ويستهمان: كلمة تتكون من ثمن أحرف تبدأ بـ واو (و) و تنتهي بـ نون (ن) و تحتوي على واو (و) و ياء (ي) و سين (س) و تاء (ت) و هاء (ه) و ميم (م) و ألف (ا) و نون (ن) .
وَيْسٌ : كلمة تُستعمَلُ في موضع رأْفة واستملاح ، وَيْسَهُ ما أَمْلَحَهُ ، ووَيْسًا له ، ووَيْسٌ له
,
نَجَعَ
ـ نَجَعَ الطعامُ ، نُجُوعاً : هَنَأ آكِلَه ، ـ نَجَعَ العَلَفُ في الدابةِ ، ـ نَجَعَ الوَعْظُ والخِطابُ فيه : دَخَلَ فَأَثَّر ، كأَنْجَعَ ، ونَجَّعَ . ـ طعامٌ يُنْجَعُ عنه ، وبه ، ويُسْتَنْجَعُ به : يُسْتَمْرَأُ به ، ويُسْمَنُ عنه . ـ ماءٌ نَجُوعٌ : نَميرٌ . ـ نَجُوعُ : ماءٌ ببَزْرٍ أو دَقيقٍ تُسْقاهُ الإِبِلُ ، وقد نَجَعْتُها إياهُ ، وبه . ـ نُجْعَةُ : طَلَبُ الكَلإِ في مَوْضِعِه ، ج : النُّجَعُ . ـ شُجاعٌ نُجاعٌ : إتْباعٌ . ـ نَجيعُ : خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدَّقيقِ والماءِ يُوجَرُ الإِبِلَ ، ـ نَجيعُ من الدَّمِ : ما كان إلى السَّوادِ ، أو دَمُ الجَوْفِ . ـ أنْجَعَ : أفْلَحَ ، ـ أنْجَعَ الفَصيلَ : أرْضَعَهُ . ـ انْتَجَعَ : طَلَبَ الكَلأَ في مَوْضِعِه ، كتَنَجَّعَ ، ـ انْتَجَعَ فلاناً : أتاهُ طالباً مَعْرُوفَه ، كتَنَجَّعَ . ـ مُنْتَجَعُ : المَنْزِلُ في طَلَبِ الكَلأِ .
المعجم: القاموس المحيط
سَدَلَ
ـ سَدَلَ الشَّعَرَ يَسْدِلُه ويَسْدُلُه ، وأسْدَلَه : أرْخاهُ وأرْسَلَهُ . ـ شَعَرٌ مُنْسَدِلٌ : مُسْتَرْسِلٌ . ـ سُدْلُ وسِدْلُ : السِتْرُ ، ج : أسْدالٌ وسُدولٌ وأسْدُلٌ ، ـ سِدْلُ : السِمْطُ من الدُّرِّ يَطولُ إلى الصَّدْرِ ، ـ سَدَلُ : المَيْلُ . ـ ذَكَرٌ أسْدَلُ : مائِلٌ ، ج : سُدُلٌ . ـ سَدَلَ ثَوْبَهُ يَسْدُلُهُ : شَقَّهُ ، ـ سَدَلَ في البِلادِ : ذَهَبَ . ـ سَدِيلٌ : شيءٌ يُعَرَّضُ في شُقَّةِ الخِباءِ ، وسِتْرُ حَجَلَةِ المرأةِ ، وموضع ، وما أُسْبِلَ على الهَوْدَجِ . ـ سَوْدَلُ : الشارِبُ . ـ سَوْدَلَ : طالَ سَوْدَلُهُ .
المعجم: القاموس المحيط
غفر
" الغَفُورُ الغَفّارُ ، جلّ ثناؤه ، وهما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم . يقال : اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً ، وإنك أَنت الغَفُور الغَفّار يا أَهل المَغْفِرة . وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر . غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها ؛ والغَفْر : الغُفْرانُ . وفي الحديث : كان إذا خرج من الخَلاء ، قال : غُفْرانَك الغُفْرانُ : مصدرٌ ، وهو منصوب بإضمار أَطلُبُ ، وفي تخصيصه بذلك قولان أَحدهما التوبة من تقصيره في شكر النعم التي أَنعم بها عليه بإطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه ، فلجأَ إِلى الاستغفار من التقصير وتَرْكِ الاستغفار من ذكر الله تعالى مدة لبثه على الخلاء ، فإِنه كان لا يترك ذكر اللّه بلسانه وقلبه إِلا عند قضاء الحاجة ، فكأَنه رأَى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار . وقد غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً : ستره . وكل شيء سترته ، فقد غَفَرْته ؛ ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأْس : مِغْفَرٌ . وتقول العرب : اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لوَسَخِه أَي أَحْمَلُ له وأَغطى له . ومنه : غَفَرَ اللّه ذنوبه أَي سترها . وغَفَرْتُ المتاع : جعلته في الوعاء . ابن سيده : غَفَرَ المتاعَ في الوعاء يَغْفِرُه غَفْراً وأَغْفَرَه أَدخله وستره وأَوعاه ؛ وكذلك غَفَرَ الشيبَ بالخِضاب وأَغْفَرَه ؛
قال : حتى اكْتَسَيْتُ من المَشِيب عِمامةً غَفراءَ ، أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ
ويروى : أَغْفِرُ لونها . وكلُّ ثوب يغطَّى به شيء ، فهو غِفارة ؛ ومنه غِفارة الزِّنُون تُغَشَّى بها الرحالُ ، وجمعها غِفارات وغَفائِر . وفي حديث عمر لمَّا حَصَّبَ المسجدَ ، قال : هو أَغْفَرُ للنُّخامة أَي أَسْتَرُ لها . والغَفْرُ والمَغْفِرةُ : التغطية على ابذنوب والعفوُ عنها ، وقد غَفَرَ ذنبه يَغْفِرُه غَفْراً وغِفْرةً حَسَنة ؛ عن اللحياني ، وغُفْراناً ومَغْفِرة وغُفوراً ؛ الأَخيرة عن اللحياني ، وغَفيراً وغَفيرةً . ومنه قول بعض العرب : اسلُك الغفيرة ، والناقةَ الغَزيرة ، والعزَّ في العَشيرة ، فإِنها عليك يَسيرة . واغْتَفَر ذنبَه مثله ، فهو غَفُور ، والجمع غُفُرٌ ؛ فأَما قوله : غَفَرْنا وكانت من سَجِيّتِنا الغَفْرُ فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه في معنى المَغْفِرة . واسْتَغْفَرَ اللَّه من ذنبه ولذنبه بمعنى ، فغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرةً وغَفُراً وغُفْراناً . وفي الحديث : غِفارُ غَفَرَ اللَّه لها ؛ قال ابن الأَثير : يحتمل أَن يكون دعاءً لها بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تعالى قد غَفَرَ لها . وفي حديث عَمْرو بن دينار : قلت لعروة : كم لَبِثَ رسولُ اللَّه ، صلى اللَّه عليه وسلم بمكة ؟، قال : عَشْراً ، قلت : فابنُ عباس يقول بِضْعَ عَشْرة ؟، قال : فغَفَره أَي ، قال غَفَر اللَّه له . واسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه ، على حذف الحرف : طلب منه غَفْرَه ؛
أَنشد سيبويه : أَسْتَغْفَرُ اللهَ ذنباً لَسْتُ مُحْصِيَه ، ربّ العباد إليه القولُ والعملُ وتَغافَرَا : دَعا كلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة ؛ وامرأَة غَفُور ، بغير هاء . أَبو حاتم في قوله تعالى : لِيَغعُثرَ ليَغْفِرَ اللهُ لك ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تأَخَّر ؛ المعنى لَيَغْفِرَنَّ لك اللهُ ، فلما حذف النون كسر اللام وأَعْملها إِعمال لامِ كي ، قال : وليس المعنى فتحنا لك لكي يغفر اللهُ لك ، وأَنْكَر الفتح سبباً للمغفرة ، وأَنكر أَحمد بن يحيى هذا القول وقال : هي لام كي ، قال : ومعناه لكي يجتَمِع لك مع المغفرة تمامُ النعمة في الفتح ، فلما انضم إِلى المغفرة شيء حادث حَسُنَ فيه معنى كي ؛ وكذلك قوله عز وجل : لِيَجْزِيَهم اللَّه أَحْسَنَ ما كانوا يَعْمَلون . والغُفْرةُ : ما يغطَّى به الشيء . وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه : أَصلحه بما ينبغي أَن يَصْلَح به . يقال : اغْفِروا هذا الأَمرَ بِغُفْرتِه وغَفيرتِه أَي أَصْلحوه بما ينبغي أَن يُصْلَح . وما عندهم عَذيرةٌ ولا غَفِيرة أَي لا يَعْذِرون ولا يَغفِرون ذنباً لأَحد ؛ قال صخر الغَيّ ، وكان خرج هو وجماعة مت أَصحابهإلى بعض متوجّهاتهم فصادفوا في طريقهم بني المصطلق ، فهرب أَصحابه فصاح بهم وهو يقول : يا قوم لَيْسَت فيهمُ غَفِيرهْ ، فامْشُوا كما تَمْشي جِمالُ الحِيرهْ يقول : لا يغفرون ذنب أَحد منكم إِن ظفروا به ، فامشوا كما تمشي جمالُ الحيرة أَي تَثاقَلوا في سيركم ولا تُخِفّوه ، وخصّ جمالَ الحيرة لأَنها كانت تحمل الأَثقال ، أَي مانِعوا عن أَنفسكم ولا تَهْرُبوا . والمِغْفرُ والمِغْفرةُ والغِفارةُ : زَرَدٌ ينسج من الدروع على قدر الرأْس يلبس تحت القلنسوة ، وقيل : هورَفْرَفُ البيضة ، وقيل : هو حَلقٌ يَتَقَنَّعُ به المُتَسَلِّح . قال ابن شميل : المِغْفَرُ حِلَقٌ يجعلُها الرجل أَسفلَ البيضة تُسْبَغ على العنُق فتَقِيه ، قال : وربما كان المِغْفَرُ مثلَ القلنسوة غير أَنها أَوسع يُلْقِيها الرجل على رأْسه فتبلغ الدرع ، ثم يَلْبَس البيضة فوقها ، فذلك المِغْفرُ يُرفّلُ على العاتقين ، وربما جُعل المِغْفَرُ من ديباج وخَزٍّ أَسفلَ البيضة . وفي حديث الحديبية : والمغيرة ابن شعبة عليه المِغْفَرُ ؛ هو ما يلبَسُه الدارع على رأْسه من الزرد ونحوه . والغِفارةُ ، بالكسر : خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غير وَسْطِ رأْسها ، وقيل : الغِفارةُ خرقة تكون دون المِقْنَعة تُوَقِّي بها المرأَة الخمارَ من الدُّهْن ، والغِفارةُ الرقعة التي تكون على حزّ القوس الذي يجري عليه الوتر ، وقيل : الغِفارةُ جلدة تكون على رأْس القوس يجري عليها الوتر ، والغِفارةُ السحابة فوق السحابة ، وفي التهذيب : سَحابة تراها كأَنها فَوق سحابة ، والغِفارةُ رأْسُ الجبل . والغَفْرُ البَطْنُ ؛
