هذا الجبل يناغي السَّماء: يدانيها لطوله/ يدانيها ارتفاعًا،
هذا الجبل يناغي ذاك: يدانيه كأنّه يحادثُه
وكاد الموج يُناغي السَّحابَ: اشتدَّ ارتفاعه
,
نغغ
"النُّغْنُغُ، بالضم، والنغْنُغةُ: مَوْضِعٌ بين اللَّهاةِ وشَوارِبِ الحُنْجُورِ، فإِذا عَرَضَ فيه داء قيل: نُعْنِغَ فلانٌ، وقيل: النَّغانِغُ لَحماتٌ تكون في الحلق عند اللهاة، واحدها نُغْنُغٌ وهي اللَّغانينُ، واحدها لُغْنُونٌ؛ قال جرير: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَينَها،غَمْزَ الطَّبِيبِ نَانِغَ المَعْذُور؟
قال ابن بري: واحدةُ النَّغانِغِ نُغْنُغةٌ وهي لحم أُصولِ الآذانِ من داخل الحَلْق تُصِيبُها العُذْرةُ، ونُغْنِغَ: أَصابَه داء في النَّغانِغِ، وكلُّ وَرَمٍ فيه اسْتِرْخاء نُغْنُغةٌ. والنَّعْنَغةُ، بالفتح: غُدَّة تكون في الحَلْقِ. والنُّغْنُغةُ والنُّغْنُغُ: لحم مُتَدَلٍّ في بطون الأُذُنَينِ. ابن بري: والنُّغْنُغُ الحَرَكَةُ؛ قال رؤبة: فهي تُري الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ"
المعجم: لسان العرب
,
نُمْرَةُ
ـ نُمْرَةُ : النُّكْتَةُ من أيِّ لَوْنٍ كان . ـ أَنْمَرُ : ما فيه نُمْرَةٌ بَيْضاءُ وأخْرَى سَوْداءُ ، وهي نَمْراءُ . ـ نَمِرُ ونِمْرُ : سَبُعٌ معروفٌ ، سُمِّيَ لِلنُّمَرِ التي فيه ، ج : أنْمُرٌ وأنْمارٌ ونُمُرٌ ونُمْرٌ ونِمارٌ ونِمارَةٌ ونُمورَةٌ . ـ نَمِرَةُ : القِطْعَةُ الصغيرَةُ من السَّحابِ ، ج : نَمرٌ ، والحِبَرَةُ ، وشَمْلَةٌ فيها خُطوطٌ بيضٌ وسُودٌ ، أو بُرْدَةٌ من صُوفٍ تَلْبَسُها الأعرابُ . ـ نَمِرُ ونَمِيْرُ : الزاكِي من الماءِ ، والنَّمِرُ من الحَسَبِ ، والكثيرُ ، ـ نَمِرُ من الماءِ : الناجِعُ ، عَذْباً كان أو غيرَ عَذْبٍ . ـ نامِرَةُ ونَمِرَةُ ونامُورَةُ : مَصِيدَةٌ تُرْبَطُ فيها شاةٌ للذِّئْبِ ، أو حديدَةٌ لها كَلالِيبُ ، تُجْعَلُ فيها لَحْمَةٌ ، يُصادُ بها الذِّئْبُ . ـ نامورُ : الدَّمُ . ـ نَمِرَ ونَمَّرَ وتَنَمَّرَ : غَضِبَ ، وساءَ خُلُقُهُ . ـ نَمَرَ في الجَبَلِ : صَعَّدَ . ـ نَمِرَةُ : موضع فاتٍ ، أو الجَبَلُ الذي عليه أنْصابُ الحَرَمِ ، على يَمينِكَ خارِجاً من المَأْزِمَيْنِ تُريدُ المَوْقِفَ ، ومَسْجِدُها معروف ، وموضع بِقُدَيْدٍ . ـ عَقيقُ نَمِرَةَ : موضع بأَرْضِ تَبالَةَ . ـ ذُو نَمِرٍ : وادٍ بِنَجْدٍ . ـ نِمَارُ : جبلٌ لِسُلَيْمٍ . ـ نُمَارُ : وادٍ لِجُشَمَ ، أو موضع بِشِقِّ اليمامةِ . ـ نُمارَةُ : موضع له يومٌ ، واسمٌ . ـ نُمَيْرَةُ بَيْدانَ : جَبلٌ ، أو هَضْبَةٌ بينَ نَجْدٍ والبَصْرَةِ ، أو هَضْبَتَانِ قُرْبَ الحَوْأبِ ، وهُما نُمَيْرَتانِ . ـ أنْمارُ بنُ نِزارٍ ، ويُقالُ له : أنْمارُ الشاةِ ، وذُكِرَ في ح م ر . ـ نُمْرَانِيَّةُ : قرية بالغُوطَةِ . ـ نَمِرُ بنُ قاسِطٍ : أبو قبيلةٍ ، والنِّسْبَةُ : نَمَرِيٌّ ، ومنه المَثَلُ : ‘‘ اسْقِ أخاكَ النَّمَرِيَّ يَصْطَبِحْ ’‘، منهم : حاتِمُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ ، والحافِظُ يوسُفُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ البَرِّ . ـ نَمِرُ ونَمْرُ ونِمْرُ ابنُ تَوْلَبٍ : شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ ، لَحِقَ النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم . ـ نُمَيْرُ بنُ عامِرٍ : أبو قبيلةٍ . ـ نَمِرَ السَّحابُ : صارَ على لَوْنِ النَّمِرِ . ـ في المَثَلِ : ‘‘ أرِنيها نَمِرَةً ، أُرِكْها مَطَـرَةً ’‘، والقِياسُ : نَمْراءُ ، يُضْرَبُ لما يُتَيَقَّنُ وقُوعُهُ ، إذا لاَحَتْ مخايِلُهُ . ـ أَنْمَرُ من الخَيْلِ والنَّعَمِ : ما على شِيَةِ النَّمِرِ . ـ أنْمَرَ : صادَفَ ماءً نَميراً . ـ تَنَمَّرَ : تَمَدَّدَ في الصَّوْتِ عندَ الوَعِيدِ ، وتَشَبَّهَ بالنَّمِرِ ، ـ تَنَمَّرَ له : تَنَكَّرَ ، وتَغَيَّرَ ، وأوعَدَهُ ، لأَنَّ النَّمِرَ لا يُلْقَى إلاَّ مُتَنَكِّراً غَضْبانَ ، ـ وسَمَّوْا : نِمْرانَ . ـ أَنْمارُ : خُطُوطٌ على قَوائِمِ الثَّوْرِ الوَحْشِيِّ . ـ نِمْرَى : قرية من نواحي مِصْرَ . ـ نُمْرُ : موضع بِبِلادِ هُذَيْلٍ
المعجم: القاموس المحيط
نَمْلُ
ـ نَمْلُ معروف ، واحدَتُهُ : نَمْلَةٌ ، ونُمْلَةٌ ، ج : نِمالٌ . ـ أرضٌ نَمِلَةٌ : كثيرَتُها . ـ طَعامٌ مَنْمولٌ : أصابَهُ النَّمْلُ . ـ نَمْلَةُ ونِمْلَةُ ونُمْلَةُ ونَميلَةُ : النميمةُ . ـ هو نَمِلٌ ونامِلٌ ومُنْمِلٌ ومِنْمَلٌ ونِمَّالٌ : نَمَّامٌ ، وقد نَمَـلَ ونَمِلَ وأنْمَلَ . ـ فيه نَمْلَةٌ : كَذِبٌ . ـ امرأةٌ مُنَمَّلَةٌ ، ونَمْلَى : لا تَسْتَقِرُّ في مَكان ، وكذا فَرَسٌ نَمِلٌ . ـ رَجُلٌ نَمِلٌ : خَفيفُ الأصابع لا يَرى شَيْئاً إلاَّ عَمِلَهُ ، أو حاذِقٌ . ـ تَنَمَّلوا : تَحَرَّكوا ، ودَخَلَ بعضُهُم في بَعْضٍ . ـ نَمِلَتْ يَدُهُ : خدِرَتْ ، ـ نَمِلَتْ في الشَّجَرِ : صَعِدَ . ـ مُنَمَّلُ : المَرْفُوُّ ، والمَكْتوبُ ، أو المُتَقارِبُ الخَطِّ ، كالمُنْمَلِ ، ـ نَمْلَةُ : شَقٌّ في حافِرِ الدابَّةِ ، وقُروحٌ في الجَنْبِ ، كالنَّمْلِ ، وبَثْرَةٌ تَخْرُجُ في الجَسَدِ بالْتِهابٍ واحْتِراقٍ ، ويَرِمُ مَكانُها يَسيراً ، ويَدِبُّ إلى مَوْضِعٍ آخَرَ ، كالنَّمْلَةِ ، وسَبَبُها صَفْراءُ حادَّةٌ ، تَخْرُجُ من أفْواهِ العُروقِ الدِقاقِ ، ولا تَحْتَبِسُ فيما هو داخِلٌ من ظاهر الجِلْدِ ، لِشِدَّةِ لَطافَتِها وحِدَّتِها . ـ أبو نَمْلَةَ عَمَّارُ بنُ مُعاذٍ الأنْصارِيُّ : صَحابِيٌّ . ـ نُمْلَةُ : بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ . ـ نَمَلَى : ماءٌ قُرْبَ المَدينَةِ . ـ نَمَلانُ : الإِشْرافُ على الشَّيْءِ . ـ مُنْمولُ : اللِسانُ . ـ نامِلَةُ : السابِلَةُ . ـ نَمِلُ : صَبِيُّ تُجْعَلُ في يَدِهِ نَمْلَةٌ إذا وُلِدَ ، يقولونَ : يَخْرُجُ كَيِّسا ذَكِيّاً . ـ وسَمَّوْا : نَمْلَةَ ونُمَيْلاً ونُمَيْلةَ مُصَغَّرَيْنِ . ـ نُمَيْلَةُ غَيْرُ مَنْسوبٍ ، وابنُ عَبْدِ الله بن فُقَيْمٍ : صَحابِيَّانِ ، وإِسْمَاعيلُ بنُ نُمَيْلٍ ، ومحمدُ بنُ عَبدِ الله بنِ نُمَيْلٍ الخَلاَّلانِ : مُحَدِّثانِ . ـ رَجُلٌ مُؤَنْمِلُ الأصابِعِ : غَليظُ أطْرافِها في قِصَرٍ . ـ مُنامَلَةُ : مِشْيَةُ المُقَيَّدِ . ـ أَنْمَلَةُ وأُنْمَلَةُ وإِنْمَلَةُ وأَنْمُلَةُ وأُنْمُلَةُ وإِنْمُلَةُ وأَنْمِلَةُ وأُنْمِلَةُ وإِنْمِلَةُ : التي فيها الظُّفُرَ ج : أنامِلُ وأنْمُلاتٌ .
المعجم: القاموس المحيط
النَّمُّ
ـ النَّمُّ : التَّوْريشُ ، والإِغْراء ، ورَفْعُ الحديثِ إشاعَةُ له وإفساداً ، وتَزْيينُ الكلام بالكَذب ، يَنِمُّ ويَنُمُّ ، فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ ، ونَمَّ ، من قَوْمٍ نَمِّينَ وأنِمَّاءَ ونُمٍّ ، وهي نَمَّةٌ ، ـ النَّميمةُ : الاسمُ ، وصَوْتُ الكِتابَةِ ، ووَسْواسُ هَمْسِ الكلام . ـ النامَّةُ : الحِسُّ ، والحركَةُ ، وحياةُ النَّفْسِ . ـ أسْكَتَ اللُّه تعالى نامَّتَه : أماتَه . ـ نَمَّ المِسْكُ : سَطَعَ . ـ النَّمَّامُ : نَبْتٌ طَيِّبٌ ، مُدِرُّ ، مُخْرِجُ الجَنينِ المَيِّتِ والدودِ ، ويَقْتُلُ القَمْلَ ، وخاصِّيَّتُهُ النَّفْعُ من لَسْعِ الزَّنابيرِ شُرْباً مِثْقالاً بِسَكَنْجَبينٍ . ـ نَمْنَمَه : زَخْرَفَهُ ، ونَقَشَهُ ، ـ نَمْنَمَ الريحُ الترابَ : خَطَّتْهُ ، وتَرَكَتْ عليه أثَراً كالكِتَابَةِ ، والأَثَرُ : نِمْنِمٌ ونِمْنِيمٌ . ـ النُّمْنُمُ ، ونِمْنِمٌ : بياضٌ يَبْدُو بِظُفْرِ الشَّباب ، واحدَتُهُ : النُّمْنُمه . ـ النِّمَّةُ : القَمْلَةُ ، أو النَّمْلَةُ . ـ النُّمِّيُّ : الخِيانَةُ ، والعَيْبُ ، وصَنْجَةُ الميزانِ ، والعَداوةُ ، والطَّبيعَةُ ، والفُلوسُ أو الدَّراهِمُ التي فيها رَصاصٌ أو نُحاسٌ ؛ الواحدة : النُّمِّيُّه , ج : نَمامِيُّ ، وجَوْهَرُ الإِنْسانِ وأصْلُهُ . ـ ما بِها نُمِّيٌّ : أحدٌ . ـ النُّمِّيَّةُ : الفاخِتَةُ .
