القِرْطُ بالكَسْرِ : نوعٌ من الكُرّاثِ يُعْرَفُ بكُرَاثِ المائِدَةِ سُمِّيَ به لأَنَّهُ يُقَرَّطُ تَقْرِيطاً أَي يُقَطَّعُ
والقُرْطُ بالضَّمِّ : نَبَاتٌ كالرَّطْبَةِ إِلاّ أَنَّه أَجَلُّ مِنْهَا وأَعْظَمُ وَرَقاً تَعْتَلِفُه الدَّوابُّ نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ . قال : فارِسِيَّتُه الشَّبْذَر كجَعْفَرٍ . والقُرْطُ : سيفُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَجّاجِ الثَّعْلَبِيِّ وهو القائِلُ فيهِ :
تَقُولُ والسَّيْفُ في أَضْرَاسِها نَشِبٌ ... هذَا لَعَمْرُكَ مَوْتٌ عَيْرُ طَاعُونِ
فما ذَمَمْتُ أِخِي قُرْطاً فأُبْعِطَهُ ... وما نَبَا نَبْوَةً يوماً فيُخْزِينِي والقُرْطُ : شُعْلَةُ النَّارِ كما في المُحْكَمِ . والقُرْطُ : زُبَيْبُ الصَّبِيِّ عن ابْنِ عَبّادٍ ونَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وقال : وهو مَجَازٌ . والقُرْطُ : الضَّرْعُ هكَذَا في أُصُولِ القَامُوسِ بالضّادِ المُعْجَمَةِ والَّذِي نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ عن كُرَاعٍ : القُرْطُ : الصَّرْعُ بالصّادِ المُهْمَلَةِ ويُؤَيِّدُه قولُ ابْنِ دُرَيْدٍ : القُرْط : الصَّرْعُ على القَفَا . القُرْطُ : الشَّنْفُ وقيل : الشَّنْفُ في أَعْلَى الأُذُن والقُرْطُ في أَسْفَلِهَا أَو هو المُعَلَّقُ في شَحْمَةِ الأُذُنِ كما في الصّحاحِ سَوَاء دُرَّةً أَو تُومَةً من فِضَّةٍ أَو مِعْلاَقاً من ذَهَبِ وفي الحَدِيثِ : " ما يَمْنَعُ إِحداكُنَّ أَنْ تَصْنَع قُرْطَيْنِ من فِضَّةٍ " . ج : أَقْرَاطٌ كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ قال رُؤْبَةُ :
كأَنَّ بينَ العِقْدِ والأَقْرَاطِ ... سالِفَةً من جِيدِ رِيمٍ عاطِ وقال الجَوْهَرِيّ : جمعُ قُرْطٍ قِرَاطٌ مثلُ رُمْحٍ ورِمَاحٍ . وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيّ يَذكُر قَوْساً :
شَنَقْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِرَاطِ ويُرْوَى قَرَنْتَ بِها ومُسَلاتٌ : جمع مُسَالَةٍ . والأَغِرَّةُ : جمعُ غِرَارٍ وهو الحَدُّ كما في العُبَاب ومثلُه في شَرْحِ الدِّيوانِ . قال : يَعْنِي النَّبْلَ تَبْرُق كأَنَّهَا قِرَاطٌ . ويُجْمَع القُرْط أَيضاً على قُرُوطٌ كبُرْدٍ وأَبْرَادٍ وبُرَودٍ وعلى قِرَطَةٌ كقِرَدَةِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومَثَّلَهُ الصّاغَانِيُّ بقُلْبٍ وقِلَبَة
وجارِيَةٌ مُقَرَّطَةٌ كمُعظَّمَةٍ : ذاتُ قُرْطٍ . وذُو القُرْطِ واسمُه الوِشَاحُ : اسمُ سَيْفِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رضِيَ الله عنه وهو القائِلُ فيه :
وبذِي القُرْطِ قد قَتَلْتُ رِجَالاً ... من كُهُولٍ طَمَاطِمٍ وعِرَابِ وذُو القُرْطِ : لَقَبُ السَّكَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ أُمَيَّةَ بن زَيْد بنِ قَيْسِ بن عامِرَةَ بنِ مُرَّة بن مَالِكِ بن الأَوْسِ بن حارِثَة الأَوْسِيّ الأَنْصَاريّ من الجَعادِرَة . والقُرَطَةُ كهُمَزَةٍ وعِنَبَةٍ : شِبَةٌ حَسَنَةٌ في المِعْزَى وهي أَنْ تَكُونَ للتَّيْسِ أَو للْعَنْزِ زَنَمَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ من أُذُنَيهِ قالَهُ اللَّيْثُ وهو مَجَازٌ
وقد قَرِطَ كفَرِحَ قَرَطاً فهو أَقْرَطُ وهي قَرْطَاءُ . قال : ويُسْتَحَبُّ في التَّيْسِ لأَنَّهُ يكونُ مِئْناثاً . وفي الأَسَاسِ : وتُسْتَحَبُّ القِرُطَةُ ويُتَنَافَسُ فِيها لدَلاَلَتِهَا على الإِينَاثِ . وقَرَّطَ الكُرَّاثَ تَقْرِيطاً : قَطَّعَهُ في القِدْرِ كقَرَطَهُ قَرْطاً . وجعل ابنُ جِنِّي القُرْطُمَ ثُلاثِيّاً وقال : سُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّه يُقَرَّطُ
ومن المجاز : قَرَّط عَلَيْه إِذا أَعْطَاهُ قَلِيلاً قَليلاً مِنَ القِرّاطِ . وقَرَّطَ الجَارِيَةَ : أَلْبَسَها القُرْطَ قال الرّاجِزُ - يُخَاطِب امرأَتَه وقد سأَلَتْه أَنْ يُحَلِّيَها قُرْطَيْنِ - :
تَسْلأُ كلُّ حُرَّةٍ نِحْيَيْنِ ... وإِنَّمَا سُلأْتِ عُكَّتَيْنِ
ثُمَّ تَقُولِينَ اشْرِ لِي قُرْطَيْنِ ... قَرَّطَكِ اللهُ على العَيْنَيْنِ
عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ ... نَسِيتِ مِنْ دَيْن بَنِي قُنَيْنِ
" ومِنْ حِسَابٍ بَيْنَهَم وبَيْنِي وقَرَّطَ الفَرَسَ : أَلْجَمَهَا أَي طَرَحَ اللِّجَامَ في رَأْسِهَا كما في الصّحاحِ . أَو جَعَلَ أَعِنَّتَها وَرَاءَ آذَانِهَا عندَ طَرْحِ اللُّجُمِ من رُؤُوسِهَا . نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وهو مَجَازٌ . اُخِذَ من تَقْرِيطِ المَرْأَةِ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : تَقْرِيطُ الفَرَسِ له مَوْضِعانِ أَحدُهما : طَرْحُ اللِّجَامِ في رَأْسِ الفَرَسِ والثّانِي : إِذا مَدَّ الفارِسُ يَدَه حَتَّى يَجْعَلَها على قَذَالِ فَرَسِه وهي تُحْضِرُ قالَ ابنُ بَرِّيّ وعليه قَوْلُ المُتَنَبِّي :
" فقَرِّطْهَا الأَعِنَّةَ رَاجِعاتٍوقيل : تَقْرِيطُهَا : حَمْلُهَا على أشَدِّ الحُضْرِ وذلِك أَنَّه إِذا اشْتَدَّ حُضْرُها امْتَدَّ العِنَانُ على أُذُنِهَا فصارَ كالقُرْط وفي الأَساس : من المَجَاز : قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَهُ وهو أَنْ يُرْخِيَه حتّى يَقَعَ على ذِفْرَاهُ مَكانَ القُرْطِ وذلِكَ عند الرَّكْض . وفي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ رَضِيَ اللهُ عنه أَنَّهُ أَوصَى أَصحابَه يَوْمَ نَهَاوَنْدَ فقال : إِذا هَزَزْتُ اللِّوَاءِ فَلْتَثِبِ الرِّجَالُ إِلى خُيُولِهَا فيُقَرِّطُوهَا أَعِنَّتَها . كأَنَّه أَمَرَهُم بإِلْجَامِهَا . وقَرَّطَ السِّرَاجَ إِذا نَزَعَ منه ما احْتَرَقَ لِيُضِيءَ كما في الصّحاحِ
