الكَنْزُ : المالُ المَدفون تحت الأرض هذا هو الأصل ثم تُجُوِّزَ فيه فقيل : إذا أُخرِجَ منه الواجبُ عليه لم يَبْقَ كَنْزَاً ولو كان مَكْنُوزاً ومنه الحديث : " كلُّ مالٍ لا تُؤدَّى زَكاتُه فهو كَنْز " . والجَمعُ كُنوز . وقد كَنَزَه يَكْنِزه من حدِّ ضَرَبَ هذا هو المشهور فيه ومثلُه في التهذيب والمُحكَم واللِّسان وتهذيبِ ابنِ القَطّاعِ والأساس وحكى شَيْخُنا في مُضارِعِه : يَكْنُز بالضمّ من حدِّ نَصَرَ . في الحديث : " أُعطِيتُ الكَنْزَيْن من الأحمرِ والأبيض " أي الذَّهَب والفِضّة . وفي قول عَدِيِّ بن زَيْدٍ العِبَاديِّ :
دُمْيَةٌ شافَها رِجالُ نَصارى ... يومَ فِصْحٍ بماءٍ كَنْزٍ مُذابِ الكَنْز : الذهَبُ . وقال شَمِرٌ : قال العلاءُ بنُ عمروٍ الباهليُّ : الكَنْز : الفِضّةُ في قولِ الشاعر :
كأنَّ الهَبْرَقِيَّ غَدا عليها ... بماءِ الكَنْزِ أَلْبَسَه قَراها قيل : الكَنْزُ : اسمٌ للمال إذا أُحرِزَ في وعاءٍ وكذا ما يُحرَزُ به أَي فيه المالُ قال شَمِرٌ : وتُسَمِّي العرَبُ كلَّ كّثيرٍ مَجموعٍ يُتَنافَسُ فيه : كَنْزاً . الكَنْزُ أَيضاً رَكْزُ الرُّمْحِ في الأَرض . يقال : كَنَزْتُ الرُّمْحَ كَنْزاً إذا رَكَزْتُه نقله الصَّاغانِيّ . وكلُّ شيءٍ غَمَزْتَه بيدك أَو رِجلكَ في وعاءٍ أَو أَرضٍ فقد كَنَزْتَه تَكْنِزُه كَنْزاً . واكْتَنَزَ الشيءُ اجتمع وامتلأَ يقال : كَنَزْتُ البُرَّ في الجِراب فاكْتَنَزَ وكنَزْتُ السِّقاءَ فاكْتَنَزَ . والكَنِيزُ كأَميرٍ : التَّمْرُ يُكْتَنَزُ في قواصِرَّ والأَوعية والجِلال للشِّتاءِ . والفِعْل الاكْتِنازُ . كَنِيزٌ : والِدُ بَحْرٍ السَّقّاءِ المُحَدِّث قال الذَّهبيُّ : كان يسقي الماء بعرفاتٍ وفي الأَماكن المُنقطعَةِ اتفقوا على تَركه وقال الحافظ : هو جَدُّ عَمْرِو بنِ بحرِ بن كَنيزٍ الفَلاّس الحافظ . البَحرانِيُّون يقولون : جاءَ زَمَنُ الكِناز كسَحابٍ ويُكسَر مثل الجَداد والجِداد والصَّرامِ والصِّرامِ أَي أَوانُ كَنْزِ التَّمْرِ في الجِلال وهو أَن يُلْقَى جِرابٌ أَسفلَ الجُلَّةِ ويُكْنَزَ بالرِّجلَين حتّى يدخُلَ بعضُ في بعض ثمَّ جِرابٌ بعدَ جِرابٍ حتّى تمتلئَ الجُلَّةُ مَكْنوزَةً ثمَّ تُخاطُ بالشُّرَطِ وقال الأُمَوِيُّ : أَتيتُهُم عندَ الكَنازِ والكِنازِ يعني حين كَنَزوا التَّمْرَ . وقال ابن السِّكِّيت : هو الكَنازُ بالفتح . وقد كَنَزوه يَكنِزونَه كَنْزاً من حَدِّ ضَرَبَ فهو كَنِيزٌ ومَكْنُوزٌ ورُبَّما اسْتُعْمِلَ الكَنازُ في البُرِّ أنشد سيبويه للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ :
لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ وناقةٌ كِنازٌ وجاريَةٌ كِنازُ ككِتابٍ : كثيرةُ هكذا في النُّسَخ بالمثلَّثة والرَّاءِ وفي بعض الأُصول : كَنِيزَة اللحم . وفي الصِّحاح أَي مُكْتَنِزَةُ اللَّحم صُلبَةٌ . وقال الشاعِر :
" حَيَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنَازِ ج كُنُزٌ بضَمَّتينِ وكِنازٌ بالكسْر كالواحِدةِ باعتقاد اختلاف الحركتين والأَلِفَيْن وجعله بعضهم من باب جُنُب وهذا خطاٌّ لقولهم في التَّثْنِيَة كِنازانِ . وكَنْزَةُ بالفتح : وادٍ باليمامة كثيرُ النَّخْل . كَنْزَةُ : اسمُ أُمِّ شَمْلَةَ بنِ بُرْدٍ المِنْقَرِيِّ التَّميميِّ . كَنْزَةُ أَيضاً : جَدُّ مُحَمَّد بن عليٍّ الأَهوازِيِّ المُحَدِّثِ يَروي عن عَمْرو بنِ مَرْزوقٍ وعنه مُحَمَّد بن نوحٍ الجُنْدَيْسابوريُّ . كَنْزَةُ : فَرَسُ المُقْعَدِ بنِ شَمَّاس السَّعديِّ الجُذاميِّ ولها يقول :
أَتأْمُرُني بكَنْزَةَ أُمُّ قَشْعٍ ... لأَشْرِيَها فقلتُ لها دَعيني
فلَو في غيرِ كَنْزَةَ تَعْذِلِيني ... ولكِنِّي بكَنْزَةَ كالضَّنِينِ كذا في أَنسابِ الخَيل لابنِ الكَلْبِيِّ . كَنَّازٌ : ككَتَّانٍ : اسمُ رجُلٍ من ضبَّةَ بنِ أُدّ بنِ طابِخَةَ بن الياسِ بنِ مُضَرَ . قلتُ : وهو أَبو خَبيئَةَ الذي مَرَّ ذِكرُه في خَبأَ . كَنَّازُ بنُ حِصْنٍ أَو حُصَيْنٍ كزُبَيْرٍ بن يَرْبوعٍ أبو مَرْثَدٍ الغَنَوِيُّ صحابيٌّ بَدرِيٌّ حَليفُ حمزةَ بنِ عبد المُطَّلبِ . وقال ابن الجَوْزِيِّ في التَّلقيح : اسمُه أَيمَنُ والأَوَّل أَصحُّ . كَنَّازُ بنُ صُرَيْمٍ وكَنَّازُ بنُ نُعَيْمٍ : شاعران . وكُنَيْزٌ الخادِمُ كزُبير مُحَدِّث وهو مَولَى أَحمدَ بن طولونَ يَروي عن الرَّبيع بن سليمانَ وداوود بن عليٍّ الأَصبهانيِّ وعنه الطَّبرانِيُّ وأَبو بكر بن الحَدَّاد . وكُنَيْزُ دُبَّةَ : من المُغَنِّين له أَخبارٌ ذكرَه ابن ماكُولا . ومما يُستدرَكُ عليه : اكْتَنَزَ المالَ : كَنَزَه . وكَنَزْتُ السِّقاءَ : ملأْتُه . ويقولون : شَدَّ كَنْزَ القِرْبَةِ : إذا ملأَها . وله مَكْنِزٌ ومَكانِزُ : هو الذي يُكْنَزُ فيه . وإنه كَنيزُ اللَّحم وكَنِزُه : مُكْتَنِزُه . والكَنَّازُ ككتانٍ : المُدَّخِرُ للذَّهب والفِضَّة والمُبالِغُ في كَنزِهما . ورجلٌ مَكْنوزُ اللَّحم أَنشد سيبويه :
" صَقْبانِ مَمْشُوقانِ مَكْنُوزا العَضَلْوالكِنازُ بالكسْر : المُجتمِعُ اللَّحم القوِيُّه . ومنَ المَجاز : معه كَنْزٌ من كُنوزِ العِلْمِ ومن ذلك الحديثُ : " أَلا أُعَلِّمُكَ كَنْزاً من كُنوزِ الجَنَّة : لا حولَ ولا قُوَّةَ إلاّ باللَّه " أَي أَجرُها مُدَّخَرٌ لقائلِها والمُتَّصِف بها كما يُدَّخَرُ الكَنْزُ وقال ابن عبَّاسٍ في قوله تعالى : " وكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لهُما " قال : ما كان ذَهَباً ولا فِضَّةً ولكن كان عِلْماً وصُحُفاً . ورُويَ عن عليٍّ رضي الله عنه أَنَّه قال : أَربعةُ آلافٍ وما دُونَها نفقَةٌ وما فوقَها كَنْزٌ . والكُنَيْزَةُ مُصَغَّراً : مَوضِعٌ قُرْبَ قُرَّانَ من بلاد العرَب باليمامة . وعبدُ العزيز بنُ عبد بن كَنْز بن عيسى التِّنِّيسِيُّ : مُحَدِّثٌ روَى عن جَدِّه وعنه عبد الرَّحمن بن عُمَرَ البَزَّازُ . وكتاب مُكتنِزٌ بالفوائد وهو مَجازٌ . واستدرَكَ شيخُنا : الكَنْزُ بمعنى الشَّحْمِ في بيت عَلْقَمَةَ قال : وعَدُّوه من المفاريد وقال أَبو عليّ القالي في أَماليه : لا أَعرفُه إلاّ في هذا البيت . قلتُ : ولمْ يَذكر بيتَ علقَمَةَ حتّى يظْهَرَ لنا مَعناه وإنْ صَحَّ ما ذكَرَه فهو بضَرْبٍ من المَجاز كما لا يَخفَى . وبَنُو الكَنْزِ : مُلوكُ البَجَة ويُعرفون الآن بالمُك وكان آخرَهم كَنزُ الدَّوْلَة قتلَه الملِك العادلُ أَبو بكرِ بنُ أَيُّوبَ بطَوْد سنة 570