الفَلْحَسُ كجَعْفَرٍ : الحَريصُ مِن الرِّجالِ وعن اللَّيْثِ : هي فَلْحَسَةُ . والكَلْبُ أَيْضَاً : فَلْحَسٌ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الفَلْحَسُ : الدُّبُّ المُسِنُّ . وعن أَبي عُبَيْدٍ : الفَلْحَسُ في المَثَلِ : مَن يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ نقلَه ابن سِيدَه . وقيل : الفَلْحَسُ : رَجُلٌ رَئِيسٌ من بَنِي شَيْبَانَ زَعَمُوا أَنَّه كانَ إِذا أُعْطِيَ سَهْمَهُ مِن الغَنِيمَةِ سأَلَ سَهْماً لامْرَأَتِه ثمُّ لناقَتِهِ . ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : كان يَسْأَلُ سَهْماً في الجَيْشِ وهو في بَيْتِه فيُعْطَى لِعزِّه وسُؤْدَدِه فإِذا أُعْطِيَه سَأَلَ لامْرَأتِه فإِذا أعْطِيَه سأَلَ لبَعِيرِه فقَالُوا : أَسْأَلُ منْ فَلْحَسٍ وضُرِبَ به المَثَلُ وكذا قَولُهم : أَعْظَمُ في نَفْسِه مِنْ فَلْحَسٍ . وفي ابنِه زاهِرٍ قِيل العَصَا من العُصَيَّةِ أي لا يَكُونُ ابنُ فَلْحَسٍ إِلاَّ مِثْلَه . والفلْحَسَةُ بِهَاءٍ : المَرْأَةُ الرَّسْحاءُ قالَه اللَّيْثُ وزادَ الفَرّاءُ : فَلْحَسٌ : الصَّغِيرَةُ العَجُز . والفِلْحَاسُ بالكَسْرِ : القَبيحُ السَّمِجُ نقله الصّاغَانِيُّ . وتَفَلْحَسَ الرَّجُلُ : مثْلُ تَطَفَّلَ . وممَّا يسْتَدْرَكُ عليه : الفَلْحَس : السّائِلُ المُلِحُّ . ورَجُلٌ فَلَنْحَسٌ كسَفَرْجَلٍ : أَكُولٌ حَكاه كُراع قاله ابنُ سيدَه : وأُرَاه فَلْحَساً . وقال أَبو عبَيْدَةَ : الفَلْحَس : العَريضُ كما في العبَاب
اللَّحْسُ باللِّسانِ يُقَال : لَحِسَ القَصْعَةَ كسَمِعَ لَحْساً ومَلْحَساً ولَحْسَةً ولُحْسَةً الأَخِيرُ بالضَّمّ عن ابن السِّكِّيتِ أَي لَعِقَهَا وفي المَثَلِ : أَسْرَعُ من لَحْسِ الكَلْبِ أَنْفَه . ولَحِسَ الشْيءَ يَلْحَسُه إِذا أَخَذَه بلسَانِه . ومن المَجَازِ : قولُهم : تَرَكْتُه بمَلاَحِسِ البَقَرِ أَوْلادَها هو مثْلُ قولهم : بمَبَاحِثِ البَقَرِ : أَي بالمَكان القَفْرِ أَي لا يُدْرَي أَينَ هُوَ . وقالَ ابنُ سِيدَه : أَي بفَلاةٍ من الأَرْضِ قال : ومَعْنَاهُ عنْدي : بمَوَاضعَ تَلْحَسُ أَي تَلْعَقُ البَقَرُ فيها ما عَلَى أَوْلادِهَا من السَّابِيَاءِ والأَغْرَاسِ وذلك لأَنَّ البَقَرَ الوَحْشِيَّةَ لا تَلِدُ إِلاّ بالمَفَاوِزِ قال ذُو الرُّمَّةِ :
تَرَبَّعْنَ منْ وَهْبِينَ أَو بسُوَيْقَةٍ ... مَشَقَّ السَّوَابِي عَنْ رُؤُسِ الجَآذِرِ قال : وعِنْدِي أَنه بِمَلاحِسِ البَقَرِ فَقَط . ويُرْوَى : بمَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلادَها أَي بمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلاَدَها لأَن المَفْعَل إِذا كَان مَصْدَراً لم يُجْمَع قال ابن جِنَّى : لا تَخْلوُ مَلاحِس ها هنا من أَنْ تَكُونَ جَمْع مَلْحَسٍ الذي هو المَصْدَرُ أَو الذي هو المَكَانُ فلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُنَا مَكَاناً لأَنه قد عَمِلَ في الأَوْلاَدِ فنَصَبها والمكانُ لا يَعْمَل في المَفْعُولِ به كَمَا أَنَّ الزمانَ لا يَعْمَل فيه وإِذَا كَانَ الأَمْرُ على ما ذَكَرْنَاه كانَ المُضَافُ هنا مَحْذُوفاً مقدَّراً كما أَنَّ قَولَه :
وما هِيَ إِلا في إِزارٍ وعِلْقَةٍ ... مُغَارَ ابنِ هَمَّامٍ علَى حَيِّ خَثْعَمَا مَحْذُوفُ المُضَافِ أَي وَقْتَ إِغارَةِ ابن هَمّامٍ على حَيِّ خَثْعَم أَلاَ تَرَاه قد عَدَّاه إِلى قولِه : عَلَى حَيِّ خَثْعمَا . ومَلاحِسُ البَقَرِ إِذاً مَصْدَرٌ مَجْموعٌ مُعْملٌ في المَفْعول به كما أَن قولَهُ :
" مَواعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بيَثْرِبِ كذلكَ وهو غَرِيبٌ قال ابنُ جِنِّى : وكانَ أَبو عليٍّ رَحمَه الله يُورِدُ مواعيد عرْقُوبٍ موْرد الطرِيفِ المتَعجَّب منه . ومِن المَجاز : اللاحُوسُ المَشْؤُوم يلْحَسُ قَوْمَهَ كقَوْلِهِمْ : قاشُورٌ وكذلِكَ الحاسُوسُ . ومن المَجازِ : المِلْحَسُ كمِنْبَرٍ : الحَرِيص وقيل : هو الذِي يأْخُذُ كُلَّ ما قَدَرَ علَيْه وأَمْكَنَه من حِرْصِه . والْمِلْحَسُ : الشُّجَاعُ كأَنَّهُ يَأْكُلُ كُلَّ شْيءٍ إرْتفَع له ويقَالُ : فُلانٌ أَلدُّ مِلْحسٌ أَحْوَسُ أَهْيَسُ وفي حَدِيثِ أَبِي الأَسْوَدِ : عَلَيْكُمْ فُلاناً فإِنهُ أَهْيسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسُ هو الّذِي لا يَظْهَرُ له شيءٌ إِلاّ أَخَذَه . وهو مَجَاز . واللَّحَّاسَةُ : اللَّبُؤَةُ قال أَبو زُبيْد حَرمْلة بن المنْذر الطائيّ
حَتَّى إِذا وازَنَ العِرْزالَ وإنْتَبَهتْ ... لَحَّاسَةٌ أَمُّ أَجْرٍ سِتَّةٍ شُدُن ومن المَجَازِ : سَنَةٌ لاحِسةٌ أَي شَديدةٌ تَلْحَسُ كُلَّ شَيْءٍ من النبَاتِ وأَخَذَتْهُم لَوَاحِسُ أَي سِنُونَ شِدَادٌ قال الكُميْت :
" وأَنْتَ رَبيعُ النّاسِ وابْنُ رَبِيعِهِمْإِذَا لُقِّبَتْ فيهَا السِّنُونَ اللَّوَاحِسَاومِن المَجازِ : اللَّحُوسُ كصَبُورٍ من النّاسِ : مَنْ يَتَتَبَّعُ الحَلاَوَةَ كالذُّبابِ ويقال : فُلانٌ لَحُوس يَجوسُ في المَائدَةِ ويَحُوس . واللَّحْوَسُ كجَرْوَلٍ : الحَرِيصُ الأَكُولُ مِن النّاسِ . واللَّحْسُ كالمَنْعِ : أَكْلُ الدُّودِ الصُّوفَ ومنْ ذلكَ سُمِّيَت العُثَّةُ باللَّحّاسَةِ وكذا أَكْلُ الجَرَادِ الخَضِرَ والشجَرَ . ومن المَجَاز : أَلْحَسَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتتْ أَولَ ما تُنْبِتُ البقْلَ . وأَخْصَرُ من هذه العبارِة أَنْ يقُولَ : أَنْبتَتْ أَوّلَ العُشْبِ . أَي فَيَراه المالُ فيَطْمَعُ فيه فيَلْحسُه إِذا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يأْكُلَ منه شيئاً . وفي الأَسَاس : أَنْبَتَتْ ما تَلْحَسُه الدَّوَابُّ . أَو أَلْحَست الأَرْضُ : لَحِسَتِ الدَّوابُّ نَبْتَهَا نقلَه الصّاغَانِيُّ . وأَلْحَسَ الماشيَةَ : رَعَاهَا أَدْنَى رَعْيٍ من ذلك . ومن المجَاز : إلْتَحَسَ منْه حَقَّه إِذا أَخَذَه . ويقَال : حِرٌ مَلْحوسٌ أَي قَليلُ اللَّحْمِ . وممّا يسْتَدْرَك عليه : رجُلٌ لَحّاسٌ كشَدَّادٍ : كَثيرٌ اللَّحْسِ لِمَا يَصِلُ إِليه . واللاَّحُوسُ : الحَرِيصُ كالمُلْحِسِ كمُحْسِنٍ . واللَّحْسُ : ما يَظْهَرُ من رُوؤُسِ البَقْلِ وغَنَمٌ لاَحِسَةٌ : تَرْعَى ذلك . وما لَكَ عِنْدِي لُحْسَةٌ بالضّمَ أَي شيءٌ