"البَلْتَعة: التَّكَيُّس والتظَرُّف. والمُتَبَلْتِع: الذي يتَحَذْلَقُ في كلامه ويَتدهَّى ويتظرَّف ويتكيَّس وليس عنده شيء. ورجُل بَلْتع ومُتَبلتِعٌ وبَلْتَعِيٌّ وبَلْتَعانيٌّ: حاذق ظَريف متكلم، والأُنثى بالهاء؛ قال هُدْبة بن الخَشْرَم: ولا تَنكِحِي، إِن فَرَّقَ الدهرُ بينَنا،أَغَمَّ القَفا والوجه ليس بأَنزعا ولا قُرْزُلاً وَسْطَ الرجالِ جُنادِفاً،إِذا ما مشَى أَو، قال قَوْلاً تَبَلْتَعا وقال ابن الأَعرابي: التبَلْتُع إِعْجاب الرَّجلِ بنفْسِه وتصلُّفُه؛ وأَنشد لراع يذُمّ نفسَه ويُعَجِّزُها: ارْعَوْا فإِنَّ رِعْيَتي لن تَنْفَعا،لا خيْرَ في الشَّيْخِ، وإِن تَبَلْتَعاوالبَلْتَعةُ من النساء: السَّلِيطةُ المُشاتمة الكثيرةُ الكلامِ، وذكره الأَزهري في الخماسي. وبَلْتَعةُ: اسم. وأَبو بَلْتَعةَ: كنية، ومنه حاطِبُ بن أَبي بَلْتَعةَ. "
المعجم: لسان العرب
بَلْتَعُ
ـ بَلْتَعُوبَلَتَّعُ: الحاذقُ بكُلِّ شيءٍ، ـ بَلْتَعَةُوبَلَتَّعَةُ: السَّليطَةُ المِكْثارَةُ. ـ بَلْتَعانِيُّ: المُتَظَرِّفُ المُتَكَيِّسُ وليس عنده شيءٌ، كالمُتَبَلْتِعِ. ـ بَلْتَعِيُّ: اللَّسِنُ الفَصيحُ. ـ تَبَلْتُعُ: التَّفَتُّحُ بالكلامِ، كأَنَّهُ يَقْذَعُ فيه، أو الذي الْتَوَى لسانُه. ـ حاطِبُ بنُ أبي بَلْتَعَةَ: صَحابيُّ.
المعجم: القاموس المحيط
تَبَلْتَعَ
تَبَلْتَعَ : تَحَذْلَقَ وتَظرّف وليس عنده شيء. وقيل في ذم رجل:
المعجم: المعجم الوسيط
,
بَلَلُ
ـ بَلَلُ وبِلَّةُ وبِلالُ وبُلالَةُ : النُّدْوَةُ . وبَلَّهُ بالماءِ بَلاًّ وبِلَّةً ، وبَلَّلَهُ فابْتَلَّ وتَبَلَّلَ . ـ بِلالُ : الماءُ ، وكلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْقُ . ـ بِلَّةُ : الخَيْرُ والرِزْقُ ، وجريانُ اللسانِ وفَصاحَتُه ، أو وُقوعُهُ على مَواضِعِ الحُروفِ ، واسْتِمْرَارُهُ على المَنْطِقِ ، وسَلاسَتُه . ـ بَلَلُ : الدونُ ، أو النَّداوَةُ ، والعافيةُ ، والوَليمةُ ، ـ بُلَّةُ : ابْتِلالُ الرُّطَبِ ، وبَقِيَّةُ الكَلأَ ، ـ بَلَّةُ : طَراءَةُ الشَّبابِ ، ونَوْرُ العِضَاهِ ، أو الزَّغَبُ الذي يكونُ بعدَ النَّوْرِ ، ونَوْرُ العُرْفُطِ والسَّمُرِ ، أو عسَلُهُ ، والغِنَى بعدَ الفَقْرِ ، كالبُلَّى ، وبَقِيَّةُ الكَلأَ ، وثَمَرُ القَرَظِ . ـ بَليلُ : ريحٌ بارِدَةٌ معَ نَدًى ، للواحِدَةِ والجميعِ . وبَلَّتْ تَبِلُّ بُلولاً . ـ بِلُّ : الشِفاءُ ، والمُباحُ ، ويقالُ : حِلٌّ وبِلٌّ ، أو هو إتْباعٌ . ـ بَلَّ رَحِمَهُ بَلاًّ وبِلالاً : وصَلَها . ـ بَلالُ : اسمٌ لِصِلَة الرَّحِمِ . ـ بَلَّ بُلولاً ، وأبَلَّ : نَجا ، ـ بَلَّ من مَرَضِه يَبِلُّ بَلاًّ وبَلَلاً وبُلولاً ، ـ اسْتَبَلَّ وابْتَلَّ وتَبَلَّلَ : حَسُنَتْ حالُهُ بعدَ الهُزَالِ . ـ انْصَرَفَ القومُ ببَلَلِهِم ، وببُلُلِهِم وبُلولَتِهِم : وفيهم بقِيَّةٌ . ـ طواهُ على بُلَّتِهِ ، وبَلَّتِهِ وبُلُلَتِه وبُلَلَتِه وبُلولَتِهِ وبُلولِه وبُلالَتِه وبَلَلَتِه وبَلَلاتِه وبَلالَتِه وبُلَلاتِه : احْتَمَلْتُهُ على ما فيه من العَيْبِ أو دارَيْتُه ، وفيه بقيَّةٌ من الوُدِّ . ـ طَوَيْتُ السِقاءَ على بُلُلَتِه ، وبُلَلَتِه : طَوَيْتُه وهو نَدٍ . ـ بَلِلْتُ به : ظَفِرْتُ ، وصَلَيْتُ وشَقيتُ ، ـ بُلُلَتُ فلاناً : لَزِمْتُهُ ، ـ بُلُلَتُ به بَلَلاً وبَلالَةً وبُلولاً : مُنِيتُ به ، وعُلِّقْتُه ، كبَلَلْتُ . ـ ما بَلِلْتُ به : ما أصَبْتُه ولا عَلِمْتُهُ . ـ البَلُّ : اللَّهِجُ بالشيء ، ومَنْ يَمْنَعُ بالحَلِفِ ما عندَه من حُقوقِ الناسِ . ـ عليُّ بنُ الحَسَنِ بِن البَلِّ البَغْدَادِيُّ : محدِّثٌ . ـ لا تَبُلُّكَ عندنا بالَّةٌ أو بَلالِ : لا يُصيبُكَ خيرٌ . ـ أبَلَّ : أثْمَرَ ، أو ذَهَبَ في الأرضِ ، كبَلَّ ، وأعْيَا فَساداً أو خُبْثاً ، ـ أبَلَّ المريضُ : بَرَأ ، ـ أبَلَّ مَطِيَّتُه على وجْهِهَا : هَمَتْ ضالَّةً ، ـ أبَلَّ العودُ : جَرَى فيه الماءُ ، ـ أبَلَّ عليه : غَلَبَه . ـ أَبَلُّ : الأَلَدُّ الجَدِلُ ، كالبَلّ ، ومن لا يَسْتَحْيي ، والمُمْتَنِعُ ، والشديدُ اللُّؤْمِ لا يُدْرَكُ ما عندَه ، والمَطولُ الحَلاَّفُ الظَّلومُ ، كالبَلِّ ، والفاجِرُ ، وهي : بَلاَّءُ ، ج : بُلٌّ . وقد