-
أخَّى
- أخَّى يؤخِّي ، أَخِّ ، تَأْخِيَةً ، فهو مُؤَخٍّ ، والمفعول مُؤَخًّى :-
• أخَّى زميلَه اتَّخذه أخًا .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أدَّى
- أدَّى / أدَّى إلى / أدَّى بـ يؤدِّي ، أَدِّ ، تَأْدِيَةً ، فهو مُؤَدٍّ ، والمفعول مُؤَدًّى :-
• أدَّى عملَه قام به ، أتمَّه وأنجزه ، قضاه :- أدَّى الصَّلاةَ : أقامها في وقتها ، - أدَّى واجبَه / التَّحيّةَ العسكريّة / اليمينَ الدستوريّة ، - أدَّى دورَ البطل في المسرحيّة ، - أدَّى الدَّيْنَ : وفّاه .
• أدَّى الحقَّ / أدَّى إليه الحقَّ : أوصله ، وسلَّمه :- أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ [ حديث ]، - { إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } .
• أدَّى المرضُ إلى الوفاة / أدَّى به المرضُ إلى الوفاة : انتهى وأفضى به ، قاده إليها :- أدَّى به الاكتئابُ إلى العزلة ، - أدَّى به دأبه وجدّه إلى التفوّق ، - سياسة العنف أدَّت إلى مزيد من التعقيدات ، - شنُّوا حربًا أدَّت بهم إلى الهلاك ، - كلُّ الطُّرق تؤدِّي إلى روما [ مثل ]: يُضرب للوسائل المختلفة التي تقود إلى غاية واحدة .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أدّ
- أد - يؤد ويئد ، أدا
1 - أد الجمل : هدر ، صوت . 2 - أد الحبل أو غيره : مده . 3 - أد في الأرض : ذهب . 4 - أدته المصيبة : أصابته . 5 - أده الأمر : أثقله وعظم عليه .
المعجم: الرائد
-
أخَّرَ
- أخَّرَ يؤخِّر ، تأخيرًا ، فهو مُؤخِّر ، والمفعول مُؤخَّر :-
• أخَّر الاجتماعَ أجَّله وأرجأه ، وعكسه قدَّم :- لا تؤخِّر عمل اليوم إلى الغد ، - { إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ } :-
• أخَّر عقارب السَّاعة : جعل التاسعة ثامنة مثلاً ، - أمرٌ لا يقدِّم ولا يؤخِّر : لا أهمّيَّة له ، - يُقدِّم رِجْلاً ويؤخِّر أخْرى : يتردَّد في أمره بين الإقدام عليه والإحجام عنه .
• أخَّر الرَّجلَ عن عمله : أمهلَه ، عوَّقه وبطَّأه :- { لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أدَّبَ
- أدَّبَ يؤدِّب ، تَأْديبًا ، فهو مُؤدِّب ، والمفعول مُؤدَّب :-
• أدَّبَ الغلامَ
1 - هذّبه وربّاه على محاسن الأخلاق :- من أدَّب ولده صغيرًا سُرَّ به كبيرًا ، - وَيُؤَدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا [ حديث ] .
2 - علّمه فنون الأدب .
• أدَّبَ المسيءَ : عاقبه وجازاه على إساءته وقوَّم عوجه :- أدَّب الحاكمُ المسيئين / المتهرِّبين من الضرائب .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
آدبَ
- آدبَ يُؤدِب ، إيدابًا ، فهو مُؤْدِب ، والمفعول مُؤْدَب ( للمتعدِّي ) :-
• آدَبَ الرَّجلُ أدَب ، صنَع مَأْدُبةً .
• آدَبَ القومَ إلى طعامه : أدَبهم ، دعاهم إلى طعامه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أدَّمَ
- أدَّمَ يُؤَدِّم ، تأديمًا ، فهو مُؤَدِّم ، والمفعول مُؤَدَّم :-
• أدَّم الخُبْزَ أكثر فيه الإدامَ ، وهو ما يُستمرأ به الخبز .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
آدمَ
- آدمَ يُؤدم ، إيدامًا ، فهو مُؤْدِم ، والمفعول مُؤْدَم ( للمتعدِّي ) :-
• آدم اللهُ بينهم أصلح ووفَّق بينهم .
