وصف و معنى و تعريف كلمة وليتعظا:


وليتعظا: كلمة تتكون من سبع أحرف تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ ألف (ا) و تحتوي على واو (و) و لام (ل) و ياء (ي) و تاء (ت) و عين (ع) و ظاء (ظ) و ألف (ا) .




معنى و شرح وليتعظا في معاجم اللغة العربية:



وليتعظا

جذر [عظ]

  1. أضرار اتّعاظية: (مصطلحات)
    • أضرار يفرض على المسيء التعويض عنها ليكون عبرة لغيره. (مالية)
  2. أضرار اتّعاظية:
    • أضرار يفرض على المسيء التعويض عنها ليكون عبرة لغيره.
  3. اِتَّعَظَ : (فعل)
    • اتَّعظَ يتَّعظ ، اتِّعاظًا ، فهو مُتَّعِظ
    • يَتَّعِظُ بِغَيْرِهِ : يَستَفِيدُ مِن تَجَارِبِهِمْ وَعَظَهُ فاتَّعَظَ
    • اتَّعَظَ : قَبِلَ الموعظةَ وائْتَمر وكَفَّ نفسَه
  4. اِتِّعاظ : (اسم)
    • مصدر اِتَّعَظَ
    • اِتِّعَاظُ الوَلَدِ : قَبُولُهُ الْمَوْعِظَةِ


  5. عَظَى : (فعل)
    • عَظَى عَظْوًا عَظًى
    • عَظَاهَُظْوًا: اغْتالهُ فسقاهُ ما يقتُلُه
    • عَظَاهُ :صَرَفَهُ عن الخير
    • عَظَى الجملُ عَظًى: انتفخ بطنه من أَكل العُنظوان
  6. وَعَظَ : (فعل)
    • وعَظَ يعِظ ، عِظْ ، وَعْظًا وعِظَةً ، فهو واعِظ ، والمفعول مَوْعوظ
    • وعَظ فلانًا : نصَحه وذكَّره بالعواقِب
    • وعَظ فلانًا : وبَّخه وأنَّبه
  7. عَظَّ : (فعل)
    • عَظَّهُ عَظًّا
    • عَظَّهُ بالأَرض : أَلزقَهُ بها
    • عَظَّ الزمانُ فلانًا: عَضَّه واشتدَّ عليه
  8. عَظا : (فعل)
    • عَظَوْتُ، أَعْظُو
    • عَظَا عَدُوَّهُ : سَقَاهَ سُمّاً فَقَتَلَهُ
    • وَقَاهُ الَّلهُ مَا عَظَاهُ : مَا سَاءهُ
    • عَظَا جَارَهُ : أَبْعَدَهُ، صَرَفَهُ عَنِ الخَيْرِ
    • عَظَا الغَائِبَ : ذَكَرَهُ بِالسُّوءِ وَتَنَاوَلَهُ بِلِسَانِهِ
  9. مُتَّعِظ : (اسم)
    • مُتَّعِظ : فاعل من إِتَّعَظَ
  10. عاظَّ : (فعل)


    • عَاظَّ مُعاظَّةً، وعِظَاظًا
    • عَاظَّ القومُ : اشتدُّوا في الحرب
    • عَاظَّ فلانًا: نازعه وتمادَى في خُصومته
  11. وَعظ : (اسم)
    • مصدر وَعَظَ
    • الوَعْظ : النُّصْح وَالتَّذْكِير بِمَا يُقَوِّمُ الْأَخْلاقَ وَالأَعْمَالَ
    • مصدر وعَظَ
    • الوعْظ والإرشاد: مجموعة القواعد والأصول المنهجيَّة التي يقوم عليها تكوين الخُطَب الدِّينيّة وإلقاؤها
,
  1. أضرار اتّعاظية
    • أضرار يفرض على المسيء التعويض عنها ليكون عبرة لغيره ، وتعني بالانجليزية: exemplary damages

    المعجم: مالية

  2. عظظ
    • "العَطُّ: شقُّ الثوب وغيره عَرضاً أَو طُولاً من غير بَيْنُونة،وربما لم يقيد ببينُونة.
      عَطَّ ثوبَه يَعُطُّه عَطّاً، فهو مَعْطُوطٌ وعَطِيطٌ، واعْتَطَّه وعَطَّطه إِذا شقَّه، شدِّد للكثرة.
      والانْعِطاطُ: الانْشِقاق، وانْعَطَّ هو؛ قال أَبو النجم: كأَنَّ، تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ،شَطّاً رَمَيْتَ فَوْقَه بشَطْ وقال المتنخل: بضَرْبٍ في القَوانِسِ ذي فُرُوغٍ،وطَعْنٍ مِثْلِ تعْطِيطِ الرِّهاطِ ‏

      ويروى: ‏في الجماجِِمِ ذي فُضُولٍ، ويروى: تَعْطاط.
      والرَّهْطُ: جلد يشقَّق تَلْبَسه الصبيان والنساء.
      وقال ابن بري: الرِّهاط جُلود تشقَّق سيوراً.
      والعَطَوَّطُ: الطويل.
      والأَعطّ: الطويل.
      وقال ابن بري: العُطُطُ المَلاحِفُ المُقَطَّعةُ؛ وقول المتنخل الهذلي: وذلك يَقْتُلُ الفِتْيانَ شَفْعاً،ويَسْلُبُ حُلَّةَ الليْثِ العَطاطِ وقال ابن بري: هو لعمرو بن معديكرب، قيل: هو الجَسِيم الطويل الشُّجاع.
      والعَطاط: الأَسد والشجاع.
      ويقال: لَيْثٌ عَطاطٌ، وشجاع عَطاط: جسيم شديد، وعَطَّه يَعُطُّه عَطّاً إِذا صرعه.
      ورجل مَعْطُوطٌ مَعْتُوتٌ إِذا غُلِبَ قولاً وفعلاً.
      وانْعَطَّ العُودُ انْعِطاطاً إِذا تثنى من غير كسر.
      والعَطَوَّطُ: الانْطلاقُ السريع كالعَطَوَّدِ.
      والعَطَوَّدُ: الشديدُ من كل شيء.
      والعُطْعُط: الجَدْي، ويقال له العُتْعُتُ أَيضاً.
      والعَطْعَطَةُ: حكاية صوت.
      والعَطْعَطَةُ: تَتابُعُ الأَصوات واختلافُها في الحرب، وهي أَيضاً حكاية أَصوات المُجّانِ إِذا، قالوا: عِيطِ عِيطِ،وذلك إِذا غَلب قوم قوماً.
      يقال: هم يُعَطْعِطُون وقد عَطْعَطُوا.
      وفي حديث ابن أُنَيْسٍ: إِنه ليُعَطْعِطُ الكلامَ.
      وعَطْعَطَ بالذئب:، قال له عاطِ عاطِ.
      "

    المعجم: لسان العرب

,
  1. لانَ

    • ـ لانَ يَلينُ لِيناً ولَياناً ، وتَلَيَّنَ ، فهو لَيِّنٌ ولَيْنٌ ، أو المُخَفَّفَةُ في المَدْحِ خاصَّةً , ج : لَيْنُونَ وألْيِناءُ ، ولَيَّنْتُه وألَنْتُه .
      ـ لَّيانُ : رَخاءُ العَيْشِ .
      ـ اسْتَلانَهُ : رآهُ أو وَجَدَهُ لَيِّناً .
      ـ إنه لذُو مَلْيَنَةٍ : لَيِّنُ الجانِبِ ، وهَيِّنٌ لَيِّنٌ ، وهَيِنٌ ولَيِنٌ , ج : ألْيِناءُ .
      ـ لايَنَه مُلايَنَةً ولِياناً : لانَ له .
      ـ لَّيْنَةُ : كالمِسْوَرَةِ يُتَوَسَّدُ بها ،
      ـ لِّيْنَةُ : ماءٌ بطريقِ مكةَ ، حَفَرَهُ سُليمانُ عليه السلامُ .
      ـ أبو لِينَةَ : النَّضْرُ بنُ مُطَرِّفٍ ، كُوفِيٌّ ضعيفُ الحديثِ .
      ـ لِّينُ : قرية بِمَرْوَ ، منها محمدُ بنُ نَصْرٍ ، وأُخْرَى بين المَوْصِلِ ونَصيبين ، وموضع ببلاد الغربِ .
      ـ مِلْيانَةُ : بلد بالمَغْرِبِ .
      ـ تَلَيَّنَ له : تَمَلَّقَ .
      ـ بابُ لَيُونٍ : قرية بمصرَ ، أو مَحَلَّةٌ بها .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. أَمَلُ
    • ـ أَمَلُ ، وأَمْلُ وإِمْلُ : الرَّجاءُ ، ج : آمالٌ .
      ـ أمَلَهُ أمْلاً ، وأمَّلَه : رَجاهُ .
      ـ ما أطْوَلَ إِمْلَتَهُ : أمَلَهُ ، أو تأميلَهُ .
      ـ تأمَّلَ : تَلَبَّثَ في الأَمْرِ والنَّظَرِ .
      ـ أَمِيلُ : موضع ، والحَبْلُ من الرَّمْلِ مَسيرَةَ يومٍ طُولاً وميلٍ عَرْضاً ، أَو المُرْتَفِعُ منه ، ج : أُمُلٌ .
      ـ أَمولُ : موضع .
      ـ مُؤَمَّلُ : الثامِنُ من خَيْلِ الحَلْبَةِ .
      ـ أَمَلَةُ : أعوانُ الرَّجُلِ .
      ـ آمُلُ : بلد بطَبرِسْتانَ ، منه : الإِمامُ محمدُ بنُ جَريرٍ الطَّبَرِيُّ ، والفَضْلُ بنُ أحمدَ الزُّهْرِيُّ ، وبلد على مِيلٍ من جَيْحونَ ،
      ـ العامَّةُ تقولُ : آمو ، والصَّوابُ : آمُلُ ، منه : عبدُ الله بنُ حَمَّادٍ شَيخُ البُخاريِّ ، وأحمدُ بنُ عَبْدَةَ شَيْخُ أبي داودَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. رَمْلُ
    • ـ رَمْلُ : معروف ، واحِدُهُ : رَمْلَةٌ ، وبها سُمِّيَتْ رَمْلَةُ أُمُّ حَبيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، وغيْرُهَا ، ج : رِمالٌ وأرْمُلٌ .
      ـ رَمَلَ الطَّعامَ : جَعَلَ فيه الرَّمْلَ ،
      ـ رَمَلَ الثَّوْبَ : لَطَخَهُ بالدَّمِ ،
      ـ رَمَلَ النَّسْجَ : رَقَّقَهُ ، كأَرْمَلَهُ ورَمَّلَهُ ،
      ـ رَمَلَ السَّريرَ أوِ الحَصيرَ : زَيَّنَهُ بالجَوْهَرِ ونَحْوِهِ ،
      ـ رَمَلَ السَّريرَ : رمَلَ شَريطاً فَجَعَلَهُ ظَهْراً له ، كأَرْمَلَهُ ،
      ـ رَمَلَ فُلانٌ رَمَلاً ورَمَلاناً ومَرْمَلاً : هَرْوَلَ .
      ـ رَمَلُ في العَرُوضِ : منه ، وهو غير القَصِيدِ والرَّجَزِ ، والقَلِيلُ من المطرِ ، والزيادَةُ في الشيءِ ، وخُطوطٌ في قَوائِمِ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ مُخَالِفَةٌ لسائِرِ لَوْنِهَا .
      ـ أرْمَلُوا : نَفِدَ زادُهُم ، وأرْمَلُوهُ ،
      ـ أرْمَلَ الحَبْلَ : طَوَّلَهُ ،
      ـ أرْمَلَ السَّهْمُ : تَلَطَّخَ بالدَّمِ ،
      ـ أرْمَلَتِ المرأةُ : صارتْ أرْمَلَةً ، كَرَمَّلَتْ .
      ـ رجُلٌ أرْمَلُ ، وامرأةٌ أرْمَلَةٌ : مُحْتاجَةٌ أو مِسْكِينَةٌ ، ج : أرامِلُ وأرامِلَةٌ .
      ـ أَرْمَلُ : العَزَبُ ، وهي : أَرْمَلَةٌ ، أو لا يقالُ للعَزَبَةِ المُوسِرَةِ أرْمَلَةٌ ،
      ـ أَرْمَلُ من الأَعْوَامِ : القليلُ المطرِ والنَّفْعِ .
      ـ أَرْمَلَةُ : الرجالُ المُحْتاجُونَ الضُّعَفَاءُ .
      ـ أُرْمُولَةُ العَرْفَجِ : جُذْمورهُ ، ج : أرامِلُ وأرامِيلُ .
      ـ رُمْلَةُ : الخَطُّ الأَسْوَدُ ، ج : رُمَلُ ، وأرْمالٌ ،
      ـ رَمْلَةُ : خَمْسَةُ مَواضِعَ أشْهَرُهَا : بلد بالشَّأْمِ ، منه : إدْريسُ الرَّمْلِيُّ ، ومَكِّيُّ بنُ عبدِ السلامِ الرُّمَيْلِيُّ .
      ـ نَعْجَةٌ رمْلاءُ : سَوْدَاءُ القَوائِمِ وسائرُها أبيضُ .
      ـ مُرَمِّلُ ومُرْمِلُ : الأَسَدُ .
      ـ مِرْمَلُ : القَيْدُ الصغيرُ .
      ـ يَرْمولُ : الخُوصُ المَرْمُولُ .
      ـ رُمالُ الحصيرِ : مَرْمولُه .
      ـ خَبيصٌ مُرَمَّلٌ : كثُرَ عَصْدُه ولَيُّهُ .
      ـ أرْمَلولٌ : بلد بالمَغْرِبِ .
      ـ تُرامِلُ : واد .
      ـ يَرْمَلُ : موضع .
      ـ يَرْمَلَةُ : ناحيةٌ بالأَنْدَلُسِ .
      ـ غُلامٌ أُرْمُولَةٌ : أَرْمَلُ .
      ـ رُمَيْلَةُ : ثلاثةُ مَواضِعَ ، واسمٌ .
      ـ تَرْمِيلُ : التَّزْييفُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. وُلِيَتِ
    • وُلِيَتِ الأَرضُ : مُطِرت بالوَليِّ .