بَلَّ بَلَلاً . ـ خَصْمٌ مِبَلٌّ : ثَبْتٌ . ـ خِصامُ : بِلالُ بنُ رَباحٍ ابنُ حَمامَةَ المُؤَذِّنُ ، وحمَامَةُ أُمُّهُ ، وابنُ مالِكٍ ، وابنُ الحَارِثِ المُزَنِيَّانِ ، وآخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ : صحابيُّونَ . ـ بِلالُ آبادٍ : موضع . ـ بُلْبُلُ : طائِرٌ معروف ، والخفيفُ في السَّفَرِ المِعْوانُ ، كالبُلْبُلِيِّ ، وسَمكٌ قَدْرَ الكَفِّ . ـ إبراهيمُ بنُ بُلْبُلٍ ، وحَفيدُهُ بُلْبُلُ بنُ إسحاق : محدِّثانِ . ـ إسماعيلُ بنُ بُلْبُلٍ : وزيرُ المُعْتَمِدِ من الكُرَماءِ ، ـ بُلْبُلٍ من الكوزِ : قَناتُه التي تَصُبُّ الماءَ . ـ بُلْبُلَةُ : كوزٌ فيه بُلْبُلٌ إلى جَنْبِ رأسِهِ ، والهَوْدَجُ للحَرائِرِ . ـ بَلْبَلَةُ : اخْتِلاطُ الأَسِنَّةِ ، وتَفْرِيقُ الآراءِ والمَتاعِ ، وخَرَزَةٌ سَوْداءُ في الصَّدَفِ ، وشِدَّةُ الهَمِّ والوَساوِسِ ، كالبَلْبَالِ والبَلابِلِ . ـ بِلْبَالُ : المَصْدَرُ . ـ بَلْبَلَهُمْ بَلْبَلَةً وبِلْبالاً : هَيَّجَهُمْ وحَرَّكَهُمْ ، والاسْمُ البَلْبَالُ . ـ بَلْبَالَةُ وبَلْبَالُ : البُرَحاءُ في الصَّدْرِ . ـ بُلْبولُ : موضع ، وجَبَلٌ باليَمَامَةِ . ـ بَلَّكَ اللُّه تعالى ابْناً ، وبه : رَزَقَكَهُ . ـ هو بِذِي بِلِّيٍّ ، وبِذِي بِلِّيَّانِ وبَلَّى وبِلَّى : بَعيدٌ حتى لا يُعْرَفَ مَوْضِعُهُ . ـ يقالُ بِذِي بَلِيٍّ وبِلِيِّ وبَلَيَانٍ وبِلِيَّانٍ ، وبِذِي بِلٍّ ، وبِلَّيانِ وبَلَّيانِ وبَلْيانٍ ، ويقالُ : ذَهَبَ بِذِي هَلِيَّانَ وذي بَلِيَّانَ ، وقد يُصْرَفُ ، أي : حيثُ لا يُدْرَى أَيْنَ هو ، أو هو عَلَمٌ للبُعْدِ ، أو موضع ورَاءَ اليَمَنِ ، أو من أعْمالِ هَجَرَ ، أو هو أقْصَى الأرضِ ، وقَوْلُ خالِدٍ : إذا كانَ الناسُ بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بِلَّى : يُريدُ تَفَرُّقَهُم ، وكَوْنَهُم طَوائِفَ بِلا إمامٍ ، وبُعْدَ بَعْضِهِم عن بعضٍ . ـ ما أحْسَنَ بَلَلَهُ : تَجَمُّلَهُ . ـ بَلاَّنُ : الحَمَّامُ ، ج : بَلاَّناتٌ . ـ المُتَبَلِّلُ : الأَسَدُ . ـ بَلْبَالُ : الذِّئْبُ . ـ مُبَلِّلُ : الدائِمُ الهَدِيرِ ، والطاووسُ الصَّرَّاخُ . ـ بُلَلُ : البَذْرُ . ـ بَلُّوا الأرضَ : بذَروها . ـ بَليلُ : الصَّوْتُ . ـ قَليلٌ بَلِيلٌ : إتْباعٌ . ـ هو بِلُّ أبْلالٍ : داهِيَةٌ . ـ تَبَلْبَلَتِ الأَلْسُنُ : اخْتَلَطَتْ ، ـ تَبَلْبَلَ الإِبِلُ الكَلأَ : تَتَبَّعَتْهُ فلم تَدَعْ منه شيئاً . ـ بُلابِلُ : الرجُلُ الخَفيفُ فيما أخذَ ، ج : بَلابِلُ . ـ مُبِلُّ : مَنْ يُعْييكَ أن يُتابِعَكَ على ما تُريدُ . ـ بُلَيْلُ : شَرِيعَةُ صِفّيْن ، واسمٌ . ـ ما في البِئْرِ بَالُولٌ : شيءٌ من الماءِ . ـ بُلَلَةُ : الزِّيُّ ، والهَيْئَةُ . ـ كيفَ بُلَلَتُكَ وبُلولَتُكَ ؟: حالُكَ . ـ تَبَلَّلَ الأسَدُ : أثارَ بمَخَالِبِه الأرض وهو يَزْأرُ . ـ جاءَ في أُبُلَّتِهِ : قبيلتِهِ . ـ بَلْ : حَرْفُ إضْرابٍ ، إنْ تَلاها جُمْلَةٌ كان معنَى الإِضْرابِ إمَّا الإِبْطالَ كـ { سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ }، وإمَّا الانْتِقَالَ من غَرَضٍ إلى غَرَضٍ آخَرَ : { فَصَلَّى بِلْ تُؤْثِرونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا }، وإنْ تَلاها مُفْرَدٌ فهي عاطِفَةٌ ، ثم إنْ تَقَدَّمَها أمرٌ أو إيجابٌ ، كاضْرِبْ زَيْداً بل عَمْراً ، أو قامَ زَيدٌ بل عَمْرٌو ، فهي تَجْعَلُ ما قَبْلَها كالمَسْكُوتِ عنه ، وإنْ تَقَدَّمَها نَفْيٌ أو نَهْيٌ فهي لِتَقْرِيرِ ما قَبْلَها على حالِهِ ، وجَعْلِ ضِدِّهِ لِما بعدَها ، وأُجِيزَ أن تكونَ ناقِلَةً معنَى النَّفيِ والنَّهْيِ إلى ما بعدَها ، فَيصحُّ : ما زَيْدٌ قائماً بَلْ قاعِداً ، وبَلْ قاعِدٌ ، ويَخْتَلِفُ المعنى ، ومَنَعَ الكوفِيُّونَ أن يُعْطَفَ بها بعدَ غيرِ النَّهْيِ وشِبْهِهِ ، لا يقالُ : ضَرَبْتُ زيداً بل أباكَ ، ويُزادُ قبلها '' لا '' لتَوْكِيدِ الإِضْرابِ بعدَ الإِيجابِ ، كقولِهِ : وجْهُكَ البَدْرُ لاَ بَلِ الشمسُ لو لم ولتَوْكِيدِ تَقْرِيرِ ما قَبْلَها بعدَ النَّفْيِ : وما هَجَرْتُكِ لا بَلْ زادَنِي شَغَفاً .
المعجم: القاموس المحيط
بَلْتَعُ
ـ بَلْتَعُ وبَلَتَّعُ : الحاذقُ بكُلِّ شيءٍ ، ـ بَلْتَعَةُ وبَلَتَّعَةُ : السَّليطَةُ المِكْثارَةُ . ـ بَلْتَعانِيُّ : المُتَظَرِّفُ المُتَكَيِّسُ وليس عنده شيءٌ ، كالمُتَبَلْتِعِ . ـ بَلْتَعِيُّ : اللَّسِنُ الفَصيحُ . ـ تَبَلْتُعُ : التَّفَتُّحُ بالكلامِ ، كأَنَّهُ يَقْذَعُ فيه ، أو الذي الْتَوَى لسانُه . ـ حاطِبُ بنُ أبي بَلْتَعَةَ : صَحابيُّ .
المعجم: القاموس المحيط
تَبَلْتَعَ
تَبَلْتَعَ : تَحَذْلَقَ وتَظرّف وليس عنده شيء . وقيل في ذم رجل :
" البَلْتَعة : التَّكَيُّس والتظَرُّف . والمُتَبَلْتِع : الذي يتَحَذْلَقُ في كلامه ويَتدهَّى ويتظرَّف ويتكيَّس وليس عنده شيء . ورجُل بَلْتع ومُتَبلتِعٌ وبَلْتَعِيٌّ وبَلْتَعانيٌّ : حاذق ظَريف متكلم ، والأُنثى بالهاء ؛ قال هُدْبة بن الخَشْرَم : ولا تَنكِحِي ، إِن فَرَّقَ الدهرُ بينَنا ، أَغَمَّ القَفا والوجه ليس بأَنزعا ولا قُرْزُلاً وَسْطَ الرجالِ جُنادِفاً ، إِذا ما مشَى أَو ، قال قَوْلاً تَبَلْتَعا وقال ابن الأَعرابي : التبَلْتُع إِعْجاب الرَّجلِ بنفْسِه وتصلُّفُه ؛ وأَنشد لراع يذُمّ نفسَه ويُعَجِّزُها : ارْعَوْا فإِنَّ رِعْيَتي لن تَنْفَعا ، لا خيْرَ في الشَّيْخِ ، وإِن تَبَلْتَعا والبَلْتَعةُ من النساء : السَّلِيطةُ المُشاتمة الكثيرةُ الكلامِ ، وذكره الأَزهري في الخماسي . وبَلْتَعةُ : اسم . وأَبو بَلْتَعةَ : كنية ، ومنه حاطِبُ بن أَبي بَلْتَعةَ . "
المعجم: لسان العرب
بلل
" البَلَل : النَّدَى . ابن سيده . البَلَل والبِلَّة النُّدُوَّةُ ؛ قال بعض الأَغْفال : وقِطْقِطُ البِلَّة في شُعَيْرِي أَراد : وبِلَّة القِطْقِط فقلب . والبِلال : كالبِلَّة ؛ وبَلَّه بالماء وغيره يَبُلُّه بَلاًّ وبِلَّة وبَلَّلهُ فَابْتَلَّ وتَبَلَّلَ ؛ قال ذو الرمة : وما شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِيَة الكُلَى ، سَقَى بهما سَاقٍ ، ولَمَّا تَبَلَّلا والبَلُّ : مصدر بَلَلْت الشيءَ أَبُلُّه بَلاًّ . الجوهري : بَلَّه يَبُلُّه أَي نَدَّاه وبَلَّلَه ، شدّد للمبالغة ، فابْتَلَّ . والبِلال : الماء . والبُلالة : البَلَل . والبِلال : جمع بِلَّة نادر . واسْقِه على بُلَّتِه أَي ابتلاله . وبَلَّة الشَّباب وبُلَّتُه : طَرَاؤه ، والفتح أَعلى . والبَلِيل والبَلِيلَة : ريح باردة مع نَدًى ، ولا تُجْمَع . قال أَبو حنيفة : إِذا جاءت الريح مع بَرْد ويُبْس ونَدًى فهي بَلِيل ، وقد بَلَّتْ تَبِلُّ بُلولاً ؛ فأَما قول زياد الأَعجم : إِنِّي رأَيتُ عِدَاتِكم كالغَيْث ، ليس له بَلِيل فمعناه أَنه ليس لها مَطْل فَيُكَدِّرَها ، كما أَن الغَيْث إِذا كانت معه ريح بَلِيل كدَّرَتْه . أَبو عمرو : البَلِيلة الريح المُمْغِرة ، وهي التي تَمْزُجها المَغْرة ، والمَغْرة المَطَرة الضعيفة ، والجَنُوب أَبَلُّ الرِّياح . وريح بَلَّة أَي فيها بَلَل . وفي حديث المُغيرة : بَلِيلة الإِرْعاد أَي لا تزال تُرْعِد وتُهَدِّد ؛ والبَليلة : الريح فيها نَدى ، جعل الإِرعاد مثلاً للوعيد والتهديد من قولهم أَرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا تَهَدَّد وأَوعد ، والله أَعلم . ويقال : ما سِقَائك بِلال أَي ماء . وكُلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْق من الماء واللَّبن بِلال ؛ ومنه قولهم : انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبلالها أَي صِلُوها بصِلَتِها ونَدُّوها ؛ قال أَوس يهجو الحكم بن مروان بن زِنْبَاع : كأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ ، حين مَدَحْتُه ، صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها وبَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً : وصلها . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : بُلُّوا أَرحامَكم ولو بالسَّلام أَي نَدُّوها بالصِّلة . قال ابن الأَثير : وهم يُطْلِقون النَّداوَة على الصِّلة كما يُطْلِقون اليُبْس على القَطِيعة ، لأَنهم لما رأَوا بعض الأَشياء يتصل ويختلط بالنَّداوَة ، ويحصل بينهما التجافي والتفرّق باليُبْس ، استعاروا البَلَّ لمعنى الوصْل واليُبْسَ لمعنى القَطِيعة ؛ ومنه الحديث : فإِن لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبلالِها أَي أَصِلُكم في الدنيا ولا أُغْنِي عنكم من الله شيئاً . والبِلال : جمع بَلَل ، وقيل : هو كل ما بَلَّ الحَلْق من ماء أَو لبن أَو غيره ؛ ومنه حديث طَهْفَة : ما تَبِضُّ بِبِلال ، أَراد به اللبن ، وقيل المَطَر ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : إِنْ رأَيت بَلَلاً من عَيْش أَي خِصْباً لأَنه يكون مِنَ الماء . أَبو عمرو وغيره : بَلَلْت رَحِمي أَبُلُّها بَلاًّ وبِلالاً وَصَلْتها ونَدَّيْتُها ؛ قال الأَعْشَى : إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها ، ووِصَالِ رَحْم قد بَرَدْت بِلالَها وقول الشاعر : والرَّحْمَ فابْلُلْها بِخيْرِ البُلاَّن ، فإِنها اشْتُقَّتْ من اسم الرَّحْم ؟
قال ابن سيده : يجوز أَن يكون البُلاَّن اسماً واحداً كالغُفْران والرُّجْحان ، وأَن يكون جمع بَلَل الذي هو المصدر ، وإِن شئت جعلته المصدر لأَن بعض المصادر قد يجمع كالشَّغْل والعَقْل والمَرَض . ويقال : ما في سِقَائك بِلال أَي ماء ، وما في الرَّكِيَّة بِلال . ابن الأَعرابي : البُلْبُلة الهَوْدَج للحرائر وهي المَشْجَرة . ابن الأَعرابي : التَّبَلُّل (* قوله « التبلل » كذا في الأصل ، ولعله محرف عن التبلال كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس ). الدوام وطول المكث في كل شيء ؛ قال الربيع بن ضَبُع الفزاري : أَلا أَيُّها الباغي الذي طالَ طِيلُه ، وتَبْلالُهُ في الأَرض ، حتى تَعَوَّدا وبَلَّك اللهُ ابْناً وبَلَّك بابْنٍ بَلاًّ أَي رَزَقَك ابناً ، يدعو له . والبِلَّة : الخَيْر والرزق . والبِلُّ : الشِّفَاء . ويقال : ما قَدِمَ بِهِلَّة ولا بِلَّة ، وجاءنا فلان فلم يأْتنا بِهَلَّة ولا بَلَّة ؛ قال ابن السكيت : فالهَلَّة من الفرح والاستهلال ، والبَلَّة من البَلل والخير . وقولهم : ما أَصاب هَلَّة ولا بَلَّة أَي شيئاً . وفي الحديث : من قَدَّر في مَعِيشته بَلَّه الله أَي أَغناه . وبِلَّة اللسان : وقوعُه على مواضع الحروف واستمرارُه على المنطق ، تقول : ما أَحسن بِلَّة لسانه وما يقع لسانه إِلا على بِلَّتِه ؛
وأَنشد أَبو العباس عن ابن الأَعرابي : يُنَفِّرْنَ بالحيجاء شاءَ صُعَائد ، ومن جانب الوادي الحَمام المُبَلِّلا وقال : المبَلِّل الدائم الهَدِير ، وقال ابن سيده : ما أَحسن بِلَّة لسانه أَي طَوْعَه بالعبارة وإِسْماحَه وسَلاسَته ووقوعَه على موضع الحروف . وبَلَّ يَبُلُّ بُلولاً وأَبَلَّ : نجا ؛ حكاه ثعلب وأَنشد : من صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه لُحْمَة البَازِي : الطائرُ يُطْرَح له أَو يَصِيده . وبَلَّ من مرضه يَبِلُّ بَلاًّ وبَلَلاً وبُلولاً واسْتَبَلَّ وأَبَلَّ : برَأَ وصَحَّ ؛ قال الشاعر : إِذا بَلَّ من دَاءٍ به ، خَالَ أَنه نَجا ، وبه الداء الذي هو قاتِله يعني الهَرَم ؛ وقال الشاعر يصف عجوزاً : صَمَحْمَحة لا تشْتكي الدَّهرَ رأْسَها ، ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ الكسائي والأَصمعي : بَلَلْت وأَبْلَلْت من المرض ، بفتح اللام ، من بَلَلْت . والبِلَّة : العافية . وابْتَلَّ وتَبَلَّل : حَسُنت حاله بعد الهُزال . والبِلُّ : المُباحُ ، وقالوا : هو لك حِلٌّ وبِلٌّ ، فَبِلٌّ شفاء من قولهم بَلَّ فلان من مَرَضه وأَبَلَّ إِذا بَرَأَ ؛ ويقال : بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق ، يمانِيَة حِمْيَريَّة ؛ ويقال : بِلٌّ إِتباع لحِلّ ، وكذلك يقال للمؤنث : هي لك حِلٌّ ، على لفظ المذكر ؛ ومنه قول عبد المطلب في زمزم : لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ ، وهذا القول نسبه الجوهري للعباس بن عبد المطلب ، والصحيح أَن قائله عبد المطلب كما ذكره ابن سيده وغيره ، وحكاه ابن بري عن علي بن حمزة ؛ وحكي أَيضاً عن الزبير بن بَكَّار : أَن زمزم لما حُفِرَتْ وأَدرك منها عبد المطلب ما أَدرك ، بنى عليها حوضاً وملأَه من ماء زمزم وشرب منه الحاجُّ فحسده قوم من قريش فهدموه ، فأَصلحه فهدموه بالليل ، فلما أَصبح أَصلحه فلما طال عليه ذلك دعا ربه فأُرِيَ في المنام أَن يقول : اللهم إِني لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ فإِنك تكفي أَمْرَهم ، فلما أَصبح عبد المطلب نادى بالذي رأَى ، فلم يكن أَحد من قريش يقرب حوضه إِلا رُميَ في بَدَنه فتركوا حوضه ؛ قال الأَصمعي : كنت أَرى أَن بِلاًّ إِتباع لحِلّ حتى زعم المعتمر بن سليمان أَن بِلاًّ مباح في لغة حِمْيَر ؛ وقال أَبو عبيد وابن السكيت : لا يكون بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لمكان الواو . والبُلَّة ، بالضم : ابتلال الرُّطْب . وبُلَّة الأَوابل : بُلَّة الرُّطْب . وذهبت بُلَّة الأَوابل أَي ذهب ابتلال الرُّطْب عنها ؛
وأَنشد لإِهاب ابن عُمَيْر : حتى إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل ، وفارَقَتْها بُلَّة الأَوابل يقول : سِرْنَ في بَرْدِ الروائح إِلى الماء بعدما يَبِسَ الكَلأ ، والأَوابل : الوحوش التي اجتزأَت بالرُّطْب عن الماء . الفراء : البُلَّة بقية الكَلإِ . وطويت الثوب على بُلُلَته وبُلَّته وبُلالته أَي على رطوبته . ويقال : اطْوِ السِّقاء على بُلُلَته أَي اطوه وهو نديّ قبل أَن يتكسر . ويقال : أَلم أَطْوك على بُلُلَتِك وبَلَّتِك أَي على ما كان فيك ؛
وأَنشد لحَضْرَميّ بن عامر الأَسدي : ولقد طَوَيْتُكُمُ على بُلُلاتِكم ، وعَلِمْتُ ما فيكم من الأَذْرَاب أَي طويتكم على ما فيكم من أَذى وعداوة . وبُلُلات ، بضم اللام : جمع بُلُلة ، بضم اللام أَيضاً ، وقد روي على بُلَلاتكم ، بفتح اللام ، الواحدة بُلَلة ، بفتح اللام أَيضاً ، وقيل في قوله على بُلُلاتكم : يضرب مثلاً لإِبقاء المودة وإِخفاء ما أَظهروه من جَفَائهم ، فيكون مثل قولهم اطْوِ الثوبَ على غَرِّه ليضم بعضه إِلى بعض ولا يتباين ؛ ومنه قولهم : اطوِ السِّقاء على بُلُلِته لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جَافٌّ تكسر ، وإِذا طُوِيَ على بَلَله لم يَتَكسَّر ولم يَتَباين . وانصرف القوم ببَلَلتهم وبُلُلتهم وبُلولتهم أَي وفيهم بَقِيّة ، وقيل : انصرفوا ببَلَلتِهم أَي بحال صالحة وخير ، ومنه بِلال الرَّحِم . وبَلَلْته : أَعطيته . ابن سيده : طواه على بُلُلته وبُلولته وبَلَّته أَي على ما فيه من العيب ، وقيل : على بقية وُدِّه ، قال : وهو الصحيح ، وقيل : تغافلت عما فيه من عيب كما يُطْوَى السِّقاء على عَيْبه ؛ وأَنشد : وأَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِي بُلولتَه ، طَيَّ الرِّدَاء على أَثْنائه الخَرِ ؟
قال : وتميم تقول البُلولة من بِلَّة الثرى ، وأَسد تقول : البَلَلة . وقال الليث : البَلَل والبِلَّة الدُّون . الجوهري : طَوَيْت فلاناً على بُلَّته وبُلالته وبُلُوله وبُلُولته وبُلُلته وبُلَلته إِذا احتملته على ما فيه من الإِساءة والعيب ودَارَيْته وفيه بَقِيّة من الوُدِّ ؛ قال الشاعر : طَوَيْنا بني بِشْرٍ على بُلُلاتهم ، وذلك خَيْرٌ من لِقَاء بني بِشْر يعني باللِّقاء الحَرْبَ ، وجمع البُلَّة بِلال مثل بُرْمَة وبِرَام ؛ قال الراجز : وصاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَيْتُه ، على بِلال نَفْسه طَوَيْتُه وكتب عمر يَسْتحضر المُغيرة من البصرة : يُمْهَلُ ثلاثاً ثم يُحْضَر على بُلَّته أَي على ما فيه من الإِساءة والعيب ، وهي بضم الباء . وبَلِلْتُ به بَلَلاَ : ظَفِرْتُ به . وقيل : بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت به ؛ حكاها الأَزهري عن الأَصمعي وحده . قال شمر : ومن أَمثالهم : ما بَلِلْت من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظَفِرْتُ ، والأَفْوَق : السهم الذي انكسر فُوقُه ، والناصِل : الذي سقط نَصْلُه ، يضرب مثلاً للرجل المُجْزِئ الكافي أَي ظَفِرْت برجل كامل غير مضيع ولا ناقص . وبَلِلْت به بَلَلاً : صَلِيت وشَقِيت . وبَلِلْت به بَلَلاَ وبَلالة وبُلولاً وبَلَلْت : مُنِيت به وعُلِّقْته . وبَلِلْته : لَزِمْته ؛ قال : دَلْو تَمَأْى دُبِغَتْ بالحُلَّب ، بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب ، فلا تُقَعْسِرْها ولكن صَوِّب تقعسرها أَي تعازّها . أَبو عمرو : بَلَّ يَبِلُّ إِذا لزم إِنساناً ودام على صحبته ، وبَلَّ يَبَلُّ مثلها ؛ ومنه قول ابن أَحمر : فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ من الفِتْيان ، لا يَمْشي بَطِينا ويروى فبَلِّي يا غنيّ . الجوهري : بَلِلْت به ، بالكسر ، إِذا ظَفِرت به وصار في يدك ؛
وأَنشد ابن بري : بيضاء تمشي مِشْيَةَ الرَّهِيص ، بَلَّ بها أَحمر ذو دريص يقال : لئن بَلَّتْ بك يَدي لا تفارقني أَو تُؤَدِّيَ حقي . النضر : البَذْرُ والبُلَل واحد ، يقال : بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل . ورجل بَلٌّ بالشيء : لَهِجٌ ؛ قال : وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ ما ارْعَوَتْ ، وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم ولا تَبُلُّك عندي بالَّة وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لا يُصيبك مني خير ولا نَدًى ولا أَنفعك ولا أَصدُقك . ويقال : لا تُبَلُّ لفلان عندي بالَّة وبَلالِ مصروف عن بالَّة أَي ندًى وخير . وفي كلام عليّ ، كرم الله وجهه : فإِن شكوا انقطاع شِرْب أَو بالَّة ، هو من ذلك ؛ قالت ليلى الأَخْيَلية : نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عنه ، كما صَدَر الأَزَبُّ عن الظِّلالِ فلا وأَبيك ، يا ابن أَبي عَقِيل ، تَبُلُّك بعدها فينا بَلالِ فلو آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ ، وفارَقَكَ ابنُ عَمَّك غَيْر ، قالي ابن أَبي عَقِيل كان مع تَوْبَة حين قُتِل ففر عنه وهو ابن عمه . والبَلَّة : الغنى بعد الفقر . وبَلَّت مَطِيَّتُه على وجهها إِذا هَمَتْ ضالَّة ؛ وقال كثيِّر : فليت قَلُوصي ، عند عَزَّةَ ، قُيِّدَتْ بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ منها فَضَلَّتِ فأَصْبَح في القوم المقيمين رَحْلُها ، وكان لها باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ وأَبَلَّ الرجلُ : ذهب في الأَرض . وأَبَلَّ : أَعيا فَساداً وخُبْثاً . والأَبَلُّ : الشديد الخصومة الجَدِلُ ، وقيل : هو الذي لا يستحي ، وقيل : هو الشديد اللُّؤْمِ الذي لا يُدْرَك ما عنده ، وقيل : هو المَطول الذي يَمْنَع بالحَلِف من حقوق الناس ما عنده ؛
وأَنشد ابن الأَعرابي للمرَّار بن سعيد الأَسدي : ذكرنا الديون ، فجادَلْتَنا جدالَك في الدَّيْن بَلاًّ حَلوفا (* قوله « جدالك في الدين » هكذا في الأصل وسيأتي ايراده بلفظ : « جدالك مالاً وبلا حلوفا » وكذا أورده شارح القاموس ثم ، قال : والمال الرجل الغني ). وقال الأَصمعي : أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالاً إِذا امتنع وغلب . قال : وإِذا كان الرجل حَلاَّفاً قيل رجل أَبَلُّ ؛ وقال الشاعر : أَلا تَتَّقون الله ، يا آل عامر ؟ وهل يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ ؟ وقيل : الأَبَلُّ الفاجر ، والأُنثى بَلاَّء وقد بَلَّ بَلَلاً في كل ذلك ؛ عن ثعلب . الكسائي : رجل أَبَلُّ وامرأَة بَلاَّء وهو الذي لا يُدْرَك ما عنده من اللؤم ، ورجل أَبَلُّ بَيِّن البَلَل إِذا كان حَلاَّفاً ظَلوماً . وأَما قول خالد بن الوليد : أَمَّا وابنُ الخطاب حَيٌّ فَلا ولكن إِذا كان الناس بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى ؛ قال أَبو عبيد : يريد تَفَرُّقَ الناس وأَن يكونوا طوائف وفِرَقاً من غير إِمام يجمعهم وبُعْدَ بعضهم من بعض ؛ وكلُّ من بَعُد عنك حتى لا تَعْرِف موضعَه ، فهو بذي بِلِّيٍّ ، وهو مِنْ بَلَّ في الأَرض أَي ذهب ؛ أَراد ضياعَ أُمور الناس بعده ، قال : وفيه لغة أُخرى بذي بِلِّيَان ، وهو فِعْلِيَان مثل صِلِّيان ؛
وأَنشد الكسائي : يَنام ويذهب الأَقوام حتى يُقالَ : أَتَوْا على ذي بِلِّيان يقول : إِنه أَطال النوم ومضى أَصحابه في سفرهم حتى صاروا إِلى موضع لا يَعْرِف مكانَهم من طول نومه . وأَبَلَّ عليه : غَلَبه ؛ قال ساعدة : أَلا يا فَتى ، ما عبدُ شَمْسٍ بمثله يُبَلُّ على العادي وتُؤْبَى المَخاسِفُ الباء في بمثله متعلقة بقوله يُبَل ، وقوله ما عبدُ شمس تعظيم ، كقولك سبحان الله ما هو ومن هو ، لا تريد الاستفهام عن ذاته تعالى إِنما هو تعظيم وتفخيم . وخَصمٌ مِبَلٌّ : ثَبْت . أَبو عبيد : المبلُّ الذي يعينك أَي يتابعك (* قوله « يعينك اي يتابعك » هكذا في الأصل ، وفي القاموس : يعييك ان يتابعك ) على ما تريد ؛
وأَنشد : أَبَلَّ فما يَزْداد إِلاَّ حَماقَةً ونَوْكاً ، وإِن كانت كثيراً مخارجُه وصَفاة بَلاَّء أَي مَلْساء . ورجل بَلٌّ وأَبَلُّ : مَطول ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد : جِدَالَكَ مالاً وبَلاًّ حَلُوفا والبَلَّة : نَوْرُ السَّمُر والعُرْفُط . وفي حديث عثمان : أَلَسْتَ تَرْعى بَلَّتَها ؟ البَلَّة : نَوْرُ العِضاهِ قبل أَن ينعقد . التهذيب : البَلَّة والفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر ، قال : وأَول ما يَخْرُج البرَمة ثم أَول ما يخرج من بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نحو بَدْو البُسْرة فَتِيك البَرَمة ، ثم ينبت فيها زَغَبٌ بِيضٌ هو نورتها ، فإِذا أَخرجت تيك سُمِّيت البَلَّة والفَتْلة ، فإِذا سقطن عنن طَرَف العُود الذي يَنْبُتْنَ فيه نبتت فيه الخُلْبة في طرف عودهن وسقطن ، والخُلْبة وعاء الحَب كأَنها وعاء الباقِلاء ، ولا تكون الخُلْبة إِلاَّ للسَّمُر والسَّلَم ، وفيها الحب وهن عِراض كأَنهم نِصال ، ثم الطَّلْح فإِن وعاء ثمرته للغُلُف وهي سِنَفة عِراض . وبِلال : اسم رجل . وبِلال بن حمامة : مؤذن سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الحبشة . وبِلال آباد : موضع . التهذيب : والبُلْبُل العَنْدَليب . ابن سيده : البُلْبُل طائر حَسَن الصوت يأْلف الحَرَم ويدعوه أَهل الحجاز النُّغَر . والبُلْبُل : قَناةُ الكوز الذي فيه بُلْبُل إِلى جنب رأْسه . التهذيب : البُلْبلة ضرب من الكيزان في جنبه بُلْبُل يَنْصَبُّ منه الماء . وبَلْبَل متاعَه : إِذا فرَّقه وبدَّده . والمُبَلِّل : الطاووس الصَّرَّاخ ، والبُلْبُل الكُعَيْت . والبَلْبلة : تفريق الآراء . وتَبَلْبَلت الأَلسن : اختلطت . والبَلْبَلة : اختلاط الأَلسنة . التهذيب : البَلْبلة بَلْبلة الأَلسن ، وقيل : سميت أَرض بابِل لأَن الله تعالى حين أَراد أَن يخالف بين أَلسنة بني آدم بَعَث ريحاً فحشرهم من كل أُفق إِلى بابل فبَلْبَل الله بها أَلسنتهم ، ثم فَرَّقتهم تلك الريح في البلاد . والبَلْبلة والبَلابل والبَلْبال : شدَّة الهم والوَسْواس في الصدور وحديث النفس ، فأَما البِلْبال ، بالكسر ، فمصدر . وفي حديث سعيد بن أَبي بردة عن أَبيه عن جده ، قال :، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : إِن أُمتي أُمة مرحومة لا عذابٍ عليها في الآخرة ، إِنما عذابها في الدنيا البلابل والزلازل والفتن ؛ قال ابن الأَنباري : البلابل وسواس الصدر ؛
وأَنشد ابن بري لباعث بن صُرَيم ويقال أَبو الأَسود الأَسدي : سائلُ بيَشْكُرَ هل ثَأَرْتَ بمالك ، أَم هل شَفَيْت النفسَ من بَلْبالها ؟ ويروى : سائِلْ أُسَيِّدَ هل ثَأَرْتَ بِوائلٍ ؟ ووائل : أَخو باعث بن صُرَيم . وبَلْبَل القومَ بَلْبلة وبِلْبالاً : حَرَّكهم وهَيَّجهم ، والاسم البَلْبال ، وجمعه البَلابِل . والبَلْبال : البُرَحاء في الصَّدر ، وكذلك البَلْبالة ؛ عن ابن جني ؛
وأَنشد : فبات منه القَلْبُ في بَلْبالَه ، يَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْيِ في الحِباله ورجل بُلْبُلٌ وبُلابِل : خَفِيف في السَّفَر معْوان . قال أَبو الهيثم :، قال لي أَبو ليلى الأَعرابي أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَي ظَريف خَفيف . ورجل بُلابِل : خفيف اليدين وهو لا يَخْفى عليه شيء . والبُلْبُل من الرجال : الخَفِيفُ ؛ قال كثير بن مُزَرِّد : سَتُدْرِك ما تَحْمي الحِمارة وابْنُها قَلائِصُ رَسْلاتٌ ، وشُعْثٌ بَلابِل والحِمارة : اسم حَرَّة وابنُها الجَبَل الذي يجاورها ، أَي ستدرك هذه القلائص ما منعته هذه الحَرَّة وابنُها . والبُلْبول : الغلام الذَّكِيُّ الكَيِّس . وقال ثعلب : غلام بُلْبُل خفيف في السَّفَر ، وقَصَره على الغلام . ابن السكيت : له أَلِيلٌ وبَلِيلٌ ، وهما الأَنين مع الصوت ؛ وقال المَرَّار بن سعيد : إِذا مِلْنا على الأَكْوار أَلْقَتْ بأَلْحِيها لأجْرُنِها بَليل أَراد إِذا مِلْنا عليها نازلين إِلى الأَرض مَدَّت جُرُنَها على الأَرض من التعب . أَبو تراب عن زائدة : ما فيه بُلالة ولا عُلالة أَي ما فيه بَقِيَّة . وبُلْبُول : اسم بلد . والبُلْبُول : اسم جَبَل ؛ قال الراجز : قد طال ما عارَضَها بُلْبُول ، وهْيَ تَزُول وَهْوَ لا يَزول وقوله في حديث لقمان : ما شَيْءٌ أَبَلَّ للجسم من اللَّهْو ؛ قال ابن الأَثير : هو شيء كلحم العصفور أَي أَشد تصحيحاً وموافقة له . ومن خفيف هذا الباب بَلْ ، كلمة استدراك وإِعلام بالإِضْراب عن الأَول ، وقولهم قام زيد بَلْ عَمْرٌو وبَنْ زيد ، فإِن النون بدل من اللام ، أَلا ترى إِلى كثرة استعمال بَلْ وقلة استعمال بَنْ ، والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقل ؟، قال ابن سيده : هذا هو الظاهر من أَمره ، قال : وقال ابن جني لست أَدفع مع هذا أَن تكون بَنْ لُغَةً قائمة بنفسها . التهذيب في ترجمة بَلى : بَلى تكون جواباً للكلام الذي فيه الجَحْد . قال الله تعالى : أَلَسْتُ بربكم ، قالوا بَلى ؛ قال : وإِنما صارت بَلى تتصل بالجَحْد لأَنها رجوع عن الجَحْد إِلى التحقيق ، فهو بمنزلة بَلْ ، وبَلْ سَبِيلها أَن تأَتي بعد الجَحْد كقولك ما قام أَخوك بَلْ أَبوك ، وما أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك ، وإِذا ، قال الرجل للرجل : أَلا تقوم ؟ فقال له : بَلى ، أَراد بَلْ أَقوم ، فزادوا الأَلف على بَلْ ليحسن السكوت عليها ، لأَنه لو ، قال بَلْ كان يتوقع (* قوله « كان يتوقع » اي المخاطب كما هو ظاهر مما بعد ) كلاماً بعد بلْ فزادوا الأَلف ليزول عن المخاطب هذا التوهم ؛ قال الله تعالى : وقالوا لن تمسنا النار إِلا أَياماً معدودة ، ثم ، قال بَعْدُ : بَلى من كسب سيئة ، والمعنى بَلْ من كسب سيئة ، وقال المبرد : بل حكمها الاستدراك أَينما وقعت في جَحْد أَو إِيجاب ، قال : وبَلى تكون إِيجاباً للمَنْفِيِّ لا غيرُ . قال الفراء : بَلْ تأْتي بمعنيين : تكون إِضراباً عن الأَول وإِيجاباً للثاني كقولك عندي له دينار لا بَلْ ديناران ، والمعنى الآخر أَنها توجب ما قبلها وتوجب ما بعدها ، وهذا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثم استدركه . قال الفراء : والعرب تقول بَلْ والله لا آتيك وبَنْ والله ، يجعلون اللام فيها نوناً ، وهي لغة بني سعد ولغة كلب ، قال : وسمعت الباهليين يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ . الجوهري : بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ ، يعطف بها الحرف الثاني على الأَول فيلزمه مثْلُ إعرابه ، فهو للإضراب عن الأَول للثاني ، كقولك : ما جاءَني زيد بَلْ عمرو ، وما رأَيت زيداً بَلْ عمراً ، وجاءني أَخوك بَلْ أَبوك تعطف بها بعد النفي والإِثبات جميعاً ؛ وربما وضعوه موضع رُبَّ كقول الراجز : بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يعني رُبَّ مَهْمَهٍ كما يوضع غيره اتساعاً ؛ وقال آخر : بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ وقوله عز وجل : ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عِزَّةٍ وشقاق ؛ قال الأَخفش عن بعضهم : إِن بَلْ ههنا بمعنى إِن فلذلك صار القَسَم عليها ؛ ، قال : وربما استعملت العرب في قَطْع كلام واستئناف آخر فيُنْشد الرجل منهم الشعر فيقول :. . . . . . بل ما هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا ويقول :. . . . . . بل وبَلْدَةٍ ما الإِنْسُ من آهالِها ، تَرى بها العَوْهَقَ من وِئالِها ، كالنار جَرَّتْ طَرَفي حِبالِها قوله بَلْ ليست من البيت ولا تعدّ في وزنه ولكن جعلت علامة لانقطاع ما قبله ؛ والرجز الأَول لرؤبة وهو : أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ ، بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ والثاني لسُؤْرِ الذِّئْبِ وهو : بَلْ جَوْزِتَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ ، يُمْسي بها وُحُوشُها قد جُئِفَت ؟
قال : وبَلْ نُقْصانها مجهول ، وكذلك هَلْ وَقَدْ ، إِن شئت جعلت نقصانها واواً قلت بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ ، وإِن شئت جعلته ياء . ومنهم من يجعل نقصانها مثل آخر حروفها فيُدْغم ويقول هَلٌّ وبَلٌّ وقَدٌّ ، بالتشديد . قال ابن بري : الحروف التي هي على حرفين مثل قَدْ وبَلْ وهَلْ لا يقدّر فيها حذف حرف ثالث كما يكون ذلك في الأَسماء نحو يَدٍ ودَمٍ ، فإِن سميت بها شيئاً لزمك أَن تقدر لها ثالثاً ، قال : ولهذا لو صَغَّرْتَ إِن التي للجزاء لقلت أُنَيٌّ ، ولو سَمَّيت بإِن المخففة من الثقيلة لقلت أُنَيْنٌ ، فرددت ما كان محذوفاً ، قال : وكذلك رُبَ المخففة تقول في تصغيرها اسمَ رجل رُبَيْبٌ ، والله أَعلم . "