• آدَم الخبزَ : خلطه بالإدام ، أو جعل معه شيئًا يُطيّبه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أذَّنَ
- أذَّنَ / أذَّنَ بـ / أذَّنَ لـ يؤذِّن ، تَأذينًا ، فهو مُؤَذِّن ، والمفعول مُؤَذَّن ( للمتعدِّي ) :-
• أذَّن الدِّيكُ صاح وصوَّت .
• أذَّن الشَّيءَ : جعل له أُذُنًا :- أذَّن الإبريقَ ليتمكَّن من حمله بسهولة .
• أذَّن بالشَّيء : نادى به ، وأكثر الإعلام به :- { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً } :-
• أذَّن في مالطا : عمل عملاً دون فائدة .
• أذَّن بالصَّلاة / أذَّن للصَّلاة : نادى بالأذان داعيًا إليها :- { أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
آذنَ
- آذنَ / آذنَ بـ يُؤذن ، إيذانًا ، فهو مُؤْذِن ، والمفعول مُؤْذَن :-
• آذنه الأمرَ / آذنه بالأمر أعلمه وأخبره به :- { فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ ءَاذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ } .
• آذن بالأمر : نادى وأعلم به :- آذن المؤذِّن بالصلاة ، - آذن بقرب وصول الطائرة :-
• آذن الحُكْمُ بالسُّقوط : بدأ ينهار ، - آذنت الشَّمسُ بالغروب : أوشكت أن تغرب .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أذَّى
- أذَّى يُؤذِّي ، أَذِّ ، تأذِيَةً ، فهو مُؤَذٍّ ، والمفعول مُؤذًّى :-
• أذَّاه سبَّب له الأذى ؛ سبَّب له ضررًا غير جسيم .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
آذى
- آذى يُؤذي ، آذِ ، إيذاءً ، فهو مُؤذٍ ، والمفعول مُؤذًى :-
• آذى الرَّجلَ أضرَّه ، أصابه بضرر أو مكروه :- إنَّه لا يؤذي إلاّ نفسه ، - مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ [ حديث ]، - { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ } .
• آذى اللهَ ورسولَه :
1 - عصاهما وأساء الأدب معهما :- { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ } .
2 - عاقبه :- { وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا }: عاقبوهما بالشتم والضرب ، أو التعزير .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
-
أذي
- " الأَذَى : كل ما تأَذَّيْتَ به .
آذاه يُؤذِيه أَذىً وأَذاةً وأَذِيَّةً وتَأَذَّيْت به .
قال ابن بري : صوابه آذاني إيذاءً ، فأَما أَذىً فمصدر أَذِيَ أَذىً ، وكذلك أَذاة وأَذِيَّة .
يقال : أَذِيْت بالشيء آذَى أَذىً وأَذاةً وأَذِيَّةً فأَنا أَذٍ ؛ قال الشاعر : لقَدْ أَذُوا بِكَ وَدُّوا لو تُفارِقُهُم ، أَذَى الهَراسةِ بين النَّعلِ والقَدَم وقال آخر : وإذا أَذِيتُ ببَلْدَةٍ فارَقْتُها ، ولا أُقيم بغَيرِ دَارِ مُقام ابن سيده : أَذِيَ به أَذىً وتَأَذّى ؛
أَنشد ثعلب : تَأَذِّيَ العَوْدِ اشْتكى أن يُرْكَبا والاسم الأَذِيَّةُ والأَذاة ؛
أَنشد سيبويه : ولا تَشْتُم المَوْلى وتَبْلُغْ أَذاتَهُ ، فإنَّك إن تَفْعَلْ تُسَفَّهْ وتَجْهَل وفي حديث العَقيقة : أَمِيطوا عنه الأَذى ، يريد الشعر والنجاسة وما يخرج على رأْس الصبي حين يولد يُحْلَق عنه يوم سابعه .
وفي الحديث : أَدْناها إماطةُ الأَذَى عن الطريق ، وهو ما يؤْذِي فيها كالشوك والحجر والنجاسة ونحوها .
وفي الحديث : كلُّ مُؤْذٍ في النار ، وهو وعيد لمن يُؤْذِي الناس في الدنيا بعقوبة النار في الآخرة ، وقيل : أَراد كلّ مُؤذٍ من السباع والهوام يُجْعَل في النار عقوبةً لأَهلها .
التهذيب : ورجل أَذيٌّ إذا كان شديد التأَذِّي ، فِعْلٌ له لازمٌ ، وبَعيرٌ أَذيٌّ .