    المعجم: المعجم الوسيط

  5. الوَلِيَّةُ
    • الوَلِيَّةُ : البَرْذعةُ إِذا كانت على ظهر البعير .
      و الوَلِيَّةُ كلُّ ما وَلِيَ ظهرَ البعير من كِساءٍ أَو غيره .
      و الوَلِيَّةُ ما تخبؤه المرأَةُ من زادٍ لضَيفٍ ينزل . والجمع : وَلاَيَا ، وأَوْلِيةٌ .

    المعجم: المعجم الوسيط

  6. وَلِيٌّ
    • جمع : أَوْلِيَاءُ ، وَلِيَّاتٌ . [ و ل ي ].
      1 . :- هُوَ وَلِيُّهُ :- : مَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهُ . :- وَلِيُّ الْيَتِيمِ .
      2 . :- مِنْ أَوْلِيَائِهِ :- : مِنْ أَنْصَارِهِ ، مِنْ حُلَفَائِهِ .
      3 . :- هُوَ وَلِيُّ نِعْمَتِهِ :- : مُحْسِنٌ لَهُ .
      4 . :- الْمُؤْمِنُ وَلِيُّ اللَّهِ :- : مُطِيعٌ .
      5 . :- وَلِيٌّ صَالِحٌ :- : عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ الرَّجُلُ الْمَعْرُوفُ بِسِيرَتِهِ الْمُسْتَقِيمَةِ وَعِبَادَتِهِ وَسُلُوكِهِ ، وَهُوَ مَا يُقَابِلُ الْقِدِّيسَ عِنْدَ الْمَسِيحِيِّينَ .
      6 . :- وَلِيُّ الْعَهْدِ :- : وَرِيثُ الْمَلِكِ الَّذِي يَتَوَلىَّ الْحُكْمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ .

    المعجم: الغني

  7. وَليّة
    • ولية - ج ، وليات وولايا وأولية
      1 - ولية : مؤنث ولي . 2 - ولية : قرب . 3 - ولية برذعة الحمار . 4 - ولية : « دار ولية » : قريبة .

    المعجم: الرائد



  8. الرّمل
    • ( عر ) أحد بحور الشِّعر العربي ، ووزنه

    المعجم: عربي عامة

  9. الرَّمَلُ
    • الرَّمَلُ : المطر الضعيف . والجمع : أرمال .
      و الرَّمَلُ أحدُ بُحُور الشِّعر ، وقد زاد شُيوعه في العصر الحديث ، ويؤسس الشطر منه على النحو التالي : فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلن .
      و الرَّمَلُ الزيادة في الشيء .

    المعجم: المعجم الوسيط

  10. الرَّمْلُ
    • الرَّمْلُ : فُتاتُ الصخرِ . والجمع : رمال ، والقطعة منه رَملةٌ .
      و ( عِلْمُ الرَّملِ ) : علم يبحث فيه عن المجهولات ، وهو خرافة .

    المعجم: المعجم الوسيط

  11. الرمل

    • الرمل هو المشي السريع مع هز الكتفين بين العلامتين الخضراوتين اللتين تقعان بين الصفا والمروة ويكون للرجال دون النساء ‏

    المعجم: مصطلحات فقهية

  12. بقلة الرمل
    • الشريف : وتسميها العرب بقلة البراري

    المعجم: الأعشاب

  13. تبر
    • " التِّبْرُ : الذهبُ كُلُّه ، وقيل : هو من الذهب والفضة وجميع جواهر الأَرض من النحاس والصُّفْرِ والشَّبَهِ والزُّجاج وغير ذلك مما استخرج من المعدن قبل أَن يصاغ ويستعمل ؛ وقيل : هو الذهب المكسور ؛ قال الشاعر : كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ من تِبْرِهِمْ ، وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ ابن الأَعرابي : التِّبْرُ الفُتاتُ من الذهب والفضة قبل أَن يصاغا فإِذا صيغا فهما ذهب وفضة .
      الجوهري : التِّبْرُ ما كان من الذهب غير مضروب فإِذا ضرب دنانير فهو عين ، قال : ولا يقال تِبْرٌ إِلا للذهب وبعضهم يقوله للفضة أَيضاً .
      وفي الحديث : الذهب بالذهب تِبْرِها وعَيْنِها ، والفضة بالفضة تبرها وعينها .
      قال : وقد يطلق التبر على غير الذهب والفضة من المعدنيات كالنحاس والحديد والرَّصاص ، وأَكثر اختصاصه بالذهب ، ومنهم من يجعله في الذهب أَصلاً وفي غيره فرعاً ومجازاً .
      قال ابن جني : لا يقال له تبر حتى يكون في تراب معدنه أَو مكسوراً ؛ قال الزجاج : ومنه قيل لمكسر الزجاج تبر .
      والتَّبَارُ : الهلاك .
      وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه .
      وهؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ .
      وفي حديث عليٍّ ، كرّم الله وجهه : عَجْزٌ حاضر ورَأْيٌ مُتَبَّر ، أَي مهلَك .
      وتَبَّرَهُ هو : كسره وأَذهبه .
      وفي التنزيل العزيز : ولا تزد الظالمين إِلا تَبَاراً ؛ قال الزجاج : معناه إِلاَّ هلاكاً ، ولذلك سمي كل مُكَسَّرٍ تِبْراً .
      وقال في قوله عز وجل : وكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً ، قال : التتبير التدمير ؛ وكل شيء كسرته وفتتته ، فقد تَبَّرْتَهُ ، ويقال : تَبِرَ (* قوله « تبر » من باب ضرب على ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح ).
      الشيءُ يَتْبَرُ تَباراً .
      ابن الأَعرابي : المتبور الهالك ، والمبتور الناقص .
      قال : والتَّبْراءُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق .
      وما أَصبتُ منه تَبْرِيراً أَي شيئاً ، لا يستعمل إِلا في النفي ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي .
      الجوهري : ويقال في رأْسه تِبْرِيَةٌ ؛ قال أَبو عبيدة : لغة في الهِبْرِيَةِ وهي التي تكون في أُصول الشعر مثل النُّخَالَةِ .
      "

    المعجم: لسان العرب

  14. لطف
    • " اللَّطِيف : صفة من صفات اللّه واسم من أَسمائه ، وفي التنزيل العزيز : اللّه لطيف بعباده ، وفيه : وهو اللطيف الخبير ؛ ومعناه ، واللّه أَعلم ، الرفيق بعباده .
      قال أَبو عمرو : اللطيف الذي يوصل إليك أَربك في رِفْق ، واللُّطفُ من اللّه تعالى : التوفيق والعِصمة ، وقال ابن الأَثير في تفسيره : اللَّطِيف هو الذي اجتمع له الرِّفق في الفعل والعلمُ بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه .
      يقال : لَطف به وله ، بالفتح ، يَلْطُف لُطْفاً إذا رَفَقَ به .
      فأَما لَطُف ، بالضم ، يَلْطُف فمعناه صغُر ودقَّ .
      ابن الأَعرابي : لَطف فلان يَلْطُف إذا رَفَق لُطْفاً ، ويقال : لَطَف اللّه لك أَي أَوْصَل إليك ما تُحِب برِفْق .
      وفي حديث الإفك : ولا أَرَى منه اللطف الذي كنت أَعرفه أَي الرِّفق والبر ، ويروى بفتح اللام والطاء ، لغة فيه .
      واللُّطْف واللَّطَف : البر والتَّكْرمة والتحَفِّي .
      لَطف به لُطْفاً ولَطافة وأَلطَفه وأَلطفته : أَتحَفْته .
      وأَلطفه بكذا أَي بَرَّه به ، والاسم اللَّطَفُ ، بالتحريك .
      يقال : جاءتنا لَطَفةٌ من فلان أَي هَدية .
      وهؤلاء لَطَف فلان أَي أَصحابه وأَهله الذين يُلطفونه ؛ عن اللحياني ؛ قال أَبو ذؤيب : ولا لَطَفٌ يَبْكي عليك نَصيح حمل الوصف على اللفظ لأن لفظ لَطَف لفظ الواحد ، فلذلك ساغ له وصف الجمع بالواحد ، وقد يجوز أَن يعنى بلَطَف واحد ، وإن شئت جعلت اللَّطَف مصدراً فيكون معناه ولا ذو لَطَف ، والاسم اللُّطف .
      وهو لَطيف بالأَمر أَي رَفِيق ، وقد لَطَف به .
      وفي حديث ابن الصَّبْغاء : فاجْمَعْ له الأَحِبّة الأَلاطِف ؛ قال ابن الأَثير : هو جمع الأَلطف ، أَفعل من اللُّطف الرِّفْق ، قال : ويروى الأَظالف ، بالظاء المعجمة .
      واللَّطِيفُ من الأَجْرام والكلام : ما لا خَفاء فيه ، وقد لَطُفَ لَطافة ، بالضم ، أَي صغُر ، فهو لَطِيف .
      وجارية لطيفة الخَصْر إذا كانت ضامرة البطن .
      واللَّطِيفُ من الكلام : ما غَمُض معناه وخَفي .
      واللُّطْف في العمل : الرفق فيه .
      ولَطُف الشيءُ يَلْطُف : صغر ؛ وقول أَبي ذؤيب : وهمْ سبعة كعَوالي الرِّما حِ ، بِيضُ الوُجوهِ لِطافُ الأُزُرْ إنما عنى أَنهم خِماص البطون لطافُ مواضِع الأُزر ؛ وقول الفرزدق : ولَلَّهُ أَدْنَى مِن وَرِيدي وأَلْطَفُ إنما يريد وأَلطف اتِّصالاً .
      ولَطُف عنه : كصغُر عنه .
      وأَلطف الرجلُ البعيرَ وأَلطف له أَدخل قضيبه في حياء الناقة ؛ عن ابن الأَعرابي ، وذلك إذا لم يهتدِ لموضع الضِّراب .
      أَبو زيد : يقال للجمل إذا لم يَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعي قضيبه في حيائها : قد أَخْلطه إخْلاطاً وألطفه إلطافاً ، وهو يُخْلِطه ويُلطِفه .
      واسْتخْلط الجمل واسْتَلْطَف إذا فعل ذلك من تِلقاء نفسه وأَدخله فيها بنفسه ، وأَخلط غيره .
      أَبو صاعِد الكِلابيّ : يقال أَلطفت الشيء بجنبي واستلطفته إذا أَلصقته وهو ضد جافيته عني ؛

      وأَنشد : سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً ، دونَ ريْطَتي ودُونَ رِدائي الجَرْدِ ، ذا شُطَبٍ عَضَْبا والتلَطُّف للأَمر : الترفُّق له ، وأُمٌّ لطِيفة بولدها تُلْطِفُ إلطافاً .
      واللَّطَف أَيضاً من طُرَف التُّحَف : ما أَلطَفْت به أَخاك ليَعْرِفَ به بِرَّك .
      والمُلاطَفة : المُبارَّة .
      وأَبو لَطِيف : من كُناهم ؛ قال عُمارة بن أَبي طَرفة : فَصِلْ جَناحي بأَبي لَطِيف "

    المعجم: لسان العرب

  15. بدل
    • " الفراء : بَدَلٌ وبِدْلٌ لغتان ، ومَثَل ومِثْل ، وشَبَه وشِبْه ، ونَكَل ونِكْل .
      قال أَبو عبيد : ولم يُسْمَع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأَربعة الأَحرف .
      والبَدِيل : البَدَل .
      وبَدَلُ الشيء : غَيْرُه .
      ابن سيده : بِدْل الشيء وبَدَله وبَدِيله الخَلَف منه ، والجمع أَبدال .
      قال سيبوبه : إِنَّ بَدَلك زَيد أَي إِنَّ بَديلك زَيْد ، قال : ويقول الرجل للرجل اذهب معك بفلان ، فيقول : معي رجل بَدَلُه أَي رجل يُغْني غَناءه ويكون في مكانه .
      وتَبَدَّل الشيءَ وتَبدل به واستبدله واستبدل به ، كُلُّه : اتخذ منه بَدَلاً .
      وأَبْدَل الشيءَ من الشيء وبَدّله : تَخِذَه منه بدلاً .
      وأَبدلت الشيء بغيره وبدّله الله من الخوف أَمْناً .
      وتبديل الشيء : تغييره وإِن لم تأْت ببدل .
      واستبدل الشيء بغيره وتبدَّله به إِذا أَخذه مكانه .
      والمبادلة : التبادُل .
      والأَصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله ، والأَصل في الإِبدال جعل شيء مكان شيء آخر كإِبدالك من الواو تاء في تالله ، والعرب تقول للذي يبيع كل شيء من المأْكولات بَدَّال ؛ قاله أَبو الهيثم ، والعامة تقول بَقَّال .
      وقوله عز وجل : يوم تُبَدَّل الأَرْضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ ؛ قال الزجاج : تبديلها ، والله أَعلم ، تسييرُ جبالها وتفجير بِحارها وكونُها مستوية لا تَرى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً ، وتبديل السموات انتثار كواكِبها وانفطارُها وانشقاقُها وتكوير شمسها وخسوف قمرها ، وأَراد غيرَ السموات فاكتَفى بما تقدم .
      أَبو العباس : ثعلب يقال أَبْدلت الخاتم بالحَلْقة إِذا نَحَّيت هذا وجعلت هذا مكانه .
      وبدَّلت الخاتم بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه وسوَّيته حَلْقة .
      وبدلت الحَلْقة بالخاتم إِذا أَذبتها وجعلتها خاتماً ؛ قال أَبو العباس : وحقيقته أَن التبديل تغيير الصورة إِلى صورة أُخرى والجَوْهرةُ بعينها .
      والإِبدال : تَنْحيةُ الجوهرة واستئناف جوهرة أُخرى ؛ ومنه قول أَبي النجم : عَزْل الأَمير للأَمير المُبْدَل أَلا ترى أَنه نَحَّى جسماً وجعل مكانه جسماً غيره ؟، قال أَبو عمرو : فعرضت هذا على المبرد فاستحسنه وزاد فيه فقال : وقد جعلت العرب بدَّلت بمعنى أَبدلت ، وهو قول الله عز وجل : أُولئك يبدّل الله سَيِّئاتهم حسنات ؛ أَلا ترى أَنه قد أَزال السيئات وجعل مكانها حسنات ؟، قال : وأَمَّا ما شَرَط أَحمد بن يحيى فهو معنى قوله تعالى : كلما نَضِجَت جُلودُهم بدَّلناهم جُلوداً غيرها .
      قال : فهذه هي الجوهرة ، وتبديلها تغيير صورتها إِلى غيرها لأَنها كانت ناعمة فاسودّت من العذاب فردّت صورةُ جُلودهم الأُولى لما نَضِجَت تلك الصورة ، فالجوهرة واحدة والصورة مختلفة .
      وقال الليث : استبدل ثوباً مكان ثوب وأَخاً مكان أَخ ونحو ذلك المبادلة .
      قال أَبو عبيد : هذا باب المبدول من الحروف والمحوّل ، ثم ذكر مَدَهْته ومَدَحْته ، قال الشيخ : وهذا يدل على أَن بَدَلت متعدّ ؛ قال ابن السكيت : جمع بَدِيل بَدْلى ، قال : وهذا يدل على أَن بَديلاً بمعنى مُبْدَل .
      وقال أَبو حاتم : سمي البدّال بدّالاً لأَنه يبدّل بيعاً ببيع فيبيع اليوم شيئاً وغداً شيئاً آخر ، قال : وهذا كله يدل على أَن بَدَلت ، بالتخفيف ، جائز وأَنه متعدّ .
      والمبادلة مفاعلة من بَدَلت ؛ وقوله : فلم أَكُنْ ، والمالِكِ الأَجَلِّ ، أَرْضى بِخَلٍّ ، بعدَها ، مُبْدَلِّ إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللام للضرورة ، قال ابن سيده : وعندي أَنه شدَّدها للوقف ثم اضطُرَّ فأَجرى الوصل مُجْرى الوقف كما ، قال : ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ واختار المالك على المَلك ليسلم الجزء من الخَبْل ، وحروف البدل : الهمزة والأَلف والياء والواو والميم والنون والتاء والهاء والطاء والدال والجيم ، وإِذا أَضفت إِليها السين واللام وأَخرجت منها الطاء والدال والجيم كانت حروفَ الزيادةِ ؛ قال ابن سيده : ولسنا نريد البدل الذي يحدث مع الإِدغام إِنما نريد البدل في غير إِدغام .
      وبادَلَ الرجلَ مُبادَلة وبِدالاً : أَعطاه مثل ما أَخَذَ منه ؛

      أَنشد ابن الأَعرابي :، قال : أَبي خَوْنٌ ، فقيل : لالا اَيْسَ أَباك ، فاتْبَعِ البِدَالا والأَبدال : قوم من الصالحين بهم يُقيم اللهُ الأَرض ، أَربعون في الشام وثلاثون في سائر البلاد ، لا يموت منهم أَحد إِلا قام مكانه آخر ، فلذلك سُمُّوا أَبدالاً ، وواحد الأَبدال العُبَّاد بِدْل وبَدَل ؛ وقال ابن دريد : الواحد بَدِيل .
      وروى ابن شميل بسنده حديثاً عن علي ، كرم الله وجهه ، أَن ؟

      ‏ قال : الأَبدال بالشام ، والنُّجَباء بمصر ، والعصائب بالعراق ؛ قال ابن شميل : الأَبدال خِيارٌ بَدَلٌ من خِيار ، والعصائب عُصْبة وعصائب يجتمعون فيكون بينهم حرب ؛ قال ابن السكيت : سمي المُبَرِّزون في الصلاح أَبدالاً لأَنهم أُبْدِلوا من السلف الصالح ، قال : والأَبدال جمع بَدَل وبِدْل ، وجَمْع بَدِيل بَدْلى ، والأَبدال : الأَولياء والعُبَّاد ، سُموا بذلك لأَنهم كلما مات منهم واحد أُبدل بآخر .
      وبَدَّل الشيءَ : حَرَّفه .
      وقوله عز وجل : وما بَدَّلوا تبديلاً ؛ قال الزجاج : معناه أَنهم ماتوا على دينهم غَيْرَ مُبَدِّلين .
      ورجل بِدْل : كريم ؛ عن كراع ، والجمع أَبدال .
      ورجل بِدْل وبَدَل : شريف ، والجمع كالجمع ، وهاتان الأَخيرتان غير خاليتين من معنى الخَلَف .
      وتَبَدَّل الشيءُ : تَغَيَّر ؛ فأَما قول الراجز : فبُدِّلَتْ ، والدَّهْرُ ذو تبدُّلِ ، هَيْفا دَبُوراً بالصَّبا والشَّمْأَلِ فإِنه أَراد ذو تبديل .
      والبَدَل : وَجَع في اليدين والرجلين ، وقيل : وجع المفاصل واليدين والرجلين ؛ بَدِل ، بالكسر ، يَبْدَل بَدلاً فهو بَدِلٌ إِذا وَجِع يَديه ورجليه ؛ قال الشَّوْأَل بن نُعيم أَنشده يعقوب في الأَلفاظ : فَتَمَذَّرَتْ نفسي لذاك ، ولم أَزل بَدِلاً نَهارِيَ كُلَّه حتى الأُصُل والبَأْدَلة : ما بين العُنُق والتَّرْقُوَة ، والجمع بآدل ؛ قال الشاعر : فَتىً قُدَّ السَّيْفِ ، لا مُتآزفٌ ، ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُه وقيل : هي لحم الصدر وهي البَأْدَلة والبَهْدَلة وهي الفَهْدَة .
      ومَشى البَأْدَلة إِذا مَشى مُحَرِّكاً بآدله ، وهي مِن مِشْية القِصار من النساء ؛

