وصف و معنى و تعريف كلمة وللمغنطيسي:


وللمغنطيسي: كلمة تتكون من عشر حروف و أكثر تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ ياء (ي) و تحتوي على واو (و) و لام (ل) و لام (ل) و ميم (م) و غين (غ) و نون (ن) و طاء (ط) و ياء (ي) و سين (س) و ياء (ي) .




معنى و شرح وللمغنطيسي في معاجم اللغة العربية:



وللمغنطيسي

جذر [مغنطيس]

  1. مِغنَطيس: (اسم)
    • مِغْناطيسٌ
  2. مِغنَطيسيّ: (اسم)
    • مِغناطيسيّ
  3. تجاذُب مغنطيسيّ: (طبيعة)
    • تقارب قطبين مغنطيسيّين من نوعين مختلفين.
  4. تسجيل مغنطيسيّ:
    • تسجيل إشارة كالصوت أو تعليمات الحاسوب على سطح قابل للمغنطة؛ لتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.


,
  1. مِغْنَطيس
    • مِغْنَطيس :-
      مِغْناطيسٌ.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  2. مِغْنَطيسيّ
    • مِغْنَطيسيّ :-
      مِغناطيسيّ.

    المعجم: اللغة العربية المعاصرة

  3. مِغنَطيس
    • مغنطيس
      1-معدن أو حجر له قوة على جذب الحديد وبعض المعادن إليه

    المعجم: الرائد



  4. مِغْنَطِيسٌ
    • ن. مِغْنَاطِيسٌ.

    المعجم: الغني

  5. تجاذب مغناطيسيّ/ تجاذب مغنطيسيّ
    • (فز) تقارب قطبين مغنطيسيّين من نوعين مختلفين.

    المعجم: عربي عامة

  6. تسجيل مغنطيسيّ
    • (حس) تسجيل إشارة كالصوت أو تعليمات الحاسوب على سطح قابل للمغنطة؛ لتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.

    المعجم: عربي عامة

,


  1. الغَمُّ
    • ـ الغَمُّ : الكَرْبُ ، كالغَمَّاءِ والغُمَّةِ , ج : غُمومٌ .
      ـ غَمَّهُ فاغْتَمَّ وانْغَمَّ : أحْزَنَهُ .
      ـ ما أغَمَّكَ لي وإلَيَّ وعَلَيَّ ، من الغَمِّ ، للحُزْنِ ،
      ـ أغَمَّ الحِمارَ وغيرَهُ : ألْقَمَ فَمَهُ ومَنْخِرَيْهِ الغِمامَةَ ، وهي الغِمام ،
      ـ أغَمَّ الشيءَ : غَطَّاهُ فانْغَمَّ ،
      ـ أغَمَّ يَوْمُنا : اشْتَدَّ حَرُّهُ ، كأَغَمَّ ، فهو يَوْمٌ غَمٌّ .
      ـ غامٌّ ومِغَمٌّ : ذو حَرٍّ ، أو ذو غَمٍّ ، ولَيْلَةٌ غَمٌّ وغَمَّى وغَمَّةٌ .
      ـ أمْرٌ غُمَّةٌ : مُبْهَمٌ .
      ـ غُمَّ الهِلالُ ، فهو مَغْمومٌ : حالَ دونَهُ غَيْمٌ رَقيقٌ ، يُقالُ : صُمْنا لِلغَمَّى ، ويُمَدُّ ، وتُضَمُّ الأولَى ، وللغُمِّيَّةِ .
      ـ غُمَّ عليه الخَبَرُ : اسْتَعْجَمَ .
      ـ الغَمامَةُ : السَّحابَةُ ، أو البَيْضاءُ ، وقد أغَمَّتِ السماءُ , ج : غَمامٌ وغَمائمُ ، وفَرَسٌ لأَبِي دُوادٍ الإِيادِيِّ ، أو لِبَعْض مُلوكِ آلِ المُنْذِرِ .
      ـ الغَمامُ : سَيْفُ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ ، رضي اللّهُ تعالى عنه ،
      ـ غَيْمٌ وبَحْرٌ مُغَمِّمٌ : كثيرُ الماءِ .
      ـ كُراعُ الغَميمِ : وادٍ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ على مَرْحَلَتَيْنِ من مَكَّةَ ، والغُميمِ وَهَمٌ ،
      ـ إنَّما الغُمَيْمُ : وادٍ بِديارِ حَنْظَلَةَ ،
      ـ الغُمَيّمُ : ماءٌ لبَني سَعْدٍ .
      ـ الغُمامُ : الزُّكامُ .
      ـ المَغْمومُ : المَزْكومُ .
      ـ الغَمَّاءُ والغُمَّى : الداهِيَةُ .
      ـ اغْتَمَّ النَّبْتُ : طالَ ، وكثُرَ .
      ـ أرْضٌ مُغِمَّةٌ : كثيرَةُ النَّباتِ .
      ـ الغَمَمُ : سَيَلانُ الشَّعَرِ حتى تَضيقَ الجَبْهَة والقفا ، يُقالُ : هو أغَمُّ الوَجْهِ والقَفا .
      ـ سَحابٌ أغَمُّ : لا فُرْجَة فيه .
      ـ الغَمْغَمَةُ : أصْواتُ الثِّوَرَةِ عند الذُّعْرِ ، والأبْطالِ عند القِتالِ ، والكَلامُ الذي لا يُبَيَّنُ ، كالتَّغَمْغُمِ .
      ـ الغَميمُ : لَبَنٌ يُسَخَّنُ حَتَّى يَغْلُظَ ، والغَميسُ .
      ـ غُمَّى : قرية ، والأمْرُ الشَّديدُ لا يُتَّجَهُ له ، وغَمَّى ،
      ـ غَمَّى : الغَبَرَةُ ، والظُّلْمَةُ ، والشِّدَّةُ تَغُمُّ القَوْمَ في الحَرْبِ .
      ـ الغُمومُ من النُّجومِ : صِغارُها الخَفِيَّةُ .
      ـ الغُمَّةُ : قَعْرُ النِّحْيِ .
      ـ غامَمْتُهُ ، أي : غَمَمْتُهُ وغَمَّني .
      ـ الغِمامَةُ : خَريطَةٌ لِفَمِ البَعيرِ ونَحْوِه ، يُمْنَعُ بها الطَّعامَ ، وما يُشَدُّ به عَيْنا الناقَةِ أو خَطْمُها ، وقُلْفَةُ الصَّبِيِّ ، والغُمامَةُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. خَلْفُ
    • ـ خَلْفُ أو الخَلْفُ : نَقيضُ قُدَّامَ ، والقَرْنُ بَعْدَ القَرنِ ، ومنه : هؤُلاءِ خَلْفُ سُوءٍ ،
      ـ خَلْفُ : الرَّدِيءُ من القَوْلِ ، والاسْتِقاءُ ، وحَدُّ الفَأسِ أو رَأسُهُ ، ومَنْ لا خَيْرَ فيه ، والذينَ ذَهَبُوا مِنَ الحَيِّ ، ومَنْ حَضَرَ منهم ، ضدٌّ ، وهُمْ خُلوفٌ ، والفَأْسُ العَظِيمَةُ ؛ أو بِرَأْسٍ واحِدٍ ، وَرَأْسُ المُوسَى ، ( والنَّسْلُ )، وأقْصَرُ أضْلاعِ الجَنْبِ ، ج : خُلوفٌ ، والمِرْبَدُ ، أو الذي وراءَ البَيْتِ ، والظَّهْرُ ، والخَلَقُ من الوِطابِ ،
      ـ لَبِثَ خَلْفَهُ : بَعْدَهُ ،
      ـ خِلْفُ : المُخْتَلِفُ ، كالخِلْفَةِ ، واللَّجُوجُ ، والاسْمُ من الاسْتِقاءِ ، كالخِلْفَةِ ، وما أنْبَتَ الصَّيْفُ من العُشْبِ ، وما وَلِيَ البَطْنَ من صِغارِ الأضْلاعِ ، وحَلَمَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ أو طَرَفُهُ ، أو المُؤَخَّرُ من الأطْباءِ ، أو هو لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ .
      ـ وَلَدَتِ الشاةُ خِلْفَيْنِ : وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً وسَنَةً أُنْثَى .
      ـ ذاتُ خِلْفَيْنِ ، وخَلْفَيْنِ : اسْمُ الفَأسِ ، ج : ذَواتُ الخِلْفَيْنِ .
      ـ خَلِفُ : المَخاضُ ، وهي الحَوامِلُ من النُّوقِ ، الواحِدَةُ : خَلِفَةُ ،
      ـ خَلَفُ : الوَلَدُ الصالِحُ ، فإذا كان فاسِداً أُسْكِنَتِ اللامُ ، ورُبَّما اسْتُعْمِلَ كُلٌّ منهما مَكانَ الآخَرِ ، يُقالُ : هو خَلْفُ صِدْقٍ من أبيه : إذا قامَ مَقامَهُ ، أو الخَلْفُ والخَلَفُ سَواءٌ . اللَّيْثُ : خَلْفٌ لِلأشْرارِ خاصَّةً ، والخَلَفُ : ضِدُّهُ .
      وما اسْتَخْلَفْتَ من شيءٍ ، ومَصْدَرُ الأخْلَفِ لِلْأَعْسَرِ ، والأحْوَلِ ، ولِلمُخالِفِ العَسِرِ الذي كأنَّهُ يَمْشِي على شِقٍّ .
      ـ خَلَفُ بنُ أيُّوبَ ، وابنُ تَميمٍ ، وابنُ خالِدٍ ، وابنُ خَليفَةَ ، وابنُ سَالِمٍ ، وابنُ مَهْدَانَ ، وابنُ مُوسى ، وابنُ هِشامٍ ، وابنُ محمدٍ ، وابنُ مَهْرانَ : مُحَدِّثونَ .
      ـ أبو خَلَفٍ : تابِعِيَّانِ .
      ـ خُلُفٌ : قرية باليمنِ .
      ـ أخْلَفُ : الأحْمَقُ ، والسَّيْلُ ، والحَيَّةُ الذَّكَرُ ، والقَليلُ العَقْلِ .
      ـ خُلْفُ : الاسمُ من الإِخْلافِ ، وهو في المُسْتَقْبَلِ ، كالكَذِبِ في الماضي ، أو هو أنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَها ، وجَمْعُ الخَلِيفِ في مَعانِيهِ .
      ـ خُلَيْفُ : ابنُ عُقْبَةَ ، من تَبَعِ التابِعِينَ .
      ـ خِلْفَةُ : الاسمُ من الاخْتِلافِ ، أو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ ، أي : التَّرَدُّدِ . والرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بها ، وما يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ من العُشْبِ ، وزَرْعُ الحُبوبِ خِلْفَةٌ ، لأنه يُسْتَخْلَفُ من البُرِّ والشَّعيرِ ، واخْتِلافُ الوُحوشِ مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً ، وما عُلِّقَ خَلْفَ الراكِبِ ، وما يَتَفَطَّرُ عنه الشَّجَرُ في أوَّلِ البَرْدِ ، أو ثَمَرٌ يَخْرُجُ بعدَ ثَمَرٍ ، أو نَباتُ وَرَقٍ دونَ ورَق ، وشيءٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وهو غَضٌّ أخْضَرُ ثم يُدْرِك ، وكذلك هو من سائِرِ الثَّمَرِ ، أو أنْ يأتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَديدٍ ، وأنْ يُناظِرَ الرجُلُ الرجُلَ ، فإذا غابَ عن أهْلِهِ خالَفَهُ إليهم ، والدَّوابُّ التي تَخْتَلِفُ ، وما يَبْقَى بين الأَسْنانِ من الطَّعامِ ، والهَيْضَةُ ، ووَقْتٌ بعدَ وقْتٍ ، ونَبْتٌ يَنْبُتُ بعدَ نَبْتٍ ، أو يَنْبُتُ من غيرِ مَطَرٍ ، بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّيْلِ ، والقوْمُ المُخْتَلِفونَ ، والمُخالَفَةُ ، وله ولَدَانِ ، أو عَبْدانِ ،
      ـ { جَعَلَ الليلَ والنهارَ خِلْفَةً }: هذا خَلَفٌ من هذا ، أو هذا يأتِي خَلْفَ هذا ، أو معناهُ : مَنْ فاتَهُ أمرٌ بالليلِ أدْرَكَهُ بالنهارِ ، وبالعَكْسِ .
      ـ أمَتانِ خِلْفَتانِ وخِلْفَانِ : إذا كان أحَدُهُما طَويلاً والآخَرُ قَصيراً ، أو أحَدُهُما أبيضَ والآخَرُ أسْوَدَ ، ج : أخلافٌ وخِلَفَةٌ .
      ـ كلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمعا فَهُما : خِلْفَةٌ .
      ـ خِلْفَةُ الإِبِلِ : أن يُورِدَها بالعَشِيِّ بعدَما يَذْهَبُ الناسُ .
      ـ من أيْنَ خِلْفَتُكُمْ : من أيْنَ تَسْتَقُونَ .
      ـ أخَذَتْهُ خِلْفَةٌ : كثُرَ تَرَدُّدُهُ إلى المُتَوَضَّأ ،
      ـ خُلْفَةُ : العَيْبُ ، والحُمْقُ ، كالخَلافَةِ ، والعَتَهُ ، والخِلافُ ،
      ـ خُلْفَةُ من الطَّعامِ : آخِرُ طَعْمِهِ ،
      ـ خَلْفَةُ وخُلَفُ : ذَهابُ شَهْوَةِ الطَّعامِ من المَرَضِ ،
      ـ مَصْدَرُ خَلَفَ القَميصَ : إذا أخْرَجَ بالِيَهُ ولَفَقَهُ .
      ـ مِخْلافُ : الرجُلُ الكثيرُ الإِخْلافِ ، والكُورَةُ ، ومنه : مَخاليفُ اليمنِ .
      ـ رجُلٌ خالِفَةٌ : كثيرُ الخِلافِ ،
      ـ ما أدْري أيُّ خالِفَةٍ هو ، وأيُّ الخَوالِفِ هو ، وأيُّ خافِيَةٍ : أيُّ الناسِ .
      ـ هو خالِفَةُ أهْلِ بَيْتِهِ ، وخالِفُهُم : غيرُ نجيبٍ لا خَيْرَ فيه .
      ـ خَوالِفُ : النساءُ ، قال الله تعالى : { مع الخَوالِفِ }، والأراضي التي لا تُنْبِتُ إلا في آخِرِ الأرَضِينَ .
      ـ خالِفَةُ : الأحمقُ ، كالخالِفِ ، والأمَّةُ الباقِيَةُ بعدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ ، وعَمُودٌ من أعْمِدَةِ البيتِ في مُؤَخَّرِه .
      ـ خالِفُ : السِّقاءُ ، كالمُسْتَخْلِفِ ، والنَّبِيذُ الفاسدُ ، والذي يَقْعُدُ بعدَكَ ، قال الله تعالى : { مع الخالِفِينَ }.
      ـ خِلِّيفَى : الخِلافةُ .
      ـ خَليفُ : الطريقُ بين الجَبَلَيْنِ ، أو الوادي بينهما ، ومنه : ذِيخُ الخَلِيفِ ، أو مَدْفَعُ الماءِ ، والطريقُ في الجبلِ أيّاً كانَ ، أو الطريقُ فقطْ ، والسَّهْمُ الحديدُ الطَّريرُ ، والثوبُ يُشَقُّ وسَطُهُ فَيُوصَلُ طَرَفاهُ ، والناقةُ في اليومِ الثاني من نِتاجِها ، يقالُ : رَكِبها يومَ خَليفِها ، واللَّبَنُ بعدَ اللِّبَأِ ، جمعُ الكلِّ : الخُلُفُ ، وجبلٌ ، وقرية بين مكةَ واليَمنِ ، والمَرْأةُ التي أسْبَلَتْ شَعَرَها خَلْفَهَا .
      ـ خَليفَا الناقَةِ : ما تَحْتَ إبْطَيْها ، لا إبْطاها ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ .
      ـ خَليفَةُ : جَبَلٌ مُشْرِفٌ على أجْيادٍ الكَبِيرِ ، وبِلا لامٍ : ابنُ عَدِيٍّ الأنْصارِيُّ الصَّحابِيُّ ، أو هو عَليفَةُ ، وابنُ كَعْبٍ ، وابنُ حُصَيْنٍ ، وأبو خَليفَةَ ، وابنُ خَيَّاطٍ البَصْرِيُّ ، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ : مُحَدِّثونَ . والسُّلْطانُ الأعْظَمُ ، ويُؤَنَّثُ ، كالخَلِيفِ ، ج : خَلائِفُ وخُلَفاءُ . ****
      ـ خَلَفَهُ خِلافَةً : كان خَليفَتَهُ ، وبَقِيَ بَعْدَهُ ،
      ـ خَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلوفاً وخُلوفةً : تَغَيَّرَتْ رائحَتُهُ ، كأَخْلَفَ ، ومنه : نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ للفَمِ ،
      ـ خَلَفَ اللَّبَنُ ، والطعامُ : تَغَيَّرَ طَعْمُهُ أو رائحَتُهُ ، كأَخْلَفَ ،
      ـ خَلَفَ فلانٌ : فَسَدَ ،
      ـ خَلَفَ : صَعِدَ الجبلَ ،
      ـ خَلَفَ فلاناً : أخَذَه من خَلْفِه ،
      ـ خَلَفَ الله تعالى عليك : كان خَليفَةَ من فَقَدْتَهُ عليك ،
      ـ خَلَفَ بَيْتَهُ : جَعَلَ له عَمُوداً في مُؤَخَّرِه ،
      ـ خَلَفَ أباهُ : صارَ خَلْفَهُ أو مكانَه ،
      ـ خَلَفَ مكانَ أبيهِ خِلافَةً : صارَ فيه دونَ غيره ،
      ـ خَلَفَ الفاكِهَةُ بعضُها بعضاً : صارَتْ خَلَفاً من الأولَى ،
      ـ خَلَفَ رَبَّهُ في أهْلِهِ خِلافَةً : كانَ خَليفةً عليهم ،
      ـ خَلَفَ فُوهُ خُلوفاً وخُلوفةً : تَغَيَّرَ ، كأَخْلَفَ ،
      ـ خَلَفَ الثوبَ : أصْلَحَهُ ، كأَخْلَفَ ،
      ـ خَلَفَ لأِهْلِهِ : اسْتَقَى ماءً ، كاسْتَخْلَفَ وأخْلَفَ ،
      ـ خَلَفَ النَّبيذُ : فَسَدَ ،
      ـ يقالُ لمَنْ هَلَكَ له ما لا يُعْتاضُ منه ، كالأبِ والأمِّ : خَلَفَ الله عليك ، أي : كان عليك خَليفةً ، وخَلَفَ الله تعالى عليك خَيْراً ، أو بخَيْرٍ ، وأخْلَفَ عليك ، ولَكَ ، خَيْراً ، ولِمَنْ هَلَكَ له ما يُعْتاضُ منه : أخْلَفَ الله لَكَ ، وعليك ، وخَلَفَ الله لَكَ ، أَو يَجُوزُ : خَلَفَ الله عليك في المالِ ونحوِهِ ، ويَجُوزُ في مُضارِعِهِ : يَخْلَفُ ، كَيَمْنَعُ ، نادرٌ .
      ـ خَلَفَ عن أصحابِه : تَخَلَّفَ ،
      ـ خَلَفَ فلانٌ خَلافةً ، وخُلوفَةً : حَمُقَ ، فهو خالِفٌ وخالِفةٌ ،
      ـ خَلَفَ عن خُلُقِ أَبِيهِ : تَغَيَّرَ عَنه ،
      ـ خَلَفَ فلاناً : صارَ خَليفَتَهُ في أَهْلِهِ .
      ـ خَلِفَ البعيرُ : مالَ على شِقٍّ ، فهو أَخْلَفُ ،
      ـ خَلِفَتِ الناقةُ : حَمَلَتْ .
      ـ الخِلافُ ، وشَدَّه لَحْنٌ : صِنْفٌ من الصَّفْصافِ ، وليس به ، سُمِّيَ خِلافاً لأنّ السَّيْلَ يَجِيءُ به سَبْياً ، فَيَنْبُتُ من خِلافِ أَصْلِهِ ، ومَوْضِعُه : مَخْلَفَةٌ .
      ـ رجلٌ خِلِّيفةٌ وخِلَفْنَةٌ ، وخِلَفْناةٌ ، ونُونُهُما زائدةٌ ، وهُما للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ والجمعِ : كثيرُ الخِلافِ .
      ـ في خُلُقِهِ خِلَفَنَةٌ وخِلَفْنَاةٌ وخالِفٌ وخالِفَةٌ وخِلْفَةٌ وخُلْفَةٌ : خِلافٌ .
      ـ مَخْلَفَةٌ : الطَّريقُ ، والمَنْزِلُ ،
      ـ مَخْلَفَةُ مِنًى : حيثُ يَنْزِلُ الناسُ .
      ـ مَخْلَفٌ : طُرُقُ الناسِ بِمِنًى حيثُ يَمُرُّونَ .
      ـ رجُلٌ خُلْفُفٌ : أَحْمَقُ ، وهي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ .
      ـ أُمُّ الخُلْفُفِ ، وأُمُّ الخُلْفَفِ : الداهِيَةُ ، أَو العُظْمَى .
      ـ أَخْلَفَهُ الوَعْدَ : قال ولم يَفْعَلْهُ ،
      ـ أَخْلَفَ فلاناً : وجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً ،
      ـ أَخْلَفَتِ النُّجومُ : أَمْحَلَتْ فلم يكن فيها مَطَرٌ ،
      ـ أَخْلَفَ فلانٌ لِنَفْسِه : إذا ذَهَبَ له شيءٌ فَجَعَلَ مَكانَهُ آخَرَ ،
      ـ أَخْلَفَ النَّباتُ : أَخْرَجَ الخِلْفَةَ ،
      ـ أَخْلَفَ : أَهْوَى بِيَدِهِ إلى السَّيْفِ لِيَسُلَّهُ ،
      ـ أَخْلَفَ عن البَعيرِ : حَوَّلَ حَقَبَهُ ، فجعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ ، وذلك إذا أَصابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ فاحْتَبَسَ بَوْلُه ،
      ـ أَخْلَفَ فلاناً : رَدَّهُ إلى خَلْفِهِ ،
      ـ أَخْلَفَ الله تعالى عليك : رَدَّ عليك ما ذَهَبَ ،
      ـ أَخْلَفَ الطائِرُ : خَرَجَ له رِيشٌ بعدَ رِيشِهِ الأوّلِ ،
      ـ أَخْلَفَ الغُلامُ : راهَقَ الحُلُمَ ،
      ـ أَخْلَفَ الدَّواءُ فلاناً : أَضْعَفَه .
      ـ الإِخْلافُ : أَنْ تُعيدَ الفَحْلَ على النَاقَةِ إذا لم تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ .
      ـ المُخْلِفُ : البَعيرُ جازَ البازِلَ ، وهي مُخْلِفٌ ومخْلِفَةٌ ،
      ـ المُخْلِفَةُ : الناقَةُ ظَهَرَ لهم أَنها لَقِحَتْ ثم لم تكن كذلك .
      ـ خَلَّفُوا أَثْقالَهُم تَخْليفاً : خَلَّوْهُ وراءَ ظُهُورِهِم ،
      ـ خَلَّفَ بناقَتِه : صَرَّ منها خِلْفاً واحِداً ،
      ـ خَلَّفَ فلاناً : جَعَلَهُ خَليفَتَهُ ، كاسْتَخْلَفَه .
      ـ الخِلافُ : المُخالَفَةُ ، وكُمُّ القَميصِ .
      ـ هو يُخالِفُ فُلانَةَ : يأتيها إذا غابَ زَوْجُها .
      ـ خالَفَ فُلانَةَ إلى مَوْضِعٍ آخَرَ : لازمَهَا .
      ـ تَخَلَّفَ : تأخَّرَ .
      ـ اخْتَلَفَ : ضِدُّ اتَّفَقَ ،
      ـ اخْتَلَفَ فلاناً : كانَ خَليفَتَهُ ،
      ـ اخْتَلَفَ إلى الخَلاءِ : صارَ به إسْهالٌ ،
      ـ اخْتَلَفَ صاحبَهُ : باصَرَه ، فإذا غابَ دَخَلَ على زَوْجَتِهِ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. أبتّ الصّيام
    • قطعَه .