وفي الصحاح : بَعيرٌ أَذٍ على فَعِلٍ ، وناقة أَذِيَةٌ : لا تستقر في مكان من غير وجع ولكن خِلْقَةً كأَنها تشكو أَذىً .
والأَذِيُّ من الناس وغيرهم : كالأَذِي ؛
قال : يُصاحِبُ الشَّيطانَ مَنْ يُصاحِبُه ، فَهْوَ أَذيٌّ حَمَّةٌ مَصاوِبُه (* قوله « حمة » كذا في الأصل بالحاء المهملة مرموزاً لها بعلامة الإهمال ) .
وقد يكون الأَذِيٌّ .
وقوله عز وجل : وَدَعْ أَذاهم ؛ تأْويلُه أَذى المنافقين لا تُجازِهِمْ عليه إلى أَن تُؤْمَرَ فيهم بأَمر .
وقد آذَيْتُه إيذاءً وأَذِيَّةً ، وقد تَأَذَّيْتُ به تَأَذِّياً ، وأَذِيتُ آذى أَذىً ، وآذى الرجلُ : فَعَل الأَذى ؛ ومنه قوله ، صلى الله عليه وسلم ، للذي تَخَطَّى رِقاب الناس يَوْم الجُمُعَة : رأَيْتُك آذَيْتَ وآتَيْتَ .
والآذيُّ : المَوْجُ ؛ قال امرؤ القيس يصف مطراً : ثَجَّ ، حَتَّى ضاق عن آذِيِّه عَرْضُ خِيمٍ فحِفاف فَيُسُر ابن شميل : آذيُّ الماء الأَطباق التي تراها ترفعها من مَتْنهِ الريحُ دونَ المَوْج .
والآذيُّ : المَوْجُ ؛ قال المُغِيرة بن حَبْناء : إذا رَمى آذِيُّهُ بالطِّمِّ ، تَرى الرِّجالَ حَوْلَه كالصُّمِّ ، من مُطْرِقٍ ومُنْصِتٍ مُرِمِّ الجوهري : الآذيُّ مَوْجُ البحر ، والجمع الأَواذيُّ ؛
وأَنشد ابن بري للعَجّاج : طَحْطَحَهُ آذيُّ بَحْرٍ مُتْأَقِ وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله تعالى : وإذ أَخَذَ رَبُّك من بَني آدم من ظُهورهم ذُرِّيَّاتِهم ، قال : كأَنَّهم الذَّرُّ في آذِيِّ الماء .
الآذيُّ ، بالمد والتشديد : المَوْجُ الشديد .
وفي خُطْبَة علي ، عليه السلام : تَلْتَطِمُ أَو اذيُّ مَوْجِها .
وإذا وإذْ : ظَرْفان من الزمان ، فإذا لِمَا يأْتي ، وإذْ لِمَا مضى وهي محذوفة من إذا .
"
المعجم: لسان العرب
-
أخر
- " في أَسماء الله تعالى : الآخِرُ والمؤخَّرُ ، فالآخِرُ هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه ، والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ فَيضعُها في مواضِعها ، وهو ضدّ المُقَدَّمِ ، والأُخُرُ ضد القُدُمِ .
تقول : مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً ، والتأَخر ضدّ التقدّم ؛ وقد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً ؛ عن اللحياني ؛ وهذا مطرد ، وإِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية .
وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ ، واستأْخَرَ كتأَخَّر .
وفي التنزيل : لا يستأْخرون ساعة ولا يستقدمون ؛ وفيه أَيضاً : ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرينَ ؛ يقول : علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ عنه ، وقيل : عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها ، وقال ثعلبٌ : عَلمنا من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً ، وقيل : إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيمن يصلي في النساء ، فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف ، فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه ، والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل .
وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال له : أَخِّرْ عني يا عمرُ ؛
يقال : أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى ؛ كقوله تعالى : لا تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله ؛ أَي لا تتقدموا ، وقيل : معناهُ أَخَّر عني رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة .
والتأْخيرُ : ضدُّ التقديم .
ومُؤَخَّرُ كل شيء ، بالتشديد : خلاف مُقَدَّمِه .
يقال : ضرب مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره .
وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها : ما وَليَ اللِّحاظَ ، ولا يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين .
ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ : الذي يلي الصُّدْغَ ، ومُقْدِمُها : الذي يلي الأَنفَ ؛ يقال : نظر إِليه بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه ؛ ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها : جاء في العين بالتخفيف خاصة .
ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره ، كله : خلاف قادِمته ، وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب .
وفي الحديث : إِذا وضَعَ أَحدكُم بين يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه ؛ هي بالمدّ الخشبة التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير .
وفي حديث آخَرَ : مِثْلَ مؤْخرة ؛ وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه ، وقد منع منها بعضهم ولا يشدّد .
ومُؤْخِرَة السرج : خلافُ قادِمتِه .
والعرب تقول : واسِطُ الرحل للذي جعله الليث قادِمَه .
ويقولون : مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل ؛ قال يعقوب : ولا تقل مُؤْخِرَة .
وللناقة آخِرَان وقادمان : فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها ، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها ، والآخِران من الأَخْلاف : اللذان يليان الفخِذَين ؛ والآخِرُ : خلافُ الأَوَّل ، والأُنثَى آخِرَةٌ .
حكى ثعلبٌ : هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً .
الأَزهري : وأَمَّا الآخِرُ ، بكسر الخاء ، قال الله عز وجل : هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن .
روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال وهو يُمَجِّد الله : أنت الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء .
الليث : الآخِرُ والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة ، والمستأْخِرُ نقيض المستقدم ، والآخَر ، بالفتح : أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ ، والأُنثى أُخْرَى ، إِلاَّ أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة .
والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ ، وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر ، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها .
قال الأَخفش : لو جعلْتَ في الشعر آخِر مع جابر لجاز ؛ قال ابن جني : هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ أَحدٌ همزة آخِر ، ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع فيها ، وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ ، أَلا تراهم لما كسَّروا ، قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ ، كما ، قالوا جابِرٌ وجوابِرُ ؛ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً ، قال : إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً ، وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ : هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه ، وقَرَّتْ به العينانِ ، بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ .
وقوله تعالى : فآخَرَان يقومانِ مقامَهما ؛ فسَّره ثعلبٌ فقال : فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن ، وقال الفراء : معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ على مسلمٍ في غير هذا ، والجمع بالواو والنون ، والأُنثى أُخرى .
وقوله عز وجل : وليَ فيها مآربُ أُخرى ؛ جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية ، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ .
وقولهم : جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم ؛ وأَنشد : أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ وقال الفراءُ في قوله تعالى : والرسولُ يدعوكم في أُخراكم ؛ مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ .
الليث : يقال هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ ، قال : وأُخَرُ جماعة أُخْرَى .
قال الزجاج في قوله تعالى : وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ ؛ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ ، وهو أُخْرًى وآخَرُ ، وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ ؛ وإذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ ، وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ ، وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ ، وما أَشبههما .
وقرئ : وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ ؛ على الواحدِ .
وقوله : ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى ؛ تأْنيث الآخَر ، ومعنى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ ؛ وقولُ أَبي العِيالِ : إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَدَّ ، عن أُخْراتِها ، العُصَب ؟
قال السُّكَّريُّ : أَراد أُخْرَياتِها فحذف ؛ ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي : ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه ، مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَم ؟
قال ابن جني : وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ ، أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ ، وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ ؟ إَلاَّ أَنَّ هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام ، وأُخْرَى ليست بطويلةٍ .
قال : وقد يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ لغير التأْنيثِ ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ ، ومثلُهُ بُهْمَاةٌ ، ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ ، أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء ؟ ثم ، قال العجاج : فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ .
قال ابن سيده : وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبيدة ، قال في بعض كلامه : أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ ؛ وقد ، قال العجاج : فحط في علقى وفي مكور فلم يصرِفْ ، وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة ، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال : إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا ؛ يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ .
وقولُهُم : لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي أَي أَبداً ، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ ؛
قال : وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ ، يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كان في آخِرهم .
والأَجادلُ : جمع أَجْدلٍ الصَّقْر .
وخَوْتُ البازِي : انقضاضُهُ للصيدِ ؛ قال ابنُ بَرِّي : وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى المنونِ ليس من كلام الجوهريّ ، وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ ، وهو : أَن لا تزالوا ، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَى المنونِ ، مَوالياً إِخوان ؟
قال ابن بري : وقبله : أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا ؟ وأُخَرُ : جمع أُخْرَى ، وأُخْرَى : تأْنيثُ آخَرَ ، وهو غيرُ مصروفٍ .
