القَصْعَةُ : الصَّحْفَةُ أو الضَّخْمَةُ مِنْهَا تُشْبِعُ العَشَرَةَ ج : قَصَعاتٌ مُحَرَّكَةً نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وأنْشَدَ قوْلَ أبي نُخَيْلَةَ :
" ما زالَ عَنَّا قَصَعاتٌ أرْبَعُ
" شَهْرَينِ دَأْباً فبَوَادٍ رُجَّعُ عَبْدَايَ وابْنَايَ وشَيْخٌ يُرْفَعُ كما يَقُومُ الجَمَلُ المُطَبَّعُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ في جُمُوع القَصْعَة على قِصَعٍ وقِصَاعٍ كَعِنَبٍ وجِبالٍ وأنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ ف شاهِدِ الأخِير :
ويَحْرُمُ سِرُّ جارَنِهِم عَلَيْهم ... ويَأْكُلُ جارُهمُ أُنُفَ القِصَاعِ ومنه أبو العّبّاس الفَضْلُ بنُ مُحَمَّد بنِ نَصْر السُّغْدِيُّ القِصَاعِيُّ المُحَدِّثُ كأنَّه إلى صَنْعةِ القِصَاعِ رَوى عن مُحَمَّد بنِ مَعْبدٍ وعنه أبو سَعْدٍ الإدْرِيسيُّ
وفَاتَهُ : ثَوْرُ بنُ مُحَمَّد القِصَاعِيُّ عن إبْرَاهيمَ بنِ يُوسُفَ رَوَى المُسْتَمِلي عن رجُلٍ عنه
والقُصَيْعَةُ كجُهَينَةَ تَصْغِيرُها ومنه في تَعْلِيمِ آدَمَ الأسْماءَ حَتّى القَصْعَةَ والقُصَيْعَةَ
والقُصَيْعَةُ : قَرْيَتَانِ بِمصْرَ إحْدَاهِمَا بالشَّرْقِيَّةِ من أعْمَالِ صَهْرَجْت أو من أعْمَال فَاقُوس والأُخْرَى بالسَّمَنُّودِيَّة والصَّوابُ فِيهِمَا : القُطَيْعَة بالطاءِ كما في قَوَانينِ ابْنِ الجَيْعَانِ وقد صَحَّفَ المُصَنِّفُ
وقَصَعَ كمَنَعَ : ابْتَلَعَ جُرَعَ الماءِ أو الجِرَّةَ وقد قَصَعَت النّاقَةُ بجرَّتِها : رَدَّتْهَا إلى جَوْفِها كما في الصّحاحِ أو مَضَغَتْهَا أو هو بَعْدَ الدَّسْعِ وقَبْلَ المَضْغِ والدَّسْعُ : أنْ تَنْزِعَ الجِرَّةَ من كَرِشِها ثمَّ القَصْعُ بعدَ ذلكَ والمَضْغُ والإفَاضَةُ أو هو أنْ تَمْلأَ بها فاهَا وعِبَارَةُ الصّحاح وقالَ بَعْضُهم : أي أخْرَجَتْهَا فمَلأَتْ فاها
أو قَصْعُ الجِرَّةِ : شِدَّةُ المَضْغِ وضَمُّ بَعْضِ الأسْنَانِ على بَعْضٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيْدٍ قال جَعَلَه من قَصْعِ القَمْلَةِ وهو أنْ تَهْشِمَها وتَقْتُلَها والجِرَّةُ : اللُّقْمَةُ التي يُعَلَّلُ بها البَعِيرُ إلى عَلَفِه وبكُلِّ ما ذُكِر فُسِّرَ الحَديثُ : أنَّه صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُم على راحِلَتِه وإنَّهَا لَتَقْصَعُ بجِرَّتِهَا
وقاَ أبو سَعَيدٍ الضَّرِيرُ : قَصْعُ النّاقَةِ الجِرَّةَ : اسْتِقَامَةُ خُرُوجِهَا من الجَوْفِ إلى الشِّدْقِ غيرَ مُتَقَطِّعةٍ ولا نَزْرَة ومتَابَعَةُ بَعْضِها بَعْضاً وإنَّمَا تَفْعَلُ النّاقَةُ ذلكَ إذا كانَتْ مُطْمَئِنَّةً ساكِنَةً لا تَسِيرُ فإذا خافَت شَيْئاً قَطَعَت الجِرَّةَ ولم تُخْرِجْهَا قالَ : وأصْلُ هذا من تَقْصِيع اليَرْبُوعِ التُّرَابَ فجعَلَ هذِه الجِرَّةَ إذا دَسَعَتْ بها النّاقَةُ بمنْزِلَةِ التُّرَابِ الَّذي يُخْرِجُه اليَرْبُوعُ من قَاصِعائِه
وقَصَعَ البَيْتَ قَصْعاً : لَزِمَهُ ولَمْ يَبْرَحْه
