مَحَقَه كمَنَعه يمْحَقُه مَحْقاً : أبْطَله ومَحاهُ حتّى لم يبْقَ منه شيءٌ . وقال ابنُ الأعرابي : المَحْقُ : أن يذهَبَ الشيءُ كُلُّه حتى لا يُرَى منه شَيءٌ . قال الله تعالى : ( ويمْحَقَ الكافِرِين ) أي : يسْتأصِلهم ويُحْبِط أعمالَهم . كمحَّقَه تمْحيقاً للمُبالَغَة . ومنه قراءَةُ عبدِ الله بن الزُبَير رضي الله عنهما ( يُمَحِّقُ اللهُ الرِّبا ويُرَبِّي الصّدَقات ) من التّمْحيقِ والتّربيَةِ فتمحَّق وامْتَحَق وامّحَق كافْتَعَل أي : انتقَصَ وبَطَل . وقال أبو زيْد : مَحَق الله تعالى الشيءَ مَحْقاً : ذهَب ببَركَتِه وخيْرِه ورَيْعِه كأمْحَقَه في لُغيّةٍ رَديئة وأبى الأصمعيُّ إلا مَحَقه . ومن المَحْقِ الخفيِّ النّخْلُ المُتقارِبُ قال ابنُ سيدَه : المَحْقُ : النّخْلُ المُقارَبُ بيْنه في الغَرْس . ومَحَق الحَرُّ الشيءَ مَحْقاً : أحْرَقَه وأهْلَكَه فامْتَحَق . والمَحاقُ مُثلَّثة واقتَصر الصاغانيّ على الضمِّ والكسْرِ كالأزْهَريّ وابنِ سيدَه : آخِرُ الشّهْرِ إذا امَّحَقَ الهِلالُ فلم يُر عن ابنِ سيدَه وأنشد :
أتَوْني بها قبْلَ المُِحاق بلَيْلَةٍ ... فكانَ مُِحاقاً كُلَّه ذلِك الشّهرُ وأنشد الأزهريُّ :
يزْدادُ حتّى إذا ما تمّ أعْقَبَه ... كرُّ الجَديدَيْن منه ثمّ يَمَّحِقُ أو ثَلاثُ لَيالٍ من آخِرِه وفيها السِّرارُ : وهو قولُ أبي عُبَيْدٍ وابنِ الأعْرابيّ وإليه مالَ الزّمَخْشَريّ والصاغانيّ . أو أن يَسْتَسِرَّ القَمَر ليْلَتَيْن فلا يُرَى غُدْوَةً ولا عشيّة وهو قولُ ابنِ الأعرابيّ . ومنهم من جعَل لياليَ المُحاق ليلة خمْس وسِتٍّ وسبْعٍ وعشرين ؛ لأنّ القَمَر يطلع وهذا قولُ الأصمعيّ وابنِ شُمَيل وإليه ذَهَب أبو الهَيثَم والمُبَرِّدُ والرِّياشيُّ . قال الأزهري : وهو أصحُّ القَوْلَيْن عِنْدي . وقال ابنُ الأعرابي : سُمِّي به لأنّه طلَع مع الشّمْس فمَحَقَتْه فلم يَرَه أحد . ومن المجاز : نصْلٌ مَحيقٌ كأميرٍ : أي مُرَقَّقٌ مُحَدّدٌ كأنّه مُحِقَ لفَرْطِ رِقّتِه ولُطْفه . وكذلك قرْنٌ مَحيقٌ : إذا دُلِكَ فذَهَب حدُّه ومَلُس . قال المُفضَّلُ النُّكْريّ :
يُقلِّب صَعْدَةً جرْداءَ فيها ... نَقيعُ السَّمِّ أو قرْنٌ مَحيقُ قال الجوهريّ : فَعيلٌ من مَحَقه . وأما قولُ ابنِ دُريد إنّه مَفْعولٌ فبَعيدٌ كما في الصِّحاح . ويومٌ ماحِقُ الحَرّ : أي شَديدهُ لأنّه يمْحَقُ كلّ شيءٍ ويُحْرِقه . وقال الأصمعيّ : يُقال : جاءَ في ماحِقِ الصّيْفِ أي : في شِدّة حرِّه . قال ساعِدةُ بنُ جُؤَيّة الهُذَلي يصِف الحُمُر :
ظلّتْ صَوافِنَ بالأرْزانِ صاوِيَةً ... في ماحِقٍ من نَهارِ الصّيْفِ محْتَدِمِ وأمْحَقَ : هلَكَ كمِحاقِ الهِلالِ وهو قولُ أبي عمْرو قال : الإمْحاقُ : أن يهْلِكَ المالُ أو الشّيءُ كمُحاقِ الهِلاث . ومنه قولُ سَبْرةَ بنِ عمْرو الأسَديّ يهجو خالدَ بنَ قَيْس :
أبوكَ الذي يكوِي أنوفَ عُنوقِهِ ... بأظفاره حتى أنَسّ وأمحَقا
ومحّق فُلانٌ بفُلان تمْحيقاً وذلِك أنّهم في الجاهِليّة إذا كان يومُ المِحاق من الشّهْرِ بدَر الرّجُلُ الى ماءِ الرّجُل إذا غابَ عنْه فينزِل عليه ويسْقي به مالَه فلا يَزالُ قيِّمَ الماءِ ذلكَ الشّهْرَ حتّى ينسلِخَ فإذا انْسَلَخ كان ربُّه الأوّلُ أحَقَّ به فذلِك يُدْعى عندهم المَحيقَ كأميرٍ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الأمْحاق : جمعُ المَحْقِ . قال رؤبةُ :
" بلالُ يا بْنَ الأنْجُمِ الأطْلاقِ
" لسْنَ بنَخْساتٍ ولا أمْحاقِ وشيءٌ مَحيقٌ : ممْحوقٌ . وهذا الشيءُ مَمْحقَةٌ للبركَة مَفْعلةٌ من المَحْقِ أي : مظِنّةٌ له ومَحْراةٌ به . وامْتِحاقُ القمرِ : احتِراقُه وهو أن يطلُع قبل طُلوعِ الشّمْسِ فلا يُرَى يفْعَلُ ذلِك ليلَتيْن من آخِر الشهرِ . ومُحِق الرّجُلُ كعُنِيَ وامّحَق كافْتَعل : قارب الموت . وأما قول رؤبة :
" وَفْقُ هِلالٍ بينَ ليْل وأُفُقْ
" أمسى شَفَى أو خَطُّه يومَ المحَقْ فإنّه يُريدُ المِحاقَ في آخرِ الشّهْرِ حينَ دقَّ وصَغُرَ . وامْتَحَق النّباتُ : يبِسَ واحْترَق بشدّةِ الحرِّ . والانْمِحاقُ : الانْمِحاءُ والانْسِحاق . وأمْحق القمرُ : دخل في المِحاق . والمَحقَةُ مُحرّكةً : الهَلَكة . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : م خ ق
السِّمْحاق كقِرْطاسٍ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في " سحق " على أَن المِيمَ زائِدَةٌ وهي : قِشْرَةٌ رَقِيقَة فوقَ عَظم الرَّأْسِ كما في العُبابِ وفي التّهذِيبِ : جِلْدَةٌ رَقِيقَة فَوْقَ قِحْفِ الرَّأس وبِها سُمِّيَتِ الشَّجَّةُ إِذا بَلَغَتْها سِمْحاقاً . وقِيلَ : السِّمْحاقُ من الشِّجاج : الَّتِي بَلَغَت السحاةَ بَيْنَ العَظْم واللّحم وتِلْكَ السَّحاة تسَمى السِّمْحاقَ وقِيلَ : السِّمْحاقُ : الجِلْدَةُ الَّتِي بينَ العَظْم وبَيْنَ اللَحْم فوقَ العَظْم ودُونَ اللحم ولِكُلِّ عَظْم سِمْحاقٌ وقِيلَ : هي الشَّجَّةُ التي تَبْلُغُ تِلْكَ القِشْرَةَ حتى لا يَبْقَى بينَ اللَّحْم والعَظْم غَيْرها
والسُّمْحُوقُ كعُصْفُورٍ من النَّخْلِ : الطَوِيلَةُ كما في العُبابِ وقالَ اللَّيْث : السمحُوق : الطوِيلُ الدَّقِيقُ قال الأزْهَرِيُّ : ولم أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ في بابِ الطوِيلِ لغَيْرِه
ومن المَجازِ : سَماحِيق السَّماء هي القِطَعُ الرِّقاقُ من الغَيْم على التشْبِيهِ بالقِشْرَة الرقِيقةِ
وكَذا قولهم : عَلَى ثَرْبِ الشّاةِ سَماحيقُ من شَحْم أي : شيءٌ رَقِيقٌ كالقِشْرَةِ
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : السِّمْحاقُ بالكسرِ : أثَرُ الخِتانِ