وقال تعالى : قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ ، لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً ، تقولُ : مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك وبامرأَةٍ أَفضل منك ، فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت ، تقولُ : مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ ، ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ ؛ وقالت امرأَةٌ من العرب : صُغْراها مُرَّاها ؛ ولا يجوز أَن تقول : مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ وهما يتعاقبان عليه ، وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ ، وبغير الأَلف واللامِ ، وبغير الإِضافةِ ، تقولُ : مررتُ برجل آخر وبرجال وآخَرِين ، وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ ، فلما جاء معدولاً ، وهو صفة ، مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ ، فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ ، ولم تَصرفْه عند سيبويه ؛ وقول الأَعشى : وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني ، فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى .
والأُخْرَى والآخِرَةُ : دارُ البقاءِ ، صفةٌ غالبة .
والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ ، وهو صفة ، يقال : جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ ، بفتح الخاءِ ، وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ ؛ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ .
وفي الحديث : كان رسولُ الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقولُ : بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه .
قال ابن الأَثير : ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه ، وهو بفتح الهمزة والخاءُ ؛ ومنه حديث أَبي هريرة : لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً .
ويقال : لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ ، بالمدّ ، أَي آخِرَ كلِّ شيء ، والأُنثى آخِرَةٌ ، والجمع أَواخِرُ .
وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ ؛ عن ابن الأَعرابي ، ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين ؛ قال ابن سيده : وعندي أَنها المرَّةُ الثانيةُ من المرَّتين .
وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف ؛ وقال امرؤ القيس يصفُ فرساً حِجْراً : وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ ، شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة .
والبَدْرَةُ : التي تَبْدُر بالنظر ، ويقال : هي التامة كالبَدْرِ .
ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ : يعني أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها .
وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة ، ولا يقالُ : بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً .
ويقال في الشتم : أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ ، بكسر الخاء وقصر الأَلِف ، والأَخِيرَ ولا تقولُه للأُنثى .
وحكى بعضهم : أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ ، بالمد ، والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ .
شمر في قولهم : إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا ، قال ابن شميل : الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ ؛ وقال شمر : معنى المؤُخَّرِ الأَبْعَدُ ؛ قال : أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء .
وفي حديث ماعِزٍ : إِنَّ الأَخِرَ قد زنى ؛ الأَخِرُ ، بوزن الكِبِد ، هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير .
ويقال : لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ؛ ابن السكيت : يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه .
وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه ، وهي آخِرَةُ الرحلِ .
والمِئخارُ : النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام :، قال : ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا ، مِن وَقْعِه ، يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى : ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ .
وقال أَبو حنيفة : المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء ، وأَنشد البيت أَيضاً .
وفي الحديث : المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ؛ ويروى بالمدّ ، أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب .
"
المعجم: لسان العرب
-
أدب
- " الأَدَبُ : الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس ؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى الـمَحامِد ، ويَنْهاهم عن المقَابِح .
وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ ، ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ : مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ .
ابن بُزُرْج : لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً ، وأَنت أَدِيبٌ .
وقال أَبو زيد : أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً ، فهو أَدِيبٌ ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً ، في العَقْلِ ، فهو أَرِيبٌ . غيره : الأَدَبُ : أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ .
والأَدَبُ : الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ .
وأَدُبَ ، بالضم ، فهو أَدِيبٌ ، من قوم أُدَباءَ .
وأَدَّبه فَتَأَدَّب : عَلَّمه ، واستعمله الزجاج في اللّه ، عز وجل ، فقال : وهذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه ، صلى اللّه عليه وسلم .
وفلان قد اسْتَأْدَبَ : بمعنى تَأَدَّبَ .
ويقال للبعيرِ إِذا رِيضَ وذُلِّلَ : أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ .
وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي : وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ * ونَجْرانَ ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ الـمُذَلَّلِ والأُدْبَةُ والـمَأْدَبةُ والـمَأْدُبةُ : كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ .
قال صَخْر الغَيّ يصف عُقاباً : كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر ، في قَعْرِ عُشِّها ، * نَوَى القَسْبِ ، مُلْقًى عند بعض الـمَآدِبِ القَسْبُ : تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى .
شَبَّه قلوبَ الطير في وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ ، كما شبهه امْرُؤُ القيس بالعُنَّاب في قوله : كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ ، رَطْباً ويابِساً ، * لَدَى وَكْرِها ، العُنَّابُ والحَشَفُ البالي والمشهور في الـمَأْدُبة ضم الدال ، وأَجاز بعضهم الفتح ، وقال : هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ .
قال سيبويه :، قالوا الـمَأْدَبةُ كما ، قالوا الـمَدْعاةُ .
وقيل : الـمَأْدَبةُ من الأَدَبِ .
وفي الحديث عن ابن سعود : إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه ، يعني مَدْعاتَه .
قال أَبو عبيد : يقال مَأْدُبةٌ ومَأْدَبةٌ ، فمن ، قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل ، فيَدْعُو إِليه الناسَ ؛ يقال منه : أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً ، ورجل آدِبٌ .
قال أَبو عبيد : وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه ؛ ومن ، قال مَأْدَبة : جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ .
وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد .
قال أَبو عبيد : ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره ؛ قال : والتفسير الأَول أَعجبُ إِليّ .
وقال أَبو زيد : آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً ، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً ، والـمَأْدُبةُ : الطعامُ ، فُرِقَ بينها وبين الـمَأْدَبةِ الأَدَبِ .
والأَدْبُ : مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم ، بالكسر ، أَدْباً ، إِذا دعاهم إِلى طعامِه .
والآدِبُ : الداعِي إِلى الطعامِ .
قال طَرَفَةُ : نَحْنُ في الـمَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى ، * لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ وقال عدي : زَجِلٌ وَبْلُهُ ، يجاوبُه دُفٌّ * لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ ، وزَمِيرُ والمَأْدُوبَةُ : التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ .
وفي حديث عليّ ، كرّم اللّه وجهه : أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ .
الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى الـمَأْدُبة ، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس .
وفي حديث كعب ، رضي اللّه عنه : إِنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ .
أَراد : أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ من لحُومِهم .
وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً ، وأَدَبَ : عَمِلَ مَأْدُبةً .
أَبو عمرو يقال : جاشَ أَدَبُ البحر ، وهو كثْرَةُ مائِه .
وأَنشد : عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه ، والأَدْبُ : العَجَبُ .
قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ ، وحَبَّةُ أُمُّه : بِشَمَجَى الـمَشْي ، عَجُولِ الوَثْبِ ، غَلاَّبةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ ، حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ الأُزْبِيُّ : السُّرْعةُ والنَّشاطُ ، والشَّمَجَى : الناقةُ السرِيعَةُ .
ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف : الإِدْبُ ، بكسر الهمزة ؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته ، قال : وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل .
الأَصمعي : جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ ، مجزوم الدال ، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ ، وأَنشد : سمِعتُ ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ ، * أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي "
المعجم: لسان العرب
-
أذن
- " أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً : عَلِم .
وفي التنزيل العزيز : فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله ؛ أَي كونوا على عِلْمٍ .
وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به : أَعْلَمَه ، وقد قُرئ : فآذِنوا بحربٍ من الله ؛ معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله .
ويقال : قد آذَنْتُه بكذا وكذا ، أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ، ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا .
ويقال : أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً ، بكسر الهمزة وجزمِ الذال ، واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً .
وأَذَّنْتُ : أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء .
والأَذانُ : الإعْلامُ .
وآذَنْتُكَ بالشيء : أَعْلمتُكه .
وآذَنْتُه : أَعْلَمتُه .
قال الله عز وجل : فقل آذَنْتُكم على سواءٍ ؛ قال الشاعر : آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً : عَلِمَ به .
وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي : كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به .
ويقال : أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ .
وقوله عز وجل : وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ ؛ أَي إعْلامٌ .
والأَذانُ : اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ ، وهو المصدر الحقيقي .
وقوله عز وجل : وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم ؛ معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم ، وقوله عز وجل : وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله ؛ معناه بِعلْمِ الله ، والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله ، لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه .
ويقال : فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ، ويكون بإِذْنِه بأَمره .