      قال : قد كان فيما بيننا مُشاهَلَه ، ثم تَوَلَّتْ ، وهي تَمْشي البَادَله أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حتى كأَن وضعها أَلف ، وذلك لمكان التأْسيس .
      وبَدِل : شكا بَأْدَلته على حكم الفعل المَصُوغ من أَلفاظ الأَعضاء لا على العامّة ؛ قال ابن سيده : وبذلك قَضينا على همزتها بالزيادة وهو مذهب سيبويه في الهمزة إِذا كانت الكلمة تزيد على الثلاثة ؛ وفي الصفات لأَبي عبيد : البَأْدَلة اللَّحمية في باطن الفخذ .
      وقال نُصير : البَأْدَلتان بطون الفخذين ، والرَّبْلتان لحم باطن الفَخذ ، والحاذان لحم ظاهِرهما حيث يقع شعر الذَّنَب ، والجاعِرتان رأْساً الفخذين حيث يُوسَم الحمار بحَلْقة ، والرَّعْثاوان والثَّنْدُوَتان يُسَمَّينَ البآدل ، والثَّنْدُوَتان لَحْمتان فوق الثديين .
      وبادَوْلى وبادُولى ، بالفتح والضم : موضع ؛ قال الأَعشى : حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغَمِيس فَبادَوْ لى ، وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَال يروى بالفتح والضم جميعاً .
      ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السخيف : هذا رأْي الجَدَّالين والبَدَّالين .
      والبَدَّال : الذي ليس له مال إِلا بقدر مايشتري به شيئاً ، فإِذا باعه اشترى به بدلاً منه يسمى بَدَّالاً ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  16. رمل
    • " الرَّمْل : نوع معروف من التراب ، وجمعه الرِّمال ، والقطعة منها رَمْلة ؛ ابن سيده : واحدته رَمْلة ، وبه سميت المرأَة ، وهي الرِّمال والأَرْمُلُ ؛ قال العجاج : يَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل ، جَوْزَ الفَلا ، من أَرْمُل وأَرْمُل ورَمَّل الطعامَ : جعل فيه الرَّمْل .
      وفي حديث الحُمُر الأَهلية : أَمر أَن تُكْفأ القُدور وأَن يُرَمَّل اللحم بالتراب أَي يُلَتّ بالتراب لئلا ينتفع به .
      ورَمَّل الثوب ونحوه : لَطَّخه بالدم ، ويقال : أَرْمَلَ السهم إِرْمالاً إِذا أَصابه الدم فبقي أَثره ؛ وقال أَبو النجم يصف سهاماً : مُحْمَرَّة الرِّيش على ارْتِمالها ، من عَلَقٍ أَقْبَل في شِكالها (* قوله « شكالها » هكذا في الأصل وشرح القاموس ، والذي في التكملة : سعالها بالمهملتين مضبوطاً بضم السين ).
      ويقال : رُمِّل فلان بالدم وضُمِّخ بالدم وضُرِّج بالدم كُلُّه إِذا لُطِّخَ به ، وقد تَرَمَّل بدمه .
      الجوهري : رَمَّله بالدم فتَرَمَّل وارْتَمَلَ أَي تَلَطَّخ ؛ قال أَبو أَخزم الطائي : إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلوني بالدَّمِ ، شِنْشِنةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُله رَمْلاً ورَمَّله وأَرمله : رَقَّقه .
      ورَمَل السريرَ والحصيرَ يَرْمُله رَمْلاً : زيَّنه بالجوهر ونحوه .
      أَبو عبيد : رَمَلْت الحصيرَ وأَرملته ، فهو مَرْمول ومُرْمَل إِذا نَسَجته وسَقَفْته .
      وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان مضطجعاً على رُمال سَرير قد أَثَّر في جنبه ؛ قال الشاعر : إِذ لا يزال على طريقٍ لاحِب ، وكأَنَّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَل وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : دخلت على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وإِذا هو جالس على رُمال سرير ، وفي رواية : حَصِير ؛ الرُّمالُ : ما رُمِل أَي نُسِج ؛ قال الزمخشري : ونظيره الحُطام والرُّكام لما حُطِم ورُكِم ، وقال ‏ ‏ .
      غيره : ‏ الرِّمال جمع رَمْل بمعنى مَرْمُول كَخَلْق الله بمعنى مخلوقه ، والمراد أَنه كان السرير قد نُسِج وجهه بالسَّعَف ولم يكن على السرير وِطاء سوى الحَصِير .
      والرَّوامِل : نواسِج الحَصِير ، الواحدة راملة ، وقد أَرمَله ؛

      وأَنشد أَبو عبيد : كأَنَّ نَسْج العنكبوت المُرْمَلُ وقد رَمَل سريره وأَرْمَله إِذا رَمَل شَرِيطاً أَو غيره فجعله ظَهْراً له .
      ويقال : خَبِيصٌ مُرْمَل إِذا عُصِد عَصْداً شديداً حتى صارت فيه طرائق موضونة .
      وطعام مُرَمَّل إِذا أُلقي فيه الرَّمْل .
      والرَّمَل ، بالتحريك : الهَرْولة .
      ورَمَل يَرْمُل رَمَلاً : وهو دون المشي (* قوله « وهو دون المشي إلخ » هكذا في الأصل وشرح القاموس : ولعله فوق المشي ودون العدو ) وفوق العَدْو .
      ويقال : رَمَل الرَّجلُ يَرْمُل رَمَلاناً ورَمَلاً إِذا أَسرع في مِشيته وهزَّ منكبيه ، وهو في ذلك لا يَنْزُو ، والطائف بالبيت يَرْمُل رَمَلاناً اقتداءً بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وبأَصحابه ، وذلك بأَنهم رَمَلوا ليَعْلم أَهلُ مكة أَن بهم قُوَّة ؛

      وأَنشد المبرد : ناقته تَرْمُل في النِّقال ، مُتْلِف مالٍ ومُفيد مال والنِّقال : المُناقَلة ، وهو أَن تضع رجليها مواضع يديها ؛ ورَمَلْت بين الصَّفا والمَرْوة رَمَلاً ورَمَلاناً .
      وفي حديث الطواف : رَمَل ثلاثاً ومَشَى أَربعاً .
      وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ عن المَناكب وقد أَطَّأَ اللهُ الإِسلام ؟، قال ابن الأَثير : يكثر مجيء المصدر على هذا الوزن في أَنواع الحركة كالنَّزَوان والنَّسَلان والرَّسَفان وأَشباه ذلك ؛ وحكى الحربيُّ فيه قولاً غريباً ، قال : إِنه تثنية الرَّمَل وليس مصدراً ، وهو أَن يَهُزَّ منكبيه ولا يُسْرع ، والسعي أَن يُسرع في المشي ، وأَراد بالرَّمَلين الرَّمَل والسعي ، قال : وجاز أَن يقال للرَّمَل والسعي الرَّمَلانِ ، لأَنه لما خَفَّ اسم الرَّمَل وثَقُل اسم السعي غُلِّب الأَخف فقيل الرَّمَلانِ ، كما ، قالوا القَمَرانِ والعُمَرانِ ، قال : وهذا القول من ذلك الإِمام كما تراه ، فإِن الحال التي شُرِع فيها رَمَلُ الطواف ، وقول عُمَر فيه ما ، قال يشهد بخلافه لأَن رَمَل الطواف هو الذي أَمر به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَصحابه في عُمْرة القضاء ليُري المشركين قوّتهم حيث ، قالوا : وهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب وهو مسنون في بعض الأَطواف دون البعض ، وأَما السعي بين الصفا والمروة فهو شِعار قديم من عهد هاجَر أُمِّ إِسمعيل ، عليهما السلام ، فإِذاً المراد بقول عمر ، رضي الله عنه ، رَمَلانُ الطوافِ وحده الذي سُنَّ لأَجل الكفار ، وهو مصدر ، قال : وكذلك شَرَحه أَهل العلم لا خلاف بينهم فيه فليس للتثنية وجه .
      والرَّمَل : ضرب من عروض يجيء على فاعلاتن فاعلاتن ؛

      قال : لا يُغْلَب النازعُ ما دام الرَّمَل ، ومن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل (* قوله « فالقطبيات » هكذا في الأصل بتخفيف الطاء ومثله في القاموس ، وضبطه ياقوت بتشديدها ).
      ونحو قوله : أَلا لله قَوْمٌ وَ لَدَتْ أُختُ بني سَهْم أَراد ولدتهم ، قال : وعامة المَجْزوء يَجْعَلونه رَمَلاً ؛ كذا سمع من العرب ؛ قال ابن جني : قوله وهو مما تسمي العرب ، مع أَن كل لفظة ولقب استعمله العَروضيُّون فهو من كلام العرب ، تأْويله إِنما استعملته في الموضع الذي استعمله فيه العَروضيُّون ، وليس منقولاً عن موضعه لا نقل العَلَم ولا نقل التشبيه على ما تقدم من قولك في ذينك ، أَلا ترى أَن العَروض والمِصْراع والقَبْض والعَقْل وغير ذلك من الأَسماء التي استعملها أَصحاب هذه الصناعة قد تعلقت العربْ بها ؟ ولكن ليس في المواضع التي نقلها أَهل هذا العلم إِليها ، إِنما العَروض الخَشَبة التي في وسط البيت المَبْنِيِّ لهم ، والمِصْراع أَحد صِفْقَي الباب فنقل ذلك ونحوه تشبيهاً ، وأَما الرَّمَل فإِن العرب وضعت فيه اللفظة نفسها عبارة عندهم عن الشِّعْر الذي وصفه باضطراب البناء والنقصان عن الأَصل ، فعلى هذا وضعه أَهل هذه الصناعة ، لم ينقلوه نقلاً عَلَمِيًّا ولا نقلاً تشبيهيّاً ، قال : وبالجملة فإِن الرَّمَل كل ما كان غيرَ القَصِيد من الشِّعْر وغَيْرَ الرَّجَز .
      وأَرْمَل القومُ : نَفِد زادُهم ، وأَرْمَلوه أَنْفدوه ؛ قال السُّلَيْك بن السُّلَكة : إِذا أَرْمَلوا زاداً ، عَقَرْت مَطِيَّةً تَجُرُّ برجليها السَّرِيحَ المُخَدَّما وفي حديث أُم مَعْبَد : وكان القوم مُرْمِلينَ مُسْنتين ؛ قال أَبو عبيد : المُرْمِلُ الذي نَفِدَ زاده ؛ ومنه حديث أَبي هريرة : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في غَزَاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا ؛ ومنه حديث أُم معبد ؛ أَي نَفِد زادهم ، قال : وأَصله من الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ كما قيل للفقير التَّرِبُ .
      ورجل أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلة : محتاجة ، وهم الأَرْمَلة والأَرامِل والأَرامِلة ، كَسَّروه تكسير الأَسماء لقِلَّته ، وكُلُّ جماعة من رجال ونساء أَو رجال دون نساء أَو نساء دون رجال أَرْمَلةٌ ، بعد أَن يكونوا محتاجين .
      ويقال للفقير الذي لا يقدر على شيء من رجل أَو امرأَة أَرْمَلة ، ولا يقال للمرأَة التي لا زوج لها وهي مُوسِرة أَرْمَلة ، والأَرامل : المساكين .
      ويقال : جاءت أَرْمَلةٌ من نساء ورجال محتاجين ، ويقال للرجال المحتاجين الضعفاء أَرْمَلة ، وإِن لم يكن فيهم نساء .
      وحكى ابن بري عن ابن قتيبة ، قال : إِذا ، قال الرجل هذا المال لأَرامل بني فلان فهو للرجال والنساء ، لأَن ال أَرامل يقع على الذكور والنساء ، قال : وقال ابن الأَنباري يُدْفَع للنساء دون الرجال لأَن الغالب على الأَرامل أَنهن النساء ، وإِن كانوا يقولون رَجُل أَرْمَل ، كما أَن الغالب على الرجال أَنهم الذكور دون الإِناث وإِن كانوا يقولون رَجُلة ؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثِمَال اليَتَامى عِصْمَة للأَرام ؟

      ‏ قال : الأَرامل المساكين من ساء ورجال .
      قال : ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده أَرامل ، وهو بالنساء أَخص وأَكثر استعمالاً ، وقد تكرر ذكر ذلك .
      والأَرْمَل : الذي ماتت زوجته ، والأَرْمَلة التي مات زوجُها ، وسواء كانا غَنِيَّيْن أَو فقيرَين .
      ابن بُرُرْج : يقال إِن بَيت فلان لضَخْمٌ وإِنهم لأَرْمَلة ما يَحْمِلونه إِلا اسْتَفْقَروا له ، يعني العارية ؛ قوله إِنهم لأَرْمَلة لا يَحْمِلونه إِلا ما استفقروا له ، يعني أَنهم قوم لا يملكون الإِبل ولا يقدرون على الارتحال إِلا على إِبل يستعيرونها ، من أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِيرِي إِذا أَعَرْته إِياه .
      ويقال للذكر أَرْمَل إِذا كان لا امرأَة له ، تقوله العرب ، وكذلك رجل أَيِّم وامرأَة أَيِّمة ؛ قال الراجز : أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا ، رَعَى الرَّبيعَ والشتاء أَرْمَل ؟