والقِرَاطُ ككِتَابٍ : المِصْبَاحُ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ . قال : وهو الهِزْلِقُ أَيضاً والجمعُ : أَقْرِطَةٌ وقال أَبو عَمْرٍو : القِرَاطُ : المَصَابِيحُ وقيل : السُّرُج الواحِدُ : قُرْطٌ . وبه فَسَّر بعضُهم قولَ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ السّابِقْ . أَو قِرَاطُ المِصْبَاحِ : شُعْلَتُه ما احْتَرَقَ من طَرَفِ الفَتِيلَةِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
والقُرُوطُ بالضَّمِّ : بُطُونٌ من بَنِي قُرْطٌ وقَرِيطٌ وقُرَيْطٌ كقُفْلٍ وأَمِيرٍ وزُبَيْرٍ قاله ابنُ دُرَيْدٍ . ولم يَزِدْ على الاثْنِين الأَوْلَيْن . وقال ابنُ حَبِيب في جَمْهَرَة نَسَبِ قَيْسِ عَيْلانَ : القُرَطَاءُ وهم : قُرْطٌ وقَرِيطٌ وقُرَيْطٌ بنُو عَبْدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ كِلابٍ . وقال ابنُ الجَوّانِيِّ في المُقَدِّمةِ الفاضِلِيَّةِ : فأَمَّا عَبْدُ بن أَبِي بَكْرِ بنِ كِلاَبٍ فمن العَشَائِرِ لصُلْبِه بنو قُرْطٍ وبَنُو قُرَيْطٍ وهُم القُرَطَة . وفي أَنسابِ أَبِي عُبَيْدٍ القاسِمِ ابنِ سَلاّم : وهم القُرَطَاءُ الَّذِين غزاهُم النَّبِيُّ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم
والقَرْطِيَّةُ بالفَتْح وعليه اقْتَصَرَ الصّاغَانِيُّ وتُضَمُّ كمَا في المُحَكَمِ : ضَرْبٌ من الإِبِلِ مَنْسُوب إِلى حَيٍّ من مَهْرَةَ يقال لهم : قُرْطٌ أَو قَرْطٌ وأَنْشدَ ابنُ دُرَيْدٍ : ورَوَاه بالفَتْح :
" أَما تَرَى القَرْطِيَّ يَفْرِي نَتْفا النَّتْقُ : النَّفْضُ وأَنْشَدَ في المُحْكَمِ قولَ الرّجِزِ :
قال لِي القُرْطِيُّ قَوْلاً أَفْهَمُهْ ... إِذْ عَضَّهُ مَضْرُوسُ قِدٍّ يَأْلَمُهْ والقُرَيْطُ كزُبَيْرٍ : فرَسٌ لِكنْدَةَ وكذلِك ساهِمٌ قال سُبَيْعٌ ابنُ الخَطِمِ التَّيْمِيُّ :
أَرْبَابُ نَحْلَةَ والقُرَيْطِ وسَاهِمٍ ... أَنّي هُنالِكَ آلِفٌ مَأْلُوفُ نَحْلَة : فَرَسٌ سُبَيْعِ بن الخَطِيم . القِيرَاطُ والقِرَاطُ بكَسْرِهِما الثّانِيَةُ ككِتَابٍ وعلى الأُولَى اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ : نِصْفُ دَانِقٍ واَصْلُه قِرّاطٌ بالتَّشْدِيدِ لأَنَّ جَمْعَه قَرَارِيطُ فأُبْدِلَ من أَحَد حَرْفَيْ تَضْعِيفِه يَاء على ما ذَكَرْنَاهُ في دِينارٍ هذا نَصُّ الجَوْهَرِيِّ ومثله في العُبابِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أَصْلُ القِيرَاطِ من قَوْلِهِمْ : قَرَّط عليه : إِذا أَعْطَاه قَلِيلاً قليلا ونَقَل شيخُنَا عن مُمْتِع ابن عُصْفورٍ وشَرْحِ التَّسْهِيل لأَبِي حَيّان وغيرِهمَا : أَنَّ الياءَ أُبْدِلَت من الرَّاءِ في قِيراط على جِهَة اللُّزُوم وأَصله قِرّاطٌ لقولِهِم : قَرَارِيطُ وزاد في الِّلسَانِ : كما قالُوا دِيباجٌ وجَمَعُوه دَبَابِيجُ وفي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيِّ : ولم يَقُولوا : قَيارِيط
وقولُ شَيخِنا : ففِي كَلامِ المُصَنِّفِ مُخَالَفَةٌ وإِنْ قَلَّد العُبَابَ فهؤُلاءِ أَعْرَفُ بطُرُقِ الصَّرْفِ مِنْهُمَا مَحَلُّ نَظَرٍ فإِنَّ المُصَنِّفَ لمْ يُقَلِّدِ الصّاغَانِيَّ في هذِه المسأَلة بل هو نَصُّ الجَوْهَرِيِّ وغيرِه بالكَسْرِ والتَّشْدِيدِ وإِنَّمَا هو ككِتَابٍ كما نَبَّهْنَا عليه ولا مُخَالَفَةَ بينَ كَلامِ الجَوْهَريِّ وكَلامِ شُرَاحِ التَّسْهِيل فتأَمَّلْه . وقد مَرَّ البَحْثُ في ذلِك في دبجِ ودنر مُسْتَوْفىً فراجِعْهوفي العُبَابِ : يَخْتَلِفُ وَزْنُه أَي القِيراط بِحَسَبِ اخْتِلافِ البِلادِ فبمَكَّةَ شَرَّفَها اللهُ تَعَاِلى رُبْعُ سُدْسِ دِينَارٍ وبالعِراقِ نِصْفُ عُشْرِهِ . وقال ابنُ الأَثِير : القِيرَاطُ : جُزْءٌ من أَجزاءِ الدِّيَارِ وهو نِصْفُ عُشْرِهِ في أَكْثَرِ البِلادِ . وأَهْلُ الشّامِ يَجْعَلُونَه جُزْءاً من أَرْبَعَةٍ وعِشْرِينَ
قلتُ : واتَّفَقَ أَهْلُ مِصْرَ أَنَّهُم يَمْسَحُون أَرْضَهُم بقَصَبَةٍ طولُهَا خَمْسَةُ أَذْرُعٍ بالنَّجّارِيِّ فمَتَى بَلَغَتْ المِسَاحَةُ أَرْبَعَمِائَةِ قَصَبَةٍ فاسْمُها الفَدّانُ ثم أَحْدَثُوا قَصَبَةً حاكِمِيَّةً طولُها سِتَّةُ أَذْرُعٍ ورُبْعُ سُدُسٍ بالذِّراعِ المِصْرِيِّ وجَعَلُوا القَصَبَتَيْن في الضَّرْبِ بِدَانِق والثَّلاثَةَ إِلى الأَرْبَعَةِ والخَمْسَةَ إِلى السَّبْعَةِ بحَبَّةٍ والثَّمَانِيَة نصفَ القِيرَاطِ والعشر بحَبَّتَيْن وهكَذَا إِلى المائةِ تَنْقُصُ قَصَبَتَيْن وبعضَ قَصَبَةٍ برُبْعِ فَدَّانٍ . كذا وَجَدْتُ في بعض الكُتُبِ المُؤَلَّفَةِ في فَنِّ المِسَاحَةِ
وفي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ : سَتَفْتَحُون أَرْضاً يُذْكَرُ فيها القِيراطُ فاسْتَوْصُوا بأَهْلِهَا خَيْراً فإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً ورَحِماً أَرادَ بالأَرْضِ المستَفْتَحَةِ مِصْرَ صانَها اللهُ تَعاِلى ومَعْنَى قولِه : فإِنَّ له ذِمَّةً ورَحِماً أَنَّ هاجَرَ أُمَّ إِسماعِيلَ عليهِمَا السَّلامُ كانَتَ قِبْطِيَّةً من أَهْلِ مِصْرَ . والقِرْطِيطُ بالكَسْرِ : الشَّيْءُ اليَسِيرُ يُقَال : ما جَادَ فُلانٌ بقِرْطِيطَةٍ : أَي بَشَيْءٍ يَسِيرٍ . نقله الجَوْهَرِيُّ . قلتُ : وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ قال : وقد صَنَعُوا في هذا بَيْتاً وهو :
فما جَادَتْ لنَا سَلْمَى ... بقِرْطِيطٍ ولا فُوفَهْ الفُوفَة : القِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الّتِي على النَّواةِ . قال الصّاغَانِيُّ : هكذا قال ابنُ دُرَيْدٍ : في هذا التَّرْكِيبِ وقَبْل البَيْتِ بيتٌ وهو :
فأَرْسَلْتُ إِلى سَلْمَى ... بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ ويروي : بِزِنْجِيرٍ ولا فُوفَهْ . وقد تَقَدَّمَ في الرّاءِ . والقِرْطِيطُ : الدَّاهِيَةُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه وأَنْشَدَ الأَخِيرُ لأَبِي غالِبٍ المَعْنِيِّ :
سَأَلْنَاهُمُ أَنْ يَرْفِدُونا فأَجْبَلُوا ... وجاءَتْ بقِرْطِيطٍ من الأَمْرِ زَيْنَبُ كالقُرْطانِ بالضَّمِّ والقُرْطاطِ بالكَسْرِ والضَّمِّن ذَكَرَهُنَّ ابنُ سِيدَه بمَعْنَى الدّاهِيَةِ
والقَيْرُوطِيُّ : مَرْهَمٌ م أَي مَعْرُوفٌ عند الأَطِباءِ وهو دَخِيلٌ في العَرَبِيَّةِ
والقُرْطانُ عن ابنِ دُرَيْدٍ والقُرْطَاطُ بضَمِّهِمَا ويُكْسَرُ الأَخِيرُ وفي اللِّسَانِ ويُكْسَرُ الأَوَّلُ أَيْضاً فهي لَغاتٌ أَرْبَعَةُ ذَكَرَ منها الجَوْهَرِيُّ الأَولَيَيْنِ وقال : هي البَرْذَعَةُ . قال الخَلِيلُ : هي الحِلْسُ الَّذِي يُلْقَى تَحْتَ الرَّحْلِ ومنه قوْلُ العَجّاجِ :
" كأَنَّما رِحْلِيَ والقَرَاطِطَا قال ابنُ بَرِّيٍّ والصّاغَانِيُّ : هو للزَّفَيَانِ لا للعَجّاجِ . قال والصَّحِيحُ في إِنْشَادِه :
كَأَنَّ أَقْتَادِيَ والأَسَامِطَا ... والرَّحْلَ والأَنْسَاعَ والقَرَاطِطا
" ضَمَّنْتُهُنَّ أَخْدَرِيّاً ناشِطَا زادَ الصّاغَانِيُّ : ويُرْوَى :
" كَأَنَّما اقْتَادِيَ الأَسَامِطَا وقالَ الأَصْمَعِيُّ : من مَتَاعِ الرَّحْلِ : البَرْذَعَةُ وهو الحِلْسُ للبَعِيرِ وهو لِذَاوتِ الحافِرِ قُرْطَاطٌ وقِرْطانٌ والطِّنْفِسَةُ الَّتِي تُلْقَى فوقَ الرَّحْل تُسَمَّى النُّمْرُقَة . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : القُرْطَانُ للسَّرْجِ بمَنْزِلَةِ الوَلِيَّةِ للرَّحْلِ ورُبَّمَا اسْتُعْمِلَ للرَّحْلِ أَيْضاً قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ :
بأَرْحَبِيّ مائرِ الملاَطِ ... ذي زَفْرَةِ يَنْشَر بالقِرْطاطِ وقول حُمَيْدٍ هذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً . والقارِيطُ ويُقال : القَرارِيطُ حَبُّ الحُمَرِ وهو التَّمْر الهِنْدِيّ . في التَّكْمِلَةِ هكَذَا قَرَأْتُه في شَرْحِ شِعْرِ حسّانِ بنِ ثابِتٍ رضِيَ الله عَنْهُ :وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : القُرْطُ : الثُرَيّا على التَّشْبِيهِ . وقَال يُونُسُ : القِرْطِيُّ بالكَسْرِ الصَّرْعُ على القَفَا ونَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيضاً . والقُرْطُ بالضَّمِّ : شُعَلْةُ النّارِ . والقِرَاطُ ككِتَابٍ : النَّارُ نَفْسُها كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ . والقُرَاطَةُ كثُمَامَةٍ : ما يُقْطَع من أَنْفِ السِّرَاجِ إِذا عَشِيَ وأَيْضاً : ما احْتَرَقَ من طَرَفِ الفَتِيلَة : وقِيلَ : بَل القُرَاطَةُ : المِصْباحُ نَفْسُه . وفي المَثَل : " خُذْهُ ولو بقُرْطَيْ مارِيَةَ " هي بنت ظالِمِ بنِ وَهْبِ بنِ الحارِثِ ابن مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيِّ أُمُّ الحَارِثِ بنِ أَبِي شَمِرٍ الغَسّانِيِّ وهي أَوَّل عَربيَّةٍ تَقَرَّطَتْ وسارَ ذِكْرُ قُرْطَيْهَا في العَرَب وكانا نَفِيسَي القِيمَةِ قِيل : إِنَّهما قُوِّما بأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ وقِيلَ : كانَتْ فِيهِمَا دُرَّتانِ كبَيْضِ الحَمَامِ لم يُرَ مِثْلُهُمَا وقِيلَ : هي امْرَأَةٌ من اليَمَنِ أَهْدَتْ قُرْطَيْهَا إِلى البَيْتِ يُضْرَبُ في التَّرْغِيبِ في الشَّيْءِ وإِيجابِ الحِرْصِ عليه أَي لا يَفُوتَنَّك على حَالٍ وإِنْ كُنْتَ تَحْتَاجُ في إِحْرَازِه إِلى بَذْلِ النَّفائِسِ
والقُرَيْطُ كَزُبَيْرٍ والحِمَالَةُ : فَرَسَانِ لبَني سُلَيْم قال العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ رضِيَ الله عَنْه - أَنْشَدَه له أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيّ - :
بَيْنَ الحِمَالَةِ والقُرَيْطُ فَقَدْ ... أَنْجَبْتِ من أُمٍّ ومنْ فَحْلِ وقُرْطا النَّصْلِ : أُذُنَاهُ كما في الِّلسَانِ وهو على التَّشْبِيهِوقال ابنُ عَبَّادٍ : قِرَاطَا النَّصْلِ : طَرَفَا غِرَارَيْهِ . قال الجَوْهَرِيُّ : وأَمّا القِيرَاطُ الَّذي في الحَديثِ فقد جاءَ تَفْسيرُه فيهِ أَنَّهُ مثلُ جَبَلِ أُحُد . قلت : يُشِيرُ إِلى حَدِيثِ : " من شَهِدَ الجِنَازَةَ حَتَّى يُصلَّى عَلَيْهَا فلَهُ قِيرَاطٌ ومن شَهِدَها حَتَّى تُدْفَنَ فله قِيرَاطَانِ " قيل : وما القِيرَاطَانِ ؟ قال : مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَينِ . رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه فبَلغَ ذلِك ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه فقال : لقَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ . فبَلَغَ ذلِكَ عائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فصَدقَتْ أَبا هُرَيْرَةَ . فقال : لقد فَرَّطْنا في قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ . وقِيرَاطٌ أَبُو العالِيَةِ : من أَتْبَاعِ التّابِعِينَ يَرْوِي عن الحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُجَاهِدٍ . وزَعَمَ بعضُ المُحَدِّثِينَ أَنَّ قَرارِيطَ مَوضِعٌ أَو جَبَلٌ وبه فُسِّرَ الحَدِيثُ : " ما بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ رَعَى غَنَماً " ويُرْوَى : إلاَّ رَعِيَ غَنَمٍ قالُوا : وأَنْتَ يا رَسُولَ اللهِ ؟ وأَنا كُنْتُ أَرْعَاهَا على قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ . قالَ الصّاغَانِيُّ قَدِمْتُ بَغْدَادَ سَنَة 615 - وهي أَوَّلُ قَدْمَتِي إِلَيْهَا - فسَأَلَنِي بعضُ المُحَدِّثِينَ عن مَعْنَى القَرَاِريطِ في هذا الحَدِيثِ فقُلْتُ : المرادُ به قَرَارِيطُ الحِساب . فقال : سَمِعْنا الحافِظُ الفُلانِيَّ يَقُولُ : إِنَّ القَرَارِيطَ : اسمُ جَبَلٍ أَو مَوْضِعٍ فأَنْكَرْتُ ذلِكَ كُلَّ الإِنْكَارِ أَعاذَنا اللهُ من الخَطَأَ والخَطَلِ والتَّصْحِيفِ والزَّلَل . انتهى . ويُقال : أَعْطَيْتُ فُلاناً قَرَارِيطَ إِذا أَسْمَعَه ما يَكْرَهُه . ويُقَالُ أَيْضاً : اذْهَبْ لا أُعْطيكَ قَرارِيطَكَ أَي : أَسُبُّك وأُسْمِعُكَ المَكْرُوهَ وقال ابنُ الأَثِيرِ : وهي لُغَةٌ مِصْرِيَّةٌ لا تُوجَدُ في كَلامِ غيرِهِم . قال : ولذا خُصَّتْ مِصْرُ بذِكْر القِيرَاطِ في حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ المتقدّم . وقُرْطٌ بالضَّمِّ : اسمُ رَجُلٍ من سِنْبِس نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقُرْطُ أَيْضاً : قَبِيلَةٌ من مَهْرَةَ بنِ حَيْدَانَ وإِليهم نُسِبَت الإِبِلُ القُرْطِيَّةُ الَّتي ذَكَرَها المُصَنِّفُ . ونُوحُ بنُ سُفْيان المِصْرِيُّ القُرْطِيُّ بضَمٍّ فسُكُون وأَخُوه عُثْمانُ وابنُ أَخِيهِمَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ سُفْيانَ . أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيهُ المالِكيُّ : مُحَدِّثُون . وأَبُو عاصِمٍ بَكْرُ بنُ عَبْدٍ القُرْطِيُّ عن ابْنِ عُيَيْنَةَ ذَكَرَه المالِينِيُّ . والقِرْطِيطُ بالكَسْرِ : العَجَب عن الأَزْهَرِيِّ . وقال ابنُ عَبّادٍ : قَرَّطْتُ إِليهِ رَسُولاً تَقْرِيطاً : أَعْجَلْتُه إِليهِ . قلتُ : وهو مَجَازٌ ونصُّ الأَسَاسِ نَفَّذْتُه مُسْتَعْجِلاً . قال : وهو من مَجازِ المَجازِ أَي مَأْخُوذٌ من قَوْلِهِمْ : قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَه : إِذا أَرْخاهُ حَتّى وَقَع على ذِفْراه عند الرَّكْض . قلْتُ : ومنه اسْتِعْمَالُ العَامَّة : التَّقْرِيطُ بمَعْنَى التَّنْبِيهِ والاسْتِعْجَال والتَّضْيِيقِ والتَّأْكِيد في لأَمْرِ وهو مَن مَجازِ مَجازِ المَجَازِ فتَأَمَّل . وتَقَرَّطَتِ الجَارِيَةُ : لَبِسَت القُرْطَ . وجَزِيرَةُ القرطيين : قَريةٌ قُرْبَ مِصْرَ . وقَرْطَا بالفَتْحِ : قَرْيَةٌ بالبُحَيْرَةِ . وإِقْرِيطُ بالكَسْر : قَرْيَةٌ بالغَرْبِيّة . والبُرْهاَنُ القِيرَاطِيُّ : شاعِرٌ مَشْهُورٌ وهو إِبراهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَسْكَرِ بن مُظَفَّرِ بن نَجْمٍ وُلد سنة 726 وسَمِعَ الحَدِيثَ عن مَشايخِ عَصْرِه مات بمَكَّةَ بينَ أَيْدِي النّاسِ . قلتُ : وهو مَنْسُوبٌ إِلى مُنْيَة القِيرَاطِ : إِحْدَى قُرَى الغَرْبِيَّةِ بمِصْرَ