وقال قومٌ : الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ ؛
وأَنشدوا : طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ، ولم تكُنْ بها رِيبةٌ ، مما يُخافُ ، تَريب ؟
قال ابن بري : الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ ، مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ ، قال : وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ ؛ قال ابن سيده : وبيت امرئ القيس : وإني أَذِينٌ ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً ، بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا (* في رواية أخرى : وإني زعيمٌ ).
أَذينٌ فيه : بمعنى مُؤْذِنٍ ، كما ، قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع .
والأَذِين : الكفيل .
وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال : أَذِينٌ أَي زَعيم .
وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي .
وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً : أَباحَهُ له .
واسْتَأْذَنَه : طَلَب منه الإذْنَ .
وأَذِنَ له عليه : أَخَذَ له منه الإذْنَ .
يقال : ائْذَنْ لي على الأمير ؛ وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث : وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي ، إذا شئتُ ، قادِرُ وقول الشاعر : قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ ، فإني حَمْؤُها وجارُها .
قال أَبو جعفر : أَراد لِتأْذَنْ ، وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم ، وقرئ : فبذلك فَلْتِفْرَحوا .
والآذِنُ : الحاجِبُ ؛ وقال : تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً : اسْتَمَعَ ؛ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ : إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي ، وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به ، وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنو ؟
قال ابن سيده : وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع .
وفي الحديث : ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن ؛ قال أَبو عبيد : يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به .
يقال : أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له ؛ قال عديّ : أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ ، إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل : وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ ؛ أَي اسْتَمعَتْ .
وأَذِنَ إليهِ أَذَناً : استمع إليه مُعْجباً ؛
وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم : فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً ، أَذِنَّ إلى الحديثِ ، فهُنَّ صُورُ وقال عديّ : في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له ، وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ : أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : فلا وأَبيك خَيْر منْك ، إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ : اسْتَمع ومالَ .
والأُذْنُ والأُذُنُ ، يخفَّف ويُثَقَّل : من الحواسّ أُنثى ، والذي حكاه سيبويه أُذْن ، بالضم ، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك ، وتصغيرها أُذَيْنة ، ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن ، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر ، فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً .
ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ : مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له ؛ وصَفُو به كما ، قال : مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة .
قال أَبو علي :، قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ ، فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد .
قال ابن بري : ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ، ولا يثنى ولا يجمع ، قال : وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما ، قالوا للمرأَة : ما أَنتِ إلا بُطَين .
وفي التنزيل العزيز : ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم ؛ أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ، ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويقول : إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ ، فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ .
وقوله تعالى : أُذُنُ خيرٍ لكم ، أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ، ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به .
وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم : هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه .
ورجل أُذانِيّ وآذَنُ : عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما ، وكذلك هو من الإبلِ والغنم ، ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ .
وفي حديث أَنس : أَنه ، قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ ؛ قالَ ابن الأَثير : قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ، ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ ، وقيل : إن هذا القول من جملة مَزْحه ، صلى الله عليه وسلم ، ولَطيف أَخلاقه كما ، قال للمرأَة عن زوجها : أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً ، فهو مأْذونٌ : أَصاب أُذُنَه ، على ما يَطَّرِد في الأَعضاء .
وأَذَّنَه : كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ، ومن كلامهم : لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ ؛ الجابهُ : الواردُ ، وقيل : هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ ، والجَوْزةُ : السَّقْية من الماء ، يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ، ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك .
وأُذِنَ : شكا أُذُنَه ؛ وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ، ولذلك ، قال بعض المُحاجِين : ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ .
وقال أَبو حنيفة : إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه .
وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه ، كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه ، وكلُّه مؤنث .
وأُذُنُ العَرفج والثُّمام : ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ ، وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ .
وآذانُ الكيزانِ : عُراها ، واحدَتها أُذُنٌ .
وأُذَيْنةُ : اسم رَجُلٍ ، ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية ، إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو ، وقيل : أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن .
وبنو أُذُنٍ : بطنٌ من هوازن .
وأُذُن النَّعْل : ما أَطافَ منها بالقِبال .
وأَذَّنْتُها : جعلتُ لها أُذُناً .
وأَذَّنْتُ الصبيَّ : عرَكْتُ أُذُنَه .
وأُذُنُ الحمارِ : نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر ، وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد ، وفيه حلاوة ؛ عن أَبي حنيفة .
والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ : النّداءُ إلى الصلاة ، وهو الإعْلام بها وبوقتها .
قال سيبويه : وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ ، فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ، ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت بإعْلانٍ ، وآذَنْتُ أََعلمْت .
وقوله عز وجل : وأَذِّنْ في الناس بالحجّ ؛ روي أَنَّ أَذان إبراهيم ، عليه السلام ، بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى : أَيّها الناس ، أَجيبُوا الله ، يا عباد الله ، أَطيعوا الله ، يا عباد الله ، اتقوا الله ، فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض ، فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج ، فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم ، عليه السلام .
وروي أَن أَذانه بالحجّ كان : يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ .
والأَذِينُ : المُؤذِّنُ ؛ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش : شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً ، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ : الطَّرْدُ .
والمِئْذنةُ : موضعُ الأَذانِ للصلاة .
وقال اللحياني : هي المنارةُ ، يعني الصَّومعةَ .
أَبو زيد : يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة ؛ قال الشاعر : سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة : معروف ، والأَذِينُ مثله ؛ قال الراجز : حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً ؛ وقال جرير يهجو الأَخطل : إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً ، جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ ، فهل لكم ، يا خُزْرَ تَغْلِبَ ، من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ ، لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ ، إذ تَحَنَّفَ كارِهاً ، أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى ، بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً ، أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت : هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً ، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري : والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً .
قال : وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن ، قال : والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة ؛
وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي : سَحْقاً ، وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ : اسمُ التأْذين ، كالعذاب اسم التّعذيب .
قال ابن الأَثير : وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان ، وهو الإعلام بالشيء ؛ يقال منه : آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً ، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً ، والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة .
والأَذانُ : الإقامةُ .
ويقال : أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه ، قال : وهذا حرفٌ غريب ؛ قال ابن بري : شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق : وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي ، فَوْقَها ، بأَذان وفي الحديث : أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال ، عليه السلام : قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن ؛ أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة ؛ التَّقْريسُ : التَّبْريدُ ، والشِّنان : القِرَبْ الخُلْقانُ .
وفي الحديث : بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ ؛ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض .
وأَذَّنَ الرجلَ : ردَّه ولم يَسْقِه ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا ؛ قال ابن سيده : وهذا هو المعروف ، وقيل : أَذَّنه نَقَر أُذُنَه ، وهو مذكور في موضعه .
وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم .
وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم ؛ قال : فقلتُ : تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً ، والاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل : وإذ تأَذَّنَ ربُّك ؛ قيل : تَأَذَّن تأَلَّى ، وقيل : تأَذَّنَ أَعْلَم ؛ هذا قول الزجاج .
الليث : تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل ، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى ، كما يقال : أَيْقَن وتَيَقَّنَ .
ويقال : تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم ، يكون في التهديد والنَّهيْ ، أَي تقدَّم وأَعْلمَ .
والمُؤْذِنُ : مثل الذاوي ، وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ .
وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ ، فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ ؛ قال الراعي : وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب : والأذَنُ التِّبْنُ ، واحدته أَذَنةٌ .
وقال ابن شُميل : يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة .
والأََذَنَةُ : خوصةُ الثُّمامِ ، يقال : أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه .
ابن شميل : أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته ، وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته ، وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه ، وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به ، وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها ، وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ، ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً .
ابن سيده : وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ ، وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى ، وقالوا : ذَنْ لا أَفعلَ ، فحذفوا همزة إذَنْ ، وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً ، وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف ، وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين ، فإنْ قلت : فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب : إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ ، وإن كان ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ ، فالنون فيها بعضُ حرفٍ ، فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف ، وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ ، فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان ، فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن .
الجوهري : إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ ، إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير ؛
وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ ، قال : وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ : ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه ، إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروب ؟
قال الجوهري : إذا ، قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ ، قلتَ : إذَنْ أُكْرمَك ، وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ : أُكْرِمُكَ إذنْ ، فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل ، لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة ، وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا ، كما تقول زيدَا ، وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً ، كقولك : أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء ، وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ ، إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ .
"
المعجم: لسان العرب