      ‏ قال ابن جني : قَلَّما يستعمل الأَرْمَل في المُذَكَّر إِلا على التشبيه والمُغالَطة ؛ قال جرير : كُلُّ الأَرامل قد قَضَّيتَ حاجتَها ، فَمَنْ لحاجة هذا الأَرْمَل الذَّكَر ؟ (* قوله « كل الأرامل » كذا في الأصل ، وفي شرح القاموس والتكملة والأساس : هذي الأرامل ).
      يريد بذلك نفسه .
      وامرأَة أَرْمَلة : لا زوج لها ؛

      أَنشد ابن بري : ليَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ ، وأَرْمَلةٌ تُزْجِي مع الليل أَرْمَلا وقال أَبو خِرَاش : بذي فَخَرٍ تأْوِي إِليه الأَرامِلُ وأَنشد ابن قتيبة شاهداً على الأَرْمَل الذي لا امرأَة له قول الراجز : رَعَى الربيعَ والشتاء أَرْمَل ؟

      ‏ قال : أَراد ضَبًّا لا أُنثى له ليكون سَمِيناً .
      وأَرْملت المرأَةُ إِذا مات عنها زوجُها ، وأَرْمَلَتْ : صارت أَرْمَلة .
      وقال شمر : رَمَّلَت المرأَةُ من زوجها وهي أَرْمَلة .
      ابن الأَنباري : الأَرْملة التي مات عنها زوجُها ؛ سُمِّيت أَرْملة لذهاب زادها وفَقْدِها كاسِبَها ومن كان عيشها صالحاً به ، من قول العرب : أَرْمَل القومُ والرجلُ إِذا ذهب زادُهم ، قال : ولا يقال له إِذا ماتت امرأَته أَرْمَل إِلاَّ في شذوذ ، لأَن الرجل لا يذهب زادُه بموت امرأَته إِذا لم تكن قَيِّمة عليه والرجلُ قَيِّمٌ عليها وتلزمه عَيْلولتها ومؤْنتها ولا يلزمها شيء من ذلك .
      قال : ورُدَّ على القتيبي قوله فيمن أَوْصى بماله للأَرامل أَنه يعطي منه الرجال الذين مات أَزواجهم ، لأَنه يقال رجل أَرمل وامرأَة أَرملة .
      قال أَبو بكر : وهذا مثل الوصية للجَوارِي لا يُعْطى منه الغِلْمان ووَصيَّة الغلمان لا يُعطى منه الجواري ، وإِن كان يقال للجارية غُلامة .
      والمِرْمَل : القَيْد الصَّغير .
      والرَّمَل : المطر الضعيف ؛ وفي الصحاح : القليل من المطر .
      وعامٌ أَرْمَل : قليل المطر والنفع والخير ، وسَنَة رَمْلاء كذلك .
      وأَصابهم رَمَلٌ من مطر أَي قليلٌ ، والجمع أَرمال ، والازمان أَقوى منها (* قوله « والازمان أقوى منها » كذا في الأصل ، ولعله الازمات بالتاء جمع أزمة ).
      قال شمر : لم أَسمع الرَّمَل بهذا المعنى إِلا للأُموي .
      وأَرامِل العَرْفَج : أُصوله .
      وأُرْمُولة العرفج : جُذْمُوره ، وجمعها أَراميل (* قوله « اراميل » عبارة القاموس : أرامل وأراميل ، وقوله بعد الرجز الهجاهج الارض إلخ ، عبارته في هجج : والهجج الارض الجدبة التي لا نبات بها والجمع هجاهج ، واورد الرجز ثم ، قال : جمع على ارادة المواضع )؛

      قال : فجِئْت كالعَوْد النَّزِيع الهادِج ، قُيِّد في أَرامل العرافج ، في أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج الهَجاهِج : الأَرض التي لا نبتَ فيها .
      والرَّمَل : خطوط في يدي البقرة الوحشية ورجليها يخالف سائر لونها ، وقيل : الرُّمْلة الخَطُّ الأَسود .
      غيره : يقال لوَشْي قوائم الثور الوحشي رَمَلٌ ، واحدتها رَمَلة ؛ قال الجعدي : كأَنَّها ، بعدما جَدَّ النَّجاء بها بالشَّيِّطَيْن ، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا

      ويقال للضَّبُع أُم رِمال .
      ورَمْلة : مدينة بالشام .
      والأَرمَل : الأَبلق .
      قال أَبو عبيد : الأَرمَل من الشاء الذي اسودَّت قوائمه كلها .
      وحكى ابن بري عن ابن خالويه ، قال : الرُّمَل ، بضم الراء وفتح الميم ، خطوط سُودٌ تكون على ظهر الغزال وأَفخاذه ، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً ؛ قال : وقال أَيضاً : بذهاب الكَوْر أَمسى أَهلُه كلَّ مَوْشِيٍّ شَواه ، ذي رُمَل ونعجة رَمْلاء : سوداء القوائم كلها وسائرها أَبيض .
      وغُلام أُرْمُولة : كقولك بالفارسية زاذه ؛ قال أَبو منصور : لا أَعرف الأُرْمُولة عَرَبيَّتها ولا فارسيتها .
      ورامِل ورُمَيْل ورُمَيْلة ويَرْمُول كلها : أَسماء .
      "

    المعجم: لسان العرب

  17. وقي
    • " وقاهُ اللهُ وَقْياً وَوِقايةً وواقِيةً : صانَه ؛ قال أَبو مَعْقِل الهُذليّ : فَعادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً ، وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وفي الحديث : فَوقَى أَحَدُكم وجْهَه النارَ ؛ وَقَيْتُ الشيء أَقِيه إذا صُنْتَه وسَتَرْتَه عن الأَذى ، وهذا اللفظ خبر أُريد به الأمر أي لِيَقِ أَحدُكم وجهَه النارَ بالطاعة والصَّدَقة .
      وقوله في حديث معاذ : وتَوَقَّ كَرائَمَ أَموالِهم أَي تَجَنَّبْها ولا تأْخُذْها في الصدَقة لأَنها تَكرْمُ على أَصْحابها وتَعِزُّ ، فخذ الوسَطَ لا العالي ولا التَّازِلَ ، وتَوقَّى واتَّقى بمعنى ؛ ومنه الحديث : تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ أَي اسْتَبْقِ نَفْسك ولا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ من الآفات واتَّقِها ؛ وقول مُهَلْهِل : ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقالت : يا عَدِيًّا ، لقد وَقَتْكَ الأَواقي (* قوله « ودم عليه » هو في الأصل كالمحكم بتذكير الضمير .) وقوله تعالى : إِلا أَن تتقوا منهم تُقاةً ؛ يجوز أَن يكون مصدراً وأَن يكون جمعاً ، والمصدر أَجود لأَن في القراءة الأُخرى : إِلا أَن تَتَّقُوا منهم تَقِيَّةً ؛ التعليل للفارسي .
      التهذيب : وقرأَ حميد تَقِيَّة ، وهو وجه ، إِلا أَن الأُولى أَشهر في العربية ، والتُّقى يكتب بالياء .
      والتَّقِيُّ : المُتَّقي .
      وقالوا : ما أَتْقاه لله ؛ فأَما قوله : ومَن يَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ ، ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وغادي فإِنما أَدخل جزماً على جزم ؛ وقال ابن سيده : فإِنه أَراد يَتَّقِ فأَجرى تَقِفَ ، مِن يَتَّقِ فإِن ، مُجرى عَلِمَ فخفف ، كقولهم عَلْمَ في عَلِمَ .
      ورجل تَقِيٌّ من قوم أَتْقِياء وتُقَواء ؛ الأَخيرة نادرة ، ونظيرها سُخَواء وسُرَواء ، وسيبويه يمنع ذلك كله .
      وقوله تعالى :، قالت إِني أَعوذُ بالرحمن منكَ إِن كنتَ تَقِيّاً ؛ تأْويله إِني أَعوذ بالله ، فإِن كنت تقيّاً فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذي بالله منكَ ، وقد تَقيَ تُقًى .
      التهذيب : ابن الأَعرابي التُّقاةُ والتَّقِيَّةُ والتَّقْوى والاتِّقاء كله واحد .
      وروي عن ابن السكيت ، قال : يقال اتَّقاه بحقه يَتَّقيه وتَقاه يَتْقِيه ، وتقول في الأَمر : تَقْ ، وللمرأَة : تَقي ؛ قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي : زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها ، تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو بنى الأَمر على المخفف ، فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في المستقبل ، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي ، فحذفت التاء الأُولى ، وعليه ما أُنشده الأَصمعي ، قال : أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة : جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها خِفافاً ، كلُّها يَتَقي بأَثر أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه ؛ رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين الشاطِبي ، رحمه الله ، قال :، قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى اللهَ رجل فعَل خَيْراً ؛ يريدون اتَّقى اللهَ رجل ، فيحذفون ويخفقون ، قال : وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ ، على لغة من ، قال تَعْلَمُ وتِعْلَمُ ، وتِعْلَمُ ، بالكسر : لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب ، وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ هُذيل فيقولون تَعْلَم ، والقرآن عليها ، قال : وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم ، بالكسر ، قال : نقلته من نوادر أَبي زيد .
      قال أَبو بكر : رجل تَقِيٌّ ، ويُجمع أَتْقِياء ، معناه أَنه مُوَقٍّ نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح ، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي أَقيها ؛ قال النحويون : الأَصل وَقُويٌ ، فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كم ؟

      ‏ قالوا مُتَّزِر ، والأَصل مُوتَزِر ، وأَبدلوا من الواو الثانية ياء وأَدغموها في الياء التي بعدها ، وكسروا القاف لتصبح الياء ؛ قال أَبو بكر : والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل ، فأَدغموا الياء الأُولى في الثانية ، الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتقياء كما ، قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء ، ومن ، قال هو فَعُول ، قال : لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه ، قال أَبو منصور : اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى ، على افتعل ، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ، فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي ، بفتح التاء فيهما مخففة ، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي ؛ قال ابن بري : أَدخل همزة الوصل على تَقى ، والتاء محركة ، لأَنَّ أَصلها السكون ، والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل لتحرك التاء ؛ قال أَبو أَوس : تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه يَداكَ ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد ، يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف رُمْحاً ؛ وقال الأَسدي : ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني ، ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ الرَّبيسُ : الدَّاهي المُنْكَر ، يقال : داهِيةٌ رَبْساء ، ومن رواها بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف ؛ قال ابن بري : والصحيح في هذا البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي ، بفتح التاء لا غير ، قال : وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً ، وقال : يلزم أَن يقال في الأَمر اتْقِ ، ولا يقال ذلك ، قال : وهذا هو الصحيح .
      التهذيب .
      اتَّقى كان في الأَصل اوْتَقى ، والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل اتَّقى ، ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه ، وإِذا ، قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه صار تَقِيّاً ، ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي .
      ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ بمعنى واحد .
      وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول : واحدة التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى ، وهذان الحرفان نادران ؛ قال الأَزهري : وأَصل الحرف وَقى يَقي ، ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية ، قال : ولذلك كتبتها في باب التاء .
      وفي الحديث : إِنما الإِمام جُنَّة يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى بقُوّته ، والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية ، وتقديرها اوْتَقى ، فقلبت وأُدغمت ، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فقالوا اتَّقى يَتَّقي ، بفتح التاء فيهما .
      (* قوله « فقالوا اتقي يتقي بفتح التاء فيهما » كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى .
      ولعله فقالوا : تقى يتقي ، بألف واحدة ، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما .
      ويؤيده ما في نسخ النهاية عقبه : وربما ، قالوا تقى يتقي كرمى يرمي .) وفي الحديث : كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله ، صلى الله عليه وسلم ، أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به وقُمْنا خَلْفَه وِقاية .
      وفي الحديث : قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ ؟

      ‏ قال : نَعَمْ ، تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ ؛ التَّقِيَّةُ والتُّقاةُ بمعنى ، يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك .
      قال : والتَّقْوى اسم ، وموضع التاء واو وأَصلها وَقْوَى ، وهي فَعْلى من وَقَيْتُ ، وقال في موضع آخر : التَّقوى أَصلها وَقْوَى من وَقَيْتُ ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء ، ثم تركت التاءُ في تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ والاتِّقاءِ ، قال : والتُّفاةُ جمع ، ويجمع تُقِيّاً ، كالأُباةِ وتُجْمع أُبِيّاً ، وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ ، على فَعُولٍ ، فقلبت الواو الأُولى تاء كما ، قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج ، قالوا : والثانية قلبت ياء للياءِ الأَخيرة ، ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ ، وقيل : تَقيٌّ كان في الأَصل وَقِيّاً ، كأَنه فَعِيل ، ولذلك جمع على أَتْقِياء .
      الجوهري : التَّقْوى والتُّقى واحد ، والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا .
      وحكى ابن بري عن القزاز : أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى .
      والتُّقاةُ : التَّقِيَّةُ ، يقال : اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً ؛ قال ابن بري : جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى .
      والوِقايةُ التي للنساءِ ، والوَقايةُ ، بالفتح لغة ، والوِقاءُ والوَقاءُ : ما وَقَيْتَ به شيئاً .
      والأُوقِيَّةُ : زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً ، وإن جعلتها فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب ؛ وقال اللحياني : هي الأُوقِيَّةُ وجمعها أَواقِيُّ ، والوَقِيّةُ ، وهي قليلة ، وجمعها وَقايا .
      وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ ؛ فسرها مجاهد فقال : الأُوقِيَّة أَربعون درهماً ، والنَّشُّ عشرون .
      غيره : الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ ، قال الأَزهري : واللغة أُوقِيَّةٌ ، وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ .
      وفي حديث آخر مرفوع : ليس فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ ؛ قال أَبو منصور : خمسُ أَواقٍ مائتا دِرْهم ، وهذا يحقق ما ، قال مجاهد ، وقد ورد بغير هذه الرواية : لا صَدَقة في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي ، والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ وأَثافِيَّ وأثافٍ ، قال : وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها زائدة ، قال : وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً ، وهي في غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ ، وهو جزء من اثني عشر جزءاً ، وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد .
      قال الجوهري : الأُوقيَّة في الحديث ، بضم الهمزة وتشديد الياء ، اسم لأَربعين درهماً ، ووزنه أُفْعولةٌ ، والأَلف زائدة ، وفي بعض الروايات وُقِية ، بغير أَلف ، وهي لغة عامية ، وكذلك كان فيما مضى ، وأَما اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة دراهم وخمسة أَسباع درهم ، وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار ، والجمع الأَواقي ، مشدداً ، وإِن شئت خففت الياء في الجمع .
      والأَواقِي أَيضاً : جمع واقِيةٍ ؛ وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ : لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي ، وقد تقدّم في صدر هذه الترجمة ، قال : وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل ، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً .
      وسَرْجٌ واقٍ : غير مِعْقَر ، وفي التهذيب : لم يكن مِعْقَراً ، وما أَوْقاه ، وكذلك الرَّحْل ، وقال اللحياني : سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء ، مدود ، وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ .
      ووَقَى من الحَفَى وَقْياً : كوَجَى ؛ قال امرؤ القيس : وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى ، كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

      ويقال : فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره ، وقد وَقَى يَقِي ؛ عن الأَصمعي ، وقيل : فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ ؛ قال ابن أَحمر : تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها ، شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها .
      وفرس واقِيةٌ : للتي بها ظَلْعٌ ، والجمع الأَواقِي .
      وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً .
      قال ابن بري : والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر ؛ قال أَفيون التغْلبي : لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي ، إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا

      ويقال للشجاع : مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا .
      وَقِ على ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عليه ، مثل ارْقَ على ظَلْعِك ، وقد يقال : قِ على ظَلْعِك أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك ، فتقول : قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً .
      التهذيب : أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ : الواقِي الصُّرَدُ مثل القاضِي ؛ قال مُرَقِّش : ولَقَدْ غَدَوْتُ ، وكنتُ لا أَغْدُو ، على واقٍ وحاتِمْ فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ ، والأَيامِنُ كالأَشائِم ؟

      ‏ قال أَبو الهيثم : قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه ، فشُبّه بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ .
      والواقِي : الصُّرَدُ ؛ قال خُثَيْمُ بن عَدِيّ ، وقيل : هو للرَّقَّاص (* قوله « للرقاص إلخ » في التكملة : هو لقب خثيم بن عدي ، وهو صريح كلام رضي الدين بعد ) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر ، قال ابن بري : وهو الصحيح : وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ وليس بِهَيَّابٍ ، إِذا شَدَّ رَحْلَه ، يقول : عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ ، ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً ، إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي ، رحمه الله ، قال : وفي جمهرة النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ ، قال : وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ : وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة بناها له مجدٌ أَشم قُماقم ؟

      ‏ قال ابن سيده : وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته ، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير معروف .
      قال الجوهريّ : ويقال هو الواقِ ، بكسر القاف بلا ياء ، لأَنه سمي بذلك لحكاية صوته .
      وابن وَقاء أَو وِقاء : رجل من العرب ، والله أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب

  18. بين
    • " البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين : يكون البَينُ الفُرْقةَ ، ويكون الوَصْلَ ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً ، وهو من الأَضداد ؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر : لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها ، فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح : لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ، ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ ؛

      وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر : كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً : ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْ ؟

      ‏ قال ابن سيده : ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً .
      وفي التنزيل العزيز : لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون ؛ قرئَ بينكم بالرفع والنصب ، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم ، والنصبُ على الحذف ، يريدُ ما بينكم ، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً ، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً ، وقال أَبو عمرو : لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم ، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه ، قال : معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم ؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى : لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم ، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم ، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم ، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول : من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم ، قال : ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ ، قال أَبو منصور : وهذا الذي ، قاله أَبو حاتم خطأ ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال : ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم ؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم ، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء ، فافهمه ؛ قال ابن سيده : مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين : أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم ، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم ، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله ، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف ، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً ، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً ، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل ، أَلا ترى إلى قولهم : تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه ؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه .
      وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً ؛

      وأَنشد ثعلب : فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة : المُفارَقَة .
      وتَبايَنَ القومُ : تَهاجَرُوا .
      وغُرابُ البَين : هو الأَبْقَع ؛ قال عنترة : ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ ، وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو الغَوث : غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق .
      وتقول : ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه ، فهو مُبِينٌ .
      وفي حديث الشُّرْب : أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق ، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق .
      وفي الحديث في صفته ، صلى الله عليه وسلم : ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال ، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً .
      وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد : طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما ، ولا تكونُ من غيرهما ، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً .
      وفي حديث الشَّعْبي ، قال : سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول : سمعتُ رسولَ الله ، صلى الله عليه وسلم ، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيُشْهدَه فقال : هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟

      ‏ قال : نعم ، قال : فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا ؟ فقال : لا ، قال : فإني لا أَشهَدُ على هذا ، هذا جَورٌ ، أَشهِدْ على هذا غيري ، أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف ؛ قوله : هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه ، والاسم البائنةُ .
      وفي حديث الصديق :، قال لعائشة ، رضي الله عنهما : إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ .
      وحكى الفارسي عن أَبي زيد : بانَ وبانَه ؛

      وأَنشد : كأَنَّ عَيْنَيَّ ، وقد بانُوني ، غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ : بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه ، وكذلك في الشركة إذا انفصلا .
      وبانَت المرأَةُ عن الرجل ، وهي بائنٌ : انفصلت عنه بطلاق .
      وتَطْليقةٌ بائنة ، بالهاء لا غير ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة ، أَي تَطْليقةٌ (* قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ، ولعل فيه سقطاً ).
      ذاتُ بَيْنونةٍ ، ومثله : عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً .
      وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ : فقيل له إنها قد بانَتْ منك ، فقال : صدَقُوا ؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه .
      والطَّلاقُ البائِنُ : هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ ، وقد تكرر ذكرها في الحديث .
      ويقال : بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً ، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً ؛ قال الطرماح : أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل : يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت ، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ .
      وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها ، وبانَت هي إذا تزوجت ، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها .
      وفي الحديث : مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ ؛ يَبِنَّ ، بفتح الياء ، أَي يتزوَّجْنَ .
      وفي الحديث الآخر : حتى بانُوا أَو ماتوا .
      وبئرٌ بَيُونٌ : واسعةُ ما بين الجالَيْنِ ؛ وقال أَبو مالك : هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها ، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم ، وقيل : البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل ؛

      وأَنشد أَبو علي الفارسي : إِنَّك لو دَعَوْتَني ، ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ ، لقُلْتُ : لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ ، والمَنْزَعُ : الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر ، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ .
      وقال بعضهم : بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها ؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها : يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد ، كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات (* قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل .
      وفي التكملة : والبيت للفرزدق يهجو جريراً ، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ .
      وقول الصاغاني : والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها ، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين ).
      الأَذنِ والنَّشاطِ منها ، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول ، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها .
      قال ابن بري ، رحمه الله : البيت للفرزدق لا لجرير ، قال : والذي في شعره يَصْهَلْنَ .
      والبائنةُ : البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة ، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً .
      وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر : حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق ؛

      قال : دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها ، لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول : هو بَيْني وبَيْنَه ، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين ، وقالوا : بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا ؛ قال أَنشده سيبويه : فبَيْنا نحن نَرْقُبُه ، أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ ، وزِناد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا ، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ ، فإِن قيل : فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن ، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو ، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب : أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه ، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى : واسأَل القرية ؛ أَي أَهلَ القرية ، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر : بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه ، يوماً ، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر ، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها (* قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ).
      قال ابن سيده : هكذا أَنشده ثعلب ، ويروى : تُبَيِّن بالفتى شُحوب .
      والتَّبْيينُ : الإيضاح .
      والتَّبْيين أَيضاً : الوُضوحُ ؛ قال النابغة : إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ، والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد يعني أَتَبيَّنُها .
      والتِّبْيان : مصدرٌ ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال ، بفتح التاء ، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء .
      ومنه حديث آدم وموسى ، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام : أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه ، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح .
      وقوله عز وجل : وهو في الخِصام غيرُ مُبين ؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ ، وقيل في التفسير : إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها ، وقد قيل : إنه يعني به الأَصنام ، والأَوّل أَجود .
      وقوله عز وجل : لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة ؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة .
      قال ثعلب : يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها ، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت ، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه ؛ وروي بيت ذي الرمة : تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً ، كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها ، ورواه عليّ بن حمزة : تُبيِّن نِسبةُ ، بالرفع ، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين .
      ويقال : بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً ، فهو بائنٌ ، وأَبانَ يُبينُ إبانة ، فهو مُبينٌ ، بمعناه .
      ومنه قوله تعالى : حم والكتاب المُبين ؛ أَي والكتاب البَيِّن ، وقيل : معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة ؛ وقال الزجاج : بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد .
      ويقال : بانَ الشيءُ وأَبَنتُه ، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته ، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام ، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حقٌّ ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء .
      قال أَبو منصور : ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين .
      قال أَبو منصور : والاسْتِبانةُ يكون واقعاً .
      يقال : اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك .
      قال الله عز وجل : وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين ؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة ، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين ، وأَكثرُ القراء قرؤُوا : ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين ؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع .
      ويقال : تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه ، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً ، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن ، لازمٌ ومتعدّ .
      وقوله عز وجل : وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين ، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ ، والعرب تقول : بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً ، بكسر التاء ، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً ، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء ، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه ، وفي المصادر حرفان نادران : وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان ، قال : ولا يقاس عليهما .
      وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا ؛ قال أَبو عبيد :، قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه ، وقرئ قوله عز وجل : إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا ، وقرئ : فتثبَّتوا ، والمعنيان متقاربان .
      وقوله عز وجل : إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا ، وفتَثبَّتُوا ؛ قرئ بالوجهين جميعاً .
      وقال سيبويه في قوله : الكتاب المُبين ،
      ، قال : وهو التِّبيان ، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة ، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال ، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت .
      وقال كراع : التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء ، وهو مذكور في موضعه .
      وبينهما بَينٌ أَي بُعْد ، لغة في بَوْنٍ ، والواو أَعلى ، وقد بانَه بَيْناً .
      والبَيانُ : الفصاحة واللَّسَن ، وكلامٌ بيِّن فَصيح .
      والبَيان : الإفصاح مع ذكاء .
      والبَيِّن من الرجال : الفصيح .
      ابن شميل : البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج .
      وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً .
      ورجل بَيِّنٌ : فصيح ، والجمع أَبْيِناء ، صحَّت الياء لسكون ما قبلها ؛