قال : هو القارِبُ التالي له كلُّ قاربٍ ، وذو الصَّدَرِ النامي ، إذا بَلَغَ الغَفْرا والغَفْرُ : زِئْبِرُ الثوب وما شاكله ، واحدته غَفْرة . وغَفِر الثوبُ ، بالكسر ، يَغْفَرُ غَفَراً : ثارَ زِئْبِرُه ؛ واغْفارَّ اغْفِيراراً . والغَفَرُ والغَفارُ والغَفيرُ : شَعرُ العنُقِ واللحيين والجبهة والقفا . وغَفَرُ الجسدِ وغُفارُه : شعرُه ، وقيل : هو الشعر الصغير القصير الذي هو مثل الزَّغَب ، وقيل : الغَفْرُ شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك ، وكذلك الغَفَرُ ، بالتحريك ؛ قال الراجز : قد عَلِمَت خَوْدٌ بساقَيْها الغَفَرْ لَيَرْوِيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ والغُفارُ ، بالضم : لغة في الغَفْر ، وهو الزغب ؛ قال الراجز : تُبْدِي نَقيًّا زانَها خِمارُها ، وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها القُسْطة : عَظْمُ الساق . قال الجوهري : ولست أَرويه عن أَحد . والغَفيرةُ : الشعر الذي يكون على الأُذُن . قال أَبو حنيفة : يقال رجل غَفِرُ القفا ، في قفاه غَفَرٌ . وامرأَة غَفِرةُ الوجهِ إِذا كان في وجهها غَفَرٌ . وغَفَرُ الدابة : نباتُ الشعر في موضع العرف . والغَفَرُ أَيضاً : هُدْبُ الثوب وهدبُ الخمائص وهي القُطُ دِقاقُها ولِينُها وليس هو أَطرافَ الأَرْدِيةِ ولا الملاحفِ . وغَفَرُ الكلإِ : صِغارُه ؛ وأَغْفَرت الأَرضُ : نبَتَ فيها شيء منه . والغَفَرُ : نوع من التَّفِرة رِبْعِيٌّ ينبت في السَّهْل والآكام كأَنه عصافيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إِذا كان أَخضر ، فإِذا يبس فكأَنه حُمْرٌ غير قيام . وجاء القوم جَمًّا غَفيراً وجَمَّاءَ غَفيراً ، ممدود ، وجَمَّ الغَفِيرِ وجمّاء الغَفيرِ والجَمّاءَ الغَفيرَ أَي جاؤوا بجماعتهم الشريفُ والوضيع ولم يتخلّفْ أَحد وكانت فيهم كثرة ؛ ولم يَحْكِ سيبويه إِلا الجَمَّاءَ الغَفيرَ ، وقال : هو من الأَحوال التي دخلها الأَلف واللام ، وهو نادر ، وقال : الغَفير وصفٌ لازم للجَمّاء يعني أَنك لا تقول الجَمّاء وتسكت . ويقال أَيضاً : جاؤوا جَمّاءَ الغَفيرة وجاؤوا بجَمَّاءِ الغَفير والغَفيرة ، لغات كلها . والجَمّاء الغَفير : اسم وليس بفعل إِلاَّ أَنه ينصب كما تنصب المصادر التي هي في معناه ، كقولك : جاؤوني جميعاً وقاطبةً وطُرًّا وكافَّةً ، وأَدخلوا فيه الأَلف واللام كما أَدخلوهما في قولهم : أَوْرَدَها العِراكَ أَي أَوردها عِراكاً . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : إِذا رأَى أَحدُكم لأَخِيه غَفِيرةً في أَهلٍ أَو مالٍ فلا يكونَنَّ له فِتْنة ؛ الغَفِيرةُ : الكثرةُ والزيادةُ ، من قولهم للجمع الكثير الجَمّ الغَفِير . وفي حديث أَبي ذر : قلت يا رسول الله ، كم الرسلف ، قال : ثَلثمائةٍ وخمسة عَشر جَمِّ الغَفِير أَي جماعة كثيرة ، وقد ذكر في جمم مبسوطاً مستقصى . وغَفَرَ المريضُ والجريحُ يَغْفِرُ غَفْراً وغُفِرَ على صيغة ما لم يسمَّ فاعله ، كلُّ ذلك : نُكِسَ ؛ وكذلك العاشِقُ إِذا عادَه عيدُه بعد السَّلْوة ؛ قال . خَلِيليّ إِن الدارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَى ، كما يَغْفِرُ المَحْمُومُ ، أَو صاحِبُ الكَلْمِ وهذا البيت أَورده الجوهري : لَعَمْرُكَ إِن الدار ؛ قال ابن بري : البيت للمرّار الفقعسي ، قال وصواب إِنشاده : خليلي إِن الدار بدلالة قوله بعده : قِفَا فاسأَلا منْ مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنةً ، وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا على رَسْمِ وغَفَرَ الجرحُ يَغْفِرُ غَفْراً : نُكِسَ وانتقض ، وغَفِرَ ، بالكسر ، لغة فيه . ويقال للرجل إِذا قام من مرضه ثم نُكِسَ : غَفَرَ يَغْفِرُ غَفْراً . وغَفَرَ الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْْراً : رَخّصها . والغُفْرُ والغَفْرُ ، الأَخيرة قليلة : ولدُ الأُرْوِيّة ، والجمع أَغْفارٌ وغِفَرةٌ وغُفورٌ ؛ عن كراع ، والأُنثى غُفْرة وأُمُّهُ مُغْفِرةٌ والجمع مُغْفِرات ؛ قال بشر : وصَعْب يَزِلّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِه ، بحافاته بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ وقيل : الغُفْر اسم للواحد منها والجمع ؛ وحكي : هذا غُفْرٌ كثير وهي أَرْوَى مُغْفِرٌ لها غُفْرٌ ؛ قال ابن سيده : هكذا حكاه أَبو عبيد والصواب : أُرْوِيّةٌ مُغْفِر لأَن الأَرْوَى جمع أَو اسمُ جمع . والغِفْرُ ، بالكسر : ولدُ البقرة ؛ عن الهَجَريّ . وغِفارٌ : مِيسمٌ يكون على الخد . والمَغافرُ والمَغافِيرُ : صمغ شبيه بالناطِفِ ينضحه العُرْفط فيوضع في ثوب ثم يُنْضَح بالماء فيُشْرب ، واحدها مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفُر ومُغْفور ومِغْفار ومِغْفِير . والمَغْفوراءُ : الأَرضَ ذات المَغافِير ؛ وحكى أَبو حنيفة ذلك في الرباعي ؛ وأَغْفَر العُرْفُط والرِّمْثُ : ظهر فيهما ذلك ، وأَخرج مَغافِيرَه وخرج الناس يَتَغَفَّرُون ويَتَمَغْفَرُون أَي يجتَنُون المَغافيرَ من شجره ؛ ومن ، قال مُغْفور ، قال : خرجنا نتَمَغْفَر ؛ ومن ، قال مُغْفُر ، قال : خرجنا نتَغَفَّر ، وقد يكون المُغْفورُ أَيضاً العُشَر والسَّلَم والثُّمام والطلح وغير ذلك . التهذيب : يقال لصمغ الرِّمْث والعرفط مَغافِير ومَغاثِيرُ ، الواحد مُغْثور ومُغْفور ومِغْفَر ومِغْثَر ، بكسر الميم . روي عن عائشة ، رضي الله عنها ، أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، شَرِبَ عند حَفْصة عسلاً فتواصَيْنا أَن نقول له : أَكَلْتَ مغافِيرَ ، وفي رواية : فقالت له سَوْدة أَكلتَ مغافِيرَ ؛ ويقال له أَيضاً مَغاثِير ، بالثاء المثلثة ، وله ريح كريهة منكرة ؛ أَرادت صَمْغَ العرفط . والمَغافِير : صمغٌ يسيل من شجر العرفط غير أَن رائحته ليست بطيبة . قال الليث : المِغْفارُ ذَوْبةٌ تخرج من العرفط حلوة تُنْضح بالماء فتشرب . قال : وصَمْغُ الإِجّاصةِ مِغفارٌ . أَبو عمرو : المَغافيرُ الصمغ يكون في الرمث وهو حلو يؤكلُ ، واحدُها مُغْفور ، وقد أَغْفَر الرِّمْثُ . وقال ابن شميل : الرمث من بين الحمض له مَغافيرُ ، والمَغافيرُ : شيء يسيل من طرف عِيدانها مثل الدِّبْس في لونه ، تراه حُلواً يأْكله الإِنسان حتى يَكْدَن عليه شِدْقاه ، وهو يُكْلِع شَفته وفَمه مثل الدِّبْق والرُّبّ يعلق به ، وإِنما يُغْفِر الرمثُ في الصفَريَّة إِذا أَوْرَسَ ؛ يقال : ما أَحسن مَغافيرَ هذا الرمث . وقال بعضهم : كلُّ الحمض يُورِس عند البرد وهو بروحه وارباده يخرج (* قوله « بروحه وارباده يخرج » إلخ هكذا في الأصل ). مغافيره تجدُ ريحَه من بعيد . والمَغافيرُ : عسل حلو مثل الرُّبّ إِلا أَنه أَبيض . ومَثَلُ العربِ : هذا الجَنى لا أَن يُكَدَّ المُغْفُر ؛ يقال ذلك للرجل يصيب الخير الكثير ، والمُغْفُرُ هو العود من شجر الصمغ يمسح به ما ابيضّ فيتخذ منه شيء طيب ؛ وقال بعضهم : ما استدار من الصمغ يقال له المُغْفُر ، وما استدار مثل الإِصبع يقال له الصُّعْرور ، وما سال منه في الأَرض يقال له الذَّوْبُ ، وقالت الغنوية : ما سال منه فبقي شَبيه الخيوط بين الشجر والأَرض يقال له شَآبِيب الصمغ ؛ وأَنشدت : كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِه المُلَعْلِعِ شُؤْبوبُ صَمْغٍ ، طَلْحُه لم يُقْطَعِ وفي الحديث : أَن قادِماً قَدِم عليه من مكة فقال : كيف تركتَ الحَزْوَرة ؟ ، قال : جادَها المطرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحاؤها أَي أَن المطر نزل عليها حتى صار كالغَفَر من النبات . والغَفَرُ : الزِّئْبِرُ على الثوب ، وقيل : أَراد أَن رِمْثَها قد أَغْفَرت أَي أَخرجت مَغافيرَها . والمَغافيرُ : شيء ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف ، قال : وهذا أَشْبَه ، أَلا تراه وصف شجرها فقال : وأَبْرَم سَلمُها وأَغْدَق إِذْخِرُها . والغِفْرُ : دُوَيْبّة . والغَفْرُ : منزل من منازل القمر ثلاثةُ أَنْجُم صغار ، وهي من الميزان . وغُفَير : اسم وغُفَيرة : اسم امرأَة . وبنو غافِرٍ : بطن . وبنو غِفارٍ ، من كنانة : رهط أَبي ذر الغِفارِيّ . "
المعجم: لسان العرب
سخر
" سَخِرَ منه وبه سَخْراً وسَخَراً ومَسْخَراً وسُخْراً ، بالضم ، وسُخْرَةً وسِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسُخْرِيَّة : هزئ به ؛ ويروى بيت أَعشى باهلة على وجهين : إِني أَتَتْنِي لِسانٌ ، لا أُسَرُّ بها ، مِنْ عَلْوَ ، لا عَجَبٌ منها ولا سُخْرُ