    المعجم: عربي عامة

  4. أبتِ
    • أبتِ :-
      تستعمل في النداء فقط ، وأصلها أبي ثم أبدلتَ ياء المتكلم تاءً :- يا أبتِ ، - { يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا } .


    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  5. أبَتَّ
    • أبَتَّ : بَتَّ بمعنى انقطع .
      و أبَتَّ الشيءَ : قَطَعَهُ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  6. أَبِتَ
    • أَبِتَ اليومَ أَبِتَ َ أَبَتًا : اشتد حرّه ، فهو أَبِتٌ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  7. أبتِ
    • أبت - إبتاتا
      1 - أبته : قطعه . 2 - أبت الأمر : أمضاه . 3 - أبته : أتعبه .

    المعجم: الرائد

  8. أبتَّ
    • أبتَّ يُبتّ ، أبْتِتْ / أَبِتَّ ، إبتاتًا ، فهو مُبِتّ ، والمفعول مُبَتّ :-
      أبتَّ الصِّيامَ قطعَه .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  9. أباتَ
    • أباتَ يُبيت ، أبِتْ ، إباتةً ، فهو مُبيت ، والمفعول مُبات :-
      أبات الزَّائرَ جعله يقضي اللّيل عنده :- أباته في داره .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر

  10. أبت
    • " أَبَتَ اليومُ يَأْبِتُ ويَأْبُتُ أَبْتاً وأُبُوتاً ، وأَبِتَ ، بالكسر ، فهو أَبِتٌ وآبِتٌ وأَبْتٌ : كله بمعنى اشتدَّ حَرُّه وغَمُّه ، وسَكَنَتْ ريحه ؛ قال رؤْبة : من سافعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ وهو يومٌ أَبْتٌ ، وليلةٌ أَبْتَةُ ، وكذلك حَمْتٌ ، وحَمْتَةٌ ، ومَحْتٌ ، ومَحْتَةٌ : كل هذا في شدّة الحرّ ؛

      وأَنشد بيت رؤبة أَيضاً .
      وأَبْتَةُ الغَضَبِ : شدَّتُه وسَوْرَتُه .
      وتَأَبَّتَ الجَمْرُ : احْتَدَمَ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  11. سير
    • " السَّيْرُ : الذهاب ؛ سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وتَسْياراً يذهب بهذه الأَخيرة إِلى الكثرة ؛

      قال : فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ منها ، وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ ، بِيضٌ مَحَافِرُهْ وفي حديث حذيفة : تَسايَرَ عنه الغَضَبُ أَي سارَ وزال .
      ويقال : سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها .
      ويقال : بارك الله في مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك ؛ قال الجوهري : وهو شاذ لأَن قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ ، بالفتح ، والاسم من كل ذلك السِّيرَةُ .
      حكى اللحياني : إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ ؛ وحكى ابن جني : طريق مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به ، وقياس هذا ونحوه عند الخليل أَن يكون مما تحذف فيه الياء ، والأَخفش يعتقد أَن المحذوف من هذا ونحوه إِنما هو واو مفعول لا عينه ، وآنسَهُ بذلك : قدْ هُوبَ وسُورَ به وكُولَ .
      والتَّسْيارُ : تَفْعَالٌ من السَّيْرِ .
      وسايَرَهُ أَي جاراه فتسايرا .
      وبينهما مَسِيرَةُ يوم .
      وسَيَّرَهُ من بلده : أَخرجه وأَجلاه .
      وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة : نزعته عنه .
      وقوله في الحديث : نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ ؛ أَي المسافة التي يسار فيها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ ، أَو هو مصدر بمعنى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ من العَيْشِ والعَجْزِ .
      والسَّيَّارَةُ : القافلة .
      والسَّيَّارَةُ : القوم يسيرون أُنث على معنى الرُّفْقَةِ أَو الجماعة ، فأَما قراءَة من قَرأَ : تلتقطه بعض السَّيَّارةِ ؛ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَيَّارَةٌ .
      وقولهم : أَصَحُّ من عَيْر أَبي سَيَّارَةَ ؛ هو أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كان يدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعين سنة على حماره ؛ قال الراجز : خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَهْ ، وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ ، حَتَّى يُجِيزَ سالماً حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها ، يتعدّى ولا يتعدَّى .
      ابن بُزُرج : سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها ، وإِذا أَردت بها المَرْعَى قلت : أَسَرْتُها إِلى الكلإِ ، وهو أَن يُرْسِلُوا فيها الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ .
      والدابة مُسَيَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها والرجل سائرٌ لها ، والماشية مُسَارَةٌ ، والقوم مُسَيَّرُونَ ، والسَّيْرُ عندهم بالنهار والليل ، وأَما السُّرَى فلا يكون إِلا ليلاً ؛ وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً ؛