      وأَنشد شمر : قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ، ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ ، وهو خَطيبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ ، من اللأْي وهو الإبطاء .
      وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء ، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات ، قال سيبويه : شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين ، قالوا شاهد وأَشهاد ، قال : ومثله ، يعني ميِّتاً وأَمواتاً ، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس ، وأَما بُيِّناء فنادر ، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو ، وهو قول سيبويه .
      روى ابنُ عباس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال : إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً ؛
      ، قال : البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن ، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ ، وقيل : معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه ، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه ، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ ، وقيل : معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك ، وهو وَجْهُ قوله : إن من البيانِ لسِحْراً .
      وفي الحديث عن أَبي أُمامة : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق ؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق ، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر ، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ، ولذلك ، قال في رواية أُخْرى : البَذاءُ وبعضُ البيان ، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً .
      وقال الزجاج في قوله تعالى : خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم ، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء ، وقيل : الإنسانُ هنا آدمُ ، عليه السلام ، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً ، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان .
      ويقال : بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد ؛ قال أَبو مالك : البَيْنُ الفصلُ (* قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ).
      بين الشيئين ، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ .
      والبَوْنُ : الفضلُ والمزيّةُ .
      يقال : بانه يَبونُه ويَبينُه ، والواوُ أَفصحُ ، فأَما في البُعْد فيقال : إن بينهما لَبَيْناً لا غير .
      وقوله في الحديث : أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه .
      ونخلةٌ بائنةٌ : فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت ؛ حكاه أَبو حنيفة ؛

      وأَنشد لحَبيب القُشَيْري : من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها عنها ، وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله : تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها .
      والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ : التي بانتْ من وتَرِها ، وهي ضد البانِية ، إلا أَنها عيب ، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية .
      الجوهري : البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً ، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ ، بتقديم النون ؛ قال : وكلاهما عيب .
      والباناةُ : النَّبْلُ الصِّغارُ ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب .
      وللناقة حالِبانِ : أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن ، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر ، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي ، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ .
      والبَيْنُ : الفراق .
      التهذيب : ومن أَمثال العرب : اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ ، وقيل : أَعلمُ ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه ، قال : والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها ، والجمع البُيَّنُ ، وقيل : البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ ، والآخر مُحْلِب ، والمُعينُ هو المُحْلِب ، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها ، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه ؛ قال الكميت : يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ ، من الحالبَيْنِ ، بأَن لا غِرار ؟

      ‏ قال الجوهري : والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها ، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها .
      والبِينُ ، بالكسر : القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق ، وقيل : هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ ، وقيل : هو الفصل بين الأَرْضَيْن .
      والبِينُ أَيضاً : الناحيةُ ، قال الباهلي : المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ ،
      ، قال : وهي التُّخومُ ، والجمعُ بُيونٌ ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ : لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها ، من أَهلِ رَيْمانَ ، إلا حاجةً فينا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به ، أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا (* قوله « بسرو »، قال الصاغاني ، والرواية : من سرو حمير لا غير ).
      ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال ، قال : والتذكير أَصْوَبُ .
      ويقال : سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ ، وهو البِينُ .
      وبِينٌ : موضعٌ قريب من الحيرة .
      ومُبِينٌ : موضع أَيضاً ، وقيل : اسمُ ماءٍ ؛
      ، قال حَنْظلةُ بن مصبح : يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ، على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ ، وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جمع بين النون والميم ، وهذا هو الإكْفاء ؛ قال الجوهري : وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه ، يقول : يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء ، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب .
      وبَيْنونةُ : موضع ؛

      قال : يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا ، جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا (* قوله « بألوان » في ياقوت : بأرواح ).
      وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا ، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين .
      التهذيب : بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ .
      وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن : موضعٌ ، وحكى السيرافي : عَدَن أَبْيَن ، وقال : أَبْيَن موضع ، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ ، وقيل : عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن .
      الجوهري : أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن ، يقال : عَدَنُ أَبْيَنَ .
      والبانُ : شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل ، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل ، وليس لخَشَبه صلابةٌ ، واحدتُه بانةٌ ؛ قال أَبو زياد : من العِضاه البانُ ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة ، وينبت في الهِضَبِ ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ .
      التهذيب : البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً ، وجمعها البانُ ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل : كأَنها بانةٌ ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ ؛ قال قيس بن الخَطيم : حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها ، كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده : قَضَينا على أَلف البانِ بالياء ، وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن ).
      "

    المعجم: لسان العرب

  19. ذكر
    • " الذِّكْرُ : الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه .
      والذِّكْرُ أَيضاً : الشيء يجري على اللسان .
      والذِّكْرُ : جَرْيُ الشيء على لسانك ، وقد تقدم أَن الذِّكْرَ لغة في الذكر ، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً ؛ الأَخيرة عن سيبويه .
      وقوله تعالى : واذكروا ما فيه ؛ قال أَبو إِسحق : معناه ادْرُسُوا ما فيه .
      وتَذَكَّرَهُ واذَّكَرَهُ وادَّكَرَهُ واذْدَكَرَهُ ، قلبوا تاء افْتَعَلَ في هذا مع الذال بغير إِدغام ؛

      قال : تُنْحي على الشَّوكِ جُرَازاً مِقْضَبا ، والهَمُّ تُذْرِيهِ اذْدِكاراً عَجَبَا (* قوله : « والهم تذريه إلخ » كذا بالأَصل والذي في شرح الأَشموني : « والهرم وتذريه اذدراء عجبا » أَتى به شاهداً على جواز الإِظهار بعد قلب تاء الافتعال دالاً بعد الذال .
      والهرم ، بفتح الهاء فسكون الراء المهملة : نبت وشجر أَو البقلة الحمقاء كما في القاموس ، والضمير في تذريه للناقة ، واذدراء مفعول مطلق لتذريه موافق له في الاشتقاق ، انظر الصبان ).
      قال ابن سيده : أَما اذَّكَرَ وادَّكَر فإِبدال إِدغام ، وأَما الذِّكْرُ والدِّكْرُ لما رأَوها قد انقلبت في اذَّكَرَ الذي هو الفعل الماضي قلبوها في الذِّكْرِ الذي هو جمع ذِكْرَةٍ .
      واسْتَذْكَرَهُ : كاذَّكَرَه ؛ حكى هذه الأَخيرة أَبو عبيد عن أَبي زيد فقال : أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ في إِصبعه خيطاً يَسْتَذْكِرُ به حاجَتَه .
      وأَذْكَرَه إِياه : ذَكَّرَهُ ، والاسم الذِّكْرَى .
      الفراء : يكون الذِّكْرَى بمعنى الذِّكْرِ ، ويكون بمعنى التَّذَكُّرِ في قوله تعالى : وذَكِّرْ فإِن الذِّكْرَى تنفع المؤمنين .
      والذِّكْرُ والذِّكْرى ، بالكسر : نقيض النسيان ، وكذلك الذُّكْرَةُ ؛ قال كعب بن زهير : أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ ، ومَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ ‏

      يقال : ‏ طاف الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطَافاً وأَطافَ أَيضاً .
      والشُّعُوفُ : الولُوعُ بالشيء حتى لا يعدل عنه .
      وتقول : ذَكَّرْتُه ذِكْرَى ؛ غير مُجْرَاةٍ .
      ويقال : اجْعَلْه منك على ذُكْرٍ وذِكْرٍ بمعنى .
      وما زال ذلك مني على ذِكْرٍ وذُكْرٍ ، والضم أَعلى ، أَي تَذَكُّرٍ .
      وقال الفراء : الذِّكْرُ ما ذكرته بلسانك وأَظهرته .
      والذُّكْرُ بالقلب .
      يقال : ما زال مني على ذُكْرٍ أَي لم أَنْسَه .
      واسْتَذْكَرَ الرجلَ : ربط في أُصبعه خيطاً ليَذْكْرَ به حاجته .
      والتَّذكِرَةُ : ما تُسْتَذْكُرُ به الحاجة .
      وقال أَبو حنيفة في ذِكْرِ الأَنْواء : وأَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها من أَذْكَرِ الأَنْواء وأَشهرها ؛ فكأَن قوله من أَذْكَرِها إِنما هو على ذِكُرَ وإِن لم يلفظ به وليس على ذَكِرَ ، لأَن أَلفاظ فعل التعجب إِنما هي من فِعْلِ الفاعل لا من فِعْلِ المفعول إِلاَّ في أَشياء قليلة .
      واسْتَذْكَرَ الشيءَ : دَرَسَةَ للذِّكْرِ .
      والاسْتِذْكارُ : الدِّرَاسَةُ للحفظ .
      والتَّذَكُّر : تذكر ما أُنسيته .
      وذَكَرْتُ الشيء بعد النسيان وذَكْرتُه بلساني وبقلبي وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غيري وذَكَّرْتُه بمعنًى .
      قال الله تعالى : وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ ؛ أَي ذَمَرَ بعد نِسْيان ، وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم .
      والتذكير : خلاف التأْنيث ، والذَّكَرُ خلاف الأُنثى ، والجمع ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ .
      وقال كراع : ليس في الكلام فَعَلٌ يكسر على فُعُول وفُعْلان إِلاَّ الذَّكَرُ .
      وامرأَة ذَكِرَةٌ ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ : مُتَشَّبَهةٌ بالذُّكُورِ .
      قال بعضهم : إِياكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقِّ بالبُكاء ، لا تأْكل من قِلَّةٍ ولا تَعْتَذِرُ من عِلَّة ، إِن أَقبلت أَعْصَفَتْ وإِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ .
      وناقة مُذَكَّرَةٌ : مُتَشَبِّهَةٌ بالجَمَلِ في الخَلْقِ والخُلُقِ ؛ قال ذو الرمة : مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ ، يَشُلُّها وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ ويوم مُذَكَّرٌ : إِذا وُصِفَ بالشِّدّةِ والصعوبة وكثرة القتل ؛ قال لبيد : فإِن كنتِ تَبْغِينَ الكِرامَ ، فأَعْوِلِي أَبا حازِمٍ ، في كُلِّ مُذَكَّرِ وطريق مُذَكَّرٌ : مَخُوفٌ صَعْبٌ .
      وأَذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيْرُها فهي مُذْكِرٌ : ولدت ذَكَراً .
      وفي الدعاء للحُبْلَى : أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ أَي ولدت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها .
      وامرأَة مُذْكِرٌ : ولدت ذَكَراً ، فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِذْكارٌ ، وكذلك الرجل أَيضاً مِذْكارٌ ؛ قال رؤْبة : إِنَّ تَمِيماً كان قَهْباً من عادْ ، أَرْأَسَ مِذْكاراً ، كثيرَ الأَوْلادْ