ويُقَال : قَصَعَ الماءُ عَطَشَه : أذْهَبَه وسَكَّنَهُ كما في الصّحاحِ وهو مجَازٌ وأنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها ... وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هيمُ وأنشَدَ الصّاغَانِيُّ للعَجَّاجِ :
" حَتَّى إذا ما بَلَّت الأغْمَارا
" رِيّاً ولَمَّا تَقْصَعِ الأصْرارا كقَصَّعَهُ تَقْصِيعاً فِيهِمَا قال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ في الأوّلِ :
إنِّي لأُخْلِي لها الفِرَاشَ إذا ... قَصَّع في حِضْنِ عِرْسِهِ الفَرِقُ وقصع الجرح بالدم قصعاً : شرق به عن ابن دريد ولكنه شدد قصع وزاد غيره وامتلأ
وقَصَعَ القَمْلَةَ بينَ الظُّفْرَيْن : قَتَلَها وفِي الحَدِيثِ : نَهَى أنْ تُقْصَعَ القَمْلَةُ بالنَّواةِ وإنّمَا خُصَّتِ النَّواةُ لأنَّهُمْ كانوا يأكُلُونَه عند الضَّرُورَة أو لِفَضْلِ النَّخْلَة
وقَصَعَ فُلاناً يَقْصَعُه قَصْعاً : صَغَّرَهُ وحَقَّرَه وكذلك : قَمَعَه قَمْعاً
وقَصَعَ اللهُ شَبَابهُ : أكْدَاهُ وهو مَجازٌ أصابَهُ بشَدَائِدِ الدَّهْرِ وفِي بَعْضِ النُّسَخ : أقْمَأه أي أذَلَّه وهُمَا مُتَقَارِبانِ
وقَصَعَ الغُلامَ أو قَصَعَ هَامَتَهُ : ضَرَبَه أو ضَرَبَهَا ببُسْطِ كَفِّه على رَأسِهِ . قيل : والّذي يُفْعَلُ به ذلكَ لا يَشِبُّ ولا يَزْدَادُ
وغُلامٌ مَقْصُوعٌ وقَصِيعٌ وقَصِعُ الأخيرُ ككَتِفٍ : كَادِي الشَّبابِ قَمئٌ لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ ويُقَالُ للصَّبيِّ إذا كانَ بطئَ الشَّبابِ : قَصِيعٌ يُرِيدُونَ أنَّه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُه إلى بَعْضٍ فليس يَطُولُ وهي قَصِيعَةٌ بِهاءٍ عن كُرَاع
وقد قَصُعَ ككَرُمَ وفَرِحَ قَصَاعَةً وقَصَعاً مُحَرَّكةً فيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّب وكذا مع قولِه : قَصِيعٌ وقَصِعٌ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ على قَصُعَ ككَرُمَ فهو قَصِيعٌ
والقُصْعَةُ الضَّمِّ . غُلْفَةُ الصّبيِّ إذا اتَّسعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُه ج : قُصَعٌ كصُرَدٍ
والقُصْعَةُ أيْضاً أي بالضَّمِّ والقُصَعَةُ والقُصَعَاءُ والقُصَيْعَاءُ والقُصَاعَةُ والقَاصِعاءُ كهُمَزَةٍ وهذهِ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ وثُؤَباءَ وحُمَيْراءَ وثُمَامَةٍ ونَافِقَاءَ والأشْهَرُ الثانِيَةُ والأخيرَةُ وعليهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ : جُحْرٌ لليَرْبُوعِ يَحْفِرُه ويَدْخُلُه فإذا فَزِعَ ودَخَلَ فيه سَدَّ فَمَه لئلاّ يَدْخُلَ عليه حَيَّةٌ أو دابَّةٌ وقِيلَ : هي بابُ جُحْرِه يَنْقُبُهُ بعدَ الدَّامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخَر وقيل : فَمُ جُحْرِه أوَّلَ ما يَبْتَدِئُ في حَفْرِه ومَأْخَذُه من القَصْعِ وهو ضَمُّ الشَّيءِ على الشَّيءِ وقيلَ : قاصِعَاؤُه : تُرَابٌ يَسُدُّ به بابَ الجُحْرِ ج : قَوَاصِعُ
<H1 قالَ الجَوهَرِيُّ شَبَّهُوا فاعِلاْءَ بفَاعِلَةٍ وجَعَلُوا ألفَيِ التَّأْنيثِ بمَنْزِلَةِ الهاءِ انْتَهَى . وتَقْصِيعُهُ إخراجُه تُرابَ قاصِعائِه قالَهُ أبو سَعِيدٍ . < / H1 وقال ابنُ شُمَيْلٍ : قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِيعاً : خَرَج من الأرْضِ فإذا صارَ له شُعَبٌ قِيلَ : شَعَّبَ