      قال : فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْلُ ، وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرجال ، وقد يجوز أَن يكون أَراد : وسارت إِلى الرجال بالرجال فحذف حرف الجر ونصب ، والأَول أَقوى .
      وأَسَارها وسَيَّرَها : كذلك .
      وسايَرَهُ : سار معه .
      وفلان لا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كان كذاباً .
      والسَّيْرَةُ : الضَّرْبُ من السَّيْرِ .
      والسُّيَرَةُ : الكثير السَّيْرِ ؛ هذه عن ابن جني .
      والسِّيْرَةُ : السُّنَّةُ ، وقد سَارتْ وسِرْتُها ؛ قال خالد بن زهير ؛ وقال ابن بري : هو لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب ، وكان أَبو ذؤيب يرسله إِلى محبوبته فأَفسدها عليه فعاتبه أَبو ذؤيب في أَبيات كثيرة فقال له خالد : فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا لَفِيكَ ، ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر ، وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةِ أَنْتَ سِرْتَها ، فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يقول : أَنت جعلتها سائرة في الناس .
      وقال أَبو عبيد : سارَ الشيءُ وسِرْتُه ، فَعَمَّ ؛

      وأَنشد بيت خالد بن زهير .
      والسِّيرَةُ : الطريقة .
      يقال : سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً .
      والسَّيرَةُ : الهَيْئَةُ .
      وفي التنزيل العزيز : سنعيدها سِيرَتَها الأُولى .
      وسَيَّرَ سِيرَةً : حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل .
      وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس : شاع .
      ويقال : هذا مَثَلٌ سائرٌ ؛ وقد سَيرَ فلانٌ أَمثالاً سائرة في الناس .
      وسائِرُ الناس : جَمِيعُهم .
      وسارُ الشيء : لغة في سَائِرِه .
      وسارُه ، يجوز أَن يكون من الباب لسعة باب « س ي ر » وأَن يكون من الواو لأَنها عين ، وكلاهما قد قيل ؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبية : وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا ، فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ ، وهي أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها ؛ التهذيب : وأَما قوله : وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهلَ اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمثال هذا الموضع بمعنى الباقي ، من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها .
      وقولهم : سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ ، وفيه إِضمار كأَنه ، قال : سِرْ ودَعْ عنك المِراء والشك .
      والسِّيرَةُ : المِيرَةُ .
      والاسْتِيارُ : الامْتِيار ؛ قال الراجز : أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ ، ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ ، بُعْدَ المُسْتَارْ

      ويقال : المُسْتَارُ في هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ ، والسَّيْرُ : ما يُقَدُّ من الجلد ، والجمع السُّيُورُ .
      والسَّيْرُ : ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولاً .
      والسِّيْرُ : الشِّرَاكُ ، وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ .
      وثوب مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ : مثل السُّيُورِ ؛ وفي التهذيب : إِذا كان مُخَطَّطاً .
      وسَيَّرَ الثوب والسَّهْم : جَعَلَ فيه خُطوطاً .
      وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ : مُخَطَّطَةٌ .
      والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَارُ : ضَرْبٌ من البُرُودِ ، وقيل : هو ثوب مُسَيَّرٌ فيه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّيورِ ، وقيل : بُرُودٌ يُخالِطها حرير ؛ قال الشماخ : فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ مِنَ السِّيَرَاءِ ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وقيل : هي ثياب من ثياب اليمن .
      والسِّيَرَاءُ : الذهب ، وقيل : الذهب الصافي .
      الجوهري : والسِّيَرَاءُ ، بكسر السين وفتح الياء والمدِّ : بُردٌ فيه خطوط صُفْرٌ ؛ قال النابغة : صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا ، كالغُصْنِ ، في غُلَوَائِهِ ، المُتَأَوِّدِ وفي الحديث : أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ ؛ قال ابن الأَثير : هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسُّيُورِ ، وهو فِعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ ؛ قال : هكذا روي على هذه الصفة ؛ قال : وقال بعض المتأَخرين إِنما هو على الإِضافة ، واحتج بأَن سيبويه ، قال : لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً ، وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بالحرير الصافي ومعناه حُلَّةَ حرير .
      وفي الحديث : أَعطى عليّاً بُرْداً سِيَرَاءَ ، قال : اجعله خُمُراً وفي حديث عمر : رأَى حلةً سِيَرَاء تُباعُ ؛ وحديثه الآخر : إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وعليه حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فيها خطوط من إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ .
      والسِّيَرَاءُ : ضَرْبٌ من النَّبْتِ ، وهي أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ ؛ واستعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وهو حجابه فقال : نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له ، في القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ ، نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ : الجريدة من جرائد النَّخْلِ .
      ومن أَمثالهم في اليأْسِ من الحاجة قولهم : أَسائِرَ اليومِ وقد زال الظُّهر ؟ أَي أَتطمع فيها بعد وقد تبين لك اليأْس ، لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وقد زال الظهر وجب أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منه بغروب الشمس .
      وفي حديث بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ ، هو بفتح السين (* قوله : « بفتح السين إِلخ » تبع في هذا الضبط النهاية ، وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل ، بالتحريك ) وتشديد الياء المكسورة كَثَيِّبٍ ، بين بدر والمدينة ، قَسَمَ عنده النبي ، صلى الله عليه وسلم ، غنائم بَدْرٍ .
      وسَيَّارٌ : اسم رجل ؛ وقول الشاعر : وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ وقد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ، أَراد : بثعلبة بن سَيَّارٍ فجعله سَيْراً للضرورة لأَنه لم يُمْكنه سيار لأَجل الوزن فقال سَيْرٍ ؛ قال ابن بري : البيت للمُفَضَّل النُّكْرِي يذكر أَنَّ ثعلبة بن سَيَّار كان في أَسرِه ؛ وبعده : يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا ، يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ : جمع مَذْقَة ، اللبن المخلوط بالماء .
      والزنيق : المزنوق بالحَبْلِ ، أَي هو أَسِيرٌ عندنا في شدة من الجَهْدِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  12. بتت
    • " البَتُّ : القَطْعُ المُسْتَأْصِل .
      يقال : بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ .
      ابن سيده : بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه ، ويَبِتُّه بَتّاً ، وأَبَتَّه : قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً ؛

      قال : فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ ، بيني وبَيْنَها ، أَزَبُّ ظَهُورِ السَّاعِدَيْنِ ، عَذَوَّر ؟

      ‏ قال الجوهري في قوله : بَتَّه يَبُتُّه ، قال : وهذا شاذّ لأَنَّ باب المُضاعف ، إِذا كانَ يَفْعِل منه مكسوراً ، لا يجيءُ متعدِّياً إِلاَّ أَحرفٌ معدودة ، وهي بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه ، وعَلَّه في الشُّرب يَعُلُّه ويَعِلُّه ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه ، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه ، وحَبَّه يَحِبُّه ؛ قال : وهذه وحدَها على لغةٍ واحدةٍ .
      قال : وإِنما سَهَّلَ تَعَدِّيَ هذه الأَحْرُف إِلى المفعول اشتراكُ الضم والكسر فيهنّ ؛ وبَتَّتَه تَبْتِيتاً : شُدِّدَ للمبالغة ، وبَتَّ هو يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً وأَبَتَّ .
      وقولهم : تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بها من ماله ، فهي بائنة من صاحبها ، وقد انْقَطَعَتْ منه ؛ وفي النهاية : صدقة بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عن الإِمْلاكِ ؛ وفي الحديث : أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ .
      الليث : أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً باتّاً ، والمُجاوزُ منه الإِبْتاتُ .
      قال أَبو منصور : قول الليث في الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زيد ، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً ، وجعل البَتَّ لازماً ، وكلاهما مُتعدِّ ؛ ويقال : بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه ، بغير أَلف ، وأَبَتَّه بالأَلف ، وقد طَلَّقها البَتَّةَ .
      ويقال : الطَّلْقةُ الواحدة تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ النكاح ، إِذا انْقَضَتِ العدَّة .
      وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي قَطْعاً لا عَوْدَ فيها ؛ وفي الحديث : طلَّقها ثلاثاً بَتَّةً أَي قاطعةً .
      وفي الحديث : لا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلاَّ في بيتها ، هي المُطَلَّقة طَلاقاً بائِناً .
      ولا أَفْعَلُه البَتَّةَ : كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ .
      قال سيبويه : وقالوا قَعَدَ البَتَّةَ مصدر مُؤَكِّد ، ولا يُستعمل إِلا بالأَلف واللام .
      ويقال : لا أَفْعَلُه بَتَّةً ، ولا أَفعلهُ البَتَّةَ ، لكل أَمرٍ لا رَجْعة فيه ؛ ونَصْبُه على المصدر .
      قال ابن بري : مذهب سيبويه وأَصحابه أَن البَتَّةَ لا تكون إِلاَّ معرفة البَتَّةَ لا غَيْرُ ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه الفراءُ وَحْدَه ، وهو كوفيٌّ .
      وقال الخليل بن أَحمد : الأُمورُ على ثلاثة أَنحاءٍ ، يعني على ثلاثة أَوجه : شيءٌ يكون البَتَّةَ ، وشيءٌ لا يكونُ البَتَّةَ ، وشيءٌ قد يكون وقد لا يكون .
      فأَما ما لا يكون ، فما مَضَى من الدهر لا يرجع ؛ وأَما ما يكون البَتَّة ، فالقيامةُ تكون لا مَحالة ؛ وأَما شيءٌ قد يكون وقد لا يكون ، فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وقد يَصِحُّ .
      وبَتَّ عليه القضاءَ بَتّاً ، وأَبَتَّه : قطعه .
      وسكرانُ ما يَبُتُّ كلاماً أَي ما يُبَيِّنُه .
      وفي المحكم : سَكْرانُ ما يَبُتُّ كلاماً ، وما يَبِتُّ ، وما يُبِتُّ أَي ما يقطعه .
      وسكرانُ باتٌّ : مُنْقَطِعٌ عن العمل بالسُّكْر ؛ هذه عن أَبي حنيفة .
      الأَصمعي : سكرانُ ما يَبُتُّ أَي ما يَقْطَعُ أَمْراً ؛ وكان ينكر يُبِتُّ ؛ وقال الفراءُ : هما لغتان ، يقال بَتَتُّ عليه القضاءَ ، وأَبْتَتُّه عليه أَي قَطَعْتُه .
      وفي الحديث : لا صِيامَ لمن لم يُبِتَّ الصيامَ من الليل ؛ وذلك من الجَزْم والقَطْع بالنية ؛ ومعناه : لا صِيامَ لمن لم يَنْوِه قبل الفجر ، فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه من الوقت الذي لا صَوْم فيه ، وهو الليل ؛ وأَصله من البَتّ القَطْعِ ؛ يقال : بَتَّ الحاكمُ القضاءَ على فلان إِذا قَطَعه وفَصَلَه ، وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بين الفِطْرِ والصوم .
      وفي الحديث : أَبِتُّوا نكاحَ هذه النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فيه ، وأَحْكِمُوه بشرائطه ، وهو تَعْريضٌ بالنهي عن نكاح المُتْعةِ ، لأَِنه نكاحٌ غير مَبْتُوتٍ ، مُقَدَّرٌ بمدّة .
      وفي حديث جُوَيريةَ ، في صحيح مسلم : أَحْسِبُ ؟

      ‏ قال جُوَيرية أَو البَتَّةُ ؛ قال : كأَنه شك في اسمها ، فقال : أَحْسِبُه جُوَيرية ، ثم استدرك فقال : أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه ، قال جُوَيرية ، لا أَحْسِبُ وأَظُنُّ .
      وأَبَتَّ يَمينَه : أَمْضاها .
      وبَتَّتْ هي : وجَبَتْ ، تَبُتُّ بُتُوتاً ، وهي يَمين بَاتَّةٌ .
      وحَلَفَ على ذلك يميناً بَتاً ، وبَتَّةً ، وبَتَاتاً : وكلُّ ذلك من القَطْع ؛ ويقال : أَعْطَيْتُه هذه القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلاً .
      والبَتَّةُ اشتقاقُها من القَطْع ، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لا رَجْعَةَ فيه ، ولا الْتِواءَ .
      وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه من شِدَّة السَّير ، ولا تُبِتَّه حتى يَمْطُوَه السَّيرُ ؛ والمَطْوُ : الجِدُّ في السَّير .
      والانْبِتاتُ : الانقِطاعُ .
      ورجل مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ به .
      وأَبَتَّ بعيرَه : قَطَعَه بالسير .
      والمُنْبَتُّ في حديث الذي أَتْعَبَ دابَّتَه حتى عَطِبَ ظَهْرُه ، فبَقِي مُنْقَطَعاً به ؛ ويقال للرجل إِذا انْقَطع في سفره ، وعَطِبَتْ راحلَتُه : صار مُنْبَتّاً ؛ ومنه قول مُطَرَّفٍ : إِنَّ المُنْبَتَّ لا أَرْضاً قَطَع ، ولا ظَهْراً أَبْقى . غيره : يقال للرجل إِذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه ، وعَطِبَتْ راحِلَتُه : قد انْبَتَّ من البَتِّ القَطْعِ ، وهو مُطاوِعُ بَتَّ ؛ يقال : بَتَّه وأَبَتَّه ، يريد أَنه بقي في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِهِ ، ولم يَقْضِ وَطَرَه ، وقد أَعْطَب ظَهْرَه .
      الكسائي : انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره ؛

      وأَنشد : لقد وَجَدْتُ رَثْيَةً من الكِبَرْ ، عند القيامِ ، وانْبِتاتاً في السَّحَرْ وبَتَّ عليه الشهادةَ ، وأَبَتَّها : قَطَع عليه بها ، وأَلزمه إِياها .
      وفلانٌ على بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عليه ؛ قال الراجز : وحاجةٍ كنتُ على بَتاتِها والباتُّ : المَهْزُول الذي لا يقدر أَن يقوم .
      وقد بَتَّ يَبِتُّ بُتُوتاً .
      ويقال للأَحْمق المَهْزولِ : هو باتٌّ .
      وأَحْمَقُ باتٌّ : شَديدُ الحُمْق .
      قال الأَزهري : الذي حَفِظْناه عن الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن التَّبَابِ ، وهو الخَسارُ ، كما ، قالوا أَحْمَقُ خاسِرٌ ، دابرٌ ، دامِرٌ .
      وقال الليث : يقال انقطع فلانٌ عن فلانٍ ، فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أَي انقطع وِصالُه وانْقَبض ؛

      وأَنشد : فَحَلَّ في جُشَمٍ ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً بحَبْلهِ ، من ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ ابن سيده : والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ ، مُهَلْهَلٌ ، مُرَبَّع ، أَخْضرُ ؛ وقيل : هو من وَبَرٍ وصُوفٍ ، والجمع أَبُتٌّ وبِتاتٌ .
      التهذيب : البَتُّ ضرْبٌ من الطَّيالِسة ، يسمّى السَّاجَ ، مُرَبَّعٌ ، غليظ ، أَخضر ، والجمع : البُتُوتُ .
      الجوهري : البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ ونحوه ؛ وقال في كِساءٍ من صُوف : مَن كان ذا بَتٍّ ، فهذا بَتِّي مُقيِّظٌ ، مُصَيِّفٌ ، مُشَتِّي ، تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ سِتِّ والبَتِّيُّ الذي يَعْمله أَو يبيعه ، والبتَّاتُ مثلُه .
      وفي حديث دار النَّدْوة وتَشاوُرِهم في أَمر النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم : فاعترضهم إِبليس في صورة شيخ جليل عليه بَتٌّ أَي كساءٌ غليظ مُرَبَّعٌ ، وقيل : طَيْلَسان من خَزٍّ .
      وفي حديث عليٍّ ، عليه السلام : أَن طائفة جاءَت إِليه ، فقال لقَنْبر : بَتِّتْهمهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ .
      وفي حديث الحسن ، عليه السلام : أَينَ الذين طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ ؟ وفي حديث سُفْيان : أَجِدُ قَلْبي بين بُتُوتٍ وعَباءٍ .
      والبَتَاتُ : متاعُ البيت .
      وفي حديث النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، أَنه كَتَبَ لحارثة بنِ قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل من كَلْب : إِنَّ لنا الضاحِيَةَ من البَعْلِ ، ولكم الضامنةُ من النَّخْلِ ، ولا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ ، ولا يؤْخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ ؛ قال أَبو عبيد : لا يُؤْخَذ منكم عُشْر البَتاتِ ، يعني المتاع ليس عليه زكاة ، مما لا يكون للتجارة .
      والبَتاتُ : الزادُ والجِهَازُ ، والجمع أَبِتَّةٌ ؛ قال ابن مُقبل في البَتاتِ الزَّادِ : أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذو بَتاتٍ ، ونِسْوةٌ بِكِرْمانَ ، يُغْبَقْنَ السَويقَ المُقَنَّدَا وبَتَّتُوه : زَوَّدُوه .
      وتَبَتَّتَ : تَزَوَّدَ وتمَنَّعَ .
      ويقال : ما لَه بَتاتٌ أَي ما لَه زادٌ ؛

      وأَنشد : ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له بَتاتاً ، ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ وهو كقوله : ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ أَبو زيد : طَحَنَ بالرَّحَة شَزْراً ، وهو الذي يَذْهَبُ بالرَّحَى عن يمينه ، وبَتّاً ، ابْتَدَأَ إِدارَتها عن يساره ؛

      وأَنشد : ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً ، ولو نُعْطَى المَغازِلَ ، ما عَيينَا "

    المعجم: لسان العرب

  13. طلق
    • " الطَّلْق : طَلق المخاض عند الوِلادة .
      ابن سيده : الطَّلْق وجَع الولادة .
      وفي حديث ابن عمر : أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله : هل قَضَى حَقَّها ؟، قال : ولا طَلْقَة واحدة ؛ الطَّلْق : وجع الولادة ، والطَّلْقَة : المرّة الواحدة ، وقد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً ، على ما لم يسمّ فاعله ، وطَلُقت ، بضم اللام .
      ابن الأَعرابي : طَلُقَت من الطلاق أَجود ، وطَلَقَت بفتح اللام جائز ، ومن الطَّلْق طُلِقَت ، وكلهم يقول : امرأَة طالِق بغير هاء ؛ وأَما قول الأَعشى : أَيا جارَتا بِيِني ، فإِنك طالِقَة فإِن الليث ، قال : أَراد طالِقة غداً .
      وقال غيره :، قال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل ، وطَلاقُ المرأَة : بينونتها عن زوجها .
      وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق ؛ وأَنشد قول الأَعشى : أَجارَتنا بِيني ، فإِنك طالقة كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي ، بالفتح ، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت ، والضم أَكثر ؛ عن ثعلب ، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها .
      وقال الأَخفش : لا يقال طَلُقت ، بالضم .
      ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة ، على مثال هُمَزة : كثير التَّطْليق للنساء .
      وفي حديث الحسن : إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء ، والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق ؛ ومنه حديث عليّ ، عليه السلام : إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه .
      وطَلَّق البلادَ : تركها ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : ‏ مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ ، مُطَلِّقُ بُصْرَى ، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُ ؟

      ‏ قال : وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال : أَطَلّقْت امرأَتك ؟ فقال : نعم والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد : فارقْتها .
      وطَلّقْت القوم : تركتُهم ؛ وأَنشد لابن أَحمر : غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً ، إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة .
      وفي حديث عثمان وزيد : الطَّلاقُ بالرجال والعِدَّة بالنساء ، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء ، فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ ؛ وقيل : أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في حرّيته ورقِّه ، وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين ، وفيه بين الفقهاء خلاف : فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين ، ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث ، ومنهم من يقول إِذا كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين باثنتين ، وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر وعشراً ، وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض ، تحت حرّ كانت أَو عبدٍ ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين ، تحت عبد كانت أَو حرّ .
      وفي حديث عمر والرجل الذي ، قال لزوجته : أَنتِ خليَّة طالِقٌ ؛ الطالِقُ من الإِبل : التي طُلِقت في المرَعى ، وقيل : هي التي لا قَيْد عليها ، وكذلك الخلَّية .
      وطَلاقُ النساء لمعنيين : أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح ، والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال .
      ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صار حرّاً .
      وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت : هي بالفتح ، وناقة طَلْق وطُلُق : لا عِقال عليها ، والجمع أَطْلاق .
      وبعير طَلْق وطُلُق : بغير قَيْد .
      الجوهري : بعير طُلُق وناقة طُلُق ، بضم الطاء واللام ، أَي غير مقيَّد .
      وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت .
      والطالِق من الإِبل : التي قد طَلَقت في المرعى .
      وقال أَبو نصر : الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال التي لا قَيْد عليها ، وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر ؛

      وأَنشد : مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل .
      ونعجة طالِق : مُخَلاْة ترعَى وحْدَها ، وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا كَبْل .
      وأَطْلَقَه ، فهو مُطْلَق وطَلِيق : سرّحه ؛

      وأَنشد سيبويه : طَلِيق الله ، لم يَمْنُنْ عليه أَبُو داودَ ، وابنُ أَبي كَبِير والجمع طُلقَاء ، والطُّلَقاء : الأُسراء العُتَقاء .
      والطَّليق : الأَسير الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه .
      والطَّلِيقُ : الأَسِير يُطْلَق ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول ؛ قال ذو الرمة : وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف ، تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر ، وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم ، يعني الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت .
      وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته .
      وفي حديث حنين : خرج ومعه الطُّلَقاء ؛ هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم ، واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق سبيله .
      وفي الحديث : الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف ، كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء .
      والطُّلَقاء : الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً ؛ حكاه ثعلب ، فإِما أَن يكون من هذا ، وإِما أَن يكون من غيره .
      وناقة طالِقٌ : بلا خطام ، وهي أَيضاً التي ترسل في الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في المسرح ؛ قال أَبو ذؤَيب : غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق ونعجة طالِق أَيضاً : من ذلك ، وقيل : هي التي يحتبس الراعي لَبَنها ، وقيل : هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب .
      والطَّالِق من الإِبل : التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء ، يقال : اسْتَطْلق الراعي ناقة لنفسه ، والطَّالِقُ : الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها ؛

      قال : مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ : تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً ، ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عمرو : الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى .
      ابن الأَعرابي : الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى .
      الشيباني : الطالِقُ من النوق التي يتركها بِصِرارِها ؛

      وأَنشد للحطيئة : أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ ، تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِق ؟

      ‏ قال : الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها ، والطَّالِقُ التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها ، والجمع المَطالِيق والأَطْلاق (* قوله « والجمع المطاليق والأطلاق ) عبارة القاموس وشرحه : وناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق ، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب ، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب ».
      وقد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها ؛ وقال شمر : سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله : ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْهانَ ، أَفْنى ضِراه للإِطْلاق ؟

      ‏ قال : هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال ، قال : وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها .
      والطَّالِقُ والمِطْلاقُ : الناقة المتوجهة إِلى الماء ، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها ؛ قال ذو الرمة : قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها ، إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ ، مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق : الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء .
      وقال ثعلب : إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو القَرَب ، والثاني الطَّلَق ؛ وقيل : ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الماء ، عبَّر عن الزمان بالحدث ، قال ابن سيده : ولا يعجبني .
      أَبو عبيد عن أَبي زيد : أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً ، د والاسم الطَّلَق ، بفتح اللام .
      وقال الأَصمعي : طَلَقَت الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً ، وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان ، فاليوم الأَول الطَّلَق ، والثاني القَرَب ، وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً ، وقال : إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق ، وإِن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القَرَب ، وهو السَّوق الشديد ؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته قيل طَلّعقها ، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها ، وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه ؛

      وأَنشد لرؤبة : طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ ، فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم ، وفي المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء ، والطَّلَق : سير الليل لوِرْدِ الغِبِّ ، وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان ، فالليلة الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير ، فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ ، وفي الليلة الثانية قَوارِبُ .
      والإِطْلاق في القائمة : أَن لا يكون فيها وَضَحٌ ، وقوم يجعلون الإِطْلاق أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين ، ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل .
      وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه لا تحجيل فيها .
      وفي الحديث : خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل ؛ وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها ؛

      أَنشد أَحمد بن يحيى : أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها ، لا بالعَجَلْ ‏

      ويروى : ‏ أَطْلِقْ .
      ويقال : طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى واحد ؛ قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت ، ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة .
      ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما : سَمْحُهما .
      ووجه طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي : ضاحك مُشْرِق ، وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات .
      قال ابن الأَعرابي : ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر ، وامرأَة طَلْقهُ اليدين .
      ووجه طَلِيقٌ كطَلْق ، والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ .
      وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه .
      ووجه مُنْطَلِق : كطَلْق ، وقد انْطَلَق ؛ قال الأَخطل : يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً ، ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ ويقال : لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر ؛

      وأَنشد : يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه ، فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وفي الحديث : أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه ؛ ومنه الحديث : أَن تَلْقاه بوجه طَلِق .
      وتَطَلّقَ الشيءَ : سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه .
      أَبو زيد : رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن ، وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً ، ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد ، وجمعه أَطلاق .
      الكسائي : رجل طُلُقٌ ، وهو الذي ليس عليه شيء .
      ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة ، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ : مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ ، وقيل : ولا شيء يؤذي ، وقيل : هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات ، بسكون اللام أَيضاً ، وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً .
      أَبو عمرو : ليلة طَلْقٌ لا برد فيها ؛ قال أَوس : خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ ، فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ .
      وقال أَبو الدقيش : وإنها لطَلْقةُ الساعة ؛ وقال الراعي : فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح ، يريد يومها الذي بعدها ، والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم ؛ قال الأزهري : وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه ، قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة : لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقة ؟

      ‏ قال : والعرب تضيف الاسم إِلى نعته ، قال : وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما ، قالوا رجل داهية ، قال : ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها ، وفي صفة ليلة القدر : ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة .
      يقال : يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان ، وقيل : ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة ، وقيل : الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد ؛ قال كثيِّر : يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه نَدىً ، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة ، وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء .
      ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق : فَصِيح ، وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً ، وفيه أَربع لغات : لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ ، وطَلِيق ذَلِيق ، وطُلُقٌ ذُلُقٌ ، وطُلَقٌ ذُلَقٌ ؛ ومنه في حديث الرَّحِم : تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق ، وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه .
      وقال ابن الأَعرابي : لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ ، والكسائي يقولهما ، وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء .
      وقال أَبو حاتم : سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال : لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق ؛ وقال شمر : طَلّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً .
      وقال ابن الأَعرابي : يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه ، قال : والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد ، ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال ، والطَّلَق الشَّأْوُ ، وقد أَطْلَقَ رِجْلَه .
      واسْتَطْلَقَه : استعجله .
      واسْتَطْلَقَ بطنُه : مشى .
      واسْتِطلاقُ البطن : مَشْيُه ، وتصغيره تُطَيْلِيق ، وأَطْلَقَه الدواء .
      وفي الحديث : أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه ، يريد الإِسهال .
      واستطلق الظبيُ وتَطلَّق : اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء ، وهو تَفَعَّلَ ، والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل تَطَلَّقَ .
      قال : والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة .
      ويقال : ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر ، وهو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ ، وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق ، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب ، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد ، والانطِلاقُ : الذهاب .
      ويقال : انْطُلِقَ به ، على ما لم يسمَّ فاعله ، كما يقال انقُطِع به .
      وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق ، وإَِن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْلِيق ، وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق ، لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير ، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له ، فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض ، كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر ، أَو يكون بعده ياء كقولهم في جمع أُثْفِيّة أَثافٍ ، فقِسْ على ذلك .
      ويقال : عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين ، ولم يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره .
      ويقال : تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية ، قال : والطَّلَقُ الشوط الواحد في جَرْي الخيل .
      والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري ؛ ومنه قوله : فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا مِ ، لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل لم يُغْسَل أَي لم يعرق .
      وفي الحديث : فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو طَلَقَين ؛ هو ، بالتحريك ، الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس .
      والطَّلَقُ ، بالتحريك : قيد من أَدَمٍ ، وفي الصحاح : قيد من جلود ؛ قال الراجز : عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها ، والليلُ يرمي بالغَسَقْ ، مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه ، وشبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ ، والسَّقْب خشبة من خشبات البيت ، وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من أَدَمٍ .
      وفي حديث حنين : ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ ؛ الطَّلَقُ ، بالتحريك : قيد من جلود .
      والطَّلَق : الحبل الشديد الفتل حتى يَقوم ؛ قال رؤبة : مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وفي حديث ابن عباس : الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ ؛ الطَّلَقُ ههنا : حبل مفتول شديد الفتل ، أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد شُدّاً في حبل أَو قيد .
      وطَلَق البطن (* قوله « وطلق البطن إلخ » عبارة الاساس : واطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق ، وإبل أطلاق ؛ قال ذو الرمة : تقاذفن إلخ ): جُدَّتُه ، والجمع أَطلاق ؛