ويروى : ولا سَخَرُ ، قال ذلك لما بلغه خبر مقتل أَخيه المنتشر ، والتأْنيث للكلمة . قال الأَزهري : وقد يكون نعتاً كقولهم : هُم لك سُِخْرِيٌّ وسُِخْرِيَّةٌ ، من ذكَّر ، قال سُِخْرِيّاً ، ومن أَنث ، قال سُخْرِيَّةً . الفراء : يقال سَخِرْتُ منه ، ولا يقال سَخِرْتُ به . قال الله تعالى : لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ . وسَخِرْتُ من فلان هي اللغة الفصيحةُ . وقال تعالى : فيَسْخَرُونَ منهم سَخِرَ اللهُ منهم ، وقال : إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فإِنَّا نَسْخَرُ منكم ؛ وقال الراعي : تَغَيَّرَ قَوْمِي ولا أَسْخَرُ ، وما حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ قوله أَسخَرُ أَي لا أَسخَرُ منهم . وقال بعضهم : لو سَخِرْتُ من راضع لخشيت أَن يجوز بي فعله . الجوهري : حكى أَبو زيد سَخِرْتُ به ، وهو أَرْدَأُ اللغتين . وقال الأَخفش : سَخِرْتُ منه وسَخِرْتُ به ، وضَحِكْتُ منه وضحكت به ، وهَزِئْتُ منه وهَزِئْتُ به ؛ كلٌّ يقال ، والاسم السُّخْرِيَّةُ والسُّخْرِيُّ والسَّخْرِيُّ ، وقرئ بهما قوله تعالى : لِيَتَّخِذَ بعضُهم بعضاً سُخْرِيّاً . وفي الحديث : أَتسخَرُ مني وأَنا الملِك (* قوله : مني وأنا الملك » كذا بالأَصل . وفي النهاية : بي وأنت ). ؟ أَي أَتَسْتَهْزِئُ بي ، وإِطلاق ظاهره على الله لا يجوز ، وإِنما هو مجاز بمعنى : أَتَضَعُني فيما لا أَراه من حقي ؟ فكأَنها صورة السخْريَّة . وقوله تعالى : وإِذا رأَوا آية يَسْتَسْخِرُونَ ؛ قال ابن الرُّمَّانِي : معناه يدعو بعضُهم بعضاً إِلى أَن يَسْخَرَ ، كَيَسْخَرُون ، كعلا قِرْنَه واستعلاه . وقوله تعالى : يُسْتَسُخِرُون ؛ أَي يَسْخَرون ويستهزئون ، كما تقول : عَجِبَ وتَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ بمعنى واحد . والسُّخْرَةُ : الضُّحْكَةُ . ورجل سُخَرَةٌ : يَسْخَرُ بالناس ، وفي التهذيب : يسخَرُ من الناس . وسُخْرَةٌ : يُسْخَرُ منه ، وكذلك سُخْرِيّ وسُخْرِيَّة ؛ من ذكَّره كسر السين ، ومن أَنثه ضمها ، وقرئ بهما قوله تعالى : ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً . والسُّخْرَةُ : ما تسَخَّرْتَ من دابَّة أَو خادم بلا أَجر ولا ثمن . ويقال : سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قَهَرْتُه وذللته . قال الله تعالى : وسخر لكم الشمس والقمر ؛ أَي ذللهما ، والشمسُ والقمرُ مُسَخَّران يجريان مجاريهما أَي سُخِّرا جاريين عليهما . والنجومُ مُسخَّرات ، قال الأَزهري : جارياتٌ مجاريَهُنَّ . وسَخَّرَهُ تسخيراً : كلفه عملاً بلا أُجرة ، وكذلك تَسَخَّرَه . وسخَّره يُسَخِّرُه سِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسَخَرَه : كلفه ما لا يريد وقهره . وكل مقهور مُدَبَّرٍ لا يملك لنفسه ما يخلصه من القهر ، فذلك مسخَّر . وقوله عز وجل : أَلم تروا أَن الله سخَّر لكم ما في السموات وما في الأَرض ؛ قال الزجاج : تسخير ما في السموات تسخير الشمس والقمر والنجوم للآدميين ، وهو الانتفاعُ بها في بلوغِ مَنابِتِهم والاقتداءُ بها في مسالكهم ، وتسخيرُ ما في الأَرض تسخيرُ بِحارِها وأَنهارها ودوابِّها وجميعِ منافِعِها ؛ وهو سُخْرَةٌ لي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ ، وقيل : السُّخريُّ ، بالضم ، من التسخير والسِّخريّ ، بالكسر ، من الهُزْء . وقد يقال في الهزء : سُخري وسِخري ، وأَما من السُّخْرَة فواحده مضموم . وقوله تعالى : فاتخذتموهم سُِخْرِيّاً حتى أَنسوكم ذكري ، فهو سُخريّاً وسِخريّاً ، والضم أَجود . أَبو زيد : سِخْريّاً من سَخِر إِذا استهزأَ ، والذي في الزخرف : ليتخذ بعضهم بعضاً سُخْرِيّاً ، عبيداً وإِماء وأُجراء . وقال : خادمٌ سُخْرة ، ورجلٌ سُخْرة أَيضاً : يُسْخَر منه ، وسُخَرَةٌ ، بفتح الخاء ، يسخر من الناس . وتسخَّرت دابة لفلان أَي ركبتها بغير أَجر ؛
وأَنشد : سَواخِرٌ في سَواءٍ اليَمِّ تَحْتَفِزُ
ويقال : سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قهرته . ورجل سُخْرَة : يُسَخَّرُ في الأَعمال ويَتَسَخَّرُه من قَهَره . وسَخَرَتِ السفينةُ : أَطاعت وجرت وطاب لها السيرُ ، والله سخَّرَها تسخِيراً . والتسخيرُ : التذليلُ . وسفُنٌ سواخِرُ إِذا أَطاعت وطاب لها الريح . وكل ما ذل وانقاد أَو تهيأَ لك على ما تريد ، فقد سُخِّرَ لك . والسُّخَّرُ : السَيْكَرانُ ؛ عن أَبي حنيفة . "
المعجم: لسان العرب
هزأ
" الهُزْءُ والهُزُؤُ : السُّخْرِيةُ . هُزِئَ به ومنه . وهَزَأَ يَهْزَأُ فيهما هُزْءاً وهُزُؤاً ومَهْزَأَةً ، وتَهَزَّأَ واسْتَهْزَأَ به : سَخِرَ . وقوله تعالى : إِنما نَحْنُ مُسْتَهْزِئون ، اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بهم . قال الزجاج : القِراءة الجَيِّدة على التحقيق ، فإِذا خَفَّفْتَ الهمزة جَعَلْتَ الهمزةَ بين الواو والهمزة ، فقلت مُسْتَهْزِئون ، فهذا الاختيار بعد التحقيق ، ويجوز أَن يُبدل منها ياءٌ فَتُقْرَأَ مُسْتَهْزِيُون ؛ فأَما مُسْتَهْزُونَ ، فضعيف لا وَجْهَ له إِلا شاذا ، على قول من أَبدل الهمزة ياءً ، فقال في اسْتَهْزَأْتُ اسْتَهْزَيْتُ ، فيجب على اسْتَهْزَيْتُ مُسْتَهْزُونَ . وقال : فيه أَوجه من الجَواب ؛ قيل : معنى اسْتِهْزَاءِ اللّه بهم أَن أَظهر لهم من أَحْكامه في الدنيا خَلافَ ما لهم في الآخرةِ ، كما أَظْهَرُوا للمسلمين في الدنيا خِلافَ ما أَسَرُّوا . ويجوز أَن يكون اسْتِهْزَاؤُه بهم أَخْذَه إِيَّاهم من حَيْثُ لا يَعْلَمُون ، كما ، قال ، عزّ من قائل : سَنَسْتَدْرِجُهم مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون ؛ ويجوز ، وهو الوجه المختار عند أَهل اللغة ، أَن يكون معنى يَسْتَهْزِئُ بهم يُجازِيهم على هُزُئِهم بالعَذاب ، فسمي جَزاءُ الذَّنْب باسمه ، كما ، قال تعالى : وجزاءُ سَيِّئةٍ سَيِّئةٌ مِثلُها ؛ فالثانية ليست بِسَيِّئة في الحقيقة إِنما سميت سيئة لازْدِواجِ الكلام ، فهذه ثلاثة أَوجه . ورجلٌ هُزَأَةٌ ، بالتحريك ، يَهْزَأُ بالناس . وهُزْأَةٌ ، بالتسكين : يُهْزَأُ به ، وقيل يُهْزَأُ منه . قال يونس : إِذا ، قال الرجلُ هَزِئتُ منك ، فقد أَخْطأَ ، إِنما هو هَزِئتُ بك . وقال أَبو عمرو : يقال سَخِرْتُ منك ، ولا يقال : سَخِرْتُ بك . وهَزَأَ الشيءَ يَهْزَؤُه هَزْءاً : كَسَره . قال يَصِفُ دِرْعاً : لهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ، * وتَهْزَأُ بالـمَعابِلِ والقِطاعِ عُكَنُ الدِّرْعِ : ما تَثَنَّى منها . والباءُ في قوله بالـمَعابِل زائدة ، هذا قول أَهل اللغة . قال ابن سيده : وهو عندي خطأٌ ، إِنما تَهْزَأُ ههنا من الهُزْءِ الذي هو السُّخْرِيُّ ، كأَنَّ هذه الدِّرْعَ لـمَّا رَدَّتِ النَّبْلَ خُنْساً جُعِلَتْ هازِئةً بها . وهَزَأَ الرجلُ : ماتَ ، عن ابن الأَعرابي . وهَزَأَ الرجلُ إِبِلَه هَزْءاً ، قَتَلَها بالبَرْدِ ، والمعروف هَرَأَها ، والظاهر أَن الزاي تصحيف . ابن الأَعرابي : أَهْزَأَه البَرْدُ وأَهْرَأَه إِذا قَتَلَه . ومثله : أَزْغَلَتْ وأَرْغَلَتْ فيما يتعاقب فيه الراءُ والزاي . الأَصمعي وغيره : نَزَأْتُ الرّاحِلةَ وهَزَأْتها إِذا حَرَّكْتَها . "
المعجم: لسان العرب
عجل
" العَجَلُ والعَجَلة : السرْعة خلاف البُطْء . ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجِيلٌ من قوم عَجالى وعُجالى وعِجالٍ ، وهذا كلُّه جمع عَجْلان ، وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فلا يُكَسَّر عند سيبويه ، وعَجِلٌ أَقرب إِلى حَدِّ التكسير منه لأَن فَعِلاً في الصفة أَكثر من فَعُلٍ ، على أَنَّ السلامة في فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زاد على فَعُلٍ ، ولا يجمع عَجْلانُ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء . وامرأَة عَجْلى مثال رَجْلى ونِسْوة عَجالى كما ، قالوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كما ، قالوا رِجال . والاسْتِعْجال والإِعْجال والتَّعَجُّل واحد : بمعنى الاسْتِحْثاث وطَلَبِ العَجَلة . وأَعَجَله وعَجَّله تعجيلاً إِذا اسْتَحَثَّه ، وقد عَجِلَ عَجَلاً وعَجَّل وتَعجَّل . واسْتَعْجَل الرجلَ : حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل في الأَمر . ومَرَّ يَسْتَعْجِل أَي مَرَّ طالباً ذلك من نفسه مُتَكَلِّفاً إِياه ؛ حكاه سيبويه ، ووَضَع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل . وقوله تعالى : وما أَعْجَلك عن قَومِك ؛ أَي كيف سَبَقْتَهم . يقال : أَعْجَلَني فَعَجَلْتُ له . واسْتَعْجَلْته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه على العَجَلة . واسْتَعْجَلْته : طَلَبْت عَجَلَته ؛ قال القطاميّ : فاسْتَعْجَلُونا ، وكانوا من صَحابَتِنا ، كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرَّاد وعاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به ولم يُمْهِلْه . والعَجْلانُ : شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه ؛ قال ابن سيده : وهذا القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ ، وهذا الذي انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي العَجْلان ، والله أَعلم . وقَوْسٌ عَجْلى : سرعة السَّهْم ؛ حكاه أَبو حنيفة . والعاجِلُ والعاجِلةُ : نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء . وقوله عز وجلَّ : من كان يُريد العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء ؛ العاجِلةُ : الدنيا ، والآجلة الآخرة . وعَجِلَه : سَبَقَه . وأَعْجَلَه : اسْتَعْجَلَه . وفي التنزيل العزيز : أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم ؛ أَي أَسْبَقْتُم . قال الفراء : تقول عَجِلْتُ الشيءَ أَي سَبَقْتُه ، وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته . وأَما قوله عز وجل : ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم أَجَلُهُم ؛ فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله : لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه ، لَهَلَكوا . قال : ونُصِب قولُه اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل ، وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف ؛ والمعنى : ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم ، وقيل : معناه لو عَجَّل الله للناس والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم واسْتَعْجلوا به كما يَسْتَعْجلون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا ؛ وقال الأَزهري : معناه ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا . وأَعْجَلَتِ الناقةُ : أَلْقَتْ وَلَدَها لغير تمام ؛ وقوله أَنشده ثعلب : قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا ت ، يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا عَجِلْن عليه : على هذا الموضع ، يَنْسِفْنَه : يَنْسِفْن هذا النَّبات يَقْلَعْنه بأَرجلهن ؛ وقوله : فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها معناه تَذْهَب عُقولُها ، وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ ، وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ . والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل : التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ ؛ قال الأَخطل : إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ ، أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب يعني الذئب . والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه ، وقد أَعْجَلَتْ ، فهي مُعْجِلةٌ ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ . والإِعْجال في السَّيْر : أَن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه . والمِعْجال : التي إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ . يقال : جَمَلٌ مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ ، ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة فقال أَنشِدْني : ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله : حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ فقال له : عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول : وهْيَ ، إِذا قامَ في غَرْزِها ، كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُو كِ ، وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ (* قوله « عند الوروك » الذي في المحكم ، وتقدم في ورك : قبل الوروك ). فقال : وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ ، وأَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ . ونَخْلة مِعْجالٌ : مُدْرِكةٌ في أَول الحَمْل . والمُعَجِّل والمُتَعَجِّل : الذي يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ . والمُعَجِّل (* قوله « والمعجل إِلى قوله وذلك اللبن الاعجالة » هي عبارة المحكم ، وتمامها والعجالة والعجالة أي بالكسر والضم ، وقيل : الاعجالة أن يعجل الراعي إلى آخر ما هنا ) من الرِّعاء : الذي يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وهي في الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عن إِتمام الرَّعْي فيأْتي بها أَهلَه ، وذلك اللَّبن الإِعجالةُ . والإِعجالةُ : ما يُعَجِّله الراعي من اللبن إِلى أَهله قبل الحَلْب ؛ قال ارمؤ القيس يصف سَيَلانَ الدَّمْع : كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ فَرِيّانِ ، لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ والعُجَالةُ ، وقيل الإِعْجالةُ : أَن يُعَجِّل الراعي بلبن إِبله إِذا صَدَرَتْ عن الماء ، قال : وجمعها الإِعْجالاتُ ؛ قال الكميت : أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها ، وهْيَ حُفَّلٌ ، تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها يخاطِب اليَمَنَ يقول : أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها ، والثُّمالُ : الرَّغْوَة ، يقول لكم عندنا الصَّرِيحُ لا الرَّغْوة . والذي يجيء بالإِعْجالة من الإِبل من العَزيب يقال له : المُعَجِّل ؛ قال الكميت : لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون ، ولم يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ وفي حديث خزيمة : ويَحْمِل الراعي العُجالة ؛ قال ابن الأَثير : هي لَبَنٌ يَحْمِله الراعي من المَرْعى إِلى أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ عليهم . والعُجّال : جُمّاع الكَفِّ من الحَيْس والتَّمر يستعجلُ أَكْلهُ ، والعُجَّال والعِجَّوْل : تمر يُعْجَن بسَوِيق فيُتَعَجَّلُ أَكْلُه . والعَجَاجِيل : هَنَاتٌ من الأَقِط يجعلونها طِوَالاً بِغَلَظِ الكَفِّ وطُولِها مثل عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس ، والواحدة عُجَّال . ويقال : أَتانا بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِيق أَو بالأَقِط . وقال ثعلب : العُجَّال والعِجَّوْل ما اسْتَعْجِل به قبل الغِذاء كاللُّهنة . والعُجَالةُ والعَجَل : ما اسْتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل إِدراك الغِذاء ؛
وأَنشد : إِنْ لم تُغِثْني أَكُنْ يا ذا النَّدَى عَجَلاً ، كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرْثان والعُجَالةُ : ما تعَجَّلْته من شيء . وعُجَالة الراكبِ : تَمْر بسَوِيق . والعُجَالة : ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا يُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر والسَّوِيق لأَنه يَسْتَعجِله ، أَو لأَن السفر يُعْجِله عما سوى ذلك من الطعام المُعالَج ، والتمرُ عُجَالة الراكب . يقال : عجَّلْتم كما يقال لَهَّنْتُم . وفي المثل : الثَّيِّبُ عُجَالة الراكب . والعُجَيْلة والعُجَيْلى : ضَرْبانِ من المشيء في عَجَلٍ وسرعة ؛ قال الشاعر : تَمْشِي العُجَيْلى من مخافة شَدْقَمٍ ، يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفُ ويَضْبِرُ وذَكَره ابن وَلاَّد العُجَّيْلى بالتشديد . وعَجَّلْت اللحم : طَبَخْته على عَجَلة . والعَجُول من النساء والإِبل : الوالِه التي فَقَدَتْ وَلَدَها الثَّكْلَى لَعَجَلِتها في جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً ؛ قالت الخنساء : فما عجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به ، لها حَنِينانِ : إِعْلانٌ وإِسرار والجمع عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل ؛ الأَخيرة على غير قياس ؛ قال الأَعشى : يَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ (* قوله « يدفع بالراح إلخ » صدره كما في التكملة : حتى يظل عميد الحي مرتفقا ) والعَجُول : المَنِيَّة ؛ عن أَبي عمرو ، لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن إِدراك أَمَله ؛ قال المرّار الفَقْعسي : ونرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا ، ونخشى أَن تَعَجِّلَك العَجُولُ (* قوله « تعجلك » كذا في المحكم ، وبهامشه في نسخة تعاجلك ). وقوله تعالى : خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل ؛ قال الفراء : خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلٍ وعلى عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ على العَجَلة ، بِنْيَتُه العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وعلى العَجَلة ونحو ذلك ؛ قال أَبو إِسحق : خوطب العرب بما تَعْقِل ، والعرب تقول للذي يُكْثِر الشيءَ : خُلِقْتَ منه ، كما تقول : خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ في وصفه باللَّعِب . وخُلِقَ فلان من الكَيْس إِذا بُولغ في صفته بالكَيْس . وقال أَبو حاتم في قوله : خُلِق الإِنسان من عَجَل ؛ أَي لو يعلمون ما استعجلوا ، والجواب مضمر ، قيل : إِن آدم ، صلوات الله على نبينا وعليه ، لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتين هَمَّ بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمين ، فقال الله عز وجل : خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل ؛ فأَوْرَثَنا آدَمُ ، عليه السلام ، العَجَلة . وقال ثعلب : معناه خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان ؛ قال ابن جني (* قوله « قال ابن جني إلخ » عبارة المحكم :، قال ابن جني الأحسن أن يكون تقديره خلق الانسان من عجل ، وجاز هذا وإن كان الانسان جوهراً والعجلة عرضاً ، والجوهر لا يكون من العرض لكثرة فعله ، إلى آخر ما هنا ) الأَحسن أَن يكون تقديره خُلِقَ الإِنسان من عَجَلٍ لكثرة فعله إِياه واعتياده له ، وهذا أَقوى معنىً من أَن يكون أَراد خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد واتَّسَع ، وحَمْلُه على القَلْب يَبْعُد في الصنعة ويُصَغِّر المعنى ، وكأَن هذا الموضع لمَّا خَفِيَ على بعضهم ، قال : إِن العَجَل ههنا الطِّين ، قال : ولعمري إِنه في اللغة لكَما ذَكَر ، غير أَنه في هذا الموضع لا يراد به إِلاَّ نفس العَجَلة والسرعة ، أَلا تراه عَزَّ اسْمُه كيف ، قال عَقيبة : سأُرِيكم آياتي فلا تسْتَعْجِلونِ ؟ فنظيره قوله تعالى : وكان الإِنسان عَجُولاً وخُلِق الإِنسان ضعيفاً ؛ لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا يؤذن به من الضرورة والحاجة ، فهذا وجه القول فيه ، وقيل : العَجَل ههنا الطين والحَمْأَة ، وهو العَجَلة أَيضاً ؛ قال الشاعر : والنَّبْعُ في الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه ، والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل ، قال الأَزهري : وليس عندي في هذا حكاية عمن يُرْجَع إِليه في علم اللغة . وتعَجَّلْتُ من الكِراءِ كذا وكذا ، وعجَّلْت له من الثَّمن كذا أَي قَدَّمْت . والمَعَاجِيلُ : مُخْتَصَرات الطُّرُق ، يقال : خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق فإِنها أَقرب . وفي النوادر : أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة (* قوله « أخذت مستعجلة إلخ » ضبط في التكملة والتهذيب بكسر الجيم ، وفي القاموس بالفتح ) من الطريق وهذه مُسْتَعْجِلاتُ الطريق وهذه خُدْعة من الطريق ومَخْدَع ، ونَفَذٌ ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ ، كلُّه بمعنى القُرْبة والخُصْرة . ومن أَمثال العرب : لقد عَجِلَت بأَيِّمِك العَجول أَي عَجِل بها الزواجُ . والعَجَلة : كارَةُ الثَّوب ، والجمع عِجَالٌ وأَعْجالٌ ، على طرح الزائد . والعَجَلة : الدَّوْلاب ، وقيل المَحَالة ، وقيل الخَشَبة المُعْترِضة على النَّعَامَتين ، والجمع عَجَلٌ . والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة . والعِجْلة : الإِداوة الصغيرة . والعِجْلة : المَزَادة ، وقيل قِرْبة الماء ، والجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة وقِرَب ؛ قال الأَعشى : والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً ، والرَّافِلاتِ عى أَعْجازِها العِجَلُ ، قال ثعلب : شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة ، وعِجَال أَيضاً . والعِجْلة : السِّقَاء أَيضاً ؛ قال الشاعر يصف فرساً : قَانَى له في الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ ، ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له عَجِلٌ ، كأَحْمِرة الصَّريمة ، أَرْبَعُ قَانَى له أَي دَامَ له . وقوله نَبَحَ الظِّباء ، لأَن الظَّبْيَ إِذا أَسَنَّ وبدت في قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما يَنْبَح الكلب ؛ أَورد ابن بري : ويَنْبَحُ بين الشِّعْب نَبْحاً ، تَخالُه نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما يَرِيبُها وقوله كأَحْمِرة الصَّرِيمة يعني الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة المُلَمْلَمة يقال لها أَتانٌ ، فإِذا كانت في الماء الضَّحْضاح فهي أَتانُ الضَّحْل ، فلَمّا لم يمكنه أَن يقول كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً ، فهو يقول : هذا الفرس كريم على صاحبه فهو يسقيه اللبن ، وقد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور المُلْس في اكتنازها تُقَدَّم إِليه في أَول الصبح ، وتجمع على عِجَالٍ أَيضاً مثل رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب ؛ قال الطِّرمّاح : تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها ، على أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع (* قوله « تنشف إلخ » تقدم في ترجمة وكع ، وقال ابن بري صوابه : تنشف أوشال النطاف ودونها * كلى عجل مكتوبهن وكيع ) والعَجَلة ، بالتحريك : التي يَجُرُّها الثور ، والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ . والعَجَلة : المَنْجَنُون يُسْقَى عليه ، والجمع عَجَلٌ . والعِجْلُ : وَلدُ البقرة ، والجمع عِجَلة ، وهو العِجَّوْل والأُنثى عِجْلة وعِجَّوْلة . وبقرة مُعْجِل : ذات عِجْلٍ ؛ قال أَبو خيرة : هو عِجْلٌ حين تضَعُه أُمُّه إِلى شهر ، ثم بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نحواً من شهرين ونصف ، ثم هو الفَرْقَد ، والجمع العَجَاجيلُ . وقال ابن بري : يقال ثلاثة أَعْجِلة وهي الأَعْجال . والعِجْلة : ضَرْب من النَّبْت ، وقيل : هي بَقْلة تستطيل مع الأَرض ؛ قال : عليك سرْداحاً من السِّرْداحِ ، ذا عِجْلة وذا نَصِيٍّ ضاحي وقيل : هي شجر ذات وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مستطيلة ، لها ثمرَة مثل رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة ، فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وليس لها زَهْرة ، وقيل : العِجْلة شجرة ذات قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء . والعَجْلاء ، ممدود : موضع ، وكذلك عَجْلان ؛ أَنشد ثعلب : فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى ، بين عالِجٍ وعَجْلانَ ، تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل وبنو عِجْل : حَيٌّ ، وكذلك بنو العَجْلان . وعِجْلٌ : قبيلة من رَبيعة وهو عِجْل بن لُجَيم بن صَعْب بن عليّ بن بكْر بن وائل ؛ وقوله : عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ شُرْبَ النَّبيذ ، واعْتِقالاً بالرِّجِلْ إِنما حَرَّك الجيم فيهما ضرورة لأَنه يجوز تحريك الساكن في القافية بحركة ما قبله كا ، قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلي : إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَنا مَعَهُ ، ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا وعَجْلَى : اسمُ ناقةٍ ؛ قال : أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى ، وحَنَّتْ إِلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ : أَتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بلاداً ، هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد أَراد لِبلادٍ ؛ فحذف وأَوْصَل . وعَجْلى : فرس دُرَيد ابن الصِّمَّة . وعَجْلى أَيضاً : فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة . وأُمُّ عَجْلان : طائر . وعَجْلان : اسم رَجُل . وفي الحديث حديث عبد الله بن أُنَيْس : فأَسْنَدُوا إِليه في عَجَلة من نَخْل ؛ قال القتيبي : العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِير ، أَراد أَن النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بها إِلى الموضع ؛ قال ابن الأَثير : هو أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فيه شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فيه إِلى الغُرَف وغيرها ، وأَصله الخشبة المُعْترِضة على البئر . "
المعجم: لسان العرب
كبر
" الكَبير في صفة الله تعالى : العظيم الجليل والمُتَكَبِّر الذي تَكَبَّر عن ظلم عباده ، والكِبْرِياء عَظَمَة الله ، جاءتْ على فِعْلِياء ؛ قال ابن الأَثير : في أَسماء الله تعالى المتكبر والكبير أَي العظيم ذو الكبرياء ، وقيل : المتعالي عن صفات الخلق ، وقيل : المتكبر على عُتاةِ خَلْقه ، والتاء فيه للتفرّد والتَّخَصُّصِ لا تاء التَّعاطِي والتَّكَلُّف . والكِبْرِياء : العَظَمة والملك ، وقيل : هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوصف بها إلا الله تعالى ، وقد تكرر ذكرهما في الحديث ، وهما من الكِبْرِ ، بالكسر ، وهو العظمة . ويقال كَبُرَ بالضم يَكْبُرُ أَي عَظُمَ ، فهو كبير . ابن سيده : الكِبَرُ نقيض الصِّغَرِ ، كَبُرَ كِبَراً وكُبْراً فهو كبير وكُبَار وكُبَّار ، بالتشديد إذا أَفرط ، والأُنثى بالهاء ، والجمع كِبارٌ وكُبَّارونَ . واستعمل أَبو حنيفة الكِبَرَ في البُسْر ونحوه من التمر ، ويقال : علاه المَكْبَِرُ ، والاسم الكَبْرَةُ ، بالفتح ، وكَبُرَ بالضم يَكْبُر أَي عظم . وقال مجاهد في قوله تعالى :، قال كَبِيرُهم أَلم تعلموا أَن أَباكم ؛ أَي أَعْلَمُهم لأَنه كان رئيسهم وأَما أَكبرهم في السِّنِّ فَرُوبِيلُ والرئيسُ كان شَمْعُونَ ؛ قال الكسائي في روايته : كَبيرهم يَهُوذا . وقوله تعالى : إنه لكبيركم الذي علَّمكم السِّحْرَ ؛ أَي مُعَلِّمكم ورئيسكم . والصبي بالحجاز إِذا جاء من عند مُعَلِّمه ، قال : جئت من عند كَبيري . واسْتَكْبَر الشيءَ : رآه كبيراً وعَظُمَ عنده ؛ عن ابن جني . والمَكْبُوراء : الكِبَارُ . ويقال : سادُوك كابِراً عن كابِرٍ أَي كبيراً عن كبير ، ووَرِثُوا المَجْدَ كابِراً عن كابِرٍ ، وأَكْبَرَ أَكْبَرَ . وفي حديث الأَقْرَعِ والأَبْرَصِ : ورِثْتُه كابِراً عن كابِرٍ أَي ورثته عن آبائي وأَجدادي كبيراً عن كبير في العز والشرف . التهذيب : ويقال ورثوا المجد كابراً عن كابر أَي عظيماً وكبيراً عن كبير . وأَكْبَرْتُ الشيءَ أَي استعظمته . الليث : المُلوك الأَكابِرُ جماعة الأَكْبَرِ ولا تجوز النَّكِرَةُ فلا تقول مُلوك أَكابِرُ ولا رجالٌ أَكابِرُ لأَنه ليس بنعت إِنما هو تعجب . وكَبَّرَ الأَمْرَ : جعله كبيراً ، واسْتَكْبَرَه : رآه كبيراً ؛ وأَما قوله تعالى : فلما رَأَيْنَه أَكْبَرْنَه ؛ فأَكثر المفسرين يقولون : أَعظَمْنَه . وروي عن مجاهد أَنه ، قال : أَكبرنه حِضْنَ وليس ذلك بالمعروف في اللغة ؛