وقالَ غَيْرُه : قَصَّع أوَّلُ القَوْم منْ نَقْبِ الجَبَلِ : إذا طَلَعُوا ومن المَجَاز : قَصَّعَ في ثَوْبِهِ : تَلَفَّفَ وفي الأسَاسِ : تَدَثَّرويُقَالُ : سَيْفٌ مُقصَّعٌ كمُعَظَّمٍ : قَطّاعٌ قال الصّاغَانِيُّ : وفيه نظَر وهو في العُبَابِ واللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ وسائِرِ أُمَّهاتِ اللُّغَةِ : مِقْصَعٌ كمِنْبَرٍ وزاد صاحِبُ اللِّسَانِ : ومِقْصَلٌ كذلِك ففي ضَبْطِ المُصَنِّف إيّاه نَظَرٌ ظاهِرٌ وكأنَّه مقلوبُ مِصْقَعٍ كمِنْبَر أيضاً فتأمَّلْ
وتَقَصَّع الدُّمَّلُ بالصَّديد : امْتَلأ مِنْه نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : القَصَنْصَعُ كسَمَنْدَلٍ : القَصِيرُ المُتَداخِلُ الخَلْقِ . وجَعَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ تَرْكِيباً مُسْتَقِلاً
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : القَصِيعُ كأميرٍ : الرَّحَى نَقَله أبو سعِيدٍ
وقَصَعَت الرَّحى الحَبَّ قَصْعاً فَضَخَتْهُ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وهو مَجَازٌ
والقَصْعُ : دَلْكُ الشَّيءِ بالظُّفْرِ وكذلكَ المَصْعُ بالمِيمِ
وقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالتَّشدِيدِ كتَقَصَّعَ
وقَصَّعَتِ النّاقَةُ بجِرَّتِهَا : مثلُ قَصَعتْ
وقَصَّعَ الضَّبُّ تَقْصِيعاً : سَدَّ بابَ جُحْرِهِ وقِيلَ : كُلُّ سادٍّ مُقَصِّعٌ ومنه تَقَصَّعَ البَيْتَ : لَزِمَهُ وهو مَجَازٌ
ويُقال : قَصَّعَ الضَّبُّ : دَخَلَ في قاصعائِه واسْتَعَارَه بعضُهُم للشَّيْطَانِ فقال إذا الشَّيْطَانُ قَصَّع في قَفَاهَا
تَنَفَّقْنَاه بالحَبْلِ التُّؤَامِ
قولُه : تَنَفَّقْناه أي اسْتَخْرَجْنَاه كاسْتِخْرَاجِ الضَّبِّ من نَافِقائه
وفي الأساسِ : قَصَّع الشَّيْطانُ في قَفَاهُ إذا ساءَ خُلُقُه
وأما قولُ الفَرَزْدَقِ يَهْجُو جَرِيراً :
وإذا أخَذْتَ بقاصِعائِكَ لَمْ تَجِدْ ... أحَداً يُعِينُكَ غَيْرَ من يَتَقَصَّعُ فمَعْناه : إنَّمَا أنْتَ في ضَعْفِكَ إذا قَصَدْتُ لكَ كَبنِى يرْبُوعٍ لا يُعِينُكَ إلاّ ضَعيفٌ مِثْلُك . وإنَّمَا شَبَّههُم بهذا لأنَّه عَنَى جَرِيراً وهو مِِنْ بنِي يرْبُوع
وقَصَعَةُ قَصْعَةً : دَفَعَه وكَسَرَه
والأقْصَعُ من الصِّبْيَانِ : القَصِيرُ القُلْفَةِ الذي يكونُ طَرَفُ كَمَرَتِه بَادِياً ومنه حَدِيثُ الزِّبْرقانِ بنِ بَدْرٍ : أبْغَضُ صِبْيَاننا إلَيْنَا الأُفَيْصِعُ الكَمَرَةِ
وقَوْلُ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيِّ : فيَسْتَخْرِجُ اليَرْبُوعَ من نَافِقَائِه ومن جُحْره ذُو الشَّيْخَةِ اليَتَقصَّعُ قالَ الأخفَشُ : أرادَ الّذي يَتَقَصَّعُ فيه وقالَ ابنُ السَّرَّاجِ : لمّا احْتَاجَ إلى رَفْعِ القَافِيَةِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً وهو من أقْبَح ضَرُورات الشِّعْرِ
والقَصّاع كشَدّادٍ : من يَصْنَع القِصَاعَ