" البُغْضُ بالضَّمِّ : ضِدُّ الحُبِّ " نَقله الجَوْهَرِيّ . قال شيْخُنَا ضِدُّ الحُبِّ يَلْزَمُه العَدَاوَةُ في الأَكْثَر لا أَنَّهما بمَعْنىً لِظَاهِرِ " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ " " والبِغْضَةُ بالكَسْرِ والبَغْضَاءُ : شِدَّتُه " وكَذلِك البَغَاضَةُ . " وبَغضَ ككَرُمَ ونَصَرَ وفَرِحَ بَغَاضَةً " مَصْدرُ الأَوَّلِ " فهو بَغيضٌ " مِنْ قَوْم بُغَضَاءَ . من المَجَازِ : " يُقَالُ " نَسَبَهُ ابنُ بَرِّيّ إِلى أَهْلِ اليَمَنِ : بَغَضَ جَدُّكَ كتَعَسَ جَدُّكَ " وعَثُرَ جَدُّكَ وهو من حَدِّ كَرُمَ . من المجاز في الدُّعاءِ : " نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْناً وبَغَضَ بعدُوِّك عَيْناً " وهو من حَدِّ نَصَرَ . قال : أَبو حَاتِمٍ : قَوْلُهُم أَنَا " أَبْغُضُهُ ويَبْغُضُنِي بالضَّمِّ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ " من كَلام الحَشْوِ وأَثْبَتَها ثَعْلَبٌ وَحْدَهُ فإِنّه قالَ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : " إِنّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ القَالِينَ " أَيْ الباغَضِين فدَلَّ هذا على أَنَّ بَغَضَ عنْده لُغَةٌ ولَوْلاَ أَنَّهَا لُغَة عِنْدَه لَقَالَ من المُبْغِضِينَ . قَوْلُهُم : " مَا أَبْغَضَهُ لِي . شَاذٌّ " لا يُقَاس عَليْه كما قَالَهُ الجَوْهَرِيّ . قال ابنُ بَرِّيّ : إِنَّمَا جَعَلَهُ شَاذّاً لأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَبْغَضَ والتَّعَجُّب لا يكونُ من أَفْعَلَ إِلاَّ بِأَشَدَّ ونَحْوِه قال : وليْس كما ظَنَّ بَل هُوَ من بَغُضَ فُلانٌ إِلَيَّ . قال : وقد حَكَى أَهْلُ اللُّغَةِ والنَّحْو : ما أَبْغَضَنِي له إِذا كُنْتَ أَنْتَ المُبْغِضَ لَه وما أَبْغَضَنِي إِليْه إِذا كانَ هُوَ المُبْغِضَ لَكَ . انْتَهَى . وقال ابنُ سِيدَه : وحَكَى سِيبَوَيْه : ما أَبْغَضَنِي لَهُ ومَا أَبْغَضَنِي لَهُ فإِنَّمَا تُخبِرُ أَنَّكَ مُبْغِضُ لَه وإِذا قُلْتَ : ما أَبْغَضَه إِلَيَّ فإِنَّمَا تُخبِرُ أَنَّهُ مُبْغَضٌ عِنْدَك . " وأَبْغَضُوه " أَي " مَقَتُوه " فهو مَبْغَضٌ . " وبَغِيضُ بنُ رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ " بنِ سَعْدِ بْنِ قيْسِ عَيْلاَنَ : " أَبُو حَيٍّ " مِنْ قَيْسٍ . " والتَّبْغِيضُ والتَّباغُضُ والتَّبَغُّضُ : ضِدُّ التَّحْبِيبِ والتَّحابُبِ والتَّحَبُّبِ " تقولُ : حَبُبَ إِليَّ زَيْدٌ : وبَغُضَ إِليَّ عَمْرٌو وتَحَبَّبَ لي فُلانٌ وتَبَغَّضَ لي أَخُوه . وما رأَيْتُ أَشَدَّ تَباغُضاً منهما ولَمْ يَزَالاَ مُتَبَاغِضَيْنِ . " وبَغِيضٌ التَّمِيمِيُّ " الحَنْظَلِيّ " غَيَّرَ النبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم اسْمَهُ " حِينَ وَفَدَ عليه " بحَبِيبٍ " تَفَاؤُلاً . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : البِغْضَةُ بالكَسْرِ : القَومُ يَبْغَضُون قاله السُّكَّرِيّ في شَرْحِ قَوْل سَاعِدَةَ بنِ جُؤيَّةَ :
ومِنَ العَوَادي أَنْ تَقَتْكَ بِبِغْضَةٍ ... وتَقَاذُفٍ منها وأَنَّكَ تُرْقَبُ قال ابنُ سِيدَه : فَهُوَ على هذا جَمْعٌ كغِلْمَةٍ وصِبْيَةٍ ولولا أَنَّ المَعْهُودَ من العَرَبِ أَن لا تَتَشَكَّى من مَحْبُوبٍ بِغْضَةً في أَشْعارِهَا لَقُلْنَا إِنَّ البِغْضَةَ هنَا الإِبْغاضُ . وبَغَّضَهُ اللهُ إِلى الناسِ فهُوَ مُبَغَّضٌ : يُبْغَضُ كَثِيراً . والبَغَاضَةُ : شِدَّةُ البُغْضِ قال مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيّ :
أَبَا مَعْقِل لا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُؤُوسَ الأَفَاعِي مِن مَرَاصِدِها العُرْمِ والبَغُوضُ : المُبْغِضُ أَنْشد سِيبَوَيْه :
" ولكِنْ بَغُوضٌ أَنْ يُقَالَ عَدِيمُ قلتُ : وفيه دَلِيلٌ قَوِيٌّ لِمَا ذَهَبَ إِليه ثَعْلَبٌ من أَنَّ بَغَضْتُه لُغَةٌ لأَنَّ فَعُولاً إِنَّمَا هي في الأَكْثَرِ عن فاعِلٍ لا مَفْعِلٍ وقيل : البَغِيضُ المُبْغِضُ والمُبْغَضُ جَمِيعاً ضِدٌّ . والمُبَاغَضَةُ : تَعَاطِي البَغْضَاءِ وقد بَاغَضْتُه . أَنْشَد ثَعْلبٌ :
" يا رُبَّ مَوْلىً سَاءَنِي مُبَاغِضِ
" عَلَيَّ ذِي ضِغْنٍ وضَبٍّ فَارِضِ
" له قُرُوءٌ كقُرُوءِ الحَائِضِ والبَغِيضُ : لَقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّد بنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِق يُقَالُ لِوَلِدَه بَنُو البَغِيضِ