وأَنشد بعضهم : نَأْتي النساءَ على أَطْهارِهِنّ ، ولا نأْتي النساءَ إِذا أَكْبَرْنَ إِكْبارا ؟
قال أَبو منصور : وإِن صحت هذه اللفظة في اللغة بمعنى الحيض فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ ، وذلك أَن المرأَة أَوَّلَ ما تحيض فقد خرجت من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى حد الكِبَر ، فقيل لها : أَكْبَرَتْ أَي حاضت فدخلت في حد الكِبَر المُوجِبِ عليها الأَمْرَ والنهي . وروي عن أَبي الهيثم أَنه ، قال : سأَلت رجلاً من طَيِّء فقلت : يا أَخا طيء ، أَلك زوجة ؟، قال : لا والله ما تزوّجت وقد وُعِدْتُ في ابنة عم لي ، قلت : وما سِنُّها ؟، قال : قد أَكْبَرَتْ أَو كَبِرَت ، قلت : ما أَكْبَرَتْ ؟، قال : حاضت . قال أَبو منصور : فلغة الطائي تصحح أَن إِكْبارَ المرأَة أَول حيضها إِلا أَن هاء الكناية في قوله تعالى أَكْبَرْنَهُ تنفي هذا المعنى ، فالصحيح أَنهن لما رأَين يوسف راعَهُنَّ جَمالُه فأَعظمنه . وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى : فلما رأَينه أَكبرنه ، قال : حِضْنَ ؛ قال أَبو منصور : فإِن صحت الرواية عن ابن عباس سلمنا له وجعلنا الهاء في قوله أَكبرنه هاء وقفة لا هاء كناية ، والله أَعلم بما أَراد . واسْتِكْبارُ الكفار : أَن لا يقولوا لا إِله إِلاَّ اللهُ ؛ ومنه قوله : إِنهم كانوا إِذا قيل لهم لا إِله إِلا الله يستكبرون ؛ وهذا هو الكِبْرُ الذي ، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : إِن من كان في قلبه مِثْقالُ ذَرَّة من كِبْرٍ لم يدخل الجنة ، قال : يعني به الشرك ، والله أَعلم ، لا أَن يتكبر الإِنسان على مخلوق مثله وهو مؤمن بريه . والاستكبار : الامتناع عن قبول الحق مُعاندة وتَكَبُّراً . ابن بُزُرْجٍ : يقال هذه الجارية من كُبْرَى بناتِ فلان ومن صُغْرَى بناته ، يريدون من صِغارِ بناته ، ويقولون من وُسْطى بنات فلان يريدون من أَوساط بنات فلان ، فأَما قولهم : الله أَكبر ، فإِن بعضهم يجعله بمعنى كَبِير ، وحمله سيبويه على الحذف أَي أَكبر من كل شيء ، كما تقول : أَنت أَفضلُ ، تريد : من غيرك . وكَبَّرَ :، قال : الله أَكبر . والتكبير : التعظيم . وفي حديث الأَذان : الله أَكبر . التهذيب : وأَما قول المصلي الله أَكبر وكذلك قول المؤذن ففيه قولان : أَحدهما أَن معناه الله كبير فوضع أَفعل موضع فَعِيل كقوله تعالى : وهو أَهْوَنُ عليه ؛ أَي هو هَيِّنٌ عليه ؛ ومثله قول مَعْنِ بن أَوس : لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِني لأَوْجَلُ معناه إِني وَجِل ، والقول الآخر ان فيه ضميراً ، المعنى الله أَكْبَرُ كَبيرٍ ، وكذلك الله الأَعَزُّ أَي أَعَزُّ عَزيز ؛ قال الفرزدق : إِن الذي سَمَكَ السماءَ بَنَى لنا بيتاً ، دَعائِمُه أَعَزُّ وأَطْوَلُ أَي عزيزة طويلة ، وقيل : معناه الله أَكبر من كل شيء أَي أَعظم ، فحذف لوضوح معناه ، وأَكبر خبر ، والأَخبار لا ينكر حذفها ، وقيل : معناه الله أَكبر من أن يُعْرف كُنْه كبريائه وعظمته ، وإِنما قُدِّرَ له ذلك وأُوّلَ لأَن أَفعل فعل يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة كالأَكْبَر وأَكْبَر القَوْمِ ، والراء في أَكبر في الأَذان والصلاة ساكنة لا تضم للوقف ، فإِذا وُصِلَ بكلام ضُمَّ . وفي الحديث : كان إِذا افتتح الصلاة ، قال : الله أَكبر كبيراً ، كبيراً منصوب بإِضمار فعل كأَنه ، قال أُكَبِّرُ كَبيراً ، وقيل : هو منصوب على القطع من اسم الله . وروى الأَزهري عن ابن جُبَيْر ابن مُطْعِم عن أَبيه : أَنه رأَى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يصلي ، قال : فكَبَّرَ وقال : الله أَكبر كبيراً ، ثلاث مرات ، ثم ذكر الحديث بطوله ؛ قال أَبو منصور : نصب كبيراً لأَنه أَقامه مقام المصدر لأَن معنى قوله الله أَكْبَرُ أَُكَبِّرُ اللهَ كَبيراً بمعنى تَكْبِيراً ، يدل على ذلك ما روي عن الحسن : أَن نبي الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان إِذا قام إِلى صلاته من الليل ، قال : لا إِله إِلا الله ، الله أَكبر كبيراً ، ثلاث مرات ، فقوله كبيراً بمعنى تكبيراً فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي ، وقوله : الحمد لله كثيراً أَي أَحْمَدُ الله حَمْداً كثيراً . والكِبَرُ : في السن ؛ وكَبِرَ الرجلُ والدابةُ يَكْبَرُ كِبَراً ومَكْبِراً ، بكسر الباء ، فهو كبير : طعن في السن ؛ وقد عَلَتْه كَبْرَةٌ ومَكْبُرة ومَكْبِرَة ومَكْبَرٌ وعلاه الكِبَرُ إِذا أَسَنَّ . والكِبَرُ : مصدر الكبِيرِ في السِّنِّ من الناس والدواب . ويقال للسيف والنَّصْلِ العتيقِ الذي قَدُمَ : عَلَتْهُ كَبْرَة ؛ ومنه قوله : سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللاتي عَلَتْها ، بِيَثْرِبَ ، كَبْرَةُ بعد المُرونِ ابن سيده : ويقال للنصل العتيق الذي قد علاه صَدَأٌ فأَفسده : علته كَبْرَةٌ . وحكى ابن الأَعرابي : ما كَبَرَني (* قوله « ما كبرني إلخ » بابه نصر كما في القاموس .) إِلا بسنة أَي ما زاد عَلَيَّ إِلا ذلك . الكسائي : هو عِجْزَةُ وَلَدِ أَبويه آخِرُهم وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه أَي أَكبرهم . وفي الصحاح : كِبْرَةُ ولد أَبويه إِذا كان آخرهم ، يستوي فيه الواحد والجمع ، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء ، فإِذا كان أَقعدَهم في النسب قيل : هو أَكْبَرُ قومه وإِكْبِرَّةُ قومه ، بوزن إِفْعِلَّة ، والمرأَة في ذلك كالرجل . قال أَبو منصور : معنى قول الكسائي وكذلك كِبْرَةُ ولد أَبويه ليس معناه أَنه مثل عِجْزَة أَي أَنه آخرهم ، ولكن معناه أَن لفظه كلفظه ، وأَنه للمذكر والمؤنث سواء ، وكِبْرَة ضِدُّ عِجْزَة لأَن كِبْرة بمعنى الأَكْبَر كالصِّغْرَة بمعنى الأَصْغَر ، فافهم . وروى الإِيادي عن شمر ، قال : هذا كبْرَة ولد أَبويه للذكر والأُنثى ، وهو آخر ولد الرجل ، ثم ، قال : كِبْرَة ولد أَبيه بمعنى عِجْزة . وفي المؤلف للكسائي : فلان عِجْزَةُ ولَدِ أَبيه آخرهم ، وكذلك كِبْرَة ولد أَبيه ، قال الأَزهري : ذهب شمر إِلى أَن كِبْرَة معناه عِجْزَة وإِنما جعله الكسائي مثله في اللفظ لا في المعنى . أَبو زيد : يقال هو صِغْرَةُ ولد أَبيه وكِبْرَتُهم أَي أَكبرهم ، وفلان كِبْرَةُ القوم وصِغْرَةُ القوم إِذا كان أَصْغَرَهم وأَكبرهم . الصحاح : وقولهم هو كُبْرُ قومه ، بالضم ، أَي هو أَقْعَدُهم في النسب . وفي الحديث : الوَلاءُ للكُبْرِ ، وهو أَن يموت الرجل ويترك ابناً وابن ابن ، فالولاء للابن دون ابن الابن . وقال ابن الأَثير في قوله الولاء للكُبْر أَي أَكْبَرِ ذرية الرجل مثل أَن يموت عن ابنين فيرثان الولاء ، ثم يموت احد الابنين عن أَولاد فلا يرثون نصيب أَبيهما من الولاء ، وإِنما يكون لعمهم وهو الابن الآخر . يقال : فلان كُبْر قومه بالضم إِذا كان أَقعدَهم في النسب ، وهو أَن ينتسب إِلى جده الأَكبر بآباء أَقل عدداً من باقي عشيرته . وفي حديث العباس : إِنه كان كُبْرَ قومه لأَنه لم يبق من بني هاشم أَقرب منه إِليه في حياته . وفي حديث القسامة : الكُبْرَ الكُبْرَ أَي لِيَبْدَإِ الأَكْبَرُ بالكلام أَو قَدِّموا الأَكْبَر إِرْشاداً إِلى الأَدب في تقديم الأَسَنِّ ، ويروى : كَبِّر الكُبْرَ أَي قَدِّمِ الأَكبر . وفي الحديث : أَن رجلاً مات ولم يكن له وارث فقال : ادْفعوا ماله إِلى أَكْبَرِ خُزاعة أَي كبيرهم وهو أَقربهم إِلى الجد الأَعلى . وفي حديث الدفن : ويجعل الأَكْبَرُ مما يلي القبلة أَي الأَفضل ، فإِن استووا فالأَسن . وفي حديث ابن الزبير وهدمه الكعبة : فلما أَبرَزَ عن رَبَضه دعا بكُبْرِه فنظروا إِليه أَي بمشايخه وكُبَرائه ، والكُبْرُ ههنا : جمع الأَكْبَرِ كأَحْمَر وحُمْر . وفلان إِكْبِرَّة قومه ، بالكسر والراء مشددة ، أَي كُبْرُ قومه ، ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث . ابن سيده : وكُبْرُ وَلَدِ الرجل أَكْبَرُهم من الذكور ، ومنه قولهم : الولاء للكُبْر . وكِبْرَتُهم وإِكبِرَّتُهم : ككُبرهم . الأَزهري : ويقال فلان كُبُرُّ ولد أَبيه وكُبُرَّةُ ولد أَبيه ، الراء مشددة ، هكذا قيده أَبو اليثم بخطه . وكُبْرُ القوم وإِكْبِرَّتُهم : أَقعدهم بالنسب ، والمرأَة في ذلك كالرجل ، وقال كراع : لا يوجد في الكلام على إِفْعِلٍّ إِكْبِرٌّ . وكَبُرَ الأَمْرُ كِبَراً وكَبارَةً : عَظُمَ . وكلُّ ما جَسُمَ ، فقد كَبُرَ . وفي التنزيل العزيز : قُلْ كُونُوا حجارَةً أَو حديداً أَو خلقاً مما يَكْبُر في صدوركم ؛ معناه كونوا أَشد ما يكون في أَنفسكم فإِني أُمِيتكم وأُبْلِيكم . وقوله عز وجل : وإِن كانت لَكَبيرةً إِلا على الذين هَدَى اللهُ ؛ يعني وإِن كان اتباعُ هذه القبلة يعني قبلة بيت المقدس إِلاَّ فَعْلَة كبيرة ؛ المعنى أَنها كبيرة على غير المخلصين ، فأَما من أَخلص فليست بكبيرة عليه . التهذيب : إِذا أَردت عِظَمَ الشيء قلت : كَبُرَ يَكْبُرُ كِبَراً ، كما لو قلت : عَظُمَ يَعظُم عِظَماً . وتقول : كَبُرَ الأَمْرُ يَكْبُر كَبارَةً . وكُِبْرُ الشيء أَيضاً : معظمه . ابن سيده : والكِبْرُ معظم الشيء ، بالكسر ، وقوله تعالى : والذي تولى كِبْرَه منهم له عذاب عظيم ؛ قال ثعلب : يعني معظم الإِفك ؛ قال الفراء : اجتمع القراء على كسر الكاف وقرأَها حُمَيْدٌ الأَعرج وحده كُبْرَه ، وهو وجه جيد في النحو لأن العرب تقول : فلان تولى عُظْمَ الأَمر ، يريدون أَكثره ؛ وقال ابن اليزيدي : أَظنها لغة ؛ قال أَبو منصور : قاسَ الفراء الكُبْرَ على العُظْمِ وكلام العرب على غيره . ابن السكيت : كِبْرُ الشيء مُعْظَمُه ، بالكسر ؛
