الزَّبيع كأميرٍ : المُدَمْدِمُ في الغضَبِ عن أبي عمروٍ وهو المُتَزَبِّع . قال الليثُ : الزَّوْبَعَة : اسمُ شَيْطَانٍ زادَ غَيْرُه : مارِد أو رَئيسٌ للجِنِّ قيل : هو أحَدُ النَّفَرِ التِّسعَةِ أو السبعةِ الذين قالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ فيهم : " وإذ صَرَفْنا إليكَ نَفَرَاً من الجِنِّ يَسْتَمِعونَ القُرآن " ومنه سُمِّي الإعصارُ زَوْبَعَةً ويقال : أمُّ زَوْبَعَةَ وقال الليثُ : وصِبيانُ الأعرابِ يُكَنُّونَ الإعصارَ أبا زَوْبَعةَ يقال : فيه شَيْطَانٌ مارِدٌ واللهُ أَعْلَم وذلك حينَ يَدورُ الإعصارُ على نَفْسِه ثمّ يَرْتَفِعُ في السَّماءِ ساطِعاً . زادَ الجَوْهَرِيّ : كأنّه عَمودٌ . والرَّوْبَع كَجَوْهَرٍ : للقَصيرِ الحَقير بالراءِ المُهمَلةِ لا غَيْرُ وَتَصَحَّفَ على الجَوْهَرِيّ في اللُّغَة وفي المَشطورِ الذي أَنْشَدَه مُخْتَلاًّ مُصَحَّفاً قال : قال الراجز :
وَمَنْ هَمَزْنا عِزَّةُ تَبَرْكَعا ... على اسْتِهِ زَوْبَعَةً أو زَوْبَعا وقد تَبِعَ في ذلك ابْن دُرَيْدٍ كما نبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيٍّ فإنّه وَجَدَ في الجَمهَرَةِ - في الباءِ والزايِ والعَينِ - الزَّوْبَعَة : الرجلُ الضَّعيفُ . قال الراجز : فَأَنْشدَه كما أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ وهو لرُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ الراجزِ المشهورِ قال الصَّاغانِيّ : أمّا اللُّغَة فإنَّ الزَّوْبَعَةَ في الرَّجَزِ بالراء . أمّا الإنشادُ فإنَّ الرِّوايةَ هكذا :
وَمَنْ هَمَزْنا عَظْمَهُ تَلَعْلَعا ... ومن أَبَحْنا عِزَّهُ تَبَرْكَعا
" على اسْتِهِ رَوْبَعَةً أو رَوْبَعا هكذا هو في ديوانِ رُؤبة وروايةُ الأَصْمَعِيّ : أَبَحْنا بالباءِ والحاءِ المُهمَلة وروايةُ أبي عمروٍ بالنونِ والخاءِ المُعجَمة . قلتُ : ونِسبةُ هذا التصحيفِ إلى ابْن دُرَيْدٍ غيرُ صحيحةٍ فإنّ نُسخَ الجَمهَرةِ كلَّها : رَوْبَعةٌ أو رَوْبَعا بالراء ويدلُّ لذلك أنّه ذَكَرَ في كتابِ الاشْتِقاقِ - له - عندَ ذِكرِ رَبيعةَ بنِ نِزارٍ واشتِقاقَه ومن جُملةِ ما ذَكَرَ فقال : والرَّوْبَع : الرجلُ القَصير . قال الراجزُ : ... إلى آخِره ووُجِدَ في شَرْحِ ديوانِ رُؤْبة : الرَّوْبَعة : السِّلعَةُ تَخْرُجُ بالفِصال وقيل : الرَّوْبَعة : القَصيرُ العُرْقوبِ وقد تقدّمَ طَرَفٌ من ذلك في ربع وربما يظُنُّ الظانُّ أنَّ اعتِراضَ المُصَنِّف على الجَوْهَرِيّ من مخترعاته كلاّ والله فقد أَخَذَه من كتابِ الصَّاغانِيّ حَرْفَاً بحَرفٍ وَسَبَق الصَّاغانِيّ أيضاً الإمامُ أبو سَهْلٍ الهَرَويُّ وابنُ بَرِّيّ رَحِمَهما الله تَعالى . وزِنْباعٌ كقِنْطارٍ : عَلَمٌ والنونُ زائدةٌ . قال الجَوْهَرِيّ : هو رَوْحُ بنُ زِنْباعٍ الجُذامِيُّ . قلتُ : هو رَوْحُ بنُ زِنْباعِ بنِ رَوْحِ بن سَلامةَ بنِ حُداد بنِ حَديدَةَ بنِ أُميَّةَ بنِ امرئِ القَيسِ بنِ جُمانةَ بنِ وائلِ بنِ مالكِ بن زَيْدِ مَناة وأنشدَ الليثُ :
أَحْرَزْتَ أيّامَكَ يا راعي ... أضاعَها رَوْحُ بنُ زِنْباعِ قلتُ : وزِنْباعٌ له رُؤيَةٌ وولَدُه رَوْحٌ من التابعين . وقال مُسلمُ بنُ الحَجّاج : رَوْحُ بنُ زِنْباعٍ الجُذاميُّ له صُحبةٌ . الزِّنْباعَة بهاءٍ : طَرَفُ الخُفِّ والنعلِ . وَتَزَبَّعَ الرجُلُ : تغَيَّظَ كَتَزَعَّبَ نَقَلَه أبو عُبَيْدٍ ومنه حديثُ عَمْرِو بنِ العاص : فَجَعَل يَتَزَبَّعُ لمُعاوِيَةَ . أي : يَتَغَيَّظ . قيل : تزَبَّعَ : عَرْبَد قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرةَ - رَضِيَ اللهُ عنه - يَرْثِي أخاهُ مالِكاً :
وإنْ تَلْقَه في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحِشاً ... على الشَّرْبِ ذا قاذورَةٍ مُتَزَبِّعا قال الليثُ : تزَبَّع الرجلُ إذا فَحُشَ وساءَ خُلُقُه وفي النهاية : التَّزَبُّع : التَّغيُّر وسوءُ الخُلُق وقِلَّةُ الاستِقامَة كأنّه من الزَّوْبَعة : الرِّيحِ المَعروفة . قيل : تزَبَّعَ داوَمَ على الكلامِ المُؤذي ولم يَسْتَقِمْ وقال الليثُ : تزَبَّعَ : آذى الناسَ وشارَّهُم قال العَجَّاج :
وإنْ مُسِيءٌ بالخَنى تزَبَّعا ... فالتَّرْكُ يَكفيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعاوقال الصَّاغانِيّ : الرَّجَزُ لرُؤْبةَ لا للعَجّاج . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الزَّوابِع : الدَّواهي . وروى الأَزْهَرِيّ عن المُفَضِّل : الزَّوْبَعةُ : مِشيَةُ الأَحْرَدِ وهو البعيرُ الذي إذا مَشى ضربَ بيدِه الأرضَ ساعةً ثمّ يَسْتَقيم قال الأَزْهَرِيّ : ولا أَعْتَمدُ هذا الحَرفَ ولا أحُقّه ولا أدري مَن رواهُ عن المُفَضِّل
الزَّبَعْبَكُ والزَّبَعْبَكِيُّ أَهْمَلَه الجوهري وصاحب اللِّسانِ وقالَ ابنُ عَبّاد : هو الفاحِشُ الذي لا يُبالِي بما قِيلَ لَه أَو فيهِ من الشَّرِّ كذا في العُبابِ والتَّكْمِلَةِ ورَواهُ الفَرَّاءُ بالدّالِ فقالَ : هو الدَّبَعْبَكُ والدَّبَعْبَكِي