      وأَنشد : تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً ، وقارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ ، وهُنَّ حَبائِبهُ أَبو عبيدة : في البطن أَطْلاق ، واحدُها طَلَقٌ ، متحرك ، وهو طرائق البطن .
      والمُطَلَّقُ : المُلَقَّح من النخل ، وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا كانت طِوالاً فأَلقحها .
      وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً .
      قال : وطَلَق أَعطى ، وطَلِقَ إِذا تباعد .
      والطِّلْقُ ، بالكسر : الحلال ؛ يقال : هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال .
      وفي الحديث : الخيلُ طِلْقٌ ؛ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال .
      يقال : أَعطيته من طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه .
      وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه .
      وطُلِّقَ السليمُ ، على ما لم يُسمَّ فاعله : رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد العِداد ، فهو مُطَلَّق ؛ قال الشاعر : تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني ، كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وقال النابغة : تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها ، تُطَلِّقه طَورْاً ، وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ : ضرب من الأَدْوية ، وقيل : هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به الذين يدخلون في النار .
      الأَصمعي : يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ ، متحرك .
      وطَلْقٌ وطَلَق : اسمان .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. كفر
    • " الكُفْرُ : نقيض الإِيمان ؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت ؛ كَفَرَ با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً .
      ويقال لأَهل دار الحرب : قد كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا .
      والكُفْرُ : كُفْرُ النعمة ، وهو نقيض الشكر .
      والكُفْرُ : جُحود النعمة ، وهو ضِدُّ الشكر .
      وقوله تعالى : إِنا بكلٍّ كافرون ؛ أَي جاحدون .
      وكَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها : جَحَدَها وسَتَرها .
      وكافَرَه حَقَّه : جَحَدَه .
      ورجل مُكَفَّر : مجحود النعمة مع إِحسانه .
      ورجل كافر : جاحد لأَنْعُمِ الله ، مشتق من السَّتْر ، وقيل : لأَنه مُغَطًّى على قلبه .
      قال ابن دريد : كأَنه فاعل في معنى مفعول ، والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ ؛ قال القَطامِيّ : وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى ، وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ .
      وفي حديث القُنُوتِ : واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ ؛ الكوافرُ جمع كافرة ، يعني في التَّعادِي والاختلاف ، والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر ، ورجل كَفَّارٌ وكَفُور : كافر ، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً ، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ ، ولا يجمع جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه ، إِلا أَنهم قد ، قالوا عدوة الله ، وهو مذكور في موضعه .
      وقوله تعالى : فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً ؛ قال الأَخفش : هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ .
      وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن أَبيه فقد كَفَرَ ؛ قال بعض أَهل العلم : الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء : كفر إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به ، وكفر جحود ، وكفر معاندة ، وكفر نفاق ؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
      فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد ، وكذلك روي في قوله تعالى : إِن الذين كفروا سواء عليهم أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون ؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله ، وأَما كفر الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ ، ومنه قوله تعالى : فلما جاءهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا به ؛ يعني كُفْرَ الجحود ، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه ، وفي التهذيب : يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث يقول : ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ ، لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه .
      قال الهروي : سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً ؟ فقال : الذي يقوله كفر ، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما ، قال ثم ، قال في الآخر : قد يقول المسلم كفراً .
      قال شمر : والكفر أَيضاً بمعنى البراءة ، كقول الله تعالى حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار : إِني كفرت بما أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ ؛ أَي تبرأْت .
      وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله عن الكفر فقال : الكفر على وجوه : فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر ، وكفر بكتاب الله ورسوله ، وكفر بادِّعاء ولد الله ، وكفر مُدَّعي الإِسْلام ، وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل نفساً محرّمة بغير حق ، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ : أَحدهما كفر نعمة الله ، والآخر التكذيب بالله .
      وفي التنزيل العزيز : إِن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ؛ قال أَبو إِسحق : قيل فيه غير قول ، قال بعضهم : يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى ، عليه السلام ، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم بمحمد ؛ صلى الله عليه وسلم ؛ وقيل : جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر ، وقيل : جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر وازداد كفراً بإِقامته على الكفر ، فإِن ، قال قائل : الله عز وجل لا يغفر كفر مرة ، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر لهم ، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا ، والله أَعلم ، أَن الله يغفر للكافر إِذا آمن بعد كفره ، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول لأَن الله يقبل التوبة ، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو مطالبَ بجميع كفره ، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن ال له عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره ، والدليل على ذلك قوله تعالى : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ؛ وهذا سيئة بالإِجماع .
      وقوله سبحانه وتعالى : ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون ؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء ، عليهم السلام ، باطل فهو كافر .
      وفي حديث ابن عباس : قيل له : ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر ، قال : وقد أَجمع الفقهاء أَن من ، قال : إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين ، كافر ، وإِنما كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأَنه مكذب له ، ومن كذب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهو ، قال كافر .
      وفي حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه : إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام ؛ أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها .
      وفي الحديث : من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر أَي كفر النعمة ، وكذلك الحديث الآخر : من أَتى حائضاً فقد كفر ، وحديث الأَنْواء : إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين ؛ يقولون : مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا ، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله ؛ ومنه الحديث : فرأَيت أَكثر أَهلها النساء لكفرهن ، قيل : أَيَكْفُرْنَ بالله ؟، قال : لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن ؛ والحديث الآخر : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها ؛ والأَحاديث من هذا النوع كثيرة ، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه .
      وقال الليث : يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله ؛ قال الأَزهري : ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن الكفر في اللغة التغطية ، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره ، كما يقال للابس السلاح كافر ، وهو الذي غطاه السلاح ، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو كُسْوَة ، وماء دافق ذو دَفْقٍ ، قال : وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه ، وذلك أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه ، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه .
      وفي الحديث : أَن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال في حجة الوداع : أَلا لا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض ؛ قال أَبو منصور : في قوله كفاراً قولان : أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب ، والقول الثاني أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فيُكَفِّرونهم ، وهو كقوله ، صلى الله عليه وسلم : من ، قال لأَخيه يا كافر فقد باء به أَحدهما ، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ ، فإِن صدق فهو كافر ، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم .
      قال : والكفر صنفان : أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده ، والآخر الكفر بفرع من فروع الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان .
      وفي حديث الردّة : وكفر من كفر من العرب ؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين : صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما ، والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ ، عليه السلام ، من سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة ، رضي الله عنهم ، حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى ، والصنف الثاني من أَهل الردة لم يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى : خذ من أَموالهم صدقة ؛ خاصة بزمن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولذلك اشتبه على عمر ، رضي الله عنه ، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة ، وثبت أَبو بكر ، رضي الله عنه ، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ ، فلم يُقَرّوا على ذلك ، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها ، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان الإِسلام كان كافراً بالإِجماع ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : أَلا لا تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق .
      وفي حديث سَعْدٍ ، رضي الله عنه : تَمَتَّعْنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل إِسلامه ؛ والعُرُش : بيوت مكة ، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن ال تمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة ، ومُعاوية أَسلم عام الفتح ، وقيل : هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ .
      وأَكْفَرْتُ الرجلَ : دعوته كافراً .
      يقال : لا تُكْفِرْ أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً بقولك وزعمك .
      وكَفَّرَ الرجلَ : نسبه إِلى الكفر .
      وكل من ستر شيئاً ، فقد كَفَرَه وكَفَّره .
      والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب .
      والكُفَّارُ : الزُّرَّاعُ .
      وتقول العرب للزَّرَّاعِ : كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ ؛ ومنه قوله تعالى : كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه ؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نباته ، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن ، والغيث المطر ههنا ؛ وقد قيل : الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين .
      والكَفْرُ ، بالفتح : التغطية .
      وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه ، بالكسر ، أَي سترته .
      والكافِر : الليل ، وفي الصحاح : الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل شيء .
      وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه : غَطَّاه .
      وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحبي : غَطَّاه بسواده وظلمته .
      وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان : غَطّاه .
      والكافر : البحر لسَتْرِه ما فيه ، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً ؛ وأَنشد اللحياني : وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى بيضهما عند غروب الشمس : فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ وذُكاء : اسم للشمس .
      أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب ، قال الجوهري : ويحتمل أَن يكون أَراد الليل ؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق هذا المعنى فقال : حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ ، وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها
      ، قال : ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل ؛ قال الأَزهري : ونعمه آياته الدالة على توحيده ، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له ؛ وكذلك إِرساله الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة ، فمن لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه .
      ويقال : كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه ؛ وتقول : كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً .
      وفي حديث عبد الملك : كتب إِلى الحجاج : من أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم ؛ ومنه حديث الحجاج : عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال : إِني لأَر رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر ، فقال : عن دَمي تَخْدَعُني ؟ إِنّي أَكْفَرُ من حِمَارٍ ؛ وحمار : رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً .
      والكافِرُ : الوادي العظيم ، والنهر كذلك أَيضاً .
      وكافِرٌ : نهر بالجزيرة ؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته : وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ ؛ كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وقال الجوهري : الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم ؛ ابن بري في ترجمة عصا : الكافرُ المطرُ ؛ وأَنشد : وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما ، وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ ، كافِرُ وقال : كافر أَي مطر .
      الليث : والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد ينزله أَو يمرّ به أحد ؛ وأَنشد : تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ في كافرٍ ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ وفي رواية ابن شميل : فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ وقال ابن شميل أَيضاً : الكافر لغائطُ الوَطِيءُ ، وأَنشد هذا البيت .
      ورجل مُكَفَّرٌ : وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه .
      والكافِرُ : السحاب المظلم .
      والكافر والكَفْرُ : الظلمة لأَنها تستر ما تحتها ؛ وقول لبيد : فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ ، وهي لاهِيَةٌ ، في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي .
      والكَفْرُ : الترابُ ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته .
      ورماد مَكْفُور : مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته ؛ قال : هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ : ظلمة الليل وسوادُه ، وقد يكسر ؛ قال حميد : فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ ، وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ أَي فيما يواريه من سواد الليل .
      وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في وعاءٍ .
      والكُفْر : القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته ؛ عن كراع .
      ابن شميل : القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ : الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ ، فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ ، والزفت يُجْعَل في الزقاق ، والقِيرُ يذاب ثم يطلى به السفن .
      والكافِرُ : الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه .
      وكلُّ شيء غطى شيئاً ، فقد كفَرَه .
      وفي الحديث : أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى : وكيف تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه ؟ ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة .
      وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به : لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به .
      ابن السكيت : إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر .
      وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه ؛ وكلُّ ما غَطَّى شيئاً ، فقد كَفَره .
      ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته كل شيء وغطاه .
      ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح : داخل فيه .
      والمُكَفَّرُ : المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ .
      والمُتَكَفِّرُ : الداخل في سلاحه .
      والتَّكْفِير : أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه ؛ ومنه قول الفرزدق : هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها ، فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ ، قد كَفَّرَتْ آباؤُها ، أَبناؤها رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح .
      وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه ، وهو من ذلك .
      والكَفَّارة : ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك ؛ قال بعضهم : كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة .
      وتَكْفِيرُ اليمين : فعل ما يجب بالحنث فيها ، والاسم الكَفَّارةُ .
      والتَّكْفِيرُ في المعاصي : كالإِحْباطِ في الثواب .
      التهذيب : وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ ، وقد بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده .
      وأَما الحدود فقد روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لا .
      وفي حديث قضاء الصلاة : كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها ، وفي رواية : لا كفارة لها إِلا ذلك .
      وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً وفعلاً مفرداً وجمعاً ، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها ، وهي فَعَّالَة للمبالغة ، كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية ، ومعنى حديث قضاء الصلاة أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك ، كما يلزم المُفْطِر في رمضان من غير عذر ، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه تجب عليه الفدية .
      وفي الحديث : المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه وماله لتُكَفَّر خَطاياه .
      والكَفْرُ : العَصا القصيرة ، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل .
      ابن الأَعرابي : الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة .
      والكافُورُ : كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر .
      والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى : وعاء طلع النخل ، وهو أَيضاً الكافُورُ ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى .
      وفي حديث الحسن : هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه ؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه ، بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها ، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى ، وكذلك كافوره ، وقيل : هو الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول (* قوله « ويشهد للاول إلخ » هكذا في الأصل .
      والذي في النهاية : ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى .) قولُه في الحديث قِشْر الكُفُرَّى ، وقيل : وعاء كل شيء من النبات كافُوره .
      قال أَبو حنيفة :، قال ابن الأَعرابي : سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه ، وقد ، قالوا فيه كافر ، وجمع الكافُور كوافير ، وجمع الكافر كوافر ؛ قال لبيد : جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به ، من الكَوَافِرِ ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور : الطَّلْع .
      التهذيب : كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها ، سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها ؛ وقول العجاج : كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ كافورُ الكَرْم : الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود ، شبهه بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً .
      وفي الحديث : أَنه كان اسم كِنانَةِ النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ .
      والكافورُ : أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع ؛ قال ابن دريد : لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما ، قالوا القَفُور والقافُور .
      وقوله عز وجل : إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً ؛ قيل : هي عين في الجنة .
      قال : وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي ، وقال ثعلب : إِنما أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه ؛ قال ابن سيده : قوله جعله تشبيهاً ؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور .
      قال الفراء : يقال إِنها عَيْنٌ تسمى الكافور ، قال : وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه ؛ وقال الزجاج : يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور ، وجائز أَن يمزج بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ .
      الليث : الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان ، والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح ، والكافور من أَخلاط الطيب .
      وفي الصحاح : من الطيب ، والكافور وعاء الطلع ؛ وأَما قول الراعي : تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ، ذَا أَرَجِ من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ
      ، قال الجوهري : الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب فجعله كافوراً .
      ابن سيده : والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من النخل .
      والكافورُ أَيضاً : الإَغْرِيضُ ، والكُفُرَّى : الكافُورُ الذي هو الإِغْرِيضُ .
      وقال أَبو حنيفة : مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ .
      والكافِرُ من الأَرضين : ما بعد واتسع .
      وفي التنزيل العزيز : ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر ؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة ، وأَراد عقد نكاحهن .
      والكَفْرُ : القَرْية ، سُرْيانية ، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال ، وجمعه كُفُور .
      وفي حديث أَبي هريرة ، رضي الله عنه ، أَنه ، قال : لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ من الأَرض ، قيل : وما ذلك السُّنْبُكُ ؟، قال : حِسْمَى جُذام أَي من قرى الشام .
      قال أَبو عبيد : قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية ، وأَكثر من يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر .
      وروي عن مُعَاوية أَنه ، قال : أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور .
      قال الأَزهري : يعني بالكفور القُرَى النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم ، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ ؛ يقول : إِنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها .
      والكَفْرُ : القَبْرُ ، ومنه قيل : اللهم اغفر لأَهل الكُفُور .
      ابن الأَعرابي : اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم الكُفُورَ .
      وفي الحديث : لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن القُبور .
      قال الحَرْبيّ : الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به أَحد ؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في القبور .
      وفي الحديث : عُرِضَ على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ما هو مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية .
      وقول العرب : كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض .
      وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه : أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه .
      التهذيب : إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه .
      والتَّكْفِير : إِيماءُ الذمي برأْسه ، لا يقال : سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً .
      والكُفْرُ : تعظيم الفارسي لِمَلكه .
      والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب : أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا ، وقد كَفَّر له .
      والتكفير : أَن يضع يده أَو يديه على صدره ؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التي كانت بعدهم : وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها ، فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يقول : ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم ، فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه ، وكما يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا .
      وفي الحديث عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه ، قال : إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها تُكَفِّرُ للسان ، تقول : اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت اعوججنا .
      قوله : تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره .
      والتَّكْفِير : هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه .
      والتكفير : تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ له .
      الجوهري : التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ ، وأَنشد بيت جرير .
      وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي : رأَى الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل .
      وفي حديث أَبي معشر : أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع ؛ وقال الشاعر يصف ثوراً : مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ
      ، قال ابن سيده : وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ .
      والكَفِرُ ، بكسر الفاء : العظيم من الجبال .
      والجمع كَفِراتٌ ؛ قال عبدُ الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ : له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ ، تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ والكَفَرُ : العِقابُ من الجبال .
      قال أَبو عمرو : الكَفَرُ الثنايا العِقَاب ، الواحدة كَفَرَةٌ ؛ قال أُمية : وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ ، إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ ورجل كِفِرِّينٌ : داهٍ ، وكَفَرْنى : خاملٌ أَحمق .
      الليث : رجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث .
      التهذيب : وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له : مَكْفورٌ بِكَ يا فلان عَنَّيْتَ وآذَيْتَ .
      وفي نوادر الأَعراب : الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  15. أبي
    • " الإِباءُ ، بالكسر : مصدر قولك أَبى فلان يأْبى ، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق ، وهو شاذ ، أَي امتنع ؛

      أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم : يَراه الناسُ أَخضَر مِنْ بَعيد ، ٍ ، وتَمْنعُه المَرارةُ والإِباءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ ، بالتحريك ؛ قال أَبو المجشِّر ، جاهليّ : وقَبْلك ما هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي ، وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً : كَرِهَه ‏ .
      ‏ قال يعقوب : أَبى يَأْبى نادر ، وقال سيبويه : شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ ‏ .
      ‏ وقال مرَّة : أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ ، فتحوا كما كسروا ، قال : وقالوا يِئْبى ، وهو شاذ من وجهين : أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل ، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع ، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل ، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا ، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى ، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل ، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة ‏ .
      ‏ قال ابن جني : وقد ، قالوا أَبى يَأْبى ؛

      أَنشد أَبو زيد : يا إِبِلي ما ذامُهُ فَتأْبِيَهْ ، ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي ‏ .
      ‏ قال ابن بري : وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى ؛

      وأَنشد : ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ ، هذا بأَفْواهِك حتى تِيبِيَه ؟

      ‏ قال الفراء : لم يجئْ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل ، مفتوح العين في الماضي والغابر ، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى ، فإِنه جاء نادراً ، قال : وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن ، وخالفه الفراء فقال : إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن ‏ .
      ‏ وقال أَحمد بن يحيى : لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى ، وقَلاه يَقْلاه ، وغَشى يَغْشى ، وشَجا يَشْجى ، وزاد المبرّد : جَبى يَجْبى ، قال أَبو منصور : وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها ، إِذا تَنَغَّم ، على قَلا يَقْلي ، وغَشِيَ يَغْشى ، وشَجاه يَشْجُوه ، وشَجيَ يَشْجى ، وجَبا يَجْبي ‏ .
      ‏ ورجل أَبيٌّ : ذو إِباءٍ شديد إِذا كان ممتنعاً ‏ .
      ‏ ورجل أَبَيانٌ : ذو إِباءٍ شديد ‏ .
      ‏ ويقال : تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إِذا امتنع عليه ‏ .
      ‏ ورجل أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ ‏ .
      ‏ ويقال : أَخذه أُباءٌ إِذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه ‏ .
      ‏ وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة ، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ ‏ .
      ‏ والإِباءُ : أَشدُّ الامتناع ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين ، فقيل : أَربعين سنة ؟ فقال : أَبَيْتَ ، فقيل : شهراً ؟ فقال : أَبَيْتَ ، فقيل : يوماً ؟ فقال : أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه ، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه ، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ ‏ .
      ‏ قال ابن سيده :، قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ : قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ ، مَهْما تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ : التي تَعافُ الماء ، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء ‏ .
      ‏ وفي المَثَل : العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها ‏ .
      ‏ وماءٌ مأْباةٌ : تَأْباهُ الإِبلُ ‏ .
      ‏ وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له ، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء ، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال ، قال الجوهري : يقال أَخذه أُباءٌ ، على فُعال ، إِذا جعل يأْبى الطعامَ ‏ .
      ‏ ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء ، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ : إِني أَبيٌّ ، أَبيٌّ ذو مُحافَظةٍ ، وابنُ أَبيٍّ ، أَبيٍّ من أَبِيِّينِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها ‏ .
      ‏ والأَبِيَّة من الإِبل : التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح ‏ .
      ‏ وأَبَيْتَ اللَّعْنَ : من تحيَّات المُلوك في الجاهلية ، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن ذي يَزَن :، قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن ؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم ، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه ‏ .
      ‏ وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً : انْتَهيت عنه من غير شِبَع ‏ .
      ‏ ورجل أَبَيانٌ : يأْبى الطعامَ ، وقيل : هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة ، والجمع إِبْيان ؛ عن كراع ‏ .
      ‏ وقال بعضهم : آبى الماءُ (* قوله « آبى الماء إلى قوله خاطر بها » كذا في الأصل وشرح القاموس ) ‏ .
      ‏ أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير ، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها ‏ .
      ‏ وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً ، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لامتلائه ‏ .
      ‏ وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها ‏ .
      ‏ وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ : سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : الأَبيُّ الفاس من الإِبل (* قوله « الأبي النفاس من الإبل » هكذا في الأصل بهذه الصورة )، والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها ، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها ‏ .
      ‏ والأُباءُ : داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة ، وهي الأَرْوَى ، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ ‏ .
      ‏ قال أَبو حنيفة : الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى ، فإِِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها ، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت ‏ .
      ‏ قال أَبو زيد : يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً ، مَنْقوص ، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه ‏ .
      ‏ وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ : وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء ، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته ، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك ، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن ؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء : فقلتُ لِكَنَّازٍ : تَدَكَّلْ فإِنه أُبىً ، لا أَظنُّ الضأْنَ منه نَواجِيا فَما لَكِ من أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمََى ، ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته ، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها ‏ .
      ‏ تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء ، وقد أَبِيَ أَبىً ‏ .
      ‏ أَبو زياد الكلابي والأَحمر : قد أَخذ الغنم الأُبَى ، مقصور ، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء ؛ قال أَبو منصور : قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا ، قال : وكذلك سمعت العرب ‏ .
      ‏ أَبو الهيثم : إِذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة ، وهي الأُرْوِيَّة ، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ ، فيقال : قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً ‏ .
      ‏ وفصيلٌ مُوبىً : وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع ، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع (* قوله « تسن » كذا في الأصل ، والذي في معجم ياقوت : تسل ) ‏ .
      ‏ واحدته أَباءةٌ ‏ .
      ‏ والأَباءةُ : القِطْعة من القَصب ‏ .
      ‏ وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى ؛ عن ابن الأَعرابي ، أَي لا يُنْزَح ، ولا يقال يُوبى ‏ .
      ‏ ابن السكيت : يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى ، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته ؛ وقال اللحياني : ماءٌ مُؤْبٍ قليل ، وحكي : عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ ‏ .
      ‏ وقال مرَّة : ماء مُؤْبٍ ، ولم يفسِّره ؛ قال ابن سيده : فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء ‏ .
      ‏ التهذيب : ابن الأَعرابي يقال للماء إِذا انقطع ماء مُؤْبىً ، ويقال : عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع ‏ .
      ‏ أَبو عمرو : آبَى أَي نَقَص ؛ رواه عن المفضَّل ؛

      وأَنشد : ‏ وما جُنِّبَتْ خَيْلِي ، ولكِنْ وزَعْتُها ، تُسَرّ بها يوماً فآبَى قَتالُه ؟

      ‏ قال : نَقَص ، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي : فأَبَّى قَتالُها ‏ .
      ‏ والأَبُ : أَصله أَبَوٌ ، بالتحريك ، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء ، ورَحىً وأَرْحاء ، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص ، وفي الإِضافة أَبَيْكَ ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ ؛ قال الشاعر : فلما تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا ، بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِين ؟

      ‏ قال : وعلى هذا قرأَ بعضهم : إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق ؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ ، فحذف النون للإِضافة ؛ قال ابن بري : شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ : باعَدَني عن شَتْمِكُمْ أَبانِ ، عن كُلِّ ما عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وقال آخر : فلِمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ : نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ ، من مَعْشَرٍ صِيغُوا من اللُّجَيْنِ وقال الفَرَزْدق : يا خَلِيلَيَّ اسْقِياني أَرْبَعاً بعد اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ ، كَدَم الجَو فِ يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجا هِلِ ، يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً ، أَو يُفَدَّى بالأَبَيْن ؟

      ‏ قال : وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ : أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا ومثله قول الآخر : كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ منه ، يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ : يَدَعْنَ نِساءكم في الدارِ نُوحاً يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وقال آخر : أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً ، فلا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوانِ : الأَبُ والأُمُّ ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَبُ الوالد ، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ ؛ عن اللحياني ؛

      وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي : أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ ، وانْتَمى له الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبا : لغة في الأَبِ ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب ‏ .
      ‏ يقال : هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً ، كما تقول : هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً ، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحي ؟

      ‏ قال : يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ ؛ قال الشاعر : سِوَى أَبِكَ الأَدْنى ، وأَنَّ محمَّداً عَلا كلَّ عالٍ ، يا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ ، قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان ، ومَنْ ، قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ ، وأَبَوان على الأَصل ‏ .
      ‏ ويقال : هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه ، وجائز في الشعر : هُما أَباهُ ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال : هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم ، وهم الأَبُونَ ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ ، بالمد ‏ .
      ‏ ومن العرب مَن يقول : أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء ، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا ؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين : أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ ، وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام : فقال له النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق ؛ قال ابن الأَثير : هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد ، وقد نهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي ، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن ، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين ، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن : التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه ، والتوكيد كقول الشاعر : لَعَمْرُ أَبي الواشِينَ ، لا عَمْرُ غيرهِمْ ، لقد كَلَّفَتْني خُطَّةً لا أُريدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين ، وهو في كلامهم كثير ؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن : تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شاحباً : كأَنَّك فِينا يا أَباتَ غَرِيب ؟

      ‏ قال ابن جني : فهذا تأْنيثُ الآباء ، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله :، قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق ‏ .
      ‏ وأَبَوْتَ وأَبَيْت : صِرْت أَباً ‏ .
      ‏ وأَبَوْتُه إِباوَةً : صِرْتُ له أَباً ؛ قال بَخْدَج : اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا ، فقد سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إلى أَبٍ ، فكلُّهم يَنْفِيكا التهذيب : ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إِذا كنتَ له أَباً ‏ .
      ‏ ويقال : ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه ، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ ‏ .
      ‏ أَبو عبيد : تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً ‏ .
      ‏ ابن الأَعرابي : فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً ؛

      وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة : يا أَيُّهَذا المدَّعي شريكا ، بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عن أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا ، وَقَدْ سَأَلْنا عنك مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ ، فكلُّهم يَنْفِيكا ، فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا ، وادَّعِ في فَصِيلَةٍ تُؤْوِيك ؟

      ‏ قال ابن بري : وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي : تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا ءِ ، فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها ؟ أَي مَن كان أَباها ‏ .
      ‏ قال : ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ ‏ .
      ‏ الليث : يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده ‏ .
      ‏ وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة ، والأُبُوَّة أَيضاً : الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب : لو كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ، أَحْيا أُبُوّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وغيره يَرْويه : أَحْيا أَباكُنَّ يا ليلى الأَماديح ؟

      ‏ قال ابن بري : ومثله قول لبيد : وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً كِراماً ، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائم ؟

      ‏ قال وقال الكُمَيت : نُعَلِّمُهُمْ بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جَواري ، أَوْ صُفُونا (* قوله « جواري أو صفونا » هكذا في الأصل هنا بالجيم ، وفي مادة صفن بالحاء ) ‏ .
      ‏ وتَأَبَّاه : اتَّخَذه أَباً ، والاسم الأُبُوَّة ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : أَيُوعِدُني الحجَّاج ، والحَزْنُ بينَنا ، وقَبْلَك لم يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً ، لا أَرى لَكَ طاعَةً ، ولا أَنت ممَّا ساء وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك ، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ ، لَكالمُتأَبِّي ، وهْو ليس له أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً ، وقيل : ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً ، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ ‏ .
      ‏ ويقال : اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً ‏ .
      ‏ قال أَبو منصور : وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه ، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد ، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ ، فزادوا بدل الواو باءً كما ، قالوا قِنٌّ للعبد ، وأَصله قِنْيٌ ، ومن العرب من ، قال لليَدِ يَدّ ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ ‏ .
      ‏ وفي حديث أُم عطية : كانت إِذا ذكَرَتْ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قالت بِأَباهُ ؛ قال ابن الأَثير : أَصله بأَبي هو ‏ .
      ‏ يقال : بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي ، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا ، وفيها ثلاث لغات : بهمزة مفتوحة بين الباءين ، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة ، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً ، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف ، قيل : هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي ، وقيل : هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي ، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به ‏ .
      ‏ الجوهري : وقولهم يا أَبَةِ افعلْ ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة ، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء (* قوله « تقف عليها بالتاء » عبارة الخطيب : وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء ) ‏ .
      ‏ اتِّباعاً للكتاب ، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون : يا طَلْحَتْ ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب ، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل ، وسَقَطتْ من الأُمِّ إِذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي ، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به ، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها ‏ .
      ‏ قال ابن بري : أُمّ مُنادَى مُرَخَّم ، حذفت منه التاء ، قال : وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ ، وقالوا في النداء يا أَبةِ ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض ، قال سيبويه : وسأَلت الخليلَ ، رحمه الله ، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه ، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ ، قال : ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ ، كما تقول يا خالَهْ ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ ، قال : وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة ، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء ، قال : وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء ، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق ، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً ، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع ، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل ‏ .
      ‏ وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ ، بفتح التاء ، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف ؛ وقوله أَنشده يعقوب : تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي : كأَنك فِينا ، يا أَباتَ ، غَريبُ أَراد : يا أَبَتاهُ ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء ، وهو تأْنيث الأَبا ، ذكره ابن سيده والجوهري ؛ وقال ابن بري : الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله : فإِذا هي بِعِظامٍ ودَمَا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله : إِلاَّ ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وقوله أَنشده ثعلب : فقامَ أَبو ضَيْفٍ كَرِيمٌ ، كأَنه ، وقد جَدَّ من حُسْنِ الفُكاهة ، مازِحُ فسره فقال : إِنما ، قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان ؛ وقال العُجَير السَّلُولي : تَرَكْنا أَبا الأَضْياف في ليلة الصَّبا بمَرْوٍ ، ومَرْدَى كل خَصْمٍ يُجادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً ؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها ، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة : هُما أَخَوا في الحَرْب مَنْ لا أَخا لَهُ ، إِذا خافَ يوماً نَبْوَةً فدَعاهُما وقد زعموا أَنِّي جَزِعْت عليهما ؛ وهل جَزَعٌ إِن قلتُ وابِأَبا هُما ؟ تريد : وابأَبي هُما ‏ .
      ‏ قال ابن بري : ويروى وَابِيَباهُما ، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها ، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما ؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر : يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب ؟

      ‏ قال أَبو عليّ : الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً ، قال : وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إِذا قلت له بِأَبي ، فهذا من البِيَبِ ، قال : وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا ؛ قال : وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه ، قال : ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي : ويا فوق البِئَبْ ، بالهمز ، قال : وهو مركَّب من قولهم بأَبي ، فأَبقى الهمزة لذلك ؛ قال ابن بري : فينبغي على قول من ، قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا ، بالياء غير مهموز ، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له ؛ وهي : يا بِأَبي أَنتَ ، ويا فَوق البِيَبْ ، يا بأَبي خُصْياك من خُصىً وزُبْ أَنت المُحَبُّ ، وكذا فِعْل المُحِبْ ، جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حتى تُفِيدَ وتُداوِي ذا الجَرَبْ ، وذا الجُنونِ من سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حتى يَسْتَقِيمَ في الحَدَبْ ، وتَحْمِلَ الشاعِرَ في اليوم العَصِبْ على نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ ، وإِن أَراد جَدِلاً صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ : العاقِلُ ‏ .
      ‏ خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كانوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا على الرُّكَبِ ‏ .
      ‏ أَطْلَعْتَه من رَتَبٍ إِلى رَتَبْ ، حتى ترى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بها أَشْوَسُ مِلحاحٌ كِلِبْ ، مُجَرّب الشّكّات مَيْمُونٌ مِذَبْ وقال الفراء في قوله : يا بأَبي أَنتَ ويا فوق البِيَب ؟

      ‏ قال : جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام ، وقال : يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان ، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف ‏ .
      ‏ وحكى اللحياني عن الكسائي : ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه ‏ .
      ‏ وقالوا : لابَ لك يريدون لا أَبَ لك ، فحذفوا الهمزة البتَّة ، ونظيره قولهم : وَيْلُمِّه ، يريدون وَيْلَ أُمِّه ‏ .
      ‏ وقالوا : لا أَبا لَك ؛ قال أَبو علي : فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين ، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة ، فهذا وجه ، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف ، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير ، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان ، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل ، وذلك أَنك إِذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه ؛

      وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله : ويترك أُخرى فَرْدَةً لا أَخا لَها ولم يقل لا أُخْتَ لها ، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر ، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة : الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن ، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه ، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى ، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له ، لأَنه إِذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة ، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله ؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه ، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي ؛ قال عنترة : فاقْنَيْ حَياءَك ، لا أَبا لَك واعْلَمي أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ ، إِنْ لم أُقْتَلِ وقال المتَلَمِّس : أَلْقِ الصَّحيفةَ ، لا أَبا لَك ، إِنه يُخْشى عليك من الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير : يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ ، لا أَبا لَكُمُ لا يَلْقَيَنَّكُمُ في سَوْءَةٍ عُمَرُ فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له ، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد ، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له ؟ ويقال : لا أَبَ لك ولا أَبا لَك ، وهو مَدْح ، وربم ؟

      ‏ قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة ؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري : أَبِالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ ، لا أَباكِ تُخَوِّفِيني ؟ دَعي ماذا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ ، ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد : تُخَوِّفِينني ، فحذف النون الأَخيرة ؛ قال ابن بري : ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل : وقد مات شَمَّاخٌ ومات مُزَرِّدٌ ، وأَيُّ كَريمٍ ، لا أَباكِ يُخَلَّدُ ؟

      ‏ قال ابن بري : وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع : فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لا أُقِلْهُ ، وإِن أَثْقَفْ أَباه فلا أَبَا لَه ؟

      ‏ قال : وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج (* قوله « بحزج » كذا في الأصل هنا وتقدم فيه قريباً :، قال بخدج اطلب أبا نخلة إلخ ‏ .
      ‏ وفي القاموس : بخدج اسم ، زاد في اللسان : شاعر ) ‏ .
      ‏ بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة : إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ ما لَهُ جُولٌ ، إِذا ما التَمَسوا أَجْوالَهُ ، يَدْعو إِلى أُمٍّ ولا أَبا لَهُ وقال الأَعْور بن بَراء : فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً ، بِذاتِ الغَضى ، أَن لا أَبا لَكُما بِيا ؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها : أَرِيني سِلاحي ، لا أَبا لَكِ إِنَّني أَرى الحَرْب لا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ ، إِنْ أَسَأْتُه ، بِصالِح أَيّامي ، وحُسْن بَلائِيا ولم تُرَ مِنِّي زَلَّة ، قبلَ هذه ، فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ ورائيا وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَنِ الثَّرى ، وتَبْقى حَزازاتُ النفوس كما هِيا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى : فَأَنْت أَبي ما لم تكن ليَ حاجةٌ ، فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لا أَبا لِيا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً ؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله : عَجِبْتُ لإزْراء العَيِيِّ بنفْسِه ، وَصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعْلَما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ ، وإِنما صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك ، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك ، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ ؛ قال : وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك ، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه ، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه ؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول : رَبّ العِبادِ ، ما لَنا وما لَكْ ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ ، لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال : أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لله أَبُوكَ ، قال ابن الأَثير : إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك ‏ .
      ‏ قال أَبو الهيثم : إِذا ، قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة ، وهو شَتْم ، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف ، وقيل : معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ ، قال : ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً ، وأَما إِذا ، قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً ، وإِذا أَراد كرامةً ، قال : لا أَبا لِشانِيكَ ، ولا أَبَ لِشانِيكَ ، وقال المبرّد : يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ ، بغير لام ، وروي عن ابن شميل : أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال : معناه لا كافيَ لك ‏ .
      ‏ وقال غيره : معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ (* قوله « وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد » هكذا في الأصل ) ‏ .
      ‏ وقال الفراء : قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها ‏ .
      ‏ وأَبو المرأَة : زوجُها ؛ عن ابن حبيب ‏ .
      ‏ ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم : أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ ، أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب ، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب ، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها ، أَبو جُخادِب الجَراد ، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش ، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً ، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة ، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض ، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع ؛ وقال : حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ : كُنْية الهَرَم ؛ قال : أَبا مالِك ، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ ، إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة : هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف ‏ .
      ‏ وفي حديث وائل بن حُجْر : من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة ؛ قال ابن الأَثير : حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة ، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره ، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب ‏ .
      ‏ وفي حديث عائشة :، قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء ‏ .
      ‏ والأَبْواء ، بالمدّ : موضع ، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء ، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ ، جَبَل بين مكة والمدينة ، وعنده بلد ينسَب إِليه ‏ .
      ‏ وكَفْرآبِيا : موضع ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ذِكْر أَبَّى ، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء : بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى ، نَزَلها سيدُنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لما أَتى بني قُريظة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. أمن
    • " الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى ‏ .
      ‏ وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان ‏ .
      ‏ والأَمْنُ : ضدُّ الخوف ‏ .
      ‏ والأَمانةُ : ضدُّ الخِيانة ‏ .
      ‏ والإيمانُ : ضدُّ الكفر ‏ .
      ‏ والإيمان : بمعنى التصديق ، ضدُّه التكذيب ‏ .
      ‏ يقال : آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ أَخَفْتُه ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وآمَنَهم من خوف ‏ .
      ‏ ابن سيده : الأَمْنُ نقيض الخوف ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً ؛ حكى هذه الزجاج ، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ ‏ .
      ‏ والأَمَنةُ : الأَمْنُ ؛ ومنه : أَمَنةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه ، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك حَذَر الشر ؛ قال ذلك الزجاج ‏ .
      ‏ وفي حديث نزول المسيح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ ، يريد أَن الأَرض تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان ‏ .
      ‏ وفي الحديث : النُّجومُ أَمَنةُ السماء ، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد ، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون ، وأََصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السماء انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة ‏ .
      ‏ وذهابُ النجومُ : تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها ، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن ، وكذلك أَراد بوعْد الأُمّة ، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير ، فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه ، فلما تُوفِّي جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء ، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال ، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم ؛ قال ابن الأَثير : والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً ؛ قال أَبو إسحق : أَراد ذا أَمْنٍ ، فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين ؛ عن اللحياني ، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وهذا البَلد الأَمين ؛ أَي الآمِن ، يعني مكة ، وهو من الأَمْنِ ؛ وقوله : أَلم تعْلمِي ، يا أَسْمَ ، ويحَكِ أَنني حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَمين ؟

      ‏ قال ابن سيده : إنما يريد آمنِي ‏ .
      ‏ ابن السكيت : والأَمينُ المؤتمِن ‏ .
      ‏ والأَمين : المؤتَمَن ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد ابن الليث أَيضاً : لا أَخونُ يَمِيني أََي الذي يأْتَمِنُني ‏ .
      ‏ الجوهري : وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما ، قال الشاعر : لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : إن المتقِينَ في مقامٍ أَمينٍ ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ ‏ .
      ‏ وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ كالفاتح ‏ .
      ‏ وقال أَبو زياد : أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ ‏ .
      ‏ ورجل أُمَنَةٌ : يأْمَنُ كلَّ أَحد ، وقيل : يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته ؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً : موثوقٌ به مأْمونٌ ، وكان قياسُه أُمْنةً ، أَلا ترى أَنه لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول ؟ اللحياني : يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت ، والإيمانُ عنده الثِّقةُ ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ ، بالفتح : للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء ‏ .
      ‏ ورجل أَمَنةٌ أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد ، وكذلك الأُمَنَةُ ، مثال الهُمَزة ‏ .
      ‏ ويقال : آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً ، فأَمِنَ يأْمَنُ ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً ، وقرئ : ما لَك لا تأَمَننا على يوسف ، بين الإدغامِ والإظهارِ ؛ قال الأَخفش : والإدغامُ أَحسنُ ‏ .
      ‏ وتقول : اؤتُمِن فلانٌ ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه ، فإن ابتدأْت به صيَّرْت الهمزة الثانية واواً ، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ وكانت الأُخرى منهما ساكنة ، فلك أَن تُصَيِّرها واواً إذا كانت الأُولى مضمومة ، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو إيتَمَنه ، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ ‏ .
      ‏ وحديث ابن عمر : أَنه دخل عليه ابنُه فقال : إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا آمَنُ ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم ونِعْلم ، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها ‏ .
      ‏ واسْتأْمَنَ إليه : دخل في أَمانِه ، وقد أَمَّنَه وآمَنَه ‏ .
      ‏ وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ : لستَ مُؤَمَّناً أَي لا نُؤَمِّنك ‏ .
      ‏ والمَأْمَنُ : موضعُ الأَمْنِ ‏ .
      ‏ والأمنُ : المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسه ؛ عن ابن الأَعرابي ؛

      وأَنشد : فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ ، وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لا إجارة ، أَحْسِبُوه : أَعطُوه ما يَكْفيه ، وقرئَ في سورة براءة : إنهم لا إِيمانَ لهم ؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا ، والإيمانُ ههنا الإجارةُ ‏ .
      ‏ والأَمانةُ والأَمَنةُ : نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه ، وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه ؛ عن ثعلب ، وهي نادرة ، وعُذْرُ مَن ، قال ذلك أَن لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين ، فذلك قولهم في افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء ، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ ، وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة ، كأَن تقول ائتمن ، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في قولهم اتَّهَلَ ، واسْتَأْمَنه كذلك ‏ .
      ‏ وتقول : اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ القوم : الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً ، تقول : اؤتُمِنَ الرجل ، فهو مُؤْتَمَن ، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم ‏ .
      ‏ وفي الحديث : المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه ، والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان ، وقد جاء في كل منها حديث ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى ، ومعناه أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَشْراطِ الساعة : والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها ‏ .
      ‏ وفي الحديث : الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك ‏ .
      ‏ ويقال : ما كان فلانٌ أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً ‏ .
      ‏ ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ ، وقيل : مأْمونٌ به ثِقَةٌ ؛ قال الأَعشى : ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ ، بالضم والتشديد : هو الأَمينُ ، وقيل : هو ذو الدِّين والفضل ، وقال بعضهم : الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ ، وقال بعضهم : الأُمّان الزرّاع ؛ وقول ابن السكيت : شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي يُدْعى المَشُْوَّ ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري : قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً مِنْ أَمْنِ مالي ، ولم يفسّر ؛ قال أَبو منصور : كأَنَّ معناه مِنْ خالِص مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي ‏ .
      ‏ ابن سيده : ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ ‏ .
      ‏ وآمَنَ بالشيء : صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره ‏ .
      ‏ الجوهري : أَصل آمَنَ أَأْمَنََ ، بهمزتين ، لُيِّنَت الثانية ، ومنه المُهَيْمِن ، وأَصله مُؤَأْمِن ، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت الأُولى هاء ، قال ابن بري : قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية ، صوابه أَن يقول أُبدلت الثانية ؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ ، لأَنها ساكنة ، وإنما تخفيفها أَن تقلب أَلفاً لا غير ، قال : فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فهو مُهَيْمِنٌ لا غير ‏ .
      ‏ وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال : الإيمانُ إظهارُ الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، واعتقادُه وتصديقُه بالقلب ، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك ريبٌ ‏ .
      ‏ وفي التنزيل العزيز : وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ ‏ .
      ‏ والإيمانُ : التصديقُ ‏ .
      ‏ التهذيب : وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ يُؤْمِنُ إيماناً ، فهو مُؤْمِنٌ ‏ .
      ‏ واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق ‏ .
      ‏ قال الله تعالى :، قالتِ الأَعرابُ آمَنّا قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا ( الآية )، قال : وهذا موضع يحتاج الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق بالقلب ، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ ، وهو المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً ، كما ، قال الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ أَي أُولئك الذين ، قالوا إنّا مؤمنون فهم الصادقون ، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن ال إيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً ، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بالله ، أَو ، قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت ، فأَخْرج الله هؤلاء من الإيمان فقال : ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم ؛ أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها ، والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة ، إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين ‏ .
      ‏ وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف لأَبيهم : ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين ؛ لم يختلف أَهل التفسير أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا ، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها ، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها ، وهو مُنافِقٌ ، ومَن زعم أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم ، أَو يكون جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ ، أَعاذنا الله من هذه الصفة وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم ، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ ، وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه ‏ .
      ‏ وفي قول الله عز وجل : إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون ؛ ما يُبَيّنُ لك أَن المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة ، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس بمؤمنٍ ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه ، ولا قوّةَ إلا بالله ‏ .
      ‏ وأَما قوله عز وجل : إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً ؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أَنهما ، قالا : الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى على عباده ؛ وقال ابن عمر : عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية ، قال : والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر ، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه ، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها ، وكلُّ مَنْ خان فيما اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ ، والإنسان في قوله : وحملها الإنسان ؛ هو الكافر الشاكُّ الذي لا يُصدِّق ، وهو الظَّلُوم الجهُولُ ، يَدُلُّك على ذلك قوله : ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً ‏ .
      ‏ وفي حديث ابن عبا ؟

      ‏ قال ، صلى الله عليه وسلم : الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وفي حديث آخر : لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل : فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين ؛ قال ثعلب : المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ باللسان ، قال الزجاج : صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً عقابه ‏ .
      ‏ وقوله تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ قال ثعلب : يُصَدِّق اللهَ ويُصدق المؤمنين ، وأَدخل اللام للإضافة ، فأَما قول بعضهم : لا تجِدُه مؤمناً حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند غضبه ‏ .
      ‏ وفي حديث أَنس : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه ، والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه ‏ .
      ‏ وفي الحديث عن ابن عمر ، قال : أَتى رجلٌ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : مَنِ المُهاجرُ ؟ فقال : مَنْ هجَر السيئاتِ ، قال : فمَن المؤمنُ ؟، قال : من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم ، قال : فَمَن المُسلِم ؟، قال : مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده ، قال : فمَن المجاهدُ ؟، قال : مَنْ جاهدَ نفسَه ‏ .
      ‏ قال النضر : وقالوا للخليل ما الإيمانُ ؟، قال : الطُّمأْنينةُ ، قال : وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ ، قال : لا أَقوله ، وهذا تزكية ‏ .
      ‏ ابن الأَنباري : رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله ‏ .
      ‏ وآمَنْت بالشيء إذا صَدَّقْت به ؛ وقال الشاعر : ومِنْ قَبْل آمَنَّا ، وقد كانَ قَوْمُنا يُصلّون للأَوثانِ قبلُ ، محمدا معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه ، قال : والمُسلِم المُخْلِصُ لله العبادة ‏ .
      ‏ وقوله عز وجل في قصة موسى ، عليه السلام : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا ‏ .
      ‏ وفي الحديث : نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ : أَما المؤمنانِ فالنيلُ والفراتُ ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ ، وجعل الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ ، وهذان في قلَّة النفع كالكافِرَين ‏ .
      ‏ وفي الحديث : لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ ؛ قيل : معناه النَّهْي وإن كان في صورة الخبر ، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين ، وقيل : هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع ، كقوله عليه السلام : لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه ، وقيل : معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ ، وقيل : معناه أَن الهوى يُغطِّي الإيمانَ ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة ، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم ، قال : وقال ابن عباس ، رضي الله عنهما : الإيمانُ نَزِهٌ ، فإذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ ومنه الحديث : إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ ، قال : وكلُّ هذا محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه ‏ .
      ‏ وفي حديث الجارية : أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إياها : أَين الله ؟ وإشارَتِها إلى السماء ، وبقوله لها : مَنْ أَنا ؟ فأَشارت إليه وإلى السماء ، يعني أنْتَ رسولُ الله ، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر الأَديان ، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم ، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك ، فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه ، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه ، فإذا كان عليه أَمارةُ الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى ، بل يُحْكَمُ عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً ‏ .
      ‏ وفي حديث عُقْبة بن عامر : أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص ؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه ، وهذا من العامّ الذي يُرادُ به الخاصّ ‏ .
      ‏ وفي الحديث : ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ والمُعْجِزات ، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به ، فإنه ليس شيء من كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن ‏ .
      ‏ وفي الحديث : مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فليس مِنَّا ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه ، والأَمانةُ أَمرٌ من أُمورِه ، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله ، كما نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم ‏ .
      ‏ وإذا ، قال الحالفُ : وأَمانةِ الله ، كانت يميناً عند أَبي حنيفة ، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً ‏ .
      ‏ وفي الحديث : أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم ، ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ ‏ .
      ‏ والأَمينُ : القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه ‏ .
      ‏ وناقةٌ أَمون : أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ ، قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً ، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ ، والجمع أُمُنٌ ، قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ ، كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ ‏ .
      ‏ وآمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ ، عنَى بالمال الإبلَ ، وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ ، كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل ؛ قال الحُوَيْدرة : ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا ، ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي ‏ .
      ‏ قولُه : ونَقِي بآمِنِ مالِنا (* قوله « ونقي بآمن مالنا » ضبط في الأصل بكسر الميم ، وعليه جرى شارح القاموس حيث ، قال هو كصاحب ، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم ) ‏ .
      ‏ أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا ، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً لنا في الحرب ‏ .
      ‏ وآمِنُ الحِلْم : وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله ؛ قال : والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ ، ولكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى : تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه ‏ .
      ‏ التهذيب : والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله : وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ ، وبقوله : شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو ، وقيل : المُؤْمِنُ في صفة الله الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه ، وقيل : المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه ، قال :، قال ابن الأَعرابي ، قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول : المُؤْمنُ عند العرب المُصدِّقُ ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم ، فيقولون : ما جاءنا مِنْ رسولٍ ولا نذير ، ويكذِّبون أَنبياءَهم ، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله ، ويصدِّقهم النبيُّ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو قوله تعالى : فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء شهيداً ، وقوله : ويُؤْمِنُ للمؤْمنين ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين ؛ وقيل : المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه ، ما وَعَدَهم ، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به ، والنارِ لمن كفرَ به ، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له ‏ .
      ‏ قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المُؤْمِنُ ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ التصديقِ ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف ‏ .
      ‏ المحكم : المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه ، وهو المهيمن ؛ قال الفارسي : الهاءُ بدلٌ من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج ؛ وقال ثعلب : هو المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه ، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه ‏ .
      ‏ والإيمانُ : الثِّقَةُ ‏ .
      ‏ وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ ، وقيل : معناه ما كادَ ‏ .
      ‏ والمأْمونةُ من النساء : المُسْتراد لمثلها ‏ .
      ‏ قال ثعلب : في الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ معنى ما آمَنَ بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه ‏ .
      ‏ وآمينَ وأَمينَ : كلمةٌ تقال في إثْرِ الدُّعاء ؛ قال الفارسي : هي جملةٌ مركَّبة من فعلٍ واسم ، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي ، قال : ودليلُ ذلك أَن موسى ، عليه السلام ، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال : رَبَّنا اطْمِسْ على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم ، قال هرون ، عليه السلام : آمِينَ ، فطبَّق الجملة بالجملة ، وقيل : معنى آمينَ كذلك يكونُ ، ويقال : أَمَّنَ الإمامُ تأْميناً إذا ، قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً ‏ .
      ‏ الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ : فيه لغتان : تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف ، وآمينَ بالمد ، والمدُّ أَكثرُ ، وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر : تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ ، إذ سأَلتُه أَمينَ ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثعلب فُطْحُل ، بضم الفاء والحاء ، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا بُعْداً أَمين ؛

      وأَنشد ابن بري لشاعر : سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى ، حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ بِخَيْرٍ ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ : يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً ، ويرْحمُ اللهُ عَبْداً ، قال : آمِين ؟

      ‏ قال : ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ ، وقيل : هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ ، قال : وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ ، قال : وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا غيرَ مشتقين من فعلٍ ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء ، كما فتحوا أَينَ وكيفَ ، وتشديدُ الميم خطأٌ ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين ‏ .
      ‏ قال ابن جني :، قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة ، ونشأَت بعدها أَلفٌ ، قال : فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع ، وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن ، رحمه الله ، أَنه ، قال : آمين اسمٌ من أَسماء الله عز وجل ، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير ؟ وقال مجاهد : آمين اسم من أَسماء الله ؛ قال الأَزهري : وليس يصح كما ، قاله عند أَهل اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي ، قال : ولو كان كما ، قال لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً ‏ .
      ‏ وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى : واسْتَعِينوا بالصَّبْرِ والصَّلاةِ ، قالت : غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خرجت فيها ، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ ، فلما أَفاقَ ، قال : أَغُشِيَ عليَّ ؟، قالوا : نعمْ ، قال : صدَقْتُمْ ، إنه أَتاني مَلَكانِ في غَشْيَتِي فقالا : انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين ، قال : فانطَلَقا بي ، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال : وأَين تُرِيدانِ به ؟، قالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين ، قال : فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في بطون أُمَّهاتهم ، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله ، قال : فعاش شهراً ثم ماتَ ‏ .
      ‏ والتَّأْمينُ : قولُ آمينَ ‏ .
      ‏ وفي حديث أَبي هريرة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين ؛
      ، قال أَبو بكر : معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم الآفات والبَلايا ، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه ‏ .
      ‏ وعن أَبي هريرة أَن ؟

      ‏ قال : آمينَ درجةٌ في الجنَّة ؛ قال أَبو بكر : معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بها قائلُها درجةً في الجنة ‏ .
      ‏ وفي حديث بلال : لا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قال ابن الأَثير : يشبه أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد فرَغ من قراءتِها ، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى وللمغنطيسي في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**مِغْنَطِيسٌ**[ \- ن.** مِغْنَاطِيسٌ**].
الرائد
* مغنطيس. معدن أو حجر له قوة على جذب الحديد وبعض المعادن إليه.ا


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: