ في كَرْمِه عِذَاراً من الشَّجَرِ أَي سِكَّةً مُصْطَفَّةً . ويقال : ما أَنتَ بذِي عُذْرِ هذا الكَلامِ أَي لَسْتَ بأَوّلِ مَن افْتَضَّه وكذلك فلانٌ أَبو عُذْر هذا الكلامِ وهو مَجاز . والعاذُورُ : ما يُقْطَعُ من مَخْفِض الجَارِيَةِ . ومن أَمثالِهِم " المَعاذِرُ مَكَاذِبُ " وأَصابِعُ العَذَارَي : صِنْفٌ من العِنَبِ أَسْوَدُ طِوَالٌ كأَنَّ البَلُّوطُ يُشَبَّه بأَصَابِعِ العَذَارَى المُخَضَّبَةِ . وقال الأَصْمَعِيُّ : لَقِيت منه عاذُوراً أَي شَراًّ وهُوَ لغَةٌ في العَاثُورِ أَو لُثْغَة . وتَرَكَ المَطَرُ به عاذِراً أَي أَثَراً والجَمْع العَواذِيرُ . والعَاذِرَةُ : المَرْأَة المُسْتَحَاضَةُ قال الصّاغانِيُّ : هكذا يُقَال وفيه نَظَرٌ . قلْت : كَأَنَّه فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ من إِقَامَةِ : كَأَنَّه فاعِلَةٌ بمعَنى مَفْعُولَةٍ ومن إِقَامَةِ العُذْرِ والوَجْهُ أَنّ العَذِرَ هُو العِرْقُ نَفْسُه كما تَقَدّم لأَنه يَقُومُ بعُذْرِ المَرأَةِ مع أَنّ المحفوظَ والمعروفَ العَاذِلُ باللام وقد أَشرْنا إِليه . ويقال للرَّجُلِ إِذا عاتَبَكَ على أَمْرٍ قبلَ التَّقَدُّم إِليك فيه : والله ما اسْتَعْذَرْتَ إِليَّ وما اسْتَنْذَرْتَ أَي لم تُقَدِّمْ إِليَّ المَعْذِرَةَ والإِنْذَارَ . وفي الأَساس : يقال ذلك للمُفَرِّطِ في الإِعْلامِ بالأَمْرِ . ولَوَ عَنْه عِذَارَه إِذا عَصَاه وفُلانٌ شَدِيدُ العذار يراد شديد العَزِيمَةِ . وفي التكملة : العَذِيرَةُ : الغَدِيرَةُ . والعَاذِرَةُ : ذُو البَطْنِ وقد أَعَذَرَ . ودَارٌ عَذِرَةٌ : كثيرَةُ الآثَارِ وأَعْذَرْتُهَا . وأَعْذَرْتُ فيها أَي أَثَّرْتُ فيها . وضَرَبَه حتّى أَعْذَرَ مَتْنَه أَي أَثْقَلَه بالضَّرْبِ واشْتَفَى منه . وأُعْذِرَ منه : أَصابَه جِراحٌ يُخَافُ عليه منه . وعَذْرَةُ بالفَتْح : أَرْضٌ . وفي التَّهْذِيبِ لابنِ القَطَّاعِ : عَذَرْتُ الفرَسَ عَذْراً : كَوَيْتُه في مَوْضِع العِذَارِ . وأَيضاً حَمَلْتُ عليه عِذَارَه وأَعْذَرْتُه لُغَة . وأَعْذَرْتُ إِليك : بالَغْتُ في المَوْعِظَةِ والوَصِيَّة . وأَعْذَرْتُ عندَ السُّلْطَانِ : بَلَغْتُ العُذْرَ . وبنو عُذْرَةَ بنِ تَيْمِ الّلات : قَبِيلةٌ أُخْرَى غيرُ التي ذَكَرَها المصنَّفُ . نقله ابنُ الجوّانِيّ النسّابةُ
بَعْذَرْه بِعْذارةً بالكسر أهملَه الجوهَريُّ وقال أبو زَيْدٍ : أي حَرَّكَه
بَعْذَرَ فلاناً : نَقَصَه وكذلك فَرْفَرَه فِرْفارَةً ونَقَصَه هكذا في النُّسَخ بالنُّونِ والقافِ والصَّادِ المُهْمَلَةِ والصَّواب نَقَضَه بالفاءِ والضّاد المُعْجَمَةِ كما هو نَصَّ اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