وأَنشد قول قَيْسِ بن الخَطِيمِ : تَنامُ عن كِبْرِ شأْنِها ، فإِذا قامَتْ رُوَيْداً ، تَكادُ تَنْغَرِفُ وورد ذلك في حديث الإِفك : وهو الذي تَوَلَّى كِبْرَه أَي معظمه ، وقيل : الكِبر الإِثم وهو من الكبيرة كالخِطْءِ من الخَطيئة . وفي الحديث أَيضاً : إِن حسان كان ممن كَبَّر عليها . ومن أَمثالهم : كِبْرُ سِياسَةِ الناس في المال . قال : والكِبْرُ من التَّكَبُّرِ أَيضاً ، فأَما الكُبْرُ ، بالضم ، فهو أَكْبَرُ ولد الرجل . ابن سيده : والكِبْرُ الإِثم الكبير وما وعد الله عليه النار . والكِبْرَةُ : كالكِبْرِ ، التأْنيث على المبالغة . وفي التنزيل العزيز : الذين يَجْتَنِبُون كبائرَ الإِثم والفَواحشَ . وفي الأَحاديث ذكر الكبائر في غير موضع ، واحدتها كبيرة ، وهي الفَعْلةُ القبيحةُ من الذنوب المَنْهِيِّ عنها شرعاً ، العظيم أَمرها كالقتل والزنا والفرار من الزحف وغير ذلك ، وهي من الصفات الغالبة . وفي الحديث عن ابن عباس : أَن رجلاً سأَله عن الكبائر : أَسَبْعٌ هي ففقال : هي من السبعمائة أَقْرَبُ إِلا أَنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إِصرار . وروى مَسْرُوقٌ ، قال : سُئِلَ عبد الله عن الكبائر فقال : ما بين فاتحة النساء إِلى رأْس الثلثين . ويقال : رجل كَبِير وكُبارٌ وكُبَّارٌ ؛ قال الله عز وجل : ومَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً . وقوله في الحديث في عذاب القبر : إِنهما ليعذبان وما يُعَذَّبان في كَبير أَي ليس في أَمر كان يَكْبُر عليهما ويشق فعله لو أَراداه ، لا أَنه في نفسه غير كبير ، وكيف لا يكون كبيراً وهما يعذبان فيهف وفي الحديث : لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة خردل من كِبر ؛ قال ابن الأَثير : يعني كِبْرَ الكفر والشرك كقوله تعالى : إِن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ؛ أَلا تَرى أَنه قابله في نقيضه بالإِيمان فقال : ولا يَدْخُلُ النارَ من في قلبه مثل ذلك من الإِيمان ؛ أَراد دخول تأْبيد ؛ وقيل : إِذا دَخَلَ الجنةَ نُزِعَ ما في قلبه من الكِبر كقوله تعالى : ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ ؛ ومنه الحديث : ولكنّ الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَّ ؛ هذا على الحذف ، أَي ولكنّ ذا الكبر مَن بَطِرَ ، أَو ولكنَّ الكِبْرَ كِبْرُ من بَطِر ، كقوله تعالى : ولكنَّ البِرَّ من اتقى . وفي الحديث : أَعُوذ بك من سُوءِ الكِبر ؛ يروى بسكون الباء وفتحها ، فالسكون من هذا المعنى ، والفتح بمعنى الهَرَم والخَرَفِ . والكِبْرُ : الرفعة في الشرف . ابن الأَنباري : الكِبْرِياء الملك في قوله تعالى : وتكون لكما الكبرياء في الأَرض ؛ أَي الملك . ابن سيده : الكِبْر ، بالكسر ، والكبرياء العظمة والتجبر ؛ قال كراع : ولا نظير له إِلا السِّيمِياءُ العَلامةُ ، والجِرْبِياءُ الريحُ التي بين الصَّبا والجَنُوب ، قال : فأَما الكِيمياء فكلمة أَحسبها أَعجمية . وقد تَكَبَّر واستكْبَر وتَكابَر وقيل تَكَبَّرَ : من الكِبْر ، وتَكابَر : من السِّنّ . والتكَبُّر والاستِكبار : التَّعظّم . وقوله تعالى : سأَصْرِفُ عن آياتيَ الذين يَتَكَبَّرون في الأَرض بغير الحق ؛ قال الزجاج : أَي أَجْعَلُ جزاءَهم الإِضلال عن هداية آياتي ؛ قال : ومعى يتكبرون أَي أَنهم يَرَوْنَ أَنهم أَفضل الخلق وأَن لهم من الحق ما ليس لغيرهم ، وهذه الصفة لا تكون إِلا لله خاصة لأَن الله ، سبحانه وتعالى ، هو الذي له القدرة والفضل الذي ليس لأَحد مثله ، وذلك الذي يستحق أَن يقال له المُتَكَبِّر ، وليس لأَحد أَن يتكبر لأَن الناس في الحقوق سواء ، فليس لأَحد ما ليس لغيره فالله المتكبر ، وأَعْلَم اللهُ أَن هؤلاء يتكبرون في الأَرض بغير الحق أَي هؤلاء هذه صفتهم ؛ وروي عن ابن العباس أَنه ، قال في قوله يتكبرون في الأَرض بغير الحق : من الكِبَر لا من الكِبْرِ أَي يتفضلون ويَرَوْنَ أَنهم أَفضل الخلق . وقوله تعالى : لَخَلْقُ السموات والأَرض أَكبر من خلق الناس ؛ أَي أَعجب . أَبو عمرو : الكابِرُ السيدُ ، والكابِرُ الجَدُّ الأَكْبَرُ . والإِكْبِرُ والأَكْبَرُ : شيء كأَنه خبيص يابس فيه بعض اللين ليس بشمع ولا عسل وليس بشديد الحلاوة ولا عذب ، تجيء النحل به كما تجيء بالشمع . والكُبْرى : تأْنيث الأَكْبَر والجمع الكُبَرُ ، وجمع الأَكْبَرِ الأَكابِرُ والأَكْبَرُون ، قال : ولا يقال كُبْرٌْ لأَن ههذ البنية جعلت للصفة خاصة مثل الأَحمر والأَسود ، وأَنت لا تصف بأَكبر كما تصف بأَحمر ، لا تقول هذا رجل أَكبر حتى تصله بمن أَو تدخل عليه الأَلف واللام . وفي الحديث : يَوْم الحَجِّ الأَكْبَرِ ، قيل : هو يوم النحر ، وقيل : يوم عرفة ، وإِنما سمي الحج الأَكبر لأَنهم يسمون العمرة الحج الأَصغر . وفي حديث أَبي هريرة : سَجَدَ أَحدُ الأَكْبَرَيْنِ في : إِذا السماءُ انشَقَّتْ ؛ أَراد الشيخين أَبا بكر وعمر . وفي حديث مازِنٍ : بُعِثَ نبيّ من مُضَر بدين الله الكُبَر ، جمع الكبرى ؛ ومنه قوله تعالى : إِنها لإِحدى الكُبَرِ ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره بشرائع دين الله الكُبَرِ . وقوله في الحديث : لا تُكابِرُوا الصلاةَ بمثلها من التسبيح في مقام واحد كأَنه أَراد لا تغالبوها أَي خففوا في التسبيح بعد التسليم ، وقيل : لا يكن التسبيح الذي في الصلاة أَكثر منها ولتكن الصلاة زائدة عليه . شمر : يقال أَتاني فلان أَكْبَرَ النهار وشَبابَ النهار أَي حين ارتفع النهار ، قال الأَعشى : ساعةً أَكْبَرَ النهارُ ، كما شدَّ مُحِيلٌ لَبُونَه إِعْتاما يقول : قتلناهم أَول النهار في ساعة قَدْرَ ما يَشُدّ المُحِيلُ أَخْلافَ إِبله لئلا يَرْضَعَها الفُصْلانُ . وأَكْبَر الصبيُّ أَي تَغَوَّطَ ، وهو كناية . والكِبْرِيتُ : معروف ، وقولهم أَعَزُّ من الكبريت الأَحمر ، إِنما هو كقولهم : أَعَزُّ من بَيْضِ الأَنُوقِ . ويقال : ذَهَبٌ كِبْرِيتٌ أَي خالص ؛ قال رُؤْبَةُ ابنُ العَجَّاج بن رؤبة : هل يَنْفَعَنّي كذبٌ سِخْتِيتُ ، أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ ؟ والكَبَرُ : الأَصَفُ ، فارسي معرب . والكَبَرُ : نبات له شوك . والكَبَرُ : طبل له وجه واحد . وفي حديث عبد الله بن زيد صاحب الأَذان : أَنه أَخَذَ عوداً في منامه ليتخذ منه كَبَراً ؛ رواه شمر في كتابه ، قال : الكبر بفتحتين الطبلُ فيما بَلَغَنا ، وقيل : هو الطبل ذو الرأْسين ، وقيل : الطبل الذي له وجه واحد . وفي حديث عطاء : سئل عن التعويذ يعلق على الحائط ، فقال : إِن كان في كَبَرٍ فلا بأْس أَي في طبل صغير ، وفي رواية : إِن كان في قَصَبَةٍ ، وجمعه كِبارٌ مثل جَمَلٍ وجِمالٍ . والأَكابِرُ : إَحياء من بكر بن وائل ، وهم شَيْبانُ وعامر وطلحة من بني تَيْم الله بن ثعلبة بن عُكابَة أَصابتهم سنة فانْتَجَعُوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ ونزلوا على بَدْرِ بن حمراء الضبي فأَجارهم ووفى لهم ، فقال بَدْرٌ في ذلك : وَفَيْتُ وفاءً لم يَرَ الناسُ مِثْلَهُ بتِعشارَ ، إِذ تَحْبو إِليَّ الأَكابِرُ والكُِبْرُ في الرِّفْعةِ والشَّرَف ؛ قال المَرَّارُ : ولِيَ الأَعْظَمُ من سُلاَّفِها ، ولِيَ الهامَةُ فيها والكُبُرْ وذُو كِبار : رجل . وإِكْبِرَةُ وأَكْبَرَةُ : من بلاد بني أَسد ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسيّ : فما شَهِدَتْ كَوادِسُ إِذْ رَحَلْنا ، ولا عَتَبَتْ بأَكْبَرَةَ الوُعُولُ "
المعجم: لسان العرب
نبأ