      ويقال : كم الذِّكَرَةُ من وَلَدِك ؟ أَي الذُّكُورُ وفي الحديث : إِذا غلب ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَا ؛ أَي ولدا ذكراً ، وفي رواية : إِذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن الله أَي ولدته ذكراً .
      وفي حديث عمر : هَبِلَتِ الوَادِعِيَّ أُمُّهُ لقد أَذْكَرَتْ به أَي جاءت به ذكراً جَلْداً .
      وفي حديث طارق مولى عثمان :، قال لابن الزبير حين صُرِعَ : والله ما ولدت النساء أَذْكَرَ منك ؛ يعني شَهْماً ماضياً في الأُمور .
      وفي حديث الزكاة : ابن لبون ذكر ؛ ذكر الذكر تأْكيداً ، وقيل : تنبيهاً على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن ، وقيل : لأَن الابن يطلق في بعض الحيوانات على الذكر والأُنثى كابن آوى وابن عُرْسٍ وغيرهما ، لا يقال فيه بنت آوى ولا بنت عرس فرفع الإِشكال بذكر الذَّكَرِ .
      وفي حديث الميراث : لأَوْلَى رجل ذَكَرٍ ؛ قيل :، قاله احترازاً من الخنثى ، وقيل : تنبيهاً على اختصاص الرجال بالتعصيب للذكورية .
      ورجل ذَكَرٌ : إِذا كان قويّاً شجاعاً أَنِفاً أَبِيّاً .
      ومطر ذَكَرٌ : شديدٌ وابِلٌ ؛ قال الفرزدق : فَرُبَّ ربيعٍ بالبَلالِيق قد ، رَعَتْ بِمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعاق ذُكُورُها وقَوْلٌ ذَكَرٌ : صُلْبٌ مَتِين .
      وشعر ذَكَرٌ : فَحْلٌ .
      وداهية مُذْكِرٌ : لا يقوم لها إِلاَّ ذُكْرانُ الرجال ، وقيل : داهية مُذْكِرٌ شديدة ؛ قال الجعدي : وداهِيَةٍ عَمْياءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ ، تَدِرُّ بِسَمٍّ من دَمٍ يَتَحَلَّبُ وذُكُورُ الطِّيبِ : ما يصلح للرجال دون النساء نحو المِسْكِ والغالية والذَّرِيرَة .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : أَنه كان يتطيب بِذِكارَةِ الطِّيبِ ؛ الذكارة ، بالكسر : ما يصلح للرجال كالمسك والعنبر والعود ، وهي جمع ذُكَرٍ ، والذُّكُورَةُ مثله ؛ ومنه الحديث : كانوا يكرهون المُؤَنِّثَ من الطيب ولا يَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً ؛ قال : هو ما لا لَوْنَ له يَنْفُضُ كالعُود والكافور والعنبر ، والمؤنَّث طيب النساء كالخَلُوق والزعفران .
      وذُكورُ العُشْبِ : ما غَلُظ وخَشُنَ .
      وأَرض مِذْكارٌ : تُنْبِتُ ذكورَ العُشْبِ ، وقيل : هي التي لا تنبت ، والأَوّل أَكثر ؛ قال كعب : وعَرَفْتُ أَنِّي مُصْبِحٌ بِمَضِيعةٍ غَبْراءَ ، يَعْزِفُ جِنُّها ، مِذكارِ الأَصمعي : فلاة مِذْكارٌ ذات أَهوال ؛ وقال مرة : لا يسلكها إِلاّ الذَّكَرُ من الرجال .
      وفَلاة مُذْكِرٌ : تنبت ذكور البقل ، وذُكُورُه : ما خَشُنَ منه وغَلُظَ ، وأَحْرَارُ البقول : ما رَقَّ منه وطاب .
      وذُكُورُ البقل : ما غلظ منه وإِلى المرارة هو .
      والذِّكْرُ : الصيتُ والثناء .
      ابن سيده : الذِّكْرُ الصِّيتُ يكون في الخير والشر .
      وحكي أَبو زيد : إِن فلاناً لَرَجُلٌ لو كان له ذُكْرَةٌ أَي ذِكْرٌ .
      ورجل ذَكِيرٌ وذِكِّيرٌ : ذو ذِكْرٍ ؛ عن أَبي زيد .
      والذِّكْرُ : ذِكْرُ الشرف والصِّيت .
      ورجل ذَكِيرٌ : جَيِّدٌ الذِّكْره والحِفْظِ .
      والذِّكْرُ : الشرف .
      وفي التنزيل : وإِنه لَذِكْرٌ لك ولقومك ؛ أَي القرآن شرف لك ولهم .
      وقوله تعالى : ورَفَعْنَا لك ذِكْرَكَ ؛ أَي شَرَفَكَ ؛ وقيل : معناه إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ معي .
      والذِّكْرُ : الكتاب الذي فيه تفصيل الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ ، وكُلُّ كتاب من الأَنبياء ، عليهم السلام ، ذِكْرٌ .
      والذِّكْرُ : الصلاةُ لله والدعاءُ إِليه والثناء عليه .
      وفي الحديث : كانت الأَنبياء ، عليهم السلام ، إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلى الذكر ، أَي إِلى الصلاة يقومون فيصلون .
      وذِكْرُ الحَقِّ : هو الصَّكُّ ، والجمع ذُكُورُ حُقُوقٍ ، ويقال : ذُكُورُ حَقٍّ .
      والذِّكْرَى : اسم للتَّذْكِرَةِ .
      قال أَبو العباس : الذكر الصلاة والذكر قراءة القرآن والذكر التسبيح والذكر الدعاء والذكر الشكر والذكر الطاعة .
      وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : ثم جلسوا عند المَذْكَر حتى بدا حاجِبُ الشمس ؛ المَذْكَر موضع الذِّكْرِ ، كأَنها أَرادت عند الركن الأَسود أَو الحِجْرِ ، وقد تكرر ذِكْرُ الذّكْرِ في الحديث ويراد به تمجيد الله وتقديسه وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده .
      وفي الحديث : القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه ؛ أَي أَنه جليل خَطِيرٌ فأَجِلُّوه .
      ومعنى قوله تعالى : ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ؛ فيه وجهان : أَحدهما أَن ذكر الله تعالى إِذا ذكره العبد خير للعبد من ذكر العبد للعبد ، والوجه الآخر أَن ذكر الله ينهى عن الفحشاء والمنكر أَكثر مما تنهى الصلاة .
      وقول الله عز وجل : سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يقال له إِبراهيم ؛ قال الفراء فيه وفي قول الله تعالى : أَهذا الذي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ، قال : يريد يَعِيبُ آلهتكم ، قال : وأَنت قائل للرجل لئن ذَكَرْتَنِي لَتَنْدَمَنَّ ، وأَنت تريد بسوء ، فيجوز ذلك ؛ قال عنترة : لا تَذْكُرِي فَرَسي وما أَطْعَمْتُه ، فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ أَراد لا تَعِيبي مُهْري فجعل الذِّكْرَ عيباً ؛ قال أَبو منصور : وقد أَنكر أَبو الهيثم أَن يكون الذِّكْرُ عيباً ؛ وقال في قول عنترة لا تذكري فرسي : معناه لا تولعي بِذِكْرِهِ وذِكْرِ إِيثاري إِياه دون العيال .
      وقال الزجاج نحواً من قول الفراء ، قال : ويقال فلان يَذْكُر الناسَ أَي يغتابهم ويذكر عيوبهم ، وفلان يذكر الله أَي يصفه بالعظمة ويثني عليه ويوحده ، وإِنما يحذف مع الذِّكْرِ ما عُقِلَ معناه .
      وفي حديث عليّ : أَن عليّاً يَذْكُرُ فاطمة يخطبها ، وقيل : يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها ، ومنه حديث عمر : ما حلفتُ بها ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً ، من قولك : ذكرت لفلان حديث كذا وكذا أَي قلته له ، وليس من الذِّكْر بعد النسيان .
      والذُّكَارَةُ : حمل النخل ؛ قال ابن دريد : وأَحسب أَن بعض العرب يُسَمِّي السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ .
      والذَّكَرُ : معروف ، والجمع ذُكُورٌ ومَذاكِيرُ ، على غير قياس ، كأَنهم فرقوا بين الذَّكَرِ الذي هو الفحل وبين الذَّكَرِ الذي هو العضو .
      وقال الأَخفش : هو من الجمع الذي ليس له واحد مثل العَبَاديد والأَبابيل ؛ وفي التهذيب : وجمعه الذِّكارَةُ ومن أَجله يسمى ما يليه المَذَاكِيرَ ، ولا يفرد ، وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مثل مُقَدَّمٍ ومَقَادِيم .
      وفي الحديث : أَن عبداً أَبصر جارية لسيدة فغار السيدُ فَجَبَّ مَذَاكِيرَه ؛ هي جمع الذَّكَرِ على غير قياس .
      ابن سيده : والمذاكير منسوبة إِلى الذَّكَرِ ، واحدها ذَكَرٌ ، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ .
      والذَّكَرُ والذَّكِيرُ من الحديد : أَيْبَسُه وأَشَدُّه وأَجْوَدُه ، وهو خلافُ الأَنِيثِ ، وبذلك يسمى السيف مُذَكَّراً ويذكر به القدوم والفأْس ونحوه ، أَعني بالذَّكَرِ من الحديد .
      ويقال : ذهبتْ ذُكْرَهُ السيف وذُكْرَهُ الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما .
      وفي الحديث : أَنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً فسئل عن ذلك فقال : إِنه أَذْكَرُ ؛ أَي أَحَدُّ .
      وسيفٌ ذو ذُكْرَةٍ أَي صارِمٌ ، والذُّكْرَةُ : القطعة من الفولاذ تزاد في رأْس الفأْس وغيره ، وقد ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ ؛ أَنشد ثعلب : صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ ، يُطَبّقُ العَظْمَ ولا يَكْسِرُهْ وقالوا لخِلافهِ : الأَنِيثُ .
      وذُكْرَهُ السيف والرجل : حِدَّتُهما .
      ورجل ذَكِيرٌ : أَنِفٌ أَبِيُّ .
      وسَيْف مُذَكَّرٌ : شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ ومَتْنُه أَنِيثٌ ، يقول الناس إِنه من عمل الجن .
      الأَصمعي : المُذَكَّرَةُ هي السيوف شَفَرَاتُها حديد ووصفها كذلك .
      وسيف مُذَكَّرٌ أَي ذو ماء .
      وقوله تعالى : ص والقرآن ذي الذِّكْرِ ؛ أَي ذي الشَّرَفِ .
      وفي الحديث : إِن الرجل يُقَاتِلُ ليُذْكَر ويقاتل ليُحْمَدَ ؛ أَي ليذكر بين الناس ويوصف بالشجاعة .
      والذِّكْرُ : الشرف والفخر .
      وفي صفة القرآن : الذِّكْر الحكيم أَي الشرف المحكم العاري من الاختلاف .
      وتذكر : بطن من ربيعة ، والله عز وجل أَعلم .
      "

    المعجم: لسان العرب





ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: