هَرَأَ في مَنْطِقِهِ كمَنَعَ يَهْرَأُ هَرْءاً : أَكثَرَ وقيل أَكثَرَ في خَطَإٍ أَو قال الخَنَا والقَبيحَ أَو الخَطَأَ . والهُرَاءُ كغُرابٍ ممدودٌ مهموز : المَنْطِقُ الكَثيرُ أَو المنطِق الفاسدُ الذي لا نظامَ له . وقولُ ذي الرُّمَّة :
لها بَشَرٌ مثلُ الحَريرِ ومَنْطِقٌ ... رَخِيمُ الحَوَاشِي لا هُرَاءٌ ولا نَزْرُ يَحتمِلُها جميعاً . والهُرَاءُ : الرجلُ الكثيرُ الكلامِ الهَذَّاءُ أَنشد ابن الأَعْرابِيّ :
" شَمَرْدَلٌ غَيْرُ هُرَاءٍ مَيْلَقِ كالهُرَإِ كصُرَدٍ كذا قيَّده الصاغاني . والهِرَاءُ ككتابٍ : فَسيلُ النَّخْلِ قاله أَبو حنيفة وعن الأَصمَعِيّ : يقال في صِغارِ النَّخْلِ أَوَّلَ ما يُقْلَعُ شيءٌ منها من أُمِّه : فهو الوَدِيُّ والجَثيثُ . والهِرَاءُ والفَسيلُ وأَنشد القَالِي :
أَبَعْدَ عَطِيَّتي أَلْفاً تَمَاماً ... من المَرْجُوِّ ثاقِبَةَ الهِرَاءِ يعني النَّخْل إِذا استفْحَلَ ثُقِبَ في أُصولِه فذلك معنى ثاقِبَةَ الهِرَاءِ والهِرَاءُ أيضاً : شيطانٌ مُوَكَّلٌ بقَبيحِ الأَحلامِ ومنه حديث أَبِي سَلَمة أَنَّه عليه السلام قال : " ذلك الهِرَاءُ شيطانٌ وُكِّلَ بالنُّفُوسِ " قال ابنُ الأَثير : لم يُسمع الهِرَاء أَنَّه شيطانٌ إِلاَّ في هذا الحديث وفي بعض النُّسخ : الكلام بدل الأَحلام وهو غلط . وهَرَأَهُ البَرْدُ كمَنَعَ يَهْرَؤُهُ هَرْءاً وهَرَاءةً : اشتدَّ عليه حتَّى كاد أَن يَقْتُله أَو قَتَلَه كأَهْرَأَهُ يقال : أَهْرَأَنا القُرُّ أَي قَتَلَنَا . وهَرَأَتِ الرِّيحُ إِذا اشتدَّ بَرْدُها . وهَرَأَ اللَّحْمَ هَرْأً : أَنْضَجَه كهَرَّأَهُ بالتضعيف وأَهْرَأَهُ رُباعيًّا عن الفَرَّاء وقد هَرِئَ بالكسر هَرْءاً وهُرْءاً بالفتح والضمّ كلاهما عن الفَرَّاء وهُرُوءاً بالضَّمِّ عن الكسائي . وتَهَرَّأَ : سقط من العَظْمِ فهو هَرِئُ وأَهْرَأَ لَحْمَهُ إهْراءً إِذا طبخَه حتَّى يَتَفَسَّخَ . والمُهَرَّأُ والمُهَرَّدُ : المُنْضَجُ من اللحمِ . وأَهْرَأْنا في الرَّواحِ : أَبْرَدْنا وذلك بالعَشِيِّ أَو خاصٌّ برَوَاحِ القَيْظِ قاله بعضهم وأَنشد لأُهابِ ابن عُمَيْرٍ يصفُ حُمُراً :
" حتَّى إِذا أَهْرَأْنَ للأَصَائِلِ
" وفَارَقَتْهَا بُلَّةُ الأَوَابِلِ
قال : أَهْرَأْنَ للأصائِل : دَخَلْنَ فيها يقول : سِرْنَ في بَرْدِ الرَّوَاحِ إلى الماءِ . وأَهْرِئْ عنكَ من الظَّهيرَةِ أَي أَقِمْ حتَّى يسكُنَ حرُّ النَّهارِ ويَبرُدَ . وأَهْرَأَ فلانٌ فلاناً : قَتَلَهُ وأَهْرَأَ الكلامَ : أَكثَرَهُ ولم يُصِب المعنى . وإنَّ مَنْطِقَه يَهْرَأُ هَرْءاً وإنَّ منطِقَه لَغَيْرُ هُرَاءٍ . وهَرِئَ المالُ وهَرِئَ القومُ بالفتح وهُرِئَ المالُ والقومُ كعُنِيَ مبنيًّا للمفعول فهم مَهْرُوؤُونَ قال ابن بَرِّيّ : الذي حكاه أَبو عُبَيد عن الكسائي هُرِئَ القومُ بالضَّمِّ فهم مَهْرُوؤُونَ إِذا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرُّ قال ابن بَرِّيّ : وهذا هو الصحيحُ لأنَّ قوله مَهْرُوؤُونَ إِنَّما يكون جارياً على هُرِئَ . وبخَطِّ الجوهريّ في كِتابه هَرِئَ كسَمِعَ وهو تَصحيفٌ منه لا يخفى أَنَّه لو نسب هذا إلى قلم النسَّاخِ كان أَوْلى لأنَّه ليس في كتابه تصريحٌ لما قال وإِنَّما ضَبْطُ قَلَم والقَلَمُ قد يُخْطِئُ ويدلُّ عليه قوله : فهم مَهْرُوؤُونَ دلالةً بيِّنَةً ودَعْوى الغَفْلَة إلى الجوهريّ خَطَأٌ فإنَّه بعيدٌ على مِثله أَن يخفى عليه مثلُ هذا قال ابنُ مُقْبِل في المَهروءِ - من هَرَأَ البَرْدُ - يرثي عُثمانَ بنَ عفَّانَ :
" نَعَاءِ لفَضْلِ العِلْم والحِلْم والتُّقَىومَأْوى اليَتَامَى الغُبْرِ أَسْنَوْا فأَجْدْبُوا
ومَلْجَإ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بهِ الحَيَا ... إِذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأُمُّ والأَبُ قال أَبو حنيفة : المَهْروءُ : الذي قد أَنضَجَهُ البَرْدُ . وهَرَأَ البَرْدُ الماشِيَةَ فتَهَرَّأَتْ : كَسَرَها فتَكَسَّرَتْ . وقِرَّة لها هَريئَةٌ على فَعيلَةٍ : يُصيبُ النَّاسَ والمالَ منها ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أَي موتٌ . والهَريئَةُ أيضاً : الوقتُ الذي يُصيبُهُم فيه البَرْدُ . والهَريئَةُ : الوقتُ الذي يشتَدُّ فيه البَرْدُ