المعجم: القاموس المحيط
ونن
" الوَنُّ : الصَّنْجُ الذي يُضْرَب بالأَصابع ، وهو الوَنَجُ ، كلاهما دَخيل مشتق من كلام العجم . والوَنُّ : الضعف ، والله أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
مير
" المِيرَةُ : الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان . ابن سيده : المِيرَةُ جَلَب الطعام ، وفي التهذيب : جلَب الطعام للبيع ؛ وهم يَمتارُون لأَنفسهم ويَمِيرُون غيرهم مَيْراً ، وقد مار عيالَه وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتارَ لهم . والمَيَّارُ : جالبُ المِيرَة . والمُيَّارُ : جَلاّبة ليس بِجمْعِ مَيَّار إِنما هو جمع مائِرٍ . الأَصمعي : يقال مارَه يمُورُه إِذا أَتاه بِمِيرَة أَي بطعام ، ومنه يقال : ما عنده خَيْر ولا مَيْر ، والامْتِيارُ مِثلُه ، وجمع المائِر مُيَّارٌ مثل كُفَّارٍ ، ومَيَّارَةٌ مثل رَجَّالةٍ ، يقال : نحن ننتظر مَيَّارَتَنا ومُيَّارَنا . ويقال للرُّفْقة التي تنهض من البادية إِلى القُرى لِتَمْتار : مَيَّارَةٌ . وفي الحديث : والحَمُولَة المائِرَةُ لهم لاغِيةٌ ؛ يعني الإِبل التي تُحْمَلُ عليها الميرة وهي الطعام ونحوه مما يجلب للبيع ، لا يُؤْخَذُ منها زكاةٌ لأَنها عَوامِلُ . ويقال مارَهم يَمِيرُهم إِذا أَعطاهم الميرة . وتمايَرَ ما بينهم : فَسَدَ كتماءَرَ . وأَمارَ أَوداجَه : قطعها ؛ قال ابن سيده : على أَن أَلف أَمارَ قد يجوز أَن تكون منقلبة من واو لأَنها عين . وأَمارَ الشيءَ : أَذابَه . وأَمار الزعفرانَ : صَبَّ فيه الماء ثم دافَه ؛ قال الشماخ يصف قوساً : كأَنّ عليها زَعْفَرَاناً تُمِيرُه خَوازِنُ عَطَّارٍ يَمانٍ كوانِزُ
ويروى : ثمان ، على الصفة للخوزان . ومِرْتُ الدواءَ : دُفْتُه . ومِرْتُ الصُّوفَ مَيْراً : نفشْتُه . والمُوارَةُ : ما سقط منه ، وواوه منقلبة عن ياء للضمة التي قبلها . ومَيَّارٌ : فَرس قُرطِ بن التَّوْأَم . "
المعجم: لسان العرب
نشأ
" أَنْشَأَه اللّه : خَلَقَه . ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشَاءً ونَشْأَةً ونَشَاءة : حَيي ، وأَنْشَأَ اللّهُ الخَلْقَ أَي ابْتَدَأَ خَلْقَهم . وفي التنزيل العزيز : وأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرى ؛ أَي البَعْثةَ . وقرأَ أَبو عمرو : النَّشاءةَ ، بالمدّ . الفرّاءُ في قوله تعالى : ثُمَّ اللّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرةَ ؛ القُرَّاءُ مجتمعون على جزم الشين وقَصْرِها إِلا الحسنَ البِصْرِيَّ ، فإِنه مدَّها في كلِّ القرآن ، فقال : النَّشاءة مثل الرّأْفةِ والرّآفةِ ، والكَأْبةِ والكَآبةِ . وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو : النَّشاءة ، مـمدود ، حيث وقعت . وقرأَ عاصم ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي النَّشْأَةَ ، بوزن النَّشْعةِ حيث وقعت . ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشاءً : رَبا وشَبَّ . ونَشَأْتُ في بني فلان نَشْأً ونُشُوءاً : شَبَبْتُ فيهم . ونُشِّئَ وأُنْشئَ ، بمعنى . وقُرئَ : أَوَمنْ يُنَشَّأُ في الحِلْيَةِ . وقيل الناشِئُ فوَيْقَ الـمُحْتَلِمِ ، وقيل : هو الحَدَثُ الذي جاوَزَ حَدَّ الصِّغَر ، وكذلك الأُنثى ناشِئٌ ، بغير هاءٍ أَيضاً ، والجمع منهما نَشَأٌ مثل طالِبٍ وطَلَبٍ ، وكذلك النَشْءُ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ . قال نُصَيْب في المؤَنث : ولَوْلا أَنْ يُقَالَ صَبا نُصَيْبٌ ، * لَقُلْتُ : بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ وفي الحديث : نَشَأٌ يَتَّخِذُونَ القرآنَ مَزامِيرَ . يروى بفتح الشين جمع ناشِئٍ كخادِمٍ وخَدَمٍ ؛ يريد : جماعةً أَحداثاً . وقال أَبو موسى : المحفوظُ بسكون الشين كأَنه تسمية بالمصدر . وفي الحديث : ضُمُّوا نَواشِئَكم في ثَوْرةِ العِشَاءِ ؛ أَي صِبْيانَكم وأَحْداثَكُم . قال ابن الأَثير : كذا رواه بعضهم ، والمحفوظ فَواشِيَكُم ، بالفاء ، وسيأْتي ذكره في المعتل . الليث : النَّشْءُ أَحْداثُ الناس ، يقال للواحد أَيضاً هو نَشْءُ سَوْءٍ ، وهؤلاء نَشْءُ سَوْءٍ ؛ والناشِئُ الشابُّ . يقال : فَتىً ناشِئٌ . قال الليث : ولم أَسمع هذا النعت في الجارية . الفرّاءُ : العرب تقول هؤلاء نَشْءُ صِدْقٍ ، ورأَيت نَشْءَ صِدقٍ ، ومررت بِنَشْءِ صدق ، فإِذا طَرَحُوا الهمز ، قالوا : هؤلاء نَشُو صِدْقٍ ، ورأيت نَشا صِدقٍ ، ومررت بِنَشِي صِدقٍ . وأَجْود من ذلك حذف الواو والأَلف والياء ، لأَن قولهم يَسَلُ أَكثر من يَسأَلُ ومَسَلةٌ أَكثر من مَسْأَلة . أَبو عمرو : النَّشَأُ : أَحْداثُ الناس ؛ غلامٌ ناشِئٌ وجارية ناشِئةٌ ، والجمع نَشَأٌ . وقال شمر : نَشَأَ : ارْتَفَعَ . ابن الأَعرابي : الناشِئُ : الغلام الحَسَنُ الشابُّ . أَبو الهيثم : الناشِئُ : الشابُّ حين نَشَأَ أَي بَلَغَ قامةَ الرجل . ويقال للشابِّ والشابَّة إِذا كانوا كذلك : هم النَّشَأُ ، يا هذا ، والناشِئُونَ . وأَنشد بيت نصيب : لَقُلْتُ بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ وقال بعده : فالنَّشَأُ قد ارْتَفَعْنَ عن حَدِّ الصِّبا إِلى الإِدْراك أَو قَرُبْنَ منه . نَشَأَتْ تَنَشَأُ نَشْأً ، وأَنْشَأَها اللّهُ إِنْشاءً . قال : وناشِئٌ ونَشَأٌ : جماعة مثل خادِم وخَدَمٍ . وقال ابن السكيت : النَّشَأُ الجوارِي الصِّغارُ في بيت نُصَيْب . وقوله تعالى : أَوَمن يُنَشَّأُ في الحِلْيةِ . قال الفرّاءُ : قرأً أَصحاب عبداللّه يُنَشَّأُ ، وقرأَ عاصم وأَهل الحجاز يَنْشَأُ . قال : ومعناه أَنّ المشركين ، قالوا إِنَّ الملائكةَ بناتُ اللّه ، تعالى اللّهُ عَمّا افْتَرَوْا ، فقال اللّه ، عز وجل : أَخَصَصْتُم الرحمنَ بالبَناتِ وأَحَدُكم إِذا وُلِدَ له بنتٌ يَسْوَدُّ وجهُه . قال : وكأَن ؟
قال : أَوَمَن لا يُنَشَّأُ إِلا في الحِلْيةِ ، ولا بَيان له عند الخِصام ، يعني البنات تجعلونَهنَّ للّه وتَسْتَأْثِرُون بالبنين . والنَّشْئُ ، بسكون الشين : صِغار الإِبل ، عن كراع . وأَنْشَأَتِ الناقةُ ، وهي مُنْشِىءٌ : لَقِحَت ، هذلية . ونَشَأَ السحابُ نَشْأً ونُشُوءاً : ارتفع وبَدَا ، وذلك في أَوّل ما يَبْدأُ . ولهذا السحاب نَشْءٌ حَسَنٌ ، يعني أَوَّل ظهوره . الأَصمعي : خرج السحابُ له نَشْءٌ حَسَنٌ وخَرج له خُروجٌ حسن ، وذلك أَوَّلَ ما يَنْشَأُ ، وأَنشد : إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَمَّتْ به الصَّبا ، * فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُروجُ وقيل : النَّشْءُ أَن تَرى السَّحابَ كالـمُلاء الـمَنْشُور . والنَّشْءُ والنَّشِيءُ : أَوَّلُ ما يَنْشَأُ من السحاب ويَرْتَفِعُ ، وقد أَنْشَأَه اللّهُ . وفي التنزيل العزيز : ويُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ . وفي الحديث : إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ . وفي الحديث : كان إِذا رَأَى ناشِئاً في أُفُقِ السماءِ ؛ أَي سَحاباً لم يَتكامَلِ اجتماعُه واصطحابُه . ومنه نَشَأَ الصبيُّ يَنْشَأُ ، فهو ناشِئٌ ، إِذا كَبِرَ وشَبَّ ، ولم يَتكامَلْ . وأَنْشَاَ السَّحابُ يَمْطُرُ : بَدَأَ . وأَنْشَأَ داراً : بَدَأَ بِناءَها . وقال ابن جني في تأْدِيةِ الأَمْثالِ على ما وُضِعَت عليه : يُؤَدَّى ذلك في كلِّ موضع على صورته التي أُنْشِئَ في مَبْدَئِه عليها ، فاسْتَعْمَلَ الإِنْشَاءَ في العَرَضِ الذي هو الكلام . وأَنْشَأَ يَحْكِي حديثاً : جَعَل . وأَنْشَأَ يَفْعَلُ كذا ويقول كذا : ابتَدَأَ وأَقْبَلَ . وفلان يُنْشِئُ الأَحاديث أَي يضعُها . قال الليث : أَنْشَأَ فلان حديثاً أَي ابْتَدأَ حديثاً ورَفَعَه . ومنْ أَيْنَ أَنْشَأْتَ أَي خَرَجْتَ ، عن ابن الأَعرابي . وأَنْشَأَ فلانٌ : أَقْبلَ . وأَنشد قول الراجز : مَكانَ مَنْ أَنْشَا على الرَّكائبِ أَراد أَنْشَأَ ، فلم يَسْتَقِمْ له الشِّعرُ ، فأَبدَل . ابن الأَعرابي : أَنْشَأَ إِذا أَنشد شِعْراً أَو خَطَبَ خُطْبةً ، فأَحْسَنَ فيهما . ابن السكيت عن أَبي عمرو : تَنَشَّأْتُ إِلى حاجتي : نَهَضْتُ إليها ومَشَيْتُ . وأَنشد : فلَمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قامَ خِرْقٌ ، * مِنَ الفِتْيانِ ، مُخْتَلَقٌ ، هضُومُ . (* قوله « تنشأ » سيأتي في مادة خ ل ق عن ابن بري تنشى وهضيم بدل ما ترى وضبط مختلق في التكملة بفتح اللام وكسرها .؟
قال : وسمعت غير واحد من الأَعراب يقول : تَنَشَّأَ فلان غادياً إِذا ذهَب لحاجته . وقال الزجاج في قوله تعالى : وهو الذي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وغيرَ مَعْرُوشاتٍ ؛ أَي ابْتَدَعَها وابْتَدَأَ خَلْقَها . وكلُّ مَنِ ابْتَدأَ شيئاً فهو أَنْشَأَه . والجَنَّاتُ : البَساتينُ . مَعْرُوشاتٍ : الكُروم . وغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ : النَّخْلُ والزَّرْعُ . ونَشَأَ الليلُ : ارتَفَع . وفي التنزيل العزيز : إِنَّ ناشِئةَ الليل هي أَشَدُّ وطْأً وأَقْوَمُ قِيلاً . قيل : هي أَوَّل ساعةٍ ، وقيل : الناشِئةُ والنَّشيئةُ إِذا نِمْتَ من أَوَّلِ الليلِ نَوْمةً ثمَّ قمتَ ، ومنه ناشِئةُ الليل . وقيل : ما يَنْشَأُ في الليل من الطاعات . والناشِئةُ : أَوَّلُ النهارِ والليلِ . أَبو عبيدة : ناشِئةُ الليلِ ساعاتُه ، وهي آناءُ الليلِ ناشِئةٌ بعد ناشِئةٍ . وقال الزجاج : ناشِئةُ الليلِ ساعاتُ الليلِ كلُّها ، ما نَشَأَ منه أَي ما حَدَثَ ، فهو ناشِئَةٌ . قال أَبو منصور : ناشِئةُ الليلِ قِيامُ الليلِ ، مصدر جاءَ على فاعِلةٍ ، وهو بمعنى النَّشْءِ ، مثلُ العافِية بمعنى العَفْوِ . والعاقِبةِ بمعنى العَقْبِ ، والخاتِمةِ بمعنى الخَتْمِ . وقيل : ناشِئةُ الليل أَوَّلُه ، وقيل : كلُّه ناشئةٌ متى قمتَ ، فقد نَشَأْتَ . والنَّشِيئةُ : الرَّطْبُ من الطَّرِيفةِ ، فإِذا يَبِسَ ، فهو طَرِيفةٌ . والنَّشِيئةُ أَيضاً : نَبْتُ النَّصِيِّ والصِّليِّانِ . قال : والقَوْلانِ مُقْتَرِبانِ . والنَّشِيئةُ أَيضاً : التَّفِرةُ إِذا غَلُظَتْ قَلِيلاً وارْتَفَعَتْ وهي رَطْبةٌ ، عن أَبي حنيفة . وقال مرة : النَّشِيئةُ والنَّشْأَةُ من كلِّ النباتِ : ناهِضُه الذي لم يَغْلُظْ بعد . وأَنشد لابن مَناذرَ في وصف حمير وحش : أَرناتٍ ، صُفْرِ الـمَناخِرِ والأَشْـ * ـداقِ ، يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ ونَشِيئَةُ البِئْر : تُرابُها الـمُخْرَجُ منها ، ونَشِيئةُ الحَوْضِ : ما وراءَ النَّصائِب من التراب . وقيل : هو الحَجَر الذي يُجْعَلُ في أَسفل الحَوْضِ . وقيل : هي أَعْضادُ الحَوض ؛ والنَّصائبُ : ما نُصِبَ حَوْلَه . وقيل : هو أَوَّل ما يُعْمَلُ من الحَوْضِ ، يقال : هو بادِي النَّشِيئةِ إِذا جَفَّ عنه الماءُ وظَهَرت أَرْضُه . قال ذو الرمة : هَرَقْناهُ في بادِي النَّشِيئةِ ، دائِرٍ ، * قَديمٍ بِعَهْدِ الماءِ ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ يقول : هَرَقْنا الماءَ في حوضٍ بادِي النَّشِيئةِ . والنَّصائبُ : حِجارة الحَوْضِ ، واحدتها نَصِيبةٌ . وقوله : بُقْعٍ نَصائبُه : جَمْع بَقْعاء ، وجَمَعَها بذلك لِوُقُوع النَّظَرِ عليها . وفي الحديث : أَنه دَخَل على خَديجةَ خَطَبَها ، ودَخَل عليها مُسْتَنْشِئةٌ مِنْ مُوَلَّداتِ قُرَيْشٍ . قال الأَزهري : هي اسم تِلْكَ الكاهِنةِ . وقال غيره : الـمُسْتَنْشِئةُ : الكاهِنةُ سُمّيت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِئُ الأَخْبَارَ أَي تَبْحَثُ عنها وتَطْلُبها ، من قولك رجل نَشْيانُ للخَبَرِ . ومُسْتَنْشِئةٌ يهمز ولا يهمز . والذِّئب يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ ، بالهمز . قال : وإِنما هو من نَشِيتُ الرِّيح ، غير مهموز ، أَي شَمِمْتُها . والاسْتِنْشاءُ ، يهمز ولا يهمز ، وقيل هو من الإِنْشاءِ : الابْتِداءِ . وفي خطبة المحكم : ومـما يهمز مـما ليس أَصله الهمز من جهة الاشتقاق قولهم : الذئب يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ ، وإِنما هو من النَّشْوةِ ؛ والكاهِنةُ تَسْتَحْدِثُ الأُمورَ وتُجَدِّدُ الأَخْبارَ . ويقال : من أَيْنَ نَشِيتَ هذا الخَبَرَ ، بالكسر من غير همز ، أَي من أَيْنَ عَلِمْتَه . قال ابن الأَثير وقال الأَزهريّ : مُسْتَنْشِئةُ اسم عَلَم لتِلك الكاهِنةِ التي دَخَلت عليها ، ولا يُنَوَّن للتعريف والتأْنيث . وأَما قول صخر الغي : تَدَلَّى عليه ، مِنْ بَشامٍ وأَيْكةٍ * نَشاةِ فُرُوعٍ ، مُرْثَعِنّ الذَّوائِبِ يجوز أَن يكون نَشْأَةٌ فَعْلَةً مِنْ نَشَأَ ثم يُخفَّفُ على حدِّ ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم الكماةُ والـمَراةُ ، ويجوز أَن يكون نَشاة فَعْلة فَتَكون نَشاة مِنْ أَنْشَأْتُ كطاعةٍ من أَطَعْتُ ، إِلا أَنّ الهمزة على هذا أُبدِلت ولم تخفف . ويجوز أَن يكون من نَشا يَنْشُو بمعنى نَشَأَ يَنْشَأُ ، وقد حكاه قطرب ، فتكون فَعَلةً من هذا اللفظ ، ومِنْ زائدةٌ ، على مذهب الأَخفش ، أَي تَدَلَّى عليه بَشامٌ وأَيْكةٌ . قال : وقياس قول سيبويه أن يكون الفاعل مضمراً يدل عليه شاهد في اللفظ ؛ التعليل لابن جني . ابن الأَعرابي : النَّشِيءُ رِيح الخَمْر . قال الزجاج في قوله تعالى : وله الجَوارِ الـمُنْشآتُ ، وقُرئَ الـمُنْشِئاتُ ،، قال : ومعنى الـمُنْشَآتُ : السُّفُنُ الـمَرْفُوعةُ الشُّرُعِ . قال : والـمُنْشِئاتُ : الرَّافِعاتُ الشُرُعِ . وقال الفرّاءُ : من قرأَ الـمُنْشِئاتُ فَهُنَّ اللاَّتِي يُقْبِلْنَ ويُدْبِرْنَ ، ويقال الـمُنْشِئاتُ : الـمُبْتَدِئاتُ في الجَرْي . قال : والـمُنْشَآتُ أُقْبِلَ بِهنَّ وأُدْبِرَ . قال الشماخ : عَلَيْها الدُّجَى مُسْتَنْشَآتٍ ، كَأَنَّها * هَوادِجُ ، مَشْدُودٌ عَلَيْها الجَزاجِزُ يعني الزُّبَى الـمَرْفُوعات . والمُنْشَآتُ في البَحْرِ كالأَعْلامِ . قال : هي السُّفُنُ التي رُفِعَ قَلْعُها ، وإِذا لم يُرفع قَلْعُها ، فليست بِمُنْشآتٍ ، واللّه أَعلم . "
المعجم: لسان العرب
موت
" الأَزهري عن الليث : المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى . غيره : المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة . والمُواتُ ، بالضم : المَوْتُ . ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً ، ويَمات ، الأَيرة طائيَّة ؛
قال : بُنَيَّ ، يا سَيِّدةَ البَناتِ ، عِيشي ، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي (* قوله « بني يا سيدة إلخ » الذي في الصحاح بنيتي سيدة إلخ . ولا نأمن إلخ .) وقالوا : مِتَّ تَموتُ ؛ قال ابن سيده : ولا نظير لها من المعتل ؛ قال سيبويه : اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ ، قال : ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل ، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في فَعِل . قال كراع : ماتَ يَمُوتُ ، والأَصْلُ فيه مَوِتَ ، بالكسر ، يَمُوتُ ؛ ونظيره : دِمْتَ تَدومُ ، إِنما هو دَوِمَ ، والاسم من كل ذلك المَيْتةُ . ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ ؛ وقيل : المَيْتُ الذي ماتَ ، والمَيِّتُ والمائِتُ : الذي لم يَمُتْ بَعْدُ . وحكى الجوهريُّ عن الفراء : يقال لمنْ لم يَمُتْ إِنه مائِتٌ عن قليل ، ومَيِّتٌ ، ولا يقولون لمن ماتَ : هذا مائِتٌ . قيل : وهذا خطأٌ ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ ، ولِما سَيَمُوتُ ؛ قال الله تعالى : إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء ، فقال : ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ ، إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً ، كاسِفاً بالُه ، قليلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً ، وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ . وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون . وقال سيبويه : كان بابُه الجمع بالواو والنون ، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه كثيراً ، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة والسكون ، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه ، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد . والقولُ في مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ ، لأَنه مخفف منه ، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ ، والجمع كالجمع . قال سيبويه : وافق المذكر ، كما وافقه في بعض ما مَضى ، قال : كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ . وفي التنزيل العزيز : لِنُحْيِيَ به بَلدةً مَيْتاً ؛ قال الزجاج :، قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد ؛ وقد أَماتَه اللهُ . التهذيب :، قال أَهل التصريف مَيِّتٌ ، كأَنَّ تصحيحَه مَيْوِتٌ على فَيْعِل ، ثم أَدغموا الواو في الياء ، قال : فَرُدَّ عليهم وقيل إِن كان كما قلتم ، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ ، فقالوا : قد علمنا أَن قياسه هذا ، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه ، فرددناه إِلى لفظ فَيْعِلٍ ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل . وقال آخرون : إِنما كان في الأَصل مَوْيِت ، مثل سَيِّد سَوْيدٍ ، فأَدغمنا الياء في الواو ، ونقلناه فقلنا مُيِّتٌ . وقال بعضهم : قيل مَيْت ، ولم يقولوا مَيِّتٌ ، لأَن أَبنية ذوات العلة تخالف أَبنية السالم . وقال الزجاج : المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد ، إِلاَّ أَنه يخفف ، يقال : مَيْتٌ ومَيِّتٌ ، والمعنى واحد ، ويستوي فيه المذكر والمؤَنث ؛ قال تعالى : لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً ، ولم يقل مَيْتةً ؛
وقوله تعالى : ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت ؛ إِنما معناه ، والله أَعلم ، أَسباب الموت ، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا مَحالَة . وموتُ مائتٌ ، كقولك ليلٌ لائلٌ ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ به . وفي الحديث : كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ : أَمِتْ أَمِتْ ، هو أَمر بالموت ؛ والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة ، مع حصول الغَرضِ للشِّعار ، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة الليل ؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ : من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما . وقوله تعالى : فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون ؛ قال أَبو إِسحق : إِ ؟
قال قائل كيف ينهاهم عن الموت ، وهم إِنما يُماتون ؟ قيل : إِنما وقع هذا على سعة الكلام ، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه ؛ قال : والمعنى الزَمُوا الإِسلام ، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين . والمِيتَةُ : ضَرْبٌ من المَوْت . غيره : والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت ، كالجِلْسة والرِّكْبة ؛
يقال : ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً ؛ وفي حديث الفتن : فقد ماتَ مِيتةً جاهليةً ، هي ، بالكسر ، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال والفُرقة ، وجمعُها مِيَتٌ . أَبو عمرو : ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ . والمَيْتةُ : ما لم تُدْرَكْ تَذْكيته . والمَوْتُ : السُّكونُ . وكلُّ ما سَكنَ ، فقد ماتَ ، وهو على المَثَل . وماتَتِ النارُ مَوتاً : بَرَدَ رَمادُها ، فلم يَبْقَ من الجمر شيء . وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ : باخَ . وماتَت الريحُ : رَكَدَتْ وسَكَنَتْ ؛
ويروى : فأَقْعُدَ اليوم . وناقَضُوا بها فقالوا : حَيِيَتْ . وماتَت الخَمْرُ : سكن غَلَيانُها ؛ عن أَبي حنيفة . وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ ، وكل ذلك على المثل . وفي حديث دُعاء الانتباهِ : الحمدُ لله الذي أَحيانا بعدما أَماتنا ، وإِليه النُّشُور . سمي النومُ مَوْتاً لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ ، تمثيلاً وتَشْبيهاً ، لا تحقيقاً . وقيل : المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون ؛ يقال : ماتت الريحُ أَي سَكَنَتْ . قال : والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة : فمنها ما هو بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات ، كقوله تعالى : يُحْيي الأَرضَ بعد موتها ؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة ، كقوله تعالى : يا ليتني مِتُّ قبل هذا ؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة ، وهي الجهالة ، كقوله تعالى : أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه ، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى ؛ ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة ، كقوله تعالى : ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ ؛ ومنها المَنام ، كقوله تعالى : والتي لم تَمُتْ في مَنامها ؛ وقد قيل : المَنام الموتُ الخفيفُ ، والموتُ : النوم الثقيل ؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ : كالفَقْر والذُّلِّ والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية ، وغير ذلك ؛ ومنه الحديث : أَوّلُ من ماتَ إِبليس لأَنه أَوّل من عصى . وفي حديث موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، قيل له : إِن هامان قد ماتَ ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه ، فقال له : أَما تعلم أَن من أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه ؟ وقول عمر ، رضي الله عنه ، في الحديث : اللَّبَنُ لا يموتُ ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً ، حَرُمَ عليه من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم ، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها ؛ وقيل : معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي ، وأُسْقِيه الصبيُّ ، فإِنه يحرم به ما يحرم بالرضاع ، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي ، فإِنَّ كلَّ ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ ، لضرورة الاستعمال . وفي حديث البحر : الحِلُّ مَيْتَتُه ، هو بالفتح ، اسم ما مات فيه من حيوانه ، ولا تكسر الميم . والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ : كلُّه المَوْتُ ، يقع في المال والماشية . الفراء : وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ ، وهو الموتُ . وفي الحديث : يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم . المُوتانُ ، بوزن البُطْلانِ : الموتُ الكثير الوقوع . وأَماتَه اللهُ ، ومَوَّتَه ؛ شُدِّد للمبالغة ؛ قال الشاعر : فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً ، فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ ومَوَّتَت الدوابُّ : كثُر فيها الموتُ . وأَماتَ الرجلُ : ماتَ وَلَدُه ، وفي الصحاح : إِذا مات له ابنٌ أَو بَنُونَ . ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ : ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها ، وكذلك الناقةُ إِذا مات ولدُها ، والجمع مَمَاويتُ . والمَوَتانُ من الأَرض : ما لم يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر ، على المَثل ؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ ، من ذلك . وفي الحديث : مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله ، فمن أَحيا منها شيئاً ، فهو له . المَواتُ من الأَرضِ : مثلُ المَوَتانِ ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً لأَحَدٍ ، وفيه لغتان : سكون الواو ، وفتحها مع فتح الميم ، والمَوَتانُ : ضِدُّ الحَيَوانِ . وفي الحديث : من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به ؛ المَواتُ : الأَرض التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد ، وإِحْياؤُها مُباشَرة عِمارتِها ، وتأْثير شيء فيها . ويقال : اشْتَرِ المَوَتانَ ، ولا تشْتَرِ الحَيَوانَ ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ ، ولا تشتر الرقيق والدوابَّ . وقال الفراء : المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد . ورجل يبيع المَوَتانَ : وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح ، وما كان ذا روح فهو الحيوان . والمَوات ، بالفتح : ما لا رُوح فيه . والمَواتُ أَيضاً : الأَرض التي لا مالك لها من الآدميين ، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ . ورجل مَوْتانُ الفؤَاد : غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ . وقولهم : ما أَمْوَتَه إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه ، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ ، لا يُتَعَجَّبُ منه . والمُوتةُ ، بالضم : جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري الإِنسانَ ، فإِذا أَفاقَ ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران . والمُوتة : الغَشْيُ . والمُوتةُ : الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ . وفي الحديث : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه ، فقيل له : ما هَمْزُه ؟، قال : المُوتةُ . قال أَبو عبيد : المُوتَةُ الجُنونُ ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس والغَمْزِ ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه . وقال ابن شميل : المُوتةُ الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ ؛ وقال اللحياني : المُوتةُ شِبْهُ الغَشْية . وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ . واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت . والمُسْتَمِيتُ : الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون . والمُسْتَميتُ : الذي يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه ، ولهذا حتى يُطْعِمه ، فإِذا شَبِعَ كفَر النعمة . ويقال : ضَرَبْتُه فتَماوَتَ ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ ، وهو حيٌّ . والمُتَماوِتُ : من صفةِ الناسِك المُرائي ؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد : سمعت ابنَ المُبارك يقول : المُتماوتُونَ المُراؤُونَ . ويقال : اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا ؟ وذلك إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته . وقال ابن المبارك : المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ ، وليس كذلك . وفي حديث أَبي سلمَة : لم يكن أَصحابُ محمد ، صلى الله عليه وسلم ، مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين . يقال : تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ ، مِن العبادة والزهد والصوم ؛ ومنه حديث عمر ، رضي الله عنه : رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال : ارْفَعْ رأْسَك ، فإِنَّ الإِسلام ليس بمريض ؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً ، فقال : لا تُمِتْ علينا ديننا ، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : نَظَرَتْ إِلى رجل كادً يموت تَخافُتاً ، فقالت : ما لهذا ؟ قيل : إِنه من القُرَّاءِ ، فقالت : كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ ، وإِذا ، قال أَسْمَعَ ، وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع . والمُسْتَمِيتُ : الشُّجاع الطالبُ للموت ، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ هذا النحو . واسْتماتَ الرجلُ : ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب ؛
قال : وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ، ولم أُضِعْ سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ ؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي . وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة : ذهب فيهما كلَّ مَذْهَب ؛
قال : قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا ، كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب . والمُسْتَميتُ للأَمْر : المُسْتَرْسِلُ له ؛ قال رؤْبة : وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ ، والليلُ ، فوقَ الماءِ ، مُسْتَمِيتُ ويقال : اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ . والمُسْتَمِيتُ : المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي ، في الحرب ، الموتَ . وفي حديث بَدْرٍ : أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين ، وهم الذي يُقاتِلون على الموت . والاسْتِماتُ : السِّمَنُ بعد الهُزال ، عنه أَيضاً ؛ وأَنشد : أَرى إِبِلي ، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ ، تُصِيتُ بسَجْعٍ ، آخِرَ الليلِ ، نِيبُها جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال ، كقوله تعالى : وإِقامَ الصلاةِ . ومُؤْتة ، بالهمز : اسم أَرْضٍ ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب ، رضوان الله عليه ، بموضع يقال له مُوتة ، من بلاد الشام . وفي الحديث : غَزْوة مُؤْتة ، بالهمز . وشيءٌ مَوْمُوتٌ : معروف ، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ . "
المعجم: لسان العرب
نزل
" النُّزُول : الحلول ، وقد نَزَلَهم ونَزَل عليهم ونَزَل بهم يَنْزل نُزُولاً ومَنْزَلاً ومَنْزِلاً ، بالكسر شاذ ؛
أَنشد ثعلب : أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها جُمْلُ أَراد : أَإِن ذكَّرتكُ نُزولُ جُمْلٍ إِياها ، الرفع في قوله منزلُها صحيح ، وأَنَّث النزولَ حين أَضافه إِلى مؤنَّث ؛ قال ابن بري : تقديره أَإِن ذكَّرتك الدار نُزولَها جُمْلُ ، فَجُمْلُ فاعل بالنُّزول ، والنُّزولُ مفعول ثانٍ بذكَّرتك . وتَنَزَّله وأَنْزَله ونَزَّله بمعنىً ؛ قال سيبويه : وكان أَبو عمرو يفرُق بين نَزَّلْت وأَنْزَلْت ولم يذكر وجهَ الفَرْق ؛ قال أَبو الحسن : لا فرق عندي بين نَزَّلْت وأَنزلت إِلا صيغة التكثير في نزَّلت في قراءة ابن مسعود : وأَنزَل الملائكة تَنْزِيلاً ؛ أَنزل : كنَزَّل ؛ وقول ابن جني : المضاف والمضاف إِليه عندهم وفي كثير من تَنْزِيلاتِهم كالاسم الواحد ، إِنما جمع تَنْزِيلاً هنا لأَنه أَراد للمضاف والمضاف إِليه تَنْزيلات في وجُوه كثيرة منزلةَ الاسم الواحد ، فكنى بالتَّنْزيلات عن الوجوه المختلفة ، أَلا ترى أَن المصدر لا وجه له إِلاَّ تشعُّب الأَنواع وكثرتُها ؟ مع أَن ابن جني تسمَّح بهذا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق ، فأَما على مذهب العرب فلا وجه له إِلاَّ ما قلنا . والنُّزُل : المَنْزِل ؛ عن الزجاج ، وبذلك فسر قوله تعالى : وجعلنا جهنم للكافرين نُزُلاً ؛ وقال في قوله عز وجل : جناتٌ تجري من تحتها الأَنهارُ خالدين فيها نُزُلاً من عِند الله ؛ قال : نُزُلاًمصدر مؤكد لقوله خالدين فيها لأَن خُلودهم فيها إِنْزالُهم فيها . وقال الجوهري : جناتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً ؛ قال الأَخفش : هو من نُزول الناس بعضهم على بعض . يقال : ما وجدْنا عندكم نُزُلاً . والمَنْزَل ، بفتح الميم والزاي : النُّزول وهو الحلول ، تقول : نزلْت نُزولاً ومَنْزَلاً ؛
وأَنشد أَيضاً : أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ بَكيْتَ ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ ؟ نصب المَنْزَل لأَنه مصدر . وأَنزَله غيرُه واستنزله بمعنى ، ونزَّله تنزيلاً ، والتنزيل أَيضاً : الترتيبُ . والتنزُّل : النُّزول في مُهْلة . وفي الحديث : إِن الله تعالى وتقدّس يَنزِل كل ليلة إِلى سماء الدنيا ؛ النُّزول والصُّعود والحركة والسكونُ من صفات الأَجسام ، والله عز وجل يتعالى عن ذلك ويتقدّس ، والمراد به نُزول الرحمة والأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها من العباد ، وتخصيصُها بالليل وبالثُلث الأَخيرِ منه لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ الناس عمَّن يتعرَّض لنفحات رحمة الله ، وعند ذلك تكون النيةُ خالصة والرغبةُ إِلى الله عز وجل وافِرة ، وذلك مَظِنَّة القبول والإِجابة . وفي حديث الجهاد : لا تُنْزِلْهم على حُكْم الله ولكن أَنزِلْهم على حُكْمِك أَي إذا طَلب العدوُّ منك الأَمان والذِّمامَ على حكم اللّه فلا تُعْطيهم ، وأَعطِهم على حكمك ، فإِنك ربَّما تخطئ في حكم الله تعالى أَو لا تفي به فتأْثَم . يقال : نزلْت عن الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كنت مستعلياً عليه مستولياً . ومكان نَزِل : يُنزَل فيه كثيراً ؛ عن اللحياني . ونَزَل من عُلْوٍ إِلى سُفْل : انحدر . والنِّزالُ في الحربْ : أَن يتَنازَل الفريقان ، وفي المحكم : أَن يَنْزل الفَرِيقان عن إِبِلهما إِلى خَيْلهما فيَتضاربوا ، وقد تنازلوا . ونَزالِ نَزالِ أَي انزِلْ ، وكذا الاثنان والجمعُ والمؤنثُ بلفظ واحد ؛ واحتاج الشماخ إِليه فثقَّله فقال : لقد عَلِمَتْ خيلٌ بمُوقانَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي ، إِذا قيل : نَزَّال (* قوله « لقد علمت خيل إلخ » هكذا في الأصل بضمير التكلم ، وأَنشده ياقوت عند التكلم على موقان للشماخ ضمن ابيات يمدح بها غيره بلفظ : وقد علمت خيل بموقان أنه * هو الفارس الحامي إذا قيل تنزال ). الجوهري : ونَزَالِ مثل قَطامِ بمعنى انْزِل ، وهو معدول عن المُنازَلة ، ولهذا أَنثه الشاعر بقوله : ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ ، إِذا دُعِيَتْ نَزالِ ، ولُجَّ في الذُّعْر ؟
قال ابن بري : ومثله لزيد الخيل : وقد علمتْ سَلامةُ أَن سَيْفي كَرِيهٌ ، كلما دُعِيَتْ نزالِ وقال جُرَيبة الفقعسي : عَرَضْنا نَزالِ ، فلم يَنْزِلوا ، وكانت نَزالِ عليهم أَطَم ؟
قال : وقول الجوهري نَزالِ معدول من المُنازلة ، يدل على أَن نَزالِ بمعنى المُنازلة لا بمعنى النُّزول إِلى الأَرض ؛ قال : ويقوِّي ذلك قول الشاعر أَيضاً : ولقد شهدتُ الخيلَ ، يومَ طِرادِها ، بسَلِيم أَوْظِفةِ القَوائم هَيْكل فَدَعَوْا : نَزالِ فكنتُ أَولَ نازِلٍ ، وعَلامَ أَركبُه إِذا لم أَنْزِل ؟ وصف فرسه بحسن الطراد فقال : وعلامَ أَركبُه إِذا لم أُنازِل الأَبطال عليه ؟ وكذلك قول الآخر : فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عند الإِغارَةِ ، إِذا أَنا لم أَنزِلْ إِذا الخيل جالَتِ ؟ فهذا بمعنى المُنازلة في الحرب والطِّراد لا غير ؛ قال : ويدلُّك على أَن نَزالِ في قوله : فَدعَوْا نَزالِ بمعنى المُنازلة دون النُّزول إِلى الأَرض قوله : وعَلامَ أَركبه إِذا لم أَنزل ؟ أَي ولِمَ أَركبُه إِذا لم أُقاتل عليه أَي في حين عدم قتالي عليه ، وإِذا جعلت نَزالِ بمعنى النزول إِلى الأَرض صار المعنى : وعَلام أَركبه حين لم أَنزل إِلى الأَرض ، قال : ومعلوم أَنه حين لم ينزل هو راكب فكأَنه ، قال : وعلام أَركبه في حين أَنا راكب ؛ قال ومما يقوي ذلك قول زهير : ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت ، إِذا دُعِيَتْ نَزال ، ولُجَّ في الدُّعْرِ أَلا تَرى أَنه لم يمدحه بنزوله إِلى الأَرض خاصة بل في كل حال ؟ ولا تمدَح الملوك بمثل هذا ، ومع هذا فإِنه في صفة الفرس من الصفات الجليلة وليس نزوله إِلى الأَرض مما تمدَح به الفرس ، وأَيضاً فليس النزول إِلى الأَرض هو العلَّة في الركوب . وفي الحديث : نازَلْت رَبِّي في كذا أَي راجعته وسأَلته مرَّة بعد مرَّة ، وهو مُفاعَلة من النّزول عن الأَمر ، أَو من النِّزال في الحرب . والنَّزِيلُ : الضيف ؛
وقال : نَزِيلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً ، وحَقُّ اللهِ في حَقِّ النَّزِيلِ سيبويه : ورجل نَزيل نازِل . وأَنْزالُ القومِ : أَرزاقهم . والنُّزُل وتلنُّزْل : ما هُيِّئَ للضيف إِذا نزل عليه . ويقال : إِن فلاناً لحسن النُّزْل والنُّزُل أَي الضيافة ؛ وقال ابن السكيت في قوله : فجاءت بِيَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَم ؟
قال : أَراد لِضِيافة الناس ؛ يقول : هو يَخِفُّ لذلك ، وقال الزجاج في قوله : أَذَلكَ خيرٌ نُزُلاً أَم شجرة الزَّقُّوم ؛ يقول : أَذلك خير في باب الأَنْزال التي يُتَقَوَّت بها وتمكِن معها الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النار ؟
قال : ومعنى أَقمت لهم نُزُلهم أَي أَقمت لهم غِذاءَهم وما يصلُح معه أَن ينزلوا عليه . الجوهري : والنُّزْل ما يهيَّأُ للنَّزِيل ، والجمع الأَنْزال . وفي الحديث : اللهم إِني أَسأَلك نُزْلَ الشهداء ؛ النُّزْل في الأَصل : قِرَى الضيف وتُضَمّ زايُه ، يريد ما للشهداء عند الله من الأَجر والثواب ؛ ومنه حديث الدعاء للميت : وأَكرم نُزُله . والمُنْزَلُ : الإِنْزال ، تقول : أَنْزِلْني مُنْزَلاً مُباركاً . ونَزَّل القومَ : أَنْزَلهم المَنازل . وتَزَّل فلان عِيرَه : قَدَّر لها المَنازل . وقوم نُزُل : نازِلون . والمَنْزِل والمَنْزِلة : موضع النُّزول . قال ابن سيده : وحكى اللحياني مَنْزِلُنا بموضع كذا ، قال : أُراه يعني موضع نُزولنا ؛ قال : ولست منه على ثقة ؛ وقوله : دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ إِنما أَراد المَنازل فحذف ؛ وكذلك قول الأَخطل : أَمستْ مَناها بأَرض ما يبلِّغُها ، بصاحب الهمِّ ، إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ أَراد : أَمستْ مَنازلها فحذف ، قال : ويجوز أَن يكون أَراد بمناها قصدَها ، فإِذا كان كذلك فلا حذف . الجوهري : والمَنْزِل المَنْهَل ، والدارُ والمنزِلة مثله ؛ قال ذو الرمة : أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ ، سلامٌ عليكما هلِ الأَزْمُنُ اللاَّئي مَضَيْنَ رَواجِعُ ؟ والمنزِلة : الرُّتبة ، لا تجمَع . واستُنْزِل فلان أَي حُطَّ عن مرتبته . والمَنْزِل : الدرجة . قال سيبويه : وقالوا هو مني منزِلة الشَّغَاف أَي هو بتلك المنزِلة ، وكلنه حذف كما ، قالوا دخلت البيت وذهبت الشامَ لأَنه بمنزلة المكان وإِن لم يكن مكاناً ، يعني بمنزلة الشَّغَاف ، وهذا من الظروف المختصة التي أُجريت مُجرى غير المختصَّة . وفي حديث ميراث الجدِّ : أَن أَبا بكر أَنزله أَباً أَي جعل الجدَّ في منزلة الأَب وأَعطاه نصيبَه من الميراث . والنُّزَالة : ما يُنْزِل الفحلُ من الماء ، وخص الجوهري فقال : النُّزالة ، بالضم ، ماءُ الرجل . وقد أَنزل الرجلُ ماءه إِذا جامع ، والمرأَة تستنزِل ذلك . والنَّزْلة : المرة الواحدة من النُّزول . والنازِلة : الشديدة تنزِل بالقوم ، وجمعها النَّوازِل . المحكم : والنازِلة الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس ، نسأَل الله العافية . التهذيب : يقال تنزَّلَت الرحمة . المحكم : نزَلَتْ عليهم الرحمة ونزَل عليهم العذاب كِلاهما على المثل . ونزَل به الأَمر : حلَّ ؛ وقوله أَنشده ثعلب : أَعْزْرْ عليَّ بأَن تكون عَلِيلا أَو أَن يكون بك السَّقام نَزيلا جعله كالنَّزِيل من الناس أَي وأَن يكون بك السَّقام نازِلاً . ونزَل القومُ : أَتَوْا مِنَى ؛ قال ابن أَحمر : وافَيْتُ لمَّا أَتاني أَنَّها نزلتْ ، إِنّ المَنازلَ مما تجمَع العَجَبَا أَي أَتت مِنَى ؛ وقال عامر بن الطفيل : أَنازِلةٌ أَسماءُ أَم غيرُ نازِلَه ؟ أَبيني لنا ، يا أَسْمَ ، ما أَنْت فاعِلَه والنُّزْل : الرَّيْعُ والفَضْلُ ، وكذلك النَّزَل . المحكم : النُّزْل والنَّزَل ، بالتحريك ، رَيْعُ ما يُزرع أَي زَكاؤه وبركتُه ، والجمع أَنْزال ، وقد نَزِل نَزَلاً . وطعامٌ نَزِل : ذو نَزَل ، ونَزِيلٌ : مبارك ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي . وطعام قليل النُّزْل والنَّزَل ، بالتحريك ، أَي قليل الرَّيْع ، وكثير النُّزْل والنَّزَل ، بالتحريك . وأَرض نَزْلة : زاكية الزَّرْع والكَلإِ . وثوب نِزِيل : كامِلٌ . ورجل ذو نَزَلٍ : كثير الفَضْل والعطاءِ والبركة ؛ قال لبيد : ولَنْ تَعْدَمُوا في الحرْب لَيْثاً مُجَرَّباً وَذا نَزَلٍ ، عندَ الرَّزِيَّةِ ، باذِلا والنَّزْلةُ : كالزُّكام ؛ يقال : به نَزْلة ، وقد نُزِلَ (* قوله « وقد نزل » هكذا ضبط بالقلم في الأصل والصحاح ، وفي القاموس : وقد نزل كعلم ) وقوله عز وجل : ولقد رآه نَزْلةً أُخرى ؛ قالوا : مرَّة أُخرى . والنَّزِلُ : المكان الصُّلب السريعُ السَّيْل . وأَرض نَزِلة : تَسيلُ من أَدنى مطر . ومكان نَزِل : سريعُ السيل . أَبو حنيفة : وادٍ نَزِلٌ يُسِيله القليل الهيِّن من الماء . والنَّزَل : المطرُ . ومكان نَزل : صُلب شديدٌ . وقال أَبو عمرو : مكان نَزْل واسعٌ بعيدٌ ؛
وأَنشد : وإِنْ هَدَى منها انتِقالُ النَّقْلِ ، في مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنايا نَزْلِ وقال ابن الأَعرابي : مكان نَزِل إِذا كان مَجالاً مَرْتاً ، وقيل : النَّزِل من الأَودية الضيِّق منها . الجوهري : أَرض نَزِلة ومكان نَزِلٌ بيِّن النَّزالة إِذا كانت تَسِيل من أَدنى مطر لصَلابتها ، وقد نَزِل ، بالكسر . وحَظٌّ نَزِل أَي مجتَمِع . ووجدت القوم على نَزِلاتهم أَي مَنازلهم . وتركت القوم على نَزَلاتهم ونَزِلاتهم أَي على استقامة أَحوالهم مثل سَكِناتهم ؛ زاد ابن سيده : لا يكون إِلا في حسن الحال . ومُنازِلُ بن فُرْعان (* قوله « ومنازل بن فرعان » ضبط في الأصل بضم الميم ، وفي القاموس بفتحها ، وعبارة شرحه : هو بفتح الميم كما يقتضيه اطلاقه ومنهم من ضبطه بضمها اهـ . وفي الصاغاني : وسموا منازل ومنازلاً بفتح الميم وضمها ): من شعرائهم ؛ وكان مُنازِل عقَّ أَباه فقال فيه : جَزَتْ رَحِمٌ ، بيني وبين مُنازِلٍ ، جَزاءً كما يَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ فعَقَّ مُنازلاً ابنُه خَلِيج فقال فيه : تَظَلَّمَني مالي خَلِيجٌ ، وعقَّني على حين كانت كالحِنِيِّ عِظامي "