وَقَعَ على الشَّيءِ وكذلكَ وقَع الشَّيءُ منْ يَدِه يَقَعُ بفَتْحِهِما وَقْعاً وُقُوعاً أي : سَقَطَ ويُقَالُ أيْضاً : وَقَعْتُ من كذا وعن كذا
ونَقَلَ شَيْخُنَا أنَّ الوُقُوعَ بمَعْنَى السُّقُوطِ والغُرُوبِ يُسْتَعْمَلُ بمِنْ وبمَعْنَى النُّزُولِ بعَنْ أوْ على . قلتُ : وفيهِ قُصورٌ لا يَخْفَى فتأمَّلْ
وقولُه تعالى : إنَّ عَذابَ رَبِّكَ لواقِعٌ أي : واجِبٌ على الكُفّارِ ومِنْهُ قَوْلُه تعالى : وإذا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أخْرَجْنَا لَهُمْ دابَّةً منَ الأرْضِ أي : وَجَبَ ونَقَله الزَّجَاجُ وكذلكَ وَقَعَ الحُكْمُ عَلَيْهِمْ وقيلَ : ثَبَتَتِ الحُجَّةُ عَلَيْهِم وكذلكَ قَوْلُه تعالى : فَوَقَعَ الحَقُّ أي : ثَبَتَ وقالَ اللَّيْثُ : وقَعَتِ الإبِلُ وُقُوعاً : بَرَكَتْ
وقَعَتِ الدُّوابُّ وُقُوعاً : رَبضَتْ وأنْشَدَ :
وقَعْنَ وُقُوعَ الطَّيْرِ فيها وما بهَا ... سِوَى جِرَّةٍ يُرْجِعْنَها بتعَلُّلِ وقالَ آخَرُ :
وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً ... يُبَادِرْنَ تَغْلِيساً سِمَالَ المَداهِنِ وتَقُولُ العَرَبُ : وَقَعَ رَبِيعٌ بالأرْضِ يَعْنُونَ بهِ أوّلَ مَطَرٍ يَقَعُ في الخَرِيفِ أي : حَصَلَ قالَ الجَوْهَرِيُّ : ولا يُقَالُ : سَقَطَ هذا قَوْلُ أهْلِ اللُّغَةِ . قلتُ : وقد حكاهُ سِيَبَوَيْهِ فقالَ : سَقَطَ المَطَرُ مَكَان كذا فمَكَان كذا ومنْهُ مَواقِعُ الغَيْثِ : مَسَاقِطُه
ووَقَعَتِ الطَّيْرُ تَقَعُ وُقُوعاً : نَزَلَتْ عنْ طَيَرانِهَا إذا كانَتْ على شَجَرٍ أوْ أرْضٍ مُوكِنَةً فهُنَّ وُقُوعٌ بالضَّمِّ ووُقَّعٌ كسُكَّرٍ وقدْ وَقَعَ الطّائِرُ وُقُوعاً فهو واقِعٌ قالَ الأخْطَلُ :
" كأنَّمَا كانُوا غُرابَاً واقِعا
" فطارَ لَمّا أبْصَرَ الصَّواقِعا وقالَ المَرّار بنُ سَعيدٍ الفَقْعَسِيُّ :
أنا ابْنُ التّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْراً ... عَلَيْهِ الطَّيْرُ تأْكُلُهُ وُقُوعا ورِوايَةُ سِيَبَوَيْهِ : بِشْرٍ وقالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يكرِبَ رضي الله عنه :
تَرَى جِيفَ المَطَيِّ بحافَتَيْهِ ... كأنَّ عِظَامَهَا رَخَمٌ وُقُوعُ وقالَ مُوسَى بنُ جابِرٍ الحَنَفِيُّ :
فَمَا نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدِي ... ولا أصْبَحَتْ طَيْرِي منَ الخَوْفِ وُقَّعَا وإنَّهُ لحَسَنُ الوِقْعَةُ بالكَسْرِ وأمّا بالفَتْحِ فهُو الاسمُ
والوَقْعُ : وَقْعَةُ الضَّرْبِ بالشَّيءِ يُقَالُ : سَمِعْتُ وَقْعَ المَطَرِ وهُوَ شِدَّةُ ضَرْبِه الأرْضَ إذا وَبَلَ وكُلُّ ضَرْبِ يابِسٍ فهُوَ وَقْعٌ نَحْو وَقْعِ الحَوافِرَ على الأرْضِ وما أشْبَهَها قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحَمِيرَ ووَقْعَ حَوافِرِهَا :
يَقْعَنَ بالسَّفْحِ ممّا قَدْ رَأيْنَ بهِ ... وَقْعاً يَكَادُ حَصَى المَعْزاءِ يَلْتَهِبُ وكذلكَ وُقُوعُ الحَافِرِ
والوقع : المكان المرتفع من الجبل نقله الجوهريعن أبي عمرو ونص التهذيب : المكان المرتفع وهو دون الجيل
والوَقْعُ : السَّحَابُ الطِّخافُ وهو المُطْمِعُ أنْ يُمْطِرَ وقد ذُكِر أيْضاً بالفاءِ عن أبي عَمْروٍ أو هُو الرَّقِيقُ كالوَقِعِ ككَتِفٍ وعلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ
وقالَ أبو عَدْنَانَ : الوَقْعُ : سُرْعَةُ الانْطِلاقِ والذَّهابِ
وفي الصِّحاحِ : الوَقَعُ بالتَّحْرِيكِ : الحِجَارَةُ الواحِدَةُ بهاءٍ قالَ الذُّبْيَانِيُّ :
بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِهَا ... فهُنَّ لِطَافٌ كالصِّعادِ الذَّوابِلِ قالَ : والوَقَعُ أيْضاً : الحَفاءُ وقَدْ وَقِعَ الرَّجُلُ كوَجِلَ يَوْقَعُ : اشْتَكَى لَحْمَ قَدَمِهِ منْ غِلَظِ الأرْضِ والحِجَارَةِ فهُوَ وَقِعٌ ككَتِفٍ ومنْهُ قَوْلُ أبي المِقْدامِ جَسّاسِ بنِ قُطَيْبٍ :
" يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ منْ جِلْدِ الضَّبُعْ
" وشُرُكاً من اسْتِها لا تَنْقَطِعْ
" كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ قالَ الأزْهَرِيُّ : هُوَ كَقَوْلِهِم : الغَرِيقُ يتَعَلَّقُ بالطُّحْلُبِوالوَقْعَةُ بالحَرْبِ ونَصُّ العَيْنِ : في الحَرْبِ : صَدْمَةٌ بَعْدَ صَدْمَةٍ ونَصُّ الصِّحاحِ : الوَقْعَةُ : صَدْمَةُ الحَرْبِ والاسْمُ : الوَقِيعَةُ والواقِعَةُ وهُمَا : الحَرْبث والقِتَالُ وقيلَ المعْرَكَةُ وجَمْعُ الوَقِيعَةِ : الوَقَائِعُ وقدْ وَقَعَ بِهمْ ومنْهُ قَوْلُهُمْ : شَهِدْتُ الوَقْعَةَ والوَقِيعَةَ وهو مجازٌ
ووقَائِعُ العَرَبِ : أيّامُ حُرُوبِها وفي اللِّسَانِ أيّامُ حُرُوبِهِمْ وفي العُبابِ : أيّامُها الّتِي كانَتْ فيها حُرُوبُهم
ومن المَجَازِ : نَزَلَتْ بهِ الوَاقِعَةُ أي : النّازِلَةُ الشَّديدَةُ منْ شَدائِدِ الدَّهْرِ
والوَاقِعَةُ : اسْمٌ منْ أسْمَاءِ القِيامَة وقالَ الزّجّاجُ في تَفْسيرِ قوْلِه تعالى : إذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ يُقَالُ لكُلّ آتٍ يُتَوَقَّعُ : قَدْ وَقَعَ الأمْرُ كقَوْلِكَ : قدْ جاءَ الأمْرُ قال : والواقِعَةُ هُنَا : السّاعَةُ والقِيامَةُ
وفي الحَديثِ : يُوشِكُ أنْ يَكُونَ خَيْرُ مالِ المُسْلِمِ غَنَماً يَتَّبِعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ ومَواقِع القَطْرِ يَفِرُّ بدِينهِ منَ الفِتَنِ أي : مساقِطه ويُقَالُ : انْتَجَعُوا مَواقِعَ الغَيْثِ
ومَوْقَعَةُ الطّائِرِ بفَتْح القافِ وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرُ قافُه أيْضاً نَقَلَه الصّاغَانِيُّ : مَوْضِعُ وُقُوعِهِ الّذِي يَقَعُ عليه ويَعْتَادُ إتْيَانَه والجَمْعُ : المَواقِعُ قال الأخْيَلُ :
" كأنَّ مَتْنَيَّ منَ النَّفِيِّ
" منْ طُولِ إشْرَافِي على الطَّوِيِّ
" مَوَاقِعُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ شَبَّهَ ما انْتَشَرَ من ماءِ الاسْتِسْقاءِ بالدَّلْوِ على مَتْنَيْهِ بمَوَاقِعِ الطَّيْرِ على الصَّفا إذا زَرَقَتْ عليهِ
والمَوْقَعَةُ كمَرْحَلَةٍ : جَبلٌ
والمُوَيْقِعُ تَصْغَيرُ مَوْقِع : ع بينَ الشَّأْمِ والمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام قالَِ ابنُ الرِّقاعِ :
يا شَوْقُ ما بِكَ يَوم بانَ حُدُوجُهَا ... منْ ذِي المُوَيْقِعِ غُدْوَةً فَرَآهَا والمِيقَعَةُ بكَسْرِ المِيمِ : خَشَبَةُ القَصّارِ الّتِي يُدَّقُّ عليْهَا صارَت الواوُ ياءً لانْكِسَارِ ما قَبْلَها
والمِيقَعَةُ أيْضاً : المِطْرَقَةُ ومنهُ حديثُ ابنِ عَبّاسٍ : نَزَلَ معَ آدَمَ عليهِ السلامُ المِيقَعَةُ والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَانِ والجَمْعُ المَوَاقِعُ قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ يَصِفُ مَنَاسِمَ ناقَتِه بالصَّلابَةِ ويُشَبِّهُها بالمَطَارِقِ :
أنْمَى إلى حَرْفٍ مُذَكَّرَةٍ ... تَهِصُ الحَصَى بمَوَاقِعٍ خُنْسِ والمِيقَعَةُ أيْضاً : المَوْضِعُ الّذِي يَأْلَفُه البازِي ويَقَعُ عليهِ ويَعْتَادُ إتْيانَه
ويُقَالُ : المِيقَعَةُ : المِسَنُّ الطَّوِيلُ كما في الصِّحاحِ وقيلَ : هُوَ ما وُقِعَ بهِ السَّيْفُ والمِسَنُّ بكَسْرِ الميمِ . وقَدْ وَقَعْتُه بالمِيقَعَةِ فهُوَ وَقِيعٌ : حَدَدْتُه بها يُقَالُ : سِكِّينٌ وَقِيعٌ أي : حَدِيدٌ و كذلك سَيْفٌ وَقِيعٌ أي : وُقِعَ بالمِيقَعَةِ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ قالَ الشَّمّاخُ يَصِفُ إبِلاً :
بُباكِرْنَ العِضَاهَ بمُقْنَعاتٍ ... نَوَاجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ والحافِرُ الوَقِيعُ والمَوْقُوعُ : الّذِي أصابَتْهُ الحِجَارَةُ فوَقَعَتْهُ قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِماراً :
" يَرْكَبُ قَيْنَاهُ وَقِيعاً ناعِلا أي حافِراً مُحَدّداً كأنَّه شُحِذَ بالأحْجَارِ كما يُوقَعُ السَّيْفُ إذا شُحِذَ وقيلَ : الوَقيعُ : الحافِرُ الصُّلْبُ والنّاعِلُ : الّذِي لا يَحْفَى كأنَّ عليْهِ نَعْلاً وقالَ رُؤْبَةُ أيْضاً :
" لأمٍ يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقَا
" بكُلِّ مَوْقُوعِ النُّسُورِ أخْلَقَا وقَدَمٌ مَوْقُوعَةٌ : غَلِيظَةٌ شَدِيدَةٌوالوَقِيعَةُ : لُغَةٌ في الوَفِيعَةُ : بالفَاءِ هكذا في بَعْضِ النُّسَخِ : وقد تَقَدَّمَ أنَّه بالقافِ لَحْنٌ وفي أكْثَرِ النُّسَخِ : الوَقِيعَةُ : نُقْرَةٌ في جَبَلٍ أوْ سَهْلٍ ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ : قالَ أبو صاعِدٍ : الوَقِيعَةُ : نُقْرَةٌ في مَتْنِ حَجرٍ في سَهْلٍ أو جَبَلٍ يَسْتَنْقِعُ فيهَا الماءُ وهِيَ تَصْغُرُ وتَعْظُمُ حتى تُجَاوِزَ حَدَّ الوَقِيعَة فتَكُونَ وٌقِيطاً قالَ اللَّيْث : ج : وِقاعٌ بالكَسْرِ ووَقائِعُ قالَ عَمْروُ بنُ أحْمَرَ :
الزّاجِرُ العِيسَ في الإمْليس أعْيُنُها ... مِثْلُ الوَقَائِعِ في أنْصافِها السَّمَلُ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ :
ونِلْنا سِقَاطاً منْ حَدِيثٍ كأنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ مَمْزُوجاً بماءِ الوَقائِع والوَقِيعَةُ : القِتالُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقيلَ : المَعْرَكَةُ والجَمْعُ : الوَقَائِعُ وهوَ مجازٌ
ومن المَجَازِ : الوَقيعَةُ : غَيْبَةُ النّاسِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ يُقَالُ : وَقَعَ في النّاسِ : أي : اغْتابَهُم وُقُوعاً ووَقِيعَةً وقيلَ : هوَ أنْ يَذْكُرَ في الإنْسَان ما لَيْسَ فيهِ ومنهُ الحديثُ : ذهَبَ رَجُلٌ ليَقَعَ في خالِدٍ أي : يَذُزَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه
ومَوْقُوعٌ : ماءٌ بناحِيَةِ البَصْرَةِ وقيلَ : ع بناحِيَةٍ بِهَا قُتِلَ بهِ أبو مَعْبَدٍ الشَّنِّيُّ الخارِجِيُّ
وقَاعِ كقَطَامِ : كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ على الجاعِرَتَيْنِ أو حَيْثُمَا كانَتْ وقيلَ : تَكُونُ بينَ القَرْنَيْنِ قَرْنَيِ الرَّأْسِ قالَ عَوْفُ بنُ الأحْوَصِ :
وكُنْتُ إذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فأكْوِيهِ وَقَاعِ ونَسَبَهُ الأزْهَرِيُّ لِقَيْس بنِ زُهَيْرٍ قالَ الكسائِيّ : ولا تَكُونُ إلا دارَةً حَيْثُ كانَتْ يَعْنِي ليسَ لها مَوْضِعٌ مَعْلُوم
وقدْ وَقَعْتُه كوَضَعْتُه وَقاعِ وقالَ شَمِرٌ : كَواهُ وَقَاعِ : إذا كَوَى أُمَّ رَأْسِه
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : أرْضٌ وَقِيعَةٌ : لا تَكادُ تَنْشَفُ الماءَ منَ القِيعانِ وغَيْرِها منَ القِفَافِ والجِبَالِ قالَ : وأمْكِنَةٌ وُقُعٌ بضَمَّتَيْنِ : بَيِّنَةُ الوَقائِعِ كذا في النُّسَخِ ومِثْلُه في العُبابِ والصَّوابُ : بيِّنَةُ الوَقَاعَةِ كما هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ وذكَرَهُ في التَّكْمِلَةِ على الصَّوابِ ويُؤَيِّدُه نَصُّ أبي حَنيفَةَ حَيْثُ قالَ : الوَقِيعُ منَ الأرْضِ : الغَلِيظُ الّذِي لا يَنْشَفُ الماءَ ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقَاعَةِ والجَمْعُ : وُقُعٌ
والأوْقَعُ : شِعْبٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والوَقَعَةُ مُحَرَّكَةً : بَطْنٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ قالَ أبو دؤادٍ الرُّواسِيّ :
يا أُختَ دَحْوَةَ أو يا أُخْتَ أُخْتِهِمُ ... منْ عامِرٍ وسَلُولٍ أو بَنِي الوَقَعَهْ والوَقّاعُ كشَدّادٍ : غُلامٌ للفَرَزْدَقِ كانَ يُوَجِّهُهُ في قَبَائِحَ وأشْياءَ غَيْرَ جَمِيلَةٍ فهُوَ اسمٌ على مُسمَّاهُ
ورَجُلٌ وَقّاعٌ ووَقّاعَةٌ : يَغْتَابُ النّاسَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
ورَجُلٌ واقِعَةٌ أي : شُجاعٌ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وقيلَ : داهِيَةٌ وهوَ مجازٌ
وواقِعٌ : فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
وواقِعُ بنُ سَحْبَانَ المُحَدِّثُ عن أُسَيْرِ بنِ جابِرٍ وعنْهُ قَتَادَةُ
وفاتَه : الحَسَنُ بنُ واقِعٍ عنْ ضَمْرَةَ بنِ رَبيعَةَ نَقَلَه الحافِظُوالنَّسْرُ الواقِعُ : نَجْمٌ كما في الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه كأنَّه الطّائِرِ كاسر جناحيه من خلف حيال النسر قُرْبَ بَنَاتِ نَعْشٍ ولمّا كانَ بحذائِهِ النَّسْرُ الطّائِرُ سُمِّيَ واقِعاً فالنَّسْرُ الواقِعُ شامِيٌّ والنَّسْرُ الطّائِرُ حَدُّهُ : ما بَيْنَ النَّجُومِ الشَّامِيَّةِ واليَمانِيّةِ وهو مُعْتَرِضٌ غَيْرُ مُسْتَطِيلٍ وهُوَ نَيِّرٌ ومَعَهُ كَوْكَبانِ غامِضَانِ وهو بَيْنَهُمَا وَقّافٌ كأنَّهُمَا له كالجَناحَيْنِ وقد بَسَطُهمَا وكأنَّهُ يَكَادُ يَطِيرُ وهو مَعَهُما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفٌّ ولذلكَ جَعَلُوه طائراً وأمَّا الواقِعُ فهوَ ثَلاثُ كَوَاكِبَ كالأثَافِيِّ فكَوْكَبانِ مُخْتَلِفَانِ لَيْسا على هَيْئَةِ النَّسْرِ الطّائِرِ فهُمَا له كالجَنَاحَيْنِ ولكنَّهُمَا مُنْضَمّانِ إليْهِ كأنَّهُ طائِرٌ وَقَعَ
ويُقَالُ : وُقِعَ في يَدِه كعُنِيَ أي : سُقِطَ في يَدِه قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ
ويُقَالُ : فُلانٌ يأكُلُ الوَجْبَةَ ويَتَبَرَّزُ الوَقْعَة أي : يأكُلُ في اليَومِ مَرَّةً ويَتغوَّطُ مَرَّةً قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ وابنُ السِّكِّيتِ : سُئل رَجُلٌ عن سَيْرِه : كَيْف كان سَيْرُك ؟ قالَ : كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَةَ وأنْجُو الوَقْعَةَ . وأُعَرِّسُ إذا أفْجَرْتُ وأرْتَحِلُ إذا أسْفَرْتُ وأسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ فأتَيْتُكُمْ لمُسِْيِ سَبْعٍ قالَ ابنُ الأثِيرِ : الوَقْعَةُ : المَرَّةُ من الوُقُوعِ : السُّقُوطِ وأنْجُو : منَ النَّجْوِ : الحَدَثِ أي : آكُلُ مَرَّةً واحدَةً وأُحْدِثُ مَرَّةً في كُلِّ يومٍ
وأوْقَعَ بهِمْ في الحَرْبِ إيقاعاً : بالَغَ في قِتالهِمْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كوَقَعَ بِهِم وَقْعاً كوضَعَ وكذلكَ أوْقَعَهُ إيقاعاً كما في الأساسِ وهو مجازٌ
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بنَ مَسلمَةَ الأسَدِيَّ يَقُولُ : أوْقَعَتِ الرَّوْضَةُ إيقاعاً : أمْسَكَتِ الماءَ وأنْشَدني فيهِ :
" مُوقِعَةُ جُثْجاثُهَا قَدْ أنْوَرَا والإيقاعُ منْ إيقاع ألْحَانِ الغِنَاءِ وهُوَ أن يُوقِعَ الألْحَانَ ويُبَيِّنَها تَبْييناً هكذا هو في اللِّسانِ والعُبابِ وفي بَعْضِ النُّسَخِ ويَبْنِيَها من البِنَاءِ وسمَّى الخليلُ رحمهُ اللهُ تعالى كِتاباً منْ كُتُبِه في ذلك المَعْنَى كتابَ الإيقاعِ
ومُوقِعُ بالضَّمِّ في قَوْلِ رُوَيْشدٍ الطّائِيِّ :
ومُوقِعُ تَنْطِقُ غَيْرَ السَّدادِ ... فلا جيدَ جِزْعُكِ يا مُوقِعُ قَبيلَةٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والتَّوْقِيعُ : ما يُوَقَّعُ في الكتابِ كذا في الصِّحاحِ والعُبابِ وهوَ إلْحَاقُ شَيءٍ بعْدَ الفَرَاغِ منْهُ لمَنْ رُفِعَ إليْهِ كالسُّلطانِ ونَحْوه منْ وُلاةِ الأمْرِ كما إذا رَفْعَتَ إلى السّلْطَانِ أو الوالي شَكاةً فكتَبَتحتَ الكِتابِ أو على ظَهْرِه : يُنْظَرُ في أمْرِ هذا ويُسْتَوْفَى لهذا حَقُّه ورُفِعَ إلى جَعْفَرِ بنِ يَحْيَى كِتابٌ يُشْتَكَى فيهِ بعامِلٍ فكتبَ على ظَهْرهِ : يا هذا قدْ قَلَّ شاكِرُوك وكَثُرَ شاكُوك فإمّا عَدَلْتَ وإلا اعْتَزَلْتَ ورُفِعَ إلى الصّاحبِ بنِ عَبّادٍ كِتابٌ فيهِ أنَّ إنْسَاناً هَلَكَ وتَرَكَ يَتِيماً وأمْوالاً جَلِيلَةً لا تَصْلُحُ لليَتِيمِ وقَصَدَ الكتِبُ إغْرَاءَ الصّاحِبِ بأخْذِهَا فوَقَّعَ الصّاحِبُ فيهِ : الهالِكُ رَحِمَهُ الله واليتيمُ أصْلَحَهُ الله والمالُ أثْمَرَهُ اللهُ والسّاعِي لَعَنَهُ الله ونَحْوُ هذا من التَّوقيعاتِ نَقَلَه شَيْخُنا منْ زوَهْرِ الأكَمْ في الأمْثَالِ والحِكَمْ لشَيْخِ مَشايِخِه أبي الوَفَاءِ الحَسَن بنِ مَسْعُودٍ اليُوسِيِّ رَحِمَهُ الله تعالى قيلَ : هُوَ مأْخُوذٌ منَ التَّوقِيعِ الّذِي هوَ مخالَفَةُ الثانِي للأوَّلِ وقالَ الأزْهَرِيُّ : تَوْقِيعُ الكاتِبِ في الكتابِ المَكْتُوبِ : أنْ يُجْمِلَ بَيْنَ تَضاعِيفِ سُطُورِه مَقَاصِدَ الحاجَةِ ويَحْذِفَ الفُضُولَ وهُوَ مأْخُوذٌ منْ تَوقِيعِ الدَّبَرِ ظَهْرَ البَعِيرِ فكأنَّ المُوَقِّعَ في الكِتَابِ يُؤَثِّرُ في الأمْرِ الّذِي كُتِبَ الكِتابُ فيهِ ما يُؤَكِّدُه ويُوجِبُه وفي زَهْرِ الأكَمِ بَعْدَ نَقَلَه هذه العِبارَةَ فسُمِّيَ هذا تَوْقيعاً لأنَّهُ تأْثِيرٌ في الكِتَابِ حِسّاً أو في الأمْرِ مَعْنىً أوْ منَ الوُقُوعِ لأنَّه سَبَبٌ لوُقُوعِ الأمْرِ المَذْكُورِ أو لأنَّهُ إيقاعٌ لذلكَ المَكْتُوبِ في الكِتابِ فتَوْقِيعُ كذا بمعْنَى إيقاعِه
قلتُ : ومن أحْسَنِ ما رَأيْتُ في التَّوْقِيعاتِ قَوْلُ العَفيفِ عبدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ منْ مَشَاهِيرِ رِجَالِ زَعْلٍ وَفَدَ على المُؤَيَّدِ صاحِبِ تَعِزَّ فداعَبَه في طَلبِ الفَسْخ قالَ :
يا مَلِيكاً لوْ وَزَنّا نَعْلَه ... بجَمِيعِ الخَلْقِ طُرّاً وَزَنَتْ
إنَّ منْ غابَ عنِ الإلْفِ زَنَى ... بَعْدَ طُولِ المُكْثِ عَنْها ... . . ولم يَكْتُبُ قافِيَةَ البَيْتِ الثاني فوَقَّعَ المُؤَيْدُ : وَزَنَتْ رحمَهُ اللهُ فدَلَّ ذلك على جُوْدَةِ فَهْمِهمَا نَقَلْتُه منْ كتابِ الأنْسابِ للنَّاشِرِيِّ
قالَ شَيخُنا : وقدْ زَعَمَ كَثِيرٌ منْ عُلماءِ الأدَبِ وأئِمَّةِ اللِّسانِ : أنَّ التَّوقيعَ منَ الكلامِ الإسْلامِيِّ وأنَّ العَرَبَ لا تَعْرِفُه وقد صَنَّفَ فيهِ جماعَةٌ ولا سيَّما أهْلُ الأنْدَلُسِ وكلامُهُم ظاهِرٌ في أنَّه غَيْرُ عربِيٍّ قديم وإنْ كانَ مأْخُوذاً منَ المعانِي العَرَبيّةِ فتأمَّلْ
ثم قال الجَوْهَرِيُّ : يُقَالُ : السُّرُورُ تَوْقيعٌ جائِزٌ قالَ شَيْخُنا : أي منْ أسْبَابِ السُّرُورِ التَّوْقِيعُ الجائِزُ أي : النّافِذُ الماضي الّذِي لا يَرُدُّهُ أحَدٌ لأنَّه يَدُلُ على كَمَالِ الإمارَةِ وتَمَامِ الرِّياسَةِ وهي للنُّفُوسِ أشْهَى منْ كُلِّ شَيءٍ ولذلكَ جَعَلَ السُّرُورَ مُنْحَصِراً فيها وهذا الكلامُ كأنَّهُ جوَابٌ منْ بَعْضِ الأكابِرِ في الإمْرَةِ والوَجاهَة ونُفُوذِ الإمْرَةِ كأنَّ شَخْصاً سألَ جَماعةً : ما السُّرُورُ لدَيْهِ ؟ فكُلُّ واحِدٍ أجابَ بما جُبِلَتْ عليهِ نَفْسُه وطُبِعَتْ عَلَيْهِ سَجِيَّتُه على حِسابِ الرَّغَباتِ وهو كَثِيرٌ
قالُوا : سُئِلَ عالِمٌ فقيلَ له : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : مَعْنىً صَحَّ بالقِياس ولَفْظٌ وَضَحَ بَعْدَ التِباس
وقيلَ لشُجاعٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ طِرْفٌ سَرِيع وقَرْنٌ صَرِيع
وقيلَ لمَلِكٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : إكْرَامُ وَدُود وإرْغامُ حَسُود
وقيلَ لعاقِلٍ : ما السُّرُور ؟ فقالَ : صَدِيقٌ تُنَاجِيه وعَدُوٌّ تُداجِيه
وقيلَ لمِغُنٍّ : ما السُّرُور ؟ فقالَ : مَجْلِسٌ يَقِلُّ هَذَرُه وعُودٌ يَنْطِقُ وتَرُه
وقيلَ لناسِكٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : عِبادَةٌ خالِصَةٌ منَ الرِّيَاءِ ورِضَى النَّفْسِ بالقَضاءِ
وقيلَ لوَزيرٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : تَوْقِيعٌ نافِذٌقالَ شَيْخُنَا : وقَدْ وَقَعَ في مُحَاضَراتِ الرّاغِبِ ما يَدُلُّ على أنَّ الّذِي قالَ ذلكَ هو الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ فإنَّ الرّاغِبَ ذكَرَ في مُحَاضَراتِه باباً منْ الأمَانِيّ بحَسَبِ أحْوَالِ المُتَمَنِّينَ وذكَرَ فيهِ أنْوَاعاً ممّا أسْلَفْنَاهُ قالَ في أوائِلِهِ : قالَ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ للحُصَيْنِ بن المُنْذِر : ما تَتَمَنَّى ؟ فقالَ : لِوَاءٌ مَنْشُور وجُلُوسٌ على السَّرِير وسَلامٌ عَلَيْكَ أيُّهَا الأمِير وقِيل : لِعَبْدِ اللهِ بنِ الأهْتَم : ما تَتَمَّنَى فقالَ : تَوْقِيعٌ نافِذ وأمْرٌ جائِز وقيل لحَكيم : تَمَنّ ما تَشاءُ فقالَ : مُحادَثَةُ الإخْوَانِ وكَفافٌ منْ عَيْش والانْتِقالُ من ظِلٍّ إلى ظِلٍّ وقالَ بعضُهُم : العَيْشُ كُلُّه في صِحَّةِ البَدَنِ وكَثْرَةِ المالِ وخُمُولِ الذِّكْرِ ثم قالَ : ووقَعَ للجَاحِظِ أمْثَالُ هذا مُفَرَّقاً في كُتُبهِ على أنْواعٍ منْ هذا وفي هذا القَدْرِ كِفَايَةٌ
ثمّ قالَ الجَوْهَرِيُّ والتَّوقِيعُ : تَظَنِّي الشَيءِ وتَوَهُّمه يُقَالُ : وَقِّعْ أي : ألْقِ ظَنَّكَ على شَيءٍ وفي المُحْكَمِ : التَّوْقِيعُ بالظَّنِّ والكَلامِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ وهَمْه
وقالَ اللَّيْثُ : التَّوقيعُ : رَمْيٌ قَرِيبٌ لا تُبَاعِدُه كأنَّكَ تُرِيدُ أنْ تُوقِعَهُ على شَيءٍ وكذلكَ تَوقيعُ الأرْكانِ
قالَ الجَوْهَرِيُّ : والتَّوقِيعُ : إقْبَالُ الصَّيْقَلِ على السَّيفِ بمِيقَعَتِه يُحَدِّدُه ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ
والتَّوْقِيعُ : التَّعْرِيسُ وهُوَ النُّزُولَ آخِرَ اللَّيْلِ وقَدْ وَقَّعُوا قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
" إذا وَقَّعُوا وَهْناً كَسَوْا حَيْثُ مَوَّتَتْمنَ الجَهْدِ أنْفَاسُ الرِّياحِ الحَواشِكِ وقالَ اللَّيْثُ كما في العُبابِ وفي اللِّسَانِ : قالَ الأصْمَعِيُّ : التَّوقيعُ : نَوْعٌ منَ السَّيْرِ شِبْهُ التَّلْفيفِ وهو رَفْعَهُ يَدَهُ إلى فَوْقُ
ووَقَعَتِ الحِجَارَةُ الحافِرَ أي : قَطَّعَتْ سَنَابِكَهُ تَقْطِيعاً هكذا نَصُّ العُبابِ ومُقْتَضَى ذلكَ أنَّهُ من الثُّلاثِيِّ و الّذِي في اللِّسَانِ : وقَّعَتِ الحِجَارَةُ الحافِرَ فقطَّعَت سَنَابِكَهُ تَوْقيعاً وهذا أشْبَهُ لسباقِ المُصَنِّف وسياقِه وكِلاهُمَا صَحيحٌ
قالَ اللَّيْثُ : وإذا أصابَ الأرْضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ أو أخْطَأَ فذلكَ تَوْقِيعٌ في نَبْتِهَا وقالَ غَيْره : هُوَ إصابَةُ المَطَرِ بَعْضَ الأرْضِ وإخْطاؤُه بَعْضاً وقيلَ : هو إنْباتُ بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ
ومن المَجَازِ : المُوَقِّعُ كمُعَظَّمٍ الأخِيرُ عن اللِّحْيَانِيِّ : منْ أصابَتْهُ البَلايا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ الأخيرُ عنِ اللِّحْيَانِيِّ
والمُوَقِّعُ : المُذَلِّلُ منَ الطُّرُقِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً
والمُوَقَّعُ أيْضاً : البَعِيرُ تَكْثُرُ آثارُ الدَّبَرِ عَلَيْهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وهوَ مجازٌ زادَ في اللِّسانِ : لكَثْرَةِ ما حُمِلَ عليهِ ورُكِبَ فهُوَ ذَلُولٌ مُجَرَّبٌ أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ :
فما مِنْكُمُ أفْنَاءَ بكْرِ بنِ وائِلٍ ... لِغارَتِنَا إلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ للحَكَم بنِ عَبْدَلٍ :
مِثْلُ الحِمَارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ لا ... يُحْسِنُ مَشْياً إلا إذا ضُرِبَا وفي حَديثِ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ : منْ يَدُلُّنِي على نَسيجِ وَحْدِه ؟ فقالَ لَهُ أبو مُوسَى رضيَ اللهُ عنه : ما نَعْلَمُه غَيْرَك فقالَ : ما هِيَ إلا إبِلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُهَا ضَرَبَ ذلكَ مَثَلاً لعُيُوبِه
وفي الأساسِ : وُقِّعَتِ الدَّابَّةُ بكَثْرَةِ الرُّكُوبِ : سُحِجَتْ فتَحاصَّ عَنْهَا الشَّعَرُ فنَبَتَ أبْيَضَ
والمُوَقَّعُ : السِّكّينُ المُحَدَّدُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : النِّصالُ المُوَقَّعَةُ هي : المَضْرُوبَةُ بالمِيقَعَةِ أي : المِطْرَقَةِ قالَ أبو وَجْزَةَ :
حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بِها ... على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجّاجِوقَدْ ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِه : ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ أي : مُحَدَّدَةٌ فإنَّ المُرَادَ بالمِرْمَاةِ هُوَ النَّصْلُ
والمُوَقِّعُ كمُحَدِّثِ : الخَفيف الوَطْءِ على الأرْضِ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ
واسْتَوْقَعَ : تَخَوَّفَ ما يَقَعُ بهِ قالَه اللَّيْثُ وهُوَ شِبْهُ التَّوَقُّعِ
واسْتَوْقَعَ السَّيْفُ : أنَى لهُ الشَّحْذُ قالَهُ اللَّيْثُ وفي الأساسِ : آنَ لَهُ أنْ يُشْحَذَ وفي اللِّسانِ : احْتاجَ إلى الشَّحْذِ
وقالَ الجَوْهَرِيُّ : اسْتَوْقَعَ الأمْرَ : انْتَظَرَ كَوْنَه كتَوَقَّعَهُ يُقَالُ : تَوَقَّعْتُ مَجِئَهُ وتَنَظَّرْتُه وفي الأساسِ : تَوَقَّعَهُ : ارْتَقَبَ وُقُوعَه وقالَ الرّاغِبُ : أصْلُ مَعْنَاهُ : طَلَبُ وُقُوعِ الفِعْلِ مَعَ تخَلُّفٍ واضْطِرابٍ
ومن المَجَازِ : واقَعَهُ في المَعْرَكَةِ : حارَبَه
ومن المَجَازِ : واقَعَ المَرْأَةَ : باضَعَهَا وخالَطَهَا قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ عن ابْنِ الأعْرَابِيِّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ : المَوْقُوعُ : مَصْدَرُ وَقَعَ يَقَعُ كالمَجْلُودِ والمَعْقُولِ قالَ أعْشَى باهِلَةَ
وألْجَأَ الكَلْبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ بهِ ... وأْلَجأَ الْحَيَّ منْ تَنْفاحِها الحَجَرُ وأوْقَعَه إيقاعاً : أنْزَلَه وأسْقَطَه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
والمَوْقِعُ والمَوْقِعَةُ بكسرِ قافِهِما : مَوْضِعُ الوُقُوعِ الأخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيِّ
ووِقاعَةُ السِّتْرِ : مَوْقِعُهُ إذا أُرْسِلَ حَكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ وقالَ ابنُ الأثِيرِ : هُوَ مَوْقِعُ طَرَفِ السِّتْرِ على الأرْضِ وهِيَ مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه ويُرْوَى : الوَقَاعَةُ بفَتْحِ الواوِ والمَعْنَى : ساحَةُ السِّتْرِ
والمِيقَعَةُ بالكَسْرِ : داءٌ يأْخُذُ الفَصِيلَ كالحَصْبَةِ فيَقَعُ فلا يَكَادُ يَقُومُ
ووَقْعُ السَّيْفِ : ووَقْعَتُه ووُقُوعه : هَبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبَةِ
ووَقَعَ بهِ ماكِرٌ وُقوُعاً ووَقِيعَةً : نَزَلَ وفي المَثَلِ : الحِذَارُ أشَدُّ منَ الوَقِيعَةِ يُضْرَبُ ذلك للرجل يعظم في صدره الشيء فإذا وَقَعَ فيهِ كانَ أهْوَنَ ممّا ظَنّ
وأوْقَعَ ظَنَّهُ على الشَّيءِ ووَقَّعَه كِلاهُمَا : قَدَّرَه وأنْزَلَه
ووقَعَ بالأمْرِ : أحْدَثَهُ وأنْزَلَه
وأوْقَعَ فُلانٌ بفُلانٍ ما يَسُوءُ أيْ : أنْزَلَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وهو مجازٌ
ووَقَعَ منْهُ الأمْرُ مَوْقعاً حَسَناً أوْ سَيِّئاً : ثَبَتَ لَدَيْه
وأوْقَعَ بهِ الدَّهْرُ : سَطَا
والوِقَاعُ بالكَسْرِ : المُوَاقَعَةُ في الحَرْبِ قالَ القُطامِيُّ :
ولَوْ تَسْتَخْبِرُ العُلَمَاءََ عَنّا ... ومنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا بتَغْلِبَ في الحُرُوبِ ألَمْ يَكُونُوا أشَدَّ قَبائِلِ العَرَبِ امْتِنَاعَا وقالَ أيْضاً :
وكُلُّ قَبِيلَةٍ نَظَرُوا إلَيْنَا ... وخَلَّوْا بَيْنَنا كَرِهُوا الوِقاعَا والوَقْعَةُ : النَّوْمَةُ في آخِرِ اللَّيْلِ
والوَقْعَةُ : وُقُوعُ الطّائِرِ على الشَّجَرِ أو الأرْضِ وطَيْرٌ أواقِعٌ قالَ الشاعِرُ :
لَكَالرَّجُلِ الحادِي وقَدْ تَلَعَ الضُّحَى ... وطَيْرُ المَنَايا فَوْقَهُنَّ أواقِعُ أرادَ : وواقِعُ جمعُ الوَقْعَةِ فهمَزَ الواوَ الأولَى
ووَقِيعَةُ الطّائِرِ : مِيقَعَتُه
وإنّه لواقِعُ الطَّيْرِ : أي : ساكِنٌ لَيِّنٌ وهو مَجازٌ
ووَقَّعَتِ الدَّوَابُّ تَوْقِيعاً : لُغَةٌ في وَقَعَت وكذا وَقَّعَتِ الإبِلُ تَوْقيعاً : إذا رَبَضَتْ وقيلَ : وَقَّعَتْ بالتَّشْدِيدِ : اطْمَأنَّتْ بالأرْضِ بَعْدَ الرِّيِّ أنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ :
" حتى إذا وَقَّعْنَ بالأنْبَاثِ
" غَيْرَ خَفيفاتٍ ولا غِراثِ وإنّمَا قالَ : غَيْرَ خَفِيفاتٍ إلى آخِره لأنَّهَا قَدْ شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فثَقُلَتْ
ووَقَعَ بهِ : لامَهُ وعَنَّفَهُ
ووَقِعَ في العَمَلِ وُقُوعاً : أخذَ
ووَقَعَ في قَلْبِي السَّفَرُ وهو مجازٌ
وواقَعَ الأمُورَ مُوَاقَعَةً ووِقاعاً : داناها قالَ ابنُ سِيدَه : أُرَى قَوْلَ الشّاعِرِ أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ :ويُطْرِقُ إطْرَاقَ الشُّجَاعِ وعِنْدَهُ ... إذا عُدَّتِ الهَيْجَا وِقاعُ مُصادِفِ إنَّمَا هُوَ منْ هذا قالَ : وأمّا ابنُ الأعْرَابِيّ فلَمْ يُفَسِّرْهُ
ووَقَعَ على أمْرَأَتِه : جامَعَها وهُوَ مجازٌ قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ عن ابْنِ الأعْرَابِيِّ
والوَقَاعَةُ : صَلابَةُ الأرْضِ
والوَقْعُ : الحَصَى الصِّغارُ واحِدَتُها وَقْعَةٌ
والتَّوْقِيعُ : الإصابَةُ أنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وقَدْ جَعَلَتْ بَوَائِقُ منْ أمُورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَه وتَكُفُّ دُونِي والوَقْعُ والوَقِيعُ : الأثَرُ الّذِي يُخَالِفُ اللَّوْنَ
والتَّوْقِيعُ : سَحْجٌ في ظهرِ الدّابَةِ وقيلَ : في أطْرافِ عِظَامِ الدَّابَّةِ منَ الرُّكُوبِ ورُبَّمَا انْحَصَّ عَنْهُ الشَّعَرُ فنَبَتَ أبْيضَ
ووقَعَ الحَديدَ والمُدْيَةَ والنَّصْلَ والسَّيْفَ يَقَعُهَا وَقْعاً : أحَدَّها وضَرَبها قالَ الأصْمَعِيُّ : يُقَالُ ذلكَ إذا فَعَلْتَهُ بينَ حَجَرَيْنِ
ونَصْلٌ وَقِيعٌ : مُحَدَّدٌ وكذلكَ الشَّفْرَةُ بِغَيْرِ هاءٍ قالَ عَنْتَرَةُ :
وآخَرُ مِنْهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وفي البَجْلِي مِعْبَلَةُ وَقِيعُ والوَقِيعُ منَ السُّيُوفِ : ما شُحِذَ بالحَجَرِ ويُقَالُ : قَعْ حَدِيدَكَ
والوَقِيعَةُ : المِطْرَقَةُ وهو شاذٌ لأنَّهَا آلَةٌ والآلَةُ إنَّمَا تأْتِي على مِفْعَلٍ قالَ الهُذَلِيُّ :
رأى شَخْصَ مَسْعُودِ بنِ سَعْدٍ بكَفِّهِ ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ بالوَقِيعَةِ مُعْتَدُ والوَقِعُ ككَتِفِ : المَرِيضُ يَشْتَكِي رجلَهُ منَ الحجَارَة
وقالَ أبو زَيدٍ : يُقَالُ لغِلافِ القارُورَةِ : الوَقْعَةُ والوِقَاعُ والوِقَعَةُ للجَمِيعِ . قُلْتُ : صَوَابُه بالفاءِ وقد تقدَّمَ
والوَاقِعُ : الّذِي يَنْقُرُ الرَّحَى وهُم الوَقَعَةُ
وأهْلُ الكُوفَةِ يُسَمُّونَ الفِعْلَ المُتَعَدِّي واقِعاً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وهذه نَعْلٌ لا تَقَعُ على رِجْلِي
ووَقَعَ الأمْرُ : حَصَلَ
وفُلانٌ يُسِفُّ ولا يَقَعُ : إذا دَنا منَ الأمْرِ ثُمَّ لا يَفْعَلُه وهُوَ مجازٌ
وتَوَاقَعا : تَحَارَبَا