" النَّبَأُ : الخبر ، والجمع أَنْبَاءٌ ، وإِنَّ لفلان نَبَأً أَي خبراً . وقوله عز وجل : عَمَّ يَتساءَلُون عن النَّبَإِ العظيم . قيل عن القرآن ، وقيل عن البَعْث ، وقيل عن أَمْرِ النبي ، صلى اللّه عليه وسلم . وقد أَنْبَأَه إِيّاه وبه ، وكذلك نَبَّأَه ، متعدية بحرف وغير حرف ، أَي أَخبر . وحكى سيبويه : أَنا أَنْبُؤُك ، على الإِتباع . وقوله : إِلى هِنْدٍ مَتَى تَسَلِي تُنْبَيْ أَبدل همزة تُنْبَئِي إِبدالاً صحيحاً حتى صارت الهمزة حرف علة ، فقوله تُنْبَيْ كقوله تُقْضَيْ . قال ابن سيده : والبيت هكذا وجد ، وهو لا محالة ناقص . واسْتَنْبأَ النَّبَأَ : بحَث عنه . ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي : أَنْبَأْته وأَنْبأَنِي . قال ذو الرمة يهجو قوماً : زُرْقُ العُيُونِ ، إِذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا * ما يَسْرِقُ العَبْدُ ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا وقيل : نَابَأْتَهم : تركْتَ جِوارَهم وتَباعَدْت عنهم . وقوله عز وجل : فَعمِيَتْ عليهم الأَنْبَاءُ يومئذٍ فهم لا يَتَساءَلون . قال الفرَّاءُ : يقول القائل ، قال اللّه تعالى : وأَقْبَلَ بَعضُهم على بعض يَتَساءَلون ؛ كيف ، قال ههنا : فهم لا يتساءَلُون ؟، قال أَهل التفسير : انه يقول عَمِيَتْ عليهم الحُجَجُ يومئذٍ ، فسكتوا ، فذلك قوله تعالى فهم لا يَتَساءَلون . قال أَبو منصور : سمَّى الحُجَج أَنـْبَاءً ، وهي جمع النَّبَإِ ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عن اللّه ، عز وجل . الجوهري : والنَبِيءُ : الـمُخْبِر عن اللّه ، عز وجل ، مَكِّيَّةٌ ، لأَنه أَنْبَأَ عنه ، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ . قال ابن بري : صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ . وفي النهاية : فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر ، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ . قال : ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه . يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنـْبَأَ . قال سيبويه : ليس أَحد من العرب إِلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة ، بالهمز ، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ ، إِلاّ أَهلَ مكة ، فإِنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون غيرها ، ويُخالِفون العرب في ذلك . قال : والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة ، يعني لقلة استعمالها ، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك . أَلا ترى إِلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه ، فقال له : لا تَنْبِر باسْمي ، فإِنما أَنا نَبِيُّ اللّه . وفي رواية : فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّهِ ولكنِّي نبيُّ اللّه . وذلك أَنه ، عليه السلام ، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه ، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك ، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع ، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ . والجمع : أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ . قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ : يا خاتِمَ النُّبَآءِ ، إِنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا إِنَّ الإِلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً * في خَلْقِه ، ومُحَمَّداً سَمَّاك ؟
قال الجوهري : يُجْمع أَنْبِيَاء ، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف العلة كَعِيد وأَعْياد ، على ما نذكره في المعتل . قال الفرَّاءُ : النبيُّ : هو من أَنـْبَأَ عن اللّه ، فَتُرِك هَمزه . قال : وإِن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ ، وهي الارتفاع عن الأَرض ، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق ، فأَصله غير الهمز . وقال الزجاج : القِرَاءة المجمع عليها ، في الـنَّبِيِّين والأَنـْبِياء ، طرح الهمز ، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا . واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر . قال : والأَجود ترك الهمز ؛ وسيأْتي في المعتل . ومن غير المهموز : حديث البَراءِ . قلت : ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ ، فردَّ عَليَّ وقال : ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ . قال ابن الأَثير : انما ردَّ عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة ، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن ، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على الوجهين . والرَّسولُ أَخصُّ من النبي ، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً . ويقال : تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعَى النُّبُوّةَ . وتَنَبَّى كما تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه من الدجّالين الـمُتَنَبِّينَ . وتصغير النَّبِيءِ : نُبَيِّئٌ ، مثالُ نُبَيِّعٍ . وتصغير النُّبُوءة : نُبَيِّئَةٌ ، مثال نُبَيِّعةٍ . قال ابن بري : ذكر الجوهري في تصغير النَّبِيءِ نُبَيِّئٌ ، بالهمز على القطع بذلك . قال : وليس الأَمر كما ذَكر ، لأَن سيبويه ، قال : من جمع نَبِيئاً على نُبَآء ، قال في تصغيره نُبَيِّئ ، بالهمز ، ومن جمع نَبيئاً على أَنْبِياء ، قال في تصغيره نُبَيٌّ ، بغير همز . يريد : من لزم الهمز في الجمع لزمه في التصغير ، ومن ترك الهمز في الجمع تركه في التصغير . وقيل : الـنَّبيُّ مشتق من الـنَّبَاوةِ ، وهي الشيءُ الـمُرْتَفِعُ . وتقول العرب في التصغير : كانت نُبَيِّئةُ مُسَيْلِمَة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ . قال ابن بري الذي ذكره سيبوبه : كانت نُبُوّةُ مسيلمة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ ، فذكر الأَول غير مصغر ولا مهموز ليبين أَنهم قد همزوه في التصغير ، وإِن لم يكن مهموزاً في التكبير . وقوله عز وجل : وإِذ أَخذنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنْكَ ومِن نُوح . فقدّمه ، عليه الصلاة والسلام ، على نوح ، عليه الصلاة والسلام ، في أَخذ المِيثاق ، فانما ذلك لإِنّ الواو معناها الاجْتِماعُ ، وليس فيها دليلٌ أَن المذكور أَوّلاً لا يستقيم أَن يكون معناه التأْخير ، فالمعنى على مذهب أَهل اللغة : ومن نُوح وإِبراهيم ومُوسَى وعيسى بنِ مريمَ ومِنْكَ . وجاء في التفسير : إِنّي خُلِقْتُ قبل الأَنبياء وبُعِثْتُ بعدَهم . فعلى هذا لا تقديم ولا تأْخير في الكلام ، وهو على نَسَقِه . وأَخْذُ المِيثاقِ حين أُخْرِجوا من صُلْب آدمَ كالذَّرّ ، وهي النُّبُوءة . وتَنَبَّأَ الرَّجل : ادّعَى النُّبُوءة . ورَمَى فأَنْبَأَ أَي لم يَشْرِمْ ولم يَخْدِشْ . ونَبَأْتُ على القوم أَنْبَأُ نَبْأً إِذا طلعت عليهم . ويقال نَبَأْتُ من الأَرض إِلى أَرض أُخرى إِذا خرجتَ منها إليها . ونَبَأَ من بلد كذا يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً : طَرأَ . والنابِئُ : الثور الذي يَنْبَأُ من أَرض إِلى أَرض أَي يَخْرُج . قال عديّ بن زيد يصف فرساً : ولَهُ النَّعْجةُ الـمَرِيُّ تُجاهَ الرَّكْـ * ـبِ ، عِدْلاً بالنَّابِئِ المِخْراقِ أَرادَ بالنَّابِئِ : الثَّوْرَ خَرَج من بلد إِلى بلد ، يقال : نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ إِذا خَرج من بلد إِلى بلد . ونَبَأْتُ من أَرض إِلى أَرض إِذا خَرَجْتَ منها إِلى أُخرى . وسَيْلٌ نابِئٌ : جاء من بلد آخَر . ورجل نا بِئٌ . كذلك ، قال الأَخطل : أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عَنِّيَ القَذَى ، * فليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الخَمْرِ وليسَ قَذاها بالَّذِي قَدْ يَريبُها ، * ولا بِذُبابٍ ، نَزْعُه أَيْسَرُ الأَمْرِ . ( « وليس قذاها إلخ » سيأتي هذا الشعر في ق ذ ي على غير هذا الوجه .) ولكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ ، * أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْري
ويروى : قداها ، بالدال المهملة . قال : وصوابه بالذال المعجمة . ومن هنا ، قال الأَعرابي له ، صلى اللّه عليه وسلم ، يا نَبِيءَ اللّه ، فهَمز ، أَي يا مَن خَرَج من مكةَ إِلى المدينة ، فأَنكر عليه الهمز ، لأَنه ليس من لغة قريش . ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً : هَجَم وطَلَع ، وكذلك نَبَهَ ونَبَع ، كلاهما على البدل . ونَبَأَتْ به الأَرضُ : جاءَت به ، قال حنش بن مالك : فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ ، فإِنَّ الحُتُو * فَ يَنْبَأْنَ بالـمَرْءِ في كلِّ واد ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءاً : ارْتَفَعَ . والنَّبْأَةُ : النَّشْزُ ، والنَبِيءُ : الطَّرِيقُ الواضِحُ . والنَّبْأَةُ : صوتُ الكِلاب ، وقيل هي الجَرْسُ أَيّاً كان . وقد نَبَأَ نَبْأً . والنَّبْأَةُ : الصوتُ الخَفِيُّ . قال ذو الرمة : وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ ، نَدُسٌ ، * بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ ، ما في سَمْعِه كَذِبُ الرِّكْزُ : الصوتُ . والـمُقْفِرُ : أَخُو القَفْرةِ ، يريد الصائد . والنَّدُسُ : الفَطِنُ . التهذيب : النَّبْأَةُ : الصوتُ ليس بالشديد . قال الشاعر : آنَسَتْ نَبْأَةً ، وأَفْزَعَها القَنَّاصُ * قَصْراً ، وقَدْ دَنا الإِمْساءُ أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ . "